الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

مَعْرِفَتِهِ؟! ». (١)

٣٤٠ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ (٢) الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ ، فَأَذِنَ لِي ، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (٣) : أَفَتُقِرُّ أَنَّ اللهَ مَحْمُولٌ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « كُلُّ مَحْمُولٍ مَفْعُولٌ بِهِ ، مُضَافٌ إِلى غَيْرِهِ ، مُحْتَاجٌ ، وَالْمَحْمُولُ اسْمُ نَقْصٍ فِي اللَّفْظِ ، وَالْحَامِلُ فَاعِلٌ وَهُوَ فِي اللَّفْظِ مِدْحَةٌ ، وَكَذلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ : فَوْقَ ، وَتَحْتَ ، وَأَعْلى ، وَأَسْفَلَ (٤) ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالى : ( وَلِلّهِ ) (٥) ( الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) (٦) وَلَمْ يَقُلْ فِي كُتُبِهِ : إِنَّهُ الْمَحْمُولُ ، بَلْ قَالَ : إِنَّهُ الْحَامِلُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَالْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ، وَالْمَحْمُولُ مَا سِوَى اللهِ ، وَلَمْ يُسْمَعْ أَحَدٌ آمَنَ بِاللهِ وَعَظَمَتِهِ قَطُّ قَالَ فِي دُعَائِهِ : يَا مَحْمُولُ ».

قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ قَالَ : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) (٧) وقَالَ :

__________________

المفعول المطلق ، أي كيف تحمل العرشُ ربَّه الله سبحانه حَمْلَه الذي في طوقه بالنسبة إلى محمولاته » ونسب ما في المتن إلى النسخ ، ثمّ قال : « وليس بذلك ؛ إذ كان السؤال : أنّ الله سبحانه أهو حامل العرش ، أم العرش حامل إيّاه؟ تعالى عن ذلك ، لا أنّ حملة العرش حاملة إيّاه. سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج ٤ ، ص ١٢٩ ـ ١٣١ والفيض في الوافي ، ج ١ ، ص ٤٩٨ بأن لا تساعده النسخ والفصاحة وضمائر الجمع فيما بعد ، وبغير ذلك.

(١) الوافي ، ج ١ ، ص ٤٩٥ ، ح ٣٩٦ ؛ البحار ، ج ٥٨ ، ص ٩ ، ح ٨.

(٢) قال صدر المتألّهين في شرحه : « الظاهر أنّ أبا قرّة كان رجلاً ظاهريّاً ». وقال المازندراني في شرحه : « أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة ، وكان مذهبه أنّ الله تعالى جسم فوق السماء دون ما سواها ». وقال المحقّق الشعراني في حاشية الوافي : « قوله : أبوقرّة ، هو كنية موسى بن طارق اليماني الزبيدي القاضي ».

(٣) في « بح » : ـ « له ».

(٤) لوحظ هنا حكاية حال الكلمات الأربع في حالة الإضافة. ويجوز فيها الرفع أيضاً.

(٥) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « له » بدل « ولله ». وفي « ز ، د ، ص ، ض » : « وله ». ولعلّه نقل في النسخ بالمعنى أو تصحيف من النسّاخ.

(٦) الأعراف (٧) : ١٨٠.

(٧) الحاقّة (٦٩) : ١٧.

٣٢١

( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) (١)؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « الْعَرْشُ لَيْسَ هُوَ اللهَ ، وَالْعَرْشُ اسْمُ عِلْمٍ وَقُدْرَةٍ وَعَرْشٍ فِيهِ كُلُّ شَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ أَضَافَ (٢) الْحَمْلَ إِلى غَيْرِهِ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ ؛ لِأَنَّهُ اسْتَعْبَدَ خَلْقَهُ بِحَمْلِ عَرْشِهِ وَهُمْ (٣) حَمَلَةُ عِلْمِهِ ، وَخَلْقاً يُسَبِّحُونَ حَوْلَ عَرْشِهِ وَهُمْ يَعْمَلُونَ (٤) بِعِلْمِهِ ، وَمَلَائِكَةً (٥) يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ عِبَادِهِ ، وَاسْتَعْبَدَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِالطَّوَافِ حَوْلَ بَيْتِهِ ، وَاللهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى كَمَا قَالَ. وَالْعَرْشُ (٦) وَمَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَاللهُ الْحَامِلُ لَهُمُ ، الْحَافِظُ (٧) لَهُمُ ، الْمُمْسِكُ ، الْقَائِمُ عَلى ‌كُلِّ نَفْسٍ ، وَفَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَ (٨) عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يُقَالُ : مَحْمُولٌ ، وَلَا أَسْفَلُ ـ قَوْلاً مُفْرَداً لَايُوصَلُ بِشَيْ‌ءٍ ـ فَيَفْسُدُ اللَّفْظُ وَالْمَعْنى ».

قَالَ (٩) أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ (١٠) بِالرِّوَايَةِ الَّتِي جَاءَتْ : أَنَّ اللهَ إِذَا غَضِبَ إِنَّمَا يُعْرَفُ غَضَبُهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَجِدُونَ ثِقَلَهُ (١١) عَلى كَوَاهِلِهِمْ (١٢) ، فَيَخِرُّونَ سُجَّداً (١٣) ، فَإِذَا‌

__________________

(١) غافر (٤٠) : ٧. وفي حاشية « ف » : + « ومن حوله ».

(٢) يحتمل أن تكون « إضاف » بكسر الهمزة على أنّه مصدر مبتدأ مضاف بحذف التاء ، فقوله عليه‌السلام : « خلق من خلقه » مرفوع خبراً ، والخلق بمعنى التقدير ؛ يعني إضافة حمل العرش إلى غيره تقدير من تقديراته. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٣٥.

(٣) في شرح المازندراني : « ضمير الجمع يعود إلى « خلقه » ؛ لأنّه جنس يصدق على الكثير ».

(٤) في « ب ، ف » : « يعلمون ».

(٥) في « بح » : « وملائكته ». وفي « بف » : « ومليكه ».

(٦) « العرش » وما عطف عليه مبتدأ خبره محذوف ، تقديره : محمول كلّهم ، أو سواء في نسبتهم إليه تعالى ، بقرينة السابق واللاحق. واحتمل المازندراني عطفه على « الأرض » أيضاً ؛ بمعنى استعبدهم. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣١٧ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٣٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٧٧.

(٧) في « ب ، بس ، بف » : « والحافظ ».

(٨) في « ف » : « وهو ».

(٩) في « ف » : « وقال ».

(١٠) في « ب ، بر » : « فنكذب ». وفي شرح المازندراني : « فتكذّب ، استفهام على سبيل الإنكار ، بحذف أداته ».

(١١) هو هنا بمعنى ما يقابل الخفّة دون الوزن.

(١٢) « الكواهل » : جمع كاهِل ، وهو الحارك ، أي ما بين الكتفين. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٤ ( كهل ).

(١٣) « فيخرّون سجّداً » ، أي فيسقطون ساجدين. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ( خرر ).

٣٢٢

ذَهَبَ الْغَضَبُ ، خَفَّ وَرَجَعُوا إِلى مَوَاقِفِهِمْ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنْذُ لَعَنَ إِبْلِيسَ ، إِلى يَوْمِكَ هذَا هُوَ غَضْبَانُ عَلَيْهِ ، فَمَتى رَضِيَ؟ وَهُوَ (١) فِي صِفَتِكَ لَمْ يَزَلْ غَضْبَانَ (٢) عَلَيْهِ وَعَلى أَوْلِيَائِهِ وَعَلى أَتْبَاعِهِ ، كَيْفَ (٣) تَجْتَرِئُ أَنْ تَصِفَ رَبَّكَ بِالتَّغَيُّرِ (٤) مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ، وَأَنَّهُ (٥)

يَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي (٦) عَلَى الْمَخْلُوقِينَ؟! سُبْحَانَهُ وَتَعَالى ، لَمْ يَزُلْ مَعَ الزَّائِلِينَ ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَ الْمُتَغَيِّرِينَ ، وَلَمْ يَتَبَدَّلْ مَعَ الْمُتَبَدِّلِينَ ، وَمَنْ دُونَهُ فِي يَدِهِ وَتَدْبِيرِهِ ، وَكُلُّهُمْ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ ، وَهُوَ غَنِيٌّ عَمَّنْ سِوَاهُ » (٧).

