تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

[١٦] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا النّضر ، أنا شعبة (١) ، عن يعلى بن عطاء ، عن القاسم بن ربيعة قال :

قلت لسعد بن مالك إنّ سعيد بن المسيّب يقرأ ما ننسخ من آية أو ننسها (٢) قال :

إنّ القرآن لم يقرأه الله على المسيّب [ولا على ابنه](٣) وإنّه إنما ننسخ من آية أو ننساها يا محمّد قال : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ).

__________________

(١) في الأصل : «شعيب» وهو تحريف ، والتصويب من تحفة الأشراف ، وباقي الروايات.

(٢) هكذا في الأصل وهو الصواب. قال محقق تفسير أبي حاتم د. أحمد عبد الله الزهراني (١ / ٣٢٤) : اجتهد الشيخ محمود شاكر في نص الطبري حيث حرّف قراءة سعيد بن المسيب الواردة عند الطبري بلفظ «ننسها» «بنونين» : أولاهما مضمومة ، حرّفها إلى «تنسها» بتاء مضمومة ، وجزم أنها الصواب وتبعه محققوا تفسير ابن كثير وذكر أن «أبا حيان في البحر المحيط ١ / ٣٣٤ نص على أن قراءة سعيد «أو تنساها» بغير همز بضم التاء» ثم قال «فأثبت هذا ـ يعني : تنسها ـ لأنها هي رسم ما في نص الطبري ..» والذي تبين لنا أن لسعيد ابن المسيب عدة قراءات : إحداها ننسها .. الثانية : «تنسها» بتاء مضمومة ثم نون ساكنة ثم بفتح السين المهملة .... والثالثة : «تنساها بضم التاء وبدون همز».

(٣) زيادة من رواية الطبري وغيره لاستقامة المعنى.

__________________

ـ (٣ / ٣٠٥) ، والبيهقي في الدلائل (٧ / ١٥٥) ، كلهم من طريق حبيب عن ابن جبير عن ابن عباس : قال عمر ... ، عزاه في الدرّ (١ / ١٠٤) لابن الأنباري في المصاحف ، وليس عند ابن سعد ذكر (الآية) ، وله عنده طرق غير هذا.

(١٦) ـ إسناد ضعيف * تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ـ

١٨١

[١٢] قوله تعالى :

(فَأَيْنَما)(١)(تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) [١١٥]

[١٧] ـ أخبرني محمّد بن آدم بن سليمان ، عن ابن المبارك ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سعيد بن جبير ،

عن ابن عمر ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي على راحلته حيث توجّهت به ثمّ تلا هذه الآية : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).

__________________

(١) في الأصل : «فأني ما» منفصلة ، وما أثبتناه هو رسم المصحف.

__________________

ـ ٣٩١٢). ورجال إسناده ثقات غير القاسم بن عبد اللّه بن ربيعة بن قانف الثقفي ؛ فلم يوثقه غير ابن حبان ؛ ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ، ولذا قال عنه الحافظ في التقريب : مقبول يعني عند المتابعة ؛ وإلا فليّن الحديث ، والنضر في الإسناد هو ابن شميل ، وسعد بن مالك هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقّاص الزهري.

وقد أخرجه أبو داود في الناسخ والمنسوخ ـ كما في التحفة ـ ، وابنه أبو بكر في المصاحف (ص ٩٦) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٠٦٦ ـ البقرة) ، والطبري في تفسيره (١ / ٣٧٩) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٤) وصححه ووافقه الذهبي ، كلهم من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن القاسم ـ به.

وأخرجه الطبري (١ / ٣٧٩) ، وابن أبي داود (ص ٩٦) ، وعبد الرزاق ـ كما في ابن كثير (١ / ١٥١) ـ ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٥٢١) وصححه ووافقه الذهبي ، كلهم من طريق هشيم عن يعلى ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (١ / ١٠٤) لسعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن سعد بن أبي وقاص.

(١٧) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه (٧٠٠ / ٣٣ ، ٣٤) : كتاب صلاة ـ

١٨٢

__________________

المسافرين وقصرها ، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت ،

* والترمذي في جامعه (رقم ٢٩٥٨) : كتاب التفسير ، باب ومن سورة البقرة ؛ وصححه ،

* وأخرجه المصنف (رقم ٤٩١) : كتاب الصلاة ، باب الحال التى يجوز فيها استقبال غير القبلة ، كلهم من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٧٠٥٧). والذي تلا الآية هو ابن عمر ، وفي رواية (في هذا نزلت الآية).

