تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

[١٣٠] الحواريّون

[١٧٩] ـ أنا القاسم بن زكريّا ، نا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، وسفيان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزّبير : أنا ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا ، وحواريّ الزّبير».

* * *

__________________

ـ وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ١٢٥٩) كتاب الصلاة ، باب في تخفيفهما * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٩٤٤) كتاب الافتتاح ، القراءة في ركعتي الفجر ، كلهم من طريق عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٥٦٦٩).

(١٧٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٢٨٤٦) كتاب الجهاد ، باب فضل الطليعة و (رقم ٤١١٣) كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب* وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٤١٥ / ٤٨) كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٧٤٥) كتاب المناقب ، باب ٢٥* وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب المناقب ، وكتاب السير* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ١٢٢) المقدمة ، فضل الزبير رضي الله عنه ، كلهم من طريق سفيان بن سعيد الثوري ، عن محمد بن المنكدر ـ به ومسلم (٢٤١٥ / ٤٨ مكرر) والمصنف في الكبرى من طريقين عن

٤٦١

[١٣١] قوله تعالى :

(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) [١١٨]

[١٨٠] ـ أنا محمّد بن بشّار ، حدّثني إسحاق بن يوسف ، / نا سفيان.

وأنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا إسحاق ، عن سفيان ، عن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النّاس ، فوعظهم وقال : «يا أيّها النّاس ، إنّكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا» ثمّ

__________________

ـ هشام بن عروة عن ابن المنكدر ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٣٠٢٠ ، ٣٠٨٧).

قوله «حواريّ الزبير» أي خاصتي من أصحابي وناصري ، وأصل الحواري من التحوير : التبييض.

(١٨٠) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣٤٩) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) وقوله (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) وقوله (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) و (رقم ٣٤٤٧) باب قول الله (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها) و (رقم ٤٦٢٥) كتاب التفسير ، باب (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) ـ إلى قوله ـ (وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) و (رقم ٤٦٢٦) باب (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) و (رقم ٤٧٤٠) باب (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا) و (رقم ٦٥٢٦) كتاب الرقاق ، باب الحشر* وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٨٦٠ / ٥٨) كتاب ـ

٤٦٢

قرأ : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) [(١٠٤) الأنبياء] فيجاء برجال من أمّتي فيؤخذ بهم ذات الشّمال ، فأقول : يا ربّ ، أمّتي أمّتي ، فيقال : هل تعلم ما أحدثوا بعدك؟ فأقول كما قال العبد الصّالح : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) (١١٧) إلى (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فيقال : إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم.»

[١٨١] ـ أنا نوح بن حبيب ، نا يحيى ـ يعني ابن سعيد ، نا قدامة بن عبد الله ، حدّثتني جسرة (١) بنت دجاجة قالت :

__________________

(١) في الأصل «جمرة» وهو تحريف.

__________________

ـ الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب فناء الدنيا ، وبيان الحشر يوم القيامة * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٤٢٣) كتاب صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحشر و (رقم ٣١٦٧) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الأنبياء عليهم السّلام * وأخرجه المصنف في المجتبي : (رقم ٢٠٨٢) كتاب الجنائز ، البعث و (رقم ٢٠٨٧) ذكر أول من يكسى ، كلهم من طريق المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ـ به ، وسيأتي (رقم ٣٥٧) ، انظر تحفة الأشراف (٥٦٢٢).

قوله غرلا : الغرل : جمع الأغرل : وهو الذي لم يختتن بعد.

