الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

وَحَزَنٍ وَسَهَرٍ (١) ، قَدْ تَحَنَّكَ (٢) فِي بُرْنُسِهِ (٣) ، وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ (٤) ، يَعْمَلُ وَيَخْشى وَجِلاً دَاعِياً مُشْفِقاً ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِهِ ، مُسْتَوْحِشاً مِنْ أَوْثَقِ إِخْوَانِهِ ، فَشَدَّ اللهُ مِنْ هذَا أَرْكَانَهُ ، وَأَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ ». (٥)

وَحَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَزْوِينِيُّ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْقَلِ (٦) بِقَزْوِينَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (٧)

١٣٣ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رُوَاةَ الْكِتَابِ كَثِيرٌ ، وَإِنَّ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ ، وَكَمْ مِنْ مُسْتَنْصِحٍ (٨) لِلْحَدِيثِ مُسْتَغِشٌّ لِلْكِتَابِ ، فَالْعُلَمَاءُ يَحْزُنُهُمْ (٩) تَرْكُ الرِّعَايَةِ ،

__________________

(١) « السهر » : الأرَق ، وهو امتناع النوم بالليل وذهابه ، يقال : سهر فلان ، أي لم ينم ليلاً. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٨٣ ( سهر ).

(٢) في حاشية « جم » : « تحنّى » بمعنى الاعوجاج والانعطاف. و « التحنّك » : إدارة العمامة من تحت الحنك. وهو ما تحت الذقن ، وهو مجتمع اللحيين من أسفلهما. وقال المازندراني : « أو المعنى : قد ارتاض بالعبادة وتهذّب منها ، من حنكتك بالتخفيف والتشديد ، أي راضتك وهذّبتك » انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٦ ( حنك ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ١٠٧ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٢٠.

(٣) « البُرنس » : قَلَنْسُوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام ، وهو من البِرْس : القطن ، وقيل : إنّه غير عربي. النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٢ ( برنس ).

(٤) « الحِنْدِس » : الظلمة ، أو الليل الشديد الظلمة. انظر : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٥٨ ( حندس ).

(٥) الخصال ، ص ١٩٤ ، باب الثلاثة ، ح ٢٦٩ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٢٩ ، المجلس ٩١ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ، ح ٩٠ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩٥.

(٦) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، بر » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « جعفر بن أحمد الصيقل ». وفي « ض » : « جعفر بن أحمد بن محمّد الصيقل » وفي حاشية « ض » : « جعفر بن أحمد بن الصيقل ». هذا ، والرجل مجهول لم نعرفه.

(٧) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ، باب صفة العلماء ، ذيل ح ٩٠.

(٨) في حاشية « ج » : « مستصحّ ».

(٩) في حاشية « بج » : « يخزيهم ». وفي مرآة العقول : « ومنهم من قرأها : يخزيهم ، من الخزي ، أي يصير هذا العلم سبباً لخزيهم في الدارين ».

١٢١

وَالْجُهَّالُ (١) يَحْزُنُهُمْ (٢) حِفْظُ الرِّوَايَةِ (٣) ، فَرَاعٍ يَرْعى حَيَاتَهُ ، وَرَاعٍ يَرْعى هَلَكَتَهُ (٤) ، فَعِنْدَ ذلِكَ اخْتَلَفَ الرَّاعِيَانِ ، وَتَغَايَرَ الْفَرِيقَانِ » (٥).

١٣٤ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ حَفِظَ مِنْ أَحَادِيثِنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثاً ، بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِماً فَقِيهاً » (٦).

__________________

(١) في « ج » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « والجهلاء ».

(٢) في شرح المازندراني : « يخزيهم ». وقال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦٤ : « والحاصل : أنّ مطلوب العلماء هو ما تركه يوجب حزنهم ، ومطلوب الجهّال ما فعله يورث حزنهم وخزيهم ، ولايبعد أن يكون الترك في قوله : « ترك الرعاية » زيد من النسّاخ ، فتكون الفقرتان على نسق واحد ». وقال محمّد رفيع بن مؤمن الجيلاني في شرحه على الكافي المسمّى بـ « الذريعة إلى حافظ الشريعة » : « قوله : والجهّال يحزنهم حفظ الرواية ، لعلّ الصحيح « يعجبهم » بدل « يحزنهم » ؛ روى المصنّف قدس‌سره في كتاب الروضة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال في رسالته التي كتبها إلى سعد الخير : وكلّ امّة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، وولاّهم [ عدوّهم ] حين تولّوه ، وكان من نبذهم الكتاب أن حرّفوه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولايرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ». وراجع : الكافي ، ج ٨ ، ص ٥٢ ، ح ١٦.

(٣) نقل في شرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني عن بعض النسخ : « الرعاية ».

(٤) الهَلَكة ، والهُلَكة ، والهُلْكة ، والهِلْكَة ، كلّها بمعنى الهلاك ، وهو السقوط أو الفساد ، أو مصير الشي‌ء إلى حيث لايدرى أين هو ، أي وراعٍ يرعى ويحفظ مافيه هلكته الأبديّة وهو نبذ الكتاب. انظر : المغرب ، ص ٥٠٤ ( هلك ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٢٦.

(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٩ ، ح ٩١.

(٦) الاختصاص ، ص ٢ ، بسنده عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور العمى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن بعض أصحابه ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٦ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٣ ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الخصال ، ص ٥٤٢ ، باب الأربعين ومافوقه ، ح ١٨ ، بسند آخر. وفي ثواب الأعمال ، ص ١٦٢ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ٥٤١ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح ١٥ ؛ والاختصاص ، ص ٦١ ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٦٥ ، ح ١١٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الخصال ، ص ٥٤١ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح ١٧ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٦ ، ح ٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٢٥٠.

١٢٢

١٣٥ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (١) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) (٢) قَالَ : قُلْتُ : مَا طَعَامُهُ؟ قَالَ : « عِلْمُهُ الَّذِي يَأْخُذُهُ ، عَمَّنْ (٣) يَأْخُذُهُ؟ » (٤).

١٣٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٥) عليه‌السلام ، قَالَ : « الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ (٦) فِي الْهَلَكَةِ ، وَتَرْكُكَ حَدِيثاً لَمْ تُرْوِهِ (٧) خَيْرٌ مِنْ رِوَايَتِكَ حَدِيثاً لَمْ تُحْصِهِ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « أبي عبدالله ».

(٢) عبس (٨٠) : ٢٤.

(٣) في المحاسن : « ممّن ».

