أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
قَالَ : « أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (١) ـ طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ (٢) وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : حُبُّنَا إِيمَانٌ ، وَبُغْضُنَا كُفْرٌ ». (٣)
٤٩٥ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : أَعْرِضُ عَلَيْكَ دِينِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (٤)؟ قَالَ (٥) : فَقَالَ : « هَاتِ ». قَالَ (٦) : فَقُلْتُ (٧) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ (٨) بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً كَانَ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ (٩) بَعْدَهُ الْحَسَنُ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ الْحُسَيْنُ (١٠) إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ (١١) بَعْدَهُ (١٢) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (١٣) إِمَاماً (١٤) فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ (١٥)
__________________
(١) في « بس » : ـ « قال أفضل ـ إلى ـ عزّ وجلّ ».
(٢) في شرح صدر المتألّهين : « الرسول ».
(٣) المحاسن ، ص ١٥٠ ، كتاب الصفوة ، ح ٦٨ ، بسنده عن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛ تفسير فرات ، ص ٤٢٨ ، صدر ح ٤٢٨ ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليهالسلام هكذا : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر » مع زيادة. وراجع : كفاية الأثر ، ص ٩٨ الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ٥٤٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٢ ، ح ٣٤٩٤٧ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٠٣ ، وفيهما من قوله : « قال أبوجعفر عليهالسلام ».
(٤) « أدين الله عزّ وجلّ به » ، أي اطيعه وأعبده به ؛ من الدين بمعنى الطاعة. انظر : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ( دين ).
(٥) في « ب » : ـ « قال ».
(٦) في « ض ، بس ، بر » وشرح صدر المتألّهين : ـ « قال ».
(٧) في « ض ، ف ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « قلت ».
(٨) في عطف الإقرار مناقشة يمكن دفعها بأن يجعل الواو بمعنى مع ، والإقرار منصوباً. أو هو مرفوع خبر لمبتدأمحذوف. أو مبتدأ لخبر محذوف. والتقدير : ديني أنّه أشهد ... وديني الإقرار بما جاء به. أو يقدّر حقّ ، أو لازم. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٨٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.
(٩) في « ف » : + « من ».
(١٠) في « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « الحسين عليهالسلام بعده ».
(١١) في « ف » : ـ « كان ».
(١٢) في « ض » : ـ « بعده ». وفي حاشية « بح » : « بعدهم ».
(١٣) في شرح صدر المتألّهين : « ثمّ كان عليّ بن الحسين عليهالسلام بعده ».
(١٤) في « ج ، ض » : + « بعدهم ».
(١٥) في شرح صدر المتألّهين : ـ « فرض الله طاعته ».
حَتَّى انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ.
قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ ». (١)
٤٩٦ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَاتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ ، وَطَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ ، مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَرِفْعَةٌ (٢) فِيهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ ، وَجَمِيلٌ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ ». (٣)
٤٩٧ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ (٤) اللهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ ».
قُلْتُ : إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَقَدْ يَنْبَغِي (٥) لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ (٦) لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَسَخَطاً ، وَأَنَّهُ لَايُعْرَفُ رِضَاهُ وَسَخَطُهُ إِلاَّ بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ ، فَيَنْبَغِي (٧) لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ
__________________
(١) رجال الكشّي ، ص ٤٢٣ ، ح ٧٩٧ ، بسند آخر عن يوسف ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٤٢٤ ، ح ٧٩٨ ، بسند آخر عن الحسن بن زياد العطّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ٥٤٨.
(٢) في حاشية « بر » : « رحمة ».
(٣) تحف العقول ، ص ١٩٩ ، ضمن الحديث. وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٢٠ ، المجلس ١ ، ح ٢٣ الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٧ ، ح ٥٥٠.
(٤) من أوّل هذا الخبر إلى قوله : « وأنّ ما في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله » هو الحديث الثاني من بابالاضطرار إلى الحجّة. وقد مرّت التعليقات عليه هناك ؛ إن شئت فراجع.
(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فينبغي ».
(٦) في « بس ، بف » : ـ « أنّ ».
(٧) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فقد ينبغي ».
الْمُفْتَرَضَةَ.
فَقُلْتُ (١) لِلنَّاسِ : أَلَيْسَ (٢) تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ هُوَ (٣) الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا : بَلى ، قُلْتُ : فَحِينَ مَضى (٤) صلىاللهعليهوآلهوسلم مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ (٥)؟ قَالُوا : الْقُرْآنُ ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ (٦) فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَالْقَدَرِيُّ (٧) وَالزِّنْدِيقُ ـ الَّذِي لَايُؤْمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ ـ فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَايَكُونُ حُجَّةً إِلاَّ بِقَيِّمٍ ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ ، كَانَ حَقّاً.
