تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

غيركم» قال : وأنزلت هذه الآية (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) حتّى بلغ (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).

__________________

ـ وإسناده حسن ، رجاله ثقات غير عاصم بن بهدلة بن أبي النجود فهو : صدوق له أوهام ، أبو معاوية هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، أبو النضر هو هاشم بن القاسم ، زرّ هو ابن حبيش ، وللحديث شواهد تشهد لصحته دون ذكر الآية ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.

والحديث أخرجه أحمد (١ / ٣٩٦) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٢٢٦ ـ آل عمران) ، والبراز (رقم ٣٧٥ ـ كشف) ، وأبو يعلى (رقم ٥٣٠٦) وهو في المقصد العليّ (رقم ١٩٦) ، وابن حبان في صحيحه [(رقم ٢٧٤ ـ موارد) ، (رقم ١٥٣٠ ـ الإحسان)] ، والواحدي في «الأسباب» (ص ٨٨ ـ ٨٩) ، من طرق عن شيبان النحوي عن عاصم ـ به.

ورواه الطبري (٤ / ٣٦) من طريق نصر بن طريف (ضعيف جدا) ، وأبو نعيم في الحلية (٤ / ١٨٧) من طريق عكرمة بن إبراهيم (قال ابن معين : ليس بشيء) ، كلاهما عن عاصم بن أبي النجود ـ به.

وعزاه الزيلعي ثم الحافظ في «تخريج الكشاف» (رقم ٢٥٠) لابن أبي شيبة في مسنده من حديث عاصم ـ به.

وأخرجه الطبري (٤ / ٣٦) ، والوحدي (ص ٨٩) ، كلاهما من طريق ابن وهب ، والطبراني في الكبير (رقم ١٠٢٠٩) وعنه أبو نعيم في الحلية (٤ / ١٨٧) من طريق يحيى بن أيوب ، كلاهما عن عبيد الله بن زحر عن سليمان الأعمش عن زرّ عن ابن مسعود ـ به. وعبيد بن زحر فيه ضعف ، وقال عنه الحافظ : «صدوق يخطئ» ، ولكن الأعمش قد عنعن وهو موسوم بالتدليس ، ولا يعلم له سماع من زرّ ـ فيما أعلم ـ وإن كان أدركه بالسن ، ولذا قال العلّامة أحمد شاكر : «وأنا أخشى أن يكون قد سقط من هذا الإسناد (عن عاصم) ـ بين سليمان الأعمش وزرّ بن حبيش ، فإن الأعمش لم يذكر أنه يروي عن زرّ ، وإنما روايته عنه بواسطة ـ

٣٢١

__________________

(عاصم بن أبي النجود) وأقرانه من هذه الطبقة».

فإن يك هذا محفوظا فهو متابعة قوية لعاصم ، وإلّا فالإسناد كما هو عن عاصم ، والله أعلم.

وقد ذكر الحديث الهيثمي في المجمع (١ / ٣١٢) وقال : «رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير .... ورجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود ، وهو مختلف في الاحتجاج به ، وفي إسناد الطبراني عبيد الله بن زحر وهو ضعيف».

وزاد السيوطي نسبته في الدرّ (٢ / ٦٥) لابن المنذر عن ابن مسعود ، وقال السيوطي : «بسند حسن».

وللحديث شواهد ـ دون ذكر الآية ـ عن أم المؤمنين عائشة وابن عمر وأنس وغيرهم.

* أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٥٦٦) ، ومسلم (٦٣٨ / ٢١٨ ، ٢١٩) ، والنسائي في المجتبى (رقم ٤٨٢ ، ٥٣٥) ، وأحمد (٦ / ٣٤ ، ١٥٠ ، ١٩٩ ، ٢١٥ ، ٢٧٢) ، والدارمي (١ / ٢٧٦) ، وأبو عوانة (١ / ٣٦٢ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦) ، وعبد الرزاق في مصنفه (رقم ٢١١٤) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١ / ١٥٧ ، ١٥٨) ، وابن حبان (رقم ١٥٣٥ ـ الإحسان) ، والبيهقي في سننه (١ / ٣٧٤) ، والبغوي في شرح السنة (رقم ٣٧٥) ، وغيرهم من حديثها قالت : «أعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة بالعشاء ، وذلك قبل أن يفشو الإسلام ، فلم يخرج حتى قال عمر : نام النساء والصبيان. فخرج فقال لأهل المسجد : «ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم».

* وحديث ابن عمر : أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٥٦٤ ، ٥٧٠ ، ..) ، ومسلم (٦٣٩ / ٢٢٠ ، ٢٢١) ، وعبد الرزاق (رقم ٢١١٥ ،

٣٢٢

__________________

٢١١٦) ، وأحمد (٢ / ٨٨ ، ١٢٦) ، وابن خزيمة (رقم ٣٤٧) ، وابن حبان (رقم ١٠٩٩ ، ١٥٣٧ ـ الإحسان) ، والبزار (رقم ٣٧٦ ـ كشف) ، وغيرهم وفيه : «.. إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ...».

