تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

[٩٩] قوله تعالى :

(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ) [٩٨]

[١٣٩] ـ أنا زكريّا بن يحيى ، نا إسحاق ، نا المقري ، نا حيوة بن شريح ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن قال : قطع على أهل المدينة بعث إلى اليمن فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني عن ذلك أشدّ النّهيّ ، وقال :

__________________

(٥ / ١٤٤ ، ١٤٦) ، وأبو يعلى (رقم ١٧٢٥) ، والدارمي (٢ / ٢٠٩) ، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (رقم ٢٦٠٥) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٤٠ ، ٤١ ، ٤٢ ـ الإحسان) ، والبيهقي في سننه (٩ / ٢٣) ، والواحدي في «الأسباب» (ص ١٣٢) ، من طرق عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ٢٠٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في «المصاحف» والبغوي في معجمه عن البراء بن عازب ـ به.

ويشهد للحديث ما سبق (رقم ١٣٧) من حديث ابن عباس ، وفي الباب عن زيد بن ثابت ، وسهل بن سعد وجابر وغيرهم رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.

قوله «الكتف والدواة» : الكتف : عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب ، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. والدواة : ما يكتب منه.

(١٣٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٩٦) كتاب ـ

٤٠١

أخبرني ابن عبّاس أنّ ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثّرون سواد المشركين فيأتي أحدهم السّهم يرمى به فيصيبه فيقتله أو يضرب فيقتل ، فنزلت (الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا : فِيمَ كُنْتُمْ؟ قالُوا : كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ) الآية [النساء : ٩٧].

* * *

__________________

التفسير ، باب (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) ـ إلى قوله ـ (فَتُهاجِرُوا فِيها) الآية و (رقم ٧٠٨٥) كتاب الفتن ، باب من كره أن يكثّر سواد الفتن والظلم ، عاليا عن عبد الله بن يزيد المقري عن حيوة ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٦٢١٠).

٤٠٢

[١٠٠] قوله عزوجل :

(فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) [١٠١]

[١٤٠] ـ أخبرني شعيب بن يوسف ، عن يحيى وهو ابن سعيد القطّان ، عن ابن جريج ، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي عمّار ، عن عبد الله بن باباه ، عن يعلى بن أميّة قال :

قلت لعمر : إقصار الصّلاة ، قال الله عزوجل / (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) وقد ذهب ذلك الآن ، قال : عجبت ممّا عجبت منه ، سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «صدقة تصدّق الله عليكم ، فاقبلوا صدقته».

* * *

__________________

(١٤٠) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٦٨٦ / ٤) كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب صلاة المسافرين وقصرها* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ١١٩٩ ، ١٢٠٠) كتاب الصلاة ، باب صلاة المسافر* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٣٤) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ١٤٣٣) كتاب تقصير الصلاة في السفر* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ١٠٦٥) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب تقصير الصلاة في السفر ، كلهم من طريق ابن جريج عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٠٦٥٩)

٤٠٣

[١٠١] قوله تعالى :

(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ) [١٠٢]

[١٤١] ـ أنا أحمد بن الخليل ، والعبّاس بن محمّد قالا : حدّثنا حجّاج قال : قال ابن جريج : أخبرني يعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى) : عبد (١) الرّحمن بن عوف ـ زاد أحمد ـ كان جريحا.

* * *

__________________

(١) هكذا ، وليس هناك سقط ، ومعناه : عبد الرحمن بن عوف كان جريحا ، أي فنزلت الآية فيه.

__________________

(١٤١) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٩٩) كتاب التفسير ، باب وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ عن محمد بن مقاتل عن حجاج ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٥٦٥٣).

وأخرجه أيضا الطبري في تفسيره (٥ / ١٦٦) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٠٨) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في سننه (٣ / ٢٥٥) ، ثلاثتهم من طريق الحجاج بن محمد ـ به.

وفي رواية الحاكم التصريح بأنها نزلت في عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ٢١٤) لابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس.