٣٤١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) (٨) فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، كُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ (٩) ؛ السَّمَاوَاتُ (١٠) وَالْأَرْضُ وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ (١١) ». (١٢)

__________________

(١) في « ف » : « فهو ».

(٢) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « غضباناً ».

(٣) في « بر » : « وكيف ».

(٤) هكذا في « ب » والوافي والبحار. وفي المطبوع وسائر النسخ : « بالتغيير ».

(٥) في « ب » وحاشية « ض » : « وأن ».

(٦) في « ب ، ح » : « تجري ».

(٧) الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٤٠٥ ، عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج ١ ، ص ٤٩٨ ، ح ٣٩٧ ؛ البحار ، ج ٥٨ ، ص ١٤ ، ح ٩.

(٨) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(٩) في التوحيد : ـ « كلّ شي‌ء في الكرسيّ ».

(١٠) في « ض » وحاشية « ف » : « والسماوات ». وفي شرح المازندرانى ، ج ٤ ، ص ١٤١ : « السماوات وما عطف عليها مبتدأ ، وقوله : « في الكرسيّ » خبره ، وهذه الجملة بيان وتأكيد لقوله : كلّ شي‌ء في الكرسيّ ».

(١١) في حاشية « ف » : + « في قبضته ».

(١٢) التوحيد ، ص ٣٢٧ ، ح ٣ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، ح ٤٥٣ ، عن زرارة ، عن

٣٢٣

٣٤٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ (١) ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ (٢) أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) : السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ ، أَمِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟

فَقَالَ : « بَلِ (٣) الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْعَرْشَ (٤) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ وَسِعَ (٥) الْكُرْسِيُّ ». (٦)

٣٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ‌

__________________

أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ٤٥٦ ، عن زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٤ ، ح ٤٠٠.

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي المطبوع : + « بن ميمون » نقلاً من بعض النسخ. وثعلبة هذا ، هو ثعلبة بن ميمون ، روى كتابه عبدالله بن محمّد الحجّال ، كما في رجال النجاشي ، ص ١١٧ ، الرقم ٣٠٢.

(٢) لايحسن هذا السؤال مع علم السائل برفع « كرسيّه » ، فالسؤال إمّا لعدم علمه برفعه ، أو سأل عنه مع علمه بذلك‌طلباً لتصحيح رفعه في الواقع ، وميلاً لمعرفة كونه فاعلاً في نفس الأمر. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٤٣.

(٣) في « بف » : ـ « بل الكرسيّ ـ إلى قوله في الحديث الخامس الآتي ـ : فقال ».

(٤) هاهنا وجوه من الإعراب : الأوّل : نصب « العرش » عطفاً على « السماوات » ورفع « كلّ شي‌ء » على الابتداء ، والجملة الفعليّة بعده خبره بحذف العائد. الثاني : مثل الأوّل مع نصب « كلّ شي‌ء » مفعولاً لـ « وسع ». الثالث : رفع « العرش » عطفاً على « الكرسيّ » الأوّل. الرابع : رفع « العرش » ابتداءً ، ونصب « الكرسيّ » الثاني مفعولاً ، وعطف « كلّ شي‌ء » عليه ، وجعل الجملة الفعليّة خبراً. الخامس : رفع « العرش » ابتداءً ، وعطف « كلّ شي‌ء » عليه بحذف العائد ونصب « الكرسيّ » وجعل الجملة خبراً.

الأوّل هو المختار عند الشرّاح مع احتمال الثاني عند صدر المتألّهين واستبعاد الرابع والخامس عند المازندراني. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣١٩ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٧٩.

(٥) في التوحيد : « في ».

(٦) التوحيد ، ص ٣٢٧ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن يحيى. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٥ ، بسند آخر عن زرارة ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، ح ٤٥٧ ، عن زرارة ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٥ ، ح ٤٠١.

٣٢٤

بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) : السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ ، أَوِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ فَقَالَ : « إِنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ ». (١)

٣٤٤ / ٦. مُحَمَّدٌ (٢) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَمَلَةُ الْعَرْشِ ـ وَالْعَرْشُ : الْعِلْمُ ـ ثَمَانِيَةٌ : أَرْبَعَةٌ مِنَّا ، وَأَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللهُ ». (٣)

٣٤٥ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ (٤) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (٥) فَقَالَ : « مَا يَقُولُونَ (٦)؟ » قُلْتُ : يَقُولُونَ : إِنَّ الْعَرْشَ كَانَ عَلَى الْمَاءِ ، وَالرَّبُّ فَوْقَهُ ، فَقَالَ : « كَذَبُوا ، مَنْ زَعَمَ هذَا ، فَقَدْ صَيَّرَ اللهَ مَحْمُولاً ، وَوَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِ ، وَلَزِمَهُ أَنَّ الشَّيْ‌ءَ الَّذِي يَحْمِلُهُ أَقْوى مِنْهُ ».

__________________

(١) التوحيد ، ص ٣٢٨ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسين بن سعيد. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، ح ٤٥٤ ، عن زرارة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٦ ، ح ٤٠٢.

(٢) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ب ، بح » : « محمّد بن يحيى ». وفي المطبوع : « محمّد [ بن يحيى ] ».

(٣) راجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل زيارة أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، ح ٨١٨٣ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٧ الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٣ ، ح ٣٩٩.

(٤) توسُّطُ عبد الرحمن بن كثير بين ابن محبوب وبين شيخه داود بن كثير الرقّي ، بل رواية ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير منحصر بهذا الخبر ، فلا يبعد زيادة « عن عبد الرحمن بن كثير ».

(٥) هود (١١) : ٧.

(٦) في التوحيد : + « في ذلك ».

٣٢٥

قُلْتُ : بَيِّنْ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ.

فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ حَمَّلَ دِينَهُ وَعِلْمَهُ الْمَاءَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ (١) أَرْضٌ أَوْ سَمَاءٌ (٢) ، أَوْ جِنٌّ أَوْ إِنْسٌ ، أَوْ شَمْسٌ أَوْ قَمَرٌ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ (٣) أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ ، نَثَرَهُمْ (٤) بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ (٥) : مَنْ رَبُّكُمْ؟ فَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَالْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ، فَقَالُوا : أَنْتَ رَبُّنَا ، فَحَمَّلَهُمُ الْعِلْمَ وَالدِّينَ ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : هؤُلَاءِ حَمَلَةُ دِينِي وَعِلْمِي ، وَأُمَنَائِي فِي خَلْقِي ، وَهُمُ الْمَسْؤُولُونَ ، ثُمَّ قَالَ (٦) لِبَنِي آدَمَ : أَقِرُّوا لِلّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَلِهؤُلَاءِ النَّفَرِ بِالْوَلَايَةِ وَالطَّاعَةِ (٧) ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، رَبَّنَا أَقْرَرْنَا ، فَقَالَ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ : اشْهَدُوا ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : شَهِدْنَا عَلى أَنْ لَا يَقُولُوا غَداً : ( إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ ) أَوْ يَقُولُوا : ( إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (٨) يَا دَاوُدُ ، وَلَايَتُنَا (٩) مُؤَكَّدَةٌ عَلَيْهِمْ فِي الْمِيثَاقِ » (١٠).

٢١ ـ بَابُ الرُّوحِ‌

٣٤٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ب » والبحار والتوحيد : « تكون ».

(٢) في « بس » : « سماء أو أرض ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد والبحار : ـ « الله ».