وأخرجه الطبري (١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١) ، وأحمد (٢ / ٢٠ ، ٤١) ، وأبو يعلى (رقم ٥٦٤٧) ، وأبو عوانة (٢ / ٣٤٤) ، والنحاس في ناسخه (ص ١٧) ، وابن أبي حاتم (رقم ١١٢٨ ـ البقرة) ، وابن الجوزي في «نواسخ القرآن» (ص ١٤١) ، والبيهقي في سننه (٢ / ٤) والواحدي في الأسباب (ص ٢٦) ، وغيرهم كلهم من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد ـ به.

وعزاه في الدر المنثور (١ / ١٠٩) لابن أبي شيبة ، وعبد وابن المنذر والطبراني ، كلهم من حديث ابن عمر.

وأخرجه ابن جرير (١ / ٤٠١) ، والدارقطني ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٦) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبى ، من طريق عبد الملك عن جبير عن ابن جبير عن ابن عمر بلفظ : «لما أنزلت «فأينما تولوا فثم وجه الله» أن تصلي حيث ما توجهت بك راحتك في التطوع».

وقد أخرجه البخاري (رقم ١٠٩٥ ـ طرفه ٩٩٩) ، ومسلم (٧٠٠ / ٣١ ، ٣٢ ، ٣٥ ـ ٣٩) وغيرهما من حديث ابن عمر ، دون ذكر الآية ، وفي الباب عن عامر بن ربيعة ، وأنس ، وجابر ـ دون ذكر الآية ـ.

[فائدة] قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على حديث ابن عمر ، في المسند (رقم ٤٧١٤) ، والطبري (رقم ١٨٤٠) : «وقد رجّحنا ... بأن هذه الآية لم ـ

١٨٣

[١٣] قوله تعالى :

(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [١٢٥]

[١٨] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن ابن أبي زائدة ، أنا حميد الطّويل ، عن أنس ،

عن عمر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، لو اتّخذت من مقام إبراهيم مصلّى ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى).

__________________

ـ تنزل في ذلك ـ يعني التطوع ـ ، بل هي في معنى أعم ، وإنما تصلح شاهدا ودليلا ، كما يتبين ذلك من فقه تفسيرها في سياقها».

قلت : هذا مخالف للروايات الصحيحة الصريحة في أنها نزلت في ذلك ، والراوي أعلم بذلك ، على أنه لا مانع من أن تنزل الآية في التطوع ، مع شمولها لمعنى أعم من ذلك ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

(١٨) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٠٢) : كتاب الصلاة ، باب ما جاء في القبلة .. وساقه بأطول مما هنا ، وفيه قصة الحجاب ، واجتماع نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الغيرة ، و (رقم ٤٤٨٣) : كتاب التفسير ، باب قوله «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى» ، و (رقم ٤٧٩٠) باب «لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام ...» بقصة الحجاب فقط ، و (رقم ٤٩١٦) باب «عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا ...» بقصة اجتماع النساء في الغيرة فقط ،

* وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٢٩٥٩ ، ٢٩٦٠) : كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة البقرة ـ بقصة المقام فقط ـ وصححهما ،

* وابن ماجه (رقم ١٠٠٩) : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب القبلة ـ ـ

١٨٤

__________________

بقصة المقام فقط ـ ، كلهم من حديث أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ـ به ، وسيأتي هنا (رقم ٤٣٨) بقصة الحجاب ، و (رقم ٦٣١) بقصة الغيرة ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٠٤٠٩). ابن أبي زائدة في الإسناد هو يحيى ، وقد صرح حميد بالتحديث عن أنس عند البخاري عقب حديث (رقم ٤٠٢ ، ٤٤٨٣) ، وعند الإسماعيلي كما في الفتح (١ / ٥٠٦) ، فزالت شبهة تدليسه.