(١٨١) ـ حسن * أخرجه المصنف في المجتبي (رقم ١٠١٠) : كتاب الافتتاح ، باب ترديد الآية عن نوح بن حبيب القومسي ، وأخرجه ابن ماجة في سننه (رقم ١٣٥٠) : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في

٤٦٣

سمعت أبا ذرّ يقول : قام النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى أصبح بآية ، والآية (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

__________________

ـ القراءة في صلاة الليل ـ عن أبي بشر بكر بن خلف ، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان عن قدامة ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٠١٢) ، وفي سنده قدامة بن عبد الله بن عبدة البكري ، وقيل هو فليت العامري ، ورجّح الحافظ وغيره أنه غيره ، وترجم الحافظ لكل منهما ترجمة مستقلة ، أما قدامة : فقد روى عنه جمع من الثقات ، وذكره ابن حبان في الثقات (٧ / ٣٤٠) ، وقال عنه الحافظ في التقريب : «مقبول» يعني عند المتابعة وإلّا فليّن الحديث ، وفي الإسناد أيضا جسرة بنت دجاجة العامرية : وقد روى عنها جمع ، ووثقها العجلي ، وذكرها ابن حبان في الثقات (٤ / ١٢١) ، وذكرها أبو نعيم في الصحابة ، وقال البخاري : «عند جسرة عجائب» ، وقال عنها الحافظ : «مقبولة ... ويقال إن لها إدراكا» ، وباقى رجال الإسناد ثقات ، وعليه فالإسناد لين ، ولكن متن الحديث حسن فله طريق آخر عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه ، وله ما يشهد لثبوته ، والله أعلم.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١ / ٤٧٧) : «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات» وفيه نظر لما تقدم ، على أن هذا الحديث في سنن النسائي الصغرى فليس على شرط البوصيري حتى يورده في زوائده!! ، ولعله لم يقع له هذا الحديث ، فإنه اعتمد رواية ابن السني فقط.

والحديث رواه أيضا : الإمام أحمد (٥ / ١٥٦ ، ١٧٠ ، ١٧٧) مختصرا ومطولا ، وابن أبي شيبة في المصنف (٢ / ٤٧٧) ، والبزار (رقم ٧٣٠ ـ كشف) مطولا ، ومسدد في مسنده ـ كما قال البوصيري ـ ، وابن نصر في «قيام الليل» (ص ٦٣ ـ مختصر) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١ / ٣٤٧) ، والحاكم في مستدركه (١ / ٢٤١) وصححه ووافقه

٤٦٤

__________________

ـ الذهبي ، وابن حبان في صحيحه ـ كما ذكر البوصيري ـ ، والبيهقي في سننه (٣ / ١٤) ، والبغوي في شرح السنّة (رقم ٩١٥) ، والخطيب في الموضّح (١ / ٤٥٦) ، والمزي في تهذيب الكمال ـ ترجمة قدامة بن عبد الله ، من طرق عن قدامة بن عبد الله عن جسرة عن أبي ذرّ ـ به.

وعلقه ابن خزيمة في صحيحه (١ / ٢٧١) فقال : «إن صحّ الخبر ، فإن جسرة بنت دجاجة قالت سمعت أبا ذرّ يقول ...» فذكر الحديث.

ورواه أحمد (٥ / ١٤٩) ومن طريقه الخطيب في الموضّح (١ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (١١ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨) ، كلاهما (أحمد وابن أبي شيبة) عن محمد بن فضيل عن فليت العامري عن جسرة عن أبي ذرّ ـ به ، وفيه زيادة عن حديث الباب (ذكر الشفاعة).

وفي المطبوع من مسند أحمد ؛ تصحفت (جسرة) إلى (ميسرة) ، ووقع في مصنف ابن أبي شيبة ـ المطبوع ـ (قدامة العامري) بدل (فليت العامري) ، وأشار محققه إلى أن موضعه بياض في الأصل ، وإنما ملأه من (م) ـ يعني نسخة أخرى.

وفليت (أو أفلت) بن خليفة العامري : قال عنه أحمد : «ما أرى به بأسا» ، وقال أبو حاتم : «شيخ» ، وقال الدارقطني : «صالح» ، وذكره ابن حبان في الثقات (٦ / ٨٨) ، وقد روى عنه جمع ، وقال الحافظ : «صدوق».

ورواه البيهقي في سننه (٣ / ١٣) من طريق ابن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن كليب ـ كذا في المطبوع!! ـ العامري عن خرشة بن الحرّ عن أبي ذرّ ـ به ، وفيه ذكر الشفاعة. ـ

٤٦٥

__________________

ـ فقد اختلف فيه على محمد بن فضيل ـ وهو صدوق ، فرواه البزار (رقم ٧٣ ـ كشف) عن يوسف بن موسى عن محمد بن فضيل عن قدامة بن عبد الله عن جسرة عن أبيّ مطولا وفيه قصة.