(٤) في حاشية « ف » : « نشرهم ». وفي العلل : « خلقهم ونشرهم » بدل « نثرهم ». ونثر الشي‌ءَ ينثره نثراً ونِثاراً : رماه متفرّقاً. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٥ ( نثر ).

(٥) في « ف ، بس » : ـ « لهم ».

(٦) في « ب ، ج ، بر ، بف » والتوحيد والعلل : « قيل ».

(٧) في « بف » والعلل : « بالطاعة والولاية ».

(٨) الأعراف (٧) : ١٧٢ ـ ١٧٣.

(٩) في العلل : « الأنبياء ».

(١٠) التوحيد ، ص ٣١٩ ، ح ١ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ؛ علل الشرائع ، ص ١١٨ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « فلمّا أراد الله أن يخلق » وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١. ص ٥٠٠ ، ح ٣٩٨ ؛ البحار ، ج ٥٧ ، ص ٩٥ ، ح ٨٠.

٣٢٦

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الرُّوحِ الَّتِي فِي آدَمَ ، قَوْلِهِ (١) : ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (٢) قَالَ : « هذِهِ رُوحٌ مَخْلُوقَةٌ ، وَالرُّوحُ الَّتِي فِي عِيسى مَخْلُوقَةٌ » (٣).

٣٤٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (٤) عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَرُوحٌ مِنْهُ ) (٥) قَالَ : « هِيَ رُوحُ اللهِ مَخْلُوقَةٌ ، خَلَقَهَا اللهُ (٦) فِي آدَمَ وَعِيسى (٧) ». (٨)

٣٤٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (٩) : كَيْفَ هذَا النَّفْخُ؟

فَقَالَ : « إِنَّ الرُّوحَ مُتَحَرِّكٌ كَالرِّيحِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رُوحاً لِأَنَّهُ اشْتَقَّ اسْمَهُ مِنَ الرِّيحِ (١٠) ،

__________________

(١) في « ف » : « في قوله ». وفي شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٥٢ : « قوله : مجرور بدلاً عن الروح ، أو عن آدم ».

(٢) الحجر (١٥) : ٢٩ ؛ ص (٣٨) : ٧٢.

(٣) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤١ ، ح ٩ ، عن محمّد بن اورمة ، عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : تصحيح الاعتقاد ، ص ٣١ الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٦ ، ح ٣٤٠ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢١٨ ، ح ٢٤.

(٤) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بف ، جر » والوافي والبحار والاحتجاج. وفي « ض ، ف ، بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، جر » والمطبوع : « أبا عبدالله ».

هذا ، وقد أكثر حمران بن أعين من الرواية عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٢.

(٥) النساء (٤) : ١٧١.

(٦) في « ض ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والبحار : ـ « الله ». وفي الاحتجاج : + « بحكمته ».

(٧) في « ف » : « وفي عيسى ».

(٨) الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ، مرسلاً عن حمران بن أعين الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٦ ، ح ٣٤١ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٥.

(٩) الحجر (١٥) : ٢٩ ؛ ص (٣٨) : ٧٢.

(١٠) في حاشية « بر » : + « في الحركة ».

٣٢٧

وَإِنَّمَا أَخْرَجَهُ عَنْ (١) لَفْظَةِ الرِّيحِ (٢) لِأَنَّ الْأَرْوَاحَ (٣) مُجَانِسَةٌ (٤) لِلرِّيحِ (٥) ، وَإِنَّمَا أَضَافَهُ إِلى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ اصْطَفَاهُ عَلى سَائِرِ الْأَرْوَاحِ ، كَمَا قَالَ لِبَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ (٦) : بَيْتِي ، وَلِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ : خَلِيلِي ، وَأَشْبَاهِ ذلِكَ ، وَكُلُّ ذلِكَ مَخْلُوقٌ ، مَصْنُوعٌ ، مُحْدَثٌ ، مَرْبُوبٌ ، مُدَبَّرٌ » (٧).

٣٤٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلى صُورَتِهِ ، فَقَالَ : « هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ (٩) ، اصْطَفَاهَا (١٠) اللهُ وَاخْتَارَهَا عَلى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ (١١) ، فَأَضَافَهَا إِلى نَفْسِهِ ، كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلى نَفْسِهِ ، وَالرُّوحَ إِلى نَفْسِهِ ؛ فَقَالَ : ( بَيْتِيَ ) (١٢) وَ ( نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد والمعاني : « على ».

(٢) في التوحيد : « لفظ الروح ». وفي المعاني : « لفظة الروح ».

(٣) في حاشية « ف » والتوحيد والمعاني : « الروح ».

(٤) في « ب ، بح ، بس ، بف » والوافي والتوحيد والمعاني : « مجانس ».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « ف » والمطبوع وشرح المازندراني : « الريح ».

(٦) في التوحيد والمعاني : « كما اصطفى بيتاً من البيوت فقال » بدل « كما قال لبيت من البيوت ».

(٧) التوحيد ، ص ١٧١ ، ح ٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٧ ، ح ١٢ ، بسنده فيهما عن القاسم بن عروة ، عن عبدالحميد الطائي ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٦ ، ح ٣٤٢.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، و ، بج ، بر ، بس ، جر » والوافي. وفي « ألف ، ض ، ف ، بف » والمطبوع : « الخزّاز » وهو سهوٌ كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٧٥.

(٩) في شرح المازندراني : ـ « مخلوقه ».

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد. وفي المطبوع : « واصطفاها ».

(١١) في « ف » : « المخلوقة ».

(١٢) البقرة (٢) : ١٢٥ ؛ الحجّ (٢٢) : ٢٦ ؛ نوح (٧١) : ٢٨.

(١٣) الحجر (١٥) : ٢٩ ؛ ص (٣٨) : ٧٢.

(١٤) التوحيد ، ص ١٠٣ ، ح ١٨ بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن عبدالله بن بحر الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٥ ، ح ٣٣٩.

٣٢٨

٢٢ ـ بَابُ جَوَامِعِ التَّوْحِيدِ‌

٣٥٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، رَفَعَاهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام اسْتَنْهَضَ (١) النَّاسَ فِي حَرْبِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ ، فَلَمَّا حَشَدَ (٢) النَّاسُ ، قَامَ خَطِيباً ، فَقَالَ :

الْحَمْدُ لِلّهِ الْوَاحِدِ ، الْأَحَدِ ، الصَّمَدِ ، الْمُتَفَرِّدِ ، الَّذِي لَامِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَلَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ ، قُدْرَةٌ (٣) بَانَ بِهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ ، وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَلَا حَدٌّ يُضْرَبُ (٤) لَهُ فِيهِ الأَمْثَالُ ، كَلَّ (٥) دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ (٦) اللُّغَاتِ ، وَضَلَّ‌

__________________

(١) « استنهض » : أمر بالنهوض ، أي القيام. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١ ( نهض ).

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بس » وحاشية « ج ، بح ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « حشر ». وقوله : « حشد » جاء متعدّياً ولازماً ، بمعنى جمع واجتمع. وفي القاموس : « حشد القوم : حفّوا في التعاون ، أو دعوا فأجابوا مسرعين ، أو اجتمعوا على أمر واحد ». انظر : المصباح المنير ، ص ١٣٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ( حشد ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٨٥.

(٣) في شرح صدر المتألّهين : « فِدْرَةٌ » بمعنى القطعة من اللحم ومن الليل ومن الجبل. وفي شرح المازندراني : « في بعض نسخ الكتاب وكتاب التوحيد للصدوق : بقدرة ». وفي التوحيد : « قدرته ».

