أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ (١) ، ثُمَّ ذَكَرَ (٢) نَحْوَهُ. (٣)
٦٩٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (٤) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَشْيَمَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ (٥) الْأَوَّلَ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ (٦) مَا شَاءَ اللهُ حَتّى كَأَنَّ قَلْبِي يُشْرَحُ (٧) بِالسَّكَاكِينِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَايُخْطِئُ فِي الْوَاوِ وَشِبْهِهِ ، وَجِئْتُ إِلى هذَا يُخْطِئُ هذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ
__________________
ح ١١١ ، إلى قوله : « ونحن فيما بينكم وبين الله » ؛ بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٧ وفيه إلى قوله : « فوّض إلى عليّ وائتمنه » ؛ فضائل الشيعة ، ص ٣٤ ، ح ٣٠ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن عاصم بن حميد. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢٠٣ ، عن أبي إسحاق النحوي الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٤ ، ح ١١٩١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٣ ، ح ٣٣٢٣٤ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٣ ، ح ١.
(١) في « ب » : « قال ».
(٢) في « ف » : « ذكره ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛ الاختصاص ، ص ٣٣٠ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٢.
(٤) هكذا في « بف ». وفي « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « بكّار بن بكر ». وفي « ج » : « بكّار بن بكير ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر. والمذكور في رجال الطوسي أيضاً ، ص ١٧١ ، الرقم ١٩٩٨ ، هو بكّار بن أبي بكر الحضرمي ، ووردت رواية يونس [ بن عبد الرحمن ] عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي في المحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٤٩ ، ح ٩.
(٥) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » والبحار : ـ « به ». وفي « ف » : « بها ».
(٦) في « ب ، بف » : + « شيء ».
(٧) « يُشْرَحُ » ، من الشَرْح ، وهو قطع اللحم عن العضو قطعاً ، أو قطع اللحم على العظم قطعاً ، أو قطع اللحم طولاً ، والتشريح مبالغة وتكثير. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٠٨ ( شرح ).
مَا أَخْبَرَنِي وَأَخْبَرَ صَاحِبَيَّ (١) ، فَسَكَنَتْ نَفْسِي ، فَعَلِمْتُ أَنَّ ذلِكَ مِنْهُ تَقِيَّةٌ (٢).
قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ لِي (٣) : « يَا ابْنَ أَشْيَمَ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَوَّضَ إِلى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٤) ، وَفَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ إِلى رَسُولِ اللهِ (٥) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَدْ فَوَّضَهُ (٦) إِلَيْنَا ». (٧)
٦٩٦ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ (٨) أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ عليهالسلام (٩) أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ). (١٠)
٦٩٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
__________________
(١) هكذا في « و ، بح ، بس » ومرآة العقول. ويقتضيه المقام. وظاهر المطبوع وغير النسخ المذكورة ممّا قوبلت : « صاحِبِي ».
(٢) في البصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : « عنه تعمد » بدل « منه تقيّة ».
(٣) في « ف ، بح » والبصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : ـ « لي ».
(٤) ص (٣٨) : ٣٩.
(٥) في « بح ، بس » : « رسوله ».
(٦) في « ب » : « فوّض ».
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن هاشم. وفيه ، ص ٣٨٣ ، ح ٢ ؛ وص ٣٨٦ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٣٣٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨٢.
(٨) في الوافي : « أنّه سمع » بدل « قال سمعتُ ».
(٩) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٧ ؛ وص ٣٨٠ ، ح ١٠ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٣ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ (١) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَدَّبَ (٢) نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا (٣) أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ : ( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٥) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَالْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ (٦) ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ مُسَدَّداً (٧) مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَلَايُخْطِئُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللهِ.
ثُمَّ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، فَأَضَافَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَإِلَى الْمَغْرِبِ رَكْعَةً ، فَصَارَتْ عَدِيلَ (٨) الْفَرِيضَةِ ، لَا يَجُوزُ تَرْكُهُنَّ إِلاَّ فِي السَّفَرِ (٩) ، وَأَفْرَدَ الرَّكْعَةَ فِي الْمَغْرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ كُلَّهُ ، فَصَارَتِ الْفَرِيضَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
ثُمَّ سَنَّ (١٠) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم النَّوَافِلَ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ رَكْعَةً مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ ذلِكَ ، وَالْفَرِيضَةُ وَالنَّافِلَةُ إِحْدى وَخَمْسُونَ رَكْعَةً ، مِنْهَا رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ (١١)
__________________
(١) « قيس الماصر » من المتكلّمين ، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليهماالسلام وصحب الصادق عليهالسلام ، وهو من أصحابمجلس الشامي. الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧.
(٢) تقدّم معنى التأديب ذيل الحديث ١ من هذا الباب.
(٣) في « ف » : + « أن ».
(٤) في « ف » والبحار : « إِنَّكَ ».
(٥) القلم (٦٨) : ٤.
(٦) « ليَسوس عباده » ، أي يتولّى أمرهم ويقوم عليه بما يُصْلِحُه ، من السياسة بمعنى تولّي الامور والقيام على الشيء بما يُصْلِحُه. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٠٨ ( سوس ).
(٧) « مُسَدَّداً » ، قال الجوهري : التسديد : التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجلمُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).
(٨) في البحار « عديلة » وهو الأنسب.
(٩) هكذا في « ج ، ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وباقي النسخ : « سفر ».
