الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

٢٩ / ٢٩. بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، لَايُفْلِحُ (١) مَنْ لَايَعْقِلُ ، وَلَا يَعْقِلُ مَنْ لَا يَعْلَمُ ، وَسَوْفَ يَنْجُبُ (٢) مَنْ يَفْهَمُ ، وَيَظْفَرُ مَنْ يَحْلُمُ (٣) ، وَالْعِلْمُ جُنَّةٌ ، وَالصِّدْقُ عِزٌّ ، وَالجَهْلُ ذُلٌّ ، وَالْفَهْمُ مَجْدٌ ، وَالْجُودُ نُجْحٌ (٤) ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ مَجْلَبَةٌ (٥) لِلْمَوَدَّةِ ، وَالْعَالِمُ بِزَمَانِهِ لَاتَهْجُمُ عَلَيْهِ اللَّوَابِسُ (٦) ، وَالْحَزْمُ (٧) مَسَاءَةُ (٨) الظَّنِّ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَالْحِكْمَةِ نِعْمَةُ (٩) الْعَالِمِ (١٠) ، وَالْجَاهِلُ شَقِيٌّ (١١) بَيْنَهُمَا ، وَاللهُ وَلِيُّ مَنْ عَرَفَهُ ، وَعَدُوُّ مَنْ تَكَلَّفَهُ (١٢) ، وَالْعَاقِلُ غَفُورٌ ، وَالْجَاهِلُ خَتُورٌ (١٣) ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ‌

__________________

(١) في تحف العقول : « لايصلح ».

(٢) « يَنْجُب » : من النَجابة ، وهي مصدر نجيب الرجال ، وهو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ، يقال : نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً ، إذا كان فاضلاً نفيساً في نوعه. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( نجب ).

(٣) « يحلُم » ، أي صار حليماً ، من الحلم بمعنى الأناة والتثبّت ، يقال : حلم الرجل يحلم ، إذا تأنّى ولم يستعجل أو بمعنى يعقل. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ) ؛ شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٤١٩ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٧٨.

(٤) النجح والنجاح : الظفر بالحوائج. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ( نجح ).

(٥) « مَجلبة » بفتح الميم مصدر ميميّ أو اسم مكان ، وبكسرها اسم آلة ، قال به صدر المتألّهين في شرحه واحتمل الأوّل والثالث الفيض في الوافي والمازندراني في شرحه. وجوّز الكلّ في مرآة العقول.

(٦) « اللوابس » : جمع اللابس على غير القياس من اللُبس ، أو من اللَبس بمعنى الخلط أو الاختلاط ، أو جمع لُبسة بمعنى الشبهة. انظر شروح الكافي ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٧٣ ( لبس ).

(٧) « الحَزْم » : ضبط الرجل أمرَه والحذر من فواته ، من قولهم : حَزَمْتُ الشي‌ءَ ، أي شَدَدْتُه. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( حزم ).

(٨) في تحف العقول : « مشكاة ». و « المساءة » مصدر ميميّ.

(٩) في « بس » : « نَعمة » أي بفتح النون. تعرّض له في الوافي وهو بمعنى التنعّم. وبكسر النون ، إمّا مضاف إلى « العالم » إضافة بيانيّة أو لاميّة ، وإمّا منوّن و « العالم » مرفوع بياناً له.

(١٠) في « ش » : « العالِمُ ». وفي « بج » : « العالَمُ ». وفي « بع » : « العالَمِ ». وجوّز في مرآة العقول كسر اللام وفتحها. والكلمة إمّا مجرورة بالإضافة أو مرفوعة.

(١١) في حاشية « بح » : « يسعى ».

(١٢) « تكلّفه » أي تكلّف عرفانه ومعرفته ، وتصنّع به وأظهر منه ما ليس له ، أو طلب من معرفته تعالى ما ليس في وسعه وطاقته. راجع : شروح الكافي.

(١٣) في الوافي : « في بعض النسخ بالمثلّثة ، من الخثورة ». و « الخَتور » من صيغ المبالغة بمعنى خبيث النفس ،

٦١

تُكْرَمَ (١) ، فَلِنْ ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُهَانَ (٢) ، فَاخْشُنْ ؛ وَمَنْ كَرُمَ أَصْلُهُ ، لَانَ قَلْبُهُ ؛ وَمَنْ خَشُنَ عُنْصُرُهُ (٣) ، غَلُظَ كَبِدُهُ ؛ وَمَنْ فَرَّطَ (٤) ، تَوَرَّطَ (٥) ؛ وَمَنْ خَافَ الْعَاقِبَةَ ، تَثَبَّتَ (٦) عَنِ التَّوَغُّلِ فِيمَا لَا يَعْلَمُ ؛ وَمَنْ هَجَمَ عَلى أَمْرٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، جَدَعَ (٧) أَنْفَ نَفْسِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ ، لَمْ يَفْهَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَفْهَمْ ، لَمْ يَسْلَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَسْلَمْ ، لَمْ يُكْرَمْ (٨) ؛ وَمَنْ لَمْ يُكْرَمْ ، يُهْضَمْ (٩) ؛ وَمَنْ يُهْضَمْ (١٠) ، كَانَ أَلْوَمَ ؛ وَمَنْ كَانَ كَذلِكَ ، كَانَ أَحْرى أَنْ يَنْدَمَ » (١١).