وقوله : « قدرةٌ » أي له قدرة ، أو هو قدرة بناء على عينيّة الصفات. ونصبها على التمييز أو بنزع الخافض هو مختار الداماد في التعليقة ، ص ٣٢٦ ، وهو الظاهر عند المازندراني في شرحه ، والمحتمل عند الفيض في الوافي. والمعنى : ولكن خلق الأشياء قدرةً أو بقدرة. وعند صدر المتألّهين في شرحه ، « ما » نافية ، ف « ما كان » إلخ مستأنف عنده.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد. وفي « بح » والمطبوع : « تضرب ».

(٥) « كلَّ » من الكلّ ، بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ و ٥٩٤ ( كلل ).

(٦) في التوحيد : « تعبير ». و « التحبير » : التحسين ، تقول : حبّرت الشي‌ءَ : إذا أحسنته. والمعنى : عجز وأعيا قبل الوصول إلى بيان صفاته ؛ أو عنده اللغات ، أي اللغات المحسَّنَة ، أي ليس في اللغات ما يتوصّل بها إلى ذلك.

٣٢٩

هُنَاكَ (١) تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ ، وَحَارَ فِي مَلَكُوتِهِ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ ، وَحَالَ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ (٢) حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ (٣) ، تَاهَتْ (٤) فِي أَدْنى أَدَانِيهَا (٥) طَامِحَاتُ (٦) الْعُقُولِ فِي لَطِيفَاتِ الْأُمُورِ.

فَتَبَارَكَ اللهُ (٧) الَّذِي لَايَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ (٨) ، وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ (٩) ، وَتَعَالَى (١٠) الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ ، سُبْحَانَ (١١) الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ (١٢) مُبْتَدَأٌ ، وَلَا غَايَةٌ مُنْتَهىً ، وَلَا آخِرٌ يَفْنى.

سُبْحَانَهُ هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَالْوَاصِفُونَ لَايَبْلُغُونَ نَعْتَهُ ، وَ (١٣) حَدَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا‌

__________________

انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ( حبر ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٣٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٧١ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٥٨.

(١) في « ب » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « هنالك ».

(٢) « المكنون » : المستور. يقال : كننتُ الشي‌ء ، أي سترته. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٨٨ ( كنن ).

(٣) في « ف » : « الغيب ».

(٤) « تاهت » : من التَيْه ، بمعنى التحيّر. يقال : تاه في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(٥) « الأداني » : جمع الدنيّ ، غير مهموز ، بمعنى القريب. والمهموز منه بمعنى الدون. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٧٣ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤١ ( دنو ).

(٦) « الطامحات » : جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ( طمح ).

(٧) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي : ـ « الله ».

(٨) « بُعد الهِمَم » أي الهمم البعيدة ، وهو جمع الهمّة بمعنى العزم الجازم ، وبُعدها : تعلّقها بعليّات الامور دون محقّراتها ، أي لا تبلغ النفوس ذوات الهمم البعيدة وإن اتّسعت في الطلب كنهَ حقيقته. انظر : مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١٨٨ ( همم ).

(٩) في شرح المازندراني : « الفَطِنْ ، بفتح الفاء وكسر الطاء : الذكيّ المتوقّد ، وبالعكس : جمع الفِطْنَة ، وهي في اللغة : الفهم ، وعند العلماء : جودة الذهن المعدّة لاكتساب المطالب العليّة ». وانظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٧ ( فطن ).

(١٠) في شرح المازندراني والتوحيد : + « الله ».

(١١) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « بح » والتوحيد : « وسبحان ».

(١٢) في شرح المازندراني : « بالرفع والتنوين معاً ، أو بالرفع فقط ؛ لأنّهم اختلفوا في صرفه ».

(١٣) في « ب ، بس ، بح ، بف » والتوحيد : ـ « و ».

٣٣٠

عِنْدَ خَلْقِهِ (١) ؛ إِبَانَةً لَهَا مِنْ شِبْهِهِ ، وَإِبَانَةً لَهُ مِنْ شِبْهِهَا ، فَلَمْ (٢) يَحْلُلْ فِيهَا ؛ فَيُقَالَ (٣) : هُوَ فِيهَا كَائِنٌ ، وَلَمْ يَنْأَ (٤) عَنْهَا ؛ فَيُقَالَ : هُوَ مِنْهَا (٥) بَائِنٌ ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهَا ؛ فَيُقَالَ لَهُ : أَيْنَ (٦) ، لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ ، وَأَحْصَاهَا حِفْظُهُ ، لَمْ يَعْزُبْ (٧) عَنْهُ خَفِيَّاتُ غُيُوبِ الْهَوَاءِ (٨) ، وَلَا غَوَامِضُ مَكْنُونِ ظُلَمِ الدُّجى (٩) ، وَلَا مَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلى إِلَى الْأَرَضِينَ (١٠) السُّفْلى ، لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا حَافِظٌ وَرَقِيبٌ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا بِشَيْ‌ءٍ مُحِيطٌ ، وَالْمُحِيطُ (١١) بِمَا أَحَاطَ مِنْهَا الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَايُغَيِّرُهُ (١٢) صُرُوفُ الْأَزْمَانِ ، وَلَا يَتَكَأَّدُهُ (١٣) صُنْعُ شَيْ‌ءٍ (١٤) كَانَ ، إِنَّمَا قَالَ لِمَا شَاءَ (١٥) : « كُنْ » فَكَانَ.

ابْتَدَعَ مَا خَلَقَ بِلَا مِثَالٍ سَبَقَ ، وَلَا تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ (١٦) ، وَكُلُّ صَانِعِ شَيْ‌ءٍ فَمِنْ شَيْ‌ءٍ‌

__________________

(١) في التوحيد : + « إيّاها ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد. وفي المطبوع : « لم ».

(٣) في « ض » : + « له ».

(٤) « لم ينأ » أي لم يبعد ، من النأي بمعنى البُعد. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٩ ( نأى ).

(٥) في شرح صدر المتألّهين : « عنها ».

(٦) « أيْن » بالفتح ، أي يسأل : أين هو؟ أو « أينٌ » بالتنوين ، أي يقال : له مكان ، أو يقال : إنّه أينٌ ومكان للأشياء. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٣٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٨٧.

(٧) « لم يعزب » أي لم يبعد ولم يغب. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ).

(٨) في التوحيد : « الهوى ».

(٩) « الدُجى » بمعنى الظلمة مصدراً ، أو جمع دُجْيَة ، وهي الظلمة. انظر : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٤٩ ( دجا ).

(١٠) في التوحيد : « والأرضين » بدل « إلى الأرضين ».

(١١) في شرح المازندراني : « المحيط ، مبتدأ و « الواحد » خبر ، يعني المحيط علماً وحفظاً بما أحاط ... هو الواحدالأحد الصمد ».

(١٢) في التوحيد : « لم تغيّره ».

(١٣) في حاشية « ض ، بر » : « لم يتكأّده ». و « لا يتكأّده » أي لايثقله ولا يشقّ عليه. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٢٩ ( كأد ).

(١٤) في « ج ، ض » : « صنع كلّ شي‌ء ».

(١٥) في حاشية « ف » : + « أن يقول ». وفي التوحيد : + « أن يكون ».

(١٦) « النَصَب » و « التَعَب » بمعنى واحد ، وهو الكلال والإعياء ، فالعطف للتفسير والتأكيد. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٩١ و ٢٢٥ ( تعب ) و ( نصب ).

٣٣١

صَنَعَ ، وَاللهُ لَامِنْ شَيْ‌ءٍ صَنَعَ مَا خَلَقَ ، وَكُلُّ عَالِمٍ فَمِنْ بَعْدِ جَهْلٍ تَعَلَّمَ (١) ، وَاللهُ لَمْ يَجْهَلْ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ ، أَحَاطَ بِالْأَشْيَاءِ عِلْماً قَبْلَ كَوْنِهَا ، فَلَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهَا عِلْماً ، عِلْمُهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَهَا كَعِلْمِهِ (٢) بَعْدَ تَكْوِينِهَا ، لَمْ يُكَوِّنْهَا لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ ، وَلَا خَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَلَا نُقْصَانٍ ، وَلَا اسْتِعَانَةٍ عَلى ضِدٍّ مُنَاوٍ (٣) ، وَلَا نِدٍّ مُكَاثِرٍ (٤) ، وَلَا شَرِيكٍ مُكَابِرٍ (٥) ، لكِنْ خَلَائِقُ مَرْبُوبُونَ ، وَعِبَادٌ دَاخِرُونَ (٦).

