تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

[٨٥] قوله تعالى :

(وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَ) [٣٤]

[١٢٤] ـ أنا عبدة بن عبد الله ، أنا يزيد ، أنا شعبة ، عن أبي قزعة ، عن (١) حكيم / بن معاوية ، عن أبيه ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سأله رجل : ما حقّ المرأة على زوجها؟ قال : «تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبّح ، ولا تهجر إلّا في البيت».

__________________

(١) في الأصل : «بن» ، وهو خطأ ظاهر ، والتصويب في التحفة وباقي كتب الرجال.

__________________

ـ وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب الفرائض ، كلهم من طريق أبي أسامة عن إدريس الأودي ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٥٥٢٣).

قوله الرّفادة : هو شيء كانت قريش تترافد به في الجاهلية ، أي تتعاون ، فيخرج كل إنسان بقدر طاقته ، فيجمعون مالا عظيما ، فيشترون به الطعام والزبيب للنبيذ ، ويطعمون الناس ويسقونهم أيام موسم الحج حتى ينقضي.

(١٢٤) ـ حسن صحيح * أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢١٤٢) : كتاب النكاح ، باب في حق المرأة على زوجها ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عشرة النساء (رقم ٢٨٩) : تحريم ضرب الوجه في الأدب و (رقم ٢٩٨) : إيجاب نفقة المرأة وكسوتها ، وأخرجه ابن ماجة في سننه ـ

٣٨١

__________________

(رقم ١٨٥٠) ، كتاب النكاح ، باب حق المرأة على الزوج ، من طرق عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية ـ به ، وسيأتي هنا (رقم ٤٥١) بأتم من هذا السياق من طريق شبل بن عباد عن أبي قزعة ، وقد فرّقه الحافظ المزي وعزا شطرا من الحديث الآتي (رقم ٤٥١) للمصنف في الكبرى : كتاب الزكاة ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١١٣٩٦ ، ١١٣٩٧ ، ١١٣٩٨ ، ١١٣٩٩). وإسناده جيد قوي ، رجاله ثقات معروفون ، عبدة بن عبد الله هو الصفّار ، ويزيد هو ابن هارون ، وشعبة هو ابن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث ، وأبو قزعة هو سويد بن حجير الباهلي وهو ثقة وقد تابعه غير واحد ، وحكيم ابن معاوية وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال النسائي : «ليس به بأس» ، وقد روى عنه جمع ، وقال عنه الحافظ : «صدوق» ، والصحابي هو معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه ، وسيأتي الحديث هنا (رقم ٤٨٩) مختصرا من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، وسنده حسن.

والحديث أخرجه أحمد [(٤ / ٤٤٦ ، ٤٤٧) ، (٥ / ٣ ، ٥)] ، وأبو داود في سننه (رقم ٢١٤٣ ، ٢١٤٤) ، والطبري في تفسيره (٥ / ٤٣) ، والطبراني في الكبير (ج ١٩ / رقم ٩٩٩ ـ ١٠٠٢ ، ١٠٣٤ ، ١٠٣٨ ، ١٠٣٩) ، وابن حبان في صحيحه [(رقم ١٢٨٦ ـ موارد) ، (٦ / ١٨٨ رقم ٤١٦٣ ـ الإحسان)] ، والحاكم في المستدرك (٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨) وصححه وأقره الذهبي ، والبيهقي في سننه (٧ / ٢٩٥ ، ٣٠٥ ، ٤٦٦ ـ ٤٦٧) وفي الآداب له (رقم ٥٧) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٢٣٣٠) ، من طرق عن حكيم بن معاوية عن أبيه ـ به.

وقد علّقه البخاري في صحيحه قبل حديث (رقم ٥٢٠٢) : كتاب النكاح ، باب هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه في غير بيوتهن.