* وحديث أنس : أخرجه البخاري (رقم ٥٧٢) ، ومسلم (٦٤٠ / ٢٢٢) ، وغيرهما.

وفي الباب عن أبي موسى وابن عباس وابن مسعود (غير حديث الترجمة) وجابر وغيرهم.

[فائدة] : ورد سبب آخر لنزول هذه الآية ، وهو ما رواه ابن إسحاق في السيرة (٢ / ١٤٧) بغير إسناد ، ووصله ـ من طريقه ـ الطبري في تفسيره (٤ / ٣٥) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٢٢٠ ـ آل عمران) ، والطبراني في الكبير (رقم ١٣٨٨) ، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (رقم ٨٩٤ ، ١٣٦٩) ، والبيهقي في الدلائل (٢ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤) ، قال : وحدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد عن ابن عباس قال : لما أسلم عبد الله بن سلام ، وثعلبة بن سعية ، وأسيد بن سعية ، وأسد بن عبيد ، ومن أسلم من يهود معهم ، فآمنوا وصدّقوا ورغبوا في الإسلام ، ورسخوا فيه ، قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بحمد ولا تبعه إلّا أشرارنا! ، ولو كانوا من خيارنا ؛ ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره ، فأنزل الله عزوجل في ذلك من قولهم : «ليسوا سواء» إلى قوله «وأولئك من الصالحين».

وعزاه السيوطي في «اللباب» ، لابن مندة في الصحابة ، وزاد في الدرّ (٢ / ٦٤) نسبته لابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس ، وذكره ابن حجر في الإصابة (١ / ٣٣) في ترجمة أسد بن سعية.

وقال الهيثمي في المجمع (٦ / ٣٢٧) : «رواه الطبراني ورجاله ثقات».

قلت : بل إسناده ضعيف ، فإن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت لا ـ

٣٢٣

[٦٦] قوله تعالى :

(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ ، وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) [١٢٣]

[٩٤] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا اللّيث ، عن أبي الزبير (١) ، عن جابر أنّ عبدا لحاطب جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشكو حاطبا ، فقال : يا رسول الله ، ليدخلنّ حاطب النّار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كذبت ، [لا يدخلها](٢) ؛ فإنّه شهد بدرا والحديبيّة.»

__________________

(١) في الأصل : أبي الزهر ، وهو تحريف ، والتصويب من التحفة وغيرها.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقت بالهامش وكتب فوقها صح.

__________________

ـ يعرف ، وذكره ابن حبان في الثقات ، تفرد عنه ابن إسحاق ، ولذا قال الحافظ : مجهول ، وكذا قال الذهبي وغيره.

(٩٤) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ٢٤٩٥ / ١٦٢) كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أهل بدر رضى اللّه عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة.

* وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٨٦٤) كتاب المناقب ، باب ٥٩ ، كلاهما من طريق ليث بن سعد بن عبد الرحمن المصري ، عن أبي الزبير ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٢٩١٠). ورجاله ثقات ، وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس وهو مدلس ، ولكن الراوي عنه الليث بن سعد المصري ، وهو لم يحدث عنه إلا ما سمعه من جابر ، فقد ذكر الحافظ عن سعيد بن أبي مريم ثنا الليث قال : جئت أبا الزبير فدفع لي كتابين فسألته أسمعت هذا كله عن جابر ، قال : لا ، فيه ما سمعت ، وفيه ما لم أسمع ، قال : فأعلم لي على ما سمعت منه. فأعلم لي هذا الذي عندي. واللّه أعلم ، على أنه قد توبع في هذا الحديث ، فرواه أبو سفيان عن جابر ، وسيأتي ما يشهد له (رقم ٥٢٨).

٣٢٤

__________________

والحديث أخرجه أحمد (٣ / ٣٢٥ ، ٣٤٩) ، من طريق ابن جريج والليث ـ فرّقهما ـ ، والحاكم في مستدركه (٣ / ٣٠١) وصححه على شرط مسلم!! وأقره الذهبي ـ من طريق الليث ـ ، والبيهقي في «الدلائل» (٣ / ١٥٣ ، ٤ / ١٤٤) من طريق الليث أيضا ، كلاهما (ابن جريج والليث) عن أبي الزبير ، وأبو يعلى (رقم ١٩٠٠) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع ، كلاهما عن جابر بن عبد الله ـ به. وقد صرّح أبو الزبير بالسماع عند أحمد (٣ / ٣٢٥) ، ورواه الطبراني في الكبير (ج ٢٥ / رقم ٢٦٥) فجعله من مسند أم مبشّر.

وله شاهد من حديث جابر عن أم مبشّر أنها سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول عند حفصة : «لا يدخل النار إن شاء الله ، من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها». قالت : بلى يا رسول الله! فانتهرها. فقالت حفصة : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) [مريم : ٧١]. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد قال الله عزوجل : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) [مريم : ٧٢]».

