تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

يُنْفِقُونَها) إلى آخر الآية ، فقال معاوية : ليست هذه الآية نزلت فينا ، إنّما هي في أهل الكتاب فقلت : إنّها فينا وفي أهل الكتاب ، إلى أن كان قول وتنازع ، وكتب إلى عثمان يشكوني ، كتب إليّ عثمان رحمه‌الله (أن) (١) اقدم ، فقدمت المدينة ، فكثر ورائي النّاس كأنّهم لم يروني قط ، فدخلت على عثمان ، فشكوت إليه ذلك ، فقال : تنحّ ، وكن قريبا ، فنزلت هذا المنزل ، والله لو أمّر عليّ حبشيّ ما عصيته ، ولا أرجع عن قولي.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وألحق بهامشه ، وكتب فوقها : «صح».

__________________

ـ المزي للمصنف في التفسير عن محمد بن زنبور عن فضيل بن عياض وقال في موضع آخر عن محمد بن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن ـ به!؟ وسيأتي بيان ذلك ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١١٤٥٤ ، ١١٩١٦).

والخبر قد أخرجه أيضا الطبري في تفسيره (١٠ / ٨٦) ، وابن سعد في الطبقات (٤ / ١ / ١٦٦) ، وعبد الرحمن بن عبد الملك الهمذاني ـ كما في تفسير مجاهد ـ (١ / ص ٢٧٧) ، والواحدي في الأسباب (ص ١٨٤ ـ ١٨٥) ، من طرق عن حصين بن عبد الرحمن عن زيد بن وهب ـ به.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٣٣) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه عن زيد بن وهب ـ به.

[تنبيه] : إسناد هذا الحديث في الأصل المخطوط هكذا : أنا أبو صالح المكي ، نا فضيل ـ يعني ابن عياض ـ عن حصين .... إلخ ، وقبل أبي صالح ـ وهو محمد بن زنبور ـ علامة لحق ، وألحق بالهامش : قتيبة بن سعيد أنا ، فتكون قراءة الإسناد هكذا : أنا قتيبة بن سعيد أنا أبو صالح المكي نا فضيل ـ يعني ابن ـ

٥٤١

__________________

ـ عياض ـ ..... إلخ ، علما بأن قتيبة وأبا صالح كلاهما من شيوخ المصنف.

لكن الحافظ المزّي أورد هذا الحديث في تحفة الأشراف (١١٩١٦) ، وعزاه للبخاري من طريقين عن حصين ، وعزاه للمصنف في التفسير عن محمد بن زنبور (أبي صالح المكي) عن محمد بن فضيل عن حصين ـ به.

وأورده في مسند معاوية (في تحفة الأشراف (رقم ١١٤٥٤) وعزاه للمصنف وحده عن محمد بن زنبور عن فضيل بن عياض عن حصين ـ به.

فهنا اختلاف في شيخ المصنف في هذا الحديث هل هو قتيبة بن سعيد ، أم محمد بن زنبور؟! ، وأيضا الراوي عن حصين : هل هو محمد بن فضيل أم فضيل بن عياض؟!

وإذا نظرنا إلى ترجمة كلّا من محمد بن فضيل ، وفضيل بن عياض ، في تهذيب الكمال للحافظ المزي ، وجدنا أن كليهما يروي عن حصين ، وكليهما يروي عنه قتيبة وأبو صالح.

فإمّا أن نعتبر ما أورده الحافظ المزي صوابا ، وما ألحق بالأصل إقحام من الناسخ ، ولعله أراد أن يشير إلى رواية البخاري ، لكن يعكر عليه أن البخاري رواه عن قتيبة عن جرير عن حصين ـ به ، وليس فيه ذكر فضيل.

وإمّا أن نعتبر أن ما في الأصل صحيح ، وكذلك ما في تحفة الأشراف صحيح ، وتوجيه ذلك أن يكون المصنف قد رواه عن قتيبة وأبي صالح عن فضيل بن عياض ومحمد بن فضيل كلاهما عن حصين ـ به ، خاصة وأن لشيخيه هذين رواية عن فضيل وابن فضيل ، ولهما رواية عن حصين ، ويكون توجيه اللحق أن الناسخ قد أخطأ في موضعه ، وسقط منه حرف العطف.

