تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

[١٥٧] قوله تعالى :

(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) [١٦]

[٢٢٣] ـ أنا أبو داود قال : أنا أبو زيد الهرويّ ، نا شعبة ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) قال : نزلت في أهل بدر.

__________________

ـ أو مرض.

قوله «اللّزام» : يقال أنه يوم بدر ، وهو في اللغة : الملازمة للشيء والدوام عليه ، وهو أيضا الفصل في القضية ، فكأنه من الأضداد.

(٢٢٣) ـ صحيح* أخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٢٦٤٨) كتاب الجهاد ، باب في التولي يوم الزحف ، وسيأتي للمصنف هنا (رقم ٢٢٤) ، كلاهما من طريق بشر بن المفضل ، وأخرجه المصنف في السير من الكبرى عن أبي داود بهذا الإسناد ، كلاهما (يعني بشر وشعبة) عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٣١٦). وسنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، شيخ المصنف هو سليمان بن سيف بن يحيى الطائي الحرّاني ، وأبو زيد هو سعيد بن الربيع العامري الحرشي ، وأبو نضرة هو المنذر ابن مالك بن قطعة ، والصحابي هو سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.

والأثر قد رواه أيضا الطبري في تفسيره (٩ / ١٣٤) ، والنّحاس في الناسخ ـ

٥٢١

[٢٢٤] ـ أنا حميد بن مسعدة ، عن بشر ، نا داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أنزلت في يوم بدر (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ).

* * *

__________________

ـ (ص ١٨٤ ـ ١٨٥) ، والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٢٧) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وابن الجوزي في «نواسخ القرآن» (ص ٣٤٥) ، من طرق عن داود بن أبي هند ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ١٧٣) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد.

ويشهد له حديث ابن عمر المتقدم (رقم ٢٢٠).

(٢٢٤) ـ سبق تخريجه (رقم ٢٢٣) ، وهو صحيح ، ورجاله ثقات غير شيخ المصنف حميد بن مسعدة السامي فهو صدوق ، وقد توبع كما يعلم من التخريج السابق ، وبشر هو ابن المفضل.

٥٢٢

[١٥٨] قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) [٢٤]

[٢٢٥] ـ أنا عمران بن موسى ، نا يزيد ، نا روح بن القاسم ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أبيّ بن كعب ، وهو يصلّي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيه أبيّ» فالتفت أبيّ ولم يجبه ، ثمّ صلّى أبيّ فخفّف ، ثمّ انصرف إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : / سلام عليك يا رسول الله قال : «ويحك ، ما منعك أبيّ أن دعوتك أن لا تجيبني؟» قال : يا رسول الله ، كنت في صلاة. قال : «فليس تجد فيما أوحى الله إليّ أن (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما

__________________

(٢٢٥) ـ صحيح* تفرد به المصنف من طريق روح بن القاسم عن العلاء ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٤٠١٨). وسنده على شرط مسلم ، رجاله ثقات غير العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي فهو صدوق ربما وهم ، وعمران بن موسى القزاز الليثي صدوق ، ويزيد هو ابن زريع وهو ثقة ثبت.

والحديث أخرجه أيضا الترمذي في جامعه (رقم ٢٨٧٥ ، ٣١٢٥) وصححه والنسائي في المجتبى (رقم ٩١٤) مختصرا ، والطبري في تفسيره (٩ / ١٤٢) ، وأحمد (٢ / ٤١٢ ـ ٤١٣) ، والدارمي (٢ / ٤٤٦) ، وعبد بن حميد (رقم ١٦٥ ـ منتخب) ، وأبو يعلى (رقم ٦٤٨٢) ، وابن خزيمة في صحيحه (رقم ٥٠٠ ، ٥٠١) ، وعبد الله بن أحمد في زوائد ـ

٥٢٣

يُحْيِيكُمْ)» قال : بلى ، يا رسول الله لا أعود فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أتحبّ أن أعلّمك سورة لم ينزل في التّوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزّبور ، ولا في الفرقان مثلها؟» قال : نعم أي رسول الله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأرجو ألّا تخرج من هذا الباب حتّى تعلمها» أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي يحدّثني ، وأنا أتباطأ مخافة أن نبلغ الباب قبل أن ينقضي الحديث ، فلمّا دنونا من الباب قلت : يا رسول الله ، ما السّورة الّتي وعدتني؟ قال : «كيف تقرأ في الصّلاة؟» فقرأت عليه أمّ القرآن ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والّذي نفسي بيده ، ما أنزل في التّوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزّبور ، ولا في الفرقان مثلها ، إنّها السّبع المثاني والقرآن العظيم الّذي أعطيت».

