تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

عن أبيّ بن كعب ، قال : لمّا كان يوم أحد ، أصيب من الأنصار أربعة وستّون رجلا ، ومن المهاجرين ستّة : منهم حمزة ، فمثّلوا به ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربينّ عليهم ، فلمّا أن كان يوم فتح مكّة ، فأنزل الله تعالى (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) فقال رجل : لا قريش بعد اليوم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفّوا عن القوم غير أربعة».

__________________

ـ عبد الوهاب ثنا الفضل بن موسى ثنا عيسى بن عبيد الكندي ـ به ، والمرفوع فيه : «نصبر ولا نعاقب» ، وأخرجه أيضا عن سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو تميلة ثنا عيسى بن عبيد ـ به ، والمرفوع فيه : «كفوا عن القوم» وليس فيه ذكر : «غير أربعة».

وأخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم ١٦٩٥ ـ موارد) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٥٩) ، كلاهما من حديث الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد ـ به بلفظ المصنف.

وقال الحاكم : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي كما في التلخيص.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٣٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل» عن أبيّ بن كعب ـ به.

وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الطبراني والبزار ، وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١١٩) : «وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف». وشاهد أخر من حديث ابن عباس أخرجه الدارقطني في كتاب السير من سننه (٤ / ١١٨) وفيه إسماعيل بن عياش وهو مضطرب عن غير الشاميين.

قوله : «فمثلوا به» قطعت أطرافه وشوهت.

قوله : «لنربينّ» لنزيدن عليهم ، ربا يعني زاد.

٦٤١

سورة الإسراء

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٣٠٠] ـ أنا محمد بن بشّار ، نا يحيى ، قال : نا سفيان ، قال :

حدّثني عاصم ، عن زرّ ، عن حذيفة ، قال : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [الإسراء : ١] قال : لم يصلّ فيه ، ولو صلّى فيه لكتب عليكم ، كما كتب عليكم الصّلاة في الكعبة.

[٣٠١] ـ أنا عليّ بن حجر ، نا على بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كنت أقرأ على أبي القرآن في السّكّة ، فإذا قرأت

__________________

(٣٠٠) ـ حسن* أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣١٤٧) كتاب التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٣٢٤). ، وإسناده حسن ، رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة بن أبي النجود وهو صدوق له أوهام ، وقال الترمذي : «حسن صحيح».

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٥ / ١٣) عن محمد بن بشار بإسناد المصنف ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٥٩) وصححه ووافقه الذهبي ، من حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم ـ به.

[تنبيه] : قد صح وثبت من غير وجه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الإسراء ، قد صلى في بيت المقدس ركعتين ، وقد أخرجه مسلم (١٦٢ / ٢٥٩) وغيره فالمثبت مقدم على النافي.

(٣٠١) ـ سبق تخريجه (رقم ٨٩).

٦٤٢

السّجدة ؛ سجد ، قلت له : يا أبت تسجد في الطّريق؟ قال :

إنّى سمعت أبا ذرّ يقول : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أوّل مسجد وضع في الأرض ، فقال / : «المسجد الحرام». قلت ثمّ أىّ؟ قال : «المسجد الأقصى». قلت : كم بينهما؟ قال : «أربعون عاما ، والأرض لك مسجد ، فحيث ما أدركت صلاة فصلّ».

[٣٠٢] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا اللّيث ، عن عقيل ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لمّا كذّبتنى قريش ، قمت في الحجر ، فجلّى الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته ، وأنا انظر إليه».

__________________

(٣٠٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب مناقب الأنصار ، باب حديث الإسراء وقول الله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (رقم ٣٨٨٦) وكتاب التفسير ، باب (أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (رقم ٤٧١٠) وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال (رقم ١٧٠ / ٢٧٦) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة بني إسرائيل» (رقم ٣١٣٣). كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٣١٥١).

قوله «فجلّى» أي كشف وأوضح.

قوله «فطفقت» أي أخذ في الفعل وجعل يفعل ، وهو من أفعال المقاربة.

٦٤٣

[٣٠٣] ـ أنا أبو داود سليمان بن سيف ، قال : نا أبو النّعمان ، نا ثابت ، قال : نا هلال ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : أسرى بالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بيت المقدس ، ثمّ جاء من ليلته ، فحدّثهم بمسيره ، وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم ، فقال ناس : نحن لا (١) ، نصدّق محمّدا ، فارتدّوا كفّارا ، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل.