وإمّا أن نعتبر ما في تحفة الأشراف أنه عن أبي صالح ، عن محمد بن فضيل عن حصين ـ به صحيح ، وأن اللحق إقحام من الناسخ أو غيره ، أو انتقال نظر من ـ

٥٤٢

[١٦٨] قوله تعالى :

(ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ) [٤٠]

[٢٣٩] ـ أنا نصر بن عليّ ، نا عبد الله بن داود قال سلمة بن نبيط (١) : أنا نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط (١) ، سالم بن عبيد أنّ رسول الله / صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا قبض ، قالت الأنصار : منّا أمير ، ومنكم أمير ، فقال عمر : من له مثل هذه الثلاث؟ (إِذْ هُما فِي الْغارِ) من هما؟ (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ) من هو؟ (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) من هما؟ ثمّ بسط يده وبايعه النّاس بيعة حسنة جميلة.

__________________

(١) في الأصل «نفيط بن شريك» ، وهو تحريف ، والتصويب من التحفة وكتب الرجال.

__________________

ـ الحديث الذي قبله في المخطوط ـ وهو (رقم ٢٣٧) هنا ـ فإن المصنف يرويه عن قتيبة ، وأن محمد بن فضيل تحريف عن فضيل بن عياض ، خاصة وأن قتيبة وأبا صالح عندما أورد المزي في التهذيب لهما رواية عن فضيل بن عياض رمز س ـ يعني النسائي ـ ، وكذا فعل بالنسبة لروايته عن حصين ، وأما محمد بن فضيل فلم يرمز له المزي س كما في صاحبه.

وعلى كلّ فلا يؤثر هذا في صحة الخبر ، فإنّ رواية البخاري وحدها كافية في ذلك وهذا التردد هو بين ثقة وصدوق قد توبع ، فإن قتيبة وفضيل بن عياض ؛ ثقتان ، وأبا صالح محمد بن زنبور المكي صدوق له أوهام ، ومحمد بن فضيل بن غزوان صدوق عارف ، وقد توبعا كما يعلم ذلك من التخريج ، واللّه أعلم.

(٢٣٩) ـ صحيح * أخرجه الترمذي في الشمائل (رقم ٣٩٧ ـ تحقيقنا) ـ

٥٤٣

__________________

مطولا بتمامه : باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن نصر بن علي الجهضمي عن عبد الله بن داود الخريبي ، وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب المناقب (ص ١٠٦ ب ـ مخطوط) مختصرا ـ كما هاهنا ـ ، وفي الوفاة (رقم ٤٢) مطولا بتمامه ، وأعاد بعضه ـ ليس فيه ما ذكر هاهنا ـ في الوفاة أيضا (رقم ٤٥) ـ في المواضع الثلاثة ـ عن قتيبة بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن ، وأخرجه ابن ماجه في سننه (رقم ١٢٣٤) : كتاب الصلاة ، باب ما جاء في صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مرضه مختصرا فساق طرفا من أوله وليس فيه ما ذكره المصنف ـ عن نصر بن علي الخريبي ، كلاهما (الخريبي وحميد) عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٣٧٨٧ ، ١٠٤٤١). وسنده صحيح ، رجاله ثقات ، ونبيط بن شريط صحابي صغير ، وسالم بن عبيد صحابي أيضا رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين ، وهو حديث طويل اقتصر بعضهم على موضع الحاجة منه ، وكثير من ألفاظه لها شواهد في الصحاح وغيرها.

وقد رواه أيضا عبد بن حميد (رقم ٣٦٥ ـ منتخب) ، والطبراني في الكبير (رقم ٦٣٦٧) ، وبحشل في «تاريخ واسط» (ص ٥٧ ـ ٥٨) ، ثلاثتهم مطولا بتمامه ، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (رقم ١٥٤١ ، ١٦٢٤) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١ / ٣٧١) مختصرا ، من طرق كلهم عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند ـ به.

وعزاه السيوطي في الدرّ (٣ / ٢٤٣) لابن أبي حاتم عن سلمة بن عبيد ـ به ، وفاته العزو لباقي من ذكرنا.

وقال ابن ماجه عقب روايته : «هذا حديث غريب ، لم يحدث به غير نصر بن علي» ا. ه.

هكذا قال وهو متعقب بما ذكرنا في التخريج ، فقد تابعه جمع كما يعلم من التخريج.