والحديث أخرجه الطبري في تفسيره (١ / ٤٢١) ، وأحمد (١ / ٢٣ ـ ٢٤ ، ٢٤ ، ٣٦) ، والدارمي (٢ / ٤٤) ، وابن أبي داود في المصاحف (ص ٩٨) ، والبيهقي في سننه (٧ / ٨٨) ، ، والبغوي في تفسيره (١ / ١١٣) وفي شرح السنة (رقم ٣٨٨٧) ، والطبراني في الصغير (٢ / ٣٨) ، والواحدي في تفسيره (١ / ١٨٨) ، وغيرهم من حديث حميد عن أنس ـ به. وعزاه السيوطي في الدرّ المنثور (١ / ١١٨) وزاد نسبته لسعيد بن منصور ، والعدني ، وابن المنذر ، وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية ، والطحاوي ، وابن حبان ، والدارقطني في الأفراد ، كلهم عن أنس عن عمر ـ به.

وقد أخرجه مسلم في صحيحه (٢٣٩٩ / ٢٤) من حديث عبد الله بن عمر قال : قال عمر : «وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر» وقد أخرجه غيره أيضا من هذا الوجه. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده من طريق أبي ميسرة قال : عمر ... فذكره ، وهو في المطالب العالية (٣ / ٣١٠).

وأخرجه ابن أبي حاتم (رقم ١٢٠٥ ـ البقرة) بسند فيه ضعف من حديث جابر في حجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفيه : قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال : «نعم» ، قال أفلا تتخذه مصلّى ، فأنزل الله «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى» ، وذكره ابن كثير من رواية جابر وعزاه لابن مردويه أيضا.

وانظر تفسير ابن كثير (١ / ١٦٩ ـ ١٧١) فقد ذكر للحديث طرقا وألفاظا.

١٨٥

[١٤] قوله تعالى :

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) [١٢٧]

[١٩] ـ أنا محمّد بن سلمة ، والحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم قال : حدّثني مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، أنّ عبد الله بن محمّد بن أبي بكر ، أخبر عبد الله بن عمر ،

عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ألم ترى إلى قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم» فقلت : يا رسول الله ألا تردّها على قواعد إبراهيم؟ فقال : / لو لا حدثان قومك بالكفر ، فقال عبد الله بن عمر : لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترك استلام الرّكنين اللّذين يليان الحجر إلّا أنّ البيت لم يتمّ على قواعد إبراهيم.

__________________

(١٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٥٨٣) كتاب الحج ، باب فضل مكة وبنيانها ، وقوله تعالى : «وإذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ...» ، و (رقم ٣٣٦٨) كتاب الأنبياء ، باب رقم ١٠ و (رقم ٤٤٨٤) كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : «وإذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» ، وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٣٣٣ / ٣٩٩ ، ٤٠٠) كتاب الحج ، باب نقض الكعبة وبنائها

* وأخرجه المصنف في المجتبي : (رقم ٢٩٠٠) كتاب مناسك الحج ، بناء الكعبة ، وفي الكبرى : كتاب العلم (ص ٧٦ ب ـ مخطوط) ، كلهم من طريق عبد الله بن محمد بن أبي بكر عن عمته عائشة ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٦٢٧٨). ـ

١٨٦

[١٥] قوله تعالى :

(سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ) [١٤٢]

[٢٠] ـ أنّا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا إسحاق ، عن زكريّا ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، فصلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرا ، ثمّ إنّه وجّه إلى الكعبة ، فمرّ رجل قد كان صلّى مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قوم من الأنصار ، فقال : أشهد أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد وجّه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة.

__________________

ـ وأخرجه أيضا مالك (١ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤) ، والشافعي في الأم (٢ / ١٥٠) وفي المسند (رقم ١٢٩) وفي السنن (رقم ٤٨٤) ، وأحمد (٦ / ١١٣ ، ١٧٦ ـ ١٧٧ ، ٢٤٧) ، وابن طهمان في حديث (رقم ٧٢) ، وأبو يعلى (رقم ٤٣٦٣) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢ / ١٨٥) ، والبيهقي في سننه (٥ / ٧٧ ، ٨٨ ـ ٨٩) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ١٩٠٣) ، وغيرهم من طريق عبد الله بن محمد بن أبي بكر ـ به.

وله طرق أخري بنحوه.