وقد أخرجه مسلم (٢٤٩٦ / ١٦٣) ، وسيأتي هنا في التفسير (رقم ٣٤١) ، وأخرجه ابن ماجه (رقم ٤٢٨١) ، وأحمد (٦ / ٢٨٥ ، ٣٦٢ ، ٤٢٠) ، وأبو يعلى (رقم ٧٠٤٤) ، وابن سعد في الطبقات (٨ / ٣٣٦) ، والطبري في تفسيره (١٦ / ٨٥) ، والطبري في الكبير (٢٥ / رقم ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٢٦٩) ، وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٨٦٠ ، ٨٦١) ، والبيهقي في «الدلائل» (٤ / ١٤٣) ، وغيرهم. وعزاه السيوطي في الدرّ المنثور (٤ / ٢٨٢) لهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه ، وقد جعله بعضهم من مسند حفصة.

وشاهد آخر من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعا ... وفيه : «وما يدريك لعل الله أطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم». وفي رواية : «... فقد وجبت لكم الجنة» ، وقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣٠٠٧) ، ومسلم (٢٤٩٤ / ١٦١) وأبو داود (رقم ٢٦٥٠) ، والترمذي (رقم ٣٣٠٥) ، وسيأتي هنا (رقم ٦٠٥) ، وأخرجه الحميدي (رقم ٤٩) ، وأحمد ـ

٣٢٥

[٦٧] قوله تعالى :

(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) [١٢٨]

[٩٥] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزّاق ، نا معمر ، عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن أبيه أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يكبّر حين يرفع رأسه في صلاة الصّبح من الرّكعة الأخيرة يقول : «اللهمّ العن فلانا وفلانا» ، دعا على ناس من المنافقين ، فأنزل الله عزوجل : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ).

__________________

ـ (١ / ٧٩ ـ ٨٠ ، ١٠٥ ، ١٣١) وابنه في زوائد المسند (١ / ١٣٠) ، والطبري (٢٨ / ٣٨ ـ ٤٠) ، وعبد بن حميد (رقم ٨٣ ـ منتخب) ، وأبو يعلى (رقم ٣٩٤ ـ ٣٩٨) ، وغيرهم.

وأخرج قصة «حاطب» أحمد (٣ / ٣٥٠) ، وأبو يعلى (رقم ٢٢٦٥) وغيرهم من حديث جابر ، وفيه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اعملوا ما شئتم!» ، وانظر مجمع الزوائد (٩ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤).

(٩٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٠٦٩) كتاب المغازي ، باب «ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون» و (رقم ٤٥٥٩) كتاب التفسير ، باب «ليس لك من الأمر شيء» و (رقم ٧٣٤٦) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب «ليس لك من الأمر شيء».

* وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ١٠٧٨) كتاب التطبيق ، باب لعن المنافقين في القنوت وسيأتي (رقم ٩٦) ، كلهم من طريق معمر ، عن الزهرى ، عن سالم ـ به ، انظر تحفة الأشراف (٦٩٤٠).

وأخرجه أيضا (٢ / ٩٣ ، ١٠٤ ، ١١٨ ، ١٤٧) ، والترمذي (رقم ٣٠٠٤ ، ـ

٣٢٦

[٩٦] ـ أنا عمرو بن الحارث ، نا محبوب بن موسى ، أنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزّهريّ قال : حدّثني سالم ، عن أبيه أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رفع رأسه من الرّكوع في الرّكعة الأخيرة من الفجر يقول : «اللهمّ العن فلانا وفلانا» بعد ما يقول : «سمع الله لمن حمده ربّنا ولك الحمد» فأنزل الله تبارك وتعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ).

[٩٧] ـ أنا عليّ بن حجر ، أنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن حميد ، عن أنس.

__________________

ـ ٣٠٠٥) ، والطبري في تفسيره (٤ / ٥٨) ، وأبو يعلى (رقم ٥٥٤٧) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ٦٢٢ ، ٦٢٣) ، وعبد الرزاق في المصنف (رقم ٤٠٢٧) وفي تفسيره (ص ٢٥ ـ مخطوط) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٣٨٩ ـ آل عمران) ، والنحاس في ناسخه (ص ١٠٨) ، والطحاوي في «شرح المعاني» (١ / ٢٤٢) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٩٨٧ ، ١٩٨٨ ـ الإحسان) ، والطبراني في الكبير (رقم ١٣١١٣) ، والبيهقي في سننه (٢ / ١٩٨ ، ٢٠٧) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٣٥٠) ، والواحدي في الأسباب (ص ٩٠ ، ٩١) ، وغيرهم ، من حديث ابن عمر ـ به. وقد توبع سالم كما يعلم ذلك من التخريج.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ٧١) للبيهقي في الدلائل ، وفاته غير واحد مما سبق.

وفي الباب عن أنس بن مالك ، وسيأتي (رقم ٩٧).

وفي الباب أيضا عن أبي هريرة ، وقد أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٧٩٧ ، ...) ، ومسلم (٦٧٥ / ٢٩٤ ، ٢٩٥) ، (٦٧٦ / ٢٩٦) ، وغيرهما ، وانظر مصادر تخريج حديث ابن عمر السابق.

