الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عِنْدِي سِلَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَا أُنَازَعُ فِيهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ السِّلَاحَ مَدْفُوعٌ عَنْهُ (١) ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ خَيْرَهُمْ ». ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ هذَا الْأَمْرَ يَصِيرُ إِلى مَنْ يُلْوى (٢) لَهُ الْحَنَكُ ، فَإِذَا كَانَتْ مِنَ اللهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ خَرَجَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : مَا هذَا الَّذِي كَانَ (٣)؟! وَيَضَعُ اللهُ لَهُ يَداً عَلى رَأْسِ رَعِيَّتِهِ ». (٤)

٦٢٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (٥) : « تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي (٦) الْمَتَاعِ (٧) سَيْفاً وَدِرْعاً (٨) وَعَنَزَةً (٩)

__________________

(١) أي تدفع عنه الآفات مثل أن يسرق أو يغصب أو يكسر أو يستعمله غير أهله. الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١.

(٢) يقال : ألْوَى الرجلُ برأسه ولَوَى رأسَه ، أي أمال وأعرض. وألوى رأسَه ولَوَى برأسه ، أي أماله من جانب‌إلى جانب. ويقرأ بالتشديد للمبالغة. ويقال : لويتُ الحبل : فتلتُه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٦٤ ( لوى ). وفي قوله : « إلى من يلوى له الحنك » قال في الوافي : « كنى به عن الانقياد والطاعة ، والمراد به القائم عليه‌السلام ». وقال في المرآة : « والأظهر عندي أنّه إشارة إلى إنكار الناس لوجوده وظهوره ، والاستهزاء بالقائلين له ، أو حكّ الإنسان غيظاً أو حنقاً به بعد ظهوره ، وكلاهما شائع في العرب. وقيل : كناية عن الإطاعة والانقياد جبراً. وقيل : أي يتكلّم عنه. وقيل : أصحابه محنّكون ؛ ولايخفى بُعده. وعلى التقادير المراد به القائم عليه‌السلام ».

(٣) في مرآة العقول : « ما هذا الذي كان ، تعجّب من قضاياه وأحكامه القريبة وسفك دماء المخالفين ، أو من قهره واستيلائه. ويحتمل على الأوّل أن تكون « ما » نافية ، أي ليس هذا المسلك مثل الذي كان في زمن الرسول وسائر الأئمّة صلوات الله عليهم ».

(٤) بصائر الدرجات ، ص ١٨٤ ، ح ٣٩ ؛ وص ١٨٦ ، ح ٤٦ ، وفيه إلى قوله : « إلى من يلوى له الحنك » ، وفيهما بسند آخر عن حمّاد بن عثمان. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، مرسلاً عن عبد الأعلى بن أعين الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١ ، ح ١١٢٤.

(٥) في « ض » : ـ « قال ».

(٦) في « ب ، ف ، بس » وحاشية « بر » : « من ». وفي البصائر : « عن ».

(٧) « المَتاع » في اللغة : كلّ ما يُنْتَفَعُ به كالطعام والبِزّ وأثاث البيت ، وأصل المتاع ما يُتَبَلَّغُ به من الزاد ، وهو اسم من مَتَّعْتُهُ ، إذا أعطيتَه ذلك. المصباح المنير ، ص ٥٦٢ ( متع ).

(٨) في « ف » : « درعاً وسيفاً ».

(٩) قال الجوهري : « العَنَزَة : أطول من العصا وأقصر من الرمح ، وفيه زُجّ كزجّ الرمح ». وقال ابن الأثير :

٥٨١

وَرَحْلاً (١) وَبَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ (٢) ، فَوَرِثَ (٣) ذلِكَ كُلَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ». (٤)

٦٢٧ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذَاتَ الْفُضُولِ (٥) ، فَخَطَّتْ ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا فَفَضَلَتْ (٦) ». (٧)

٦٢٨ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٨) :

__________________

« العنزة مثل نصف الرمح ، أو أكبر شيئاً ، وفيها سِنان مثل سِنان الرمح. والزُجّ : الحديدة التي في أسفل الرمح ويقابله السنان ، وهو نصل الرمح ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٨٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ ( عنز ).

(١) « الرَحْلُ » : كلّ شي‌ء يُعَدُّ للرحيل من وِعاء للمتاع ، ومَرْكَب للبعير ، ورَسَنٍ ، وحِلْس وهو ما يوضع على ظهر الدابّة تحت السرج أو الرَحْل. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٢ ( رحل ).

(٢) « بلغته الشهباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب. وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض السواد ، والاسم الشُهْبَة ، وبغلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٢٤ ( شهب ).

(٣) في « بح » : « فورّث ».

(٤) بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٤ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٥٣ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١ ، ح ١١٢٥.

(٥) قال ابن الأثير : « وفيه : أنّ اسم درعه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كانت ذات الفضول ، وقيل ذو الفُضول لفضلةٍ كان‌فيها وسعةٍ ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٦ ( فضل ).

(٦) في الوافى : « ففضلتُ بصيغة المتكلّم ، أي كنتُ أفضل منها ؛ ليطابق الخبر السابق ». وفي البصائر ص ١٨٦ : « لست أنا فكان وكان » بدل « لبستها أنا ففضلت ». وفي البصائر ، ص ١٧٧ : « لبس ، أي درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات الفضول ، فجرّها على الأرض هنا ».

(٧) بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٩ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفيه ، ص ١٧٧ ، ح ٩ ، بسند آخر الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٠ ، ح ١١٢٣.

(٨) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ٢١ ؛ والصدوق في الأمالي ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ١٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٩٥. وفي الجميع : « أحمد بن عبد الله » ، فيحتمل وقوع التحريف في ما نحن فيه وأنّ الصواب هو « أحمد بن عبد الله ».