٣٠ / ٣٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « مَنِ اسْتَحْكَمَتْ (١٢)

__________________

كثير الغدر والخدعة بالناس ؛ من الختر ، بمعنى الغدر والخديعة والخباثة والفساد. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٢٩ ( ختر ).

(١) في « ف » : « تكرّم » بالتضعيف.

(٢) في « ج ، ش ، جه » : « تَهُنَ ». وفي « و ، جل ، جس » وحاشية « بح » : « تهن ». وفي « بر ، بع » : « تَهِن ». وفي « جح » : « تَهن ». وفي مرآة العقول : « تهن ، من وهن يهن » ثمّ قال : « الظاهر : تهان ، كما في بعض النسخ ».

(٣) « العُنْصُر والعُنصَر » : الأصل والحسب. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٠ ( عصر ).

(٤) « فَرَطَ » بالتخفيف والتضعيف ، وأكثر النسخ على الثاني. فَرَط وفرّط في الأمر فرطاً وتفريطاً ، أي قصّر فيه وضيّعه حتّى فات ، وفرَط فروطً ، أي سبق وتقدّم وجاوز الحدّ. انظر : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٨ ( فرط ).

(٥) « تورّط » ، أي وقع في الوَرطة ، وهي الهلاك. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٦٦ ( ورط ).

(٦) في شرح المازندراني : « تثبت ، ماض من التثبّت ، أو مضارع من الثبات ».

(٧) في « ألف ، بح ، بس ، بف » : « جذع ». و « جَدَعَ » أي قطع ، من الجدع بمعنى قطع الأنف والاذن واليد والشفة. وقطع أنف النفس كناية عن الخزي والذلّ. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩٣ ( جدع ).

(٨) في « ف » : « لم يكرّم » بالتضعيف.

(٩) و (١٠) في « ج » : « يهضّم » بالتضعيف. وفي « ألف ، ب ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد : « تهضّم » بالماضي من التفعّل. و « يُهضَم » أي يُظْلَمُ ويُكْسَرُ عليه حقُّه ؛ من هَضَمه عليه حقَّه ؛ أي ظلمه وكسر عليه حقّه. كذا « تَهَضَّمه » ، أي ظلمه. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٩ ( هضم ).

(١١) تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١ ، ص ١١٨ ، ح ٣١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٨.

(١٢) في حاشية « ض » : « احكمت ». و « استحكمت » أي ثبتت ورسخت في نفسه بحيث يصير خلقاً له وملكة

٦٢

لِي (١) فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ، احْتَمَلْتُهُ عَلَيْهَا ، وَاغْتَفَرْتُ فَقْدَ مَا سِوَاهَا ، وَلَا أَغْتَفِرُ (٢) فَقْدَ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ ؛ لِأَنَّ مُفَارَقَةَ الدِّينِ مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ ، فَلَا يَتَهَنَّأُ (٣) بِحَيَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ ، وَفَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَيَاةِ ، وَلَا يُقَاسُ إِلاَّ بِالْأَمْوَاتِ » (٤).

٣١ / ٣١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ (٥) ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِعْجَابُ (٦) الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلى ضَعْفِ عَقْلِهِ » (٧).

٣٢ / ٣٢. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَذُكِرَ الْعَقْلُ ، قَالَ : فَقَالَ : « لَا يُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّينِ مِمَّنْ (٨) لَاعَقْلَ لَهُ ».

__________________

راسخة فيه. وقوله عليه‌السلام : « لي » على تضمين معنى الثبوت أو الظهور ، أي ثابتاً لي ذلك ، أو ظاهراً عندي. أو على معنى « لأجلي » ، يعني لأجل إعانتي في إنجائه من العقوبات. راجع شروح الكافي.

(١) في « ض ، بح » وتحف العقول : ـ « لي ».

(٢) في حاشية « ض » : « ولا أغفر ».

(٣) في « بح » : « فلم يتهنّأ ». وفي « بس » : « فلا يُتَهنّأ ». ومعنى « فلا يَتَهَنَّأُ بحياة » ، أي لايسوغ له ولا يَلَذُّ ، يقال : تَهَنَّأَبالطعام ، أي ساغ له ولذّ. انظر : أقرب الموارد ، ج ٥ ، ص ٦٥١ ( هنأ ).

(٤) تحف العقول ، ص ٢١٩ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٢١ ، ح ٣٢.

(٥) في « ج » : « الحسن بن موسى ، عن إبراهيم المحاربي ، عن الحسن بن موسى ، عن موسى بن عبدالله ».

