الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

وَرُوحُ الْقُدُسِ كَانَ (١) يَرى بِهِ (٢) ». (٣)

٥٦ ـ بَابُ الرُّوحِ الَّتِي يُسَدِّدُ اللهُ بِهَا الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام

٧١٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ) (٤).

قَالَ : « خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُخْبِرُهُ ، وَيُسَدِّدُهُ (٥) ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ». (٦)

٧٢٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

__________________

البصائر : « وتلهوا وتغفل وتسهو ».

(١) في حاشية « ض » : « كأنّه ».

(٢) في مرآة العقول : « كان يرى به ، على بناء المجهول أو المعلوم ». وفي البصائر : « وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض وغربها ، وبرّها وبحرها. قلت : جعلت فداك ، يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال : نعم وما دون العرش ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٥٤ ، ح ١٣ ، عن الحسين بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ، ح ١٢١٦ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢١.

(٤) الشورى (٤٢) : ٥٢.

(٥) « يسدّده » : من التسديد ، وهو التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٤٥٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ح ١ ، بسنده عن أبي بصير ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٥٦ ، ح ٦ ؛ وص ٤٥٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن أبي الصبّاح ، عن أبي عبد الله ؛ وفيه ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ ، بسنده عن أبي الصبّاح ، عن أبي بصير. وفيه أيضاً ، ص ٤٥٥ ـ ٤٥٦ ، ح ٣ و ٤ و ٥ و ٩ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٠ ، ح ١٢١٧ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢.

٦٨١

سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ (١) ـ وَأَنَا حَاضِرٌ ـ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ).

فَقَالَ : « مُنْذُ أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ الرُّوحَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَا صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ، وَإِنَّهُ لَفِينَا ». (٢)

٧٢١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (٣).

قَالَ : « خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ، وَهُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ ». (٤)

٧٢٢ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٥) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) « هِيت » اسم بلد على شاطئ الفرات. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ( هيت ).

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٤٥٧ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، قال : سأله رجل ... ؛ وفيه ، ح ١١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفيه أيضاً ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٠ ، ح ١٢١٨ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٤.

(٣) الإسراء (١٧) : ٨٥.

(٤) بصائر الدرجات ، ص ٤٦٢ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس. وفيه ، ص ٤٦١ ، ح ٥ ؛ وص ٤٦٢ ، ح ٨ ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب مواليد الأئمّة عليهم‌السلام ، ذيل الحديث الطويل ١٠٠٦ ، بسند آخر عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٦٢ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفي تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦٥ ، عن أسباط بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣١ ، ح ١٢١٩ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٣ ؛ وج ٥٩ ، ص ٢٢٢.

(٥) هكذا في « ب ، ض ، بس » والوافي. وفي « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بف » والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو ، كماتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.

٦٨٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ (١) : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قَالَ : « خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، لَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضى غَيْرِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ يُسَدِّدُهُمْ ، وَلَيْسَ كُلُّ (٢) مَا طُلِبَ وُجِدَ ». (٣)

٧٢٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْعِلْمِ : أَهُوَ عِلْمٌ (٥) يَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ (٦) مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ ، أَمْ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَؤُونَهُ فَتَعْلَمُونَ (٧) مِنْهُ؟

قَالَ : « الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ وَأَوْجَبُ (٨) ؛ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكَذلِكَ

__________________

(١) في البحار : ـ « يقول ».

(٢) احتمل المجلسي في مرآة العقول : كون الكلمة « كلّما » ، بأن يرجع المستتر في « طلب » و « وجد » إلى الروح. وجَعَل كون « ما » موصولةً أظهر.

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٦١ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم. وفيه ، ص ٤٦٠ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٦١ ، ح ٤ ، بسنده عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ح ٦ ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ص ٤٦١ ، ح ٣ ، بسند آخر ؛ وفيه أيضاً ؛ ص ٤٦٢ ، ح ١٠ و ١١ بسند آخر ، وفيهما : « وهو مع الأئمّة وليس كما ظننت ». وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦١ ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣١ ، ح ١٢٢٠ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٥.

(٤) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ ، عن أبي محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن‌أسباط. والمذكور في بعض مخطوطاته « عمران بن موسى ، عن موسى ‌بن جعفر » وهو الصواب ؛ فقد روى عمران بن موسى ‌كتاب موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، وتكرّر هذا الارتباط في بعض الأسناد والطرق. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٧٦٧ ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٨ ؛ وص ٤٠٦ ، الرقم ١٠٧٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٣١٧ ، الرقم ٤٨٨ ؛ وص ٣٨٦ ، الرقم ٥٩١ ؛ الكافي ، ح ٦٢٠ و ٦٧١ و ٧٢٣ و ١٣١٣٩.

(٥) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بر ، بس » وحاشية « و ، بح ، بف » والبحار : « شي‌ء ».

(٦) في حاشية « ض ، بف » : « الرجل ».

(٧) في حاشية « بر » : « فتتعلمون ». وفي شرح المازندراني : « فتعلمونه ». وفيه عن بعض النسخ : « فتتعلّمونه ».

(٨) في البصائر ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ : « وأجل ».

٦٨٣

أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ )؟ ».

ثُمَّ قَالَ : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِي هذِهِ الْآيَةِ؟ أَيُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي (١) مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ؟ ».

فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ.

فَقَالَ (٢) : « بَلى (٣) ، قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَايَدْرِي (٤) مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ حَتّى بَعَثَ (٥) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الرُّوحَ الَّتِي ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا (٦) إِلَيْهِ عَلَّمَ بِهَا (٧) الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ ، وَهِيَ الرُّوحُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَنْ شَاءَ ، فَإِذَا (٨) أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ ». (٩)

٧٢٤ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ، قَالَ :

أَتى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَسْأَلُهُ (١٠) عَنِ الرُّوحِ أَلَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ؟

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ » فَكَرَّرَ ذلِكَ عَلَى الرَّجُلِ.

فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً مِنَ الْقَوْلِ ، مَا أَحَدٌ يَزْعُمُ (١١) أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ.

__________________

(١) « لا يَدْري » ، أي لا يعرف ، من الدِراية ، وهي المعرفة المُدْرَكة بضرب من الحيل. يقال : دَرَيتُهُ ، ودَرَيْتُ به دِرْيَةً. والدِراية لا تستعمل في الله تعالى. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣١٣ ( درى ).

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والوافي والبحار والبصائر ص ٤٦٠. وفي « بف » والمطبوع : + « لي ».

(٣) في « بف » : ـ « بلى ».

(٤) في « ج » : « ما يدري ».

(٥) في « و » : « يبعث ».

(٦) في « بر » : + « الله ».

(٧) في البحار : « به ».

(٨) في « ب » : ـ « أوحاها ـ إلى ـ فإذا ».

(٩) بصائر الدرجات ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ ، عن أبي محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن أسباط ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ، ح ١ و ٢ و ٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٢ ، ح ١٢٢١ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٦ ، ح ٢٦.

(١٠) في حاشية « ف » : « فسأله ».

(١١) في البحار : « ما يزعم أحد ».

٦٨٤

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « إِنَّكَ ضَالٌّ ، تَرْوِي عَنْ أَهْلِ (٢) الضَّلَالِ ، يَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِنَبِيِّهِ عليه‌السلام (٣) : ( أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ ) (٤) وَالرُّوحُ (٥) غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ». (٦)

٥٧ ـ بَابُ وَقْتِ مَا يَعْلَمُ الْإِمَامُ جَمِيعَ عِلْمِ الْإِمَامِ

الَّذِي‌ (٧) قَبْلَهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً السَّلَامُ (٨)

٧٢٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَتى يَعْرِفُ الْأَخِيرُ مَا عِنْدَ الْأَوَّلِ؟

قَالَ : « فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ تَبْقى (٩) مِنْ رُوحِهِ ». (١٠)

٧٢٦ / ٢. مُحَمَّدٌ (١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَجَمَاعَةٍ مَعَهُ ، قَالُوا :

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « يَعْرِفُ الَّذِي بَعْدَ الْإِمَامِ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فِي آخِرِ‌

__________________

(١) في « ج » : « أئمّة ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٣) النحل (١٦) : ١ ـ ٢.

(٤) في « بف » : « فالروح ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٦٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين. وفي الغارات ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، مرسلاً عن أصبغ بن نباتة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٣ ، ح ١٢٢٢ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ٢٢٢.

(٦) في مرآة العقول : « علوم ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : + « كان ».

(٨) في « ض » : « عليهم‌السلام جميعاً ». وفي « ف » : « جميعاً عليهم‌السلام ».

(٩) في مرآة العقول : ـ « تبقى ».

(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦١ ، ح ١٢٦١.

(١١) في « ف » : + « بن يحيى ».

٦٨٥

دَقِيقَةٍ تَبْقى مِنْ رُوحِهِ ». (١)

٧٢٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٢) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الْإِمَامُ مَتى يَعْرِفُ (٣) إِمَامَتَهُ ، وَيَنْتَهِي الْأَمْرُ إِلَيْهِ؟

قَالَ : « فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ (٤) مِنْ حَيَاةِ الْأَوَّلِ ». (٥)

٥٨ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ

فِي الْعِلْمِ وَالشَّجَاعَةِ وَالطَّاعَةِ سَوَاءٌ‌

٧٢٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

__________________

(١) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦١ ، ح ١٢٦٢.

(٢) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو « محمّد بن الحسن ». والمراد به الصفّار ؛ فقد روى الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٤٧٨ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عليّ بن أسباط. وتوسّط محمّد بن الحسن بين محمّد بن يحيى ويعقوب بن يزيد في الكافي ، ح ٧٠٢ ، ٧١٣ ، ١٢٥٨.

هذا ، وقد أكثر محمّد بن الحسن [ الصفّار ] من الرواية عن يعقوب بن يزيد في الطرق والأسناد. راجع على سبيل المثال : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٩٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٨ ، الرقم ١٣ ؛ وص ١١٤ ، الرقم ١٥٤ ؛ وص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦ ؛ وص ١٥٦ ، الرقم ٢٤٠ ؛ وص ١٩٦ ، الرقم ٢٩٦. وراجع : بصائر الدرجات أيضاً.

وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٩٢٣ من رواية محمّد بن الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، فالظاهر فيه أيضاً وقوع التحريف ؛ لما ورد من عين السند في التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٣٧٧ ؛ وج ٩ ، وص ٨٣ ، ح ٣٥٢ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٣٤ ، وفيها : « محمّد بن الحسن الصفّار » بدل « محمّد بن الحسين ».

(٣) في « بف » : « تعرف ».

(٤) في حاشية « ج » : + « تبقى ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٨ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٢ ، ح ١٢٦٣.

٦٨٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ تَعَالى (١) : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ ) (٢) ( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (٣) » ، قَالَ : ( الَّذِينَ آمَنُوا ) : النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ؛ وَذُرِّيَّتُهُ : الْأَئِمَّةُ وَالْأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ، وَلَمْ نَنْقُصْ (٤) ذُرِّيَّتَهُمُ الْحُجَّةَ (٥) الَّتِي جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي عَلِيٍّ عليه‌السلام وَحُجَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ ، وَطَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ ». (٦)

٧٢٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ النَّهْدِيِّ (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « نَحْنُ فِي الْعِلْمِ وَالشَّجَاعَةِ سَوَاءٌ ، وَفِي الْعَطَايَا (٨) عَلى قَدْرِ مَا نُؤْمَرُ ». (٩)

__________________

(١) هكذا في « ف ». وفي « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار والبصائر : ـ « الله‌تعالى ». وفي المطبوع : « [ الله تعالى ] ». هو ممّا لابدّ منه ؛ لعدم المرجع للضمير في « قال ».