٣٨٢

[٨٦] قوله تعالى :

(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) [٤١]

[١٢٥] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن عليّ ـ وهو ابن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيدة (١)

عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على المنبر : «اقرأ علينا» قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك ، وإنّما أنزل عليك؟ قال : «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري» فقرأت سورة النّساء حتّى إذا بلغت قوله (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) غمزني ، فنظرت ، فإذا عيناه تهراقان

__________________

(١) في الأصل : «عميرة» هكذا وهو تحريف والتصويب من تحفة الأشراف وباقي الروايات.

__________________

قوله لا تقبّح أي لا تقل : قبّحك اللّه.

(١٢٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٨٢) كتاب التفسير ، باب فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً و (رقم ٥٠٤٩) كتاب فضائل القرآن ، باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره و (رقم ٥٠٥٠) باب قول المقرئ للقارئ حسبك و (رقم ٥٠٥٥ ، ٥٠٥٦) باب البكاء عند قراءة القرآن. وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٨٠٠ / ٢٤٧ ، ٢٤٨) كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظ للاستماع والبكاء عند القراءة ـ

٣٨٣

[٨٧] قوله تعالى :

(لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [٤٣]

[١٢٦] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا أبو داود ، نا سفيان ، عن عليّ ابن بذيمة ، عن عكرمة ،

عن ابن عبّاس في قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) قال : نسختها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) الآية [(٦) المائدة].

__________________

ـ والتدبر. وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٣٦٦٨) كتاب العلم ، باب في القصص. وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٢٥ ، ٣٠٢٦) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» * وأخرجه المصنف في الكبرى : (رقم ١٠٠) كتاب فضائل القرآن ، من أحب أن يسمع القرآن من غيره ، و (رقم ١٠٣) قول المقرئ للقارئ : حسبك و (رقم ١٠٤) قول المقرئ للقارئ : أمسك ، كلهم من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة بن عمرو السلماني أبي مسلم ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٩٤٠٢)

قوله «تهراقان» أي تذرفان الدمع.

(١٢٦) ـ إسناد صحيح* تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (٦١٦٠). ورجاله ثقات ، وأبو داود هو سليمان بن داود بن الجارود والطيالسي ، وسفيان هو الثوري.

والأثر أخرجه النحاس في «ناسخه» (ص ١٣٠) عن المصنف بهذا الاسناد.

٣٨٤

[٨٨] قوله تعالى :

(فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) [٤٣]

[١٢٧] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه ،

__________________

ـ وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٦٥) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وفاته العز وللمصنف.

وأخرج أبو داود في سننه (رقم ٣٦٧١) ، والبيهقي في سننه (٨ / ٢٨٥) ، وابن الجوزي في «نواسخ القرآن» (ص ٢٧٩) من طريق علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) [النساء : ٤٣] ، و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) [البقرة : ٢١٩] ، نسختها التي في المائدة «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ» [المائدة : ٩٠]. وإسناده حسن.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٦٥) لعبد بن حميد ، والنسائي!! والنحاس عن ابن عباس ـ به.

(١٢٧) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣٤) كتاب التيمم ، باب ١ و (رقم ٣٦٧٢) كتاب فضائل الصحابة ، باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لو كنت متخذا خليلا» و (رقم ٤٦٠٧) كتاب التفسير ، باب (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) و (رقم ٦٨٤٤) كتاب الحدود ، باب من أدّب أهله أو غيره دون السلطان* وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٣٦٧ / ١٠٨) كتاب الحيض ، باب التيمم* وأخرجه المصنف في المجتبى : ـ

٣٨٥

عن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره حتّى إذا كنّا بالبيداء ـ أو بذات الجيش ـ انقطع عقد لي ، فأقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على التماسه ، وأقام النّاس معه ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فأتى النّاس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم / وبالنّاس ، وليسوا على ماء وليس معهم ماء ، فجاء أبو بكر ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي قد نام ، فقال : أحبست رسول الله والنّاس ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، قالت : فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء الله أن يقول ، وجعل يطعن بيده في خاصرتي فما يمنعني من التّحرك إلّا مكان رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي حتّى أصبح على غير ماء ، فأنزل الله عزوجل آية التّيمّم (فَتَيَمَّمُوا) قال أسيد بن حضير : ما هي بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر ، قال : فبعثنا البعير الّذي كنت عليه ، فوجدنا العقد تحته.