فَقُلْتُ لَهُمْ : مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا (٨) : ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ ، وَعُمَرُ (٩) يَعْلَمُ ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ (١٠) ، قُلْتُ : كُلَّهُ؟ قَالُوا : لَا ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ : إِنَّهُ يَعْلَمُ (١١) الْقُرْآنَ (١٢) كُلَّهُ إِلاَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْءُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَ (١٣) قَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي (١٤) ، وَقَالَ هذَا : أَنَا أَدْرِي ، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عليهالسلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».
فَقُلْتُ : إِنَّ عَلِيّاً عليهالسلام ، لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : « وقلت ».
(٢) في الكافي ، ح ٤٣٥ : ـ « أليس ».
(٣) في الوسائل : ـ « هو ».
(٤) في « ف » والكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : + « رسول الله ».
(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : + « لله على خلقه ».
(٦) في « ض » : ـ « فنظرت في القرآن ».
(٧) في العلل : « والحروري ».
(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥. وفي المطبوع : « قالوا ».
(٩) في « ف » : + « قد كان ». وفي العلل : « قد كان عبدالله بن مسعود وفلان » بدل « ابن مسعود قد كان يعلم وعمر ».
(١٠) في « بح » : ـ « يعلم ».
(١١) في « ف ، بر ، بف » وحاشية « ج ، بح » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « يعرف ».
(١٢) في « بف » وحاشية « ف » والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « ذلك ».
(١٣) في « ض » : ـ « و ».
(١٤) في شرح صدر المتألّهين : ـ « وقال هذا : لا أدري ».
وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ عليهالسلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ ، وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ الْحَسَنِ (١) الْحُسَيْنُ عليهالسلام (٢) ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ (٣) : وَ (٤) أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِ عليهالسلام (٥) أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ (٦) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهالسلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ (٧) : وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».
قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ حَتّى أُقَبِّلَهُ ، فَضَحِكَ.
قُلْتُ (٨) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّكَ أَنْتَ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ ، فَقَالَ : « كُفَّ رَحِمَكَ (٩) اللهُ ».
قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ (١٠) أُقَبِّلْهُ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : « سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَلَا أُنْكِرُكَ (١١) بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً ». (١٢)
__________________
(١) في « ف » : + « بن عليّ ».
(٢) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّ عليهماالسلام ».
(٣) في « ج ، بف » والوافي : « فقلت ».
(٤) في « ب ، بر » : ـ « و ».
(٥) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّ عليهماالسلام ».
(٦) في « بح » : ـ « الحسين عليهالسلام ـ إلى ـ من بعده ».
(٧) في « ب » : « فقلت ».
(٨) في « ف ، بح » والعلل : « فقلت ».
(٩) في « بح » : « يرحمك ».
(١٠) في « بر ، بف » وحاشية « بح » : + « حتّى ».
(١١) « فلا انكرك ». الإنكار عدم المعرفة ، من النَكِرَة بمعنى ضدّ المعرفة. والمعنى : لا أعدّك بعد اليوم غير معروف لوضوح حالك عندي ، أو لا أجهل حقّك واستحقاقك لأن يجاب في كلّ مسألة بحقّ جوابها من غير تقيّة ، أو عرفتك اليوم وعرفت أنّك من شيعتنا. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٦ ( نكر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٦.
(١٢) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب أنّه لا يعرف إلاّبه ، ح ٢٣١ وفي التوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ١ ، بسنده عن الكليني ،
٤٩٨ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الْأَوْصِيَاءُ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ؟
قَالَ : « نَعَمْ ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ». (٣)
٤٩٩ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْخَيْرِ (٤) ، السَّامِعُ الْمُطِيعُ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ ، وَالسَّامِعُ الْعَاصِي لَاحُجَّةَ لَهُ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَاحْتِجَاجُهُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ » ثُمَّ قَالَ : « يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (٥) ». (٦)
__________________
وتمام الرواية فيهما هكذا : « قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : إنّي ناظرت قوماً ، فقلت لهم : إنّ الله ـ جلّ جلاله ـ أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يُعرف بخلقه ، بل العباد يُعرفون بالله. فقال : رحمك الله ». الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٥ ، إلى قوله : « وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ فقال : رحمك الله ». علل الشرائع ، ص ١٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن صفوان بن يحيى من قوله : « فقلت للناس : أليس تعلمون أنّ رسول الله ... » مع اختلاف يسير ؛ رجال الكشّي ، ص ٤٢٠ ، ح ٧٩٥ ، بسنده عن صفوان الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٤٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٣٥٣٢ ، إلى قوله : « ما قال في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله ».
(١) النساء (٤) : ٥٩.
(٢) المائدة (٥) : ٥٥.
(٣) الاختصاص ، ص ٢٧٧ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ٥٤٠.