(٢) في الوافي : (ما أَلَتْناهُمْ) : ما نقصانهم ، وقوله : « ولم ننقص ذرّيّتهم الحجّة » تفسير لقوله تعالى : (وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ) فسّر عليه‌السلام العمل بما كانوا يحتجّون به على الناس من النصّ عليهم ، أو من العلم والفهم والشجاعة وغير ذلك فيهم ؛ وذلك لأنّها ثمرة الأعمال والعبادات المختصّة بهم ».

(٣) الطور (٥٢) : ٢١.

(٤) في « بس ، بف » : والبصائر : « لم تنقص ».

(٥) في البصائر : « الجهة ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ؛ تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، بسنده عن عليّ بن حسّان الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٩ ، ح ١٢٥٨ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٨.

(٧) في البصائر : « داود النميري » لكنّ المذكور في بعض نسخه « داود النهدي ». والظاهر أنّ داود هذا ، هو داود بن محمّد النهدي المذكور في رجال النجاشي ، ص ١٦١ ، الرقم ٤٢٧ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٢٧٩.

(٨) في « بس ، بف » : « العطا ». و « العَطايا » : جمع العَطِيَّة ، وهو الشي‌ء المُعطى. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٠ ( عطا ).

(٩) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ٣ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن داود النميري ، عن عليّ بن جعفر الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٩ ، ح ١٢٥٩.

٦٨٧

٧٣٠ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نَحْنُ فِي الْأَمْرِ وَالْفَهْمِ (١) وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ نَجْرِي مَجْرًى وَاحِداً. فَأَمَّا (٢) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَعَلِيٌّ عليه‌السلام ، فَلَهُمَا فَضْلُهُمَا ». (٣)

٥٩ ـ بَابُ أَنَّ الْإِمَامَ يَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَنَّ قَوْلَ

اللهِ تَعَالى : « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمنتِ

إِلَى أَهْلِهَا » فِيهِمْ عليهم‌السلام نَزَلَتْ ‌(٤)

٧٣١ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ (٥) ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ (٦) : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها

__________________

(١) في البصائر والاختصاص ، ص ٢٦٧ : « والنهي ».

(٢) في « بح » : « وأمّا ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ٢. الاختصاص ، ص ٢٦٧ ، مرسلاً عن الحارث بن المغيرة. راجع : الكافي ، كتاب المواريث ، باب علّة كيف صار للذكر سهمان وللُانثى سهم ، ح ١٣٣٦٢ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٤ ، ح ٩٩٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٠ ، ح ١٢٦٠ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٩.

(٤) في « ف » : « نزل » بدل « نزلت » ، وهو ما يقتضيه « قول الله ».

(٥) في البصائر : « محمّد بن اذينة » لكنّ المذكور في بعض نسخ البصائر « عمر بن اذينة » وهو الظاهر ؛ لكثرة دوران ابن اذينة في الأسناد بعنوان عمر بن اذينة. وابن اذينة هذا ، هو الذي ترجم له النجاشي في كتابه ، ص ٢٨٣ ، الرقم ٧٥٢ ، بعنوان « عمر بن محمّد بن عبدالرحمن بن اذينة » وذكره البرقي في رجاله ، ص ٢١ وكذا الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٥٥ بعنوان محمّد بن عمر بن اذينة ، وقالا : « غلب عليه اسم أبيه ».

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف ، و » : « عزّ وجلّ ذكره ». وفي المطبوع : « عزّوجلّ ».

٦٨٨

وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ).

قَالَ (١) : « إِيَّانَا عَنى ، أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَوَّلُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ الْكُتُبَ وَالْعِلْمَ وَالسِّلَاحَ ( وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ ؛ ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ؛ أَمَرَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (٣) بِطَاعَتِنَا « فَإِنْ (٤) خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي أَمْرٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَإِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي (٥) الْأَمْرِ مِنْكُمْ » (٦) كَذَا نَزَلَتْ ، وَكَيْفَ يَأْمُرُهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِطَاعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، وَيُرَخِّصُ فِي مُنَازَعَتِهِمْ؟! إِنَّمَا قِيلَ (٧) ذلِكَ لِلْمَأْمُورِينَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ». (٨)

__________________

(١) في « ب ، ف ، بف » والوافي : « فقال ».

(٢) النساء (٤) : ٥٨ ـ ٥٩.

(٣) في « بر » : « الدين ».

(٤) في « ف » : « فإذا ».

(٥) في حاشية « بس » : « ولاة ».

(٦) والآية في سورة النساء (٤) : ٥٩ هكذا : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ). قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٨١ : « وأمّا قوله : وإلى اولي الأمر منكم ، يحتمل أن يكون تفسيراً للردّ إلى الله وإلى اولي الأمر ، لأمر الله والرسول بطاعتهم ، فالردّ إليهم ردّ إليها ، فالمراد بقوله : كذا نزلت أي بحسب المعنى ». هذا واستدلّ المحقّق الشعرانى في تعليقته على الكافي المطبوع مع شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٧٥ ـ ٧٦ على عدم توقّف استدلال الإمام عليه‌السلام على وجود كلمة « اولي الأمر » ثمّ قال : « فلا دخل له في استدلال الإمام عليه‌السلام وكان زيادة كلمة اولي الأمر من سهو النسّاخ أو الرواة ». ثمّ ذكر توجيهاً على فرض وجودها. إن شئت فراجع. وقال الفيض في الوافي : « ردّ عليه‌السلام بكلامه في آخر الحديث على المخالفين حيث قالوا : معنى قوله سبحانه : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) : فإن اختلفتم أنتم واولوالأمر منكم في شي‌ء من امور الدين ، فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنّة. وجه الردّ أنّه كيف يجوز الأمر بإطاعة القوم مع الرخصة في منازعتهم؟ فقال عليه‌السلام : إنّ المخاطبين بالتنازع ليسوا إلاّ المأمورين بالإطاعة خاصّة ، وإنّ اولي الأمر داخلون في المردود إليهم ».

(٧) في « ف » : « فعل ». وفي حاشية « ف » : « قبل ».