* * *

__________________

ـ (رقم ٣١٠) كتاب الطهارة ، باب بدء التيمم ، كلهم من طريق مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ـ عن أبيه ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٧٥١٩).

قوله «البيداء أو بذات الجيش» هما بين المدينة وخيبر ، وقيل : البيداء هي ذو الحليفة بالقرب من المدينة من طريق مكة ، وذات الجيش وراء ذي الحليفة.

٣٨٦

[٨٩] قوله تعالى :

(يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ) [٥١]

[١٢٨] ـ نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا المعتمر ، عن عوف قال : حدّثني حيّان باصطخر ،

__________________

(١٢٨) ـ إسناده ضعيف* أخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٣٩٠٧) كتاب الطب ، باب في الخط وزجر الطير ، عن مسدد عن يحيى عن عوف ـ ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١١٠٦٧). ورجاله ثقات غير حيان هذا ، إسحاق بن إبراهيم يحتمل أنه ابن راهويه ـ وهو الأظهر ـ ويحتمل أنه ابن حبيب بن الشهيد ، وكلاهما ثقة وكلاهما يروى عن المعتمر بن سليمان التيمي ، وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي ، وقطن بن قبيصة صدوق كما في التقريب ، والصحابي هو قبيصة بن مخارق الهلالي رضي الله عنه ، أمّا حيان فقد اختلف في نسبته فقيل حيان بن العلاء ، وقيل حيّان بن مخارق أبو العلاء [هكذا ذكره ابن حبان في الثقات (٦ / ٢٣٠)] ، ووقع في «زوائد ابن حبان» [عن حبان بن مخارق أبي يعلى] ، وقيل حيان بن عمير ـ وهو ثقة ـ ، ولكن قال إسحاق بن منصور عن أحمد ويحيى : «ليس هو ابن عمير» ، ولذا فقد فرّق الحافظ بينهما ، فقال في الأول : «ثقة» ، وقال في حيان بن العلاء : «مقبول» يعني عند المتابعة وإلا فليّن الحديث ، والاضطراب في اسمه مشعر بعدم الضبط الموجب لضعف الحديث.

والحديث أخرجه أيضا أحمد (٣ / ٤٧٧ ، ٥ / ٦٠) ، وعبد الرزاق في الجامع (رقم ١٩٥٠٢) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (٩ / ٤٢ ـ ٤٣) ، وأبو عبيد (٢ / ٤٤ ـ ٤٥) ، وأبو إسحاق الحربي في «غريب الحديث» ـ

٣٨٧

عن قطن بن قبيصة ، عن أبيه أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الطّرق ، والطّيرة (١) ، والعيافة من الجبت» ،

__________________

(١) في الأصل «الكيرة» بالكاف ، وهو تحريف.

__________________

ـ (٣ / ١١٧٧) ، وابن سعد (٧ / ١ / ٢٣) ، والطحاوي في شرح المعاني (٤ / ٣١٢ ـ ٣١٣) ، والدولابي في الكني (١ / ٨٦) ، وابن حبان في صحيحه [(رقم ١٤٢٦ ـ موارد) ، (٧ / ٦٤٦ رقم ٦٠٩٨ ـ إحسان)] ، والطبراني في الكبير (ج ١٨ / رقم ٩٤١ ـ ٩٤٥) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢ / ١٥٨) ، والبيهقي في سننه (٨ / ١٣٩) وفي الآداب (رقم ٥٦٥) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٤٤١) وفي شرح السنة (رقم ٣٢٥٦) ، والخطيب في تاريخ بغداد (١٠ / ٤٢٥) ، والمزي في تهذيب الكمال في موضعين (ترجمتي حيان بن العلاء ، وقطن بن قبيصة) ، من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن حيان عن قطن عن أبيه ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٧٢) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قبيصة بن مخارق ـ به.

قوله إصطخر بلدة بفارس من الإقليم الثالث ، والنسبة إليها إصطخريّ وإصطخرزيّ (معجم البلدان (١ / ٢١١).