(٢٠) ـ صحيح* تفرد به المصنف من طريق زكرياء بن أبي زائدة عن أبي إسحاق ـ به ، وأخرجه في المجتبى (رقم ٤٨٩) : كتاب الصلاة ، باب فرض القبلة ، بهذا الإسناد بعينه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٨٣٥). وقد رأيته في الكبرى (ص ١٢ ب ـ مخطوط) بهذا الإسناد أيضا ، وإسناده ضعيف ؛ فإن زكرياء بن أبي زائدة وإن كان ثقة إلّا أنه مدلّس وقد عنعن ، ثم إن أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي مدلس أيضا ، وقد عنعن ثم هو مختلط ورواية زكرياء عنه بعد الاختلاط ، ورجال الإسناد ثقات ، فشيخ المصنف هو المعروف أبوه بابن عليّة ، ـ

١٨٧

__________________

وإسحاق هو ابن يوسف بن مرداس الأزرق. ولكن الحديث صحيح ، فقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخارى (رقم ٤٤٩٢) ، ومسلم (٥٢٥ / ١٢) وغيرهما ، وروى عنه سفيان الثوري هذا الحديث وسماعه منه قديم قبل الاختلاط ، بل هو من أثبت الناس في أبي إسحاق ، على أن الحديث قد رواه شعبة عن أبي إسحاق ـ عند الطيالسي ـ وكفى به ، فشعبة روى عنه قبل الاختلاط ، ولا يروى إلا ما صرّح فيه أبو إسحاق بالسماع. وللحديث طرق وشواهد ، وسيأتي هنا (رقم ٢٣) من طريق شريك القاضي ، وله شواهد من حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

وقد رواه أبو عوانة (١ / ٣٩٣) عن سعدان بن يزيد عن إسحاق الأزرق ـ به.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٠ ، وغيره) ، ومسلم (٥٢٥ / ١١ ، ١٢) ، والترمذي في جامعه (رقم ٣٤٠ ، ٢٩٦٢) ، وابن ماجه (رقم ١٠١٠) ، وأحمد (٤ / ٢٨٣ ، ٣٠٤) ، وابن أبي شيبة في المصنف (١ / ٣٣٤) ، وابن سعد في الطبقات (١ / ٢ / ٤ ، ٥) ، والطيالسي (رقم ٧١٩) ، والطبري في تفسير (٢ / ٣) ، وأبو عوانة (١ / ٣٩٣ ، ٣٩٤) ، وابن الجارود في المنتقى (رقم ١٦٥) ، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (رقم ٢٦٦٤) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٧١٦ ـ الإحسان) ، والدارقطني في سننه (١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤) ، والبيهقي في سننه (٢ / ٢ ، ٣) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٤٤٤) وفي تفسيره (١ / ١٢٤ ـ ١٢٥) ، والواحدي في أسباب النزول (ص ٣٠) ، وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب ـ به.

وانظر الدرّ المنثور (١ / ١٤١ ، ١٤٢).

١٨٨

[٢١] ـ أنا محمّد بن حاتم ، أنا حبّان ، أنا عبد الله ، أنا شريك ، عن أبي إسحاق ،

عن البراء في قوله (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) (١٤٢). قال : هم أهل الكتاب السّفهاء.

__________________

(٢١) ـ صحيح لغيره** انفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (١٨٦٧). وفي سنده ضعف لعنعنة أبي إسحاق ورواية شريك بن عبد الله النخعي قبل الاختلاط ولكن لا يفرح بها لضعف شريك من قبل حفظه على جلالته وصلاحه ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، فشيخ المصنف هو ابن نعيم المروزي ، وحبان هو ابن موسى بن سوّار السلمي المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك. وتفسير السفهاء في الآية ؛ بأهل الكتاب وهم اليهود صحيح ، فقد جاء من غير طريق شريك ، وله شاهد كما سيأتي.

وقد رواه ابن جرير في تفسيره (٢ / ٢) من طريق الحمّاني عن شريك ـ به ، وسنده أشد ضعفا من إسناد المصنف ؛ فإن يحيى بن عبد الحميد الحماني متهم بسرقة الحديث.

ورواه أبو القاسم البغوي في «الجعديات» (رقم ٢٢٠٤) عن أبي الربيع عن شريك ـ به.

وقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣٩٩) من طريق إسرائيل ، والطبري (٢ / ٢) من طريق إسرائيل وزهير ـ فرقهما ـ ، والواحدي في الأسباب (ص ٢٩) من طريق إسرائيل ، كلاهما عن أبي إسحاق عن البراء وفيه : السفهاء من الناس وهم اليهود.

وعزاه في الدرّ المنثور (١ / ١٤١) لابن أبي حاتم وغيره ، وفي بعضها : «وقال السفهاء من الناس ؛ وهم أهل الكتاب». وعزاه في الدرّ (١ / ١٤٢) لوكيع وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم بلفظ : «اليهود».