(٨) بصائر الدرجات ، ص ١٨٨ ، ح ٥٥ ، بسنده عن محمّد بن اذينة ، إلى قوله : « الكتب والعلم والسلاح ». وفيه ، ص ٤٧٥ ، ح ٤ ، بسنده عن عمر بن اذينة ، إلى قوله : « الذي في أيديكم ». وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٣ ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في أوّله. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٤٧٥ ، ح ٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ،

٦٨٩

٧٣٢ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أَنْ يُؤَدِّيَ الْإِمَامُ الْأَمَانَةَ (١) إِلى مَنْ بَعْدَهُ ، وَلَايَخُصَّ (٢) بِهَا غَيْرَهُ ، وَلَايَزْوِيَهَا عَنْهُ (٣) ». (٤)

٧٣٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (٥) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ (٦) عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ يُؤَدِّي الْإِمَامُ (٧) إِلَى الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَلَايَخُصُّ بِهَا غَيْرَهُ ، وَلَايَزْوِيهَا عَنْهُ ». (٨)

٧٣٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ‌

__________________

ص ١٤١ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣٣ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٣ ، ح ٣٢١٧ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٠٤٢.

(١) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » : « الإمامة ».

(٢) في مرآة العقول : « ولا يخصّ ، يحتمل النصب والرفع ، وكذا قوله عليه‌السلام : ولا يزويها ».

(٣) في « ب » : ـ « عنه ». و « يزويها عنه » ، من زَويتُه أزوِيه زيّاً ، أي جمعته وطويته ونحّيته. أو من زواه عنّي ، أي صرفه عنّي وقبضه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ( زوى ).

(٤) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ ؛ وص ٤٧٧ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٥ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٣.

(٥) في « بس ، بف » : ـ « الرضا ».

(٦) في « ض ، بح ، بس » : « قوله ».

(٧) في البصائر ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ و ١١ وتفسير العيّاشي : « الأمانة ».

(٨) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٤٧٧ ، ح ١١ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٥ عن محمّد بن الفضيل. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٧٥ ، ح ١ و ٢ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ٥٤ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٧ و ٨ ، بسند آخر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٤.

٦٩٠

عَمَّارٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « أَمَرَ اللهُ الْإِمَامَ الْأَوَّلَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى الْإِمَامِ (١) الَّذِي بَعْدَهُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِنْدَهُ ». (٢)

٧٣٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَمُوتُ الْإِمَامُ حَتّى يَعْلَمَ (٣) مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَيُوصِيَ إِلَيْهِ (٤) ». (٥)

٧٣٦ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُعَلّى أَبِي عُثْمَانَ (٦) ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : «إِنَّ الْإِمَامَ يَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِي مِنْ بَعْدِهِ ، فَيُوصِي إِلَيْهِ».(٧)

__________________

(١) في « بس » : + « الثاني ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد. وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٧ ، عن ابن أبي يعفور. وراجع : معاني الأخبار ، ص ١٠٧ ، ح ١ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٥.

(٣) في شرح المازندراني : « قوله : لا يموت الإمام حتّى يعلم ، على صيغة المجهول من الإعلام ، أو على صيغة المعلوم من العلم ».

(٤) في « ب ، ف ، بس ، بف » : ـ « إليه ». وفي البصائر : ـ « فيوصي إليه ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٧.

(٦) هكذا في « بح » وحاشية « ض » والوافي. وفي « ألف » : « المعلّى بن عمير ». وفي « ب » : « معلّى بن أبي عثمان ». وفي « ج ، و ، بر ، بس ، جر » : « ابن أبي عثمان ». وفي « ض ، ف » : « معلّى بن عثمان ». وفي « بف » : « معلّى بن أبي غياث » وفي المطبوع : « [ ابن ] أبي عثمان ».

وما أثبتناه هو الظاهر. ومعلّى هذا ، هو معلّى أبو عثمان الأحول الراوي لكتاب معلّى بن خنيس ، وهو معلّى بن عثمان ، وقيل : معلّى بن زيد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤١٧ ، الرقمين ١١١٤ ، ١١١٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٥٥ ـ ٤٥٦.

(٧) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٤ ، ح ٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى. وفيه ، ص ٤٧٤ ـ ٤٧٥ ، ح ٤ ، ٥ ، ٦ و ٧ ،

٦٩١

٧٣٧ / ٧. أَحْمَدُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ (١) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مَاتَ (٢) عَالِمٌ حَتّى يُعْلِمَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مَنْ يُوصِي ». (٣)

٦٠ ـ بَابُ (٤) أَنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ

مَعْهُودٌ مِنْ وَاحِدٍ إِلى وَاحِدٍ عليهم‌السلام

٧٣٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبَانٍ (٥) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَذَكَرُوا الْأَوْصِيَاءَ ، وَذَكَرْتُ إِسْمَاعِيلَ (٦) ، فَقَالَ :

__________________

بسند آخر ولم يرد فيها : « فيوصي إليه » الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٨.

(١) لم نجد رواية فَضالة بن أيّوب عن سليمان بن خالد في موضع ، بل روى عنه فضالة في الأكثر بواسطةٍ ، وفي بعض الأسناد بواسطتين ، كما في التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ، ح ٥٣٠ ؛ وص ١٦٤ ، ح ٦٤٨ ؛ وج ٣ ، ص ١٦ ، ح ٥٦ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٠٧٤ ؛ وص ٤١٧ ، ح ١٦٠٠.

هذا ، والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ٣ ، بسنده عن فَضالة بن أيّوب ، عن عمرو بن أبان ، عن سليمان بن خالد. لكنّ الظاهر صحّة « عمر بن أبان » كما ورد في بصائر الدرجات ، ص ١٨٤ ، ص ٣ ، وهو عمر بن أبان الكلبي ، روى عنه فضالة بن أيّوب في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٠.

(٢) في البصائر ح ٢ و ٣ : + « منّا ».

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ٣ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمرو بن أبان ، عن سليمان بن خالد. وفيه ، ح ١ و ٢ ، بسند آخر الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٦.

(٤) في « ب » : + « في ».