(٦) « الإعجاب » مصدر ، اعْجِبَ فلان بنفسه وبرأيه ، أي أعجبه رأيُه واستحسنه ، أو ترفّع وتكبّر واستكبر. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٣ ( عجب ).

(٧) تحف العقول ، ص ٩٠ ، ضمن وصيّته عليه‌السلام لابنه الحسين عليه‌السلام ؛ وص ١٠٠ ، ضمن خطبته المعروفة بالوسيلة الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٩.

(٨) في « ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » وحاشية : « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « بمن ». وفي « ج » : « لمن ».

٦٣

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مِمَّنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَابَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا ، وَلَيْسَتْ (١) لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ هؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللهُ (٢) ، إِنَّ اللهَ تَعَالى خَلَقَ الْعَقْلَ ، فَقَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، وَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٣) ، مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ ـ أَوْ أَحَبَّ (٤) إِلَيَّ مِنْكَ ـ بِكَ آخُذُ ، وَبِكَ أُعْطِي » (٥).

٣٣ / ٣٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلاَّ قِلَّةُ الْعَقْلِ (٦) ».

قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ (٧) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟

قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ (٨) إِلى مَخْلُوقٍ ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلّهِ ، لَأَتَاهُ (٩) الَّذِي يُرِيدُ‌

__________________

(١) في حاشية « بر » : « وليس ».

(٢) في المحاسن : + « في قوله : يا أُولي الألباب ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : ـ « وجلالي ».

(٤) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « وأحبّ ». وقال المازندراني في شرحه : « الترديد من الراوي ؛ لعدم ضبط اللفظ المسموع بخصوصه ».

(٥) المحاسن ، ص ١٩٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٣ مرفوعاً ومع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ١ ؛ والمحاسن ، ص ١٩٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥ ـ ٧ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٥ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٤ الوافي ، ج ١ ، ص ٧٨ ، ح ٤.

(٦) أي لا واسطة بينهما إلاّقلّة العقل ؛ إذ الإيمان نور العقل ، والكفر ظلمة الجهل ، فمتى كان عقل الرجل كاملاً كان مؤمناً حقّاً ، ومتى كان جاهلاً محضاً كان كافراً صرفاً ، والمتوسّط بينهما ضعيف الإيمان. راجع : شرح صدر المتألّهين ؛ ص ١١٨ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ وسائر الشروح.

(٧) في حاشية « ألف ، ج » والمحاسن : « ذلك ».

(٨) « الرغبة » في اللغة : السؤال والطلب ، والمراد هنا المرغوب والمطلوب والحاجة. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ( رغب ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٨٨.

(٩) في « بو » : « أتاه » أي جاءه. وفي « جح » : « لآتاه » أي أعطاه. واحتمل المجرّد والإفعال في شرح المازندراني ج ١ ، ص ٤٣٦ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ٩٤.

٦٤

فِي أَسْرَعَ مِنْ ذلِكَ » (١).

٣٤ / ٣٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ (٢) الْحِكْمَةِ ، وَبِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ ، وَبِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ (٣) ».

قَالَ : « وَكَانَ يَقُولُ : التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ ، كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ (٤) التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ التَّرَبُّصِ » (٥).

٣٥ / ٣٥. عِدَّةٌ (٦) مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ‌

__________________

(١) المحاسن ، ص ٢٥٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٨٦. وفيه : « عن بعض أصحابنا بلغ به أباجعفر عليه‌السلام ، قال : ما بين الحقّ والباطل إلاّقلّة ... » الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٦١ ، ذيل ح ١٣٣.

(٢) في « بح » وحاشية « جه » : « عوز ». وغور كلّ شي‌ءٍ : قعره وعمقه وبعده وغاية خفاه ، والمراد من غورالحكمة غوامض المعارف الحكميّة والمعارف الإلهيّة ، ومن غور العقل غايته وكماله الأقصى ، ونهاية مافي قوّته من الوصول إلى العلوم والمعارف. وقال المجلسي : « في بعض النسخ : « عوز » بالعين المهملة والزاي المعجمة ، وعوز كلّ شي‌ء نقصه وقلّته. ولعلّه تصحيف. ويمكن توجيهه بما يرجع إلى الأوّل ». انظر : شرح صدر المتألهين ، ص ١١٩ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٣ ـ ٣٤ ( غور ).

(٣) « الأدب الصالح » هو العمل المندرج تحت القواعد النبويّة ، والخُلق الموافق للقوانين الشرعيّة. والمعنى : وباستعمال العقل العملي وتهذيب الأخلاق أو بحسن التأديب يحصل التأدّب بالآداب الصالحة ، والتخلّق بالأخلاق الحميدة. راجع شروح الكافي.

(٤) الظرف ـ أي « بحسن » ـ إمّا متعلّق بـ « يمشي » ، أو بـ « التفكّر » ، أو بكليهما ، أو حال عن الماشي ، أو عن المتفكّر ، أو عنهما. شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٤٤١.