٥٤٤

[١٦٩] قوله تعالى :

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) [٥٨]

[٢٤٠] ـ أنا محمّد بن عبد الأعلى ، نا محمّد ـ يعني ابن ثور ، عن معمر ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن (١) أبي سعيد قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقسم قسما ، إذ جاء ابن أبي الخويصرة التّميميّ ، فقال : اعدل يا رسول الله قال : «ويحك ، ومن يعدل إذا لم أعدل؟» فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي ، فأضرب عنقه ، قال : «دعه ، فإنّ له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه ، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة ، فينظر في قذذه ، فلا يوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر في

__________________

(١) في الأصل «بن» ، وهو تحريف ، كما يعلم من التحفة وغيرها.

__________________

ـ وقال البوصيري في الزوائد (١ / ٤٠٦) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

وذكره الهيثمي في المجمع (٥ / ١٨٢ ـ ١٨٣) وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وقال الحافظ في الفتح (١ / ٥٢٩) : إسناده صحيح.

(٢٤٠) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٦١٠) كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام و (رقم ٥٠٥٨) ـ ببعضه ـ كتاب فضائل القرآن ، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به و (رقم ٦١٦٣) كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل ويلك و (رقم ٦٩٣١) كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ـ

٥٤٥

نضيّه ، فلا يوجد فيه شيء ثمّ ينظر في رصافه ، فلا يوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر في نضله ، فلا يوجد فيه شيء ، سبق الفرث والدّم ، آيتهم رجل أسود في إحدى يده ـ أو إحدى يديه ـ مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ، يخرجون على حين فترة من النّاس.» قال : فنزلت فيهم (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) قال أبو سعيد : أشهد أنّي سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأشهد أنّ عليّا حين قتلهم جيء بالرّجل على النّعت الّذي نعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

ـ وقول الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) و (رقم ٦٩٣٣) باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٠٦٤ / ١٤٧ ، ١٤٨) ببعضه ومطولا ـ كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم* وأخرجه المصنف في الكبرى (رقم ١١٤) ـ ببعضه ـ كتاب فضائل القرآن ، من قال في القرآن بغير علم* وأخرجه ابن ماجه في سننه : (رقم ١٦٩) المقدمة ، باب في ذكر الخوارج ، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي سعيد ـ به انظر تحفة الأشراف (رقم ٤٤٢١).

قوله : «الرّميّة» الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك ، وقيل : كل دابة مرمية.

قوله : «قذذة» القذذ : ريش السهم ، واحدتها : قذّة.

قوله : «نضيه» النّضيّ : نصل السهم ، وقيل : هو السهم قبل ينحت إذا كان قدحا ، وقيل : هو من السهم ما بين الريش والنّصل ، قيل : سمّي نضيا ؛ لكثرة البري والنّحت ، فكأنه جعل نضوا : أي هزيلا.

قوله : «رصافه» الرّصاف : هو عقب يلوى على مدخل النّصل فيه. وواحد ـ

٥٤٦

[١٧٠] قوله تعالى :

(وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) [٦٠]

[٢٤١] ـ أنا هنّاد بن السّريّ ، عن أبي الأحوص ، عن سعيد بن مسروق ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم (١) ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : بعث عليّ عليه‌السلام (٢) ، وهو باليمن بذهيبة يهديها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقسمها بين أربعة ، بين الأقرع بن / حابس الحنظليّ ، وعيينة بن بدر الفزاريّ ، وعلقمة بن علاثة العامريّ ، ثمّ أحد بني كلاب ، وزيد الطّائيّ ، ثمّ أحد نبي نبهان ، فغضبت قريش ، وقال مرّة أخرى صناديد قريش ، فقالوا : يعطي صناديد نجد ، ويدعنا ، فقال : «إنّي إنّما فعلت ذلك لأتألّفهم»

__________________

(١) في الأصل «نعيم» والتصحيح من تحفة الأشراف والتقريب.

(٢) هكذا بالأصل والأولى أن يقال : «رضي الله عنه» راجع التعليق على الحديث (٦٥).

__________________

ـ الرّصاف : رصفة بالتحريك.

قوله : نصله أي حديدة السهم والرمح.

قوله : البضعة تدردر : أي ترجرج تجيء وتذهب ، والأصل : تتدردر ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا.