(٥) في البصائر : « عمرو بن أبان ». ولم يثبت وجود راوٍ بهذا العنوان في هذه الطبقة. والظاهر أنّ الصواب في سند البصائر أيضاً هو « عمر بن أبان » والمراد به عمر بن أبان الكلبي المذكور في كتب الرجال ، كما تقدّم ذيل ح ٧٣٧.

(٦) في الوافي : « يعني بإسماعيل ابنه عليه‌السلام ، ومعنى ذكره له أنّه هل يوصي له بالإمامة بعده؟ ».

٦٩٢

« لَا وَاللهِ ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا ذَاكَ إِلَيْنَا ، وَمَا هُوَ إِلاَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُنْزِلُ (١) وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ ». (٢)

٧٣٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَتَرَوْنَ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ (٣)؟ لَاوَ اللهِ ، وَلكِنْ عَهْدٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِرَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتّى يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلى صَاحِبِهِ (٥) ». (٦)

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مِنْهَالٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

٧٤٠ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَيْثَمِ (٧) بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَعْهُودٌ لِرِجَالٍ‌

__________________

(١) في « بر » : « ينزّل ».

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ١٤ ، عن الحسين بن محمّد ، وفيه : « عن عمرو بن أبان » بدل « عُمر بن أبان ». وفيه ، ص ٤٧١ ، ح ٤ ، بسنده عن عمرو بن أبان الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ، ح ٧٣٣.

(٣) في « بر » : « يريده ».

(٤) في « بف » والبصائر ، ص ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، ح ١ ، ٢ ، ٥ و ٦ وكمال الدين : « عهدٌ من رسول الله » بدل « عهد من الله ورسوله ».

(٥) في « بح ، بس » : « حتى ينتهي إلى أمر صاحبه ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير. وفيه ، ص ٤٧١ ، ح ٥ و ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٢٢ ، ح ١١ ، بسند آخر عن عمرو بن أشعث. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٢ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص ٥١ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ، ح ٧٣٤.

(٧) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر ، بس » : « عثيم ». والمذكور في رجال البرقي ، ص ٣٩ ، هو « عيثم ». والظاهر من هذه الطبعة من رجال البرقي وطبعة القيّومي ، ص ٩٩ ، الرقم ١٠٠٢ ، اتّفاق نسخ الكتاب ، على « عيثم ».

٦٩٣

مُسَمَّيْنَ ، لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَزْوِيَهَا (١) عَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ.

إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوْحى إِلى دَاوُدَ عليه‌السلام : أَنِ اتَّخِذْ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِكَ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنْ لَا أَبْعَثَ نَبِيّاً إِلاَّ وَلَهُ وَصِيٌّ مِنْ أَهْلِهِ ، وَكَانَ لِدَاوُدَ عليه‌السلام (٢) أَوْلَادٌ عِدَّةٌ (٣) ، وَفِيهِمْ غُلَامٌ كَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ دَاوُدَ ، وَكَانَ لَهَا مُحِبّاً (٤) ، فَدَخَلَ دَاوُدُ عليه‌السلام عَلَيْهَا حِينَ أَتَاهُ الْوَحْيُ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْحى إِلَيَّ يَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّخِذَ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِي ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : فَلْيَكُنِ ابْنِي ، قَالَ : ذَاكَ (٥) أُرِيدُ ، وَكَانَ (٦) السَّابِقُ فِي عِلْمِ اللهِ الْمَحْتُومِ عِنْدَهُ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ.

فَأَوْحَى اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلى دَاوُدَ : أَنْ (٧) لَاتَعْجَلْ دُونَ أَنْ يَأْتِيَكَ أَمْرِي ، فَلَمْ يَلْبَثْ دَاوُدُ أَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي الْغَنَمِ وَالْكَرْمِ (٨) ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ : أَنِ (٩) اجْمَعْ وُلْدَكَ ، فَمَنْ قَضى (١٠) بِهذِهِ الْقَضِيَّةِ (١١) فَأَصَابَ (١٢) ، فَهُوَ وَصِيُّكَ مِنْ بَعْدِكَ (١٣).

فَجَمَعَ دَاوُدُ عليه‌السلام وُلْدَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَصَّ الْخَصْمَانِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ عليه‌السلام : يَا صَاحِبَ الْكَرْمِ ،

__________________

(١) تقدّم معناه ذيل ح ٧٣٢.

(٢) في حاشية « بس » : + « فيه ».

(٣) في « ف » : « عدّة أولاد ». و « العِدّة » : الجماعة ، قلّت أو كثرت. وهي الشي‌ء المعدود. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٥٠ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٨٢ ( عدد ).

(٤) في حاشية « ف » : « وكان له محبّة ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « ذلك ».

(٦) في « بر » : « فكان ».

(٧) في « ف » : ـ « أن ».

(٨) « الكَرْمُ » : شجرة العنب. واحدتها كَرْمَة. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥١٤ ( كرم ).

(٩) في « ف ، بف » : ـ « أن ».

(١٠) في « ف » : « مضى ». وفي الوسائل : + « منهم ».

(١١) قال الجوهري : « القضاء : الحكم ، وأصله قَضايٌ ؛ لأنّه مأخوذ من قَضَيْتُ ، إلاّ أنّ الياء لمّا جاءت بعد الألف همزت. والجمع : الأقْضِيَة. والقَضيَّةُ مثله. والجمع : القَضايا على فَعالى ، وأصله فَعائلُ ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٣ ( قضى ).

(١٢) في الوافي : « وأصاب ».

(١٣) في « ب » وحاشية « ض » : + « قال ».

٦٩٤

مَتى دَخَلَتْ غَنَمُ هذَا الرَّجُلِ كَرْمَكَ؟ قَالَ : دَخَلَتْهُ لَيْلاً ، قَالَ : قَدْ (١) قَضَيْتُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْغَنَمِ ، بِأَوْلَادِ غَنَمِكَ وَأَصْوَافِهَا فِي عَامِكَ هذَا.