قوله الطرق : الضرب بالحصا الذي يفعله النساء ، وقيل هو الخط في الرمل.

قوله الطّيرة : بكسر الطاء وفتح الياء ، وقد تسكّن : هي التشاؤم بالشيء ، وأصله فيما يقال : التّطير بالطير والظباء وغيرهما.

قوله العيافة : زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها ، وكان من عادة العرب.

قوله الجبت : كل ما عبد من دون اللّه.

٣٨٨

[٩٠] قوله تعالى :

(وَأُولِي الْأَمْرِ) [٥٩]

[١٢٩] ـ أنا الحسن بن محمّد ، نا حجّاج ، عن ابن جريج قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن

ابن عبّاس (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عديّ السّهميّ إذ بعثه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السّريّة ،

__________________

(١٢٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٨٤) كتاب التفسير ، باب (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٨٣٤ / ٣١) كتاب الإمارة ، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٢٦٢٤) كتاب الجهاد ، باب في الطاعة* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ١٦٧٢) كتاب الجهاد ، باب ما جاء في الرجل يبعث وحده سرية* وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٤١٩٤) كتاب البيعة ، قوله تعالى (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، كلهم من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٥٦٥١) ، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح غريب».

وأخرجه أيضا أحمد (١ / ٣٣٧) ، وابن جرير في تفسيره (٥ / ٩٣ ـ ٩٤ ، ٩٤) ، وابن الجارود في المنتقى (رقم ١٠٤٠) ، والبيهقي في الدلائل (٤ / ٣١١) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٤٤٥) ، كلهم من طريق الحجاج ابن محمد عن ابن جريج ـ به. ـ

٣٨٩

__________________

ـ وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٧٦) لابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد جاءت قصة عبد الله بن حذافة من حديث علي بن أبي طالب وجابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما وعن الصحابة أجمعين.

[فائدة] : تتمة الآية المذكورة : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ..) ، والمعنى أن الآية نزلت في قصة عبد الله بن حذافة أي المقصود منها في قصته قوله (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ ..) ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨ / ٢٥٤) : «وقد غفل الداودي عن هذا المراد فقال : (هذا وهم على ابن عباس ، فإن عبد الله بن حذافة خرج على جيش فغضب فأوقدوا نارا ، وقال اقتحموها فامتنع بعض وهم بعض أن يفعل. قال : فإن كانت الآية نزلت قبل فكيف يخص عبد الله بن حذافة دون غيره ، وإن كانت نزلت بعد فإنما قيل لهم إنما الطاعة في المعروف ، وما قيل لهم لم لم تطيعوه؟ ا. ه ، قال الحافظ : «وبالحمل الذي قدمته يظهر المراد ، وينتفي الإشكال الذي أبداه ، لأنهم تنازعوا في امتثال ما أمرهم به ، وسببه أن الذين همّوا أن يطيعوه وقفوا عند امتثال الأمر بالطاعة ، والذين امتنعوا عارضه عندهم الفرار من النار ، فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع ، وهو الردّ إلى الله ورسوله ، أي إن تنازعتم في جواز الشيء وعدم جوازه فارجعوا إلى الكتاب والسنة ، والله أعلم». وانظر أيضا فتح الباري (٨ / ٥٨ ـ ٦٠) ، حديث (رقم ٤٣٤٠).

٣٩٠

[٩١] قوله تعالى :

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) [٦٥]

[١٣٠] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا اللّيث (١) ، عن ابن شهاب ، عن عروة أنّه حدّثه أنّ ،

عبد الله بن الزّبير حدّثه أنّ رجلا خاصم الزّبير عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شراج الحرّة الّتي كانوا يسقون بها النّخل ، فقال الأنصاريّ : سرّح الماء يمرّ ، فأبى عليهم ، فاختصموا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال / رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للزّبير ، «اسق يا زبير ، ثمّ أرسل إلى جارك.» فغضب الأنصاريّ ، فقال : يا رسول الله ، أن كان ابن عمّتك ، فتلوّن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قال : «يا زبير ، اسق ثمّ احبس الماء حتّى يرجع إلى الجدر» قال الزّبير : والله إنّي أحسب هذه الآية نزلت في ذلك (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ).