(٤) في تفسير العيّاشي : « الجنّة ».
(٥) الإسراء (١٧) : ٧١.
(٦) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢ ، عن عبدالأعلى. وراجع : الأمالي للمفيد ، ص ٩٦ ، المجلس ١١ ، ح ٧ الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٠ ، ح ٥٣٥.
٩ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلى خَلْقِهِ
٥٠٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) (١) قَالَ (٢) : « نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَاصَّةً ، فِي كُلِّ قَرْنٍ (٣) مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَمُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم شَاهِدٌ عَلَيْنَا ». (٤)
٥٠١ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) (٥).
فقَالَ (٦) : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطى ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ (٧) عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».
قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ )؟
قَالَ : « إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ، ( هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ
__________________
(١) النساء (٤) : ٤١.
(٢) في البحار ، ج ٢٣ ، ح ٦٩ : + « هذا ».
(٣) في النهاية ، ج ٤ ، ص ٥١ ( قرن ) : « القَرْن : أهل كلّ زمان ، وهو مقدار التوسّط في أعمار أهل كلّ زمان ، مأخوذ من الاقتران ، وكأنّه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل : القرن أربعون سنة. وقيل : ثمانون. وقيل : مائة. وقيل : مطلق الزمان. وهو مصدر قَرَنَ يَقْرِن ».
(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٦ ، ح ١٠٠١ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٧ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٥ ، ح ١ ؛ وص ٣٥١ ، ح ٦٩.
(٥) البقرة (٢) : ١٤٣.
(٦) هكذا في « ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ و ٢٣. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».
(٧) في البحار ، ج ١٦ : « لله ».
( وَفِي هذا ) الْقُرْآنِ ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (١) فَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا (٣) عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ ، فَمَنْ صَدَّقَ (٤) ، صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَذَّبَ ، كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٥) ». (٦)
٥٠٢ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٧).
فَقَالَ : « أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ الشَّاهِدُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ». (٨)
__________________
(١) هكذا في المصحف الشريف ، سورة الحجّ (٢٢) : ٧٨ و « بر ، بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بف » والوافي والمطبوع : « عليكم شهيداً ». ولعلّه من النسّاخ ، أو هو نقل بالمعنى وإشارة إلى مضمون الآية ، انظر : شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.
(٢) في « ج » : + « هو ».
(٣) في الوافي : « وضمير التكلّم في « بلّغنا » يحتمل الفاعل والمفعول ».
(٤) في حاشية بدر الدين : « صدّقنا ». ويحتمل تخفيف « صدّق » و « كذّب ». انظر : الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.
(٥) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « يوم القيامة كذّبناه ». وفي البحار ، ج ١٦ : ـ « يوم القيامة ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « وحججه في أرضه » راجع : بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ١ و ٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٨ ، ح ١٠٠٢ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٦ ، ح ٢.
(٧) هود (١١) : ١٧.
(٨) كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٠٣ ، ح ٦٠ ، وفيه : « عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام » مع زيادة في آخره. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٣٢ ، ح ٢ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٣٧١ ، المجلس ١٣ ، ح ٥١ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٨٨ ، ح ٢٣٩ ، بسند آخر عن عليّ عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله. وفي الأمالي للمفيد ، ص ١٤٥ ، المجلس ١٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع زيادة في آخره ؛ تفسير فرات ، ص ١٨٩ ، ح ٢٤١ ، مع زيادة في أوّله ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ،
٥٠٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (١)؟
قَالَ : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ (٢) ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».
قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ).
قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ الْمُجْتَبَوْنَ ، وَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (٣) ، فَالْحَرَجُ (٤) أَشَدُّ مِنَ الضِّيقِ (٥) ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) : إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً وَ ( هُوَ ) (٦) ( سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ) : اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَمَّانَا الْمُسْلِمِينَ ( مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ
__________________
ص ٣٢٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف. تفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٨ ، وفيه : « عن الحسين بن سعيد ، معنعناً عن زاذان ، عن عليّ عليهالسلام » ؛ وص ١٩٠ ، ح ٢٤٤ ، وفيه : « عن الحسين بن الحكم ، معنعناً عن عباد بن عبدالله الأسدّي ، عن عليّ عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله ؛ وص ١٩١ ، ح ٢٤٦ ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد بن عمر الزهري ، معنعناً عن زيد بن سلام الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١١ ، عن عمّار بن سويد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مع زيادة في أوّله وآخره ؛ وص ١٤٢ ، ح ١٣ ، عن جابر بن عبدالله بن يحيى ، عن عليّ عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله ، وفي تفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٢٤٠ ؛ وكمال الدين ، ص ١٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ؛ تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٣ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٩.
(١) البقرة (٢) : ١٤٣.