ثُمَّ قَالَ لَهُ دَاوُدُ : فَكَيْفَ (٢) لَمْ تَقْضِ بِرِقَابِ الْغَنَمِ ، وَقَدْ قَوَّمَ ذلِكَ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ (٣) ثَمَنُ الْكَرْمِ قِيمَةَ الْغَنَمِ؟

فَقَالَ سُلَيْمَانُ : إِنَّ الْكَرْمَ لَمْ يُجْتَثَّ (٤) مِنْ أَصْلِهِ ، وَإِنَّمَا أُكِلَ حِمْلُهُ (٥) وَهُوَ عَائِدٌ فِي قَابِلٍ (٦).

فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ : إِنَّ الْقَضَاءَ فِي هذِهِ (٧) الْقَضِيَّةِ مَا قَضى سُلَيْمَانُ بِهِ ؛ يَا دَاوُدُ ، أَرَدْتَ أَمْراً وَأَرَدْنَا أَمْراً غَيْرَهُ.

فَدَخَلَ دَاوُدُ عَلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَرَدْنَا أَمْراً وَأَرَادَ اللهُ أَمْراً (٨) غَيْرَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلاَّ مَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ رَضِينَا بِأَمْرِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَسَلَّمْنَا (٩) ؛ وَكَذلِكَ الْأَوْصِيَاءُ عليهم‌السلام لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَتَعَدَّوْا بِهذَا الْأَمْرِ ، فَيُجَاوِزُونَ (١٠) صَاحِبَهُ إِلى غَيْرِهِ ». (١١)

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والبحار. وفي المطبوع : ـ « قد ».

(٢) في الوسائل : « كيف ».

(٣) في « ج ، بس » والوافي والبحار : « فكان ».

(٤) « لم يُجْتَثّ » : لم يُقْطَعْ ، من الجَثّ بمعنى القطع ، أو القلع. راجع : المفردات للراغب ، ص ١٨٧ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ( جثث ).

(٥) قال الفيروزآبادي : « الحَمْل : ثمر الشجر ، ويُكْسَرُ. والفتح : لما بَطَنَ من ثمره ، والكسر : لما ظَهَرَ ، أو الفتح : لما كان في بطْن ، أو على رأس شجرة ، والكسر : لما على ظَهْر أو رأس ، أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكبر ويعظم ، فإذا كبر فبالفتح ». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٦ ( حمل ).

(٦) في « ف » : « القابل ».

(٧) في « ف ، بف » : ـ « هذه ».

(٨) في البحار : ـ « أمراً ».

(٩) في الوافي : + « ذلك ».

(١٠) الفاء للاستيناف. في « بر » : « فيتجاوزون ». وفي مرآة العقول : « فيجازون ».

(١١) بصائر الدرجات ، ص ٤٧٢ ، ح ١٢ ، عن الحسين بن محمّد ، إلى قوله : « ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده » ، فيه : « عثمان بن أسلم » بدل « عيثم بن أسلم ». وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ٥١ ، ح ١ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣٥٦١٢ ، وفيه من قوله : « أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم » إلى قوله « أنّ القضاء في هذه القضيّة ما قضى به سليمان » ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ١٣٢ ، ح ٧.

٦٩٥

قَالَ الْكُلَيْنِيُّ :

مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ (١) أَنَّ الْغَنَمَ لَوْ دَخَلَتِ الْكَرْمَ نَهَاراً ، لَمْ يَكُنْ عَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ شَيْ‌ءٌ ؛ لِأَنَّ لِصَاحِبِ الْغَنَمِ (٢) أَنْ يُسَرِّحَ (٣) غَنَمَهُ بِالنَّهَارِ تَرْعَى ، وَعَلى صَاحِبِ الْكَرْمِ حِفْظُهُ ، وَعَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يَرْبِطَ غَنَمَهُ لَيْلاً ، وَلِصَاحِبِ الْكَرْمِ أَنْ يَنَامَ فِي بَيْتِهِ.

٧٤١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَجَمِيلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ (٤) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَتَرَوْنَ أَنَّ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ؟ لَاوَ اللهِ ، وَلكِنَّهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى رَجُلٍ (٥) فَرَجُلٍ حَتّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ (٦) ». (٧)

__________________

(١) قال المجلسي في مرآة العقول : « قوله : معنى الحديث الأوّل ، لعلّ الأوّل بدل من الحديث ، أي الأوّل منه ، والحاصل : معنى أوّل الحديث وهو سؤال سليمان عن وقت دخول الغنم والكرم وفائدته ».

(٢) في « بس » : « لأنّ صاحب الغنم له ».

(٣) « يُسَرِّح » ، من التسريح بمعنى الإرسال ، أو من السَرْح بمعنى الإسامة والإهمال. وقرأه المجلسي في مرآة العقول ، معلوماً من باب الإفعال ، حيث قال : « ويقال : أسْرَحتُ الماشية ، أي أنفشتها وأهملتها ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ( سرح ).

(٤) روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٧ ، بسنده عن عمرو بن الأشعث. وورد مضمون الخبر أيضاً في بصائر الدرجات ، ص ٤٧٠ ، ح ١ ، وص ٤٧١ ، ح ٥ ، وص ٤٧٢ ، ح ١٠ ، عن عمرو بن الأشعث. فعليه لا يبعد أن يكون الصواب في ما نحن فيه أيضاً : عمرو بن الأشعث.

(٥) في « ف » : « لرجل » بدل « إلى رجل ».

(٦) في الوافي : « يعني إلى نفس الموصي ».

(٧) بصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، وفيه « عمرو بن الأشعث » بدل « عمرو بن مصعب ». وفيه ، ص ٤٧٠ ـ ٤٧٢ ، ح ١ ، ٢ ، ٣ ، ٥ ، ٦ ، ٨ ، ٩ و ١٠ بأسانيد مختلفة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٥.