(٢٤١) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٣٣٤٤) كتاب أحاديث

٥٤٧

فجاء رجل كثّ اللّحية ، مشرف الوجنتين ، غائر العينين ، ناتئ الجبين ، محلوق الرّأس ، فقال : اتّق الله يا محمّد ، قال : «فمن يطع الله إن عصيته ، يأمنني على أهل الأرض ، ولا يأمنوني؟» قال : وأدبر الرّجل ، فاستأذن رجل من القوم في قتله ـ يرون أنّه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا ، إنّ من ضئضيء هذا قوما (١) يقرءون القرآن ، لا يجاوز حناجرهم ، يقتلون أهل الإسلام ، ويدعون أهل الأوثان ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة ، لئن أدركتهم لأقتلهم قتل عاد.»

__________________

(١) بالأصل : «قوم» والصواب ما أثبتناه لأنه اسم «إن» منصوب.

__________________

الأنبياء ، باب قول اللّه تعالى : إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ * وقوله إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ـ إلى قوله ـ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ و (رقم ٤٣٥١) كتاب المغازي ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع و (رقم ٤٦٦٧) مختصرا ـ كتاب التفسير ، باب وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ و (رقم ٧٤٣٢) كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ وقوله جل ذكره : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٠٦٤ / ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٦) كتاب الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم * وأخرجه أبو داود في سننه : (رقم ٤٧٦٤) كتاب السنة ، باب في قتال الخوارج * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٢٥٧٨) كتاب الزكاة ، المؤلفة قلوبهم و (رقم ٤١٠١) كتاب تحريم الدم ، من شهر سيفه ثم وضعه في الناس ، كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم أبي الحكم البجلي الكوفي ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٤١٣٢).

قوله : بذهيبة : هي تصغير ذهب ، وأدخل الهاء فيها لأن الذهب يؤنث

٥٤٨

[٢٤٢] ـ أنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ، نا عمّي ، نا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، حدّثني أنس بن مالك أنّه قال : لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال يقولون ـ يوم حنين ـ طفق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل ، فقال رجل من الأنصار : يغفر الله لرسول الله ، يعطي رجالا من قريش ، ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأعطي رجالا حديث عهدهم بالكفر ، فأتألّفهم ، أولا ترضون أن يذهب النّاس بالأموال ، وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فو الله لما تنقلبون خير ، خير ممّا ينقلبون به» قالوا : بلى يا رسول الله قد رضينا.

مختصر

__________________

ـ والمؤنث الثلاثي إذا صغّر ألحق في تصغيره الهاء.

قوله : «كثّ اللحية» : الكثاثة في اللحية : أن تكون غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثافة ، وجمعها كثّ بالضم.

قوله : «مشرف الوجنتين» : بسكون الشين أي مرتفعهما.

قوله : «ناتئ الجبين» : أي بارز الجبين.

قوله : «ضئضئي» الضئضئ : الأصل أو المعدن أو النسل.

(٢٤٢) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٧٤٤١) مختصرا جدا ـ كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) بقوله «اصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض» * وأخرجه مسلم في ـ

٥٤٩

[١٧١] قوله تعالى :

(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [٧٩]

[٢٤٣] ـ أنا بشر بن خالد ، نا غندر ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي مسعود (١) قال : لمّا أمرنا رسول / الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالصّدقة ، تصدّق أبو عقيل بنصف صاع ، وجاء إنسان بشيء أكثر منه ، فقال المنافقون : إنّ الله لغنيّ عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلّا رياء (٢) ، فنزلت (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ).

__________________

(١) في الأصل «ابن مسعود» ، وهو تحريف ، وإن كان أبو وائل شقيق يكثر عن ابن مسعود ، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري. ونفس هذا التصحيف وقع في نسخة الحافظ الهيثمي من ابن حبان ؛ فأورده في «موارد الظمآن» ، فتعقبه الحافظ ابن حجر.

(٢) لفظ البخاري : «رئاء».

__________________

ـ صحيحه : (رقم ١٠٥٩ / ١٣٢) كتاب الزكاة ، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه * وأخرجه المصنّف في الكبرى : كتاب المناقب ، كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٥٠٦).

(٢٤٣) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٤١٥ ، ١٤١٦) كتاب الزكاة ، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة ، و (رقم ٢٢٧٣) : ـ

٥٥٠

[١٧٢] قوله تعالى :

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [٨٠]

[٢٤٤] ـ أنا عمرو بن عليّ ، نا يحيى ، نا عبيد الله ، حدّثني نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : لمّا مات عبد الله (بن) (*) أبيّ ، جاء ابنه إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فقال :) (*) اعطني قميصك حتّى أكفّنه وصلّ

__________________

(٠) (*) سقطت من الأصل وألحقت بالهامش وكتب فوقها : «صح».