ورواه أحمد (٥ / ١٤٩) عن محمد بن فضيل عن فليت عن جسرة عن أبي ذرّ قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح ، يركع بها ، ويسجد بها (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ ...) الآية فلما أصبح قلت : يا رسول ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ، قال : «إني سألت ربى عزوجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها ، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عزوجل شيئا» ، ورواه الخطيب (١ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥) عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل عن أبيه ـ به.

ورواه ابن أبي شيبة (١١ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨) عن محمد بن فضيل عن [قدامة العامري] عن جسرة عن أبي ذر بنحو اللفظ السابق (لفظ أحمد).

ومن طريق ابن أبي شيبة ، رواه البيهقى (٣ / ١٣) بنحو اللفظ السابق ، فسماه (كليب) العامري عن خرشة بن الحرّ عن أبي ذرّ ـ به.

فمما سبق يتبين أن هذا الاختلاف : إمّا أن يكون خطأ محضا من النسّاخ ، وإمّا أن يكون اضطرب فيه محمد بن فضيل ، وإمّا أن قدامة بن عبد الله هو فليت (أو أفلت) كما رجحه الدارقطني وغيره ، وإمّا أنه عند محمد بن فضيل على الوجهين.

والراجح ـ والله أعلم ـ أن محمد بن فضيل رواه عن قدامة بن عبد الله عن جسرة عن أبي ذر ، ورواه أيضا عن فليت عن جسرة ، وعن فليت عن خرشة بن الحرّ ، ولكن يعكر على هذا أن طريق ابن أبي شيبة (الذي رواه

٤٦٦

__________________

ـ البيهقي من طريقه) عن محمد بن فضيل ، ليس فيه ذكر خرشة بن الحرّ ، وإنما فيه (جسرة) بدل (خرشة) ، وليس في حوزتنا مخطوط لابن أبي شيبة حتى نتحقق من صحة هذه اللفظة (خرشة).

وخرشة بن الحرّ : قال أبو داود له صحبة ، وذكره ابن عبد البرّ وأبو نعيم ، وابن مندة في الصحابة ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال العجلي : «كوفي تابعي ثقة» ، وأخرج له الجماعة في كتبهم.

وقال الهيثمى في المجمع (٢ / ٢٧٣). «رواه أحمد والبزار ، ورجاله ثقات» ، قلت : قد ذكر رواية أحمد (٥ / ١٧٠) ، وسندها ليّن كما تقدم ، وفيه زيادة : «أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة ...» ولا تصح هذه الزيادة.

والحديث ذكره السيوطي في الدرّ (٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠) بنحو لفظ أحمد وابن أبي شيبة وفيه ذكر الشفاعة ، وزاد نسبته لابن مردويه.

وللحديث شاهد : أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٤٤٨) وحسنه ، وفي الشمائل (رقم ٢٧٧) ، حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي المتوكل الناجي عن عائشة قالت : «قام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بآية من القرآن ليلة». وسنده قوي ، رجاله رجال مسلم ، وشيخ الترمذي نسب إلى جدّه واسمه (محمد بن أحمد ابن نافع) وقد روى عنه مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، ورواه البغوي في شرح السنة (رقم ٩١٤) من طريق الترمذي ـ به.

وشاهد آخر رواه أحمد (٣ / ٦٢) من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ردد آية حتى أصبح. ـ

٤٦٧

[١٨٢] ـ نا زكريّا بن يحيى ، نا محمّد ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن طاوس ، عن أبي هريرة قال : تلقّى عيسى عليه‌السلام حجّته لقّاه الله في قوله (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ).

قال أبو هريرة ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فلقّاه الله (سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ) الآية كلّها».

__________________

ـ وذكره الهيثمي في المجمع (٢ / ٢٧٣) وقال : «وفيه إسماعيل بن مسلم الناحي ، ولم أجد من ترجمه». قلت : هو في المسند : إسماعيل بن مسلم الناجي.