٦٩٦

٦١ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَلَايَفْعَلُونَ

إِلاَّ بِعَهْدٍ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَمْرٍ مِنْهُ لَايَتَجَاوَزُونَهُ (١)

٧٤٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (٢) بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْوَصِيَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلى مُحَمَّدٍ كِتَاباً (٣) لَمْ يَنْزِلْ (٤) عَلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كِتَابٌ مَخْتُومٌ (٥) إِلاَّ الْوَصِيَّةُ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ : نَجِيبُ (٦) اللهِ مِنْهُمْ وَذُرِّيَّتُهُ ، لِيَرِثَكَ (٧) عِلْمَ النُّبُوَّةِ كَمَا وَرِثَهُ (٨) إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، وَمِيرَاثُهُ‌

__________________

(١) في « ب » : « لا يجاوزونه ».

(٢) كذا في النسخ والمطبوع. والظاهر صحّة « الحسن ». وعلى هذا ، هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال الراوي لكتب إسماعيل بن مهران ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٦ ، الرقم ٤٩. وجعفر بن محمّد الراوي عنه هو جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه. راجع : علل الشرائع ، ص ٩٣ ، ح ٢ ؛ وص ٣٠٤ ، ح ٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٣١٨ ، ح ٥ ؛ وص ٣٤٦ ، ح ٣٤ ؛ وص ٤٠٨ ، ح ٦ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٦٨ ، ح ٣ ؛ وص ٤١١ ، المجلس ٧٦ ، ح ٨.

ثمّ إنّه روى جعفر بن محمّد بن مالك عن عليّ بن الحسن بن فضّال في كمال الدين ، ص ٣٧٠ ، ح ٢ ؛ وص ٦٤٨ ، ح ٢.

(٣) في الوافي : « كتاباً ، أي مكتوباً بخطّ إلهي مشاهد من عالم الأمر ، كما أنّ جبرئيل عليه‌السلام كان ينزل عليه في صورة آدمي مشاهد من هناك ».

(٤) في « ض » : « لم ينزّل ». وفي « بر » : « لم يُنْزَل ».

(٥) في « ف ، بس » : « محتوم ».

(٦) النجيب من الرجال هو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ؛ كني به عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. وراجع : الوافى ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٩ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧ ( نجب ).

(٧) في « بج » : « لِيَرِثْك » بصيغة الأمر. وفي « بر » : « لَيَرِثُك ». بفتح اللام. وفي مرآة العقول : « ليرثك ، بالنصب ، أو بصيغة أمر الغائب ».

(٨) في حاشية « ف » : « ورثتَه ». وفي مرآة العقول : « كما ورثه ، أي علم النبوّة ، إبراهيمُ بالرفع ، أو إبراهيمَ بالنصب ، فالضمير المرفوع في ورثه عائد إلى عليّ عليه‌السلام ، وعلى الأوّل ضمير ميراثه للعلم ، وعلى الثاني لإبراهيم عليه‌السلام ».

٦٩٧

لِعَلِيٍّ عليه‌السلام وَذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ ».

قَالَ (١) : « وَكَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ » قَالَ : « فَفَتَحَ عَلِيٌّ عليه‌السلام الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ ، وَمَضى لِمَا فِيهَا (٢) ؛ ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُ عليه‌السلام الْخَاتَمَ الثَّانِيَ ، وَمَضى لِمَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا (٣) ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ عليه‌السلام وَمَضى ، فَتَحَ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام الْخَاتَمَ الثَّالِثَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ قَاتِلْ (٤) فَاقْتُلْ وَتُقْتَلُ (٥) ، وَاخْرُجْ بِأَقْوَامٍ لِلشَّهَادَةِ ، لَا (٦) شَهَادَةَ لَهُمْ إِلاَّ مَعَكَ » قَالَ : « فَفَعَلَ عليه‌السلام ؛ فَلَمَّا مَضى دَفَعَهَا إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام قَبْلَ ذلِكَ ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنِ اصْمُتْ وَأَطْرِقْ (٧) ؛ لِمَا (٨) حُجِبَ الْعِلْمُ ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَمَضى ، دَفَعَهَا إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (٩) عليهما‌السلام ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ فَسِّرْ كِتَابَ اللهِ تَعَالى ، وَصَدِّقْ أَبَاكَ (١٠) ، وَوَرِّثِ ابْنَكَ ، وَاصْطَنِعِ الْأُمَّةَ (١١) ، وَقُمْ بِحَقِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقُلِ الْحَقَّ فِي‌

__________________

(١) في « ج ، ض ، بس » والبحار : « فقال ».

(٢) قال الفيض في الوافي ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ : « ومضى لما فيها ، على تضمين معنى الأداء ونحوه ، أي مؤدّياً أو ممتثلاًلما امر به فيها ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « ومضى لما فيها ، اللام للظرفيّة ، كقولهم : مضى لسبيله ، أو للتعليل ، أو للتعدية ، أي أمضى ما فيها. أو يضمَّن فيه معنى الامتثال والأداء ، والضمير للوصيّة ».

(٣) في « بح » : « مضى لأمره به فيها ».

(٤) في « ف ، بح ، بف » : ـ « قاتل ».

(٥) في « ض ، بر » : « تُقَتّل ».

(٦) في « ف » : « ولا ». وفي مرآة العقول : « جملة لا شهادة استينافيّة ، أو قوله : للشهادة ولا شهادة كلاهما نعت لأقوام ، أي بأقوام خلقوا للشهادة ».

(٧) « أَطْرِقْ » ، أي اسكتْ ، من أطرق الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم. وأطرق أيضاً : أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، يعني سكت ناظراً إلى الأرض. وعلى الأوّل فالعطف للتفسير والتأكيد ، وعلى الثاني فهو كناية عن الإعراض عن الناس وعدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٨٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٩٠.

(٨) في « بح ، بر » : « لمّا ». وفي شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٨٢ : « لما ، بفتح اللام وشدّ الميم ، أو بكسر اللام وما مصدريّة ، وهو على التقديرين تعليل للسكوت وعدم إفشاء علم الشرائع ودعوة الخلق إليه لعدم انتفاعهم به ولقتلهم إيّاه مثل أبيه عليهما‌السلام ». وراجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٩٠.