(٥) الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ذيل ح ٣٤٧٤ بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذيله هكذا : « فإنّ التفكّر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص » ، مع زيادة في أوّله. وراجع : الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ح ٣٤٧٧ الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٣. ح ٣٥.

(٦) راجعنا جميع النسخ التي عندنا ( ٢٣ نسخة ) والحديثان ٣٥ و ٣٦ موجودان في « ف » والمطبوع فقط.

٦٥

حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ : « إِنَّ (١) أَوَّلَ الْأُمُورِ وَمَبْدَأَهَا وَقُوَّتَهَا وَعِمَارَتَهَا ـ الَّتِي لَايَنْتَفِعُ شَيْ‌ءٌ إِلاَّ بِهِ ـ الْعَقْلُ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ زِينَةً لِخَلْقِهِ وَنُوراً لَهُمْ ، فَبِالْعَقْلِ عَرَفَ الْعِبَادُ خَالِقَهُمْ ، وَأَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ ، وَأَنَّهُ الْمُدَبِّرُ لَهُمْ ، وَأَنَّهُمُ الْمُدَبَّرُونَ ، وَأَنَّهُ الْبَاقِي وَهُمُ الْفَانُونَ ، وَاسْتَدَلُّوا بِعُقُولِهِمْ عَلى مَا رَأَوْا مِنْ خَلْقِهِ : مِنْ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ وَشَمْسِهِ وَقَمَرِهِ وَلَيْلِهِ وَنَهَارِهِ ، وَبِأَنَّ لَهُ (٢) وَلَهُمْ خَالِقاً وَمُدَبِّراً لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزُولُ ؛ وَعَرَفُوا بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ ، وَأَنَّ الظُّلْمَةَ فِي الْجَهْلِ ، وَأَنَّ النُّورَ فِي الْعِلْمِ ، فَهذَا مَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ».

قِيلَ لَهُ : فَهَلْ يَكْتَفِي الْعِبَادُ بِالْعَقْلِ دُونَ غَيْرِهِ؟

قَالَ : « إِنَّ الْعَاقِلَ لِدَلَالَةِ عَقْلِهِ ـ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ قِوَامَهُ وَزِينَتَهُ وَهِدَايَتَهُ ـ عَلِمَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ ، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّهُ ، وَعَلِمَ أَنَّ لِخَالِقِهِ مَحَبَّةً ، وَأَنَّ لَهُ كَرَاهِيَةً (٣) ، وَأَنَّ لَهُ طَاعَةً ، وَأَنَّ لَهُ مَعْصِيَةً ، فَلَمْ يَجِدْ عَقْلَهُ يَدُلُّهُ عَلى ذلِكَ (٤) ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَايُوصَلُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِالْعِلْمِ وَطَلَبِهِ ، وَأَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِعَقْلِهِ إِنْ لَمْ يُصِبْ ذلِكَ بِعِلْمِهِ ، فَوَجَبَ عَلَى الْعَاقِلِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ الَّذِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلاَّ بِهِ ».

٣٦ / ٣٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَا :

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا غِنى أَخْصَبُ مِنَ الْعَقْلِ ، وَلَا فَقْرَ أَحَطُّ مِنَ الْحُمْقِ ،

__________________

(١) يجوز فيه فتح الهمزة وكسرها.

(٢) كذا في « ف » والمطبوع ، والظاهر أنّ الصحيح « أنّ له » بدل « وبأنّ له ».

(٣) في « ف » : « كراهة ».

(٤) أي مصداق المحبوب والمبغوض ، وهذا معنى قولهم : الأحكام الشرعيّة ألطاف في الأحكام العقليّة.

٦٦

وَلَا اسْتِظْهَارَ فِي أَمْرٍ بِأَكْثَرَ مِنَ الْمَشُورَةِ فِيهِ ».

وَ (١) هذَا آخِرُ كِتَابِ الْعَقْلِ وَالْجَهْلِ (٢)

وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَحْدَهُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

__________________

(١) في « بح ، بس » : ـ « و ».

(٢) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وشرح المازندراني : ـ « والجهل ». وفي « بف » : ـ « وهذا آخر كتاب العقل والجهل ». وفي شرح صدر المتألّهين : « هنا آخر كتاب العقل. والحمد لله‌ربّ العالمين ». ثمّ قال : « هكذا وقعت العبارة في النسخ التي رأيناها ، ولو قال : هنا آخر باب العقل ، لكان أوفق ».

٦٧
٦٨

(٢)

كتاب فضل العلم

٦٩
٧٠

[٢]

كِتَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ‌ (١)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢)

١ ـ بَابُ فَرْضِ الْعِلْمِ (٣) وَوُجُوبِ طَلَبِهِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ‌

٣٧ / ١. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ (٤) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدٍ (٥) ، عَنْ أَبِيهِ :

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « كتاب فضل العلم ». وفي « ب ، بف » والتعليقة للداماد : ـ « فضل ».