[فائدة] : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض طرق الحديث : «إني سألت ربي الشفاعة ... إلخ» صحيح فله شواهد كثيرة ، منها ما أخرجه مسلم (رقم ١٩٩) وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : «لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجّل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا».

(١٨٢) ـ إسناده حسن* أخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٦٢) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة المائدة» عن ابن أبي عمر عن سفيان ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٥٣١). وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح» ورجاله ثقات غير محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني فهو صدوق ، شيخ المصنف هو ابن إياس بن سلمة السجزي المعروف بخياط السنّة ، سفيان ـ

٤٦٨

سورة الأنعام

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[١٣٢] قوله تعالى :

(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) [٥٢]

[١٨٣] ـ أخبرنا محمّد بن بشّار ، نا عبد الرّحمن ، نا سفيان ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ،

عن سعد في هذه الآية (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ

__________________

ـ في هذا الحديث هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار المكي ، طاوس هو ابن كيسان اليماني.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ـ انظر ابن كثير (٢ / ١٢١) ـ عن أبيه عن ابن أبي عمر ـ به.

وزاد السيوطي نسبته في الدرّ (٢ / ٣٤٩) لأبي الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة.

وله شاهد من حديث جابر نحوه ، وقد أخرجه ابن مردويه كما في الدرّ المنثور (٢ / ٣٤٩) ، ومن حديث أبي موسى : أخرجه ابن عساكر ، كما في تفسير ابن كثير (٢ / ١٢١).

(١٨٣) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٤١٣ / ٤٥ ، ٤٦) وفيه زيادة ـ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه* وأخرجه المصنف في الكبري : كتاب المناقب* وأخرجه ابن ماجه في ـ

٤٦٩

وَالْعَشِيِ) قال : نزلت في ستّة : أنا وابن مسعود فيهم (١) ، فنزلت : أن ائذن لهؤلاء.

* * *

__________________

(١) لفظ مسلم «منهم» ولعله أصوب.

__________________

ـ سننه : (رقم ٤١٢٨) كتاب الزهد ، باب مجالسة الفقراء ، كلاهما من طريق المقدام عن أبيه شريح بن هانئ بن نهيك ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٣٨٦٥).

وأخرجه أيضا الطبري في تفسيره (٧ / ١٢٨) ، وعبد بن حميد (رقم ١٣١ ـ منتخب) ، وأبو يعلى (رقم ٨٢٦) ، والحاكم في المستدرك (٣ / ٣١٩) وصححه وأقره الذهبي ، والواحدي في الأسباب (ص ١٦٣) ، وغيرهم من طرق عن المقدام بن شريح ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ١٣) للفريابي وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه.

وله شاهد من حديث خباب بن الأرت ، وابن مسعود وغيرهما.

[فائدة] : وقع تسمية باقي الستة وهم بلال وصهيب وعمار والمقداد ، كما في مسلم وغيره واللّه أعلم.

٤٧٠

[١٣٣] قوله تعالى :

(قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ / عَلَيْكُمْ عَذاباً) [٦٥]

[١٨٤] ـ أنا محمّد بن النّضر ، ويحيى بن حبيب بن عربيّ ، وقتيبة بن سعيد ، عن حمّاد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر قال : لمّا نزلت (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ

__________________

(١٨٤) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٦٢٨) كتاب التفسير ، باب (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) و (رقم ٧٤٠٦) كتاب التوحيد ، باب قول الله عزوجل (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) * وأخرجه المصنف في الكبري : كتاب النعوت ، كلاهما من طريق حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٢٥١٦) ، وسيأتي (رقم ١٨٥) من طريق معمر عن ابن دينار ـ به ، وقد صرح عمرو بن دينار بسماع هذا الحديث من جابر عند البخاري (رقم ٧٣١٣) وغيره ، وكما في الحديث الآتي (١٨٥).