__________________

ـ كتاب الإجارة ، باب من آجر نفسه ليحمل على ظهره ثم تصدق به وأجر الحمّال و (رقم ٤٦٦٨ ، ٤٦٦٩) كتاب التفسير ، باب الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٠١٨ / ٧٢) كتاب الزكاة ، باب الحمل أجرة يتصدق بها والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٢٥٢٩ ، ٢٥٣٠) كتاب الزكاة ، جهد المقل * وأخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ٤١٥٥) كتاب الزهد ، باب معيشة أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ، كلهم من طريق شقيق بن سلمة أبي وائل ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٩٩٩١).

(٢٤٤) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٢٦٩) كتاب الجنائز ، باب الكفن في القميص الذي يكفّ أو لا يكف ومن كفّن بغير قميص و (رقم ٥٧٩٦) كتاب اللباس ، باب لبس القميص وقول اللّه تعالى حكاية عن يوسف اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وأخرجه مسلم في صحيحه (٢٧٧٤ / ٤) : (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم) ، * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٩٨) كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة التوبة * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ١٩٠٠) كتاب الجنائز ، القميص في الكفن * وأخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ١٥٢٣) كتاب الجنائز ، باب في الصلاة ـ

٥٥١

عليه ، واستغفر له ، فأعطاه قميصه ، ثمّ قال : «إذا فرغتم فآذنوني أصلّي عليه» فجذبه عمر ، وقال : قد نهاك الله أن تصلّي على المنافقين ، قال : «أنا بين خيرتين ، قال (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ)» فصلّى عليه ، فأنزل الله عزوجل (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) (٨٤) فترك الصّلاة عليهم.

* * *

__________________

ـ على أهل القبلة ، كلهم من طريق يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٨١٣٩)

٥٥٢

[١٧٣] قوله تعالى :

(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) [٨٤]

[٢٤٥] ـ أنا محمّد بن رافع ، ومحمّد بن عبد الله بن المبارك قالا : حدّثنا حجين بن المثنّى ، نا ليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن عمر بن الخطّاب رحمه‌الله قال : لمّا مات عبد الله بن أبيّ بن سلول ، دعي له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليصلّي عليه ، فلمّا قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وثبت إليه ، ثمّ قلت : يا رسول الله ، أتصلّي على ابن أبيّ؟ وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا ، أعدّد عليه قوله ، فتبسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو قال : «أخّر عنّي يا عمر» فلمّا أكثرت عليه ، قال : «إنّي خيّرت ، فاخترت ، لو أعلم أنّي إن زدت على السّبعين غفر له لزدت

__________________

(٢٤٥) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ١٣٦٦) كتاب الجنائز ، باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين ، و (رقم ٤٦٧١) موصولا ومعلقا ـ كتاب التفسير ، باب (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ـ إلى قوله ـ (فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٣٠٩٧) كتاب تفسير القرآن ، باب «ومن سورة التوبة» * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ١٩٦٦) كتاب الجنائز ، الصلاة على المنافقين ، كلهم من طريق ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ـ به ، انظر تحفة الأشراف (رقم ١٠٥٠٩).

٥٥٣

عليها ، فصلّى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم يمكث إلّا يسيرا حتّى نزلت الآيتان من براءة (وَلا تُصَلِّ عَلى / أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) فعجبت من جرأتي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والله ورسوله أعلم».

* * *

٥٥٤

[١٧٤] قوله تعالى :

(خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) [١٠٢]

[٢٤٦] ـ أنا محمّد بن بشّار ، نا يحيى ، وابن أبي عديّ ، ومحمّد بن جعفر ، وعبد الوهاب ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، نا سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لأصحابه : «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» فيقصّ من شاء أن يقصّ ، وإنّه قال لنا ذات يوم «إنّه أتاني آتيان اللّيلة ، وإنّهما ابتعثاني ، فقالا لي : انطلق ، وإنّي انطلقت معهما ، فانتهينا إلى مدينة مبنيّة بلبن ذهب وفضّة ، فأتينا باب المدينة ، فاستفتحنا ، ففتح لنا ، فدخلنا ، فتلقّانا فيها رجال شطر