__________________

(١) في الأصل : «أهيث» ، وهو تحريف ، والتصويب من التحفة وغيرها.

__________________

(١٣٠) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٢٣٥٩ ، ٢٣٦٠) كتاب المساقاة ، باب سكر الأنهار * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٣٥٧ / ١٢٩) كتاب الفضائل ، باب وجوب اتباعه صلّى اللّه عليه وسلّم * وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٣٦٣٧) كتاب الأقضية ، أبواب من القضاء * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ١٣٦٣) كتاب الأحكام ، باب ما جاء في الرجلين ـ

٣٩١

[٩٢] قوله تعالى :

(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) [٦٩]

[١٣١] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن المبارك ، نا وكيع ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة ،

عن عائشة قالت : كنت أسمع أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يموت حتّى يخيّر بين الدّنيا والآخرة ، فأخذته بحّة في مرضه الّذي مات فيه ، فسمعته يقول : (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فظننت أنّه خيّر.

__________________

ـ يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء و (رقم ٣٠٢٧) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» وقال : «حسن صحيح» ، وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٥٤١٦) كتاب آداب القضاة ، إشارة الحاكم بالرفق* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ١٥) المقدمة ، باب تعظيم حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والتغليظ على من عارضه و (رقم ٢٤٨٠) ، من طرق عن الليث ابن سعد عن الزهري ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٢٧٥).

قوله «شراج الحرة» شراج جمع شرجة : مسيل الماء من الحرة إلى السهل ، والحرة موضع معروف بالمدينة.

قوله «الجدر» بفتح الجيم وسكون الدال : أصل الحائط.

(١٣١) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٤٣٥ ، ٤٤٣٦) كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووفاته وقول الله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) و (رقم ٤٥٨٦) ـ

٣٩٢

[٩٣] قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) [٧٧]

[١٣٢] ـ أنا محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيق قال : أنا أبي ، قال أنا الحسين (١) بن واقد ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ،

__________________

(١) في الأصل قال أبي : أنا قال أنا الحسن بن واقد ... وهو تحريف وتخليط. والصواب ما أثبتناه كما في السنن «المجتبى» للمصنف وتحفة الأشراف.

__________________

ـ كتاب التفسير ، باب فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٤٤٤ / ٨٦) كتاب فضائل الصحابة ، باب في فضل عائشة رضي اللّه تعالى عنها * وأخرجه المصنف في الكبرى : (رقم ٢٧) كتاب الوفاة ، ذكر قوله صلّى اللّه عليه وسلّم حين شخص بصره بأبي هو وأمي و (رقم ١٠٩٤) كتاب عمل اليوم والليلة ، ما يقول عند الموت * وأخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ١٦٢٠) كتاب الجنائز ، باب ما جاء في ذكر مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، كلهم من طريق سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن عروة ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٦٣٣٨).

قوله بحّة : البحّة بالضم غلظة في الصوت.

(١٣٢) ـ إسناده صحيح * أخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٣٠٨٦) كتاب الجهاد ، باب وجوب الجهاد ، بهذا الإسناد ، انظر تحفة الأشراف (٦١٧١). ورجاله ثقات.

وقد أخرجه أيضا الطبري في تفسيره (٥ / ١٠٨) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار ـ به ، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢ / ٦٦ ، ٣٠٧) ، والبيهقي في سننه (٩ / ١١) ، والواحدي في الأسباب (ص ـ

٣٩٣

عن ابن عبّاس ، أنّ عبد الرّحمن بن عوف ، وأصحابا له أتوا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكّة ، فقالوا : يا نبيّ الله ، إنّا كنّا في عزّ ونحن مشركون ، فلمّا آمنّا صرنا أذلّة ، فقال : «إنّي أمرت بالعفو ، فلا تقاتلوا القوم» فلمّا حوّله الله إلى المدينة أمر بالقتال فكفّوا ، فأنزل الله عزوجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ).