فَسُبْحَانَ الَّذِي لَايَؤُودُهُ (٧) خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ ، وَلَا تَدْبِيرُ مَا بَرَأَ ، وَلَا مِنْ عَجْزٍ (٨) وَلَا مِنْ (٩) فَتْرَةٍ بِمَا خَلَقَ اكْتَفى ، عَلِمَ مَا خَلَقَ ، وَخَلَقَ مَا عَلِمَ (١٠) ، لَابِالتَّفْكِيرِ فِي عِلْمٍ (١١) حَادِثٍ أَصَابَ مَا خَلَقَ ، وَلَا شُبْهَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِيمَا لَمْ يَخْلُقْ ، لكِنْ قَضَاءٌ مُبْرَمٌ ، وَعِلْمٌ‌

__________________

(١) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « يعلم ».

(٢) في « بح ، بر » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « بها ».

(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « مناف ». وفي هامش شرح صدر المتألهين : « منا وخ ل » ولكن يبدو من شرح المصنّف لكلمة « ناوٍ » أنّ ما في الهامش كان في المتن. وفي حاشية « بح » : « منافق ». وفي حاشية « ف » والتوحيد : « مثاور ». وقوله : « مناو » أي معادٍ ، من ناواه ، بمعنى عاداه. وربّما يهمز ، وأصله الهمز ؛ لأنّه من ناء إليك ونؤتَ إليه ، أي نهض ونَهضْتَ إليه ؛ فإنّ كلاًّ من المتعاديين ينوء إلى صاحبه ، أي ينهض. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٧٩ ( نوأ ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٢٩.

(٤) قوله : « مُكاثِر » أي غالب عليه بالكثرة ، من قولهم : كاثرناهم ، أي غلبناهم بالكثرة. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٢ ( كثر ).

(٥) في حاشية « ف » والتوحيد : « مكايد ».

(٦) « داخرون » أي أذلاّء ، من الدخور بمعنى الصَغار والذلّ. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ ( دخر ).

(٧) « لايؤوده » أي لايثقله. أصله من الأوْد بمعنى الثقل. يقال : آداني الشي‌ءُ يؤودُني أوداً وإياداً : أثقلني. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٢ : ( أود ).

(٨) عند صدر المتألّهين في شرحه الجارّ متعلّق بمحذوف ، و « لا من عجز ولا من فترة بما خلق » جملة واحدة. وقال : « أي لايلحقه الإعياء ونحوه من عجز ولا فترة. والغرض التنبيه على كمال قدرته وأنّ العجز وما يلحقه محال عليه ».

(٩) في « بح » : ـ « من ».

(١٠) عند صدر المتألّهين في شرحه قوله : « اكتفى عِلْمَ ما خلق وخَلْق ما علم » جملة واحدة ، و « علم » الأوّل و « خلق » الثاني مفعولان لـ « اكتفى ».

(١١) في التوحيد : « لا بالتفكّر ولا بعلم حادث » بدل « لا بالتفكير في علم حادث ».

٣٣٢

مُحْكَمٌ ، وَأَمْرٌ مُتْقَنٌ.

تَوَحَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَخَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَاسْتَخْلَصَ بِالْمَجْدِ (١) وَالثَّنَاءِ ، وَتَفَرَّدَ بِالتَّوْحِيدِ وَالْمَجْدِ وَالسَّنَاءِ (٢) ، وَتَوَحَّدَ بِالتَّحْمِيدِ ، وَتَمَجَّدَ بِالتَّمْجِيدِ (٣) ، وَعَلَا عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ ، وَتَطَهَّرَ وَتَقَدَّسَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ ، وَ (٤) عَزَّ وجَلَّ عَنْ مُجَاوَرَةِ (٥) الشُّرَكَاءِ ، فَلَيْسَ لَهُ فِيمَا خَلَقَ ضِدٌّ ، وَلَا لَهُ فِيمَا مَلَكَ نِدٌّ ، وَلَمْ يَشْرَكْهُ (٦) فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ ، الْوَاحِدُ الْأَحَدُ (٧) الصَّمَدُ ، الْمُبِيدُ (٨) لِلْأَبَدِ ، وَالْوَارِثُ لِلْأَمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ وَحْدَانِيّاً أَزَلِيّاً قَبْلَ بَدْءِ (٩) الدُّهُورِ ، وَبَعْدَ صُرُوفِ الْأُمُورِ ، الَّذِي لَايَبِيدُ وَلَا يَنْفَدُ (١٠).

بِذلِكَ أَصِفُ رَبِّي ، فَلَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَعْظَمَهُ! وَمِنْ جَلِيلٍ مَا أَجَلَّهُ! وَمِنْ (١١) عَزِيزٍ مَا أَعَزَّهُ! وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً » (١٢).

وَهذِهِ الْخُطْبَةُ مِنْ مَشْهُورَاتِ خُطَبِهِ عليه‌السلام حَتّى لَقَدِ ابْتَذَلَهَا (١٣) الْعَامَّةُ ، وَهِيَ كَافِيَةٌ لِمَنْ‌

__________________

(١) في « ب ، ض ، بر » : « المجد » بدون الباء.

(٢) في « ض » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين : « والثناء ». و « السَناء » : الرفعة والشرف. و « السَنا » : ضوء البرق. والمراد هنا هو الأوّل. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨٣ ( سنا ).

(٣) في « ف » : « بالتحميد ».

(٤) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : ـ « و ».

(٥) في « ف » : « مجاوزة ». واحتمل المازندراني في شرحه كونه : « محاورة » بالمهملتين. أي محاورة الشركاء.

(٦) في التوحيد : « لم يشرك ».

(٧) في « ج » : ـ « الأحد ».

(٨) « المبيد » : المُهلِك ، من الإباد بمعنى الهلاك. واحتمل الفيض في الوافي كونه « المُؤبِّد » من التأبيد ، أي هو الذي‌أبّد الأبد حتّى صار الأبد أبداً. وانظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ( بيد ).

(٩) « البدء » : مصدر من بدأتُ الشي‌ء ، أي فعلته ابتداءً. وقرأه صدر المتألّهين في شرحه : « بدي الدهور » ثمّ قال : « من بدا الأمر بُدُوّاً ، أي ظهر ». وانظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥ ( بدأ ) ؛ وج ٦ ، ص ٢٢٧٩ ( بدا ).

(١٠) في التوحيد : « لا يفقد ».

(١١) في « ب ، ج ، بس ، بف » والتوحيد : ـ « من ».

(١٢) التوحيد ، ص ٤١ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي وأحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي معاوية ، عن الحصين بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الغارات ، ج ١ ، ص ٩٨ ، وفيه : « حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري وكان ثقة أنّ عليّاً سئل عن صفه الربّ فقال : الحمد لله‌الأحد الصمد ... » ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢٧ ، ح ٣٥٣.

(١٣) « الابتذال » : الامتهان والاحتقار ، وضدّ الصيانة. ومعنى « ابتذلها العامّة » عند صدر المتألّهين في شرحه ،

٣٣٣

طَلَبَ عِلْمَ التَّوْحِيدِ إِذَا تَدَبَّرَهَا وَفَهِمَ مَا فِيهَا ، فَلَوِ اجْتَمَعَ أَلْسِنَةُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ـ لَيْسَ فِيهَا لِسَانُ نَبِيٍّ ـ عَلى أَنْ يُبَيِّنُوا (١) التَّوْحِيدَ بِمِثْلِ مَا أَتى بِهِ ـ بِأَبِي وَأُمِّي ـ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ ، وَلَوْ لَا إِبَانَتُهُ عليه‌السلام ، مَا عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ يَسْلُكُونَ سَبِيلَ التَّوْحِيدِ.