والحديث أخرجه أيضا الترمذي في جامعه (رقم ٣٠٦٥) وصححه ، وأحمد (٣ / ٣٠٩) ، وعبد الرزاق في تفسيره (ص ٤٩ ـ مخطوط) ، وابن جرير في تفسيره (٧ / ١٤٣ ، ١٤٣ ـ ١٤٤ ، ١٤٤) ، والحميدي (رقم ١٢٥٩) ، وأبو يعلى (رقم ١٨٢٩ ، ١٩٦٧ ، ١٩٨٢ ، ١٩٨٣) ، وابن خزيمة في التوحيد (رقم ١١) ، وابن حبان في صحيحه (٩ / ١٧٤ رقم ٧١٧٦ ـ الإحسان) ، وسعيد بن منصور في سننه وابن مردويه في تفسيره ـ كما قال ابن كثير (٢ / ١٤٠) ـ ، والبغوي في تفسيره (٢ / ـ

٤٧١

عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعوذ بوجهك» [قال : (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعوذ بوجهك»](١)(أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا أيسر».

اللّفظ لقتيبة.

[١٨٥] ـ أنا محمّد بن رافع ، نا عبد الرّزّاق ، نا معمر ، عن عمرو بن دينار قال :

__________________

(١) سقط من الأصل وألحق بالهامش.

__________________

ـ ١٠٤) وفي شرح السنة (رقم ٤٠١٦) ، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابر ـ به.

وقد رواه أيضا أبو الزبير عن جابر ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ١٧) لعبد بن حميد ، ونعيم بن حماد في الفتن ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر بن عبد اللّه ـ به.

وفي الباب عن سعد بن أبي وقّاص ، وحذيفة بن اليمان ، وشداد بن أوس ، وأنس بن مالك ، وخباب بن الإرث ، وغيرهم رضي اللّه عنهم أجمعين.

قوله يلبسكم شيعا : يلبسكم : يخلطكم ، من الالتباس ، يلبسوا : يخلطوا ، شيعا : فرقا ، واحدتها شيعة.

(١٨٥) ـ صحيح * تفرد به المصنف من طريق معمر عن عمرو ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٢٥٦٨). ـ

٤٧٢

سمعت جابرا قال : لمّا نزلت (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعوذ بوجهك» (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعوذ بوجهك» (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا أهون».

ـ قال أبو عبد الرّحمن : بعض حروف (أَوْ يَلْبِسَكُمْ) لم تصح عن محمّد.

* * *

__________________

ـ وإسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، شيخ المصنف هو القشيري ، وعبد الرزاق هو ابن همام الصنعاني ، ومعمر هو ابن راشد ، وانظر تخريج الحديث السابق (رقم ١٨٤).

٤٧٣

[١٣٤] قوله :

(وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) [٨٢]

[١٨٦] ـ أنا بشر بن خالد ، أنا محمّد بن جعفر ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : لمّا نزلت هذه الآية (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) قال أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّنا لم يظلم؟ فأنزل الله جلّ وعزّ (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان (١٣)]

__________________

(١٨٦) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٢) كتاب الإيمان ، باب ظلم دون ظلم و (رقم ٣٣٦٠) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) وقوله (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) وقوله (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) و (رقم ٣٤٢٨ ، ٣٤٢٩) باب قول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) ـ إلى قوله ـ (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) و (رقم ٤٦٢٩) كتاب التفسير ، باب (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) و (رقم ٤٧٧٦) باب (لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) و (رقم ٦٩١٨) كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة و (رقم ٦٩٣٧) باب ما جاء في المتأوّلين* وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٢٤ / ١٩٧ ، ١٩٨) كتاب الإيمان ، باب صدق الإيمان وإخلاصه* وأخرجه الترمذي فى جامعه : (رقم ٣٠٦٧) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة الأنعام» ، كلهم من طريق سليمان الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ـ به ، وسيأتى (رقم ٤١٠) ، وانظر تحفة الأشراف (٩٤٢٠).

٤٧٤

[١٣٥] قوله تعالى :

(وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) [٨٦]

[١٨٧] ـ أنا محمود (١) بن غيلان ، نا وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس بن متّى».