__________________

(١) سقطت كلمة (لا) من الأصل ، والصواب إثباتها.

__________________

(٣٠٣) ـ حسن * تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٢٣٧). وإسناده حسن صحيح ، رجاله ثقات غير هلال بن خباب وثقه غير واحد ، وقال في التقريب : صدوق تغير بأخرة ، أبو النعمان محمد بن الفضل عارم ، ثابت : هو ابن يزيد الأحول.

وقد أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٧٤) مطولا ، وأبو يعلى في مسنده (ج ٥ / ص ١٠٨ / رقم ٢٧٢٠) ، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند عبد اللّه بن عباس (١ / ص ٤٠٨ / رقم ١٧) ، كلهم من حديث ثابت عن هلال بن خباب ـ به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ٦٦ ـ ٦٧) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب ، قال يحيى القطان : إنه تغير قبل موته ، وقال يحيى بن معين : لم يتغير ولم يختلط ، ثقة مأمون ، ورواه أبو يعلى .....

وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم (٣٥٤٦) ، وكذا صححه ابن كثير في تفسيره (٣ / ١٥ ـ ١٦). ـ

٦٤٤

[٣٠٤] ـ أنا محمد بن رافع ، نا حجين بن المثنّى ، نا عبد العزيز ـ وهو الماجشون (١) ، عن ابن الفضل ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد رأيتني في الحجر ، وقريش تسألني عن مسراي ، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم آتها ، فكربت كربا ما كربت مثله قطّ ، فرفعه الله لي عزوجل (٢) : انظر إليه ، فما سألوني عن شيء إلّا أتيتهم به».

[٣٠٥] ـ أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى ، فى حديثه : عن معتمر بن سليمان ، قال سمعت عوفا ، عن زرارة ،

__________________

(١) الماجشون : لقب يطلق على عبد العزيز ، وكذا على آل بيته ، فقد يقال عبد العزيز الماجشون أو ابن الماجشون وكلاهما صحيح. كما في تقريب التهذيب.

(٢) هكذا في الأصل بتقديم لفظ الجلالة على : «لي».

__________________

ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٥١) لابن مردويه وأبي نعيم عن ابن عباس ـ به.

وانظر الحديث (رقم ٥٠٤).

(٣٠٤) ـ أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال (رقم ١٧٢ / ٢٧٨) وسيأتي (رقم ٥٠٠) مطولا.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٩٦٥).

قوله فكربت أي من الحزن والغم يأخذ بالنفس.

(٣٠٥) ـ صحيح * تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٣٠). وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين ، غير محمد بن عبد الأعلى ، ـ

٦٤٥

عن ابن عبّاس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لمّا كان ليلة أسرى بي (١) ثمّ أصبحت بمكّة ، قال : قطعت بأمرى ، وعرفت أنّ النّاس مكذبىّ ، قال : فقعدت معتزلا حزينا ، فمرّ بي عدوّ الله أبو جهل ـ فجاء حتّى جلس إليه ، فقال له ـ كالمستهزئ : هل كان (٢) من شيء؟ قال : «نعم» ، قال : ما هو؟ ، قال : «إنّى أسري بى اللّيلة» قال : إلى أين؟ قال : «إلى بيت المقدس» ، قال : ثمّ أصبحت بين أظهرنا؟ ،

__________________

(١) في الأصل (به) وما أثبتناه هو الصواب.

(٢) في الأصل بدل (كان) كلمة استفدت ، والذي أثبتناه هو الموافق لروايات الحديث.

__________________

ـ وهو ثقة أخرج له مسلم ، عوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي ، وزرارة هو ابن أوفى.

وقد أخرجه أحمد (١ / ٣٠٩) ، والطبراني في الكبير (ج ١٢ / ص ١٦٧ / رقم ١٢٧٨٢) ، من طرق عن عوف عن زرارة ـ به ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ٦٤ ـ ٦٥) : رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ، ورجال أحمد رجال الصحيح.

وقال ابن كثير في تفسيره (٣ / ١٦) : ورواه البيهقي من حديث النضر ابن شميل وهوذة عن عوف وهو ابن جميلة الأعرابي أحد الأئمة الثقات

وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٢٨٢٠).