(٢) في « و » والتعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين : ـ « بسم الله الرحمن الرحيم ». وفي « ض » : + « وبه ثقتي ».

(٣) في التعليقة للداماد : « باب فضل العلم ». وفي شرح صدر المتألّهين بعد قوله : « باب فرض العلم ... » قال : « وهو الباب الثاني من كتاب العقل وفيه تسعة أحاديث ». وقال المجلسي في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٩٨ : « كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها قبل الباب : كتاب فضل العلم. ويؤيّد الأوّل أنّ الشيخ عدّ كتاب العقل وفضل العلم كتاباً واحداً من كتب الكافي ؛ حيث عدّها في الفهرست ، ويؤيّد الثاني أنّ النجاشي عدّ كتاب فضل العلم بعد ما ذكر كتاب العقل من كتب الكافي ».

(٤) في « و ، بس » : ـ « عن أبيه » ، لكنّ الظاهر ثبوته كما في سائر النسخ ؛ فقد وردت رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي في الكافي ، ح ٣٤٨٧ ، وح ٣٨٦٩ ، وح ٤٩١٩ ، وفيه : « الحسن بن أبي الحسن الفارسي » ؛ وح ١١٦٢٦ ، وفيه : « الحسن بن الحسين الفارسي ».

واحتمال زيادة « عن أبيه » في السند رأساً ـ لما قد أشرنا إليه سابقاً من الأُنس الذهني الموجب لبعض الزيادات في السند ـ مدفوع بورود رواية إبراهيم بن هاشم مصرّحاً باسمه عن الحسن الفارسي ـ بعناوينه الصحيحة والمصحّفة ـ في بعض الأسناد. راجع : الخصال ، ص ٤ ، ح ١٠ ؛ وص ١٤١ ، ح ١٦٠ ؛ وص ٢٢٣ ، ح ٥٤ ؛ ثواب الأعمال ، ص ١٢٥ ، ح ١.

(٥) هكذا في حاشية « ف ، بح » والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف »

٧١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ (١) ، أَلَا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ (٢) الْعِلْمِ » (٣).

٣٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ » (٤).

__________________

والمطبوع : « عبدالرحمن بن زيد ». وفي « ب » : « عبدالرحمن بن الحسين بن يزيد ». وفي حاشية « بف » : « عبدالرحمن بن الحسين بن زيد ».

والظاهر صحّة ما أثبتناه. وعبدالله بن زيد هذا ، هو عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وقد نُسب إلى جدّه في ما نحن فيه ؛ فقد روى الحسن بن أبي الحسين الفارسي ـ بعناوينه المختلفة الصحيحة والمصحّفة ـ عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، بواسطة سليمان البصري في بعض الأسناد. راجع : الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٨ ، المجلس ٥٠ ، ح ٣ ؛ علل الشرائع ، ص ٥١٨ ، ح ٨ ؛ الخصال ، ص ٢٢٦ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢٢ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٩. وروى عنه أيضاً بلاواسطة ـ كما في ما نحن فيه ـ في الخصال ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٤ ، لكنّ الظاهر سقوط الواسطة في هذين السندين.

ويؤيّد ما استظهرناه من صحّة نسخة « عبدالله » عدم ذكر كتب الأنساب لعبدالرحمن ، في أولاد الحسين بن زيد بن عليّ ، فلاحظ.

هذا ، وفي البصائر المطبوع ، ص ٢ ، ح ١ : « الحسن بن زيد بن علي بن الحسين » بدل « الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن عبدالله بن زيد ». ولكن في بعض مخطوطاته : « عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن عبدالرحمن بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ». وهو أقرب إلى الواقع ، كما ظهر ممّا تقدّم.

(١) في « ج » : + « ومسلمة ».

(٢) « البغاة » : جمع الباغي بمعنى الطالب ، تقول : بغيت الشي‌ء إذا طلبته. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٨٢ ( بغي ).

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٢ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للمفيد ، ص ٢٨ ، المجلس ٤ ، ذيل ح ١ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٤٨٧ ، المجلس ١٧ ، ح ٣٨ ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص ٥٢١ المجلس ١٨ ، ذيل ح ٥٥ ؛ وص ٥٦٩ المجلس ٢٢ ، ح ٢ ، مع زيادة في أوّله ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر إلى قوله : « كلّ مسلم ». مصباح الشريعة ، ص ١٣ و ٢٢ ، ضمن الحديث مع زيادة في أوّلهما وآخرهما إلى قوله : « كلّ مسلم ». الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٥.