__________________

ـ المسند (٥ / ١١٤) ، وابن حبان (رقم ٧٧٥ ـ الإحسان) ، والحاكم في المستدرك (١ / ٥٥٧) وصححه وأقره الذهبي ، والبيهقي في سننه (٢ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦) ، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ـ به ، وقد جعله البعض من مسند أبي هريرة عن أبي بن كعب كما يعلم من التخريج ، وانظر ذيل التفسير (رقم ١٤).

وقد اختلف فيه على العلاء ، وانظر قول الترمذي ، وفتح الباري (٨ / ١٥٧). وزاد نسبته في الدرّ (١ / ٤) لأبي عبيد وابن المنذر وابن مردويه وأبي ذر الهروي في فضائل القرآن ، وابن الضريس في الفضائل عن أبي هريرة. ويشهد لصحته ما سبق هنا في التفسير (رقم ١) من حديث أبي سعيد بن المعلى.

٥٢٤

[١٥٩] قوله تعالى :

(وَاتَّقُوا فِتْنَةً) [٢٥]

[٢٢٦] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرّحمن بن مهديّ ، نا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن ، عن الزّبير بن العوّام قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) الآية قال : ونحن يومئذ متوافرون ، قال : فجعلت أتعجّب من هذه الآية ، أيّ فتنة تصيبنا؟ ما هذه الفتنة؟ حتّى رأيناها.

__________________

(٢٢٦) ـ صحيح موقوف* تفرد به المصنف ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٦٢١). ورجاله ثقات معروفون ، ويمنع من القول بصحة الإسناد ؛ عنعنة الحسن بن أبي الحسن البصري فإنه مدلس ، ولكنه ثابت من قول الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ فله عنه طرق.

فقد رواه أحمد في مسنده (١ / ١٦٧) عن أسود بن عامر عن جرير ، والطبري في تفسيره (٩ / ١٤٤) من طريق حميد ، كلاهما عن الحسن ـ به. ورواه الطيالسي في مسنده (رقم ١٩٢) عن الصلت بن دينار حدثنا عقبة بن صهبان وأبو رجاء العطاردي قالا سمعنا الزبير ... فذكر نحوه. وأخرجه الطبري من طريق الصلت بن دينار عن ابن صهبان ـ وحده ـ سمعت الزبير ـ به والصلت بن دينار هذا هو أبو شعيب المجنون الأزدي وهو متروك ناصبي فلا يصلح للاعتبار. وقد ذكره في المطالب العالية (٣ / ٣٣٦ رقم ٣٦٣١) وعزاه للطيالسي. ورواه عبد الرزاق في تفسيره (ص ٦٢ ـ

٥٢٥

__________________

ـ مخطوط) عن معمر عن قتادة عن الزبير نحوه ورواه أحمد (١ / ١٦٥) عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن شداد بن سعيد عن غيلان بن جرير عن مطرف قال : قلنا للزبير ... فذكره بأتم مما هاهنا ، وإسناده حسن فإن أبا سعيد هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري ولقبه جردقة وهو صدوق ربما أخطأ ، وشداد بن سعيد : صدوق يخطئ ، وغيلان بن جرير المعولي البصري ثقة ، ومطرف هو ابن عبد الله بن الشخير وهو تابعي ثقة.

وقد رواه البزار في مسنده [(رقم ٩٧٦ ـ البحر الزخّار) ، (رقم ٣٢٦٦ ـ كشف)] ، عن محمد بن عبد الرحيم السابري ثنا الحجاج بن نصير عن شداد بن سعيد ـ به. والحجاج بن نصير : ضعيف ولكنه قد توبع سبق عند أحمد. وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٢٧) وقال : «رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح». ثم ذكره أيضا في المجمع (٧ / ٢٢٤) وقال : «رواه البزار وفيه حجاج بن نصير ذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطئ ويهم ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقد سبق بيان ذلك بفضل الله. وذكره السيوطي في الدرّ (٣ / ١٧٧) وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن الزبير.

قوله «متوافرون» : أي كثيرون.