__________________

(٢٤٦) ـ * أخرجه البخاري في صحيحه : (رقم ٨٤٥) ببعضه ـ كتاب الأذان ، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم ، و (رقم ١١٤٣) ـ ببعضه ـ كتاب التهجد ، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصلّ بالليل ، و (رقم ١٣٨٦) كتاب الجنائز ، باب ٩٣ ، و (رقم ٢٠٨٥) ـ ببعضه كتاب البيوع ، باب آكل الربا شاهده وكاتبه ، و (رقم ٢٧٩١) ـ ببعضه ـ كتاب الجهاد ، باب درجات المجاهدين في سبيل الله و (رقم ٣٢٣٦) ـ بقصة جبريل وميكائيل ومالك خازن النار ـ كتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم «آمين» والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ، و (رقم ٣٣٥٤) ـ بقصة إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) وقوله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) وقوله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) ، و (رقم ٤٦٧٤) كتاب التفسير ، باب (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ـ

٥٥٥

من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر كأقبح ما أنت راء ، فقال لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النّهر ، وإذا هو معرض يجري ، كأنّ ماءه المحض في البياض ، فذهبوا فوقعوا فيه ، ثمّ رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السّوء عنهم وصاروا كأحسن صورة ، فقالا لي : هذه جنّة عدن ، وذلك منزلك ، فبينما بصري صعدا ، فإذا قصر ، قالا لي : هذا منزلك ، قلت لهما : بارك الله فيكما ، ذراني أدخله ، قالا : أمّا الآن فلا وأنت داخله ، فقال : «القوم الّذين كان شطرا منهم [حسن](١) ، وشطرا منهم قبيح» فإنّهم (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) فتجاوز الله عنهم (٢)».

مختصر.

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركناها من رواية البخاري.

(٢) كتب فوق هذه الكلمة في الأصل «صح».

__________________

خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) و (رقم ٦٠٩٦) ـ بقصة الكذاب ـ كتاب الأدب ، باب قول اللّه تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وما ينهى عن الكذب ، و (رقم ٧٠٤٧) ـ بأتم من هذا ـ كتاب التعبير ، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح * وأخرجه مسلم في صحيحه (رقم ٢٢٧٥ / ٢٣) ـ مختصرا ـ كتاب الرؤيا ، باب رؤيا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٢٢٩٤) ـ مختصرا ـ كتاب الرؤيا ، باب ما جاء في رؤيا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الميزان والدلو * وأخرجه المصنف في الكبرى : كتاب الرؤيا ، كلهم عن طريق عوف الأعرابي عن عمران بن تيم أبي رجاء ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤٦٣٠).

٥٥٦

[١٧٥] قوله تعالى :

(أَلَمْ (١) يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) [١٠٤]

[٢٤٧] ـ أنا سويد بن نصر ، أنا عبد الله ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد المقبريّ ، عن أبي الحباب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من مؤمن يتصدّق بصدقة من كسب طيّب ، ولا يقبل الله إلّا طيّبا ، إلّا كان الله يأخذها منه بيمينه ، فيربّيها كما / يربّي أحدكم فلوّه أو فصيله ، حتّى تبلغ الثّمرة مثل أحد.»

__________________

(١) في الأصل «أولم» وهو خطأ.

__________________

(٢٤٧) ـ * أخرجه البخاري ـ تعليقا ـ في صحيحه : (رقم ١٤١٠) كتاب الزكاة ، باب الصدقة من كسب طيب لقوله : وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ـ إلى قوله ـ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، و (رقم ٧٤٣٠) ـ ببعضه ـ كتاب التوحيد ، باب قول اللّه تعالى : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ وقوله جل ذكره إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ * وأخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٠١٤ / ٦٣) كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها * وأخرجه الترمذي في جامعه : (رقم ٦٦١) كتاب الزكاة ، باب ما جاء في فضل الصدقة * وأخرجه المصنف في المجتبى : (رقم ٢٥٢٥) كتاب الزكاة ، باب الصدقة من غلول وفي الكبرى : كتاب النعوت * وأخرجه ابن ماجة في سننه : (رقم ١٨٤٢) كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، كلهم من طريق سعيد بن يسار : أبي الحباب المدني ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ١٣٣٧٩).

٥٥٧

[١٧٦] قوله تعالى :

(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ، أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) [١٠٨]

[٢٤٨] ـ أنا قتيبة بن سعيد ، نا اللّيث ، عن عمران بن أبي أنس ، عن ابن أبي سعيد الخدريّ ، عن أبي سعيد الخدريّ أنّه قال : تمارى رجلان في المسجد الّذي أسّس على التّقوى من أوّل يوم ، فقال رجل : هو مسجد قباء ، وقال الآخر ، هو مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو مسجدي هذا».