٥٨٢

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ ذِي الْفَقَارِ (١) سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مِنْ أَيْنَ هُوَ؟

قَالَ : « هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام مِنَ السَّمَاءِ ، وَكَانَتْ حِلْيَتُهُ (٢) مِنْ فِضَّةٍ وَهُوَ عِنْدِي ». (٣)

٦٢٩ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام (٤) ، قَالَ : « السِّلَاحُ مَوْضُوعٌ عِنْدَنَا ، مَدْفُوعٌ عَنْهُ ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ (٥) خَيْرَهُمْ ، لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ حَيْثُ بَنى (٦) بِالثَّقَفِيَّةِ (٧) ـ وَكَانَ قَدْ (٨) شُقَّ‌

__________________

ثمّ إنّه يحتمل أن يكون أحمد بن عبد الله هو أحمد بن عبد الله ابن خانبة الكرخي الذي عُدَّ من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وكان له إليه عليه‌السلام مكاتبة. راجع : رجال البرقي ، ص ٥٥ ؛ رجال النجاشي ، ص ٩١ ، الرقم ٢٢٦ ، وص ٣٤٦ ، الرقم ٩٣٥.

(١) « ذو الفقار » : اسم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حسان. والمفقّر من السيوف : الذي فيه حُزُوزمطمئنّة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ( فقر ).

(٢) في البصائر ، ص ١٨٠ : « حلقته ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ٢١ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله ؛ وفي الأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ١٠ ، وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٩٥. بسنده فيهما عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله. بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ ، ح ٥٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله ؛ الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٠٦ ، بسند آخر مع تفاوت يسير. راجع : علل الشرائع ، ص ١٦٠ ؛ ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٦٣ ، ح ١٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢ ، ح ١١٢٧ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ٤٣١٩ ، ح ٣ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢٤ ، ح ٦٠.

(٤) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ١٨١ ، ح ٢٥ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام من‌دون توسّط « محمّد بن حكيم » بينهما ، لكنّ المذكور في بعض نسخه « يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام ».

(٥) هكذا في « ج ، ض ، ف » وتقتضيه العربيّة. وفي المطبوع وسائر النسخ : « كان ».

(٦) قال ابن الأثير : « الابتناء والبِناء : الدخول بالزوجة ، والأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قُبّة ليدخل بها فيها ، فيقال : بنى الرجل على أهله ». النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٨ ( بنا ).

(٧) « الثَقَفِيَّة » : نسبة إلى ثَقِيف ، وهو أبو قبيلة من هَوازِن ، واسمه قَسِيُّ ، والتاء للتأنيث. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٤ ( ثقف ).

(٨) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « وقد كان ». وفي « ف » : ـ « قد ».

٥٨٣

لَهُ (١) فِي الْجِدَارِ ـ فَنُجِّدَ (٢) الْبَيْتُ ، فَلَمَّا كَانَتْ (٣) صَبِيحَةُ عُرْسِهِ رَمى بِبَصَرِهِ (٤) ، فَرَأى حَذْوَهُ (٥) خَمْسَةَ عَشَرَ مِسْمَاراً ، فَفَزِعَ لِذلِكَ (٦) ، وَقَالَ لَهَا : تَحَوَّلِي ؛ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ مَوَالِيَّ (٧) فِي حَاجَةٍ ، فَكَشَطَهُ (٨) ، فَمَا مِنْهَا مِسْمَارٌ إِلاَّ وَجَدَهُ (٩) مُصْرَفاً (١٠) طَرَفُهُ عَنِ السَّيْفِ ، وَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ مِنْهَا (١١) شَيْ‌ءٌ ». (١٢)

٦٣٠ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حُجْرٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَمَّا يَتَحَدَّثُ (١٣) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَتْ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمَّا قُبِضَ ، وَرِثَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا (١٤) هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَلَمَّا خَشِيَنَا أَنْ نُغْشَى (١٥)

__________________

(١) في « ف » : ـ « له ». و « قد شقّ له » أي للسلاح وحفظه.

(٢) قوله : « فَنُجِّدَ » ، أي فَزُيِّنَ ، من التنجيد بمعنى التزيين ، يقال : بيت مُنَجَّدٌ ، أي : مُزَيَّن ؛ أي زيّن له ظاهر الجدار بعد إخفاء السلاح فيه ، أو زيّن البيت للزفاف. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨ ( نجد ).

(٣) في « بس ، بف » والبصائر : « كان ».

(٤) في حاشية « ف » : « بنظره ».

(٥) في البصائر : « ورأى في جدره » بدل « فرأى حذوه ». و « حذوه » أي بحذاء السلاح أو الشقّ.

(٦) في الوافي : « فَفزع لذلك ، أي خاف أن يكون السيف قد انكسر ».

(٧) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « لى ».

(٨) « فكشطه » ، أي كشف عن السيف ، من الكشط ، وهو رفعك شيئاً عن شي‌ء قد غشّاه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٢٣ ( كشط ).

(٩) في « ألف » : « وجد ».

(١٠) في « بح » والبصائر : « مصروفاً ».

(١١) في « بف » : « منها إليه ».

(١٢) بصائر الدرجات ، ص ١٨١ ، ح ٢٥ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢ ، ح ١١٢٦.

(١٣) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بح » : « يحدّث ».

(١٤) في « ب ، بر » : + « كان ».

(١٥) في الوافي : « تغشى ». وقوله : « نُغْشى » ، أي نُهلَك ، أو نُؤتى ونُغْلب فَيُؤخذ منّا. تقول : غَشِيَة غِشياناً ، أي جاءه ، وغَشِيتُ الرجل بالسوط ، أى ضربته. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٧ ( غشا ).

٥٨٤

اسْتَوْدَعَهَا (١) أُمَّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَبَضَهَا بَعْدَ ذلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ».

قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ صَارَ إِلى أَبِيكَ ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ ، وَصَارَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَيْكَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». (٢)

٦٣١ / ٨. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَمَّا يَتَحَدَّثُ (٣) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ صَارَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى ابْنِهِ (٤) ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ». (٥)

٦٣٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (٦) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْوَفَاةُ ، دَعَا الْعَبَّاسَ بْنَ‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : « في بعض النسخ : استودعنا ، بصيغة المتكلّم مع الغير ، وهو الأظهر ». و « استودعها » يعني الحسين عليه‌السلام حين أراد التوجّه إلى العراق. وفي البصائر : « فلمّا خشيا أن يُفَتَّشا استودعا امَّ سلمة ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٧٧ ، ح ١٠ ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ١١٢٩.

(٣) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بس » : « تتحدّث ». وقال في الوافي : « كأنّه سأله عن المكتوب في الصحيفة المستودعة ، فأجابه عليه‌السلام بأنّها كانت مشتملة على علم وكان معها أشياء اخر. وهذه الصحيفة غير الكتاب الملفوف والوصيّة الظاهرة اللذين استودعهما الحسين عليه‌السلام عند ابنته الكبرى فاطمة بكربلاء ».