٤٠٤

[١٠٢] قوله تعالى :

(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) [١٢٣]

[١٤٢] ـ أنا أبو بكر بن عليّ ، نا يحيى بن معين ، نا ابن عيينة ، عن ابن محيصن ، عن محمّد بن قيس بن مخرمة ، عن أبي هريرة قال : لمّا نزلت (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) شقّ ذلك على المسلمين ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألوه فقال : «قاربوا ، وسدّدوا ، ففي كلّ ما يصاب به العبد كفّارة ، حتّى النّكبة ينكبها والشّوكة يشاكّها».

* * *

__________________

(١٤٢) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٥٧٤) كتاب البر والصلة والآداب ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٣٨) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» كلاهما من طريق سفيان ابن عيينة عن ابن محيصن عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٤٥٩٨).

قوله «قاربوا وسددوا» : قاربوا : أى اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا ، وسددوا : أي اقصدوا السداد ، وهو الصواب.

٤٠٥

[١٠٣] قوله تعالى :

(وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) [١٢٥]

/ ١٤٣ ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا زكريّا بن عديّ ، نا عبيد الله ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن الحارث قال :

حدّثني جندب أنّه سمع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول قبل أن يتوفّى بخمس يقول : «قد كان لي منكم إخوة وأصدقاء ، وإنّي أبرأ إلى كلّ خليل من خلّته ، ولو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر خليلا ، وإنّ ربّي اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا ، ولا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك».

* * *

__________________

(١٤٣) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٥٣٢ / ٢٣) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد ، عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق ابن إبراهيم ، كلاهما عن زكريا بن عدي ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٣٢٦٠).

قوله «أبرأ إلى كل خليل من خلته» الخلّة : بالضم الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله : أي في باطنه ، والخليل : الصديق.

٤٠٦

[١٠٤] قوله تعالى :

(يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما) [١٢٧]

[١٤٤] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عيسى بن يونس ، نا هشام ، عن أبيه ، عن عائشة في قوله (يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَ) قالت : أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل لعلّها [أن](١) تكون قد شركته في ماله وهو وليّها فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوّجها رجلا (٢) فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها ، فأنزل الله جلّ وعزّ (يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ).

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وألحق بهامشه ، وكتب فوقها : «صح».

(٢) في الأصل : «رجل» بدون تنوين ، وما اثبتناه هو الوجه في الإعراب ، ورواية البخاري أيضا.

__________________

(١٤٤) ـ صحيح * تفرّد به المصنف من طريق عيسى بن يونس عن هشام ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٧١٤١). وسنده صحيح ، رجاله ثقات ، شيخ المصنف هو ابن راهويه (بقرينة قوله أخبرنا) ، وعيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي ، وهشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام ، والحديث قد أخرجاه في الصحيحين من غير هذا الوجه. ـ

٤٠٧

[١٠٥] قوله تعالى :

(وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) [١٢٨]

[١٤٥] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا أبو معاوية ، نا هشام ، عن أبيه ،

__________________

فقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٦٠٠ ـ طرفه ٢٤٩٤) ، ومسلم في صحيحه (٣٠١٨ / ٦ ـ ١٠١) ، وأبو داود (رقم ٢٠٦٨) ، والنسائي في المجتبى (رقم ٣٣٤٦) ، وابن جرير في تفسيره (٥ / ١٩١ ـ ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٥) ، والبيهقي في سننه (٧ / ١٤١ ، ١٤٢) ، والواحدي في «الأسباب» (ص ١٣٧ ـ ١٣٨) ، وغيرهم من طريق عروة عن عائشة ـ به.

وانظر الدر المنثور (٢ / ٢٣١).

قوله «فيعضلها» : أي لم يعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ، ولم يتركها تتصرف في نفسها ، فكأنه قد منعها.

(١٤٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٥١٣١) كتاب النكاح ، باب إذا كان الولي هو الخاطب ، عن محمد بن سلام عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٧٢٠١).

وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٣٠٢١ / ١٣ ، ١٤) من طريق عبدة ابن سليمان وأبي أسامة ـ فرّقهما ـ كلاهما عن هشام بن عروة ـ به.

وانظر الدرّ المنثور (٢ / ٢٣٢). ـ

٤٠٨

عن عائشة في قوله تعالى (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) أنزلت في المرأة تكون عند الرّجل لا يستكثر منها ، فيريد أن يطلّقها ويتزوّج غيرها ، فتقول : لا تطلّقني وأمسكني ، وأنت في حلّ من النّفقة والقسمة لي ، فأنزل الله جلّ وعزّ (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا)(١)(بَيْنَهُما صُلْحاً).

* * *

__________________

(١) في الأصل : «يصالحا».

__________________

قوله نشوزا : نشزت المرأة من زوجها نشوزا ـ من باب قعد وضرب ، عصت زوجها وامتنعت عليه ، ونشز الرجل من امرأته نشوزا ، تركها وجفاها.

٤٠٩

[١٠٦] قوله تعالى :

(فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) [١٤٠]

[١٤٦] ـ أنا عليّ بن حجر ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ويل للّذي يحدّث فيكذب فيضحك به القوم ، ويل له ويل له».

__________________

(١٤٦) ـ إسناده صحيح* أخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٩٩٠) كتاب الأدب ، باب في التشديد في الكذب* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٣١٥) كتاب الزهد ، باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس ، وقال : «حديث حسن» ، كلاهما من طريق بهز بن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، عن جده معاوية ، وسيأتي رقم (٦٧٥) ، انظر تحفة الأشراف (١١٣٨١). ورجاله ثقات غير بهز وأبيه فهما صدوقان ، والصحابي هو معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه.

والحديث أخرجه أيضا أحمد (٥ / ٢ ـ ٣ ، ٥ ، ٥ ـ ٦ ، ٧) ، والدارمي (٢ / ٢٩٦) ، وابن المبارك في الزهد (رقم ٧٣٣) ، والطبراني في الكبير (ج ١٩ / رقم ٩٥٠ ـ ٩٥٦) ، وابن عدي في الكامل (٢ / ٥٠١) ، والحاكم في المستدرك (١ / ٤٦) ، والبيهقي في سننه (١٠ / ١٩٦) وفي الآداب له (رقم ٥٠٥) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٤١٣٠) ، والخطيب في التاريخ (٤ / ٤ ، ٧ / ١٣٣ ـ ١٣٤) ، من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ـ به.

وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وفيهما مقال.

٤١٠

[١٠٧] علامة المنافق

[١٤٧] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا إسماعيل بن جعفر ، عن أبي سهيل (١) ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «آية المنافق ثلاث ، إذا حدّث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا وعد أحلف».

__________________

(١) في الأصل : «أبي سهل» وهو تحريف ، والتصحيح من تحفة الأشراف وتهذيب الكمال.

__________________

(١٤٧) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣) كتاب الإيمان ، باب علامة المنافق و (رقم ٢٦٨٢) كتاب الشهادات ، باب من أمر بإنجاز الوعد و (رقم ٢٧٤٩) كتاب الوصايا ، باب قول اللّه عزّ وجل : مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ * و (رقم ٦٠٩٥) كتاب الأدب ، باب قول اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وما ينهى عن الكذب * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٥٩ / ١٠٧) كتاب الإيمان ، باب بيان خصال المنافق * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٦٣١) كتاب الإيمان ، باب ما جاء في علامة المنافق * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٥٠٢١) كتاب الإيمان وشرائعه ، علامة المنافق ، كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر ، عن أبي سهيل نافع بن مالك ، عن أبيه ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٤٣٤١).