* * *

__________________

(١) في الأصل : «محمد» ، وضرب على بعض حروفها ضربا خفيفا ، وألحقت بالهامش على الصواب مصححة.

__________________

(١٨٧) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٤١٢) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول اللّه تعالى وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ـ إلى قوله ـ فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ و (رقم ٤٦٠٣) كتاب التفسير ، باب إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ـ إلى قوله ـ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ و (رقم ٤٨٠٤) باب وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، من طريق الأعمش عن شقيق ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٩٢٦٦).

٤٧٥

[١٣٦] بركة الذّريّة

[١٨٨] ـ أنا محمّد بن سلمة ، أنا ابن القاسم ، عن مالك قال : حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن عمرو بن سليم الزّرقيّ قال :

أخبرني أبو حميد السّاعديّ أنّهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلّي / عليك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قولوا : اللهمّ صلّ (١) على محمّد وأزواجه وذرّيّته كما صلّيت على آل إبراهيم ، وبارك على محمّد وأزواجه وذرّيّته كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد».

__________________

(١) في الأصل : «صلّي» وهو لحن وخطأ ، وهو على الصواب في باقي الروايات.

__________________

(١٨٨) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣٦٩) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب ١٠ ، و (رقم ٦٣٦٠) كتاب الدعوات ، باب هل يصلّى على غير النبي صلّى اللّه عليه وسلّم؟ وقوله تعالى وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٤٠٧ / ٦٩) كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بعد التشهد * وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٩٧٩) : كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بعد التشهد * وأخرجه المصنف في المجتبي : (رقم ١٢٩٤) كتاب السهو ، نوع آخر * وأخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ٩٠٥) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ، كلهم من طريق مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١١٨٩٦).

٤٧٦

[١٣٧] قوله تعالى :

(أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [٩٠]

[١٨٩] ـ أنا عبيد الله بن سعد ، نا عمّي ، عن شريك ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس أنّه سجد في «ص» ثمّ قال : «أمرني الله أن أقتدي بالأنبياء» ثمّ قرأ (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).

__________________

(١٨٩) ـ صحيح لغيره* تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٦٣٨٤). وإسناده ضعيف فإن شريك بن عبد الله القاضي النخعي سيئ الحفظ ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، شيخ المصنف هو ابن إبراهيم الزهري ، وعمّه هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري ، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي ، ومجاهد هو ابن جبر المخزومي المكي ، وللحديث طرق أخري بغير هذا السياق.

فقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣٤٢١ ، ...) من طريق العوام عن مجاهد قال : قلت لابن عباس أنسجد في ص؟ فقرأ : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) ـ حتى أتى ـ (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) فقال ابن عباس رضي الله عنهما : نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ممن أمر أن يقتدي بهم.

* وأخرجه أحمد (١ / ٣٦٠) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ٥٥٢) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٧٦٦ ـ الإحسان) ، من طريق العوام بن حوشب عن مجاهد ـ به.

ويفهم من طريق حديث ابن عباس أنه استنبط السجدة من الآية بكون النبي ـ

٤٧٧

[١٩٠] ـ أنا عتبة بن عبد الله ، أنا سفيان ، عن أيّوب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسجد في ص (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).

__________________

ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مأمورا بالاقتداء بالأنبياء ، ونحن نقتدي بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وانظر ما سيأتي (رقم ١٩٠ ، ٤٥٨) ، وفي الباب عن أبي سعيد الخدري.

(١٩٠) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٠٦٩) كتاب سجود القرآن ، باب سجدة ص و (رقم ٣٤٢٢) كتاب أحاديث الأنبياء ، باب (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ـ إلى قوله ـ (وَفَصْلَ الْخِطابِ) ـ كلاهما بزيادة* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ١٤٠٩) كتاب الصلاة ، باب السجود في ص* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٥٧٧) أبواب الصلاة ، باب ما جاء في السجدة في ص ، كلهم من طريق أيوب بن أبي تميمة ، عن عكرمة ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٥٩٨٨) ، وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح».

ولفظ البخاري وغيره : «ص ليس من عزائم السجود ، وقد رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسجد فيها».