١٨٩

[١٦] قوله تعالى :

(قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ، فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) [١٤٤]

[٢٢] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر قال : بينما النّاس بقباء في صلاة الصّبح ، جاءهم آت ، فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أنزل عليه الليلة ، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشّام فاستداروا إلى الكعبة.

__________________

وقد روى ابن جرير (٢ / ٢) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : «اليهود» ، وسنده منقطع فإن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.

وقال الطبري في تفسير قوله تعالى : «سيقول السفهاء ..» قال : من الناس ـ وهم اليهود وأهل النفاق.

(٢٢) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٠٣) كتاب الصلاة ، باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها ... ، و (رقم ٤٤٩١) كتاب التفسير ، باب «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ... إلى قوله ـ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» و (رقم ٩٤٩٤) وباب «وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... إلى قوله ـ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» ، و (رقم ٧٢٥١) كتاب أخبار الآحاد ، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم و... وقوله تعالى «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ... إلى قوله ـ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ».

* وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٥٢٦ / ١٣) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة.

١٩٠

[٢٣] ـ أنا محمّد بن حاتم بن نعيم ، أنا حبّان ، أنا عبد الله ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ،

عن البراء قال : صلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرا ، وكان نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحبّ أن يصلّي نحو الكعبة / ، فكان يرفع رأسه إلى السّماء ، فأنزل الله عزوجل : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ، فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (١٤٤).

__________________

ـ * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٤٩٣) كتاب الصلاة ، باب استبانة الخطأ بعد الاجتهاد ، كلهم من طريق مالك عن ابن دينار ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٧٢٢٨). والحديث في الصحيحين من وجه آخر عن ابن عمر.

وأخرجه أيضا أحمد (٢ / ١٦ ، ٢٦ ، ١٠٥ ، ١١٣) ، والدارمي (١ / ٢٨١) ، ومالك (١ / ١٩٥) ، وعنه الشافعي في مسنده (رقم ١٩١) وفي الأم (٢ / ١١٣) ، وابن أبي شيبة (١ / ٣٣٥) ، والترمذي (رقم ٣٤١) مختصرا ، وأبو عوانة (١ / ٣٩٤) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٧١٥ ـ الإحسان) ، والبيهقي في سننه (٢ / ٢ ، ١١) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٤٤٥) وفي تفسيره (١ / ١٢٥) ، وغيرهم عن ابن عمر ـ به.

وعزاه في الدرّ المنثور (١ / ١٤٣) لعبد بن حميد ، وأبي داود في ناسخه عن ابن عمر.

(٢٣) ـ صحيح لغيره* تفرد به المصنف من هذا الوجه ، وقد عزاه المزي للمصنف في كتاب الصلاة بهذا الإسناد ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٨٦٥).

وإسناده ضعيف لحال شريك القاضي ، وعنعنة أبي إسحاق ، ولكنه صحيح

١٩١

قال البراء : والشّطر فينا قبله.

وقال في قول الله تعالى : (لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) قال : ما كان الله ليضيع صلاة من مات وهو يصلّي نحو بيت المقدس.

__________________

ـ بطرقه ، وله شواهد متفرقة. يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ، وانظر تخريج الحديث السابق (رقم ٢٠).

والحديث في البخاري (رقم ٤٠) وغيره ، وفيه : «وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت» ، وليس فيه : «فكان يرفع رأسه إلى السماء» ، ولكنها مذكورة في حديث البراء ، وقد أخرجه ابن ماجه (رقم ١٠١٠) ورجاله ثقات ، وفي بعض متنه نكارة ـ ، وعزاه في الدرّ (١ / ١٤١ ، ١٤٢) للترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي عن البراء ... وفيه : «فكان يرفع رأسه إلى السماء» ، وعزاه أيضا لابن إسحاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن البراء ... وفيه : «ويكثر النظر إلى السماء» ، وحديث ابن إسحاق ذكره ابن كثير في تفسيره (١ / ١٩٠) ، والسيوطي في «اللباب» آية رقم (١٤٢) من سورة البقرة ، وسنده حسن في الشواهد.