أَلَاتَرَوْنَ إِلى قَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَلَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » (٢) فَنَفى بِقَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ » مَعْنَى الْحُدُوثِ ، وَكَيْفَ أَوْقَعَ (٣) عَلى مَا أَحْدَثَهُ صِفَةَ الْخَلْقِ وَالِاخْتِرَاعِ بِلَا أَصْلٍ وَلَا مِثَالٍ (٤) ؛ نَفْياً (٥) لِقَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا مُحْدَثَةٌ ، بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ؛ وَإِبْطَالاً لِقَوْلِ الثَّنَوِيَّةِ الَّذِينَ زَعَمُوا (٦) أَنَّهُ لَايُحْدِثُ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ أَصْلٍ ، وَلَا يُدَبِّرُ إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ ، فَدَفَعَ (٧) عليه‌السلام بِقَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » جَمِيعَ حُجَجِ الثَّنَوِيَّةِ وَشُبَهِهِمْ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَعْتَمِدُ (٨) الثَّنَوِيَّةُ فِي حُدُوثِ الْعَالَمِ أَنْ يَقُولُوا : لَايَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ الْخَالِقُ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، أَوْ مِنْ لَاشَيْ‌ءٍ (٩) ، فَقَوْلُهُمْ : « مِنْ شَيْ‌ءٍ » خَطَأٌ ، وَقَوْلُهُمْ : « مِنْ لَا شَيْ‌ءٍ (١٠) » مُنَاقَضَةٌ وَإِحَالَةٌ ؛ لِأَنَّ « مِنْ » تُوجِبُ (١١) شَيْئاً ، وَ « لَا شَيْ‌ءٍ » تَنْفِيهِ (١٢) ، فَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام هذِهِ اللَّفْظَةَ عَلى أَبْلَغِ الْأَلْفَاظِ وَأَصَحِّهَا ، فَقَالَ عليه‌السلام : « لا مِنْ

__________________

ص ٣٤٢ : « وجدوها مبذولة غير مصانة عن تصرّف الأغيار وغير المستأهلين ». وعند غيره : عظّموها وأشهروها فيما بينهم حتّى اشتهرت وصارت مبتذلة غير متروكة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩٠. وانظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٠ ( بذل ).

(١) في « ب ، بح » : « أن يثبتوا ».

(٢) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٤٣ : « أقول : إنّه رحمه‌الله تعالى جعل قوله عليه‌السلام : « ما كان » موصولاً بما قبله ، وجعل « ما » موصولة ، وجعل كلمة « كان » فعلاً تامّاً مع فاعله صلة لـ « ما » والمجموع في محلّ النصب بالمفعوليّة. والأولى ما ذكرناه من كون « ما » نافية والجملة كلاماً مستأنفاً لنفي التركيب ».

(٣) في شرح المازندراني : « عطف على قوله : « نفى » عطف الإنشاء على الإخبار ».

(٤) في « بف » : « ومثال ».

(٥) في شرح المازندراني : « نفياً ، مفعول له لقوله : أوقع ».

(٦) في حاشية « ض » : « يزعمون ».

(٧) في حاشية « ض ، بح » : « فنفى ».

(٨) في « ض » : « تعتمد ». وفي « ف » : « يعتمد عليه ». وفي حاشية « ج » : « يعتمده ».

(٩) في « بر » : « أو لا من شي‌ء ».

(١٠) في « بس ، بر » : « لا من شي‌ء ».

(١١) في « ب ، ض ، بح ، بر » : « يوجب ».

(١٢) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس » : « ينفيه ».

٣٣٤

شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » فَنَفى « مِنْ » ؛ إِذْ كَانَتْ (١) تُوجِبُ (٢) شَيْئاً ، وَنَفَى الشَّيْ‌ءَ ؛ إِذْ كَانَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ مَخْلُوقاً مُحْدَثاً ، لَامِنْ أَصْلٍ أَحْدَثَهُ الْخَالِقُ كَمَا قَالَتِ الثَّنَوِيَّةُ : إِنَّهُ خَلَقَ مِنْ أَصْلٍ قَدِيمٍ ، فَلَا يَكُونُ تَدْبِيرٌ (٣) إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ (٤).

ثُمَّ قَوْلِهِ (٥) عليه‌السلام : « لَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَلَا حَدٌّ يُضْرَبُ (٦) لَهُ فِيهِ الْأَمْثَالُ ، كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ اللُّغَاتِ » فَنَفى عليه‌السلام أَقَاوِيلَ الْمُشَبِّهَةِ حِينَ شَبَّهُوهُ بِالسَّبِيكَةِ وَالْبِلَّوْرَةِ ، وَغَيْرَ ذلِكَ مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ مِنَ الطُّولِ وَالِاسْتِوَاءِ ، وَقَوْلَهُمْ : « مَتى مَا لَمْ تَعْقِدِ (٧) الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلى كَيْفِيَّةٍ ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلى إِثْبَاتِ هَيْئَةٍ (٨) ، لَمْ تَعْقِلْ شَيْئاً ، فَلَمْ (٩) تُثْبِتْ صَانِعاً » فَفَسَّرَ (١٠) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ وَاحِدٌ بِلَا كَيْفِيَّةٍ ، وَأَنَّ (١١) الْقُلُوبَ تَعْرِفُهُ بِلَا تَصْوِيرٍ وَلَا إِحَاطَةٍ.

ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‌السلام : « الَّذِي لَايَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ ، وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ ».

ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‌السلام : « لَمْ يَحْلُلْ فِي الْأَشْيَاءِ ؛ فَيُقَالَ : هُوَ فِيهَا كَائِنٌ ، وَلَمْ يَنْأَ عَنْهَا ؛ فَيُقَالَ : هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ » فَنَفى عليه‌السلام (١٢) بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ صِفَةَ الْأَعْرَاضِ وَالْأَجْسَامِ ؛ لِأَنَّ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ التَّبَاعُدَ وَالْمُبَايَنَةَ ، وَمِنْ صِفَةِ الْأَعْرَاضِ الْكَوْنَ فِي الْأَجْسَامِ بِالْحُلُولِ عَلى غَيْرِ مُمَاسَّةٍ‌

__________________

(١) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « كان ».

(٢) في « ف ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « يوجب ».

(٣) في « ض ، بس » وشرح المازندراني : « تدبيراً ».

(٤) في « بر » : « إلاّ بالاحتذاء بمثاله ».

(٥) « قوله » بالجرّ ـ وكذا ما يأتي ـ عطفاً على كلمة « قوله » في قوله : « ألا ترون إلى قوله ». انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٠٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩١.

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « تضرب ».

(٧) في « بح » : « لم يعقد ».

(٨) في حاشية « بح » : « ماهيّة ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « ولم ».

(١٠) في « بح » وشرح المازندراني : « فعبّر » واستظهر ما في المتن.

(١١) في « ض » : « فإنّ ».

(١٢) في « بس » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني : + « عنه ».

٣٣٥

وَمُبَايَنَةِ (١) الْأَجْسَامِ عَلى تَرَاخِي الْمَسَافَةِ.

ثُمَّ قَالَ عليه‌السلام : « لكِنْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ » أَيْ هُوَ فِي (٢) الْأَشْيَاءِ بِالْإِحَاطَةِ وَالتَّدْبِيرِ ، وَ (٣) عَلى غَيْرِ مُلَامَسَةٍ (٤).