(٤) المحاسن ، ص ٢٢٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٢٧. رجال الكشّي ، ص ٤ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛ الاختصاص ، ص ٤ ، عن زيد الشحّام الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٥٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٥ ، ح ٣٣٢١٢.

(٥) في « بح » وحاشية « ج » : « أبي عبدالله ». وفي المحاسن : « عن أبي جعفر أو أبي عبدالله عليهما‌السلام ».

(٦) « الاقتحام » : هو الرمي من غير رويّة ، يقال : اقتحم الإنسان الأمر العظيم ، أي رمى بنفسه فيه من غير رويّة وتثبّت. انظر : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٨ ( قحم ).

(٧) « لم ترْوِه » ، إمّا مجرّد معلوم ، أي لم تكن راوياً له ، ولم تأخذه من مأخذه ، ولم تضبطه. وإمّا معلوم من التفعيل أو الإفعال ، أي لم تحمل من تروي له على روايته ، تقول : روّيته وأرويته الشعر ، أي حملته على روايته. وإمّا مجهول منهما ، أي لم تحمل على روايته. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٧٤ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦٨ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٦٤ ( روى ).

(٨) في حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٧٥ : « الإحصاء ، لغة : الحدّ ، ولمّا كان عدّ الشي‌ء يلزمه الاطّلاع على واحد واحد ممّا فيه ، استعمل في الاطّلاع على جميع ما في شي‌ءٍ والإحاطة العلميّة التامّة بما فيه ، فإحصاء الحديث عبارة عن العلم بجميع أحواله متناً وسنداً وانتهاءً إلى المأخذ الشرعي ». وانظر : مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، وترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٩٣ ( حصى ).

(٩) المحاسن ، ص ٢١٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٠٢ ، بسنده عن عليّ بن نعمان. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨ ، ح ٢ ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ١٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٥٤ ، ح ٣٣٤٦٥.

١٢٣

١٣٧ / ١٠. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :

أَنَّهُ عَرَضَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بَعْضَ خُطَبِ أَبِيهِ ، حَتّى إِذَا بَلَغَ مَوْضِعاً مِنْهَا ، قَالَ لَهُ : « كُفَّ وَاسْكُتْ (١) ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لا يَسَعُكُمْ فِيمَا يَنْزِلُ بِكُمْ مِمَّا لَاتَعْلَمُونَ إِلاَّ الْكَفُّ عَنْهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ (٢) إِلى أَئِمَّةِ الْهُدى حَتّى يَحْمِلُوكُمْ (٣) فِيهِ عَلَى الْقَصْدِ ، وَيَجْلُوا عَنْكُمْ فِيهِ الْعَمى ، وَيُعَرِّفُوكُمْ فِيهِ الْحَقَّ ، قَالَ اللهُ تَعَالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٤) (٥).

١٣٨ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ : أَوَّلُهَا : أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ ، وَالثَّانِي : أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ ، وَالثَّالِثُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ (٦) ، وَالرَّابِعُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ (٧) دِينِكَ » (٨).

١٣٩ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في المحاسن : ـ « واسكت ».

(٢) في المحاسن : « والتثبّت فيه وردّه ».

(٣) في الوافي : « يحكموكم » ، أي يردّوكم ويمنعوكم ، يقال : حكمت وأحكمت وحكّمت ، أي منعت ورددتُ. وانظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤١ ( حكم ).

(٤) النحل (١٦) : ٤٣.

(٥) المحاسن ، ص ٢١٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٠٦ ، عن ابن فضّال ، إلى قوله : « على القصد ». وفيه ، ح ١٠٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٣٠ ، عن حمزة بن محمّد الطيّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ١٢٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٣ ؛ وفيه ، ص ٨٤ ، ح ٣٣٢٧٤ ، إلى قوله : « أئمّة الهدى » ؛ وص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٦.

(٦) في شرح صدر المتألّهين : « بك ».

(٧) في شرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٨) المحاسن ، ص ٢٣٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٨ ؛ والخصال ، ص ٢٣٩ ، باب الأربعة ، ح ٨٧ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٥١ ، المجلس ٣٤ ، ح ١ ، بسندها عن القاسم بن محمّد الأصبهاني. وفي الأمالي للطوسي ، ص ١٤٢ ، المجلس ٢٤ ، ح ١٠ ، بسنده عن سليمان بن داود المنقري. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٥١.

١٢٤

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ فَقَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَكُفُّوا عَمَّا لَايَعْلَمُونَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ فَقَدْ أَدَّوْا إِلَى اللهِ حَقَّهُ » (١).

١٤٠ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ (٣) عَنَّا » (٤).

١٤١ / ١٤. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ الْبَصْرِيِّ (٥) رَفَعَهُ :

أَنَّ (٦) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاقِلٍ (٧) مَنِ انْزَعَجَ (٨) مِنْ قَوْلِ الزُّورِ فِيهِ ، وَلَا بِحَكِيمٍ مَنْ رَضِيَ بِثَنَاءِ الْجَاهِلِ عَلَيْهِ ؛ النَّاسُ أَبْنَاءُ‌

__________________

(١) راجع : الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النهي عن القول بغير علم ، ح ١٠٥ ومصادره الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ١٢٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١٠٩ ؛ وص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٧.

(٢) في « ب ، بس » : « محمّد بن سنان ».

(٣) في « بف » وحاشية « ج ، بر » ومرآة العقول والوسائل : « رواياتهم ».

(٤) رجال الكشّي ، ص ٣ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن حمران العجلي ، عن عليّ بن حنظلة. وفي الاصول الستّة عشر ، ص ١٢٣ ، ح ٨ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبي جعفر عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ٢٢ ، مقدّمة الكتاب ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٢٥٢ ، ح ٧ ؛ وص ١٣٧ ، ح ٣٣٤١٨.

(٥) في « ب » وحاشية « بح » : « أبي عائشة البصري ». وهو سهو ؛ وابن عائشة هذا هو عبيدالله بن محمّد بن حفص‌بن عمر بن موسى التيمي ، المعروف بابن عائشة ؛ لأنّه كان من وُلد عائشة بنت طلحة بن عبيدالله التيمي. روى عنه محمّد بن زكريّا الغلابي. راجع : تاريخ بغداد ، ج ١٠ ، ص ٣١٤ ، الرقم ٥٤٦٢ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٩ ، ص ١٤٧ ، الرقم ٣٦٧٨.

(٦) في « ج » : « عن ».

(٧) في حاشية « بح » : « بنائل ».