* * *

__________________

ـ ١٢٥) ، كلهم من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد ـ به.

وقال الحاكم في الموضعين : «صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ، وأقره الذهبي وفيه نظر لأن الحسين بن واقد من رجال مسلم ، فالأولى أن يقال : رجاله رجال الصحيح.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٨٤) لابن أبي حاتم عن ابن عباس ـ به.

* * *

٣٩٤

[٩٤] قوله تعالى :

(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ [وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ])(١) [٨٨]

[١٣٣] ـ أنا محمّد بن بشّار ، حدّثنا محمّد ، عن (٢) شعبة ، عن عديّ بن ثابت ، عن عبد الله بن يزيد ، عن

زيد بن ثابت قال في / هذه الآية (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) قال : رجع ناس من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أحد ، فكان النّاس فيهم فرقتين ، فريق منهم يقول : اقتلهم ، وفريق يقول : لا ، فنزلت الآية (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ).

وقال : إنّها تنفي الخبث كما تنفي النّار خبث الفضّة.

__________________

(١) في الأصل «بن» وهو تصحيف.

(٢) سقطت من الأصل والحقت بالهامش.

__________________

(١٣٣) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٨٨٤) كتاب فضائل المدينة ، باب المدينة تنفي الخبث و (رقم ٤٠٥٠) كتاب المغازي ، باب غزوة أحد ، وقول اللّه تعالى : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ... و (رقم ٤٥٨٩) كتاب التفسير ، باب فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٣٨٤ / ٤٩٠) كتاب الحج ، باب المدينة تنفي شرارها ـ مختصرا و (رقم ٢٧٧٦ / ٦) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٢٨) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة النساء ، ـ

٣٩٥

[٩٥] قوله تعالى :

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) [٩٣]

[١٣٤] ـ أنا محمّد بن المثنّى ، نا محمّد ، نا شعبة ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير قال : أمرني عبد الرّحمن بن أبزى أن أسأل

ابن عبّاس عن هاتين الآيتين (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) فسألته ، فقال : لم ينسخها شيء ، وعن هذه الآية (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ، وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) [الفرقان : ٦٨] قال : أنزلت في أهل الشّرك.

__________________

كلهم من طريق شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد أبي موسى الأنصاري الخطمي ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٣٧٢٧).

(١٣٤) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٨٥٥) كتاب مناقب الأنصار ، باب ما لقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه من المشركين بمكة ، و (رقم ٤٧٦٤) كتاب التفسير ، باب (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ـ إلى قوله (يَلْقَ أَثاماً) و (رقم ٤٧٦٥) أتم منه ـ باب (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) و (رقم ٤٧٦٦) باب (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) ـ إلى قوله ـ (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٣٠٢٣ / ١٨ ، ١٩) كتاب التفسير* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٢٧٣) كتاب الفتن والملاحم ، باب في تعظيم قتل المؤمن* وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٤٠٠٢) كتاب تحريم الدم ، تعظيم الدم و (رقم ٤٨٦٣) كتاب القسامة ، ما جاء في كتاب القصاص من ـ

٣٩٦

[١٣٥] ـ أنا أزهر بن جميل ، نا خالد بن الحارث ، نا شعبة ، عن المغيرة بن نعمان ، عن سعيد بن جبير ،

عن ابن عبّاس قال : اختلف أهل الكوفة في هذه الآية (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) فرحلت إلى ابن عبّاس فسألته فقال : لقد نزلت في آخر ما نزلت ما نسخها شيء.

* * *

__________________

المجتبى مما ليس في السنن تأويل قول الله عزوجل (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) ، كلهم من طريق منصور بن المعتمر السلميّ ، عن سعيد بن جبير ـ به ، وسيأتي (رقم ٣٩١) ، انظر تحفة الأشراف (٥٦٢٤).