(١٠) « سَنَّ » ، أي بيّن ، يقال : سنّ الله تعالى سنّةً للناس : بيّنها ، وسنّ الله تعالى سنّةً ، أي بيّن طريقاً قويماً. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ( سنن ).
(١١) قال الخليل : « العَتَمَة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشَفَق. أعتم القوم ، إذا صاروا في ذلك الوقت ؛
جَالِساً تُعَدَّانِ (١) بِرَكْعَةٍ مَكَانَ الْوَتْرِ.
وَفَرَضَ اللهُ فِي السَّنَةِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَسَنَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم صَوْمَ (٢) شَعْبَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ ذلِكَ.
وَحَرَّمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا ، وَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُسْكِرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ (٣).
وَعَافَ (٤) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَشْيَاءَ وَكَرَّهَهَا (٥) ، لَمْ يَنْهَ (٦) عَنْهَا نَهْيَ حَرَامٍ ، إِنَّمَا نَهى عَنْهَا نَهْيَ إِعَافَةٍ (٧) وَكَرَاهَةٍ ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا ، فَصَارَ الْأَخْذُ بِرُخَصِهِ (٨) وَاجِباً عَلَى الْعِبَادِ كَوُجُوبِ مَا يَأْخُذُونَ بِنَهْيِهِ وَعَزَائِمِهِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِيمَا نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ حَرَامٍ ، وَلَافِيمَا أَمَرَ بِهِ أَمْرَ فَرْضٍ لَازِمٍ ، فَكَثِيرُ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرِبَةِ (٩) نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ
__________________
وعَتّموا تعتيماً : ساروا في ذلك الوقت ، وأوردوا أو أصدروا في تلك الساعة ». وقال الجوهري : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛ الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).
(١) هكذا في « ب » واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص ١٨١ ؛ وهو الأنسب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تعدّ » وله وجه مذكور في المرآة.
(٢) في « ض » : + « شهر ».
(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ض ، ف » والمطبوع : + « كلّه ».
(٤) في « ج » : « أعاف ». و « عافَ » ، أي كره ، يقال : عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشراب يَعافُهُ عِيافاً ، أي كرهه فلم يشربهفهو عائِف. فكذلك أعافه. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ ( عيف ).
(٥) هكذا في « ب ، ج ، و ، بح ، جل ، جو » ، أي بالتضعيف ، وهو الأنسب وإلاّيلزم التكرار.
(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » والبحار. وفي « بر » والمطبوع : « ولم ينه ».
(٧) في البحار : « عافة ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٢ : « لمّا كان أعاف أيضاً بمعنى عاف ، أتى بالمصدر هكذا ، وفي بعض النسخ : عافة ، وكأنّه تصحيف عيافة ، أو جاء مصدر المجرّد هكذا أيضاً ».
(٨) في « ب ، بر ، بف » : « برخصته ». وفي البحار : « برخصة ».
(٩) يستفاد من فحوى قوله عليهالسلام : « فكثير المسكر من الأشربة » عدم حرمة القليل منها ، واختصاصها بالخمر فقط ، وليس كذلك بل القليل منها ، فلعلّ اكتفاءه عليهالسلام بذكر الكثير لعدم احتمال حرمة القليل عند المخاطب ؛ لكونه من المخالفين المستحلّين للقليل. أو الدلالة على عدم حرمة القليل بمفهوم اللقب ، وهو ليس بحجّة اتّفاقاً. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٠ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧.
حَرَامٍ ، لَمْ (١) يُرَخِّصْ فِيهِ لِأَحَدٍ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِأَحَدٍ تَقْصِيرَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ضَمَّهُمَا إِلى مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ أَلْزَمَهُمْ ذلِكَ إِلْزَاماً وَاجِباً ، لَمْ يُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ إِلاَّ لِلْمُسَافِرِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُرَخِّصَ (٢) مَا (٣) لَمْ يُرَخِّصْهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَوَافَقَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَهْيُهُ نَهْيَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَوَجَبَ عَلَى الْعِبَادِ التَّسْلِيمُ لَهُ كَالتَّسْلِيمِ لِلّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ». (٤)
٦٩٨ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمْرَ خَلْقِهِ ؛ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ). (٥)
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، مِثْلَهُ.
٦٩٩ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
__________________
(١) في الوسائل ، ج ٤ : « ولم ».
(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل ، ج ٤ والبحار. وفي « ف » والمطبوع : + « شيئاً ».
(٣) في « ض » : « فيما ». وفي « ف » : « ممّا ». وفي الوافي : ـ « ما ».
(٤) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح ٥٥٥٢. وفي التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤ ، ح ٢ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ٧٧٢ ، عن الكليني ، وفي كلّها من قوله : « الفريضة سبع عشرة ركعة » إلى قوله : « بعد العتمة جالساً » مع اختلاف في الألفاظ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٦ ، ح ١١٩٥ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٣ ؛ الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥ ، ح ٤٤٧٤ ، وفيه من قوله : « إنّ الله عزّ وجلّ فرض الصلاة ركعتين ركعتين » ؛ وج ١٠ ، ص ٤٨٧ ، ح ١٣٩١٧ ، من قوله : « وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان » ، إلى قوله : « فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٢٠٢٦ ، من قوله : « حرّم الله الخمر بعينها » إلى قوله : « لم يرخّص فيه لأحد ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٧٨ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عبد الجبّار الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ذيل ح ١١٩٣ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.
عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَدَّبَ (١) نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، فَلَمَّا انْتَهى بِهِ (٣) إِلى مَا أَرَادَ ، قَالَ لَهُ : ( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ، فَفَوَّضَ إِلَيْهِ دِينَهُ ، فَقَالَ : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الْفَرَائِضَ ، وَلَمْ يَقْسِمْ لِلْجَدِّ شَيْئاً ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَطْعَمَهُ السُّدُسَ ، فَأَجَازَ اللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ لَهُ ذلِكَ ؛ وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٥) ». (٦)
٧٠٠ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم دِيَةَ الْعَيْنِ وَدِيَةَ النَّفْسِ ، وَحَرَّمَ النَّبِيذَ وَكُلَّ مُسْكِرٍ ».
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ جَاءَ فِيهِ شَيْءٌ؟
قَالَ (٧) : « نَعَمْ ، لِيُعْلَمَ مَنْ يُطِيعُ (٨) الرَّسُولَ مِمَّنْ (٩) يَعْصِيهِ ». (١٠)
٧٠١ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
__________________
(١) تقدّم معنى التأديب ذيل ح ١ من هذا الباب.
(٢) في « ب ، ج ، و ، ض ، بح ، بس ، بف » : « عليهالسلام ».
(٣) في مرآة العقول : « الباء للتعدية ، أي أوصله إلى ما أراد من الدرجات العالية والكمالات الإنسانيّة ».
(٤) في « ف » والبحار : « وَإِنَّكَ ».
(٥) ص (٣٨) : ٣٩.
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٧ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٥ ، ح ٤.
(٧) في « ب ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل : « فقال ».
(٨) في المطبوع والمرآة والبصائر : « من يطع ».
(٩) في حاشية « ج ، ض ، ف ، بس » والبصائر : « ومن ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٨١ ، ح ١٤ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٢١٠٩ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٥.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَا وَاللهِ ، مَا فَوَّضَ (١) اللهُ إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلاَّ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَإِلَى الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام ، قَالَ اللهُ (٢) عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) (٣) ، وَهِيَ جَارِيَةٌ فِي الْأَوْصِيَاءِ عليهمالسلام ». (٤)
٧٠٢ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ (٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ :
__________________
(١) راجع ما تقدّم ذيل الحديث ٥ من هذا الباب.
(٢) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « الله ».
(٣) النساء (٤) : ١٠٥.
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٣٨٦ ، ح ١٢. الاختصاص ، ص ٣٣١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٤ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٦.
(٥) المعروف باسم الحسن بن زياد في الرواة اثنان : الأوّل : الحسن بن زياد العطّار الطائي. وهو متّحد مع الحسن بن زياد الضبي الكوفي. الثاني : الحسن بن زياد الصيقل. وهما من أصحاب الصادق عليهالسلام. بل عُدَّ الصيقل من أصحاب الباقر عليهالسلام أيضاً. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٧ ، الرقم ٩٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣١ ، الرقم ١٣٤١ ؛ وص ١٣٣ الرقم ١٣٨٢ ؛ وص ١٨٠ ، الرقمين ٢١٥٥ و ٢١٥٦ ؛ وص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ وفيه : الحسين بن زياد ، لكنّ الصواب « الحسن » كما في بعض النسخ المعتبرة.
فعليه في رواية الحسن بن زياد عن محمّد بن الحسن الميثمي ـ وهو محمّد بن الحسن بن زياد الميثمي الذي عدّه النجاشي في رجاله ، ص ٣٦٣ ، الرقم ٩٧٥ ، راوياً عن الرضا عليهالسلام ـ خلل ، كما أنّ في رواية محمّد بن الحسن هذا عن أبي عبد الله عليهالسلام مباشرةً ، خللاً.
ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، تارة في ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. واخرى في ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
والظاهر أنّ في السند الأوّل من بصائر الدرجات أيضاً خللاً ، فإنّا لم نجد في الأسناد وكتب الرجال ذكراً لأحمد بن الحسن بن زياد ، ولا للحسن بن زياد الميثمي ، والد محمّد بن الحسن الميثمي.
أمّا السند الثاني ، فالظاهر خلوّه من أيّ خللٍ. وأحمد بن الحسن ، فيه ، هو أحمد بن الحسن الميثمي ؛ فقد وردت في بصائر الدرجات ، ص ١٣٧ ، ح ١٠ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣ ، وص ٣٤٣ ، ح ٩. رواية محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين [ اللؤلؤي ] عن أحمد بن الحسن [ الميثمي ].
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَدَّبَ رَسُولَهُ حَتّى قَوَّمَهُ (١) عَلى مَا أَرَادَ ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ اللهُ إِلى رَسُولِهِ ، فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا ». (٢)
٧٠٣ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ صَنْدَلٍ الْخَيَّاطِ (٣) ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي (٤) قَوْلِهِ تَعَالى : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قَالَ : « أَعْطى سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً ، ثُمَّ جَرَتْ هذِهِ الْآيَةُ فِي رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَكَانَ (٥) لَهُ
__________________
وأحمد بن الحسن الميثمي ، هو أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، ومحمّد بن الحسن بن زياد ، هو محمّد بن الحسن بن زياد العطّار الذي روى أبوه عن أبي عبد الله عليهالسلام. راجع : رجال النجاشي ، ص ٧٤ ، الرقم ١٧٩ ، وص ٣٦٩ ، الرقم ١٠٠٢ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٥٤ ، الرقم ٦٦.