(٩٦) ـ سبق تخريجه (رقم ٩٥) وهو صحيح.

(٩٧) ـ صحيح* تفرد به المصنف من هذا الوجه ، انظر تحفة الأشراف ـ

٣٢٧

وأنا محمّد بن المثنّى ، عن خالد ، نا حميد قال : قال أنس : كسرت

__________________

ـ (٥٧٣ ، ٦٤٢). ورجال إسناده به ثقات ، رجال الشيخين ، إلا أن حميدا مدلس وقد عنعن ، وقال ابن عدي : «وأما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلّا ما ذكر ، وسمع الباقي من ثابت ، فأكثر ما في بابه أن بعض ما رواه عن أنس يدلسه وقد سمعه من ثابت» ، وقال الحافظ العلائي : «فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسة ، فقد تبين الواسطة فيها وهو ثقة صحيح» ، على أن الحديث صحيح ، فقد جاء من غير هذا الوجه عن أنس.

والحديث أخرجه الترمذي (رقم ٣٠٠٢ ، ٣٠٠٣) وصححه ، والطبري (٤ / ٥٧) وفي تاريخه (٢ / ٥١٥) ، وأبو يعلى (رقم ٣٧٣٨) ، وابن ماجه (رقم ٤٠٢٧) ، وأحمد (٣ / ٩٩ ، ١٧٨ ـ ١٧٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٦) ، وابن سعد (٢ / ١ / ٣١) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٣٨٨ ـ آل عمران) ، والنحاس في ناسخه (ص ١٠٩) والبغوي في شرح السنة (رقم ٣٧٤٨) ، والواحدي في الأسباب (ص ٩٠) من طرق عن حميد عن أنس ـ به.

ورواه مسلم (١٧٩١ / ١٠٤) ، وأحمد (٣ / ٢٥٣ ، ٢٨٨) ، وأبو يعلى (رقم ٣٣٠١) ، وعبد بن حميد (رقم ١٢٠٤ ـ منتخب) ، وأبو عوانة (٤ / ٣٠٩ ، ٣١٠) ، والطحاوي في «شرح المعاني» (١ / ٥٠٢) ، والبيهقي في «الدلائل» (٣ / ٢٦٢) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٣٥٠) ، والنعّال في «مشيخته» (ص ٦٥) ، والواحدي في «الأسباب» (ص ٩٠ ـ ٩١) ، من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ـ به.

وعلقه البخاري في صحيحه (ج ٧ / ٣٦٥ قبل حديث رقم ٤٠٦٩) عن حميد وثابت عن أنس.

وزاد السيوطي نسبته في الدرّ (٢ / ٧٠) لابن أبي شيبة وابن المنذر عن أنس.

وللحديث شواهد ـ بدون ذكر الآية ـ ، وقد ورد أيضا في نزول هذه الآية غير هذا السبب المذكور في الحديث. ـ

٣٢٨

رباعيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد ، وشجّ ، فجعل الدّم يسيل على / وجهه ، ومسح الدّم عن وجهه ويقول : «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم ، وهو يدعوهم إلى الإسلام» (١) فأنزل الله تبارك وتعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ).

ـ اللّفظ لخالد.

* * *

__________________

(١) في الأصل : إلى الإسلام الله تبارك وتعالى : وهو إقحام من الناسخ ، أو انتقال نظر من الجملة التي تليها ، أو لعل الصواب : الإسلام لله تباك وتعالى.

__________________

ـ قوله رباعية : أي المقدم من أسنانه ، أي السن بين الثنية والناب ، اثنين بالفك الأعلى واثنين بالفك الأسفل.

قوله وشجّ : الشجّ في الرأس خاصة في الأصل ، فهو أن يضربه بشيء فيجرحه فيه ، ويشقه ، ثم استعمل في غيره من أعضاء البدن.

قوله خضبوا وجه : أي لطّخوا وجهه ، واحمرّ من الدم.

٣٢٩

[٦٨] قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) [١٣٥]

[٩٨] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن عليّ بن ربيعة ، عن أسماء بن الحكم الفزاريّ قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : إنّي كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني ، فإذا حدّثني رجل من أصحابه استحلفته ، فإذا حلف لي صدّقته ، حدّثني أبو بكر ـ وصدق أبو بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من رجل يذنب ذنبا ، ثمّ يقوم فيتطهّر فيحسن الطّهور ، ثمّ يستغفر الله تبارك وتعالى ، إلّا غفر له ، ثمّ قرأ هذه الآية (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا. أَنْفُسَهُمْ) إلى آخر الآية.