٥٢٦

[١٦٠] قوله تعالى :

(وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [٣٩]

[٢٢٧] ـ أنا عبدة بن عبد الله ، أنا سويد ، عن زهير ، نا بيان ، أن وبرة حدّثه سعيد بن جبير أنّ رجلا قال لعبد الله بن عمر (١) : يا أبا عبد الرّحمن ، كيف ترى في القتال في الفتنة؟ قال : وهل تدري ما الفتنة؟ ثكلتك أمّك ، كان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقاتل المشركين ، وكان / الدّخول فيهم فتنة ، وليس قتالكم إلّا على الملك.

* * *

__________________

(١) في الأصل «عمرو» ، وهو خطأ ، والتصويب من التحفة وغيرها.

__________________

(٢٢٧) ـ سبق تخريجه (رقم ٤٦).

٥٢٧

[١٦١] قوله تعالى :

(حَلالاً طَيِّباً) [٦٩]

[٢٢٨] ـ أنا عبيد الله بن سعيد ، نا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله أطعمنا الغنائم رحمة رحمنا بها ، وتخفيفا ، وخفّف عنّا لما علم من ضعفنا».

__________________

(٢٢٨) ـ صحيح* تفرد به المصنف من هذا الوجه ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٣١٠٠). ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي فهو صدوق ربما وهم ، وقتادة مدلس وقد عنعن ، لكن الحديث جاء من غير هذا الوجه عن أبي هريرة ، وله شواهد.

وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (٧ / ١٤٩ رقم ٤٧٨٧ ـ الإحسان) بأتم مما هاهنا ، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم عن معاذ بن هشام ـ به.

وأخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٣١٢٤) ، ومسلم في صحيحه (١٧٤٧ / ٣٢) ، وعبد الرزاق في مصنفه (رقم ٩٤٩٢) ، وأحمد (٢ / ٣١٧ ، ٣١٨) ، وابن حبان (رقم ٤٧٨٨ ـ الإحسان) ، والبغوي في تفسيره (٢ / ٢٦٣) وفي شرح السنة (رقم ٢٧١٩) ، والبيهقي في سننه (٦ / ٢٩٠) ، كلهم من طريق معمر عن همام عن أبي هريرة مرفوعا غزا نبي من الأنبياء ... وفيه ـ «فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ، ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا ، فطيبها لنا».

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٠٤) لابن مردويه عن أبي هريرة. وللحديث شواهد ، وانظر ما سيأتي (رقم ٢٢٩).

٥٢٨

[٢٢٩] ـ أنا محمّد بن عبد الله بن المبارك ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لم تحلّ الغنائم لقوم سود الرّءوس قبلكم ، كانت تنزل نار من السّماء فتأكلها ، فلمّا كان يوم بدر أسرع النّاس في الغنائم ، فأنزل الله عزوجل (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) [٦٨] إلى آخر الآية (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً)».

__________________

(٢٢٩) ـ صحيح* تفرد به المصنف من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٥٤٢). وإسناده صحيح ، رجاله ثقات معروفون ، شيخ المصنف هو المخرّمي ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، وأبو صالح هو ذكوان السمان ، وهو عند الترمذي من طريق زائدة عن الأعمش ـ به.

والحديث أخرجه أيضا الترمذي في جامعه (رقم ٣٠٨٥) وصححه ، والطبري في تفسيره (١٠ / ٣٢) ، وأحمد (٢ / ٢٥٢) ، وسعيد بن منصور في سننه (رقم ٢٩٠٦) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٤ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨) ، والطيالسي (رقم ٢٤٢٩) ، وابن حبان [(رقم ١٦٦٨ ـ موارد) ، (٧ / ١٤٨ رقم ٤٧٨٦ ـ الإحسان)] ، وابن الجارود في المنتقى (رقم ١٠٧١) ، وابن عبد البر في التمهيد (٦ / ٤٥٧) ، والطحاوي في مشكل الآثار ، والبيهقي في سننه (٦ / ٢٩٠ ـ ٢٩١) ، من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٠٣) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه عن أبي صالح عن أبي هريرة ـ به.

٥٢٩

[١٦٢] قوله تعالى :

(لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) [٦٣]

[٢٣٠] ـ أخبرني محمّد بن آدم بن سليمان ، عن حفص ـ وهو ابن غياث ، عن فضيل بن غزوان قال : ضمّني إليه أبو إسحاق ، فقال : إنّي لأحبّك في الله ، حدّثني أبو الأحوص ، عن عبد الله قال : لمّا أنزلت هذه الآية (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) قال : هم المتحابّون في الله.