(٨) « الانزعاج » : الانقلاع من المكان وعدم الاستقرار فيه. والمعنى أنّ العاقل لايضطرب من قول الزور والكذب‌فيه ، ولايجزع من الافتراء عليه. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣١٩ ( زعج ).

١٢٥

مَا يُحْسِنُونَ (١) ، وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ ، فَتَكَلَّمُوا فِي الْعِلْمِ ؛ تَبَيَّنْ أَقْدَارُكُمْ » (٢).

١٤٢ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (٣) عليه‌السلام يَقُولُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ : عُثْمَانُ الْأَعْمى ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي (٤) رِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللهُ نُوحاً ، فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَوَ اللهِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلاَّ هاهُنَا » (٥).

١٧ ـ بَابُ (٦) رِوَايَةِ الْكُتُبِ وَالْحَدِيثِ (٧) وفضل

الكتابة والتمسك بالكتب‌

١٤٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (٨)؟ قَالَ : « هُوَ الرَّجُلُ يَسْمَعُ (٩) الْحَدِيثَ ، فَيُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ ، لَايَزِيدُ‌

__________________

(١) « يحسنون » أي يعلمون ، يقال : أحسن الشي‌ء ، أي تعلّمه وعلمه حسناً ، أو المعنى : ما يأتون به ويعدّونه حسناً من العلم والعمل. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٦٤ ( حسن ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٧٢.

(٢) الاختصاص ، ص ١ ، بسنده عن الكليني. تحف العقول ، ص ٢٠٨ الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٥٠.

(٣) في « بر » وحاشية « ض » : « أبا عبدالله ».

(٤) في « و ، بر » والوسائل : « تؤذي ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ١ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ١٠ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٥٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨ ، ح ٣٣٠٩٥.

(٦) في « بس » : + « فضل ».

(٧) في شرح صدر المتألّهين : ـ « والحديث ».

(٨) الزمر (٣٩) : ١٨.

(٩) في « ف » : « يستمع ».

١٢٦

فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ » (١).

١٤٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْكَ ، فَأَزِيدُ وَأَنْقُصُ؟ قَالَ : « إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَعَانِيَهُ ، فَلَا بَأْسَ » (٢).

١٤٥ / ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي أَسْمَعُ الْكَلَامَ مِنْكَ ، فَأُرِيدُ أَنْ أَرْوِيَهُ كَمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ فَلَا يَجِي‌ءُ (٣)؟ قَالَ : « فَتَتَعَمَّدُ (٤) ذلِكَ؟ ». قُلْتُ : لَا ، فَقَالَ : « تُرِيدُ الْمَعَانِيَ؟ ». قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَلَا بَأْسَ » (٥).

١٤٦ / ٤. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْحَدِيثُ أَسْمَعُهُ مِنْكَ أَرْوِيهِ عَنْ أَبِيكَ ، أَوْ أَسْمَعُهُ مِنْ أَبِيكَ أَرْوِيهِ عَنْكَ؟ قَالَ : « سَوَاءٌ ، إِلاَّ أَنَّكَ تَرْوِيهِ عَنْ أَبِي أَحَبُّ إِلَيَّ ».

__________________

(١) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب التسليم وفضل المسلّمين ، ح ١٠٢٥ ؛ والاختصاص ، ص ٥ ، بسندهما عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ح ١٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٢٥٣ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٤ ، ذيل ح ٢٤.

(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، ح ١٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٠ ، ح ٣٣٢٥٤ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٤ ، ذيل ح ٢٤.

(٣) في البحار : + « ذلك ».

(٤) هكذا في « ب ، ض ، و ، بس ، بع ، بف ، جط » وحاشية « ج ، ف ، بج ، جو » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول. وفي « ف » : « تعمّدت ». وفي بعض النسخ والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « فتعمّد ».

(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٠ ، ح ٣٣٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٤ ، ذيل ح ٢٤.

١٢٧

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِجَمِيلٍ : « مَا سَمِعْتَ (١) مِنِّي فَارْوِهِ عَنْ أَبِي » (٢).

١٤٧ / ٥. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : يَجِيئُنِي (٣) الْقَوْمُ ، فَيَسْتَمِعُونَ (٤) مِنِّي حَدِيثَكُمْ ، فَأَضْجَرُ (٥) وَلَا أَقْوى؟ قَالَ : « فَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَوَّلِهِ حَدِيثاً ، وَمِنْ وَسَطِهِ حَدِيثاً (٦) ، وَمِنْ آخِرِهِ (٧) حَدِيثاً » (٨).

١٤٨ / ٦. عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا يُعْطِينِي الْكِتَابَ ، وَلَا يَقُولُ (٩) : ارْوِهِ عَنِّي ، يَجُوزُ لِي أَنْ أَرْوِيَهُ عَنْهُ؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ لَهُ ، فَارْوِهِ عَنْهُ » (١٠).

١٤٩ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « سمعته ».

(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٦٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٠ ، ح ٣٣٢٥٦.

(٣) في « بح » : « يجي‌ء ».

(٤) في « بس ، بع ، بف » وحاشية « ف ، بح » والبحار والوسائل والوافي وحاشية ميرزا رفيعا وشرح صدر المتألّهين : « فيسمعون ».

(٥) « فأضجر » أي أضطرب وأغتمّ وتضيق نفسي عن التكلّم ؛ من الضَجَر ، وهي قلق واضطراب من غمّ وضيق نفس مع كلام. انظر : المغرب ، ص ٢٧٠ ( ضجر ).

(٦) في البحار : ـ « ومن وسطه حديثاً ».

(٧) الضمائر المفردة تعود إلى كتاب الحديث بقرينة المقام ، وقيل : تعود إلى الحديث. هذا في صورة اشتمال الحديث على جمل مستقلّة وأحكام متعدّدة يستقلّ كلّ واحد منها ، وإلاّ فلايجوز. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٦١ ـ ٢٦٢.

(٨) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٦٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٠ ، ح ٣٣٢٥٧ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ، ذيل ح ٢٥ ؛ وج ١١٠ ، ص ٧٦.

(٩) في « ف » : + « لي ».

(١٠) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ١٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٠ ، ح ٣٣٢٥٨ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٧ ، ذيل ح ٢٥.

١٢٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِذَا حَدَّثْتُمْ (١) بِحَدِيثٍ ، فَأَسْنِدُوهُ إِلَى الَّذِي حَدَّثَكُمْ ، فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَلَكُمْ ، وَإِنْ كَانَ كَذِباً فَعَلَيْهِ » (٢).

١٥٠ / ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْقَلْبُ يَتَّكِلُ (٣) عَلَى الْكِتَابَةِ » (٤).