(٤) في البصائر : « أبيك ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٥ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، مرسلاً ، عن عمر بن أبان. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ٥٣ ، ح ٤ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٤ ، ح ١١٣٠.

(٦) هكذا في « ب ، ض » وحاشية بدرالدين والبحار. وفي « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.

٥٨٥

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمَّ مُحَمَّدٍ ، تَأْخُذُ تُرَاثَ (١) مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتُنْجِزُ (٢) عِدَاتِهِ (٣)؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (٤) ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، مَنْ يُطِيقُكَ (٥) وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ (٦)؟ ».

قَالَ : « فَأَطْرَقَ (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هُنَيْئَةً (٨) ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبَّاسُ ، أَتَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَتُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَتَقْضِي دَيْنَهُ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ.

قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ ، أَتُنْجِزُ‌

__________________

(١) « التراث » : الإرث ، والتاء والهمزة بدل من الواو. المصباح المنير ، ص ٦٥٤ ( ورث ).

(٢) « تنجز » : تحضر وتفي. يقال : نجز يَنْجُز نَجْزاً ، إذا حصل وحَضَر ، وأنجز وعده ، إذا أحضره. ويقال أيضاً : أنجز الوعدَ ، أي وفى به. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٢٤ ( نجز ).

(٣) في حاشية « ج » : « تنجز عداته وتقضي دينه ». و « العِدات » : جمع العدة ، وهي الوَعد ، والهاء عوض من الواو ، ولا يجمع الوَعد. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥١ ( وعد ).

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « إنّي ». وفي « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والعلل : ـ « بأبي أنت وامّي ». وفي حاشية « بف » : « فقال : بأبي أنت وامّي » بدل « فردّ عليه ـ إلى ـ امّي ».

(٥) « يطيقك » ، أي يطيق ويقدر على أداء حقوقك ؛ من الإطاقة بمعنى القدرة على الشي‌ء. راجع : شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٧٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٠٢ ( طوق ).

(٦) « تباري الريح » ، أي تعارضه. يقال : فلان يباري فلاناً ، أي يعارضه ويفعل مثل فعله ليعجِّزه ، وهما يتباريان ، وفلان يباري الريح جوداً وسخاءً ، أو تسابقه. والريح مشهورة بكثرة السخاء ؛ لسياق السحاب والأعطار ، وترويح القلوب ، وترقيق الهواء وغيرها من المنافع. كنى به عن علوّ همّته. وفي مرآة العقول : « وهذا المثل مشهور بين العرب والعجم ». وراجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٧٢ ( برى ).

(٧) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : + « رسول الله ». يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم. وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ).

(٨) قال الفيّومي : الهَنُ : كناية عن كلّ اسم جنس ، والانثى هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنيهةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ فيُصَغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له. وجَعَلَها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ).

٥٨٦

عِدَاتِ مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتَقْبِضُ (١) تُرَاثَهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ذاكَ عَلَيَّ وَلِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ ، فَقَالَ : تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ (٢) حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي (٣) ، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ.

ثُمَّ صَاحَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ (٤) وَالدِّرْعِ وَالرَّايَةِ وَالْقَمِيصِ وَذِي الْفَقَارِ (٥) وَالسَّحَابِ (٦) وَالْبُرْدِ (٧) وَالْأَبْرَقَةِ (٨) وَالْقَضِيبِ (٩) ، قَالَ : فَوَ اللهِ ،

__________________

(١) في « ج ، بر » والعلل : « تأخذ ». وقال في الوافي : « في تقديم أخذ التراث على قضاء الدين وإنجاز العدات في‌مخاطبة العبّاس ، وبالعكس في مخاطبة أميرالمؤمنين عليه‌السلام لطف لايخفى. ولعلّ في إلقاء هذا القول على عمّه أوّلاً ، ثمّ تكريره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك عليه ، إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة ».

(٢) في « ف » : ـ « إلى الخاتم ».

(٣) في « ج ، بح » وحاشية « ض ، بف » : « حين وضعه في إصبعه ». وفاعل « قال » على هذه النسخة هو العبّاس. وفي الوافي : « كأنّه أراد بذلك أنّه قلتُ في نفسي : لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرعاً وفخراً وعزّاً ويمناً وبركة ».

(٤) « المِغْفَر » والمِغْفَرة ، والغِفارة : زَرَد ـ أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض ـ ينسج من الدروع على قدرالرأس يلبس تحت القلنسوة. وقيل : هو رَفْرَف البيضة. وقيل : هو حَلق يتقنّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغُ على العنق فتقيه ، وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٦ ( غفر ).

(٥) كان اسم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذا الفقار ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حِسان. والمُفَقَّر من السيوف : الذي فيه حُزُوز مطمئنّة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ( فقر ).

(٦) « السَحابُ » اسم عِمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سمّيت به تشبيهاً بسحاب المطر لانسحابه في الهواء. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ( سحب ).

(٧) « البُرْد » : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المُخطَّطة. وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد. النهاية ، ج ١ ، ص ١١٦ ( برد ).

(٨) « الأبرق » : من الحبال : الحبل الذي ابرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شي‌ء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. قال الفيض في الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٦ : « كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة ـ بالكسر والضمّ ـ كما فسّره بها ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٥٤ ؛ الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٩ ( برق ).

(٩) في شرح المازندراني : « القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ،

٥٨٧

مَا رَأَيْتُهَا (١) غَيْرَ (٢) سَاعَتِي تِلْكَ ـ يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ ـ فَجِي‌ءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ (٣) الْأَبْصَارَ ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ (٤) بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.

ثُمَّ دَعَا بِزَوْجَيْ نِعَالٍ (٥) عَرَبِيَّيْنِ جَمِيعاً : أَحَدُهُمَا مَخْصُوفٌ (٦) ، وَالْآخَرُ غَيْرُ مَخْصُوفٍ ، وَالْقَمِيصَيْنِ : الْقَمِيصِ الَّذِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهِ ، وَالْقَمِيصِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ (٧) يَوْمَ أُحُدٍ ، وَالْقَلَانِسِ الثَّلَاثِ : قَلَنْسُوَةِ السَّفَرِ ، وَقَلَنْسُوَةِ الْعِيدَيْنِ وَالْجُمَعِ ، وَقَلَنْسُوَةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَيَقْعُدُ مَعَ أَصْحَابِهِ.