__________________

وله شواهد ، منها ما سبق هنا (رقم ٢٢٨).

قوله «سود الرءوس» : المراد بها بنو آدم لأن رءوسهم سود.

(٢٣٠) ـ فيه ضعف* تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٩٥١٧). ورجال إسناده ثقات رجال الصحيح غير شيخ المصنف وهو صدوق ، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ثقة لكنه قد اختلط وفي بعض طرق الخبر أن فضيل قال : «لقيت أبا إسحاق بعد ما ذهب بصره فالتزمني ...» ، وهو مدلس أيضا لكنه هاهنا قد صرح بالتحديث فزالت هذه الشبهة ، فالعلة هي اختلاط أبي إسحاق ، والله أعلم.

وأخرجه أيضا الطبري في تفسيره (١٠ / ٢٦) ، وابن المبارك في «الزهد» (رقم ٣٦٣) ، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (رقم ١٤) ، والبزار (رقم ٢٢١٥ ـ كشف) ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٩) وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي ، والذهبي في السير (٥ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧) ، كلهم من طريق فضيل بن غزوان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ـ به ـ

٥٣٠

[١٦٣] قوله تعالى :

(لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) [٦٨]

[٢٣١] ـ أنا الرّبيع بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، نا عبد الله بن سالم ، نا عليّ بن أبي طلحة عن مجاهد ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) قال : سبقت لهم من الله الرّحمة قبل أن يعملوا بالمعصية.

__________________

ـ وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ١٩٩) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن مسعود ـ به.

وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٢٧ ـ ٢٨) وقال : «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جنادة بن سلم وهو ثقة» ، كذا قال! وفي مسند البزار : «سلم بن جنادة» وهو الصواب كما لا يخفى.

(٢٣١) ـ إسناده حسن* تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٦٤١٤). ورجال إسناده ثقات غير علي بن أبي طلحة الوالبي وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وقال أبو داود : مستقيم الحديث ، وضعفه يعقوب بن سفيان ، ولذا قال عنه الحافظ : «صدوق قد يخطئ» ، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، وشيخ المصنف هكذا مهملا ، وهما اثنان ابن داود الجيزي الأعرج ، والآخر ابن عبد الجبار المرادي صاحب الشافعي ، وكلاهما ثقة وكلاهما روى عن عبد الله بن يوسف التنيسي ، وكلاهما يروي عنه المصنف ، وعبد الله بن سالم هو الأشعري الحمصي. ـ

٥٣١

سورة التّوبة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

[٢٣٢] ـ أنا محمّد بن بشّار ، أنا محمّد ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق قال :

سمعت البراء يقول : [آخر آية](١) نزلت آية الكلالة وآخر سورة نزلت براءة /.

__________________

(١) زيادة يقتضيها المعنى والسياق سقطت من الأصل.

__________________

ـ وقد زاد السيوطي نسبته في الدرّ (٣ / ٢٠٣) لابن المنذر وأبي الشيخ عن ابن عباس.

وله شاهد : أخرجه ابن راهويه ـ كما في المطالب العالية (٤ / ١٥٠ رقم ٤٢٠٩) ـ ، والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٣٠) وصححه ووافقه الذهبي ، من طريق خيثمة قال : كان سعد بن أبي وقاص في نفر فذكروا عليا ، فشتموه ، فقال سعد : مهلا عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإنا أصبنا ذنبا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأنزل اللّه تعالى : لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ وأرجو أن تكون رحمة من اللّه سبقت لنا ، ...... فذكر تمامه.

وقال الحافظ : هذا إسناد صحيح.

وعزاه السيوطي في الدرّ (٣ / ٢٠٣) لابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن خيثمة ـ به.

(٢٣٢) ـ سبق تخريجه (رقم ١٥٣) ، وهو صحيح.

