الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)

[٣]

كِتَابُ التَّوْحِيدِ ‌(٢)

١ ـ بَابُ حُدُوثِ الْعَالَمِ وَإِثْبَاتِ الْمُحْدِثِ‌

٢١٥ / ١. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ : كَانَ بِمِصْرَ زِنْدِيقٌ (٣) يَبْلُغُهُ (٤) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَشْيَاءُ ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُنَاظِرَهُ ، فَلَمْ يُصَادِفْهُ بِهَا ، وَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ خَارِجٌ بِمَكَّةَ ، فَخَرَجَ إِلى مَكَّةَ وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٥) ، فَصَادَفَنَا وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الطَّوَافِ ، وَكَانَ اسْمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَكُنْيَتَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ كَتِفَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ‌

__________________

(١) في « بف » : + « وبه نستعين ».

(٢) ذكر العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٣٤ أربع معانٍ للتوحيد : أحدها نفي الشريك في الإلهيّة ، أي استحقاق العبادة ، ثانيها نفي الشريك في صانعيّة العالم ، ثالثها ما يشمل المعنيين المتقدّمين وتنزيهه عمّا لايليق بذاته وصفاته تعالى ، ورابعها ما يشمل تلك المعاني وتنزيهه سبحانه عمّا يوجب النقص في أفعاله أيضاً ، أي كلّ ما يتعلّق به سبحانه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً ، نفياً وإثباتاً. ثمّ قال : « والظاهر أنّ المراد هنا هذا المعنى ».

(٣) « الزنديق » : إمّا من الثنويّة. وإمّا القائل بالنور والظلمة. وإمّا من لايؤمن بالآخرة والربوبيّة ، وهذا ما تقوله‌العامّة : ملحد ودهريّ ، وهذا المعنى مناسب هاهنا ؛ لأنّ المراد به هنا من لايقرّ بالصانع تعالى أصلاً. أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان. وإمّا معرّب « زَن دين » ، أي من كان دينه دين المرأة في الضعف. وإمّا معرّب « زنده » ، أي من يقول بدوام بقاء الدهر. وإمّا معرّب « زِنْديّ » ، منسوب إلى زِند ، كتاب زردشت الذي أظهره مزدك. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٤ ( زندق ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٢١٦ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٦ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٣١١ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٣٦.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد. وفي « ف » والمطبوع : « تبلغه ».

(٥) في « بر » : ـ « ونحن مع أبي عبدالله عليه‌السلام » ؛ فإنّه مشطوب فيه.

١٨١

أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا اسْمُكَ »؟ فَقَالَ (١) : اسْمِي عَبْدُ الْمَلِكِ ، قَالَ (٢) : « فَمَا كُنْيَتُكَ؟ » قَالَ : كُنْيَتِي أَبُو عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَمَنْ هذَا الْمَلِكُ الَّذِي أَنْتَ عَبْدُهُ؟ أَمِنْ مُلُوكِ الْأَرْضِ ، أَمْ مِنْ مُلُوكِ السَّمَاءِ (٣)؟ وَأَخْبِرْنِي عَنِ ابْنِكَ : عَبْدُ إِلَهِ السَّمَاءِ ، أَمْ (٤) عَبْدُ إِلَهِ الْأَرْضِ (٥)؟ قُلْ مَا شِئْتَ تُخْصَمْ (٦) ».

قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ : فَقُلْتُ لِلزِّنْدِيقِ : أَمَا تَرُدُّ عَلَيْهِ؟ قَالَ : فَقَبَّحَ (٧) قَوْلِي ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا فَرَغْتُ مِنَ الطَّوَافِ ، فَأْتِنَا ».

فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَتَاهُ الزِّنْدِيقُ ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِلزِّنْدِيقِ : « أَتَعْلَمُ أَنَّ لِلْأَرْضِ تَحْتاً وَفَوْقاً؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَدَخَلْتَ تَحْتَهَا؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَمَا يُدْرِيكَ مَا تَحْتَهَا؟ » قَالَ : لَا أَدْرِي ، إِلاَّ أَنِّي أَظُنُّ أَنْ لَيْسَ تَحْتَهَا شَيْ‌ءٌ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَالظَّنُّ (٨) عَجْزٌ لِمَا لَاتَسْتَيْقِنُ (٩) ».

__________________

(١) في « بر » والوافي والتوحيد : « قال ».

(٢) في « ج » : « فقال ».

(٣) في « ف » والتوحيد : « أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض ».

(٤) في « ج » : « أو ».

(٥) في التوحيد : + « فسكت ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام ».

(٦) « تُخْصَم » : مجهول مجزوم بعد الأمر ، أي إن تقل ما شئت تصير مخصوصاً مغلوباً بقولك. ويجوز رفعه على أنّه حال. ويحتمل بعيداً أن يكون معلوماً بإضمار مفعول ، أي تخصم نفسك. وهو من الخصومة بمعنى الغلبة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٢١٨ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٧ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٥٣ ( خصم ).

(٧) « فقبّح » على بناء التفعيل ، أي عدّ الزنديق قولي قبيحاً ، ويحتمل حينئذٍ إرجاع ضمير الفاعل إليه عليه‌السلام. أو على ‌بناء المجرّد ، أي كان كلامي حضوره عليه‌السلام بغير إذنه قبيحاً. مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٣٧.

(٨) في حاشية « ج » : « والظنّ ».

(٩) في « ج ، بح ، بس » والوافي : « لما لايستيقن ». ف « ما » مصدريّة وضمير الفاعل يعود إلى الظانّ المفهوم من الظنّ. والفعل مجهول عند الفيض والمجلسي. وفي « ف ، بر » وحاشية « ض ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « لمن لايستيقن ». وفي التوحيد : « عجز ما لم تستيقن ». واستصوب الفيض ما في التوحيد. وكون « ما » استفهاميّةً بعيدٌ.

١٨٢

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَفَصَعِدْتَ السَّمَاءَ؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « أَفَتَدْرِي (١) مَا فِيهَا؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « عَجَباً لَكَ (٢)! لَمْ تَبْلُغِ الْمَشْرِقَ ، وَلَمْ تَبْلُغِ الْمَغْرِبَ ، وَلَمْ تَنْزِلِ الْأَرْضَ ، وَلَمْ تَصْعَدِ السَّمَاءَ ، وَلَمْ تَجُزْ (٣) هُنَاكَ ؛ فَتَعْرِفَ مَا (٤) خَلْفَهُنَّ (٥) وَأَنْتَ جَاحِدٌ بِمَا فِيهِنَّ؟! وَهَلْ يَجْحَدُ الْعَاقِلُ مَا لَايَعْرِفُ؟ ».

قَالَ الزِّنْدِيقُ : مَا كَلَّمَنِي بِهذَا أَحَدٌ غَيْرُكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَأَنْتَ مِنْ ذلِكَ فِي شَكٍّ ، فَلَعَلَّهُ هُوَ ، وَلَعَلَّهُ لَيْسَ هُوَ ». فَقَالَ الزِّنْدِيقُ : وَلَعَلَّ ذلِكَ (٦) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَيُّهَا الرَّجُلُ ، لَيْسَ لِمَنْ لَايَعْلَمُ حُجَّةٌ عَلى مَنْ يَعْلَمُ ، وَلا حُجَّةَ لِلْجَاهِلِ (٧) ، يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، تَفَهَّمْ عَنِّي (٨) ؛ فَإِنَّا لَانَشُكُّ فِي اللهِ أَبَداً ، أَمَا تَرَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَلِجَانِ (٩) فَلَا (١٠) يَشْتَبِهَانِ (١١) ، وَيَرْجِعَانِ قَدِ اضْطُرَّا ، لَيْسَ لَهُمَا مَكَانٌ إِلاَّ مَكَانُهُمَا ، فَإِنْ كَانَا يَقْدِرَانِ عَلى أَنْ يَذْهَبَا ، فَلِمَ يَرْجِعَانِ؟ وَإِنْ كَانَا غَيْرَ مُضْطَرَّيْنِ ، فَلِمَ لَايَصِيرُ اللَّيْلُ نَهَاراً ، وَالنَّهَارُ لَيْلاً؟ اضْطُرَّا ـ وَاللهِ يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ـ إِلى دَوَامِهِمَا ، وَالَّذِي اضْطَرَّهُمَا أَحْكَمُ مِنْهُمَا وَأَكْبَرُ ». فَقَالَ الزِّنْدِيقُ : صَدَقْتَ.