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٥٥) لابن أبي شيبة وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل والضياء في المختارة وابن عساكر عن ابن عباس ـ به وقال السيوطي بسند صحيح.

٦٤٦

قال : «نعم» ، قال : فلم يره أنّه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا له قومه ، قال : إن دعوت إليك / قومك ، أتحدّثهم؟ قال : «نعم» ، قال أبو جهل : معشر بنى كعب بن لؤىّ : هلمّ ، فتنفّضت المجالس ، فجاءوا حتّى جلسوا إليهما ، قال : حدّث قومك ما حدّثتني. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّى أسرى بى اللّيلة» قالوا : إلى أين؟ ، قال : «إلى بيت المقدس» قال : قالوا : ثمّ أصبحت بين أظهرنا؟ قال : «نعم» قال : فمن بين مصدّق (١) ، ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب (٢) قال : وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ، ورأى المسجد ، قال : قالوا : هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فذهبت أنعت لهم ، فما زلت أنعت حتّى التبس علىّ بعض النّعت ، قال : فجىء بالمسجد ، حتّى وضع ، قال : فنعتّ المسجد وأنا انظر إليه» قال : وقد كان مع هذا حديث ، فنسيته أيضا ، قال القوم : أمّا النّعت ، فقد أصاب».

* * *

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي تفسير ابن كثير ، والدر المنثور «مصفق».

(٢) في الأصل كلمة غير مفهومة ، وهيئتها (فرعم) وهي غير موجودة في شيء من الراويات ، والمعنى مستقيم بدونها.

__________________

قوله : أن تنعت : أي تصف

٦٤٧

[٢٠٧] قوله تعالى :

(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) [٣]

[٣٠٦] ـ أنا (١) يعقوب بن إبراهيم ، نا : يحيى بن سعيد ، أنا أبو حيّان ، قال : حدثنى أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، قال : أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما بلحم ، فرفع إليه الذّراع وكانت تعجبه فنهش منها ثمّ قال : «أنا سيّد النّاس يوم القيامة ، هل تدرون لم ذاك؟ يجمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد.

__________________

(١) في الأصل «نا».

__________________

(٣٠٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول اللّه عزّ وجل : وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ * (رقم ٣٣٤٠) وباب يزفون النسلان في المشي (رقم ٣٣٦١) وكتاب التفسير ، باب ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (رقم ٤٧١٢) وأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (رقم ١٩٤ / ٣٢٧) وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (رقم ١٨٣٧) وكتاب الزهد ، باب ما جاء في الشفاعة (رقم ٢٤٣٤) وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الأطعمة ، باب أطايب اللحم (رقم ٣٣٠٧).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف للنسائي في الكبرى : كتاب الوليمة في موضعين منه ، كلهم من طريق أبي حيان التميمي ، عن أبي زرعة ـ به.

المدينة

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ١٤٩٢٧).

٦٤٨

يسمعهم الدّاعى وينفذهم البصر وتدنو الشّمس فيبلغ النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحملون ، فيقول بعض النّاس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟

فيقول بعض النّاس لبعض : أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك. فاشفع لنا إلى ربّك ؛ ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم آدم عليه‌السلام ـ / : إنّ ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب (١) بعده مثله. وإنّه نهانى عن الشّجرة فعصيته. نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح أنت أوّل الرّسل إلى أهل الأرض ، وسمّاك الله عبدا شكورا. فاشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم نوح : إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإنّه كان لي دعوة على قومي. نفسي نفسي ، نفسي نفسي (٢). اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبىّ الله

__________________

(١) كذا في الأصل : «ولم يغضب» وهو خطأ واضح والتصحيح من البخاري في الموضع الأول ، وفي الموضع الثالث «ولن يغضب» وكذا في رواية مسلم ، والترمذي في الموضع الثاني.

(٢) في الأصل فوق هذه الكلمة «صح».