٥٣٢

[١٦٤] قوله تعالى :

(يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) [٣]

[٢٣٣] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن أبي الأحوص ، عن ابن غرقدة ، عن سليمان بن عمرو ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّة الوداع يقول : «يا أيّها النّاس» ثلاث مرّات «أيّ يوم هذا؟» قالوا : يوم النّحر يوم الحجّ الأكبر. قال : «فإنّ دماءكم وأموالكم ، وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا ، ألا لا يجني جان على

__________________

(٢٣٣) ـ حسن* أخرجه أبو داود في سننه (رقم ٣٣٣٤) : كتاب البيوع ، باب في وضع الربا ، مختصرا وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٠٨٧) : كتاب التفسير ، باب «ومن سورة التوبة» ، بطوله ، و (رقم ١١٦٣) : كتاب الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ، و (رقم ٢١٥٩) : كتاب الفتن ، باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام ، وصححه ، وأخرجه المصنف في الكبرى في عشرة النساء (رقم ٢٨٧) ، وفي الحج من الكبرى ، وابن ماجه في سننه (رقم ٣٠٥٥) : كتاب المناسك ، باب الخطبة يوم النحر ؛ بطوله ، و (رقم ١٨٥١) : كتاب النكاح ، باب حق المرأة على الزوج ؛ بقصة النساء ، كلهم من طريق شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنه ـ به ، وهو حديث طويل ، اقتصر البعض على موضع الحاجة منه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٠٦٩١ ـ ١٠٦٩٤). ورجال إسناده ثقات غير سليمان بن عمرو الجشمي ، روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في الثقات (٤ / ٣١٤) ، وقال ابن القطان : مجهول ، ولذا قال الحافظ : «مقبول» ، يعني عند المتابعة ، وإلّا فليّن الحديث فهو مجهول الحال ، ولكن للحديث طريق آخر يأتي ذكره فهو به حسن ، وأكثر ـ

٥٣٣

ولده ، ولا مولود على والده ، ألا وإنّ الشّيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا ، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى ، ألا وإنّ كلّ ربا الجاهليّة موضوع ، لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ، ألا وإنّ كلّ دم من دماء الجاهلية موضوع ، وأوّل ما أضع منها دم الحارث ابن عبد المطّلب» ، كان مسترضعا في بني ليث فقتلت (١) هذيل ، «ألا يا أمتاه هل بلّغت؟» ثلاث مرّات قالوا : نعم قال : «اللهمّ اشهد».

* * *

__________________

(١) هكذا في الأصل ، ولعل الصواب : «فقتلته» بزيادة هاء

__________________

ـ فقرات الحديث ـ صحيح ـ قد جاء من طرق.

والحديث قد أخرجه أيضا أحمد (٣ / ٤٢٦ ، ٤٩٨ ـ ٤٩٩) مختصرا ، والطبراني في الكبير (ج ١٧ / رقم ٥٨ ، ٥٩) ، والبيهقي في سننه (٨ / ٢٧) مختصرا ، كلهم من طريق شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو عن أبيه ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ١١) لابن مردويه.

وللحديث شاهد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٧٢ ـ ٧٣) عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حرّة الرقاشي عن عمه مطولا بنحوه ، ورجال إسناده ثقات غير علي بن زيد وهو ابن جدعان ففيه ضعف ، ولا بأس به في الشواهد ، فالحديث حسن بمجموع الطريقين ، ولفقراته طرق وشواهد صح بها أغلب متن الحديث ، واللّه أعلم.

٥٣٤

[١٦٥] قوله تعالى :

(فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [٢]

[٢٣٤] ـ أنا محمّد بن بشّار (١) ، حدّثني محمّد ، وعثمان (٢) بن عمر قالا : حدّثنا شعبة ، عن المغيرة ، عن الشّعبيّ ، عن المحرّر ابن أبي هريرة ، عن أبيه قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهل مكّة ببراءة. قال : ما كنتم تنادون؟ قال : كنّا ننادي أنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مؤمنة (٣) ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد ، فأجله وأمده إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة الأشهر فإنّ الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحجّ بعد العام مشرك ، وكنت أنادي حتّى صحل صوتي.

__________________

(١) في الأصل «بشاره» وهو خطأ بيّن.

(٢) في تحفة الأشراف «بشر» ، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه كما هو في الأصل والمجتبى.

(٣) في الأصل «مونه» وهو تحريف.