__________________

والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضاً ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٧٨ ( قطع ).

(١) في الوافي : « وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : فجي‌ء بشقّة فوالله ما رأيتها ».

(٢) في « ب ، ج ، بف ، بر » وحاشية « ض ، ف ، بح » والوافي والعلل : « قبل ».

(٣) « الخَطْف » : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة ، يقال : خَطِفَ الشي‌ءَ يَخْطَفُهُ ، واختطفه يختطفه. ويقال : خَطَفَ يَخْطِفُ ، وهو قليل. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩ ( خطف ).

(٤) هكذا في « ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني. وفي اللغة : استذفر بالأمر : اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له. وفي الوافي « الاستذفار : شدّ الوسط بالمنطقة ونحوها » وقال العلاّمة المجلسي : « ... ففي القاموس : الذَفَر ، محرّكة : شدّة ذَكاء الريح ، كالذَفَرة ، ومسك أذفر. ففيه تضمين معنى الشدّ ، مع الإشارة إلى طيب رائحتها ؛ فصار الحاصل : تطيّبْ بها جاعلاً لها مكان المنطقة ، أو يكون « مكان المنطقة » متعلّقاً بـ « اجعلها ». وقيل : الاستذفار : جعل الشي‌ء صلباً شديداً ، في القاموس : الذِفِرُّ ، كطِمِرّ : الصلب الشديد. ولايخفى ما فيه ». وفي « ف » : « استدفن ». وفي المطبوع : « استدفر ». وفي العلل : « استوفر ». وقوله « استدفر » ، من الدَفْر بمعنى الدفع ، أو منِ الدَفَر ، وهو وقوع الدود في الطعام واللحم ، وهو أيضاً النَتْن خاصّة ولا يكون الطيب البتّة. وليس شي‌ء منها بمناسب هاهنا فلذا قال المجلسي في مرآة العقول : « لعلّه كان : واستثفر بها ، واريد به الشدّ على الوسط ». قال ابن الأثير في النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٤ ( ثفر ) : « هو مأخوذ من ثَفَر الدابّة الذي يُجعَل تحت ذَنَبها. وفي صفة الجنّ : مستثفرين ثيابَهم ، وهو أن يُدخل الرجلُ ثوبه بين رجليه ، كما يفعل الكلب بذنبه ». وراجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٩ ( دفر ) ؛ وص ٣٠٧ ؛ والقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٥٩ ( ذفر ).

(٥) في « ف » : + « له ».

(٦) « مَخْصُوف » ، أي مخروز ، يقال : خَصَفَ النعلَ يَخْصِفُها خَصْفاً ، أي ظاهَرَ بعضَها على بعض وخَرَزَها ، أي ثَقبها بالمِخْرز وخاطه. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٧١ ( خصف ).

(٧) في « ف » : « به ».

٥٨٨

ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ : الشَّهْبَاءِ (١) ، وَالدُّلْدُلِ (٢) ؛ وَالنَّاقَتَيْنِ : الْعَضْبَاءِ (٣) ، وَالْقَصْوَاءِ (٤) ؛ وَالْفَرَسَيْنِ (٥) : الْجَنَاحِ (٦) ـ كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ (٧) ، فَيَرْكَبُهُ (٨) فَيَرْكُضُهُ (٩) فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وَحَيْزُومٍ ـ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : أَقْدِمْ يَا حَيْزُومُ (١٠) ـ وَالْحِمَارِ عُفَيْرٍ (١١) ، فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي.

فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّ أَوَّلَ شَيْ‌ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٢) ، قَطَعَ (١٣)

__________________

(١) « الشَهْباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب ، وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض‌السواد. والاسم الشُهْبَة ، وبَغْلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. انظر : المصباح المنير ، ص ٣٢٤ ( شهب ).

(٢) « الدُلْدُل » : القُنْفُذ ، واسم بغلته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. شُبّهت بالقُنْفُذ ؛ لأنّه أكثر ما يظهر في الليل ، ولأنّه يُخفي رأسه في جسده ما استطاع. ودَلْدَلَ في الأرض : ذهب ومرّ ، يُدَلدلُ ويتدلدل في مشيه إذا اضطرب. وفي شرح المازندراني : « سمّيت بذلك ؛ لكونها سريعة حديدة ذات هيأة حسنة ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ( دلدل ).

(٣) قال ابن الأثير : « هو عَلَم لها ، منقول من قولهم : ناقة عضباء ، أي مشقوقة الاذن ، ولم تكن مشقوقة الاذن. وقال بعضهم : إنّها كانت مشقوقة الاذن ، والأوّل أكثر. وقال الزمخشري : هو منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ( عضب ).

(٤) في العلل : « الصهباء ». وقوله : « القَصْواء » : الناقة التي قُطع طَرَف اذنها ، ولم تكن ناقة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَصْواء ، وإنّماكان هذا لقباً لها. وقيل : كانت مقطوعة الاذن. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٥ ( قصو ).

(٥) في « ف » : « الفرستين ».

(٦) في شرح المازندراني : « جناح الطير : يده ، سمّيت بذلك لسرعة سيره ، على سبيل المبالغة ».

(٧) في « ب ، بف » والعلل : « حاجة ».

(٨) في « ب » : « فيركب ».

(٩) في شرح المازندراني : « ويركضه ». وقوله : « فَيَرْكُضُه » ، أي يستحثّه ليعدو ، من الرَكْض ، وهو تحريك الرِجْل ، تقول : رَكَضْتُ الفرس برِجلي ، إذا استَحْثَثْتَهُ ليعدو ، ثمّ كثر حتّى قيل : ركَضَ الفرسُ ، إذا عدا ، وليس بالأصل ، والصواب رُكِضَ الفرسُ ، فهو مركوض. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٠ ( ركض ).

(١٠) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ « يا ». وفي شرح المازندراني : « اسم كان وفاعل يقول جبرئيل عليه‌السلام أو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقال الجوهري : حيزوم اسم فرس من خيل الملائكة ».

(١١) قال ابن الأثير : « ... عُفَير ، هو تصغير ترخيم لأعْفَر ، من العُفْرة ، وهي الغُبْرة ولون التراب ، كما قالوا في تصغير أسْود : سُوَيْد. وتصغيره غير مُرخّم : اعَيْفِر ، كاسَيْود ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ( عفر ).