(٢) في « ب ، ج ، بف » وحاشية « بر » وشرح صدر المتألّهين : « الوسطى ».
(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وفي حاشية « بس » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني وحاشية ميرزارفيعا والوافي : « من ضيق ».
(٤) في « بس » : « والحرج ».
(٥) في شرح المازندراني : « الضَيّق ، بفتح الضاد وشدّ الياء. وقد يخفّف ».
(٦) هكذا في القرآن والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « هو ».
( وَفِي هذا ) الْقُرْآنِ ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (١) ( وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) (٢) فَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ (٣) ، فَمَنْ صَدَّقَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ (٤) ، وَمَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ (٥) ». (٦)
٥٠٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ (٧) ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ :
__________________
(١) هكذا في القرآن و « ب ، بر ». وفي « ج ، ض ، ف ، و ، بح بس ، بف » والمطبوع : « عليكم شهيداً ».
(٢) الحجّ (٢٢) : ٧٧ ـ ٧٨.
(٣) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : + « يوم القيامة ».
(٤) في « ف » : « صدّقناه يوم القيامة ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٨ : « الفعل الثاني من باب التفعيل ، والأوّل يحتمل البابين ... وكذا قوله : من كذب كذّبناه ».
(٥) في « ف » : + « يوم القيامة ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٦٣ ، ح ١١ ؛ وص ٨٢ ، ح ٣ ، بسندهما ، عن ابن أبي عمير ، وفيهما إلى قوله : « وحججه في أرضه ». تفسير فرات ، ص ٢٧٥ ، ح ٣٧٤ ، وفيه : « فرات الكوفي معنعناً عن بريد » من قوله : « قلت : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا) ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١١٠ ، عن بريد ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، إلى قوله : « وحججه في أرضه ». راجع : بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٨٧ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٤.
(٧) روى حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ـ وهو راوي كتاب سليم بن قيس ـ عن سليم بن قيس في الكافي ، ح ١٩٣ و ١٣٩١ و ١٤٢١ ؛ والخصال ، ص ٤٤٧ ، ح ٤١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ ؛ كما روى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن اذينة ، عن أبان بن [ أبي عياش ] ، عن سليم بن قيس [ الهلالي ] في الكافي ، ح ٧٧٥ ، والخصال ، ص ٢٥٥ ، ح ١٣. فالظاهر سقوط الواسطة في سندنا هذا بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس الهلالي ، وهو أبان بن أبي عيّاش.
لا يقال : ترجم النجاشي لسليم بن قيس في رجاله ، ص ٨ ، الرقم ٤ وقال : « له كتاب ... أخبرني عليّ بن أحمد القمي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حمّاد بن عيسى : وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب » ، ولم يتوسّط أبان بن أبي عيّاش في طريق النجاشي بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس.
فإنّه يقال : وقوع الخلل في وجه طريق النجاشي ظاهر ، كما نبّه عليه الاستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ طَهَّرَنَا وَعَصَمَنَا ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلى خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ (١) فِي أَرْضِهِ ، وَجَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ ، وَجَعَلَ (٢) الْقُرْآنَ مَعَنَا ، لَا نُفَارِقُهُ ، وَلَايُفَارِقُنَا ». (٣)
__________________
توفيقه ـ في بعض تعليقاته ، وتشهد بذلك عبارة « قال حمّاد بن عيسى وحدثنا » ؛ فإنّه لم يذكر في الطريق من يروي عنه عثمان بن عيسى وحمّاد بن عيسى معاً ، فلا يصحّ الاستشهاد بطريق النجاشي لنقض ما ادّعيناه ، بل لابدّ من الرجوع إلى الأسناد لتبيين الخلل الواقع في طريق النجاشي ، فنقول : روى حمّاد بن عيسى ، عن [ عمر ] بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس في الكافي ، ح ١١١ و ١١٨ ، والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٦٢ ، وج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ، والأمالي للطوسي ، ص ٦٢٢ ، المجلس ٢٩ ، ح ١٢٨٣ ، والخصال ، ص ٥١ ، ح ٦٣ ، ص ١٣٩ ، ح ١٥٨ ، وعلل الشرائع ، ص ١٢٣ ، ح ١ ، وكمال الدين ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠ ، وص ٢٧٤ ، ح ٢٥.
فعليه روى حمّاد بن عيسى عن سليم بن قيس بطريقين ؛ « إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش » و « عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش » أضف إلى ذلك ما ورد في الكافي ، ح ٢٦٢٠ من رواية عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس.