__________________

قوله : «فلوّه أو فصيله» : الفلوّ : المهر الصغير ، وقيل : العظيم من أولاد ذوات الحوافر : والفصيل : هو الولد من الإبل يفصل عن أمه بعد رضاعه وقد يقال للبقر.

__________________

(٢٤٨) ـ * أخرجه مسلم في صحيحه : (رقم ١٣٩٨ / ٥١٤) : كتاب الحج ، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري مباشرة وعن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ، مصرحا بالسماع في الموضعين ، وأخرجه الترمذي في جامعه (رقم ٣٠٩٩) : كتاب تفسير القرآن ، باب و (ومن سورة التوبة) ، والمصنف في المجتبى (رقم ٦٩٧) : كتاب المساجد ، ذكر المسجد الذي أسس على التقوى ، كلاهما عن قتيبة عن الليث عن عمران بن أبي أنس ـ به ، وانظر تحفة الأشراف (رقم ٤١١٨ ، ٤٤٢٧).

وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عمران بن أبي ـ

٥٥٨

__________________

ـ أنس ، وقد روي هذا عن أبي سعيد من غير هذا الوجه».

وقد رواه الترمذي (رقم ٣٢٣) وصححه من طريق أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال : امترى رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال الخدري : هو مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال الآخر : هو مسجد قباء. فأتيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك ، فقال : «هو هذا ، ـ يعني مسجده ـ وفي ذلك خير كثير». وسنده حسن.

والحديث أخرجه أيضا أحمد (٣ / ٨ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٩١) ، والطبري في تفسيره (١١ / ٢١ ، ٢٢) ، وابن أبي شيبة في المصنف (٢ / ٣٧٢ ، ٣٧٢ ـ ٣٧٣) ، وأبو يعلى (رقم ٩٨٥) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ١٦٠٦ ، ١٦٢٦ ـ الإحسان) ، والحاكم (٢ / ٣٣٤) وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «الدلائل» (٢ / ٥٤٤ ، ٥٤٥) و (٥ / ٢٦٣ ، ٢٦٤) ، والبغوي في تفسيره (٢ / ٣٢٧) وفي شرح السنة (رقم ٤٥٥) ، من طرق عن أبي سعيد الخدري.

وزاد نسبته في الدرّ (٣ / ٢٧٧) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وأبي الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري.

وله شواهد كثيرة عن أبي بن كعب ، وسهل بن سعد ، وابن عمر ، وزيد بن ثابت (وسيأتي رقم ٤٢٩) ، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.

قوله : «تمارى» من المراء : أي تجادلا.

٥٥٩

[٢٤٩] ـ أخبرني زكريّا بن يحيى ، نا ابن أبي عمر ، نا سفيان عن أبي الزّناد ، عن خارجة بن زيد ، عن أبيه قال : المسجد الّذي أسّس على التّقوى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(٢٤٩) ـ صحيح موقوف* تفرد به المصنف ، انظر تحفة الأشراف (رقم ٣٧١٢). وسنده حسن رجاله ثقات سوى محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني فهو صدوق وقد توبع ، وشيخ المصنف هو السجزي و ، سفيان هو ابن عيينة ، وأبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان ، وله شواهد منها ما سبق (رقم ٢٤٨).

وقد أخرجه أيضا عبد الرزاق في تفسيره (ص ٧١ ـ مخطوط) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (٢ / ٣٧٢) ، والطبري في تفسيره (١١ / ٢١) ، والطبراني في الكبير (رقم ٤٨٥٣) ، كلهم من طريق أبي الزناد عن خارجة ـ به.

وأخرجه الطبراني (رقم ٤٨٢٨) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن زيد بن ثابت موقوفا.

ورواه الطبراني أيضا (رقم ٤٨٥٤) من طريق عبد الله بن عامر عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى؟ : «هو مسجدي هذا». وفي سنده عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف ، وانظر مجمع الزوائد (٧ / ٣٤).

وقد عزاه السيوطي في الدرّ (٣ / ٢٧٧) للطبراني والضياء في «المختارة» عن زيد بن ثابت مرفوعا.

وعزاه لابن أبي شيبة وابن مردويه والطبراني من طريق عروة عن زيد بن ثابت موقوفا. ـ

٥٦٠