(٩) في « ض » : + « بن الحسين ».

(١٠) في حاشية « ج » : « آباءك ».

(١١) « اصطنع الأُمّةَ » ، أي رَبِّهم بالعلم والعمل وخرّجهم وأحسن إليهم ، يقال : اصطنعته ، أي ربّيته

٦٩٨

الْخَوْفِ وَالْأَمْنِ ، وَلَاتَخْشَ إِلاَّ اللهَ ؛ فَفَعَلَ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَنْتَ هُوَ؟

قَالَ : فَقَالَ : « مَا بِي إِلاَّ أَنْ تَذْهَبَ يَا مُعَاذُ (١) ، فَتَرْوِيَ (٢) عَلَيَّ ».

قَالَ : فَقُلْتُ : أَسْأَلُ اللهَ ـ الَّذِي رَزَقَكَ مِنْ آبَائِكَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ ـ أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ (٣) مِثْلَهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ.

قَالَ : « قَدْ فَعَلَ اللهُ ذلِكَ يَا مُعَاذُ ».

قَالَ : فَقُلْتُ (٤) : فَمَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ : « هذَا الرَّاقِدُ (٥) » وَأَشَارَ (٦) بِيَدِهِ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَهُوَ رَاقِدٌ (٧). (٨)

٧٤٣ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٩) ، عَنْ‌

__________________

وخرّجته ، وصُنِّعت الجاريةُ ، أي أُحْسِنَ إليها حتّى سَمِنَتْ ، كصُنِّعَتْ ، أو اصنع الفرسَ ، وصَنِّع الجارية ، أي أحسن إليها وسَمِّنْها. قال الراغب : « الاصطناع : المبالغة في إصلاح الشي‌ء ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٩٣ ؛ القاموس المحيط ، ح ٢ ، ص ٩٩١ ( صنع ).

(١) في « ف » : « ما بي يا معاذ إلاّ أن تذهب ».

(٢) في الوافي : « أي ما بي بأس في إظهاري لك بأنّي هو إلاّمخافة أن تروي ذلك عليّ فأشتهر به ». وفي شرح المازندراني : « ويمكن أن يكون تأبى بالتاء المثنّاة الفوقانيّة ».

(٣) قال الجوهري : « العَقِبُ ، بكسر القاف : مؤخَّر القدم ، وهي مؤنّثة. وعَقِبُ الرجُل أيضاً : وَلَده وولد ولده ». الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).

(٤) في « ف ، بر » : « قلت ».

(٥) « الراقد » : النائم. قال الراغب : « الرُقاد : المستطاب من النوم القليل. يقال : رَقَدَ رُقُوداً فهو راقد والجمع الرُقُود. وقال الفيّومي : رَقَدَ رُقُوداً ورُقاداً : نام ليلاً كان أو نهاراً. وبعضهم يخصّه بنوم الليل. والأوّل هو الحقّ » راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٦٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).

(٦) في البحار : « فأشار ».

(٧) في حاشية « بر » : « نائم ».

(٨) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ح ٨٠٢ ، من قوله : « قال : فقلت : أسأل الله الذي رزقك من آبائك » ؛ الغيبة للنعماني ، ص ٥٢ ، ح ٣ ، وفيهما بسند آخر عن معاذ بن كثير ، مع اختلاف يسير. وفي الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، مرسلاً عن ثبيت ، عن معاذ بن كثير ، وفيه من قوله : « أسأل الله الذي رزقك من آبائك » الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦ ، ح ٧٤٠ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٧ ، ح ٤٦.

(٩) تقدّم نظير السند في ح ٤٤٦ و ٥٤٢ و ٦٨٠. واستظهرنا في الجميع صحّة « محمّد بن الحسن ». كما ورد

٦٩٩

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلى نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كِتَاباً قَبْلَ وَفَاتِهِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ إِلَى النُّجَبَةِ (٢) مِنْ أَهْلِكَ ، قَالَ : وَمَا (٣) النُّجَبَةُ يَا جَبْرَئِيلُ؟ فَقَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَوُلْدُهُ عليهم‌السلام.

وَكَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ ، فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهُ ، وَيَعْمَلَ بِمَا فِيهِ ، فَفَكَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام خَاتَماً ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عليه‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً (٤) ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً (٥) ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنِ اخْرُجْ بِقَوْمٍ إِلَى الشَّهَادَةِ ؛ فَلَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلاَّ مَعَكَ ، وَاشْرِ (٦) نَفْسَكَ لِلّهِ (٧) عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَفَعَلَ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنْ أَطْرِقْ (٨) وَاصْمُتْ ، وَالْزَمْ مَنْزِلَكَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ؛ فَفَعَلَ.

__________________

على الصواب في ح ٦٢٨ و ٧١٣ و ١٢٥٨.

(١) في « ألف ، ض ، و ، بر » : « محمّد بن أحمد بن عبد الله العمري ». وفي « بس » : « أحمد بن محمّد بن عبيد الله العمري ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٢) قال الجوهري : رجل نجيب ، أي كريم بيّن النجابة ، والنُجَبَةُ مثال الهُمَزَة : النجيب. وفي مرآة العقول : « النُجَبَةُ ـ بضمّ النون وفتح الجيم ـ مبالغة في النَجيب ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ( نجب ).

(٣) في « بر » : « ومن ».

(٤) في « ف » : ـ « ففكَّ خاتماً ».

(٥) في الوافي : « لعلّ الخواتيم كانت متفرّقة في مطاوي الكتاب بحيث كلّما نشرت طائفة من مطاويه انتهى النشرإلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلاّ أن يفضّ الخاتم ».

(٦) في حاشية « ض » والأمالي للصدوق : « اشتر ». وفي حاشية « بر » : « بع ».

(٧) في « ج » : « الله ».

(٨) تقدّم معنى « أطرق » ذيل ح ١ من هذا الباب.

٧٠٠