فبالمقارنة بين ما ورد في الأسناد المشار إليها وطريق النجاشي نستطيع أن نقول : إنّ الأصل في طريق النجاشي كان هكذا : « ... عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس ، قال حمّاد بن عيسى وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس بالكتاب. يؤكّد ذلك ما ورد في الغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ ـ وقد أشرنا إليه ـ من رواية ابن أبي جيد ـ وهو عليّ بن أحمد القمي المذكور في طريق النجاشي ـ عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم البرقي ، عن محمّد بن علي أبي سمينة الكوفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي.
هذا ، ويظهر ممّا ذكرنا وقوع الخلل في طريق الشيخ الطوسي أيضاً إلى كتاب سليم بن قيس ، فإنّه قال : « له كتاب. أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجيلويه ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٣٤٦. وقد استفدنا ذلك ممّا أفاده الاستاذ السيّد محمّدجواد الشبيري دام توفيقه.
(١) في « ج ، ف ، بر » وحاشية « بف » : « حججه ». وفي كمال الدين : « حججاً ».
(٢) في كتاب سليم بن قيس والوسائل : ـ « جعل ».
(٣) كتاب سليم بن قيس ، ص ٦٠٥ ، ضمن الحديث الطويل ٧ ، عن أبان ، عن سليم. وفى بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٤٠ ، ح ٦٣ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠١ ، ح ١٠٠٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٣٥٣٥.
١٠ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام هُمُ الْهُدَاةُ (١)
٥٠٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ وَفَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٢).
فَقَالَ : « كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ (٣) الَّذِي هُوَ فِيهِمْ (٤) ». (٥)
٥٠٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي (٧) قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٨) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ (٩) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ (١٠) وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ». (١١)
٥٠٧ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ج ، ض » : ـ « هم ».
(٢) الرعد (١٣) : ٧.
(٣) في معنى « القرن » راجع ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.
(٤) في شرح صدر المتألّهين وتفسير العيّاشي : « فيه ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد. الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٣٩ ، بسنده عن موسى بن بكر الواسطي. كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ٩ ، بسند آخر ؛ وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٦.
(٦) في حاشية « ج ، بر » : + « بن هاشم ».
(٧) في « ج » : « عن ».
(٨) الرعد (١٣) : ٧.
(٩) في شرح صدر المتألّهين : « النبيّ ».
(١٠) في تفسير العيّاشي : + « من بعده ».
(١١) بصائر الدرجات ، ص ٢٩ ، ح ١ ، بسنده ، عن ابن أبي عمير ؛ كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير إلى قوله : « ما جاء به نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ». تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٨ ، عن بريد بن معاوية ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٧ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٠ ؛ وج ١٨ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٦.
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ )؟
فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، هَلْ مِنْ (١) هَادٍ الْيَوْمَ؟ ».
قُلْتُ (٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا زَالَ مِنْكُمْ (٣) هَادٍ مِنْ (٤) بَعْدِ هَادٍ حَتّى دُفِعَتْ (٥) إِلَيْكَ.
فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَوْ كَانَتْ (٦) إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلى رَجُلٍ ، ثُمَّ مَاتَ ذلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ ، مَاتَ الْكِتَابُ (٧) ، وَ (٨) لكِنَّهُ (٩) حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرى (١٠) فِيمَنْ مَضى ». (١١)
٥٠٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ (١٢) الْقَصِيرِ :
__________________
(١) في البصائر ، ص ٣١ : « فهل منّا ».
(٢) في البحار ، ج ٣٥ : « فقلت ».
(٣) في حاشية « ف ، بف » والبصائر ، ص ٣١ : « فيكم ».
(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبحار والبصائر ، ص ٣١. وفي المطبوع : ـ « من ».
(٥) في « ض » والبصائر ، ص ٣١ : « رفعت ». وفي « ف » وحاشية « بر » : « وقعت ».
(٦) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٩١ : « ... وتقديره : لو كانت آية إذا نزلت ، بأن تكون « آية » اسمَ كانت ، وقولُه : « إذا نزلت على رجل » صفة لها ، وقوله : « ثمّ مات الرجل » صفة بعد صفة. ويكون خبر كانت قولَه : ماتت الآية. وقوله : مات الكتاب ، بدل له بدلَ الكلّ ». في شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ : « إذا مع شرطه وجزاه ـ وهو ماتت الآية ـ وقع اسماً وخبراً لـ « كانت » ثمّ وقع المجموع شرطاً لـ « لو » وجزاه : مات الكتاب ».
(٧) في البحار ، ج ٢ : + « والسنّة ».
(٨) في البحار ، ج ٣٥ : ـ « و ».
(٩) في حاشية « بح » : « ولكن ».
(١٠) في شرح صدر المتألّهين : « يجري ».
(١١) بصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ٩ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد. وفيه ، ص ٣٠ ، ح ٥ بسند آخر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وص ٢٩ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛ كفاية الأثر ، ص ١٦٢ ، ضمن حديث الطويل بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « عليّ الهادي » الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٨ ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٤٣ ؛ وج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٣.