(١٢) وفي « بر » : + « إنّه ».

(١٣) في « ب » والوافي : « فقطع ».

٥٨٩

خِطَامَهُ (١) ، ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتّى أَتى (٢) بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ (٣) بِقُبَا ، فَرَمى بِنَفْسِهِ فِيهَا ، فَكَانَتْ قَبْرَهُ ».

وَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ : « إِنَّ ذلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ ، فَمَسَحَ عَلى كَفَلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ (٤) النَّبِيِّينَ وَخَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذلِكَ الْحِمَارَ ». (٥)

٣٩ ـ بَابُ أَنَّ مَثَلَ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ‌

٦٣٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا (٦) مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ التَّابُوتُ عَلى بَابِهِمْ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، فَمَنْ صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ». (٧)

__________________

(١) « الخِطام » : هو الحبل الذي يقاد به البعير ، أو هو الزِمام ، أو هو كلّ حبل يُعَلَّق في حَلْق البعير ثمّ يُعْقَد على أنفه ، كان من جِلْد أو صوف أو ليف أو قِنَّبٍ ، أو هو حبل يُجْعَل في طرفه حلقة ثمّ يُقلَّد البعير ثمّ يُثَنَّى على مَخْطِمه. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٨٦ ( خطم ).

(٢) في العلل : « وافى ».

(٣) في « ج ، ض ، ف ، بف » والوافي والعلل والبحار : « بني حطمة ».

(٤) في « ج » : + « المرسلين و ».

(٥) علل الشرائع ، ص ١٦٦ ، ح ١ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي. وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ١٨٥ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٤ ـ ٥٧٥ ، ح ١١٣١ و ١١٣٢ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٤٠٤ ، ح ٢٢ ، من قوله : « والحمار عفير فقال : اقبضها » ، إلى قوله : « فرمى بنفسه فيها » ؛ وص ٤٠٥ ، ح ٢٣ ، من قوله : « وروي أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إنّ ذلك الحمار كلّم ».

(٦) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « إنّ ».

(٧) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما عند الأئمّة عليهم‌السلام من سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ، ضمن ح ٦٢٤. وفي بصائر الدرجات ،

٥٩٠

٦٣٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السُّكَيْنِ (١) ، عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ (٢) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكَ ، فَأَيْنَمَا (٣) دَارَ السِّلَاحُ فِينَا (٤) دَارَ الْعِلْمُ ». (٥)

٦٣٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ (٦) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ (٧) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَحَيْثُمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا (٨) فَثَمَّ الْأَمْرُ (٩) ».

قُلْتُ : فَيَكُونُ السِّلَاحُ مُزَايِلاً لِلْعِلْمِ (١٠)؟

__________________

ص ١٧٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ١٨٠ ، ح ٢٠ ؛ وص ١٨٢ ، ح ٢٧ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٣ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ؛ الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، مرسلاً عن معاوية بن وهب الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ، ح ٦٠٣ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٨.

(١) في « ف » : « محمّد بن المسكين ». وفي البصائر ، ص ١٨٣ ، ح ٣٨ : « محمّد بن مسكين ». وهو سهو. وفي‌بعض مخطوطات البصائر وكذا في البحار ، ج ٢٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٣٨ نقلاً عن البصائر : « محمّد بن سكين ». ومحمّد بن سُكَين هذا ، هو ابن عمّار النخعي الذي دعاه نوح بن درّاج إلى هذا الأمر. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٠٢ ، الرقم ٢٥٤ ؛ وص ٣٦١ ، الرقم ٩٦٩.

(٢) في « بح » : « كمثل ».

(٣) في « ض » : « وأينما ».

(٤) في « ج ، بح ، بر ، بف » والبحار : « فينا السلاح ». وفي الوافي : ـ « فينا ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، إلى قوله « دارالملك » هكذا : « حيثما دار التابوت دار العلم ». وفيه ، ح ٣٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ، ح ٦٠٤ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٩.

(٦) في « ج ، بح ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٧) في « بر ، بف » والوافي : ـ « يقول ».

(٨) في « ج » والبصائر ، ص ١٨٣ : ـ « فينا ».

(٩) في البصائر : « أينما دار التابوت فثمّ الأمر » بدل « حيثما دار التابوت أُوتوا ... فثمّ الأمر ».

(١٠) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٥٣ : « حيثما دار التابوت ، أي بالاستحقاق من غير قهر ، لاكما كان عند جالوت.

٥٩١

قَالَ : « لَا ». (١)

٦٣٦ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٢) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ (٣) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَيْنَمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكُ ، وَأَيْنَمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا دَارَ الْعِلْمُ ». (٤)

٤٠ ـ بَابٌ فِيهِ ذِكْرُ الصَّحِيفَةِ وَالْجَفْرِ وَالْجَامِعَةِ وَمُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام

٦٣٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (٥) الْحَجَّالِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

و « ما » في « حيثما » و « أينما » كافّة. و « المزايلة » : المفارقة. والسؤال لاستعلام أنّه هل يمكن أن يكون السلاح عند من لايكون عنده علم جميع ما تحتاج إليه الامّة كبني الحسن؟ قال : لا ، فكما أنّه دليل للإمامة فهو ملزوم للعلم أيضاً ».

(١) بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٣ ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ، ح ٦٠٥.

(٢) في حاشية « ج » : « كان أبوجعفر عليه‌السلام يقول ».

(٣) في « ب » : « مثل ».

(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الامور التي توجب حجّة الإمام عليه‌السلام ، ذيل ح ٧٤٧ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٥ ؛ وص ١٨٥ ، ح ٤٣ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، إلى قوله : « دار الملك » ، مع زيادة في أوّلهما. وفيه ، ص ١٧٦ ، ح ٥ ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣٥ ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ، ح ٦٠٦ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ٢٠.

(٥) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ج ، ف » والمطبوع : + « بن ». وعبدالله هذا ، هو عبدالله بن محمّد أبو محمّدالحجّال ، وقد ورد في الأسناد بعناوينه المختلفة : الحجّال ، أبو محمّد الحجّال ، عبدالله الحجّال وعبدالله بن محمّد الحجّال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٥٩٥.