هذا ، ولا يبعد أن يكون الأصل في السند الأوّل من البصائر هكذا : أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، ففُسِّر أحمد بن الحسن بالميثمي ، ومحمّد بن الحسن بابن زياد ، ثمّ ادرج التفسيران في المتن في غير موضعهما.
إذا تبيّن ذلك ، فنقول : إنّ الظاهر سقوط « أحمد بن » قبل « الحسن بن زياد » ، وسقوط « عن أبيه » بعد « محمّد بن الحسن الميثمي » من سند الكافي. كما أنّ الظاهر زيادة « بن زياد » و « الميثمي » في السند أو درجهما في غير موضعهما ، كما تقدّم.
واستفدنا هذا من رسالة للُاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ المسمّى بـ « بيت الأخيار في ترجمة آل ميثم التمّار ». وللكلام تتمة نُرجع الطالب إليها.
(١) في حاشية « ف » : « قوّاه ». وقوله : « قوّمه على ما أراد » ، أي ثبّته عليه ، من قام فلان على الشيء إذا ثبت عليهوتمسّك. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢٥ ( قوم ).
(٢) بصائر الدرجات ، ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٩ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٧.
(٣) في حاشية « ف » : « الحنّاط » ، والرجل مجهول لم نعرفه.
(٤) في « ف » : « عن ».
(٥) في « ب » : « وكان ».
أَنْ يُعْطِيَ مَا شَاءَ مَنْ شَاءَ (١) ، وَيَمْنَعَ مَنْ (٢) شَاءَ (٣) ، وَأَعْطَاهُ اللهُ (٤) أَفْضَلَ مِمَّا أَعْطى سُلَيْمَانَ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالى : ( ما (٥) آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ». (٦)
٥٣ ـ بَابٌ فِي (٧) أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام بِمَنْ يُشْبِهُونَ (٨) مِمَّنْ مَضى
وَكَرَاهِيَةِ الْقَوْلِ فِيهِمْ بِالنُّبُوَّةِ
٧٠٤ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٩) ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : مَا مَوْضِعُ الْعُلَمَاءِ (١٠)؟
قَالَ : « مِثْلُ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، وَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ (١١) ، وَصَاحِبِ مُوسى عليهمالسلام ». (١٢)
__________________
(١) في « ب ، ض ، بر » : « من شاء ما شاء ». وفي « بف » : « ما شاء من يشاء ».
(٢) في « ج » : « ما ».
(٣) في البحار : ـ « ويمنع من شاء ».
(٤) في « ألف ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والوافي : ـ « الله ».
(٥) في « ج ، ف » : « وَما ».
(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١٢٠٠ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٧ ، ح ٨.
(٧) في « ألف ، ف ، بس » : ـ « في ».
(٨) في « ب ، ف ، و ، بح » : « يشبّهون » بالتضعيف.
(٩) مات صفوان بن يحيى سنة عشر ومائتين ، كما في رجال النجاشي ، ص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤. وتوفّي حمران بنأعين في حياة أبي عبدالله عليهالسلام ـ وقد استشهد عليهالسلام سنة مائة وثمان وأربعين ـ كما في رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٨. ولم يثبت رواية صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين. مباشرة والظاهر سقوط الواسطة بينهما.
يؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد في بصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران كما ورد في الاختصاص ، ص ٣٠٩ بنفس سند البصائر عن حمران بن أعين إلاّ أنّ فيه « أبي خالد القمّاط ».
(١٠) في الوافي : « اريد بالعلماء : المعصومون صلوات الله عليهم ... وبصاحب سليمان : آصف بن برخيا ، وبصاحب موسى : يوشع بن نون ». وللمزيد راجع مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٦.
(١١) في البصائر : « وصاحب داود » بدل « وصاحب سليمان ».
(١٢) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران ،
٧٠٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّمَا الْوُقُوفُ عَلَيْنَا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ (١) ، فَأَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَا ». (٢)
٧٠٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ ؛ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَخَتَمَ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ ؛ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَنْزَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَخَلْقَكُمْ (٣) ، وَخَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَنَبَأَ مَا قَبْلَكُمْ ، وَفَصْلَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَخَبَرَ مَا بَعْدَكُمْ ، وَأَمْرَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَ (٤) مَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ». (٥)
٧٠٧ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ عَلِيّاً عليهالسلام كَانَ مُحَدَّثاً » ، فَقُلْتُ (٦) : فَتَقُولُ (٧) : نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ
__________________
عن أبي عبد الله عليهالسلام ؛ الاختصاص ، ص ٣٠٩ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٣.
(١) في الوافي : « يعني إنّما عليكم أن تقفوا علينا في إثبات علم الحلال والحرام ، وليس لكم أن تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوّة لنا ».
(٢) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٥ ؛ البحار ، ج ٢٦ ، ص ٨ ، ح ٤٦.
(٣) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٧ : « وخلقكم ، بسكون اللام ، إمّا منصوب بالعطف على تبيان ، أو مجروربالعطف على كلّ شيء ».
(٤) في « ج » : + « أمر ».
(٥) الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ... ، ح ١٩١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه ». الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٦.
(٦) في « ب ، ض ، ف ، بف ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « قلت ».