__________________

(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « فتدري » بدون « أ ».

(٢) في التوحيد : « قال : لا ، قال : فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟ قال : لا ، قال : فعجباً لك » بدل « قال : لا ، قال : عجباً لك ».

(٣) في التوحيد : « ولم تخبر ». وفي الوافي : « لم تجز ، بضمّ الجيم من الجواز ».

(٤) في الوافي : « ما » : إمّا موصولة ، أو استفهاميّة. وعلى التقديرين فهي المشار إليها بـ « ذلك » في قوله : « فأنت من ذلك في شكّ ، فلعلّه هو » ، أي فلعلّ ما خلفهنّ هو الربّ.

(٥) في « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « خلقهنّ ».

(٦) في حاشية « ف » والتوحيد : « ذاك ».

(٧) في التوحيد : « للجاهل على العالم ».

(٨) في حاشية « بح » : « منّي ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « يلجئان ».

(١٠) في حاشية « ض ، بح » والتوحيد : « ولا ».

(١١) في التوحيد : + « يذهبان ».

١٨٣

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، إِنَّ الَّذِي تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ وَتَظُنُّونَ (١) أَنَّهُ الدَّهْرُ ، إِنْ كَانَ الدَّهْرُ يَذْهَبُ بِهِمْ ، لِمَ لَايَرُدُّهُمْ؟ وَإِنْ كَانَ يَرُدُّهُمْ ، لِمَ لَايَذْهَبُ بِهِمْ؟ الْقَوْمُ مُضْطَرُّونَ يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، لِمَ السَّمَاءُ مَرْفُوعَةٌ ، وَالْأَرْضُ مَوْضُوعَةٌ؟ لِمَ لَاتَسْقُطُ (٢) السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ؟ لِمَ لَاتَنْحَدِرُ (٣) الْأَرْضُ فَوْقَ طِبَاقِهَا (٤) ، وَلَا يَتَمَاسَكَانِ (٥) ، وَلَا يَتَمَاسَكُ مَنْ عَلَيْهَا (٦)؟ ». قَالَ (٧) الزِّنْدِيقُ : أَمْسَكَهُمَا اللهُ رَبُّهُمَا وَسَيِّدُهُمَا.

قَالَ : فَآمَنَ الزِّنْدِيقُ عَلى يَدَيْ (٨) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ آمَنَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلى يَدَيْكَ (٩) فَقَدْ آمَنَ (١٠) الْكُفَّارُ عَلى يَدَيْ أَبِيكَ.

فَقَالَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ عَلى يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : اجْعَلْنِي مِنْ تَلَامِذَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، خُذْهُ إِلَيْكَ وَعَلِّمْهُ (١١) » فَعَلَّمَهُ هِشَامٌ (١٢) ؛ فَكَانَ (١٣) مُعَلِّمَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ مِصْرَ الْإِيمَانَ ، وَحَسُنَتْ طَهَارَتُهُ حَتّى رَضِيَ بِهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (١٤)

__________________

(١) في الوافي : « يذهبون إليه ويظنّون ».