ثمّ إنّ الخبر ورد في بصائر الدرجات ، ص ١٥١ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر ـ والحسين بن سعيد الجمّال عنوان غريب لم نجده في موضع ـ والمذكور في بعض نسخ البصائر « عبدالله بن محمّد الحجّال » بدل « الحسين بن سعيد الجمّال ».

٥٩٢

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقُلْتُ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، هَاهُنَا (٢) أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي؟

قَالَ : فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام سِتْراً بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ ، فَاطَّلَعَ فِيهِ (٣) ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلَّمَ عَلِيّاً عليه‌السلام بَاباً يُفْتَحُ لَهُ مِنْهُ (٤) أَلْفُ بَابٍ؟

قَالَ : فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلِيّاً عليه‌السلام أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ (٥) مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ ».

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ (٦).

قَالَ : فَنَكَتَ (٧) سَاعَةً فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ (٨) عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ (٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا الْجَامِعَةُ؟

قَالَ : « صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَإِمْلَائِهِ (١٠) مِنْ فَلْقِ‌

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « له ».

(٢) في البصائر ، ص ١٥١ ، ح ٣ : « ليس هاهنا ». وقال في الوافي : « استفهام نبّه به على أنّ مسؤوله أمر ينبغي صونه عن الأجنبيّ ».

(٣) في « ف » : « عليه ».

(٤) في « ف » : ـ « منه ».

(٥) في « ج » والبصائر ، ح ٣ والاختصاص ، ص ٢٨٢ : + « له ».

(٦) في الوافي : « هذا والله العلم ، يحتمل الاستفهام والحكم ».

(٧) قوله : « فَنَكَتَ » : من النَكْت ، وهو أن تنكُت في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ( نكت ).

(٨) في « ب » : « فإنّ ».

(٩) في « ض » : + « له ».

(١٠) في الوافي : « وإملائه على المصدر والإضافة ، والضمير للرسول عطف على الظرف مسامحة. أو في الكلام‌

٥٩٣

فِيهِ (١) وَخَطِّ عَلِيٍّ عليه‌السلام بِيَمِينِهِ ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ (٢) حَتَّى الْأَرْشُ (٣) فِي الْخَدْشِ (٤) ». وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ (٥) ، فَقَالَ (٦) : « تَأْذَنُ (٧) لِي (٨) يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ ».

قَالَ (٩) : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا أَنَا لَكَ ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ، قَالَ : فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ ، وَقَالَ : « حَتّى أَرْشُ هذَا (١٠) » كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ (١١).

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ (١٢) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ (١٣)؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الْجَفْرُ؟ قَالَ : « وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ (١٤) فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَالْوَصِيِّينَ ، وَعِلْمُ‌

__________________

حذف ، أي كتبت بإملائه » ، وفي مرآة العقول : « وأملاه ، بصيغة الماضي ، وكذا خطّ ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتابَ على الكاتب إملالاً ، وأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٨٠ ( ملل ).

(١) « من فَلْق فيه » ، أي من شقّ فمه ، يعنى مشافهةً ، يقال : كلّمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه ، أي شِقّه ، والكسرقليل ، والفتح أعرف. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣١٠ ( فلق ).

(٢) في « ض » والوافي : « إليه الناس ».

(٣) « الأرْش » : ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع ، واروش الجراحات من ذلك ؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. وسمّي أرشاً ؛ لأنّه من أسباب النزاع ، يقال : أرّشتُ بينهم إذا أوقعت بينهم ، أي أفسدتَ. وقال في الوافي : « الأرش : الدية ». النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩ ( أرش ).

(٤) في شرح المازندراني : « حتّى أرش الخدش ». و « الخَدْش » : مصدر بمعنى قشر الجلد بعود ونحوه ، ثمّ سمّي به الأثر ؛ ولهذا يجمع على الخدوش. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤ ( أرش ).

(٥) « ضَرَب بيده إليّ » ، أي أهواه وألقاه ومدّه إليه. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ( ضرب ).

(٦) في « ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : + « لي ».

(٧) في شرح المازندراني : « أتأذن ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » : ـ « لي ». وقال في الوافي : « تأذن لي ، أي في غمزي إيّاي بيدي حتّى تجد الوجع في بدنك ».

(٩) في « بر » : ـ « قال ».

(١٠) في « ب » : + « كلّه ».

(١١) في الوافي : « كأنّ ما يشبه الغضب منه عند هذا القول إنّما هو على من أنكر علمهم عليهم‌السلام بأمثال ذلك ؛ أو المراد أنّ غمزه كان شبيهاً بغمز المغضَب ».

(١٢) في « بس » : « والله هذا العلم ».

(١٣) في البصائر ، ص ١٥١ : + « مسك شاة أو جلد بعير ».

(١٤) « الأدَم » : اسم لجمع أدِيم ، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الادْم ، وهو ما يُؤْتَدم به. والجمع ادُم.

٥٩٤

الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».

قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا هُوَ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ (١) ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ (٢) عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ قَالَ : « مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاللهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ » (٣).

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا وَاللهِ هُوَ (٤) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».

قَالَ : قُلْتُ (٥) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الْعِلْمُ؟ قَالَ : « مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (٦) ،

__________________

راجع : المغرب ، ص ٢٢ ( أدم ).

(١) في « ب ، بح » : « بذلك ». وفي البصائر ، ص ١٥١ : « وما هو بذلك » بدل « وليس بذاك ».

(٢) في « ج » : ـ « وإنّ ».

(٣) في البصائر ، ص ١٥١ : + « إنّما هو شي‌ء أملاها الله وأوحى إليها ».

(٤) في « ف ، بس » : « هو والله » بدل « والله هو ».

(٥) في « ض » : + « له ».

(٦) في شرح المازندرانى ، ج ٥ ، ص ٣٨٧ : « فإن قلت : قد ثبت أنّ كلّ شي‌ء في القرآن وأنّهم عالمون بجميع ما فيه ، وأيضاً قد ثبت بالرواية المتكاثرة أنّهم يعلمون جميع العلوم ، فما معنى هذا الكلام وما وجه الجمع؟ قلت : أوّلاً ... أنّ علمهم ببعض الأشياء فعليّ وببعضها بالقوّة القريبة ، بمعنى أنّه يكفي في حصوله توجّه نفوسهم القدسيّة ، وهم يسمّون هذا جهلاً ؛ لعدم حصوله بالفعل. وبهذا يجمع بين الروايات التي دلّ بعضها على علمهم بجميع الأشياء ، وبعضها على عدمه ؛ وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإنّه يحصل لهم في اليوم والليلة عند توجّه نفوسهم القادسة إلى عالم الأمر علومٌ كثير لم تكن حاصلة بالفعل. وثانياً : أنّ علومهم بالأشياء التي توجد علوم إجماليّة ظلّيّة ، وعند ظهورها عليهم في الأعيان كلّ يوم وليلة علوم شهوديّة حضوريّة ؛ ولا شبهة في أنّ الثاني مغاير للأوّل وأكمل منه ». وراجع في معناه ما نقلنا قبل هذا من الوافي في هامش ح ٦٠٣.