٤١١

[١٠٨] قوله جلّ ثناؤه :

(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ) [١٦٣]

[١٤٨] ـ أنا محمّد بن سلمة ، أنا ابن القاسم ، عن مالك ، قال : حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنّ الحارث بن هشام / سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشدّه عليّ ، فيفصم عنّي ، وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثّل لي الملك رجلا ، فيكلّمني ، فأعي ما يقول» ، قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشّديد البرد فيفصم عنه ، وإنّ جبينه ليتفصّد عرقا.

__________________

(١٤٨) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٢) كتاب بدء الوحي ، باب ٢* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٦٣٤) كتاب المناقب ، باب ما جاء كيف كان ينزل الوحي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم* وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٩٣٤) كتاب الافتتاح ، جامع ما جاء في القرآن ، كلهم من طريق مالك بن أنس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٧١٥٢).

قوله «فيفصم» : بفتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة : أي يقلع ويتجلى ما يغشاني ، ويروى بضم أوله من الرباعي ، وأصل الفصم القطع.

قوله «ليتفصد» : بالفاء وتشديد المهملة مأخوذ من الفصد ، وهو قطع العرق لإسالة الدم ، شبه جبينه بالعرق المفصود مبالغة في كثرة العرق.

٤١٢

[١٤٩] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا اللّيث ، عن سعيد المقبريّ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من الأنبياء من نبيّ إلّا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنّما كان الّذي أوتيت وحيا أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».

* * *

__________________

(١٤٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٩٨١) كتاب فضائل القرآن ، باب كيف نزل الوحي ، وأول ما نزل و (رقم ٧٢٧٤) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «بعثت بجوامع الكلم» * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٥٢ / ٢٣٩) كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته* وأخرجه المصنف في الكبرى : (رقم ٢) كتاب فضائل القرآن ، كيف نزول القرآن ، كلهم من طريق الليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٤٣١٣).

٤١٣

[١٠٩] قوله تعالى :

(وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) [١٦٤]

[١٥٠] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «احتجّ آدم وموسى ، فقال موسى لآدم : أنت الّذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه أغويت النّاس ، وأخرجتهم من الجنّة؟ فقال آدم : أنت الّذي اصطفاك الله برسالته ، وكلّمك تكليما ، أتلومني أن أعمل عملا كتبه الله عليّ قبل أن يخلق السموات والأرض؟ فحجّ آدم موسى».

* * *

__________________

(١٥٠) ـ صحيح* تفرد به المصنف من هذا الوجه عن أبي هريرة ، انظر تحفة الأشراف (١٢٣٦٠). وإسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، شيخ المصنف هو ابن راهويه ، وجرير هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، وأبو صالح هو ذكوان السمّان.

والحديث قد رواه البخاري (رقم ٣٤٠٩) ومسلم (٢٦٥٢ / ١٣ ـ ١٥) في صحيحيهما وغيرهما من غير هذا الوجه عن أبي هريرة ، ورواه أيضا غير واحد من الصحابة ، وانظر ما سبق (رقم ٥ ، ٨٠) ، وما يأتي (رقم ٣٣٨ ، ٣٤٩ ، ٤٦٣).

٤١٤

[١١٠] قوله تعالى :

(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) [١٧١]

[١٥١] ـ أنا يحيى بن حبيب بن عربيّ (١) ، عن حمّاد ، نا معبد بن هلال ، قال : اجتمع رهط من أهل البصرة ، فانطلقنا إلى أنس بن مالك فانتهينا إليه وهو يصلّي الضّحى ، فانتظرنا حتّى فرغ ، فدخلنا عليه ، فأجلس ثابتا على سريره ، فقال له : يا أبا حمزة ، إنّ إخواننا يسألونك عن حديث رسول الله / صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الشّفاعة ، قال أنس : حدّثنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة ماج النّاس بعضهم في بعض ، فيؤتى آدم ، فيقال له : يا آدم ، اشفع لذرّيّتك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم فهو خليل الرّحمن ، فيؤتى إبراهيم ،

__________________

(١) في الأصل «يحيى بن حبيب عن عدي ، عن حماد» وقد تصحف فيه «بن عربي» إلى «عن عدي» والتصويب من تحفة الأشراف.