(١٢) في « ض » والبصائر : « عبد الرحمن ». والمذكور في البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣ ، ح ٥ نقلاً من بصائر الدرجات هو عبدالرحيم ، وهو الصواب ؛ فإنّ المذكور في أصحاب أبي جعفر عليهالسلام : عبدالرحيم القصير. راجع : رجال البرقي ، ص ١٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٧٧.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، أَمَا وَاللهِ ، مَا ذَهَبَتْ مِنَّا ، وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ». (١)
١١ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ
٥٠٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « نَحْنُ وُلَاةُ (٢) أَمْرِ اللهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ ، وَعَيْبَةُ (٣) وَحْيِ اللهِ ». (٤)
٥١٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطٍ (٥) ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد. الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٤٠ ، بسنده عن منصور بن حازم. بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٣ و ٤ و ٥ بسند آخر ؛ إلى قوله : « وعليّ الهادي ». تفسير فرات ، ص ٢٠٦ ، ح ٢٧١ ، بسند آخر ؛ تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦ ، عن عبد الرحيم القصير مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنان بن سدير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع : كفاية الأثر ، ص ٨٧ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٣ ، ح ١٠٠٩ ؛ البحار ، ج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٤.
(٢) « الولاة » : جمع الوليّ ، ووليّ الأمر صاحبه. تقول : هو وليّ المرأة ، أي صاحب أمرها والحاكم عليها. انظر : شرح صدر المتألّهين ص ٤٩٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤١٣ ( ولى ).
(٣) « العَيْبَةُ » : وِعاء من أدَم يكون فيها المتاع ، وما يجعل فيه الثياب. وزبِيلٌ من أدَم يُنْقل فيه الزرع المحصود إلى الجَرين. وعيبة الرجل : خاصّته وموضع سرّه. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٣٤ ( عيب ).
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٣ ، مع زيادة في آخره ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ، وفيهما عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٠.
(٥) في « ب » : ـ « عن أبيه أسباط » ، لكنّ الظاهر ثبوته ، كما عليه أكثر النسخ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١.
كُلَيْبٍ (١) ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى (٢) فِضَّةٍ ، إِلاَّ (٣) عَلى عِلْمِهِ ». (٤)
٥١١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ (٥) ، عَنْ سَدِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟
قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ (٦) وَحْيِ اللهِ ، وَ (٧) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ». (٨)
__________________
وأمّا وجه سقوطه من « ب » ، فهو جواز النظر من « أسباط » في « عليّ بن أسباط » إلى « أسباط » في « أبيه أسباط » ، فوقع السقط.
(١) في « ض » : « كلب ». وسورة هذا ، هو سورة بن كليب الأسدي ، راجع : رجال البرقي ، ص ١٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٧ ، الرقم ١٤٤٠ ، ص ٢٢٢ ، الرقم ٢٩٨٠.
(٢) في الوافي : ـ « على ».
(٣) في حاشية « ف » : « بل ». وفي شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٢ : « بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الظاهر ، وبكسر الهمزة وشدّ اللام على احتمال ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أسباط الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١١.
(٥) في « ب ، بر » : « يرفعه ».
(٦) « التراجمة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرْجُمان ، أو التُرْجُمان ، وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر ؛ لأنّهم يفسّرون نطق الحقّ ولسان القرآن بلسان الإنسان. أو المراد أنّهم مفسّرون لجميع ما أوحى الله تعالى إلى الأنبياء ومبيّنوها. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٧.
(٧) في « ب ، ض ، بر » والبصائر : ـ « و ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، وأبي عبدالله البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير. الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّة عليهمالسلام بمن يشبّهون ممّن مضى ... ، ح ٧٠٩ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن الحسين ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ،
٥١٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ : اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الْأَشْقِيَاءِ (٢) مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلَايَةِ عَلِيٍّ وَالْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَإِنَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَقَدْ أَنْبَأَنِي جَبْرَئِيلُ عليهالسلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ». (٣)
٥١٣ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ (٤) ،
__________________
عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ». راجع : الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٧ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٥ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٢.
(١) في « ف » : « النضر بن سويد أو شعيب » وفي هامش المطبوع نقلاً من بعض النسخ : « النضر بن سويد ». وروى محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطاب ] عن النضر بن شعيب في عدّةٍ من الأسناد ، وكذا في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب الأصحاب ، بل روى محمّد بن الحسين أكثر روايات النضر بن شعيب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ، الرقم ١٣٠٤٦ ؛ رجال النجاشي ، ص ٢٤٧ ، الرقم ٦٥٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٧٣ ، الرقم ٢٦٦.
وأمّا رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد ، فغير ثابتة ، وما ورد في بعض الأسناد من روايته عن النضر بن سويد ، قد وقع فيه التصحيف. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٢٨٩ ، ص ٢٩٨.