وللحديث شاهد : رواه ابن جرير في تفسيره (١ / ٣٩٩ ـ ٤٠٠) (٢ / ٤ ، ١٣) ، والنحاس في ناسخه (ص ١٥) ، والبيهقي في سننه (٢ / ١٢) ، من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث فيه ضعف ، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس ، وله طريق آخر وانظر تاريخ الطبري (٢ / ٤١٦) وتفسيره (٢ / ١٢) ، والواحدي في الأسباب (ص ٣٠). وللشطر الأخير شاهد : أخرجه الترمذي (رقم ٢٩٦٤) وصححه ، وأبو داود (رقم ٤٦٨٠) ، والطبري في تفسيره (٢ / ١١) ، وأحمد (١ / ٩٥ ، ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، ٣٢٢ ، ٣٤٧) ، والطيالسي (رقم ٢٦٧٣) ، وابن حبان (رقم ١٧١٨ ـ موارد) ، والحاكم (٢ / ٢٦٩) وصححه وأقره الذهبي ، والواحدي في «الوسيط» (١ / ٢١١) ، كلهم ـ

١٩٢

[٢٤] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب ، أنا اللّيث ، نا خالد بن يزيد ، عن ابن أبي هلال قال : أخبرني مروان بن عثمان أنّ عبيد بن حنين أخبره

عن أبي سعيد بن المعلّى (١) قال : كنّا نغدو للسّوق على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنمرّ على المسجد ، فنصلّي فيه ، فمررنا يوما ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد على المنبر ، فقلت : لقد حدث أمر ، فجلست ، فقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) حتى فرغ من الآية ، قلت لصاحبي : تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنكون أوّل من صلّى ، فتوارينا ، فصلّينا ، ثمّ نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصلّى للنّاس الظّهر يومئذ.

__________________

(١) في الأصل «بن النعلبي» والصحيح ما أثبتناه من تحفة الأشراف ، وباقي طرق الحديث.

__________________

ـ من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس ، وفي رواية سماك عن عكرمة مقال ، ولا بأس بها في الشواهد.

وقول البراء : [والشطر فينا : قبله] ، قد جاء نحوه عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وابن عباس وغيرهما ، وانظر تفسير الطبري (٢ / ١٤) وعنده أيضا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن البراء.

(٢٤) ـ إسناده ضعيف *. أخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٧٣٢) كتاب المساجد ، صلاة الذي يمر على المسجد ـ مختصرا ؛ عن محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم بهذا الإسناد بعينه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ـ

١٩٣

[٢٥] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا يحيى بن آدم ، نا أبو زبيد (١) ، عن سليمان التّيميّ (٢) ،

عن أنس قال : ما بقي أحد صلّى القبلتين غيري.

__________________

(١) في الأصل «أبو زبير» بالراء ، وهو تحريف.

(٢) في الأصل «القمي» وهو تحريف.

__________________

ـ ١٢٠٤٨). وإسناده ضعيف لحال مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري ، وباقي رجاله ثقات ، شعيب هو ابن الليث بن سعد المصري ، وابن أبي هلال هو سعيد ، وخالد بن يزيد هو الجمحي المصري.

والحديث أخرجه البزار (رقم ٤١٩ ـ كشف) ، والطبراني في الكبير (ج ٢٢ / رقم ٧٧٠) ، كلاهما من طريق عبد اللّه بن صالح كاتب الليث ـ وفيه مقال ـ ، عن الليث بن سعد ـ به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢ / ١٢ ـ ١٣) : فيه عبد اللّه بن صالح كاتب الليث ضعفه الجمهور ، واغتر الأخ / حمدي السلفي ـ في تعليقه على الطبراني ـ بمتابعة شعيب بن الليث ـ عند النسائي ـ لعبد اللّه بن صالح فصحح الحديث! ، ولم يتنبه إلى أن مدار الحديث على مروان بن عثمان وهو ضعيف.

والحديث زاد السيوطي نسبته في الدرّ المنثور (١ / ١٤٦) لابن المنذر عن أبي سعيد بن المعلى ـ به.

(٢٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٤٨٩) كتاب التفسير ، باب قد نرى تقلب وجهك في السماء ـ إلى ـ عما تعملون من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٨٨١). وقد صرح سليمان بن طرخان بالسماع من أنس عند الإسماعيلي وأبي نعيم كما في الفتح (٨ / ١٧٣) ، وأبو زبيد في سند المصنف هو عبثر بن القاسم الزبيدي وهو ثقة.

١٩٤

[١٧] قوله تعالى :

(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) [١٤٣]

[٢٦] ـ أنا محمّد بن المثنّى ، عن هشام بن عبد الملك ، نا أبو معاوية ، أنا الأعمش ، عن أبي صالح ،

عن أبي سعيد ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) قال : «عدلا».