٣٥١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ اسْمُهُ (٥) ، وَتَعَالى ذِكْرُهُ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ سُبْحَانَهُ (٦) وَتَقَدَّسَ وَتَفَرَّدَ وَتَوَحَّدَ ، وَلَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ ، وَ ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ ) (٧) ، فَلَا أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، رَفِيعاً (٨) فِي أَعْلى عُلُوِّهِ ، شَامِخُ (٩) الْأَرْكَانِ ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ ، مُنِيفُ (١٠) الْآ لَاءِ ، سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ (١١) ، الَّذِي يَعْجِزُ (١٢) الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ‌

__________________

(١) « مباينة » مجرورة عطفاً على « مماسّة ». واحتمل المجلسي عطفه على « الكون » أيضاً ، أو كونه مبتدأ خبره « على تراخي المسافة » ؛ ليكون مؤيّداً للجملة السابقة. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٠٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩١.

(٢) في حاشية « بر » : « من ».

(٣) في « ب » وشرح المازندراني : ـ « و ».

(٤) في « ف » : « مماسّة ».

(٥) الجملة الفعليّة مرفوع المحلّ خبر « إنّ ».

(٦) في « ف » : « وسبحانه ». وفي شرح المازندراني : « سبحانه ، جملة اعتراضيّة ؛ لكونه مصدراً لفعل محذوف ».

(٧) الحديد (٥٧) : ٣.

(٨) « رفيعاً » إمّا حال ، أو مفعول لفعل محذوف مثل كان ونحوه ، أو منصوب على المدح. وجملة « في أعلى علوّه » أيضاً حال عمّا ذكر ، أو عن فاعل رفيعاً. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٤٥ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٠٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩٢.

(٩) « الشامخ » : العالي والمرتفع. يقال : شَمَخَ الجبلُ يَشْمَخ شُموخاً ، أي علا وارتفع. انظر : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٠ ( شمخ ).

(١٠) « المنيف » : من النيف بمعنى الزيادة. و « الإنافة » : الزيادة والإشراف على الشي‌ء. وقال ابن الأثير : « أصله من‌الواو ، يقال : ناف الشي‌ء ينوف ، إذا طال وارتفع ». وانظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٣٦ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤١ ( نيف ).

(١١) « العَلياء » : السماء ، ورأس الجبل ، والمكان العالي ، وكلّ ما علا من شي‌ء ، والفَعْلَة العالية. قال المجلسي في مرآة العقول : « لعلّ المراد هنا كلّ مرتفع يليق بأن ينسب إليه ». وانظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٢ ( علو ).

(١٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا

٣٣٦

صِفَتِهِ ، وَلَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ إِلهِيَّتِهِ ، وَلَا يَحُدُّونَ حُدُودَهُ ؛ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لَايُتَنَاهى إِلَيْهِ » (١).

٣٥٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ ، قَالَ :

ضَمَّنِي وَأَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام الطَّرِيقُ فِي مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلى خُرَاسَانَ ، وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَنِ اتَّقَى اللهَ يُتَّقى ؛ وَمَنْ أَطَاعَ اللهَ ، يُطَاعُ » فَتَلَطَّفْتُ (٢) فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ ، فَوَصَلْتُ ، فَسَلَّمْتُ (٣) عَلَيْهِ (٤) ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، ثُمَّ قَالَ :

« يَا فَتْحُ ، مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ ؛ وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ ، فَقَمَنٌ (٥) أَنْ يُسَلِّطَ اللهُ عَلَيْهِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ ، وَإِنَّ الْخَالِقَ لَايُوصَفُ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَأَنّى يُوصَفُ الَّذِي تَعْجِزُ (٦) الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ ، وَالْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ ، وَالْخَطَرَاتُ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَالْأَبْصَارُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِهِ؟ جَلَّ عَمَّا وَصَفَهُ الْوَاصِفُونَ ، وَتَعَالى عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ ، نَأى (٧)

__________________

وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : « عجز ».

(١) الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٢ ، ح ٣٥٤.

(٢) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي ومرآة العقول : « فلطفت ». و « التلطّف » : الترفّق ، والمعنى : وصلت إليه بلطف ورفق. قال الفيض في الوافي : « ذهبت إليه بحيث لم يشعر به أحد. يقال : لطف فلان في مذهبه ، أي لم يدر أحد مذهبه لغموضه ». وانظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٧ ( لطف ) ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩٢.

(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين : « وسلّمت ».

(٤) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : ـ « عليه ».

(٥) في الوافي : « فقمين ». وقال ابن الأثير : « يقال : قَمنٌ وقَمِنٌ وقمين ، أي خليق وجدير. فمن فتح الميم لم يثنّ‌ولم يجمع ولم يؤنّث ؛ لأنّه مصدر ، ومن كسر ثنّى وجمع وأنّث ؛ لأنّه وصف. وكذلك القمين » النهاية ، ج ٤ ، ص ١١ ( قمن ).

(٦) في شرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا : « يعجز ».

(٧) « نأى » أي بَعُدَ. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٩ ( نأى ).

٣٣٧

فِي قُرْبِهِ ، وَقَرُبَ فِي نَأْيِهِ (١) ، فَهُوَ فِي نَأْيِهِ (٢) قَرِيبٌ ، وَفِي قُرْبِهِ بَعِيدٌ ، كَيَّفَ الْكَيْفَ ، فَلَا يُقَالُ (٣) : كَيْفَ؟ وَأَيَّنَ الْأَيْنَ ، فَلَا يُقَالُ (٤) : أَيْنَ؟ إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ (٥) الْكَيْفُوفِيَّةِ وَالْأَيْنُونِيَّةِ (٦) ». (٧)

٣٥٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا (٨) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَخْطُبُ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ : ذِعْلِبٌ ـ ذُو لِسَانٍ (٩) بَلِيغٍ فِي الْخُطَبِ ، شُجَاعُ الْقَلْبِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ (١٠) : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ (١١) ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ ، وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، إِنَّ رَبِّي لَطِيفُ اللَّطَافَةِ لَايُوصَفُ بِاللُّطْفِ ، عَظِيمُ الْعَظَمَةِ لَايُوصَفُ بِالْعِظَمِ (١٢) ، كَبِيرُ الْكِبْرِيَاءِ لَايُوصَفُ بِالْكِبَرِ ، جَلِيلُ الْجَلَالَةِ لَايُوصَفُ بِالْغِلَظِ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، لَايُقَالُ (١٣) : شَيْ‌ءٌ قَبْلَهُ ، وَبَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ،

__________________

(١) في شرح صدر المتألّهين : « بُعده ».

(٢) في التوحيد : « بُعده ».

(٣) في التوحيد : + « له ».

(٤) في التوحيد : + « له ».

(٥) في التوحيد : « مبدع ». و « منقطع » إمّا اسم فاعل ، أي الكيفوفيّة والأينونيّة منقطعة عنه. أو اسم مفعول ، أي هو منقطع فيه وعنده الكيفوفيّة والأينونيّة. أو اسم مكان ، أي مرتبته مرتبة انقطع فيها الكيفوفيّة والأينونيّة. انظر : مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩٣.

(٦) في شرح صدر المتألّهين : « الكيفوفة والأينونة ». وفيه : « مصدران على صيغة الفعلولة ».

(٧) التوحيد ، ص ٦٠ ، صدر الحديث الطويل ١٨ ، بسنده عن الفتح بن يزيد الجرجاني ؛ كفاية الأثر ، ص ١١ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : « إنّ الخالق لايوصف إلاّبما وصف به » ، مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٤٨٢ ، عن الهادي عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٢ ، ح ٣٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٥٥ ، ذيل ح ٢١٢٣٠.

(٨) في « ب ، بر » وحاشية « بف » : « بينما ». و « بينا » ظرف زمان أصله « بين » بمعنى الوسط ، اشبعت الفتحة فصارت‌ألفاً ، وربّما زيدت عليه ما ، والمعنى واحد ، تقول : بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رِقبَتِنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٤ ( بين ).

(٩) في التوحيد : « ذرب اللسان ».

(١٠) في « ب ، ج ، بف » والوافي والتوحيد : « فقال ».