__________________

(٩٨) ـ حسن* أخرجه أبو داود في سننه (رقم ١٥٢١) : كتاب الصلاة ، باب في الاستغفار ، مرفوعا من طريق أبي عوانة ، والترمذي في جامعه (رقم ٤٠٦) : أبواب الصلاة ، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة و (رقم ٣٠٠٦) : كتاب تفسير القرآن ، «ومن سورة آل عمران» مرفوعا من طريق أبي عوانة ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب عمل اليوم والليلة (رقم ٤١٤) مرفوعا من طريق مسعر ، و (رقم ٤١٥ ، ٤١٦) موقوفا من طريق مسعر وسفيان ـ فرّقهما ـ ، و (رقم ٤١٧) مرفوعا من طريق أبي عوانة ، باب ما يفعل من بلي بذنب وما يقول ، وأخرجه ابن ماجه (رقم ١٣٩٥) : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في أن الصلاة كفارة ، مرفوعا من طريق مسعر وسفيان معا ، ـ

٣٣٠

__________________

ثلاثتهم عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٦١٠).

ورجال إسناده ثقات معروفون غير أسماء بن الحكم الفزاري (لم يشكّ فيه إلّا شعبة فقال عن أسماء أو أبي أسماء أو ابن أسماء) ، فقال العجلي في ثقاته (١ / ٢٢٣) : «كوفي تابعي ثقة» ، وذكره ابن حبان في الثقات (٤ / ٥٩) وقال : «يخطئ» ، وقد أخرج حديثه في صحيحه! ، وقال الحافظ معقبا على ابن حبان : «وجزم البخاري بأنه ـ أي أسماء ـ لم يرو غير حديثين ، يخرج من كلاهما أن أحد الحديثين خطأ ، ويلزم في تصحيحه أحدهما انحصار الخطأ في الثاني» ، وقال البزار : «أسماء مجهول» ، وقال موسى بن هارون : «ليس بمجهول لأنه روى عنه علىّ بن ربيعة والركين بن الربيع ، وعلى بن ربيعة قد سمع من علي فلولا أن أسماء بن الحكم عنده مرضيا ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث» ، ويأتي إن شاء الله تعالى ما يشهد لبعض أجزائه.

والحديث أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢ ، ٨ ـ ٩ ، ٩ ، ١٠) وفي فضائل الصحابة (رقم ١٤٢ ، ٦٤٢) من طريق مسعر وسفيان (معا) ، وشعبة ، وأبي عوانة فرّقهم ، وابن أبي شيبة في مصنفه (٢ / ٣٨٧) من طريق مسعر ، والطبري في تفسيره (٤ / ٦٣) من طريق شعبة ، ومسعر وسفيان ، وابن أبي حاتم (رقم ١ ، ٢) عن شعبة وأبي عوانة ـ فرّقهما ـ ، والحميدي (رقم ٤٩) من طريق مسعر والثوري ، وأبو يعلى (رقم ١ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٥) من طرق عن قيس بن الربيع وأبي عوانة ومسعر وسفيان وشعبة ، والبزّار (رقم ٨ ، ٩ ، ١٠ ، ١١ ـ البحر الزخّار) من طريق شعبة ومسعر وسفيان وأبي عوانة وشريك ، والمروزي في «مسند أبي بكر» (رقم ٩ ، ١٠ ، ١١) من طرق عن مسعر وسفيان وشعبة وأبي عوانة ، وابن السّني في «اليوم والليلة» (رقم ٣٦١) ، من طريق شعبة ، وابن عدي في «الكامل» (١ / ٤٢٠) من طريق أبي عوانة ومسعر ، والعقيلي في «الضعفاء» (١ / ١٠٦) من طريق مسعر ، والطبراني في الدعاء (رقم ١٨٤١ ، ـ

٣٣١

__________________

١٨٤٢) من طريق الثوري وشعبة ومسعر وقيس وشريك وأبي عوانة ، وابن حبان في صحيحه [(رقم ٢٤٥٤ ـ موارد) ، (رقم ٦٢٣ ـ الإحسان)] من طريق أبي عوانة ، والبيهقي في الدعوات الكبير (رقم ١٤٩) من طريق أبي عوانة ، والبغوي في شرح السنة (رقم ١٠١٥) وفي تفسيره (١ / ٣٥٣) من طريق أبي عوانة ، كلهم عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة ـ به.

وقال الحافظ في التهذيب (في ترجمة أسماء) : «وهذا الحديث جيد الإسناد».

وقال الترمذي : «حديث حسن ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، من حديث عثمان بن المغيرة ، وروى عنه شعبة وغير واحد فرفعوه مثل حديث أبي عوانة ، ورواه سفيان الثوري ومسعر فأوقفاه ، ولم يرفعاه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد روي عن مسعر هذا الحديث مرفوعا أيضا ، ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا مرفوعا إلّا هذا».

وتعقبه الشيخ أحمد شاكر بقوله : «وفيه نظر ...» ، وقال في تعليقه على الطبري (٧ / ٢٢١) : «كأنه يريد تعليل المرفوع بالموقوف ، وما هي بعلة! ، ولكنه وهم ـ رحمه‌الله ـ وهما شديدا فيما نسب إلى مسعر وسفيان ، وها هي ذي روايتهما عقب هذه الرواية مرفوعة أيضا ـ يعني رواية الطبري ـ ولعل له عذرا أن تكون روايتهما وقعت له موقوفة ... والحديث من هذا الوجه رواه أحمد ... عن وكيع عن مسعر وسفيان بهذا الإسناد مرفوعا أيضا ، فهو يرد على الترمذي ادعاءه أنّ سفيان ومسعرا روياه موقوفا».