١٥١ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اكْتُبُوا ، فَإِنَّكُمْ لَاتَحْفَظُونَ حَتّى تَكْتُبُوا » (٥).

١٥٢ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « احْتَفِظُوا (٦) بِكُتُبِكُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا » (٧).

١٥٣ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخَيْبَرِيِّ (٨) ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « جو ، جس » : « حُدّثتم ». واحتمل في مرآة العقول كونه معلوماً ومجهولاً.

(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ١٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٣٢٥٩.

(٣) « يتّكل » : يعتمد ، من الاتّكال ، بمعنى الاعتماد ، تقول : اتّكلت عليه في أمري إذا اعتمدته. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٤٥ ( وكل ).

(٤) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٣٢٦٠ ؛ وص ٣٢٣ ، ح ٣٣٨٤٣.

(٥) الاصول الستّة عشر ، ص ١٦٠ ، ح ٨٦ ، بسنده عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي بصير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٣٢٦١ ؛ وص ٣٢٣ ، ح ٣٣٨٤٤.

(٦) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « احفظوا ».

(٧) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٣٢٦٢ ؛ وص ٣٢٣ ، ح ٣٣٨٤٥.

(٨) في حاشية « ب ، ج ، ض ، بس » : « الخدري ». والصواب هو الخيبري ؛ فقد وردت رواية الخيبري

١٢٩

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اكْتُبْ ، وَبُثَّ (١) عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ ، فَإِنْ مِتَّ (٢) فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ (٣) لَايَأْنَسُونَ (٤) فِيهِ إِلاَّ بِكُتُبِهِمْ » (٥).

١٥٤ / ١٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ الْمُفْتَرِ عَ (٧) ». قِيلَ لَهُ : وَمَا (٨) الْكَذِبُ الْمُفْتَرِ عُ؟ قَالَ : « أَنْ يُحَدِّثَكَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ، فَتَتْرُكَهُ وَتَرْوِيَهُ عَنِ الَّذِي حَدَّثَكَ (٩)

__________________

عن المفضّل [ بن عمر ] في الكافي ، ح ١٢٨٤ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٧٠ ، ح ١٨٨٢ ؛ والخصال ، ص ٤٧ ، باب الاثنين ، ح ٥٠. و « الخيبري » هذا هو خيبري بن عليّ الطحان ، بقرينة روايته عن يونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر معاً في الكافي ، ح ١٢٨٤ ؛ والتهذيب ؛ فإنّه كان يصحب يونس بن ظبيان ويكثر الرواية عنه. راجع : الرجال لابن الغضائري ، ص ٥٦ ، الرقم ٤٣.

وأمّا « أبو سعيد الخدري » فهو من أصحاب رسول الله وأميرالمؤمنين عليهما‌السلام ولا يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص ٢ ـ ٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤٠ ، الرقم ٢٤٦ ؛ وص ٦٥ ، الرقم ٥٨٧.

(١) « بثّ » : أمر من البثّ بمعنى النشر. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بثث ).

(٢) يجوز فيه كسر الميم وضمّها ، وجاء في المصحف كلاهما ، والأكثر بالكسر.

(٣) « الهرج » : الفتنة والاختلاط والقتل ، وأصله الكثرة في الشي‌ء. انظر : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٧ ( هرج ).

(٤) في حاشية « بر » : « ما يأنسون ».

(٥) الوافي ، ج ١ ص ٢٣٦ ، ح ١٧٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨١ ، ح ٣٣٢٦٣.

(٦) روى أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ في أسناد كثيرة ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ، وص ٦٤٢.

(٧) في حاشية « ج » : « المقترع ». بمعنى المختار ، أو من القرعة بمعناها المعروف ، أو بمعنى خيار المال. واختاره‌السيّد الداماد ، ونسب ما في المتن إلى التصحيف والتحريف. ونسب الفيض والمجلسي مقالته إلى التحريف.

و « المفترع » : إمّا اسم فاعل بمعنى الحاجز ، أي الكذب الحاجز بين الرجل وقبول روايته. أو بمعنى المرتفع المتصاعد ، فكأنّه يريد ارتفاع حديثه بإسناده إلى الأعلى بحذف الواسطة. أو بمعنى المزيل عن الراوي صفة العدالة ، أو بمعنى المتفرّع ؛ فإنّه فرّع قوله على صدق الراوي فأسنده إلى الأصل بحذف الواسطة. وإمّا اسم مفعول بمعنى الذي أُزيل بكارته ، أي وقع مثله في السابق. أو بمعنى المبتدأ والمستحدث ، أي لم يقع في السابق. انظر : التعليقة للداماد ، ص ١١٧ ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ١٨٨ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٨٦ ؛ حاشية بدر الدين ، ص ٦٢ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٨١ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ ( فرع ).

(٨) في « بع ، بف » : + « هو ».

(٩) في حاشية « ب ، و ، بح ، بر » : « لم يحدّثك عنه ». وفي الوافي : « لم يحدّثك به ». وفي حاشية « ف » :

١٣٠

عَنْهُ » (١).

١٥٥ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا (٢) ؛ فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ » (٣).

١٥٦ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ ، قَالُوا :

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي ، وَحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي ، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ ، وَحَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ ، وَحَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (٤).

١٥٧ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ (٥) ، قَالَ :

__________________

« يحدّثك عنه ». وفي التعليقة للداماد ، ص ١١٧ : « حدّثك به ». وفي المعاني ونقله الداماد عن بعض النسخ : « عن غير الذي حدّثك به ». وانظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٧٠.

(١) معاني‌الأخبار ، ص ١٥٧ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن عليّ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ١٦٥.

(٢) في التعليقة للداماد ، ص ١١٨ : « في بعض النسخ : بحديثنا ، أي تكلّموا بحديثنا على ما سمعتموه من جواهر الألفاظ ووجوه الإعراب المأخوذة عنّا من دون تغيير ، ومن غير نقل بالمعنى أصلاً ؛ فإنّا قوم فصحاء بلغاء ».

(٣) الفصول المختارة ، ص ٩١ ، مرسلاً الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٦٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٣ ، ح ٣٣٢٧٠.

(٤) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٦١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٣ ، ح ٣٣٢٧١.

(٥) في « ج » : « شُينُولَهُ ». وفي « بس ، بف » : « شَيْنولَهُ ». وفي حاشية « ج » : « شبنوله ». وفي حاشية « ض ، بر » : « شنبولة ».