(١١) في شرح المازندراني : « الإبصار » بكسر الهمزة أو فتحها. والإضافة على الأوّل بيانيّة ، وعلى الثاني لاميّة.

(١٢) في شرح صدر المتألّهين : « بالعظمة ».

(١٣) في التوحيد : « فلايقال ».

٣٣٨

لَا يُقَالُ (١) : لَهُ بَعْدٌ ، شَاءَ (٢) الْأَشْيَاءَ لَابِهِمَّةٍ (٣) ، دَرَّاكٌ لَابِخَدِيعَةٍ (٤) ، فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا ، وَلَا بَائِنٍ (٥) مِنْهَا ، ظَاهِرٌ لَابِتَأْوِيلِ الْمُبَاشَرَةِ ، مُتَجَلٍّ لَابِاسْتِهْلَالِ (٦) رُؤْيَةٍ ، نَاءٍ (٧) لَابِمَسَافَةٍ ، قَرِيبٌ لَابِمُدَانَاةٍ ، لَطِيفٌ لَابِتَجَسُّمٍ ، مَوْجُودٌ لَابَعْدَ عَدَمٍ ، فَاعِلٌ لَابِاضْطِرَارٍ ، مُقَدِّرٌ لَابِحَرَكَةٍ ، مُرِيدٌ لَابِهَمَامَةٍ (٨) ، سَمِيعٌ لَابِآلَةٍ ، بَصِيرٌ لَابِأَدَاةٍ ، لَاتَحْوِيهِ الْأَمَاكِنُ ، وَلَا تَضَمَّنُهُ (٩) الْأَوْقَاتُ ، وَلَا تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ ، وَلَا تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ ، سَبَقَ الْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالِابْتِدَاءَ أَزَلُهُ ، بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لَامَشْعَرَ لَهُ ، وَبِتَجْهِيرِهِ (١٠) الْجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لَاجَوْهَرَ لَهُ ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَاضِدَّ لَهُ ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ‌

__________________

(١) في التوحيد : « فلايقال ».

(٢) في التوحيد : « شي‌ء بعد شائي » بدل « له بعد ، شاء ». و « شاء » إمّا فعل ماض ، أو اسم فاعل مع التنوين ، والأشياء منصوب على المفعوليّة. الثاني هو مختار الداماد ، والمرجّح عند الفيض ، والمحتمل عند غيرهما. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٣٣٥ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢١٧ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٩٤.

(٣) « الهمّة » : أوّل العزم ، وقد تطلق على العزم القويّ فيقال : له همّة عالية. والمراد بها هاهنا : الهمّة الفكريّة البشريّة ، وهي الزائدة على الذات. انظر : المصباح المنير ، ص ٩٤١ ( همم ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢١٧ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٥.

(٤) « الخديعة » : الحيلة والمكر والختل. اسم من خدعه ، أي ختله. وأراد به المكروه من حيث لايعلم. واحتمل المازندراني كونها أيضاً اسماً من خدع الضبّ في جحره ، أي دخل. والمعنى : يدرك الأشياء لا بصور داخلة فيه ، أو من غير استعمال الحيلة وإجالة الرأي ؛ لأنّ ذلك من خواصّ خلقه. انظر شروح الكافي والصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٠١ ( خدع ).

(٥) يجوز فيه الرفع والجرّ.

(٦) « الاستهلال » : مصدر اهِلّ الهلال واستُهِلّ : إذا ابْصِر ؛ يعني : أنّه تعالى متبيّن منكشف لخلقه لا بالتبيّن والانكشاف الحاصلين من جهة رؤيته. انظر : المغرب ، ص ٥٠٥ ( هلل ).

(٧) في التوحيد : « بائن ».

(٨) أي مريد للأشياء لا بهمامة النفس. وهَمَامَة النفس هي الشوق والقصد الزائد ، أو هي اهتمامها بالامور وترديدعزمها عليها مع الهمّ والغمّ بسبب فوتها ؛ مأخوذة من الهمهمة ، وهي ترديد الصوت الخفيّ. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٤٧ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٢٠.

(٩) في « ض ، ف ، بس ، بف » وحاشية « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « لاتضمّه ». والظاهر كونه من التفعّل بحذف‌إحدى التاءين. وفي التوحيد : « لاتصحبه ».

(١٠) في « ج » والتعليقة للداماد : « بتجهيزه ».

٣٣٩

أَنْ لَاقَرِينَ لَهُ ، ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ ، وَالْيُبْسَ (١) بِالْبَلَلِ ، وَالْخَشِنَ بِاللَّيِّنِ ، وَالصَّرْدَ (٢) بِالْحَرُورِ ، مُؤَلِّفٌ (٣) بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا ، وَمُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا ، دَالَّةً (٤) بِتَفْرِيقِهَا (٥) عَلى مُفَرِّقِهَا ، وَبِتَأْلِيفِهَا (٦) عَلى مُؤلِّفِهَا ، وَذلِكَ قَوْلُهُ (٧) تَعَالى : ( وَمِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (٨) فَفَرَّقَ (٩) بَيْنَ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَاقَبْلَ لَهُ وَلَا بَعْدَ لَهُ (١٠) ، شَاهِدَةً (١١) بِغَرَائِزِهَا (١٢) أَنْ لَاغَرِيزَةَ لِمُغْرِزِهَا (١٣) ، مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لَاوَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا ، حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَاحِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ (١٤) ، كَانَ رَبّاً إِذْ لَامَرْبُوبَ ، وَإِلهاً إِذْ لَامَأْلُوهَ ، وَعَالِماً إِذْ لَامَعْلُومَ ، وَسَمِيعاً إِذْ لَا مَسْمُوعَ ». (١٥)

٣٥٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ـ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ‌

__________________

(١) في التوحيد : « الجَسْو » بمعنى اليابس. وفي شرح المازندراني : « اليُبس ـ بالضمّ وبالفتح ـ : اليابس ، والثاني هنا أنسب ؛ بقرينة مقابلته مع البلل ».

(٢) « الصرد » : البرد. فارسي معرّب ، أي معرّب « سرد ». انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٦ ( صرد ).

(٣) في « ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « مؤلّفاً » و « مفرّقاً ». وفي التعليقة للداماد ، ص ٣٣٦ : « مفرّقاً ومؤلّفاً على صيغة المفعول ، وبالنصب على الحاليّة عن الأشياء ، كما كذلك : دالّة وشاهدة ومخبرة ».

(٤) في شرح المازندراني : « دالّةً ، حال من المتدانيات المتفرّقة والمتعاديات المتألّفة ».

(٥) كذا في النسخ. والأنسب : « بتفرّقها ».

(٦) كذا في النسخ. والأنسب : « بتألّفها ».

(٧) في « ف ، بر ، بف » : « قول الله ».

(٨) الذاريات (٥١) : ٤٩.

(٩) في التوحيد : + « بها ».

(١٠) في « ج ، ض ، بس ، بف » والتوحيد والوافي : ـ « له ».

(١١) في « ض » : « وشاهدة ». وفي شرح المازندراني : « شاهدة ، عطف على « دالّة » بحذف العاطف ، فهي أيضاً حال عمّا ذكر ».

(١٢) في التوحيد : + « على ».

(١٣) هكذا في « ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بر ، بف ». وفي « ب » والمطبوع وشرح المازندراني : « لمغرّزها ».

(١٤) في التوحيد : + « غير خلقه ».

(١٥) التوحيد ، ص ٣٠٨ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن عبدالله بن داهر ، عن الحسين بن يحيى الكوفي ، عن قثم بن قتادة ، عن عبدالله بن يونس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وراجع : الكافي ، كتاب التوحيد ، باب في إبطال الرؤية ، ح ٢٦٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٤١ ، المجلس ٥٥ ، ح ١ ؛ والتوحيد ، ص ٣٠٤ ، ح ١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٥ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٣ ، ح ٣٥٦.

٣٤٠