٦٤٩

وخليله من أهل الأرض. فاشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول إبراهيم : إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله. نفسي نفسي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت فضّلك الله برسالته وكلامه على النّاس. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى : إنّ ربّي (١) قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإنّى قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى. أنت روح الله وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه وكلّمت النّاس في المهد. اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول عيسى : إنّ ربّي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ـ ولم يذكر له ذنبا ـ نفسي نفسي ، نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليهم أجمعين. فيأتون فيقولون : يا محمّد ، أنت رسول الله خاتم الأنبياء ، غفر الله لك ذنبك ما تقدّم منه وما تأخّر ، / اشفع لنا إلى ربّك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟. فأقوم

* * *

__________________

(١) في الأصل «ربه» والتصويب كما في رواية مسلم.

٦٥٠

فآتى تحت العرش فأقع ساجدا إلى ربّي (١). ويفتح الله علىّ ويلهمني من محامده وحسن الثّناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي. فيقال : يا محمّد ارفع رأسك. سل تعطه. اشفع تشفّع. فأرفع رأسى فأقول : ربّ أمّتي ، أمّتي يا ربّ ، أمّتي (٢) يا ربّ. فيقال : يا محمّد أدخل من أمّتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن. وهم شركاء النّاس فيما سوى ذلك من الأبواب. والّذى نفسي بيده ما (٣) بين مصراعين من مصاريع الجنّة لكما بين مكّة وهجر (٤) أو كما بين مكّة وبصرى.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «إلى ربي» وألحقت بالهامش «لربي» وفوقها «خ».

(٢) في الأصل : «يا رب أمتي أمتي» «وأمتي» الثانية عليها ضرب.

(٣) في الأصل : «لما».

(٤) في الأصل : «هجرى» والصواب ما أثبتناه.

__________________

قوله : ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أي بين جانبي الباب.

قوله : هجر اسم بلد معروف بالبحرين ، وإنما خصها لكثرة وبائها.

فائدة : ـ وهجر هذه ليست هجر المذكورة في حديث إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر فتلك قرية من قرى المدينة كانت القلال تصنع بها.

قوله : بصرى مدينة معروفة وهي حوران بينها وبين مكة شهر.

٦٥١

[٢٠٨] قوله تعالى :

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) [٥٦]

[٣٠٧] ـ أرنا محمد بن منصور ، نا سفيان ، نا سليمان ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال : كان نفر من الإنس يعبدون الجنّ ، فأسلم الجنّ وثبت الإنس على عبادتهم ، فأنزل الله عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [٥٧].

[٣٠٨] ـ أرنا محمد بن العلاء ، نا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ،

__________________

(٣٠٧) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب التفسير ، باب «وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً» (رقم ٤٧١٤) وباب (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) الآية (رقم ٤٧١٥) ، وأخرجه مسلم في صحيحه : كتاب التفسير ، باب في قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) (رقم ٣٠٣٠ / ٢٨ ، ٢٩ و ٢٩ مكرر) كلاهما من طريق عبد الله بن سخبرة أبي معمر الأزدي ـ به.

وسيأتي (رقم ٣٠٨ ، ٣٠٩).

انظر : تحفة الأشراف للمزي (رقم ٩٣٣٧).

(٣٠٨) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٠٧) وسيأتي (رقم ٣٠٩).

٦٥٢

عن عبد الله (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [٥٧] قال : كان قوم من الإنس يعبدون قوما من الجنّ فأسلموا ، وبقي الّذين كانوا يعبدونهم على عبادتهم ، فقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ).

* * *

٦٥٣

[٢٠٩] قوله تعالى :

(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [٥٧]

[٣٠٩] ـ أنا عمرو (١) بن علىّ ، نا يحيى ، قال : نا سفيان ، قال : ناني سليمان ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله في قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) قال : كان ناس من الإنس يعبدون ناسا (٢) من الجنّ فأسلم الجنّ ، وتمسّك هؤلاء بدينهم.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «عمر» والعين رسمت عليها ضمّه ، وهو خطأ مضاعف ، فليس من شيوخ النسائي ولا الكتب الستة من اسمه عمر بن علي «بضم العين» ، وهو على الصواب «عمرو» في تحفة الأشراف وغيره.

(٢) في الأصل : «ناشا» بالشين المعجمة وهو خطأ.

__________________

(٣٠٩) ـ سبق تخريجه (رقم ٣٠٧ ، ٣٠٨).