(٧) وفي البصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « فنقول ». وفي شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٥ : « قوله : فنقول : نبيّ ، أي هو نبيّ. ونقول ، على صيغة المتكلّم مع الغير ، ويحتمل الخطاب ».
بِيَدِهِ (١) هكَذَا (٢) ، ثُمَّ قَالَ : « أَوْ (٣) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ، أَوَمَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ». (٤)
٧٠٨ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٥) : مَا مَنْزِلَتُكُمْ؟ وَمَنْ تُشْبِهُونَ (٦) مِمَّنْ مَضى؟
قَالَ : « صَاحِبَ (٧) مُوسى وَذَا (٨) الْقَرْنَيْنِ كَانَا عَالِمَيْنِ ، وَلَمْ يَكُونَا نَبِيَّيْنِ (٩)».(١٠)
٧٠٩ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :
__________________
(١) في الوافي والبصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « يده ».
(٢) في الوافي : « كأنّه رفع يده وأشار برفع يده إلى نفي النبوّة ».
(٣) كلمة « أو » بمعنى « بل » كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام ». أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان. أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).
(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام محدّثون مفهّمون ، ح ٧١٥ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ... عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد ... عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي الأخيرتين مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١٣.
(٥) في « ف ، بف » : ـ « له ».
(٦) في « ب ، بح » : « تشبّهون ». وفي « ف » : « تشبّهون به ».
(٧) في البصائر : « كصاحب ».
(٨) هكذا في « ب ، ف ، بع ، جو » وهو الأنسب في جواب « من تشبِهون ». وفي « ألف » والبصائر ، ص ٣٦٦ : « ذي ». وفي أكثر النسخ والمطبوع : « ذو ».
(٩) في « ف » : « بنبيّين ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤٥ ، عن بريد ، عن أحدهما عليهماالسلام ؛ وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ٧٤ ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٤.
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ ، يَتْلُونَ عَلَيْنَا بِذلِكَ (١) قُرْآناً ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (٢)؟
فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي مِنْ هؤُلَاءِ (٣) بَرَاءٌ (٤) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ (٥) ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ ، لَايَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».
قَالَ : قُلْتُ : وَعِنْدَنَا قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ رُسُلٌ ، يَقْرَؤُونَ (٦) عَلَيْنَا بِذلِكَ قُرْآناً : ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٧)؟
فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي (٨) وَلَحْمِي وَدَمِي مِنْ هؤُلَاءِ بَرَاءٌ (٩) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ وَرَسُولُهُ ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ (١٠) ، لَا يَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».
قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَنْتُمْ؟
قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، نَحْنُ (١١) تَرَاجِمَةُ (١٢) أَمْرِ (١٣) اللهِ ، نَحْنُ (١٤) قَوْمٌ مَعْصُومُونَ ،
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « بذلك علينا ».
(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.
(٣) في البحار : ـ « من هؤلاء ».
(٤) في « ض ، و ، بر ، بف » والوافي : « بريء ». و « البَراء » و « البَريء » سواء في المعنى ، إلاّ أنّ البَراء لا يثنّى ولايجمع ؛ لأنّه مصدر في الأصل ، مثل سمع سماعاً. وأمّا البريء فيثنّى ويجمع ويؤنّث. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١١٢ ( برأ ).
(٥) في « ب ، ج » : + « ورسوله ». وفي حاشية « بر » : « والله بريء منهم ورسوله ».
(٦) في « ف » : « ويقرؤُون ».
(٧) المؤمنون (٢٣) : ٥١.
(٨) في « ف » : ـ « وبشري ».
(٩) في « ج ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي : « بريء ».
(١٠) في « ألف ، بح » : ـ « الله ». وفي « ب » : ـ « والله ».
(١١) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».
(١٢) « التَراجِمَة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرجُمان ، أو التُرجُمان. وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ).
(١٣) في « ب » والبصائر : « وحي ».
(١٤) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».
أَمَرَ (١) اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بِطَاعَتِنَا ، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِنَا ، نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الْأَرْضِ ». (٢)
٧١٠ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلاَّ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلَايَحِلُّ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَا يَحِلُّ (٣) لِلنَّبِيِّ ، فَأَمَّا مَا خَلَا ذلِكَ فَهُمْ فِيهِ (٤) بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِ (٥) صلىاللهعليهوآلهوسلم ». (٦)
٥٤ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام مُحَدَّثُونَ مُفَهَّمُونَ
٧١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٧) ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ج » : « أمركم ».
(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « فما أنتم؟ » مع اختلاف يسير ؛ وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ح ٥١١ ، بسند آخر عن سدير ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثل ما في البصائر. رجال الكشّي ، ص ٣٠٦ ، ح ٥٥١ ، بسنده عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي طالب القمّي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٧ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٨ ، ذيل ح ٦٢.
(٣) في « ض » : « ما تحلّ ».
(٤) في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ وج ٢٧ : ـ « فيه ». وهو ممّا لابدّ منه لربط الخبر بالمبتدأ.
(٥) في « ج » : « النبيّ ».
(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٢ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٧ ؛ وج ٢٧ ، ص ٥٠ ، ح ٢.
(٧) في « ف » والوافي : + « عمّن ذكره ».
أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام إِلى زُرَارَةَ : أَنْ يُعْلِمَ (١) الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ (٢) : « أَنَّ أَوْصِيَاءَ مُحَمَّدٍ ـ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ (٣) ـ مُحَدَّثُونَ (٤) ». (٥)
٧١٢ / ٢. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَوْماً ، فَقَالَ : « يَا حَكَمُ ، هَلْ تَدْرِي الْآيَةَ الَّتِي كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام يَعْرِفُ قَاتِلَهُ بِهَا ، وَيَعْرِفُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي كَانَ يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ؟ ».
قَالَ الْحَكَمُ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : قَدْ وَقَعْتُ (٦) عَلى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَعْلَمُ بِذلِكَ تِلْكَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَاوَ اللهِ ، لَا أَعْلَمُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ : مَا الْآيَةُ (٧)؟ تُخْبِرُنِي بِهَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟
قَالَ : « هُوَ وَاللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) )» (٨) وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام مُحَدَّثاً ».
__________________
(١) في « ب ، بر » : « يعلّم ». وفي البصائر : « أعلم ».
(٢) في « بس » : « عيينة ».
(٣) في « ب ، بر » : « عليهمالسلام ». وفي « ج ، ف » : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ». وفي « بس ، بف » : ـ « عليه وعليهم السلام ». وفي البصائر : « عليّ عليهالسلام » بدل « محمّد عليه وعليهم السلام ».
(٤) في الوافي : « المحدَّث : هو الذي يحدّثه الملك في باطن قلبه ، ويلهمه معرفة الأشياء ويفهمه ، وربّما يسمع صوت الملك وإن لم يرشخصه ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٢٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ... عن زرارة. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في شأن « إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » ... ، ضمن ح ٦٤٦ ؛ وباب ما جاء فى الاثني عشر والنصّ ... ، ح ١٣٩٨ ؛ ونفس الباب ، ح ١٤٠٥ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٥٦ ، ح ٢٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٣ ، ح ١٢٠.
(٦) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٣١٩ : « قد وقفت ».
(٧) هكذا في « ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وسائر النسخ : ـ « ما ».
(٨) الحجّ (٢٢) : ٥٢. وقوله عليهالسلام : « ولا محدّث » ليس في القرآن.
فَقَالَ (١) لَهُ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ ، كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لِأُمِّهِ (٢) ـ : سُبْحَانَ اللهِ! مُحَدَّثاً؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ (٣) أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ يَعْرِفُ ذلِكَ ».
قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : « هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُوالْخَطَّابِ (٤) ، فَلَمْ يَدْرِ مَا (٥) تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ وَالنَّبِيِّ (٦) ». (٧)
٧١٣ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :
__________________
(١) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٢ : « قيل : « فقال » كلام زياد بن سوقة ، وضمير له للحَكَم. وهذهالحكاية كانت بعد وفاة عليّ بن الحسين في مجلس الباقر عليهمالسلام. ولا يخفى ما فيه من التكلّف ، والذي يظهر لي أنّه اشتبه على المصنّف رحمهالله تعالى ، أو النسّاخ فوصلوا إلى آخر الحديث حديثاً آخر فإنّه روى الصفّار في البصائر [ ص ٣١٩ ، ح ٣ ] خبر ابن عتيبة إلى قوله « ولا محدّث » وزاد فيه : « فقلت : أكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم ، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ». ثمّ روى [ البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ] بسند آخر عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ لُامّه : سبحان الله » وساق الخبر إلى آخره ».
(٢) وأمّا كون عبدالله أخا عليّ بن الحسين عليهالسلام لُامّه فهو ممّا ذكره العامّة في كتبهم ، والحقّ أنّه لم يكن أخاه حقيقة ، بل قيل : إنّ امّ عبدالله كانت أرضعته عليهالسلام فكان أخاً رضاعيّاً له عليهالسلام ، وللمزيد راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٣.
(٣) هكذا في « ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي ، وهو المناسب للمقام. وفي المطبوع وسائر النسخ : « علينا ».
(٤) أبوالخطّاب هو محمّد بن مقلاص الأسدي الكوفي ، كان غالياً ملعوناً ، يعتقد بأنّ جعفر بن محمّد إله ، وكانيدعو من تبعه إليه ؛ وأمره مشهور. راجع : رجال الكشّي ، ص ٢٩٠.
(٥) في « بف » : ـ « ما ».
(٦) في « ب » : « النبيّ والمحدّث ».
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد إلى قوله : « ولا نبيّ ولا محدّث ». وفيه بعده هكذا : « فقلت : وكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ». وفيه ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخاً لُامّه » إلى آخر الحديث. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٦٦ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مثل ما في البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، إلاّ أنّ فيه : « عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ بن الحسين من الرضاعة » ، وفيه : « أما والله ، إنّ ابن امّك كان كذلك ، يعني عليّ بن الحسين عليهماالسلام » وهنا انتهى الرواية الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢١٠.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ عُلَمَاءُ صَادِقُونَ ، مُفَهَّمُونَ ، مُحَدَّثُونَ ». (١)
٧١٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
ذُكِرَ الْمُحَدَّثُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : « إِنَّهُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». فَقُلْتُ (٢) لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٣) ، كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَلَامُ الْمَلَكِ؟ قَالَ (٤) : « إِنَّهُ (٥) يُعْطَى السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ حَتّى يَعْلَمَ أَنَّهُ كَلَامُ مَلَكٍ (٦) ». (٧)
٧١٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ عَلِيّاً عليهالسلام كَانَ مُحَدَّثاً ». فَخَرَجْتُ (٨) إِلى أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ ، فَقَالُوا : وَمَا هِيَ؟ فَقُلْتُ (٩) : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ عَلِيٌّ (١٠) عليهالسلام مُحَدَّثاً ». فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلاَّ سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟
فَرَجَعْتُ (١١) إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي ، فَقَالُوا :
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ١. وفي عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ذيل الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل. وفي الأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨ ، بسند آخر ، وفيه : « الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهّمون محدّثون » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢٠٩.