(٤) بصائر الدرجات ، ص ٢ ، ح ٢ : « طلب العلم فريضة على كلّ حال » ؛ وفيه ، ص ٣ ، ح ٤ : « طلب العلم فريضة من فرائض الله » ، وفيهما بسند آخر عن عيسى بن عبدالله العمري ؛ وفيه ، ص ٣ ، ح ٥ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « طلب العلم فريضة من فرائض الله » الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٤.

٧٢

٣٩ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ (١)؟ فَقَالَ : « لَا » (٢).

٤٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْعَمَلُ بِهِ ، أَلَا وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ ؛ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ (٣) مَضْمُونٌ لَكُمْ ، قَدْ قَسَمَهُ (٤) عَادِلٌ بَيْنَكُمْ ، وَضَمِنَهُ ، وَسَيَفِي لَكُمْ ، وَالْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ (٥) ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ ؛ فَاطْلُبُوهُ » (٦).

٤١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ

__________________

(١) في « ج » : ـ « إليه ».

(٢) المحاسن ، ص ٢٢٥ ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٨ وفيه : عن أبيه وموسى بن القاسم عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابهما الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٨ ، ح ٣٣٢١٩.

(٣) في تحف العقول : + « بينكم ».

(٤) في المطبوع وبعض النسخ : « قسّمه » بالتضعيف.

(٥) في الوافي : « عند أهله ، وهم علماء أهل البيت الذين هم أوصياء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاء الله في أرضه وحججه على خلقه ، ثمّ من أخذ عنهم واستفاد من محكمات كلامهم من غير تصرّف فيه ». ونحوه في شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٠٠.

(٦) تحف العقول ، ص ١٩ ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١١.

٧٣

أَبِي عَبْدِ اللهِ ـ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا (١) ـ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ » (٣).

٤٢ / ٦. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِم ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ الْعِلْمِ » (٥).

٤٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّهُ (٦) مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ (٧) ، فَهُوَ (٨) أَعْرَابِيٌّ (٩) ؛ إِنَّ (١٠) اللهَ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ

__________________

(١) في « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بف » وحاشية « ب ، بح ، بس » : « عن رجل من أصحابنا ».

والظاهر صحّة ما في « ب ، بح ، بس » والمطبوع ؛ فقد ورد الخبر في المحاسن ، ص ٢٢٥ ، ح ١٤٦ ، عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا. وورد في بصائر الدرجات ، ص ٣ ، ح ٣ ـ مع زيادة يسيرة ـ عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا ».

(٢) في المحاسن : ـ « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٣) المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٦ الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٦.

(٤) في المحاسن : ـ « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٥) المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٦ ، عن يعقوب بن يزيد ؛ بصائر الدرجات ، ص ٣ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « كلّ مسلم » الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٧.

(٦) في « بر ، بف » : « فإنّ ».

(٧) في المحاسن والعيّاشي : ـ « في الدين ».

(٨) في المحاسن : « فإنّه ».

(٩) « الأعرابي » : نسبة إلى الأعراب ؛ لأنّه لاواحد له ، وضدّه المهاجر ، وهم ساكنو البادية من العرب الّذين لايقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلاّلحاجة ، ولا يعرفون الدين. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٢ ( عرب ).

(١٠) في « ألف ، بف » : « وإنّ ».

٧٤

إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (١) (٢).

٤٤ / ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ مُفَضَّلِ (٣) بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ ، وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللهِ ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ (٤) إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلاً » (٥).

٤٥ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي (٦) ضُرِبَتْ (٧) رُؤُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتّى يَتَفَقَّهُوا » (٨).

٤٦ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَجُلٌ عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ لَزِمَ بَيْتَهُ‌

__________________

(١) التوبة (٩) : ١٢٢.

(٢) المحاسن ، ص ٢٢٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٣. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٨ ، ح ١٦٢ ، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٣٨ ، مع تفاوت الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤١.

(٣) في « ب ، ج ، و » : « المفضّل ».

(٤) النظر هاهنا كناية عن الرحمة والرأفة والعطوفة والاختيار ؛ لأنّ النظر في الشاهد دليل المحبّة ، وترك النظر دليل البغض والكراهة. انظر شروح الكافي.

(٥) المحاسن ، ص ٢٢٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٢ وفيه : « في وصيّة المفضّل بن عمر » ؛ تحف العقول ، ص ٥١٣ ، مرسلاً عن المفضّل بن عمر. وراجع : المحاسن ، ص ٢٢٧ ، ح ١٥٨ الوافي ، ج ١ ص ١٢٨ ، ح ٤٢.

(٦) في حاشية « بح » : « أصحابنا ».

(٧) « ضربت » بضمّ التاء على صيغة المتكلّم ، أو بسكونها وضمّ الضاد على البناء للمفعول. شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١.

(٨) المحاسن ، ص ٢٢٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٥ بسند آخر عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : « ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام » الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٣.

٧٥

وَلَمْ يَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هذَا فِي دِينِهِ؟! » (١).