٦٥٤

[٢١٠] قوله تعالى :

(وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا / الْأَوَّلُونَ) [٥٩]

[٣١٠] ـ أنا زكريّا بن يحيى ، نا إسحاق ، نا جرير ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : سأل أهل مكّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعل لهم الصّفا ذهبا وأن ينحّي عنهم الجبال فيزدرعوا (١) ، قال الله عزوجل : «إن شئت آتيناهم ما سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك (٢) من قبلهم ، وإن شئت نستأني بهم لعلّنا ننتج منهم» فقال : «[لا (٣)] بل أستأني بهم» فأنزل الله هذه الآية : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً).

__________________

(١) في الأصل : بزيادة «دال» بعد الراء وكذا عند أحمد في مسنده.

(٢) هكذا ، وعند أحمد «أهلكت» بزيادة تاء الفاعل.

(٣) زيادة من المسند.

__________________

(٣١٠) ـ صحيح * تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٥٤٦٧). ورجال إسناده رجال الشيخين سوى شيخ المصنف وهو زكريا السجزي وهو ثقة حافظ ، إسحاق هو ابن راهويه ، وجرير هو ابن عبد الحميد بن قرط.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٢٥٨) وكذا سمعه عبد اللّه ابنه كلاهما عن عثمان بن محمد ، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٥ / ٧٤) عن ـ

٦٥٥

[٢١١] قوله تعالى :

(وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) [٦٠]

[٣١١] ـ أنا محمد بن العلاء ، نا ابن إدريس ، نا الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضّحى ،

__________________

ـ ابن حميد وابن وكيع ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٦٢) من حديث إسحاق بن إبراهيم ، والبيهقي في «الدلائل» (٢ / ٢٧١) ، كلهم عن جرير ، عن الأعمش ـ به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٢٣٣٣).

وأخرجه البزار في مسنده (رقم ٢٢٢٥ ـ كشف الأستار) عن يوسف بن موسى ، عن جرير ، عن الأعمش ـ به ، وأخرجه (رقم ٢٢٢٦ ـ كشف) من حديث جعفر بن أبي المغيرة ـ صدوق ـ عن سعيد بن جبير ـ به نحوه ، وأخرجه البزار في مسنده (رقم ٢٢٢٤ ـ كشف) ، والبيهقي في «الدلائل» (٢ / ٢٧٢) ، من حديث سلمة بن كهيل عن عمران السلمي ، عن ابن عباس ـ به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٥٠) ـ بعد ذكر الرواية الأخيرة ورواية أخرى ـ : «ورجال الروايتين رجال الصحيح ..».

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٤ / ١٩٠) لابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ـ به.

قوله : «نستأني» من التأني ، أي ننتظر ونتربص بهم.

(٣١١) ـ صحيح* تفرد به المصنف من هذا الوجه ، انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٦٤٥٨) وإسناده صحيح.

وقد أخرجه البخاري وغيره من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس به ، وانظر الحديث الذي بعده (رقم ٣١٢). ـ

٦٥٦

عن ابن عبّاس ، في (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) قال : حين أسرى به. قال : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : هي شجرة الزّقّوم.

[٣١٢] ـ أخبرنا محمد بن منصور ، نا سفيان ، عن عمرو ، سمع عكرمة يحدّث ، عن ابن عبّاس ، في قوله : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قال : هي شجرة الزّقّوم. (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) قال : رؤيا عين رآها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة أسري به.

* * *

__________________

ـ وقد عزاه في الدر المنثور (٤ / ١٩١) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل» عن ابن عباس ـ به.

(٣١٢) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب مناقب الأنصار ، باب المعراج (رقم ٣٨٨٨) وكتاب التفسير ، باب «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (رقم ٤٧١٦) وكتاب القدر ، باب «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس» (رقم ٦٦١٣) ، وأخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة بني إسرائيل» (رقم ٣١٣٤) كلاهما من طريق عمرو بن دينار ، عن عكرمة ـ به.

انظر تحفة الأشراف للمزي (رقم ٦١٦٧).

٦٥٧

[٢١٢] قوله تعالى :

(إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) [٧٨]

[٣١٣] ـ أنا عبيد (١) بن أسباط بن محمّد ، نا أبي ، نا الأعمش ، عن أبي صالح ،

__________________

(١) في الأصل : «عبيد الله» وهو خطأ ، فلا يوجد راو بهذا الاسم لا شيخا للنسائي ولا لغيره من أصحاب الكتب الستة ، بل ولا في الرواة بالكتب الستة مطلقا ـ والله أعلم.