٥٩٥

الْأَمْرُ مِنْ (١) بَعْدِ الْأَمْرِ ، وَالشَّيْ‌ءُ بَعْدَ الشَّيْ‌ءِ (٢) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (٣)

٦٣٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ (٤) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟

قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ عليها‌السلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَرْسَلَ اللهُ (٥) إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي (٦) غَمَّهَا وَيُحَدِّثُهَا ، فَشَكَتْ‌

__________________

(١) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ص ١٥١ : ـ « من ».

(٢) في « ف » : « والذي من بعد الذي » بدل « والشي‌ء بعد الشي‌ء ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ١٥١ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر. وفيه ص ٣٠٣ ، ح ٣ ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ؛ الاختصاص ، ص ٢٨٢ ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « يفتح من كلّ باب ألف باب » ؛ الخصال ، ص ٦٤٧ ، باب ما بعد الألف ، ح ٣٧ ، إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ، مع اختلاف يسير. وفي الثلاثة الأخيرة : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن عمر الحلبي. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، ح ١ و ٤ و ٥ ؛ وص ٣٠٦ ، ح ١٤ ؛ والخصال ، ص ٦٤٥ ، باب ما بعد الألف ، ح ٢٧ ؛ وص ٦٤٦ ـ ٦٤٨ ، نفس الباب ، ح ٣٣ و ٣٥ و ٣٦ و ٣٩ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٢ ، بسند آخر : من قوله : « علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً » إلى قوله : « من كلّ باب ألف باب ». وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ ... ، ح ٦٠٣ و ٦٠٤ ؛ وباب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ح ٧٦٩ و ٧٧٠ و ٧٧٤ ؛ والخصال ، ص ٦٤٤ ، ح ٢٥ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٩ ، ح ١١٣٦.

(٤) « الزَنادِقَة » : جمع الزِنْديق ، وهو من الثنويّة ، أو القائل ببقاء الدهر ، أؤ القائل بالنور والظلمة ، أو من لا يؤمن‌بالآخرة وبالربوبيّة ، أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان ؛ ويقال عند العرب لكلّ ملحد ودهريّ. انظر : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٤٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٤ ( زندق ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والبصائر : ـ « الله ».

(٦) في « بس » : « يسلّيها ». وفي حاشية « بر » والوافي والبصائر : « يسلّي عنها ». و « يُسَلِّي غمّها » ، أي يكشف عنها غمّها ويرفعه وانسلى عنه الغمّ وتسلّى بمعنى ، أي انكشف. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨١ ( سلا ).

٥٩٦

ذلِكَ (١) إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهَا (٢) : إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ ، قُولِي لِي ، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ (٣) ، فَجَعَلَ (٤) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى أَثْبَتَ مِنْ (٥) ذلِكَ مُصْحَفاً ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامِ ، وَلكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ ». (٦)

٦٣٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ (٧) شَيْ‌ءٍ فِيهِ؟

قَالَ : « زَبُورُ دَاوُدَ ، وَتَوْرَاةُ مُوسى ، وَإِنْجِيلُ عِيسى ، وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ، وَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ ، وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، مَا أَزْعُمُ (٨) أَنَّ فِيهِ قُرْآناً ، وَفِيهِ مَا (٩) يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا (١٠)

__________________

(١) « فشكت ذلك » ، الشِكاية : الإخبار عن الشي‌ء بسوء فعله. تقول : شَكَوْتُ فلاناً أشكوه شَكْوى وشِكايةً وشَكِيَّةً وشَكاةً ، إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك. والمراد هنا : مطلق الإخبار ، أو كانت الشكاية لعدم إمكان حفظ جميع كلام الملك ، أو لرعبها عليها‌السلام من الملك حال وحدتها به وانفرادها بصحبته. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٤ ( شكا ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٨٨ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٥.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر. وفي المطبوع : ـ « لها ».

(٣) في البحار والبصائر : ـ « بذلك ».

(٤) « فجعل » ، أي أقبل وأخذ. يقال : جعل يفعل كذا ، أي أقبل وأخذ. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩٣ ( جعل ).

(٥) في حاشية « ف » : « في ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ١٥٧ ، ح ١٨ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٠ ، ح ١١٣٧ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٥ ، ح ٦٢ ، من قوله : « قال : إنّ الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٧) في حاشية « بر » والوافي والبصائر : « وأيّ ».

(٨) في شرح المازندراني : « ولا أزعم ».

(٩) في حاشية « ف » : « كلّ ما ».

(١٠) في « ف » : « ما يحتاج إليه الناس ». وفي حاشية « بف » : « ما يحتاج الناس إليه ». وقال في الوافي : « ما يحتاج الناس إلينا » العائد فيه محذوف ، أي « فيه » أو « في علمه ».

٥٩٧

وَلَانَحْتَاجُ (١) إِلى أَحَدٍ ، حَتّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَنِصْفُ الْجَلْدَةِ ، وَرُبُعُ الْجَلْدَةِ ، وَأَرْشُ الْخَدْشِ ؛ وَعِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ فِي (٢) الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ؟

قَالَ : « السِّلَاحُ ، وَذلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ ».

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَيَعْرِفُ (٣) هذَا بَنُو الْحَسَنِ؟

فَقَالَ : « إِي وَاللهِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ ، وَالنَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ ، وَلكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَطَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَالْإِنْكَارِ ، وَلَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ (٤) لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ». (٥)

٦٤٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ (٦) لَمَا يَسُوؤُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَايَقُولُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ فِيهِ ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَفَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، وَسَلُوهُمْ عَنِ الْخَالَاتِ وَالْعَمَّاتِ ، وَلْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، وَمَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : « ( فَأْتُواْ ) (٧) ( بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ

__________________

(١) في « ب ، بح ، بف » : « ولا يحتاج ».