٢ ـ بَابُ صِفَةِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ وَفَضْلِ الْعُلَمَاءِ‌

٤٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ ، فَقَالَ : مَا هذَا؟ فَقِيلَ : عَلاَّمَةٌ ، فَقَالَ : وَمَا الْعَلاَّمَةُ؟ فَقَالُوا لَهُ (٢) : أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْأَشْعَارِ وَالْعَرَبِيَّةِ (٣) ».

قَالَ : « فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ذَاكَ (٤) عِلْمٌ لَايَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَلَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَمَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ (٥) » (٦).

٤٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

__________________

(١) الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢٠٧٢٢.

(٢) في « بف » والأمالي والمعاني : ـ « له ».

(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوسائل والبحار والأمالي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « العربيّة » بدون الواو.

(٤) في « ف ، بح » وحاشية « ض » : « ذلك ».

(٥) « فضل » أي زيادة غير محتاج إليها كاللغو ، أو فضيلة من المزايا والمحسّنات ، لا من الكمالات الضروريّة التي ليس عنها بدّ ولا عنها مندوحة. التعليقة للداماد ، ص ٦٧.

(٦) الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٧ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٤١ ، ح ١ بسندهما عن محمّد بن عيسى بن عبيد. وفيهما إلى قوله : « لاينفع من علمه ». تحف العقول ، ص ٣٢٢ ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٢٦٨٢ ، وج ٢٧ ، ص ٤٣ ، ح ٣٣١٦٧ ، وفيهما من قوله : « إنّما العلم ».

٧٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَذَاكَ (١) أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَلَا دِينَاراً ، وَإِنَّمَا أَوْرَثُوا (٢) أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ ، فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً ، فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ؟ فَإِنَّ فِينَا (٣) ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ فِي كُلِّ خَلَفٍ (٤) عُدُولاً يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ (٥) الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ » (٦).

٤٩ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً ، فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ » (٧).

٥٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى (٨) ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ألف ، ض » والبصائر والاختصاص : « ذلك ».

(٢) في « ألف » والبصائر والاختصاص : « ورّثوا ».

(٣) « فينا » خبر « إنّ » قدّم على اسمه ـ وهو « عدولاً » ـ للحصر ، أو للتشويق إلى ذكره ، أو لكونه ظرفاً. و « أهل البيت » منصوب على المدح ، بتقدير « أعني » ، أو مجرور بتقدير « في » بقرينة المقام ـ وإن كان تقديرها شاذّاً ـ على أنّه بدل لـ « فينا » ، أو مجرور على أنّه بدل عن ضمير المتكلّم إن جوّز. شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٣١.

(٤) « الخَلْف » و « الخَلَف » : ما جاء من بعدُ ، ويقال : هو خَلْف سوء من أبيه ، وخَلَف صدق من أبيه ، إذا قام مقامه. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٤ ( خلف ).

(٥) « الانتحال » : أن يدّعي لنفسه ما لغيره ، كأن يدّعي الآية والحديث في غيره أنّه فيه. يقال : انتحل فلان شعر فلان : إذا ادّعاه. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٩٨ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ).

(٦) بصائر الدرجات ، ص ١٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد وسندي بن محمّد ، عن أبي البختري. وفيه ، ص ١١ ، ح ٣ بسند آخر. الاختصاص ، ص ٤. بسنده عن أبي البختري. وراجع : رجال الكشّي ، ص ٤ ، ح ٥ الوافي ، ج ١ ، ص ١٤١ ، ح ٥٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٧.

(٧) الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن الحسين بن محمّد ... عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٢ ، بسند آخر مع زيادة ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٣ ، ح ٢٠٨٣٤ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٥٥ ، ح ٢٨.

(٨) في الكافي ، ح ٨٤٣١ : « ابن أبي عمير » بدل « حمّاد بن عيسى » ، وكلاهما راويان لكتاب ربعي ، كما في ‌الفهرست للطوسي ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٩٤.

٧٧

ربْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (١) ، قَالَ : قَالَ : « الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ : التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ (٢) ، وَتَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ » (٣).

٥١ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ سَادَةٌ » (٤).

٥٢ / ٦. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى :

« الْعُلَمَاءُ (٥) مَنَارٌ (٦) ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ (٧) سَادَةٌ » (٨).

٥٣ / ٧. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ بَشِير الدَّهَّانِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَايَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا ، يَا بَشِيرُ ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ (٩) إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ ، احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ،

__________________

(١) في الكافي ، ح ٨٤٣١ : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام ».

(٢) « النائبة » : ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ( نوب ).

(٣) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ، ح ٨٤٣١. وفيه : « كلّ الكمال في ثلاثة » ، وذكر في الثلاثة : « التقدير في المعيشة ». الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٦ ، ح ١٣٩٤ ، المجلس ٣٦ ، ح ١. بسند آخر مع اختلاف. تحف العقول ، ص ٢٩٢. راجع : الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٨ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٠٢٨ الوافي ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٦٥ ، ح ٢١٩٩٧.