(٢) في « بر » : « فقال ».
(٣) في « ج ، ف ، بر » والوافي والبصائر : « أصلحك الله ».
(٤) في « ج ، ف » : « فقال ».
(٥) في « ف » : « أن ».
(٦) في « ب ، ف » : « الملك ». وهو الأنسب بالجواب.
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٣٢٣ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١١.
(٨) في « ض » وحاشية « ج » : « فُرحت » من الرواح.
(٩) في « ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص ٣٢١ ، والاختصاص : « قلت ».
(١٠) في « بح » : ـ « عليّ ».
(١١) في « ألف ، بح ، بر ، بف » : « فرُحت » من الرواح. وفي « ج » : ـ « فرجعت إليه ـ إلى ـ كان يحدّثه ».
مَا (١) صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلاَّ سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟ فَقَالَ لِي : « يُحَدِّثُهُ مَلَكٌ ». قُلْتُ (٢) : تَقُولُ : إِنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ (٣) يَدَهُ هكَذَا (٤) : « أَوْ (٥) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى (٦) ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ؛ أَوَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ». (٧)
٥٥ ـ بَابٌ فِيهِ (٨) ذِكْرُ الْأَرْوَاحِ الَّتِي فِي الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام
٧١٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَلَقَ الْخَلْقَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٩)
فَالسَّابِقُونَ (١٠) هُمْ رُسُلُ اللهِ عليهمالسلام وَخَاصَّةُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ ، جَعَلَ (١١) فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :
__________________
(١) في شرح المازندراني : « ما ، للنفي أو الاستفهام والتوبيخ ».
(٢) في « بح » : « فقلت ».
(٣) في « ج » : « فحوّل ».
(٤) في « ف » والبصائر ، ص ٣٢١ : + « ثمّ قال ».
(٥) كلمة « أو » بمعنى « بل » ، كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام » ، أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان ؛ أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).
(٦) في البصائر : « وكصاحب موسى » بدل « أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى ».
(٧) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّة عليهمالسلام بمن يشبهون ممّن مضى ... ، ح ٧٠٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ... عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، ملخّصاً. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٤ و ٦ ؛ وص ٣٦٧ ، ح ٧ ، بسند آخر عن الحارث بن المغيرة النضري ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٥ ، ح ١٢١٢.
(٨) في « ض » ومرآة العقول : « في ».
(٩) الواقعة (٥٦) : ٧ ـ ١١.
(١٠) في « بس » : « والسابقون ».
(١١) في حاشية « ض » وتفسير فرات : + « الله ».
أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، فَبِهِ عَرَفُوا الْأَشْيَاءَ (١) ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُوَّةِ (٢) ، فَبِهِ قَدَرُوا (٣) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ (٤) الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ.
وَجَعَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ ـ أَصْحَابِ (٥) الْمَيْمَنَةِ ـ رُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ قَدَرُوا (٦) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ (٧) ». (٨)
٧١٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ (٩) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
__________________
(١) في البصائر ، ص ٤٤٥ : « بعثوا أنبياء » بدل « عرفوا الأشياء ».
(٢) في حاشية « ض » : « القدرة ».
(٣) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٤٤٥ وتفسير فرات : « قوّوا ».
(٤) في « بس » : « المدرّج ». و « المَدْرَج » : المسلك ، من درج دُروجاً ودَرَجاناً : مشى. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ( مشى ).
(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٤٤٥. وفي المطبوع : « وأصحاب ».
(٦) في « ج » والبصائر ، ص ٤٤٥ : « قوّوا ». وفي « بس ، بف » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « قووا ».
(٧) في مرآة العقول : « وعدم ذكر أصحاب المشئمة لظهور أحوالهم ممّا مرّ ؛ لأنّه ليس لهم روح القدس ولا روح الإيمان ؛ ففيهم الثلاثة الباقية التي في الحيوانات أيضاً ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ٤٤٥ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٥ ، بسنده عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٤٤٩ ، ح ٦ ؛ والكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٥٨ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة واختلاف. تفسير فرات ، ص ٤٦٥ ، ح ٦٠٨ ، عن جابر الجعفي ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد الزهري معنعناً عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٧ ، ح ١٢١٤.
(٩) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بف ، جر » والوافي. وفي « الف ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ موسى بن عمر هذا ، هو موسى بن عمر بن يزيد ، بقرينة روايته عن محمّد بن سنان ، والراوي عنه في بعض الأسناد ، محمّد بن أحمد بن يحيى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٥٨ ،
مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْعَالِمِ ، فَقَالَ لِي : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْحَيَاةِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِرُوحِ الْقُدُسِ يَا جَابِرُ ، عَرَفُوا (١) مَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلى مَا تَحْتَ الثَّرى (٢) ».