__________________

(٢٦) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣٣٩) كتاب الأنبياء ، باب قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) و (رقم ٤٤٨٧) كتاب التفسير ، باب «وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ـ إلى قوله ـ عليكم شهيدا» و (رقم ٧٣٤٩) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب «وكذلك جعلناكم أمة وسط» مطولا بذكر نوح عليه‌السلام.

* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٩٦١) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة البقرة» (مختصرا ومطولا).

* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ٤٢٨٤) بتمامه ـ وأوله «يجيء النبيّ ومعه الرجل» ، من طرق كلهم عن سليمان بن مهران الأعمش ، عن أبي صالح ذكوان ـ به ، وسيأتي بتمامه (رقم ٢٧) عاليا ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٤٠٠٣) ، وقال الترمذي : «حسن صحيح».

والحديث أخرجه أيضا الطبري (٢ / ٥ ، ٦) مختصرا ومطولا ، وابن أبي شيبة في مصنفه (١١ / ٤٥٤) ، وأحمد (٣ / ٩ ، ١٢ ، ٥٨) مختصرا ومطولا ، ووكيع في نسخته عن الأعمش (رقم ٢٦) ، وعبد بن حميد (رقم ٩١٣ ـ منتخب) مطولا ، وأبو يعلى (رقم ١١٧٣ ، ١٢٠٧) مطولا ومختصرا ، وابن

١٩٥

__________________

حبان في صحيحه (رقم ١٧١٩ ـ موارد) مختصرا ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٦٨) مختصرا وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في البعث (رقم) مطولا وكذا في الأسماء والصفات ، والبغوي في تفسيره (١ / ١٢٣) مطولا ، وابن تيمية في الأربعين (رقم ٣) ، كلهم من طريق الأعمش عن أبي صالح ـ به. وزاد السيوطي نسبته في الدرّ المنثور (١ / ١٤٤) لسعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم ، والإسماعيلي في صحيحه عن أبي سعيد مختصرا ، وعزاه لابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم مطولا.

وله شاهد أخرجه ابن جرير (٢ / ٥) من حديث أبي هريرة مرفوعا في قوله (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) قال : «عدولا» ، كذا في المطبوع ، ولعله «عدلا».

وشاهد آخر أخرجه أيضا ابن جرير (٢ / ٦) من حديث ابن عباس وسنده ضعيف جدا (مسلسل بالعوفيين) ، فلا يصلح.

١٩٦

[٢٧] ـ أنا محمّد بن آدم بن سليمان ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ،

عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يجيء النّبيّ (١) يوم القيامة معه الرّجل ، ويجيء النّبيّ معه الرّجلان ، ويجيء النّبيّ معه أكثر من ذلك ، فيقال / له : هل بلّغت قومك؟ ، فيقول : نعم ، فيدعون ، فيقال : هل بلّغكم؟ ، فيقولون : لا ، فيقال : من يشهد لك؟ فيقول : أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتدعى أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيقال : هل بلّغ هذا؟ فيقولون : نعم ، فيقال : وما علمكم بذلك ، فيقولون : أخبرنا (٢) نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ الرّسل قد بلّغوا فصدّقناه ، فذلك قوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (١٤٣) قال : «عدلا لتكونوا شهداء على النّاس».

* * *

__________________

(١) في الأصل : «الرجل النبى» وهو خطأ ، وضرب على «الرجل» ضربا خفيفا.

(٢) في الأصل : أنا. وهذا من أعجب الاختصارات ، فهذا الاختصار إنما جعل للأسانيد لا للمتون.

__________________

(٢٧) ـ سبق تخريجه (رقم ٢٦) ، وهو صحيح.

١٩٧

[١٨] قوله تعالى :

(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [١٤٤]

[٢٨] ـ أنا أبو بكر بن نافع ، نا يحيى ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا ثابت ،

عن أنس أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه كانوا يصلّون نحو بيت المقدس ، فلمّا نزلت هذه الآية (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) مرّ رجل من بني سلمة ، فناداهم ، وهم ركوع في صلاة الفجر : ألا إنّ القبلة قد حوّلت إلى الكعبة فمالوا (١) ركوعا.

__________________

(١) في الأصل «فقالوا» وهو تحريف.