هذا ، ولم نحصل على محصّل في لقب الرجل ؛ فقد ذكره النجاشي ، في طريقه إلى إدريس بن عبدالله الأشعري ،

١٣١

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام وَكَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً ، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ وَلَمْ تُرْوَ (١) عَنْهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا ، صَارَتِ (٢) الْكُتُبُ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : « حَدِّثُوا بِهَا ؛ فَإِنَّهَا حَقٌّ » (٣).

١٨ ـ بَابُ التَّقْلِيدِ‌

١٥٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (٤) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

__________________

ص ١٠٤ ، الرقم ٢٥٩ وفيه : « محمّد بن الحسن بن أبي خالد المعروف بشَينولَه ». وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ، ص ٨٩ ، الرقم ١٢٠ ؛ وص ٢٠٧ ، الرقم ٣٠٨ ؛ وص ٢١٦ ، الرقم ٣١٧ ، وفي الجميع : « سنبولة ».

(١) في « ج ، بف » والوافي : « فلم يرووا ». وفي « ب ، ض ، بر ، بس » والوسائل والبحار وحاشية ميرزا رفيعا : « فلم‌تُرْوَ ». وفي « ف » : « فلن ترو ». وفي حاشية « ج » وهو مختار السيّد الداماد في التعليقة : « فلم تُرَوَّ ـ فلم نُرَوّ » بفتح الواو المشدّدة وبالراء المفتوحة ، إمّا بالنون المضمومة أو بالتاء المضمومة. وأمّا « فلم نَرْوِ » فمن التصحيفات عند الداماد.

(٢) في الوسائل : + « تلك ».

(٣) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٧١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٤ ، ح ٣٣٢٧٢ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ١٦٧ ، ذيل ح ٢٥.

(٤) ورد الخبر ـ مع اختلاف يسير ـ في الكافي ، ح ٢٨٧٩ ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن‌يحيى ، كما رواه أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى في المحاسن ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٨ ومتن الخبر موافق تقريباً لما ورد في الكافي ، ح ٢٨٧٩.

هذا ، وقد أورد الشيخ الحرّ قدس‌سره الخبر في الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٤ ، ح ٣٣٣٨٢ ، نقلاً من الكافي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى. والمتن موافق لما نحن فيه ، ولعلّ هذا يورث الظنّ بوجود نسخةٍ عند الشيخ الحرّ قد وجدت فيها عبارة « عن أبيه » فيمكننا تصحيح المتن بإضافة هذه العبارة. لكن بعد خلوّ جميع النسخ ـ وعندنا ٢٨ نسخة ـ عن هذه العبارة في ما نحن فيه واحتمال التصحيح الاجتهادى ـ احتمالاً قويّاً ـ من قبل الشيخ الحرّ ، كما تشهد بذلك مقارنة الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٣٣٨٨ وص ١٢٧ ، ح ٣٣٣٨٩ ، مع ما ورد في الكافي ، ح ٢٨٧٦ ، وح ٢٨٨٠ ، سينقلب هذا الظنّ وهماً ؛ فإنّ في ذلك أمارة لرجوع الشيخ الحرّ إلى الكافي ، ح ٢٨٧٩ وإضافة « عن أبيه » من ذاك الموضع.

فعليه ، سندنا هذا مختلّ بسقوط « عن أبيه » منه.

١٣٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ) (١) ( وَرُهْبانَهُمْ ) (٢) ( أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (٣)؟فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، مَا دَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ ، وَلَوْ دَعَوْهُمْ (٤) مَا أَجَابُوهُمْ (٥) ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ » (٦).

١٥٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِّ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتُمْ أَشَدُّ تَقْلِيداً أَمِ الْمُرْجِئَةُ؟ (٨) » قَالَ : قُلْتُ : قَلَّدْنَا وَقَلَّدُوا ، فَقَالَ : « لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ هذَا ». فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ أَكْثَرُ مِنَ الْجَوَابِ‌

__________________

(١) « الأحبار » : علماء اليهود ، من الحِبر ـ وهو الأفصح ـ أو الحَبْر ، بمعنى الذي يكتب به ، أو بمعنى الأثر. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٩ ـ ٦٢٠ ( حبر ).

(٢) « الرهبان » : عبّاد النصارى ، جمع الراهب ، وهو المتعبّد في الصومعة ، من الرَهَب ، بمعنى الخوف. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٣٧ ( رهب ).

(٣) التوبة (٩) : ٣١.

(٤) في الكافي ، ح ٢٨٧٩ والمحاسن : + « إلى عبادة أنفسهم ».

(٥) في « بح » : « ما أجابوا ». وفي الكافي ، ح ٢٨٧٩ : « لمّا أجابوهم ».

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرك ، ح ٢٨٧٩ ؛ المحاسن ، ص ٢٤٦ ، كتاب مصابيح الظلم ح ٢٨. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٧ ، ح ٤٨ ، عن أبي بصير. وراجع : تصحيح الاعتقاد ، ص ٧٢ فضل في النهي عن الجدال الوافي ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٤ ، ح ٣٣٣٨٢.

(٧) هكذا في « ف ، بح ». وفي « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « الهمداني ».

والظاهر أنّ إبراهيم بن محمّد هذا ، هو إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني الذي كان هو ووُلده وكلاء الناحية بهَمَذان. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٤٤ ، الرقم ٩٢٨ ؛ رجال الكشّي ، ص ٦٠٨ ، الرقم ١١٣١ ، ص ٦١١ ، الرقم ١١٣٥ و ١١٣٦. ولا يخفى أنّ « الهَمْداني » منسوب إلى هَمْدان وهي قبيلة من اليمن ، نزلت الكوفة. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٦٤٧.

(٨) « المرجئة » : تطلق على فرفتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخيرهم عليّاً عليه‌السلام عن‌مرتبته. وفرقة مقابلة للوعيديّة. إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة والقصد ، وإمّا بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة.

١٣٣

الْأَوَّلِ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ الْمُرْجِئَةَ نَصَبَتْ رَجُلاً لَمْ تَفْرِضْ (١) طَاعَتَهُ وَقَلَّدُوهُ ، وَأَنْتُمْ (٢) نَصَبْتُمْ رَجُلاً وَفَرَضْتُمْ طَاعَتَهُ ثُمَّ لَمْ تُقَلِّدُوهُ ، فَهُمْ أَشَدُّ مِنْكُمْ تَقْلِيداً (٣) » (٤).

١٦٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (٥) فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا صَامُوا لَهُمْ وَلَا صَلَّوْا لَهُمْ ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَاتَّبَعُوهُمْ » (٦).

١٩ ـ بَابُ الْبِدَعِ وَالرَّأْيِ وَالْمَقَايِيسِ‌

١٦١ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام النَّاسَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا‌

__________________

(١) في « ب ، ف » : « لم تُفرض ». قال في مرآة العقول : « على بناء المجهول ، أي لم يفرض الله تعالى طاعته ، ومع‌ذلك لايخالفونهم في شي‌ء ؛ أو على بناء المعلوم ، أي لم يفرضوا على أنفسهم طاعتهم ». واختير المعلوم بقرينة الذيل ، أي « فرضتم » كما في النسخ.

(٢) في « ب » وحاشية « بح ، بس » والوسائل : « وإنّكم ».

(٣) في « ب ، بر » : « تقليداً منكم ».

(٤) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٧٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٣٣٨٣.

(٥) التوبة (٩) : ٣١.

(٦) المحاسن ، ص ٢٤٦ ، كتاب مصابيح الظلم ح ٢٤٥ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٢ بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٦ ، ح ٤٥ ، عن أبي بصير ؛ وفي تصحيح الاعتقاد ، ص ٧٢ ؛ وتحف العقول ، ص ٤٢٠ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٧٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٣٣٨٤.

١٣٤

بَدْءُ (١) وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ (٢) تُتَّبَعُ ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ ، يَتَوَلّى (٣) فِيهَا رِجَالٌ رِجَالاً ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ ، لَمْ يَخْفَ عَلى ذِي حِجًى (٤) ، وَلَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ ، لَمْ يَكُنِ اخْتِلافٌ ، وَلكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ (٥) ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ ، فَيُمْزَجَانِ فَيَجِيئَانِ مَعاً ، فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ (٦) الشَّيْطَانُ عَلى أَوْلِيَائِهِ ، وَنَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنى » (٧).

١٦٢ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ يَرْفَعُهُ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي ، فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ » (٨).

__________________

(١) « البَدء » : الأوّل ، يقال : ضربت بدءً ، أي أوّلاً ؛ أو الابتداء ؛ يقال : بدأت بالشي‌ء بدءً ، أي ابتداءً. أو الإنشاء ، يقال : بدأت الشي‌ء بدءً ، أي أنشأته إنشاءً. ويحتمل البُدُوّ ، بمعنى الظهور ، مصدر بدا ، أي ظهر. انظر : التعليقة للداماد ، ص ١٢٢ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥ ( بدأ ).

(٢) في حاشية « ج » : « أهْوُؤ ».

(٣) في المحاسن : « يقلّد ».

(٤) في « بر » وحاشية « ج » : « حجّة ». و « الحجى » : العقل والفطنة ، والجمع أحجاء. انظر : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٦٥ ( حجو ).

(٥) « الضغث » : قبضة من الشجر والحشيش والشماريخ ، أو قبضة من الحشيش مختلطة الرطب باليابس ، أوحُزمَة من الأسل ، أي المشدود منه ، وهو نبات له أغصان دقاق لا ورق لها. والمراد شي‌ء يسير من هذا ومن هذا ، كلّ منهما مختلط غير يابس. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ؛ المغرب ، ص ٢٨٣ ( ضغث ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ١٢٣.

(٦) في الاصول الستّة عشر ، ص ١٥٤ : « استولى ». و « استحوذ » : غلب. جاء بالواو على الأصل ؛ لجواز التكلّم بكلّ هذا الباب على الأصل. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ ( حوذ ).

(٧) الاصول الستّة عشر ، ص ١٥٤ ، ح ٧١ ، عن عاصم بن حميد. المحاسن ، ص ٢٠٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٧٤ ؛ وص ٢١٨ ، ح ١١٤ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٣٦ ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. الاصول الستّة عشر ، ص ٢٨٩ ، ح ٤٢٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله من دون الإسناد إلى أمير المؤمنين عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص ٨٨ ، الخطبة ٥٠ ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٧٨.

(٨) المحاسن ، ص ٢٣١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٧٦ ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. راجع :

١٣٥

١٦٣ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ (١) :

« مَنْ أَتى ذَا بِدْعَةٍ فَعَظَّمَهُ ، فَإِنَّمَا يَسْعى (٢) فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ » (٣).

١٦٤ / ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أَبَى اللهُ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ » قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ ذلِكَ (٤)؟ قَالَ : « إِنَّهُ قَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا (٥) » (٦).

١٦٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ ـ تَكُونُ (٧) مِنْ بَعْدِي يُكَادُ (٨) بِهَا الْإِيمَانُ ـ وَلِيّاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، مُوَكَّلاً بِهِ ، يَذُبُّ عَنْهُ ، يَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ‌

__________________

علل الشرائع ، ص ٢٣٥ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٢ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٦٤ ، ذيل ح ٦٦ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢١٥٣٨.

(١) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ القائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٢) في المحاسن : « سعى ».

(٣) المحاسن ، ص ٢٠٨ ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح ٧٢ ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. وفي المحاسن ، ح ٧٣ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٧ ، ح ٦ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٢ ، ح ٤٩٥٧ ، مرسلاً ، وفي الثلاثة الأخيرة عن علي عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦٧ ، ح ٢١٥٣٢.

(٤) في « بس » والمحاسن وعلل الشرائع : « ذاك ».

(٥) « اشرب قلبه حبّها » ، أي خالطه ، مجهول من الإشراب ، وهو خلط لون بلون كأنّ أحدهما سقى الآخر ، ف « قلبه » فاعل ، أو منصوب بنزع الخافض ، أي في قلبه ، و « حبّها » مفعول. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٩١ ـ ٤٩٢ ( شرب ).

(٦) علل الشرائع ، ص ٤٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن الحسين بن محمّد. وفي المحاسن ، ص ٢٠٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٩ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٧ ، ح ٥ ، بسندهما عن محمّد بن جمهور العمّي الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٨٣.

(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « يكون ».

(٨) الأصوب « يُكاد » مجهولاً ، من الكيد وهو المكر ، والمعنى يُمكَر أو يُحارب بها الإيمان ، أو يراد بسوء. ويحتمل كونه معلوماً ، أي يكاد أن يذهب بها الإيمان. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ١٩٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٨٧ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٨٧.

١٣٦

اللهِ ، وَيُعْلِنُ (١) الْحَقَّ وَيُنَوِّرُهُ ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ ، يُعَبِّرُ (٢) عَنِ الضُّعَفَاءِ (٣) ، فَاعْتَبِرُوا (٤) يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ » (٥).