قلت : قول الترمذي صحيح ، فقد رواه النسائي ـ كما سبق ـ في «اليوم والليلة» من طريق مسعر وسفيان ـ به موقوفا ، وكذا أشار إلى ذلك البزار في «البحر الزخّار».

وقال ابن عدي : «وهذا الحديث مداره على عثمان بن المغيرة ، رواه عنه غير من ذكرت الثوري وشعبة وزائدة ، وإسرائيل وغيرهم ... ، وهذا الحديث طريقه ـ

٣٣٢

__________________

حسن وأرجو أن يكون صحيحا ، وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلّا بهذا الحديث ولعل له حديثا آخر».

وقد رواه ابن عدي (١ / ٤٢١) ، والطبراني في الدعاء (رقم ١٨٤٤) ، والخطيب في «الموضّح» (٢ / ٤٢٤) ، كلهم من طريق معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة ـ به. ومعاوية متهم بسرقة الحديث.

وقد أخرجه الطبري في تفسيره (٤ / ٦٣) ، والحميدي (رقم ٥) ، والبزار (رقم ٦ ، ٧ ـ البحر الزخّار) ، وابن عدي في «الكامل» (٣ / ١١٩٠) ، والطبراني في الدعاء (رقم ١٨٤٦) وغيرهم من طريق عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد المقبري عن علي بن أبي طالب عن أبي بكر ـ به. وهذا إسناد واه ، فإن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري متروك وقد رمي بالكذب ، والإسناد الأول يغني عنه.

وقد ذكر الدارقطني في «العلل» (رقم ٨) لهذا الحديث طرقا لا تثبت ، ثم قال : «وأحسنها إسنادا وأصحها ما رواه الثوري ومسعر ، ومن تابعها عن عثمان بن المغيرة». وانظر أيضا الدعاء للطبراني (رقم ١٨٤٣ ، ١٨٤٥ ، ١٨٤٧).

وكذا ذكر المزي في الأطراف ، وفي التهذيب ـ في ترجمة أسماء ـ طرق هذا الحديث وتكلم عليه.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (١ / ٤٠٨) : «وبالجملة فهو حديث حسن».

وقد زاد السيوطي نسبته في الدرّ المنثور (٢ / ٧٧) لعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق ـ به.

وقد أخرج البيهقي في الشعب ـ كما في الدرّ ـ من مرسل الحسن نحوه دون ذكر الآية. وله شاهد أخرجه أحمد (٦ / ٤٥٠) والطبراني في الدعاء (رقم ١٨٤٨) وفي الأوسط من حديث أبي الدرداء. ـ

٣٣٣

[٦٩] قوله تعالى :

(وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ) [١٥٣]

[٩٩] ـ أخبرني هلال بن العلاء ، نا حسين بن عيّاش ، نا زهير ، نا أبو إسحاق قال :

سمعت البراء بن عازب يحدّث قال : جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الرّماة يوم أحد ـ وكانوا خمسين رجلا ـ عبد الله بن جبير ، قال : ووضعهم مكانا ، وقال لهم : «إن رأيتمونا تخطفنا الطّير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتّى (١) أرسل إليكم ، فإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم ، فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم». قال : وسار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومن معه ، قال : فهزمهم ، قال : فأما / والله رأيت النّساء يشتددن على الجبل بدت خلاخلهنّ وأسوقهنّ رافعات ثيابهنّ ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة ، أي قوم الغنيمة ، قد ظهر أصحابكم فما ذا (٢) تنتظرون ، قال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال

__________________

(١) في الأصل : حق وهو تحريف.

(٢) في الأصل : فما.

__________________

ـ ويشهد لصحة الحديث ما أخرجه البخاري (رقم ١٥٩) ، ومسلم (٢٢٦ / ٣ ، ٤) ، وغيرهما من حديث عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه.

(٩٩) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٠٣٩) كتاب الجهاد ، باب ـ

٣٣٤

لكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنّا والله لنأتينّ النّاس فلنصيبنّ من الغنيمة ، فلمّا أتوهم ، صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك (١) حين يدعوهم الرّسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير اثنى عشر رجلا ، فأصابوا منّا سبعين ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ؛ سبعين أسيرا وسبعين (٢) قتيلا ، فقال أبو سفيان : أفي القوم محمّد؟ أفي القوم محمّد؟ فنهاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجيبوه ، ثمّ قال : أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرّات قال (٣) : أفي القوم ابن الخطّاب ثلاث مرّات ، ثمّ رجع إلى أصحابه فقال : أمّا هؤلاء فقد قتلوا ، فما ملك عمر نفسه : فقال : كذبت يا عدوّ الله ، إن الّذي عددت لأحياء كلّهم ، وقد بقي (٤) لك

__________________

(١) في الأصل : فدلنا وهو تحريف.

(٢) في الأصل : أو سبعين وكتب فوق «سبعين» كذا. والصواب ما أثبتناه كما في الروايات.