__________________

(١٥١) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٧٥١٠) كتاب التوحيد ، باب كلام الرب عزّ وجلّ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٩٣ / ٣٢٦) كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ـ وفي روايتي البخاري ومسلم قصة مرورهم على الحسن البصري ـ كلاهما من طريق معبد بن هلال العنزي البصري ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٥٢٣ ، ١٥٩٩).

٤١٥

فيقول : ـ يعني لست لها ـ ولكن عليكم بموسى ، فهو كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى ، فهو روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأوتى فأقول : أنا لها ، فأستأذن على ربّي ، فيؤذن لي عليه ، فأقوم بين يديه ، فيلهمني محامد لا أقدر عليها الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخرّ له ساجدا ، فيقول : يا محمّد ، ارفع رأسك ، قل تسمع ، سل تعط ، واشفع تشفّع ، فأقول : أي ربّ أمّتي أمّتي ، فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه ـ إمّا قال : مثقال برّة أو شعيرة ـ من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثمّ أعود فأحمده بتلك المحامد ، ثمّ أخرّ له ساجدا ، فيقال : يا محمّد ، ارفع رأسك ، وقل تسمع ، وسل تعط واشفع تشفّع ، فأقول : يا ربّ ، أمّتي أمّتي ، فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان ، فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثمّ أعود فأحمده (١) بتلك المحامد ، ثمّ أخرّ له ساجدا ، فيقال لي : يا محمّد ، ارفع رأسك ، وقل تسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفّع ، فأقول : يا ربّ ، أمّتي أمّتي ، فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبّة خردل ، فأخرجه من النّار ، فأنطلق ...» حديث أنس إلى منتهاه (٢).

__________________

(١) كتب في الأصل «فأعود حمده» ثم ضرب على «عود».

(٢) في الأصل : «مبراه» ولعل الصواب ما أثبتناه.

٤١٦

[١٥٢] ـ أخبرني محمود بن خالد ، نا عمر ـ يعني ابن عبد الواحد ، عن الأوزاعيّ ، عن عمير بن هانئ ، حدّثني جنادة بن أبي أميّة ، عن عبادة بن الصّامت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شهد أن لا إله إلّا الله ، / وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وأنّ عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النّار حقّ ، أدخله الله الجنّة على ما كان منه».

* * *

__________________

(١٥٢) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٤٣٥) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قوله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) ـ إلى قوله ـ (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ـ وفيها زيادة ـ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٨ / ٤٦) ـ وفيها زيادة ـ كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا* وأخرجه المصنف في الكبرى : (رقم ١١٣٠ ، ١١٣١) كتاب عمل اليوم والليلة ، ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر عبادة في ذلك ، كلهم من طريق عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أمية ـ وله صحبة ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٥٠٧٥).

٤١٧

[١١١] قوله تعالى :

(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) [١٧٦]

[١٥٣] ـ أنا يوسف بن حمّاد ، نا سفيان بن حبيب ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : آخر آية نزلت (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).

__________________

(١٥٣) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٦٠٥) : كتاب التفسير ، باب (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) إلى قوله (إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) و (رقم ٤٦٥٤) باب (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) ، وأخرجه مسلم في صحيحه (١٦١٨ / ١١) : كتاب الفرائض ، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة ، وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٨٨٨) : كتاب الفرائض ، باب من كان ليس له ولد وله أخوات ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب الفرائض ، كلهم من طريق شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق ـ به ، وسيأتي (رقم ٢٣٢) وفيه زيادة : «وآخر سورة نزلت سورة براءة» وكذا هي في الصحيحين وغيرهما ، انظر تحفة الأشراف (١٨٧٠).