__________________

(٢٣٤) ـ صحيح * أخرجه المصنف في المجتبى (رقم ٢٩٥٨) : كتاب مناسك الحج ، قوله عزّ وجل : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ، وفي الكبرى أيضا : كتاب الحج (ص ٢٥١ ـ مخطوط) ، عن محمد بن بشار بهذا الإسناد ، وسيأتي هنا بذيل

٥٣٥

__________________

ـ التفسير (رقم ١٣) عن محمد بن قدامة عن المغيرة نحوه ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٤٣٥٣). ورجال إسناده ثقات معروفون غير المحرر بن أبي هريرة ؛ فقد ذكره ابن حبان في الثقات (٥ / ٤٦٠) ، وقد روى عنه جمع منهم أئمة كبار ، وهو ابن الصحابي الجليل أبي هريرة الدوسي رضي الله تعالى عنه ، وقال عنه الحافظ في التقريب : «مقبول» يعني عند المتابعة ، وهو أعلى من ذلك ـ والله أعلم ـ فحديثه حسن إن شاء الله تعالى ، سيما أن له ما يشهد لصحته ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وقد أخرجه أيضا أحمد (٢ / ٢٩٩) ، والطبري في تفسيره (١٠ / ٤٦) ، والدارمي (١ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣) ، (٢ / ٢٣٧) ، وابن حبان في صحيحه (٦ / ٤٩ رقم ٣٨٠٩) والحاكم في مستدركه (٢ / ٣٣١) وصححه ووافقه الذهبي ، كلهم من طريق الشعبي عن المحرّر عن أبيه ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٠٩) لابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة ـ به.

وأخرج البخاري في صحيحه (رقم ٣٦٩) ، ومسلم (١٣٤٧ / ٤٣٥) ، وأبو داود (رقم ١٩٤٦) ، والنسائي في المجتبى (رقم ٢٩٥٧) ، والطبري في تفسيره (١٠ / ٥٢) ، وابن سعد في الطبقات (٢ / ١ / ١٢١ ـ ١٢٢) ، وأبو يعلى (رقم ٧٦) ، والبيهقي في سننه (٥ / ٨٧ ـ ٨٨) وفي الدلائل (٥ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦) ، والبغوي في تفسيره (٢ / ٢٦٨) ، كلهم من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة بلفظ :

(بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر ؛ نؤذن بمنى ، ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان).

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٠٩) لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة.

وله شاهد : أخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٠٩١) وحسنه ، والطبراني في الكبير (رقم ١٢١٢٨) ، والحاكم (٣ / ٥١ ـ ٥٢) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «الدلائل» (٥ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧) ، كلهم من طريق الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس وفيه : «إن الله بريء من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ـ

٥٣٦

__________________

ـ ولا يحجن بعد اليوم مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يدخلن الجنة إلّا مؤمن ، وكان عليّ ينادي بها فإذا أبحّ قام أبو هريرة فنادى بها» ، وعند الترمذي : «قام أبو بكر ....» بدل «أبو هريرة». وسنده صحيح ، وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢١٠) لابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ـ به.

وفي الباب عن علي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص ، وغيرهما.

تنبيه : قال الطبري في تفسيره (١٠ / ٤٥) : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : الأجل الذي جعله الله لأهل العهد من المشركين ، وأذن لهم بالسياحة فيه بقوله : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ، إنما هو لأهل العهد الذين ظاهروا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونقضوا عهدهم قبل انقضاء مدته ، فأمّا الذين لم ينقضوا عهدهم ، ولم يظاهروا عليه ، فإن الله جلّ ثناؤه أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإتمام العهد بينه وبينهم إلى مدته ......» ، وقال الطبري أيضا على الحديث من طريق المحرّر بن أبي هريرة عن أبيه : «وأخشى أن يكون هذا الخبر وهما من ناقله في الأجل ، لأن الأخبار متظاهرة في الأجل بخلافه ، مع خلاف قيس ؛ شعبة في نفس الحديث على ما بينته».

وكذا قال الحافظ ابن كثير في البداية (٥ / ٣٨) بعد أن ذكر رواية أحمد ـ من طريق المحرّر ـ فقال : وهذا إسناد جيد لكن فيه نكارة من جهة قول الراوي : إن من كان له عهد فأجله إلى أربعة أشهر. وقد ذهب إلى هذا ذاهبون ، ولكن الصحيح أن من كان له عهد فأجله إلى أمده بالغا ما بلغ ولو زاد على أربعة أشهر ، ومن ليس له أمد بالكلية فله تأجيل أربعة أشهر ، بقي قسم ثالث : وهو من له أمد يتناهى إلى أقل من أربعة أشهر من يوم التأجيل ، وهذا يحتمل أن يلتحق بالأول فيكون أجله إلى مدته وإن قل ، ويحتمل أن يقال إنه يؤجل إلى أربعة أشهر لأنه أولى ممن ليس له عهد بالكلية ، والله أعلم» ا. ه. وانظر تفسيره أيضا (٢ / ٣٣٢) ، وفتح الباري (٨ / ٣١٩).