(٢) هكذا في « ب ، ف ، بس » وحاشية « ج ، ض ، بر ، بف » والتعليقة للداماد وشرح المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعاوشرح المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « لايسقط ». وفي « ج ، ض ، بف » والوافي : « لاتنحدر ». وفي « بر » : « لاينحدر ».

(٣) في « ب ، ج ، بح » : « ولِمَ لاتنحدر ». و « الانحدار » : الانهباط ، تقول : حدرت السفينة ، أي أرسلتها إلى أسفل‌فانحدر. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٥ ( حدر ).

(٤) في « ج ، ف ، بح ، بف » وحاشية « بس » وحاشية بدر الدين والوافي والتوحيد : « طاقتها ». وفي « بر » وحاشية « بس » : « طبقاتها ».

(٥) في شرح المازندراني ومرآة العقول : « فلايتماسكان ».

(٦) في التوحيد : « عليهما ».

(٧) في « ض » والتوحيد : « فقال ».

(٨) في حاشية « ج » : « يد ».

(٩) هكذا في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد. وفي المطبوع وبعض النسخ : « يدك ».

(١٠) في حاشية « بح » والتوحيد : « فقد آمنت ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « وعلّمه ».

(١٢) في « ف » : + « بن الحكم ».

(١٣) في « بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي : « وكان ».

(١٤) التوحيد ، ص ٢٩٣ ، ح ٤ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن حمّاد ، عن الحسن بن إبراهيم ،

١٨٤

٢١٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ (١) ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مَنْصُورٍ الْمُتَطَبِّبِ ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ : تَرَوْنَ هذَا الْخَلْقَ؟ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى مَوْضِعِ الطَّوَافِ ـ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أُوجِبُ (٢) لَهُ اسْمَ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلاَّ ذلِكَ الشَّيْخُ الْجَالِسُ ـ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام ـ فَأَمَّا (٣) الْبَاقُونَ ، فَرَعَاعٌ (٤) وَبَهَائِمُ.

فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : وَكَيْفَ أَوْجَبْتَ (٥) هذَا الِاسْمَ لِهذَا الشَّيْخِ (٦) دُونَ هؤُلَاءِ؟ قَالَ (٧) : لِأَنِّي رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَا لَمْ أَرَهُ عِنْدَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : لَابُدَّ (٨) مِنِ اخْتِبَارِ مَا قُلْتَ فِيهِ مِنْهُ ، قَالَ (٩) : فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ : لَاتَفْعَلْ ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْكَ مَا فِي يَدِكَ ، فَقَالَ : لَيْسَ ذَا (١٠) رَأْيَكَ ، وَلكِنْ تَخَافُ أَنْ يَضْعُفَ رَأْيُكَ عِنْدِي فِي إِحْلَالِكَ (١١) إِيَّاهُ‌

__________________

عن يونس بن عبدالرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، عن عليّ بن منصور ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٥١.

(١) في « ألف » : « أحمد بن المحسن الميثمي ». وفي « ب ، ج ، بس ، بف » : « محمّد بن محسن الميثمي ». وفي « بح » : « أحمد بن محمّد بن الميثمي ». وفي حاشية « ج » : « أحمد بن الحسن الميثمي ».

(٢) في « بف » : « يوجب ». وفي الوافي : « أوجب من الإيجاب. إمّا على صيغة المتكلّم أو الماضي المجهول ، والأوّل أنسب بما يأتي من قول ابن أبي العوجاء : كيف أوجبت ».

(٣) في حاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وأمّا ».

(٤) « الرَعاع » : السَفِلَة والسقّاط من الناس ، أي ناقصو العقول منهم. وقيل : الرُعاع ـ كالزُجاج ـ من الناس ، وهم الرذال الضعفاء ، وهم الذين إذا فزعوا طاروا. انظر : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٢٨ ( رعع ).

(٥) في « بف » : « وجب ». وفي حاشية « بف » : « أوجب ».

(٦) في « ف » : « الشخص ».

(٧) في « بر » وحاشية « ج » : « فقال ».