وأخرجه أيضا البخاري في صحيحه (رقم ٤٣٦٤ ، ...) ، ومسلم (١٦١٨ / ١٢) ، وسيأتي للمصنف هنا (رقم ١٥٦) ، وأحمد (٤ / ٢٩٨) ، والطبري في تفسيره (٦ / ٢٨ ، ٢٩) ، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (رقم ١٩ ، ٢٠) ، والنحاس في ناسخه (ص ١٩٤) ، والبيهقي ـ

٤١٨

[١٥٤] ـ أنا محمّد بن منصور ، عن سفيان قال : سمعت محمّد بن المنكدر يقول :

__________________

ـ في سننه (٦ / ٢٢٤) وفي الدلائل (٧ / ١٣٦) ، والواحدي في الأسباب (ص ٩ ـ ١٠) ، من طرق عن أبي إسحاق عن البراء ـ به.

وأخرجه مسلم (١٦١٨ / ١٣) ، والترمذي في جامعه (رقم ٣٠٤١) وحسنه ، والطبري في تفسيره (٦ / ٢٨ ـ ٢٩) ، كلهم من طريق مالك ابن مغول عن أبي السفر سعيد بن يحمد عن البراء.

وزاد السيوطي نسبته في الدرّ (٢ / ٢٥١) لابن أبي شيبة وابن المنذر عن البراء.

[فائدة] : جمع الحافظ في الفتح (٨ / ٢٠٥) بين هذا الحديث ، وبين ما أخرجه البخاري (رقم ٤٥٤٤) وغيره من حديث ابن عباس ، قال : (آخر آية أنزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آية الربا) ، فقال الحافظ : «فيجمع بينه وبين قول ابن عباس بأن الآيتين نزلتا جميعا ، فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ، ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث مثلا ، بخلاف آية البقرة ، ويحتمل عكسه ...».

(١٥٤) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٥٦٥١) كتاب المرضى ، باب عيادة المغمى عليه و (رقم ٦٧٢٣) كتاب الفرائض ، باب قول الله تعالى (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) ـ إلى قوله ـ (وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) و (رقم ٧٣٠٩) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب ما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول : «لا أدري» أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى (بِما أَراكَ اللهُ) * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٦١٦ / ٥) كتاب الفرائض ، باب ميراث الكلالة ـ

٤١٩

سمعت جابر بن عبد الله يقول : مرضت ، فأتاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر رضي الله عنه يعوداني وهما يمشيان ، فوجداني قد أغمي عليّ ، فتوضّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصبّ وضوءه عليّ فأفقت ، قلت : يا رسول الله ، كيف أوصي في مالي؟ كيف أوصي في مالي؟ كيف أصنع في مالي؟ فلم يجبني بشيء حتّى نزلت آية الميراث (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).

__________________

ـ * وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٢٨٨٦) كتاب الفرائض ، باب في الكلالة* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٠٩٧) كتاب الفرائض ، باب ميراث الأخوات ـ وفيه زيادة ـ و (رقم ٣٠١٥) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ١٣٨) ببعضه ـ كتاب الطهارة ، باب الانتفاع بفضل الوضوء وفي الكبرى : كتاب الفرائض ، وكتاب الطب* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ١٤٣٦) ـ مختصرا ـ كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عيادة المريض و (رقم ٢٧٢٨) كتاب الفرائض ، باب الكلالة ، كلهم من طريق سفيان بن عيينة ، عن محمد ابن المنكدر ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٣٠٢٨) ، وقال الترمذي : «حسن صحيح».

وأخرجه أيضا أحمد في مسنده (٣ / ٣٠٧) ، والطبري في تفسيره (٦ / ٢٨) ، وأبو يعلى (رقم ٢٠١٨) ، وابن الجارود (رقم ٩٥٨) ، والحميدي (رقم ١٢٢٩) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ١٠٦) ، كلهم من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر ـ به.

ورواه عبد بن حميد (رقم ١٠٦٤ ـ منتخب) ، وأبو داود في سننه (رقم ـ

٤٢٠