__________________

(٢٨) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٥٢٧ / ١٥) كتاب المساجد ومواضع الصلاة. باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ،

* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ١٠٤٥) كتاب الصلاة ، باب من صلى لغير القبلة ثم علم ، كلاهما من طريق حماد عن ثابت عن أنس ـ به ، وعند أبي داود عن ثابت وحميد ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣١٤).

وأخرجه أيضا ابن سعد (١ / ٢ / ٤) ، والبيهقي في سننه (٢ / ١١) ، كلاهما من طريق حماد ـ به ، وعند البيهقي عن ثابت وحميد فقد رواه من طريق أبي داود.

وعزاه في الدرّ المنثور (١ / ١٤٣) لأبي داود في ناسخه ، وأبي يعلى عن أنس ، وفاته العزو للنسائي.

١٩٨

[١٩] قوله تعالى :

(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) [١٥٨]

[٢٩] ـ أنا محمّد بن سلمة ، والحارث بن مسكين ـ قراءة عليه ـ عن ابن القاسم قال : حدّثني مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال :

قلت لعائشة زوج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأنا يومئذ حديث السّنّ : أرأيت قول الله عزوجل (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(١)(، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) فما أرى على أحد شيئا ألّا يطّوّف بهما ،

قالت عائشة : كلّا ، لو كانت كما تقول كانت لا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما ، إنّما أنزلت هذه الآية في الأنصار ، كانوا يهلّون بمناة ، وكانت مناة حذو قديد ، وكانوا يتحرّجون أن يطوفوا بين الصّفا والمروة ، فلمّا جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، فأنزل الله عزوجل (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ / أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما).

__________________

(١) في الأصل «شعائر الله [أنا محمد بن سلمة] فمن حج ..» وضرب على الزائد ضربا خفيفا.

__________________

(٢٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٧٩٠) كتاب العمرة ، باب ـ

١٩٩

__________________

يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج و (رقم ٤٤٩٥) ، كتاب التفسير ، باب قوله «إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ـ إلى قوله ـ شاكِرٌ عَلِيمٌ».

* وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ١٩٠١) كتاب المناسك ، باب أمر الصفا والمروة ، كلاهما من طريق مالك عن هشام ابن عروة عن أبيه ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (١٧١٥١). وأخرجه مسلم والباقون وغيرهم كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وقد أخرجه مالك في الموطأ (١ / ٣٧٣) ومن طريقه البخاري وأبي داود ـ كما سبق ، والطبري في تفسيره (٢ / ٣١) ، وابن أبي داود في «المصاحف» (ص ١٠٠) ، والبيهقي في سننه (٥ / ٩٦) ، والبغوي في «شرح السنة» (رقم ١٩٢٠) وفي تفسيره (١ / ١٣٣) ، والواحدي في «أسباب النزول» (ص ٣١) ، وغيرهم من طريق مالك عن هشام عن أبيه ـ به. ـ وأخرجه مسلم (١٢٧٧ / ٢٥٩ ، ٢٦٠) من طريق أبي معاوية وأبي أسامة ـ فرقهما ـ ، وابن ماجه (رقم ٢٩٨٦) من طريق أبي أسامة ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ٢٧٦٩) من طريق عبد الرحيم بن سليمان ، والبيهقي في سننه (٥ / ٩٦) من طريق أبي معاوية ، وابن أبي داود في «المصاحف» (ص ٩٩ ـ ١٠٠) مختصرا من طريق عبدة ، والواحدي في «الأسباب» (ص ٣١) من طريق يحيى بن عبد الرحمن ، كلهم عن هشام عن أبيه ـ به.

وأخرجه البخاري (رقم ١٦٤٣ ، ٤٨٦١) ، ومسلم (١٢٧٧ / ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣) ، والترمذي (رقم ٢٩٩٥) وصححه ، والنسائي في المجتبى (رقم ٢٩٦٧ ، ٢٩٦٨) ، والطبري في تفسيره (٢ / ٢٩) ، وأحمد في المسند (٦ / ١٤٤ ، ١٦٢ ، ٢٢٧) ، والحميدي (رقم ٢١٩) ، وأبو يعلى (رقم ٤٧٣٠) ، وابن خزيمه في صحيحه (رقم ٢٧٦٦ ، ٢٧٦٧) ، وابن أبي داود في «المصاحف» (ص ١٠٠) ، والبيهقي في سننه (٥ / ٩٦ ، ٩٧) ، من طرق عن الزهري عن عروة عن عائشة ـ به.

٢٠٠