ثُمَّ قَالَ : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ هذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَرْوَاحٌ يُصِيبُهَا الْحَدَثَانُ (٣) إِلاَّ رُوحَ الْقُدُسِ ؛ فَإِنَّهَا لَا تَلْهُو (٤) وَلَاتَلْعَبُ ». (٥)
__________________
الرقم ١٢٨١١.
وقد وردت رواية محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] عن موسى بن عمر عن [ محمّد ] بن سنان في عدّة من الأسناد. انظر على سبيل المثال : علل الشرائع ، ص ٤٢٩ ، ح ١ ، وص ٥٥٨ ، ح ١ ، وص ٦٠٤ ، ح ٧٥ ؛ الخصال ، ص ٣٨ ، ح ١٩ ، وص ٤٢١ ، ح ١٩ ، وص ٥٩٣ ، ح ٣ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٥٤ ، ح ١ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٦ ، ح ١ ؛ التوحيد ، ص ٣٣٩ ، ح ١. ولم نجد توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى وموسى بن عمر إلاّفي هذا المورد ، وما ورد في الكافي ، ح ١١٢٤٠. والموجود في بعض النسخ المعتبرة في كلا الموضعين هو « محمّد بن أحمد » بدل « أحمد بن محمّد ».
هذا ، والمقام من مظانّ تحريف « محمدبن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » ـ لكثرة روايات محمّد بن يحيى عنه ـ دون العكس.
(١) في البصائر ، ص ٤٤٧ : « علمنا ».
(٢) « الثَرَى » : التراب النَديّ ـ أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض فإن لم يكن نديّاً ، فهو تراب ـ أو التراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ. والمراد : الأرض. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ).
(٣) قال الجوهري : « حَدَثَ أمر ، أي وقع ، والحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَة والحَدَثانُ ، كلّها بمعنى ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ( حدث ).
(٤) قال ابن الأثير : « اللَهْوُ : اللَّعْبُ. يقال : لهوت بالشيء ألْهُو لَهْواً ، وتلهّيتُ به ، إذا لَعِبْتَ به وتشاغلتَ ، وغَفَلْتَ به عن غيره. وألهاه عن كذا ، أي شغله. ولَهِيتُ عن الشيء بالكسر وألْهَى بالفتح لُهِيّاً إذا سَلَوْتَ عنه وتركتَ ذكره ، وإذا غفلتَ عنه واشتغلتَ ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لها ).
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيه ، ص ٤٥٣ ، ح ١٢ ، بسنده عن موسى بن عمر ، عن محمّد بن بشّار ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٤٤٧ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ، ح ١٢١٥.
٧١٨ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى (١) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْإِمَامِ (٢) بِمَا (٣) فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ مُرْخًى (٤) عَلَيْهِ سِتْرُهُ.
فَقَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ جَعَلَ فِي النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْحَيَاةِ ، فَبِهِ دَبَّ وَدَرَجَ (٦) ؛ وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ نَهَضَ (٧) وَجَاهَدَ ؛ وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ أَكَلَ وَشَرِبَ وَأَتَى النِّسَاءَ مِنَ الْحَلَالِ ؛ وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ آمَنَ (٨) وَعَدَلَ ؛ وَرُوحَ الْقُدُسِ ، فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ ؛ فَإِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم انْتَقَلَ رُوحُ الْقُدُسِ ، فَصَارَ إِلَى الْإِمَامِ ، وَرُوحُ الْقُدُسِ لَايَنَامُ وَلَايَغْفُلُ (٩) وَلَايَلْهُو وَلَايَزْهُو (١٠) ، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَرْوَاحِ تَنَامُ وَتَغْفُلُ وَتَزْهُو وَتَلْهُو (١١) ،
__________________
(١) في « ض ، ف ، بح » : « معلّى ».
(٢) في « ف » : + « علم ».
(٣) في « ج » : + « هو ».
(٤) في « بر » : « مُرخىٍ عليه سِترَه ». والصحيح : مرخٍ. وقوله : « مُرْخى عليه ستره » ، اى مُرْسَل عليه ستره ، راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ( رخا ).
(٥) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » : « عليهالسلام ».
(٦) الدَّبّ والذبيب بمعنى المشي الخفيف. وقال الراغب : « يقال : دَبَّ ودَرج لمن كان حيّاً فمشى ». راجع : ترتيبكتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ( دبب ). المفردات للراغب ، ص ٣١١ ( درج ).
(٧) « نَهَضَ » ، أي قام. يقال : نَهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهُوضاً ، أي قام. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١١ ( نهض ).
(٨) في البصائر : « أمر ».
(٩) في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٦٤ : « إمّا من غَفَلْتَ عن الشيء تَغْفُلُ غُفُولاً ، إذا لم تكن متذكّراً له. أو منأغفلته ، إذا تركته على ذكر منك وتغافلت عنه. والأوّل ينفي النوم والغفلة الناشئة منه ... والثاني ينفي الغفلة مطلقاً ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٢ ( غفل ).
(١٠) في البصائر : « ولا يسهو ». وفي شرح المازندراني : « والزَهْو ، جاء بمعنى الاستخفاف والتهاون والحرز والتخمين والكبر والفخر والكذب والباطل ، والكلّ هنا مناسب ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٦ ( زهو ).
(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والبحار : « وتغفل وتلهو وتزهو ». وفي « ف » : « وتلهو وتزهو وتغفل ». وفي