(٤) الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٥.

(٥) في « بر » : « الأوصياء ».

(٦) « المَنار » : جمع منارة ، وهي موضع النور ، أو التي يوضع عليها السراج ، أو العلامة تجعل بين الحدّين ، أو عَلَم الطريق. انظر : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤١ ( نور ).

(٧) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ب ، بح » : « والعلماء ».

(٨) الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٥.

(٩) أي من أصحابنا. والضمير في « إليهم » راجع إلى المخالفين فلا إشكال. وفي « بح » وحاشية « ج » : « منكم ».

٧٨

فَإِذَا (١) احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ، أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَايَعْلَمُ » (٢).

٥٤ / ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ : عَالِمٍ مُطَاعٍ ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ (٣) » (٤).

٥٥ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ (٥) سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ » (٦).

٥٦ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : رَجُلٌ رَاوِيَةٌ (٧) لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذلِكَ فِي النَّاسِ ، وَيُشَدِّدُهُ (٨) فِي‌

__________________

(١) في حاشية « ج » : « وإذا ».

(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٦ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٧٦٣١.

(٣) في « ج » : « راع ».

(٤) الخصال ، ص ٤٠ ، باب الاثنين ، ح ٢٨ ، بسنده عن السكوني. تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، عن الكاظم عليه‌السلام في وصيّته لهشام ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٢ ، ح ٤٩.

(٥) في البصائر وثواب الأعمال : + « عبادة ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٦ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير. وفيه ، ص ٨ ، ح ٩ وثواب الأعمال ، ص ١٥٩ ، ح ٢ بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٢٩٤ الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٤ ، ح ٥٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢١٧٢٧.

(٧) « الراوية » : كثير الرواية ، والتاء للمبالغة ، كما في العلاّمة والنسّابة. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ( روى ).

(٨) في « ب » والوسائل ، ح ٣٣٢٤٦ وحاشية ميرزا رفيعا والبصائر : « يسدّده ». وهو إمّا من التسديد ، كما ذهب إليه الفيض في الوافي ؛ وإمّا من السداد بتضمين معنى التقرير ، كما ذهب إليه المجلسي في مرآة العقول.

٧٩

قُلُوبِهِمْ وَقُلُوبِ شِيعَتِكُمْ (١) ، وَلَعَلَّ عَابِداً مِنْ شِيعَتِكُمْ لَيْسَتْ لَهُ هذِهِ الرِّوَايَةُ ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ : « الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ (٢) قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ » (٣).

٣ ـ بَابُ أَصْنَافِ النَّاسِ‌

٥٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (٤) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِمَّنْ يُوثَقُ (٥) بِهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ النَّاسَ آلُوا (٦) بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى ثَلَاثَةٍ :

__________________

(١) في البصائر : « ويسدّد في قلوب شيعتكم ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : ويسدّده في قلوب الناس وقلوب شيعتكم ».

(٢) في حاشية « ب ، بر » : « يسدّ به ». وفي البصائر : « الراوية لحديثنا يبثّ في الناس ويسدّده في ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٧ ، ح ٦ ، بسنده عن سعدان بن مسلم الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٤ ، ح ٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٧ ، ح ٣٣٢٤٦ ؛ وص ١٣٧ ، ح ٣٣٤١٧.

(٤) في الوسائل : ـ « عن أبي أُسامة ».

هذا وقد أكثر الحسن بن محبوب من الرواية عن هشام بن سالم ، ووقوع الواسطة بينهما ـ كما في هذا السند وما يأتي في ح ٨٩٠ ـ بعيد جدّاً. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية أبي اسامة ـ وهو زيد الشحّام ـ عن هشام بن سالم إلاّفي هذين الموردين. والظاهر أنّ « عن » ـ بعد أبي اسامة ـ في الموضعين مصحّف من « و ». يؤيّد ذلك ما يأتي في ص ١٧٨ ، ح ٧ من رواية الحسن بن محبوب عن أبي اسامة وهشام بن سالم عن أبي حمزة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٩٢ ـ ٩٤ ، وج ٢٣ ، ص ١٨ ـ ٢٢.

وأمّا بناءً على ما في الوسائل ؛ من عدم ذكر « عن أبي اسامة » فليس في السند خلل ؛ فتأمّل.

(٥) في « بر » وحاشية « ف ، بف » وشرح صدرالمتألّهين : « يثق ».

(٦) « آلوا » أي رجعوا ، أو « ألَوْا » أي قصدوا أو رجعوا ، أو « ألَّوْا » أي قصّروا أو رجعوا ، أو « ألَوْا » من ألاه ، أي‌استطاعه. وفي الثلاثة الأخيرة يحتاج إلى تضمين معنى الرجوع أو الصيرورة. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٧٠ ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ١٣٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٤٤ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٠٩.

٨٠