(٢) « على الأشقياء » خبر « استكمال حجّتي » أو متعلّق بـ « حجّتي » أو بـ « استكمال » و « مِن ترك » خبره ومتعلّقبالظرف المتقدّم عليه ، ويمكن أن يقرأ : « مَنْ ترك » بدلاً من « الأشقياء ». انظر : الوافي ، ج ٣ ، ص ١٠٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٨.
(٣) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما فرض الله عزّوجلّ ورسوله ... ، ح ٥٤٣. وفي بصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ١٢ ، عن محمّد بن الحسين مثله الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٣.
(٤) « الوحدانيّة » : حالة الوَحدانيّ ، وهو المفارق للجماعة المنفرد بنفسه. وهو منسوب إلى الوحدة بمعنى الانفراد ، بزيادة الألف والنون للمبالغة. انظر : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٠ ( وحد ).
مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ ، فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ (١) لِذلِكَ الْأَمْرِ ، فَنَحْنُ هُمْ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَنَحْنُ حُجَجُ اللهِ فِي (٢) عِبَادِهِ ، وَخُزَّانُهُ عَلى عِلْمِهِ ، وَالْقَائِمُونَ بِذلِكَ ». (٣)
٥١٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ (٤) الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى (٥) عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ، وَصَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا (٦) ، وَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، وَلَنَا نَطَقَتِ الشَّجَرَةُ (٧) ، وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللهُ ». (٨)
١٢ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتى (٩)
٥١٥ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
__________________
(١) في البصائر ، ص ٦١ : « ففرّدهم ».
(٢) في « ج » : « على ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٤ ، مع زيادة ؛ وص ١٠٤ ، ح ٧ ، وفيهما عن محمّد بن عبد الجبّار. التوحيد ، ص ١٥٢ ، ح ٩ ، بسنده ، عن ابن أبي يعفور ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع : الزهد ، ص ١٨٦ ، ح ٢٨٩ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٤.
(٤) في « ألف ، ج ، ض ، بف » : « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ موسى بن القاسم هو موسى بن القاسم بن معاوية بن وهبالبجلي. روى مسائل عليّ بن جعفر عنه ، ووردت روايته عنه في كثير من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ١٠٧٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٤ ، الرقم ٣٧٧ ؛ وص ٤٥٣ ، الرقم ٧١٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٢٦ ـ ٥٣٢. فعليه في السند تحويلٌ. ويروي عن عليّ بن جعفر ، موسى بن القاسم بن معاوية والعمركي بن عليّ جميعاً.
(٥) في « ج ، بح » : + « بن جعفر ».
(٦) في الوافي : « صورتنا ».
(٧) في « ج ، ض ، بح ، بر » والوافي : « الشجر ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ٩ ، بسنده عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر عليهالسلام ، وفيه ، ص ١٠٥ ، ح ١٣ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، إلى قوله : « في سمائه وأرضه » ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب التوحيد ، باب النوادر ، ح ٣٦١ ؛ والتوحيد ، ص ١٥١ ، ح ٨ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٥.
(٩) في « بح » : « فيها ». وفي « بر » : « يؤتى منها ».
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، عَنِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (١) عليهالسلام يَقُولُ (٢) : « الْأَئِمَّةُ خُلَفَاءُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي أَرْضِهِ ». (٣)
٥١٦ / ٢. عَنْهُ (٤) ، عَنْ مُعَلىًّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٥) : « الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الَّتِي يُؤْتى مِنْهَا ، وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ ». (٦)
٥١٧ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (٧) قال : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهمالسلام ». (٨)
١٣ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام نُورُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٩)
٥١٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :
__________________
(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « الرضا ».
(٢) في « ج ، ف » : + « إنّ ».
(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٦.
(٤) في « ب ، و » : « وعنه ».
(٥) في « ف » : + « إنّ ».
(٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٨.
(٧) النور (٢٤) : ٥٥.
(٨) تفسير فرات ، ص ٢٨٨ ، ح ٣٨٩ ، بسنده عن ابن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : نزلت في آل محمّد عليهمالسلام » الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٧.
(٩) في حاشية « ف » : + « في الأرض ». وفي مرآة العقول : + « في أرضه ».
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (١).
فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي (٢) الْأَرْضِ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ (٣) فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمْ وَاللهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَحْجُبُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ (٤) قُلُوبُهُمْ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَايُحِبُّنَا عَبْدٌ وَيَتَوَلاَّنَا (٥) حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلْبَهُ ، وَلَايُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتّى يُسَلِّمَ (٦) لَنَا ، وَيَكُونَ سِلْماً (٧) لَنَا ، فَإِذَا (٨) كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ ، وَآمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ ». (٩)
٥١٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) إِلى قَوْلِهِ ( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ
__________________
(١) التغابن (٦٤) : ٨.