(٨) في « ج ، بف » وحاشية « بح » والتوحيد : « ما بدّ ».

(٩) في « ج » والتوحيد : ـ « قال ».

(١٠) في حاشية « بح » : « هذا ».

(١١) في « ج ، بر ، بف » وحاشية « ض ، بح » : « إجلالك ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم وهو تصحيف ». و « الإحلال » : الإنزال. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٤ ( حلل ).

١٨٥

الْمَحَلَّ الَّذِي وَصَفْتَ ، فَقَالَ (١) ابْنُ الْمُقَفَّعِ : أَمَا (٢) إِذَا تَوَهَّمْتَ عَلَيَّ هذَا ، فَقُمْ إِلَيْهِ ، وَتَحَفَّظْ (٣) مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الزَّلَلِ ، وَلَا تَثْنِي (٤) عِنَانَكَ إِلَى اسْتِرْسَالٍ (٥) ؛ فَيُسَلِّمَكَ (٦) إِلى عِقَالٍ (٧) ، وَسِمْهُ (٨)

__________________

(١) في « بف » وشرح صدر المتألّهين : + « له ».

(٢) « أما » بالتخفيف حرف التنبيه. هكذا قرأ المازندراني وقال : « وهذا أولى من قراءتها بالتشديد على أن تكون للشرط ، وفعلها محذوف ، ومجموع الشرط والجزاء بعدها جواب لذلك الشرط كما زعم ، فإنّه بعيدٌ لفظاً ومعنىً. أمّا لفظاً فلاحتياجه إلى التقدير ، والأصل عدمه ؛ وأمّا معني فلأنّ « أمّا » الشرطيّة للتفصيل .. وإرادة التفصيل هنا بعيدٌ ، بل لا وجه لها ». وقرأها الميرزا رفيعا بالتشديد حيث قال : « أمّا : للشرط ، وفعله محذوف ، ومجموع الشرط والجزاء الّذي بعدها جواب لذلك الشرط. وذكر « عليّ » لتضمين التوهّم معنى الكذب والافتراء ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٤ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٤٨.

(٣) « تحفّظ » : أمر من التفعّل على مايظهر من كلام صدر المتألّهين. ومضارع مجزوم على ظاهر كلام المازندراني ، حيث قال : « تحفّظ ، مجزوم بالشرط المقدّر بعد الأمر ، و « من » متعلّق به ، أي إن قمت إليه تحفّظ نفسك من الزلل ». وفيه تأمّل ؛ لمكان واو العطف. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٢١٨ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٥.

(٤) في حاشية « بح » وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « ولا تثن ». وقوله : « لاتَثْني عنانك » أي لاتصرفه ولا تعطفه ، تقول ثَنَيْت الشي‌ء ، إذا صرفته وعطفته. واحتمل المازندراني كونه من باب الإفعال ، ولكن لا تساعده اللغة. قال : « في بعض النسخ : لا تثن ، من أحد البابين ». فهو على الأوّل عطف على « الزلل » بتقدير « أن » وعلى الثاني عطف على « تحفّظ ». انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٤ ( ثني ) ، شرح صدر المتألهين ، ص ٢١٨ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٥.

(٥) « الاسترسال » : الاستيناس والطمأنينة إلى الإنسان والثقة به فيما يحدّثه به ، وأصله السكون والثبات. ويحتمل أن يكون من الرِسل بمعنى اللين والرفع والتأنّي. انظر : النهاية ، ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٤٥.

(٦) في « ب ، ج ، ف » والتوحيد : « يسلمك ». وفي « بس » : « فيسلمنّك ». وهو من التسليم أو الإسلام.

(٧) « عِقال » : الحبل الذي يشدّ به ذراعي البعير. و « عُقّال » : داء في رِجل الدابّة إذا مشى ظلع ساعة ثمّ انبسط. وكلاهما محتمل هاهنا. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٥٩ و ٤٦٣ ( عقل ). شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٥.