١٦٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ؛ وَ (٦) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٧) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ (٨) مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَرَجُلَيْنِ :

__________________

(١) في شرح صدر المتألّهين : + « به ».

(٢) في « ف » : « ويعبّر ». وفي المحاسن : « يعني » بدل « يعبّر ».

(٣) « يعبّر عن الضعفاء » ، أي يتكلّم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع المكائد والشبهات والبدع ، يقال : عبّر عن فلان ، أي تكلّم عنه. وأمّا كونه كلام الصادق عليه‌السلام ، أي عبّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالوليّ عن الأئمّة الّذين استضعفوا في الأرض ، فبعيد جدّاً. انظر : شروح الكافي والصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٢٤ ( عبر ).

(٤) احتمل صدر المتألّهين والمازندراني والفيض الكاشاني والعلاّمة المجلسي أن يكون قوله : « فاعتبروا » من كلام الصادق عليه‌السلام.

(٥) المحاسن ، ص ٢٠٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٧١ ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٨٤.

(٦) في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم » على « محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه » ، عطفَ طبقة واحدة على طبقتين ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم ، في الكافي ، ح ١٨٩ ، كما وردت رواية محمّد بن يحيى العطّار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم في الكافي ، ح ١٠٦٥.

(٧) هكذا في النسخ. وفي الوسائل : + « عن أبيه ». وفي المطبوع : + « [ عن أبيه ] ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد أكثر عليّ بن إبراهيم من الرواية عن هارون بن مسلم مباشرة. وطريق « عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة » من طرق الكليني المعروفة. وقد عرفت ممّا تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٨ منشأ هذا النوع من التحريف. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٤٠٤ ـ ٤٠٧.

هذا ، وما ورد في بعض الأسناد من توسّط والد عليّ بن إبراهيم بينه وبين مسعدة بن صدقه ، غير مأمون من التحريف ، ويؤكِّد ذلك كلّه أنّا لم نجد رواية والد عليّ بن إبراهيم بتعبير « إبراهيم بن هاشم » عن مسعدة في موضع.

(٨) في « بح » : ـ « إنّ ».

١٣٧

رَجُلٌ وَكَلَهُ (١) اللهُ إِلى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ (٢) عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ (٣) بِكَلَامِ بِدْعَةٍ ، قَدْ لَهِجَ (٤) بِالصَّوْمِ وَالصَّلاةِ ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ (٥) مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ (٦) ، حَمَّالُ (٧) خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ (٨) بِخَطِيئَتِهِ.

وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً (٩) فِي جُهَّالِ النَّاسِ ، عَانٍ (١٠) بِأَغْبَاشِ (١١) الْفِتْنَةِ ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ‌

__________________

(١) في حاشية « ض » : « يكله ».

(٢) في حاشية « و » ومرآة العقول : « حائر » من الحيران. وفي « بر » : « جائز » بمعنى المتجاوز. ومعنى قوله : « فهو جائر » ، أي مائل ، من الجور بمعنى الميل عن القصد. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٧ ( جور ).

(٣) هكذا في « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني ، أي بلغ حبّه شغاف قلبه. وفي حاشية « بح » : « مشغول ». وفي بعض النسخ والمطبوع : « مشعوف » من الشعف ، بمعنى شدّة الحبّ وإحراقه القلب ، أي غلبه حبّ كلام البدعة وأحرقه. أو من شعفة القلب ، وهي رأسه عند معلَّق النياط ، وهو عرق عُلّق به القلب ، أي بلغ حبّه إلى شعفة قلبه. انظر : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٧٧ ـ ١٧٩ ( شعف ) ، ( شغف ).

(٤) « لهج بالصوم والصلاة » ، أي ولع به وأحبّه وعلق به شديداً ، ليقال : إنّه عالم زاهد ، وبذلك يفتتن الناس. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨١ ( لهج ).

(٥) « الهَدْي » : الطريقة والسيرة ، ويحتمل كونه « هُدى » بمعنى المقابل للضلال وهو الرشاد والدلالة. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ( هدى ).

(٦) في حاشية « ب » : « مماته ».

(٧) يجوز فيه القطع عن الإضافة أيضاً.

(٨) في حاشية « بح » : « رهين ».

(٩) « قمش جهلاً » ، أي جمعه من هاهنا وهاهنا ؛ من القمش ، وهو جمع الشي‌ء المتفرّق من هاهنا وهاهنا ، وذلك‌الشي‌ء قماش. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠١٦ ( قمش ).

(١٠) في « جح ، جم » وحاشية « بع » والوافي : « غانٍ ». وفي حاشية « جم » : « غانَ ». وفي حاشية « ش ، بع » : « عاف ».

و « عانٍ » : اسم فاعل بمعنى الأسير ، يقال : عَنَا فيهم ، أي أقام فيهم على إسارة واحتُبس. أو بمعنى التَعِب ، يقال : عَنِي ، أي تعب. أو بمعنى المُتّهم والمشتغل ، يقال : عنا به ، أي اهتمّ به واشتغل. ونقل المجلسي عن بعض النسخ : « غانٍ » بمعنى عاشٍ ومقيم ؛ من غني بمعنى عاش ، أو من غني بالمكان أي أقام به. واختاره الداماد والفيض ، وعدّ الداماد ما في المتن من التحريف والتصحيف المستهجن. انظر : التعليقة للداماد ، ص ١٢٦ ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ١٩١ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٨٨ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٠ و ٢٤٤٩ ( عنو ) ، ( غني ).

(١١) « الأغباش » جمع الغبش ، وهو شدّة الظلمة ، أو بقيّة الليل أو ظلمة آخره. انظر : لسان العرب ، ج ٦ ،

١٣٨

النَّاسِ عَالِماً ، وَلَمْ يَغْنَ (١) فِيهِ يَوْماً سَالِماً ، بَكَّرَ (٢) فَاسْتَكْثَرَ (٣) ، مَا (٤) قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ ، حَتّى إِذَا ارْتَوى (٥) مِنْ آجِنٍ (٦) وَاكْتَنَزَ (٧) مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ (٨) ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً (٩) ضَامِناً (١٠) لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلى غَيْرِهِ ، وَإِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ ، لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي (١١) بَعْدَهُ ، كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنْ نَزَلَتْ (١٢) بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ‌

__________________

ص ٣٢٢ ( غبش ).

(١) « لم يَغنَ » أي لم يُقم ولم يلبث في العلم يوماً تامّاً ، يقال : غَنِي بالمكان ، أي أقام به. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٩٢ ( غني ).