وقد أخرجه أيضا أحمد (١ / ٢٧٩ ، ٣٦٠) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ٥٥٠) ، والطبراني في الكبير (رقم ١١٨٦٤ ، ١١٨٦٥) ، كلهم من طريق أيوب عن عكرمة ـ به.

وله طرق غير هذا ، وانظر ما سبق (رقم ١٨٩) ، وأحمد (١ / ٣٦٤) ، والطبراني في الكبير (رقم ١١٠٣٥ ـ ١١٠٣٧ ، ١١٠٩٦) ، وما سيأتي هنا (رقم ٤٥٨) ، وانظر الدرّ (٣ / ٢٨) فقد زاد نسبته لسعيد بن منصور ، ـ

٤٧٨

[١٣٨] قوله تعالى :

(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) [١٢١]

[١٩١] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا يحيى ، نا سفيان ، حدّثني هارون بن أبي وكيع ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس في قوله [عزوجل](*)(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) قال : خاصمهم المشركون ، فقالوا : ما ذبح [الله ف](*) لا تأكلوه ، وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟!

__________________

(٠) (*) ما بين المعقوفين سقط من الأصل ، واستدركناه من المجتبى للمصنف بهذا الإسناد ، وكذا في باقي الروايات.

__________________

ـ وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس.

(١٩١) ـ صحيح * أخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٤٤٣٧) كتاب الضحايا ، تأويل قول اللّه عزّ وجل وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ عن عمرو بن علي بهذا الإسناد ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٦٣٢٥). وإسناده حسن ، فإن هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني وثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن سعد ، وقال الدارقطني ـ كما في سؤالات البرقاني (رقم ٢٥٢) ـ : يحتج به ، وقال يعقوب بن سفيان : لا بأس به ، وقال أبو زرعة : لا بأس به مستقيم الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات (٧ / ٥٧٨) ، ثم ذكره في الضعفاء (٣ / ٩٣) وقال : منكر الحديث جدا ، يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من ـ

٤٧٩

__________________

ـ كثرة ما روى مما لا أصل له ، لا يجوز الاحتجاج به بحال» ، والظاهر أن المناكير في حديثه من الراوي عنه ، ولذا قال عنه الحافظ : «لا بأس به» كما في التقريب ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، شيخ المصنف هو الفلّاس ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري ، وللحديث طريق عن ابن عباس يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

والأثر أخرجه أيضا الطبري في تفسيره (٨ / ١٣) ، والنحّاس في ناسخه (ص ١٧٨) ، والحاكم في المستدرك (٤ / ٢٣٣) وصححه ووافقه الذهبي ، من طرق عن الثوري عن هارون ـ به.

ولفظ الطبري : «جادل المشركون المسلمين فقالوا : ما بال ما قتل الله لا تأكلونه ، وما قتلتم أنتم أكلتموه! وأنتم تتبعون أمر الله! فأنزل الله (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) إلى آخر الآية».

وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٢٨١٨) ، وابن ماجه (رقم ٣١٧٣) ، والطبري (٨ / ١٣ ، ١٤) ، وابن أبي حاتم ـ كما ذكر ابن كثير (٢ / ١٧٢) ـ ، والحاكم في المستدرك (٤ / ١١٣ ، ٢٣١) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي ، والبيهقي في سننه (٩ / ٢٤١) ، من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس نحوه ، وقال الحافظ ابن كثير : «وهذا إسناد صحيح». قلت : رجاله ثقات رجال الصحيح ، ولكن في رواية سماك عن عكرمة اضطراب ، ويشهد لها الطريق السابق.

وأخرجه أبو داود في سننه (رقم ٣٨١٩) ، والترمذي (رقم ٣٠٦٩) وحسنه ، والطبري في تفسيره (٨ / ١٤ ، ١٥) ، والبزار ـ كما في تفسير ابن كثير (٢ / ١٧٢) ـ ، والطبراني في الكبير (رقم ١٢٢٩٥) ، والبيهقي في سننه (٩ / ٢٤٠) ، كلهم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير

٤٨٠