(٢) في الوافي وتفسير القمّي : ـ « في ».
(٣) في « ج » : « الأئمّة ».
(٤) في الوافي : « فيظلم ».
(٥) عطف على المنفيّ. وفي حاشية « ج » : « ولا يتوَلاّنا ».
(٦) « حتّى يسلم » : إمّا من الإسلام بمعنى الانقياد ، أو من التسليم ؛ والسِّلم : خلاف الحرب. انظر : الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٥٤.
(٧) « السِلْم » و « السَلْم » : الصلح ، وضدّ الحرب. و « السَلَم » : الاستسلام والإذعان والانقياد. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجميع. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٩٣ ( سلم ).
(٨) في « ف » : « وإذا ».
(٩) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢٠.
الْمُفْلِحُونَ ) (١) قَالَ : « النُّورُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ عَلِيٌّ (٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ عليهمالسلام ». (٣)
٥٢٠ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : لَقَدْ آتَى اللهُ أَهْلَ الْكِتَابِ خَيْراً كَثِيراً ، قَالَ (٤) : « وَمَا ذَاكَ (٥)؟ » قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ تَعَالى : ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إِلى قَوْلِهِ : ( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) (٦) قَالَ : فَقَالَ : « قَدْ آتَاكُمُ اللهُ (٧) كَمَا آتَاهُمْ » ثُمَّ تَلَا : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) (٨) « يَعْنِي إِماماً تَأْتَمُّونَ بِهِ ». (٩)
٥٢١ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (١٠).
فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ عليهمالسلام ؛ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ (١١) الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ،
__________________
(١) الأعراف (٧) : ١٥٧.
(٢) في « ب ، ج ، ض ، بف » والوافي والبحار : ـ « عليّ ».
(٣) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٨ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « النور عليّ عليهالسلام ». تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « يعني أميرالمومنين عليهالسلام » الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٢ ؛ البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣١٠ ، ح ١٠.
(٤) في « ف » : « وقال ».
(٥) في « ف » والوافي : « ذلك ».
(٦) القصص (٢٨) : ٥٢ ـ ٥٤.
(٧) في « ف ، بح » : ـ « الله ».
(٨) الحديد (٥٧) : ٢٨.
(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٧٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام من قوله : « وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا » مع زيادة في أوّله. راجع : تفسير فرات ، ص ٤٦٨ ، ح ٦١٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٣.
(١٠) التغابن (٦٤) : ٨.
(١١) في « ض » : + « نور ».
وَيَحْجُبُ اللهُ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ (١) قُلُوبُهُمْ ، وَيَغْشَاهُمْ بِهَا ». (٢)
٥٢٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) : « فَاطِمَةُ عليهاالسلام » ( فِيها مِصْباحٌ ) : « الْحَسَنُ (٣) » ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) : « الْحُسَيْنُ » ( الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) (٤) : « فَاطِمَةُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا » ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) : « إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام » ( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) : « لَا يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ » ( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ) : « يَكَادُ الْعِلْمُ يَنْفَجِرُ (٥) بِهَا » ( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) : « إِمَامٌ مِنْهَا بَعْدَ إِمَامٍ » ( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) : « يَهْدِي اللهُ لِلْأَئِمَّةِ عليهمالسلام مَنْ يَشَاءُ ( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ ) (٦) ».
قُلْتُ : ( أَوْ كَظُلُماتٍ )؟ قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ، ( يَغْشاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) [ ( مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ) (٧) ] ( ظُلُماتٌ ) الثَّانِي (٨) ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ
__________________
(١) في « بف » وحاشية « ف » والوافي وحاشية بدر الدين : « فيُظْلِم ».
(٢) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢١.
(٣) في « ف » : « المصباح الحسن عليهالسلام » بدل « الحسن ».
(٤) « الدُرّيّ » و « الدِرّيّ » : منسوب إلى الدُرّ بصفائه ونقائه. ويجوز أن يكون منسوباً إلى الدرء ، بمعنى الدفع ، فأصله الدرّيء ، قُلبت همزته ياءً وادغمت في الياء. وأمّا الدَرّيّ ، فعلى النسبة إلى الدُرّ على غير قياس. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( درر ).
(٥) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وتفسير القمّي : « يتفجّر ».
(٦) النور (٢٤) : ٣٥.
(٧) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : ـ « مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ».
(٨) في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ ـ ٣٦٤ : « قوله : ظلمات الثاني ـ أي لفظ الظلمات الواقع ثانياً في الآية الموصوف فيها بأنّ بعضها فوق بعض ـ إشارة إلى معاوية وفتنة بني اميّة ». أي هي مبتدأ خبره معاوية وفتن