(١٣٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٩٠) كتاب التفسير ، باب (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) و (رقم ٤٧٦٣) باب (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ـ إلى قوله ـ (يَلْقَ أَثاماً) * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٣٠٢٣ / ١٦ ، ١٧) كتاب التفسير* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٢٧٥) مختصرا ـ كتاب الفتن والملاحم ، باب في تعظيم قتل المؤمن* وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٤٠٠٠) كتاب تحريم الدم ، تعظيم الدم ، و (رقم ٤٨٦٤) كتاب القسامة ، ما جاء في كتاب القصاص من المجتبى مما ليس في السنن ، تأويل قول الله عزوجل (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) كلهم من طريق شعبة عن المغيرة إلا أبا داود فمن طريق سفيان عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٥٦٢١).

٣٩٧

[٩٦] قوله تعالى :

(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) [٩٤]

[١٣٦] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن يزيد ، نا سفيان ، عن عمرو ، سمع عطاء.

عن ابن عبّاس قال : لحق المسلمون رجلا في غنيمة له ، فقال : السّلام عليكم ، فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله عزوجل (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) تلك الغنيمة.

* * *

__________________

(١٣٦) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٩١) كتاب التفسير ، باب (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٣٠٢٥ / ٢٢) كتاب التفسير* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٣٩٧٤) كتاب الحروف والقراءات ، باب ١* وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب السير ، كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٥٩٤٠).

قوله «غنيمة» : تصغير غنم ، كأنه أراد الجماعة.

٣٩٨

[٩٧] قوله تعالى :

(لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [٩٥]

[١٣٧] ـ أنا الحسن بن محمّد ، نا حجّاج ، عن ابن جريج قال : أخبرني عبد الكريم أنّه سمع مقسما يحدّث عن ابن عبّاس قال : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ / مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) عن بدر ، والخارجون إلى بدر ، قال عبد الرّحمن بن جحش الأسديّ ، وعبد الله ـ وهو ابن أمّ مكتوم : إنّا أعميان يا رسول الله ، فهل لنا رخصة؟ فنزلت (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ) درجة فهؤلاء القاعدون غير أولي الضّرر ، (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥) دَرَجاتٍ مِنْهُ) (٩٦) على القاعدين م ن المؤمنين غير أولي الضّرر.

* * *

__________________

(١٣٧) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٩٥٤) مختصرا ـ كتاب المغازي ، باب ٥ و (رقم ٤٥٩٥) مختصرا ـ كتاب التفسير ، باب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٣٢) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة النساء» ، كلاهما من طريق ابن جريج عن عبد الكريم ، عن مقسم ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٦٤٩٢).

٣٩٩

[٩٨] قوله تعالى :

(غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) [٩٥]

[١٣٨] ـ أنا نصر بن عليّ ، نا المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن البراء أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر كلمة معناها ، قال : «ائتوني بالكتف والدّواة» فكتب (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وعمرو بن أمّ مكتوم خلفه قال : هل من رخصة؟ فنزلت (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ).

__________________

(١٣٨) ـ صحيح* أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ١٦٧٠) : كتاب الجهاد ، باب ما جاء في الرخصة لأهل العذر في القعود ، وقال : «حديث حسن صحيح» ، وأخرجه المصنف في المجتبي (رقم ٣١٠١) : كتاب الجهاد ، فضل المجاهدين على القاعدين ، كلاهما عن نصر بن علي الجهضمي عن المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٨٥٩) ورجاله ثقات ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي مدلس وقد عنعن ، ولكن قد روى شعبة عنه هذا الحديث ـ كما في البخاري (رقم ٢٨٣١) وغيره ـ وروايته عنه قديمه مسموعة.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٢٨٣١ ، ٤٥٩٣ ، ٤٥٩٤) ، ومسلم (١٨٩٨ / ١٤١ ، ١٤٢) ، والترمذي (رقم ٣٠٣١) وصححه ، والنسائي في المجتبى (رقم ٣١٠٢) ، وابن سعد في الطبقات (٤ / ١ / ١٥٤) ، وأحمد في مسنده (٤ / ٢٨٢ / ٢٨٤ / ٢٩٩ ، ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، ٣٠١) ، والطيالسي (رقم ٧٠٥) ، والطبري في تفسيره ـ

٤٠٠