(٢) « بَكَر وبَكَّر » أي مضى في البُكْرة ، وهي الغداة والصباح. قال العلاّمة الفيض : « يعني أنّه وإن لم يصرف يوماً في طلب العلم ، ولكن خرج من أوّل الصباح في كسب الدنيا ومتاعها وشهواتها ، أو في كسب الجهالات التي زعمته الجهّال علماً ، وأحدهما هو المعنيّ بقوله : « ما قلّ منه خير ممّا كثر ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : بكّر ، أي خرج في طلب العلم بكرة ، كناية عن شدّة طلبه واهتمامه في كلّ يوم ، أو في أوّل العمر وابتداء الطلب ». وقيل غير ذلك. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٥ ( بكر ).

(٣) في حاشية « بر » : « تكبّر فاستكبر ».

(٤) « ما » موصولة ، أو موصوفة بمعنى شيئاً وما بعدها صفتها ، و « قلّ » مبتدأ بتقدير « أن » ، و « خير » خبره. أو مابعدها صلة لموصول مقدّر ، وقيل : الجملة اعتراضيّة. وضبطها المجلسي : « ممّا » وجعلها موصولة ، صفة لمحذوف ، أي فاستكثر من جمع شي‌ء قليله خير من كثيره. أو مصدريّة ، أي قلّته خير من كثرته.

(٥) « ارتوى » ، أي شرب وشبع وامتلأ من الشرب ، من الريّ ، وهو خلاف العطش. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٦٤ ( روى ).

(٦) « الآجن » : الماء المتغيّر الطعم واللون غير أنّه مشروب. وقيل : المتغيّر الرائحة. انظر : المغرب ، ص ٢١ ( أجن ).

(٧) في « ألف ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وأكثر ». وفي حاشية « بر » : « وأكنز ». وفي « بر » وحاشية « ض » : « واكتنز ».

(٨) « الطائل » : المزيّة والغنى ، يقال : هذا الأمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه مزيّة وغنى. قال العلاّمة المازندراني : « يعني اجتمع له كثير من الشبهات والعلوم المغشوشة بالجهالة والتخيّلات التي لا أصل لها ولانفع ولافائدة فيها ». انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٥٤ ( طول ).

(٩) في « ألف ، ف ، بر » وحاشية « ض ، بس » والوسائل وشرح صدر المتألّهين : + « ماضياً ».

(١٠) في « ب » : « صامتاً ».

(١١) في الوسائل : + « من ».

(١٢) في « ش ، بر » : « نزل ». وفي « بو » : « ترك ».

١٣٩

الْمُعْضِلَاتِ ، هَيَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ (١) ، فَهُوَ (٢) مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ (٣) فِي مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ ، لَايَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ ، لَايَحْسَبُ (٤) الْعِلْمَ فِي شَيْ‌ءٍ مِمَّا أَنْكَرَ ، وَلَا يَرى أَنَّ وَرَاءَ مَا بَلَغَ فِيهِ مَذْهَباً (٥) ، إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْ‌ءٍ ، لَمْ يُكَذِّبْ نَظَرَهُ ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ ، اكْتَتَمَ بِهِ ؛ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ (٦) ؛ لِكَيْ لَايُقَالَ لَهُ : لَايَعْلَمُ ، ثُمَّ جَسَرَ (٧) فَقَضى ، فَهُوَ مِفْتَاحُ (٨) عَشَوَاتٍ (٩) ، رَكَّابُ شُبُهَاتٍ ، خَبَّاطُ (١٠) جَهَالَاتٍ ، لَايَعْتَذِرُ مِمَّا لَايَعْلَمُ ؛ فَيَسْلَمَ ، وَلَا يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ (١١) قَاطِعٍ ؛ فَيَغْنَمَ ، يَذْرِي (١٢) الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ (١٣) ، تَبْكِي‌

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والوافي وشرح صدر المتألّهين : ـ « به ».

(٢) « هو » راجع إلى ذلك الرجل ، و « من » جارّة ، و « لَبْس » بمعنى الاختلاط ، أو « لُبس » بمعنى الإلباس. واحتمل المازندراني كون « مَن » موصولة ، و « لَبَس » فعلاً.

(٣) في الوافي : « في بعض النسخ : المشتبهات ».

(٤) في « ف » : « لايجب ».

(٥) في الوسائل : + « لغيره ».

(٦) في الوافي : + « يكنّ الصواب ».

(٧) في حاشية « بح ، بع » : « خسر ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : « ثمّ جرأ » بالجيم والراء المهملة من الجرأة ... وأمّا « خسر » بالخاء المعجمة بمعنى « هلك » فله معنى ، ولكنّه لم يثبت ».

(٨) احتمل السيّد الداماد : « مقناح » من أبنية المبالغة من القنح ، وهو العطف وجعل الشي‌ء ذا اعوجاج وانعطاف ، أو اسم آلة منه. انظر : التعليقة للداماد ، ص ١٢٩ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٧ ( قنح ).

(٩) « عشوات » : جمع العَشْوَة ، وهي الأمر المُلْتَبَس ، وأن يركب الرجل أمراً بجهل لايعرف وجهه ، مأخوذ من عشوة الليل ، وهي ظلمته. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشو ).

(١٠) « الخبّاط » مبالغة من الخبط ، وهو الضرب على غير استواء ، كخبط البعير الأرض بيدها ، والرجل الشجر بعصاه ؛ أو حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتّساق. انظر : المفردات للراغب ، ص ٢٧٣ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ( خبط ).

(١١) في « ف » : « بعضّ ».

(١٢) في « بح ، بع ، جس » : « يُذْري ». وفي « بف » : « يذرو ». قال الداماد في التعليقة : « الصحيح إمّا يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم ، وإمّا يُذْري الروايات إذراءً الريح الهشيم ». وقال المازندراني : « ما في الكتاب [ وهو كون الفعل من الإفعال والمصدر من المجرّد ] أيضاً صحيح ؛ فإنّ الذرو والإذراء لمّا كان بمعنى واحد ، صحّ ذكر أحدهما مكان الآخر ». ومعنى « يذري الروايات » : يطيّره ويقلّبه من حال إلى حال من غير فائدة ، كما تفعل الريح بالهشيم من غير شعور بفعله ونفع عائد إليها. وانظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٥٩ ( ذرو ).

(١٣) « الهشيم » : نبت يابس متكسّر ، أو يابس كلّ كلأ وكلّ شجر ؛ من الهشم ، وهو كسر الشي‌ء اليابس ،

١٤٠