[فائدة] : هذا الراوي : «عبيد بن أسباط» قد روى عنه المصنف كما هو واضح هاهنا ، وكذلك روى عنه في كتاب الملائكة ، والعجيب أنه قد فات جميع الحفاظ المعتنين بجمع رجال وشيوخ النسائي وغيره ، فلم يرمزوا له ، فلم يرمز له الحافظ المزي في تهذيب الكمال ولا صرّح في أثناء ترجمته برواية المصنف عنه ، وتابعه الحافظ ابن حجر في «التهذيب» و «التقريب» ، ولم ينتبه لهذه الرواية عنه هاهنا.

وقد فات أيضا الحافظ ابن عساكر في كتابه : «المعجم المشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبل» الرمز للنسائي ، فلم يرمز له فيه.

والأعجب من ذلك أن الحافظ المزي استدرك على الحافظ ابن عساكر ـ رحمهما‌الله تعالى ـ هذا الحديث من رواية النسائي وابن ماجه كما في تحفة الأشراف وفاته الرمز له في التهذيب أو ذكر ذلك أثناء ترجمته كما سبق.

فالحمد لله على توفيقه ـ والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

__________________

(٣١٣) ـ صحيح * أخرجه الترمذي في جامعه : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة بني إسرائيل (رقم ٣١٣٥) وقال : هذا الحديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجة في سننه : كتاب الصلاة ، باب وقت صلاة الفجر (رقم ٦٧٠). ـ

٦٥٨

عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) قال : «يشهده ملائكة اللّيل ، وملائكة النّهار».

* * *

__________________

ـ وعزاه المزي في تحفة الأشراف للمصنف في الكبرى : كتاب الملائكة كلهم من طريق أسباط بن محمد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٣٣٢). وإسناده صحيح ، رجاله رجال الشيخين غير عبيد بن أسباط وهو صدوق وقد توبع. وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢ / ٤٧٤) عن أسباط ثنا الأعمش ، عن إبراهيم عن ابن مسعود ، قال وثنا الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة به ، وإسنادهما صحيح. وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ٩٤) بإسناد المصنف عن عبيد بن أسباط ، عن أبيه به.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٢١١) من حديث علي بن مسهر عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم به ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي كما في التلخيص.

وقد عزاه في الدر المنثور (٤ / ١٩٦) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة به.

وقد أخرج نحوه البخاري في صحيحه (رقم ٦٤٨ ، ٤٧١٧ ....) ، ومسلم (٦٤٩ / ٢٤٦) من طريق الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «..... وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» ثم يقول أبو هريرة : فاقرءوا إن شئتم (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً).

وعزاه في الدر المنثور (٤ / ١٩٦) لعبد الرزاق وابن جرير وابن حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة ـ به.

٦٥٩

[٢١٣] قوله تعالى :

(عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [٧٩]

[٣١٤] ـ أنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا خالد ، [ثنا شعبة](١) عن أبي إسحاق ، سمعه يقول : سمعت صلة بن زفر يقول :

سمعت حذيفة يقول : يجمع النّاس في صعيد ولا تكلّم نفس ، فأوّل مدعوّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم / ، فيقول : لبّيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشّرّ ليس إليك والمهدىّ من هديت. وعبدك وابن عبدك. وبك وإليك. ولا ملجأ ولا منجى منك إلّا إليك تباركت وتعاليت. فهذا قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً).

__________________

(١) سقط من الأصل ، وألحق بالهامش

__________________

(٣١٤) ـ صحيح. تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٣٥٥). وإسناده صحيح ، رجاله رجال الشيخين سوى شيخ المصنف وهو الجحدري وهو ثقة ، وقد صرح أبو إسحاق بالسماع ، والراوي عنه شعبة وقد سمع منه قبل الاختلاط وأيضا لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث. والحديث وإن كان موقوفا فله حكم الرفع فمثله لا يقال بالرأي.

وقد أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم ٤١٤) عن شعبة ، والطبري في تفسيره (١٥ / ٩٧) من طريقين عن شعبة وسفيان ـ فرقهما ـ وأخرجه أيضا (١٥ / ٩٨) من طريق معمر والثوري ، والبزار في مسنده (رقم ٣٤٦٢ ـ

٦٦٠