وقال الشيخ العلّامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند (رقم ٧٩٦٤) تعقيبا على قول الحافظ ابن كثير السابق : وهذا تحقيق دقيق من الحافظ ابن كثير. والاحتمال الأخير ـ

٥٣٧

[١٦٦] قوله تعالى :

(فَقاتِلُوا (١) أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) [١٢]

[٢٣٥] ـ أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا المعتمر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن زيد بن وهب قال :

سمعت حذيفة ، وهو يقلّب يده قال : / ما بقى من المنافقين إلّا أربعة ، إنّ أحدهم اليوم لشيخ كبير ، لو شرب الماء البارد لما وجد برده.

* * *

__________________

(١) في الأصل «قاتلوا» ، بدون فاء.

__________________

الذي أشار لاختياره هو الصواب المتعين ، فيكون ما في رواية شعبة هذه ؛ اختصارا ، لا غلطا ا. ه.

قوله صحل صوتي أي بحّ.

(٢٣٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٦٥٨) كتاب التفسير ، باب فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ بأتم من هنا ، من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٣٣٣٠).

قوله لما وجد برده : أي لذهاب شهوته وفساد معدته ، فلا يفرق بين الألوان ولا

٥٣٨

[١٦٧] قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ (١) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) [٣٤]

[٢٣٦] ـ أنا عمران بن بكّار بن راشد ، نا عليّ بن عيّاش ، نا شعيب ، حدّثني أبو الزّناد ، ممّا حدّثه عبد الرّحمن الأعرج ممّا ذكر أنّه سمع أبا هريرة يحدّث به قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا (٢) أقرع يفرّ منه صاحبه ، ويطلبه أنا كنزك ، فلا يزال به حتّى يلقمه إصبعه».

[٢٣٧] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، أنا اللّيث ، عن ابن عجلان ، عن القعقاع ، عن أبي صالح ،

__________________

(١) في الأصل «الذين» بدون واو.

(٢) في الأصل «شجاع» بدون تنوين ، مع أنه خبر كان منصوب ، فأثبتناه على الصواب وهو رواية البخاري أيضا.

__________________

(٢٣٦) ـ أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٤٦٥٩) كتاب التفسير ، باب وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ـ إلى قوله ـ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ، عن عمران بن بكّار بهذا الإسناد ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٧٣٢).

(٢٣٧) ـ صحيح * تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٢٨٧٣). وإسناده حسن لحال محمد بن عجلان ، وباقي رجاله ثقات ، الليث هو ابن سعد المصري ، والقعقاع هو ابن حكيم ، وأبو صالح هو ذكوان السمّان ، وقد جاء من غير ـ

٥٣٩

عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا (١) أقرع ذا زبيبتين ، يتبع صاحبه ، وهو يتعوّذ منه ، ولا يزال يتبعه حتّى يلقمه إصبعه».

[٢٣٨] ـ أنا أبو صالح المكّيّ (٢) ، نا فضيل ـ يعني ابن عياض ـ عن حصين ، عن زيد بن وهب قال : أتيت الرّبذة فدخلت على أبي ذرّ ، فقلت : ما أنزلك هذا؟ قال : كنت بالشّام ، فقرأت هذه الآية (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا

__________________

(١) في الأصل «شجاع» ، وانظر التعليق السابق.

(٢) في هذا الإسناد اختلاف عما في التحفة ، يأتي ذكره في التخريج إن شاء الله تعالى.

__________________

ـ هذا الوجه عن أبي هريرة ، وانظر ما سبق (رقم ٢٣٦) ، وله شواهد سبق ذكرها في تخريج حديث (رقم ١٠٤) هنا.

وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (ص ٦٧ ـ مخطوط) عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وسنده حسن أيضا لحال عاصم.

(٢٣٨) ـ أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ١٤٠٦) : كتاب الزكاة ، باب ما أدّي زكاته فليس بكنز لقول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ، و (رقم ٤٦٦٠) مختصرا : كتاب التفسير ، باب فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ ، من طريقين عن حصين عن زيد بن وهب ـ به ، وقد عزاه الحافظ ـ

٥٤٠