(٣) كتب بعد هذه الكلمة في الأصل أفي القوم محمد أفي القوم ابن الخطاب واظنها تكرارا من الناسخ وإقحاما

(٤) في الأصل بذ والتصويب من باقي الروايات.

__________________

ـ ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه وقول اللّه عزّ وجل : (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) و (رقم ٣٩٨٦) كتاب المغازي ، باب ١٠ و (رقم ٤٠٦٧) باب إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ـ إلى قوله ـ واللّه خبير بما تعملون مختصرين و (رقم ٤٥٦١) كتاب التفسير ، باب والرسول يدعوكم في أخراكم مختصرا.

٣٣٥

ما يسوؤك ، فقال : يوم بيوم بدر ، والحروب سجال ، إنّكم سترون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ، ثمّ أخذ يرتجز : اعل هبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا تجيبوه؟» فقالوا : يا رسول الله ، ما نقول؟ قال : «قولوا : الله أعلى وأجلّ» قال : إنّ (لنا) (١) عزّى ولا عزّى لكم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا تجيبوه؟» قالوا يا رسول الله ، ما نقول؟ قال : «قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم.»

__________________

(١) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش وكتب فوقها صح.

__________________

ـ * وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٢٦٦٢) كتاب الجهاد ، باب في الكمناء.

* وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب السير ، من طرق كلهم عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ـ به ، انظر تحفة الأشراف (١٨٣٧). وانظر شرح الحديث في فتح الباري (٧ / ٣٥٠ ـ) عقب حديث (رقم ٤٠٤٣) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق ـ به.

وأخرجه أيضا أحمد (٤ / ٢٩٣ ، ٢٩٤) ، والطبري في تفسيره (٤ / ٨٢) وفي تاريخه (٢ / ٥٠٧ ـ ٥٠٨ ، ٥٢٦ ـ ٥٢٧) ، وابن سعد (٢ / ١ / ٣٣) ، والطيالسي (رقم ٧٢٥) ، وأبو نعيم في الحلية (١ / ٣٨ ـ ٣٩) ، والبيهقي في الدلائل (٣ / ٢٦٧ ـ ٢٦٩) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٣٥٥ ـ ٣٣٦) ، وغيرهم من طريق أبي إسحاق عن البراء ـ به.

وزاد السيوطي في الدرّ (٢ / ٨٥) نسبته لمسلم ـ ولم أره فيه ـ وابن المنذر عن البراء بن عازب. وله شاهد من حديث ابن عباس وغيره.

قوله وأوطأناهم من الوطء ، وأصل الوطء : الدّوس بالقدم ، فسمى به الغزو والقتال ؛ لأن من يطأ على الشيء برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته.

٣٣٦

[٧٠] قوله تعالى :

(إِذْ يُغَشِّيكُمُ)(١)(النُّعاسَ أَمَنَةً) [الأنفال : ١١]

[١٠٠] ـ أنا محمّد بن المثنّى قال : نا خالد ، نا حميد ، قال أنس : قال أبو طلحة : كنت ممّن / ألقي عليه النّعاس يوم أحد حتّى سقط السّيف من يدي ثلاثا.

__________________

(١) في الأصل يغشاكم.

هكذا ترجم المصنف بآية من سورة الأنفال وحقّه أن يترجم بآية آل عمران «ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنه نعاسا يغشى طائفة منكم» الآية. وقد سبق له نحو هذا في حديث (رقم ٣٢).

__________________

ـ قوله يشتددن : أي يعدون ، ويسرعن المشي.

قوله الحروب سجال : يعني متداولة يوم لنا ويوم علينا ، يعني بمقابلة يوم بدر.

قوله مثلة : المثلة : التشويه ويقال : مثّلت بالقتيل إذا اجدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه.

(١٠٠) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٠٦٨) كتاب المغازي ، باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا. ـ إلى قوله ـ واللّه عليم بذات الصدور و (رقم ٤٥٦٢) كتاب التفسير ، باب أمنة نعاسا.

وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٠٧) بمعناه و (رقم ٣٠٠٨) أتمّ منه ، كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة آل عمران من طرق عن أنس بن مالك ـ به وسيأتي (رقم ٢١٨ ، ٢١٩) انظر تحفة الأشراف (٣٧٧١). وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

٣٣٧

[٧١] قوله تعالى :

(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) [١٧٣]

[١٠١] ـ أنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، وهارون بن عبد الله قالا : نا يحيى بن أبي بكير ، أنا أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي حصين ، عن أبي الضّحى ،

__________________

ـ وأخرجه أيضا ابن جرير الطبري (٤ / ٩٢ ، ٩٢ ـ ٩٣) ، وأحمد (٤ / ٢٩) ، وابن أبي حاتم (رقم ١٦٨٣ ـ آل عمران) ، وابن أبي شيبة في المصنف (١٤ / ٣٩٩) ، والطبراني في الكبير (رقم ٤٦٩٩ ، ٤٧٠٠ ، ٤٧٠٧ ، ٤٧٠٨) ، وأبو يعلى (رقم) ، وأبو نعيم في «الدلائل» (رقم ٤٢١ ـ منتخب) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٢٩٧) وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي ، والبيهقي في «الدلائل» (٣ / ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٧٤) عن الحاكم بأسانيده ، والبغوي في تفسيره (١ / ٣٦٣) ، من طرق عن أنس عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنهما ـ به.