(٢) في « ب » : ـ « في ».

(٣) في حاشية « ف ، بر ، بس » والوافي : « أفيعرف ».

(٤) في البصائر : ـ « بالحقّ » وقال في الوافي : « لو طلبوا الحقّ ، أي العلم الحقّ ، أو حقّهم من الدنيا ، « بالحقّ » أي‌ بالإقرار بحقّنا وفضلنا ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٥٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً مع اختلاف وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر عليه‌السلام ، ح ٧٩١ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٢ ، ح ١١٤٠.

(٦) « يذكرونه » يعني الأئمّة الزيديّة من بني الحسن الذين يفتخرون به ويدّعون أنّه عندهم. شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٩٠ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٣.

(٧) هكذا في النسخ. وفي القرآن الكريم والبصائر في الموضعين : « ايْتُونِي ». فما هنا نقل بالمعنى.

٥٩٨

عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (١) ». (٢)

٦٤١ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :

سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ، فَقَالَ : « هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ».

قَالَ لَهُ : فَالْجَامِعَةُ؟

قَالَ : « تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ (٣) مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ (٤) ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ (٥) ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ فِيهَا حَتّى أَرْشُ الْخَدْشِ (٦) ».

قَالَ : فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟

قَالَ (٧) : فَسَكَتَ طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَعَمَّا لَاتُرِيدُونَ ، إِنَّ فَاطِمَةَ عليها‌السلام مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً ، وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى أَبِيهَا ، وَكَانَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام يَأْتِيهَا (٨) ، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا (٩) عَلى أَبِيهَا ، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا ،

__________________

(١) الأحقاف (٤٦) : ٤. وفي مرآة العقول : « والاستشهاد بالآية لبيان أنّه لابدّ في إثبات حقّيّة الدعوى إمّا إظهار الكتاب من الكتب السماويّة ، أو بقيّة علوم الأنبياء والأوصياء المحفوظة عند الأئمّة عليهم‌السلام ، وهم عاجزون عن الإتيان بشي‌ء منها ؛ أو لبيان أنّه يكون أثارة من علم ، وهي من عندنا ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٥٧ ، ح ١٦ ، بسنده عن يونس ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد. وفيه ، ص ١٥٨ ، ح ٢١ و ٢٢ ، بسنده عن سليمان بن خالد الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٣ ، ح ١١٤١.

(٣) « الأديم » : الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الادْم ، وهو ما يُؤتدم به. والجمع : ادُم. راجع : المغرب ، ص ٢٢ ( أدم ).

(٤) « الفالج » : الجمل الضَخْم ذو السنامين ، يُحمل من السِنْد للفَحْلة. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ( فلج ).

(٥) في « ف » : « إليه الناس ».

(٦) تقدّم معنى الأرش والخدش ذيل الحديث ١ من هذا الباب.

(٧) في « بر ، بس » والبصائر ، ص ١٥٣ : ـ « قال ».

(٨) في الكافي ، ح ١٢٤٤ : « يأتيها جبرئيل » بدل « جبرئيل عليه‌السلام يأتيها ».

(٩) « العزاء » : الصبر عن كلّ ما فَقَدْتَ ، وقيل : حُسْنُه. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ( عزا ).

٥٩٩

وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ ، وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا (١) ، وَكَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يَكْتُبُ ذلِكَ ، فَهذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام (٢) ». (٣)

٦٤٢ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ (٤) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَانَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى النَّاسِ ، وَإِنَّ (٥) النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا ، وَإِنَّ عِنْدَنَا كِتَاباً إِمْلَاءُ (٦) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَخَطُّ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، صَحِيفَةً (٧) فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا (٨) بِالْأَمْرِ (٩) ، فَنَعْرِفُ إِذَا أَخَذْتُمْ بِهِ ،

__________________

(١) « الذُرِّيَّة » : أصلها الصِغار من الأولاد وإن كان قد يقع على الصِغار والكِبار معاً في التعارف. ويستعمل للواحدوالجمع ، وأصله الجمع. وفي الذُرّيّة ثلاثة أقوال : قيل : هو من ذَرَأ الله الخلق ، فترك همزه. وقيل : أصله ذُرْوِيَّة. وقيل : هو فُعْلِيَّة من الذَرّ نحو قُمْريّة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٢٧ ( ذرو ).

(٢) في الكافي ، ح ١٢٤٤ : ـ « فهذا مصحف فاطمة عليها‌السلام ».

(٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الزهراء فاطمة عليها‌السلام ، ح ١٢٤٤ ، من قوله : « إنّ فاطمة عليها‌السلام مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». بصائر الدرجات ، ص ١٥٣ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص ١٤٩ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، وتمام الرواية فيه : « أنّه سئل عن الجامعة ، فقال : تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عرض الأديم ». راجع : الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨١ ، ح ١١٣٨ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٥ ، ح ٦٣ ، وفيه من قوله : « إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » ؛ وج ٤٣ ، ص ١٩٤ ، ح ٢٢.

(٤) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ١٥٤ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي. والمذكور في بعض مخطوطاته « أحمد بن أبي بشر » بدل « أحمد بن محمّد بن أبي نصر » وهو الظاهر ؛ فإنّ المقام من مواضع تحريف العنوان الغريب بالعنوان المعروف في الأسناد ؛ وأحمد بن أبي بشر عنوان غير مأنوس للنسّاخ.

(٥) في « بح » : « فإنّ ».

(٦) في « ب » والوافي : « بإملاء ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتاب على الكاتب إملالاًوأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه. المصباح المنير ، ص ٥٨٠ ( ملل ).

(٧) في مرآة العقول : « وصحيفة ، منصوب بالبدليّة من قوله : كتاباً ، أو مرفوع أيضاً بالخبريّة ».

(٨) في « ف » وشرح المازندراني والوافي : « لتأتون ». وفي النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « هناك لغة تحذف نون‌الرفع من غير جازم وناصب » فلا يحتاج إلى تشديد النون.

(٩) في البصائر ، ص ١٥٤ : « فتسألونا » بدل « بالأمر ». وقال في مرآة العقول : « لتأتونا بالأمر ، أي من الامور التي

٦٠٠