وقد وقع في بعض الطرق السابقة : فذلك قوله عزوجل (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً ...) [آل عمران : ١٥٤] وزاد السيوطي نسبته في الدرّ (٢ / ٨٨) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه عن أنس عن أبي طلحة ـ به.

وقد أخرج البخاري في صحيحه : (رقم ٣٨١١ ، ٤٠٦٤ ـ طرفه ٢٨٨٠) ، ومسلم (١٨١١ / ١٣٦) ، وأبو يعلى (رقم ٣٩٢١) وغيرهم من حديث أنس في قصة أحد ... وفيه : «ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إمّا مرتين وإمّا ثلاثا من النعاس».

وفي الباب عن الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وغيرهما.

(١٠١) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٥٦٣) و (رقم ٤٥٦٤)

٣٣٨

عن ابن عبّاس قال : كان آخر كلام إبراهيم عليه‌السلام حين ألقي في النّار حسبي الله ونعم الوكيل قال : وقال نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثلها (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

__________________

ـ مختصرا كتاب التفسير ، باب «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم» الآية.

* وأخرجه المصنف في الكبير : (رقم ٦٠٣) كتاب عمل اليوم والليلة ، ما يقول إذا خاف قوما ، كلاهما من طريق أبي حصين عن أبي الضحى مسلم بن صبيح ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٦٤٥٦).

وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٨) وصححه وأقره الذهبي ، والبيهقي في «الدلائل» (٣ / ٣١٧) ، والبغوي في تفسيره (١ / ٣٧٥) ، وغيرهم ، من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٠٣) لابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن عباس.

وله شاهد من حديث ابن عمرو ، وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (ص ٢٨) ، وابن أبي شيبة في المصنف (١٠ / ٣٥٣) ، كلاهما من طريق الشعبي عنه ، وزاد نسبته في الدرّ (٢ / ١٠٣) لابن جرير وابن المنذر.

وشاهد آخر أخرجه أبو نعيم في الحلية (١ / ١٩) من طريق أبي بكر بن عيّاش عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أتي بإبراهيم عليه‌السلام يوم النار إلى النار فلما بصر بها قال : حسبنا الله ونعم الوكيل».

وعند أبي نعيم أيضا من طريق أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا : «لما ألقي إبراهيم عليه‌السلام في النار قال : حسبي الله ونعم الوكيل». ـ

٣٣٩

[١٠٢] ـ أنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل ، نا ابن موسى ، نا أبي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ،

عن أبي هريرة ـ وذكر إسنادا آخر ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف أنعم ، وصاحب الصّور قد التقم القرن ، وأصغى بسمعه ، وحنا بجبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ؟ قالوا : يا رسول الله ، كيف نقول؟ قال : «قولوا : حسبنا الله ، ونعم الوكيل ، على الله توكّلنا.»

__________________

(١٠٢) ـ صحيح* تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٤٦٥). وإسناده جيد قوي ؛ فرجاله ثقات غير محمد بن موسى بن أعين : فقد روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في الثقات (٩ / ٦٤) ، وروى له البخاري في صحيحه ، وقد تابعه أبو طالب عبد الجبار بن عاصم الخراساني كما سيأتي إن شاء الله تعالى وللحديث شواهد يأتي ذكرها ، فالحديث صحيح. وقوله : «وذكر إسنادا آخر» لعله يعني إسناد عطية العوفي عن أبي سعيد وسيأتي ذكره.

فقد أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج ٣ / ص ٨٥٢ رقم ٣٩٦) فقال : أخبرنا ابن أبي عاصم حدثنا أبو طالب الجرجاني حدثنا موسى بن أعين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وعن عمران بن عطية عن أبي سعيد ـ به ، والقائل : «وعن عمران ...» هو سليمان بن مهران الأعمش وسيأتي ذكر حديث أبي سعيد وتحقيق القول فيه. وقد عزاه الحافظ ابن كثير في النهاية (١ / ١٦٣) لأبي يعلى في مسند أبي هريرة : حدثنا أبو طالب حدثنا عبد الجبار ـ به عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله تعالى عنهما. أما إسناد حديث أبي هريرة فهو صحيح ، فرجاله ثقات : ابن أبي عاصم هو أبو بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد (انظر السير ١٣ / ٤٣٠) ، وأبو طالب هو عبد الجبار بن عاصم ، وقد وثقه ابن معين (وقال مرة صدوق ، ومرة أخرى لا بأس به) والدارقطني ، وذكره ابن حبان في الثقات (٨ / ٤١٨) ، وقد روى عنه جمع منهم أبو زرعة وصاعقة وأحمد بن أبي

٣٤٠