(٨) في « ج » والتعليقة للداماد وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « سُمْهُ » ، أمر من : سامه إيّاه ، أى عرضه عليه وجعله في معرض البيع والشرى ، و « ما » موصولة. وفي « ب ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول : « سِمْه » أمر من وسم يسم بمعنى الكيّ ، و « ما » موصولة ، أي اجعل على ما تريد أن تتكلّم به علامة لتعلم أيّ شي‌ء لك وأيّ شي‌ء عليك. وفي حاشية « ض » وشرح صدر المتألّهين : « سِمَة » بمعنى أثر الكيّ في الحيوان وهو إحراق جلده بحديدة أو

١٨٦

مَا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (١).

قَالَ : فَقَامَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ (٢) ، وَبَقِيتُ أَنَا وَابْنُ الْمُقَفَّعِ جَالِسَيْنِ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ ، قَالَ : وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْمُقَفَّعِ ، مَا هذَا بِبَشَرٍ ، وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا رُوحَانِيٌّ (٣) يَتَجَسَّدُ إِذَا شَاءَ ظَاهِراً (٤) ، وَيَتَرَوَّحُ إِذَا شَاءَ بَاطِناً ، فَهُوَ هذَا ، فَقَالَ لَهُ : وَكَيْفَ (٥) ذلِكَ (٦)؟ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ غَيْرِي ، ابْتَدَأَنِي ، فَقَالَ : « إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى مَا يَقُولُ هؤُلَاءِ ـ وَهُوَ عَلى مَا يَقُولُونَ ، يَعْنِي أَهْلَ الطَّوَافِ ـ فَقَدْ سَلِمُوا وَعَطِبْتُمْ (٧) ، وَإِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى مَا تَقُولُونَ (٨) ـ وَلَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ ـ فَقَدِ اسْتَوَيْتُمْ ، وَهُمْ » ، فَقُلْتُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ ، وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ نَقُولُ؟ وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُونَ؟ مَا قَوْلِي وَقَوْلُهُمْ إِلاَّ وَاحِداً ، فَقَالَ : « وَكَيْفَ يَكُونُ قَوْلُكَ وَقَوْلُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ لَهُمْ مَعَاداً وَثَوَاباً وَعِقَاباً ، وَيَدِينُونَ بِأَنَّ فِي السَّمَاءِ (٩)

__________________

نحوها ، عطفاً على « عقال » و « ما » نافية مشبّهة بليس ، أو موصولة. وفي حاشية « ج » : « شُمَّهُ » أمر من شمّ ، يقال : شاممتُ فلاناً ، أي قاربته لأعرف ما عنده بالكشف والاختبار ، و « ما » استفهاميّة.

(١) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والوافي : « وعليك ».

(٢) في التوحيد ، ص ٢٥٣ ، ح ٤ : « كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصريّ‌

فانحرف عن التوحيد فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولاحقيقة. قال : إنّ صاحبي كان مخلّطاً ، كان يقول طوراً بالقدر وطوراً بالجبر فما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه ... وكان يكره العلماء مجالستة لخبث لسانه وفساد ضميره ». وانظر أيضاً : الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٧٤.

(٣) في « ج » : ـ « و ».

(٤) وفي « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « ظهر ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٤٨ : « يتجسّد ، أي يصير ذا جسد وبدن يُبصر به ويُرى. ويتروّح ، أي يصير روحاً صرفاً ويبطن ويختفى عن الأبصار والعيون ».

(٥) في « ب ، بس » وحاشية « بح » : « فكيف ».

(٦) في « ج ، ض ، ف » وحاشية « بح » : « ذاك ».

(٧) « عطبتم » أي هلكتم ، من العطب بمعنى الهلاك. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عطب ).

(٨) في « ض » وحاشية « بح » : « كما تقولون » بدل « على ما تقولون ».

(٩) في التوحيد : « للسماء ».

١٨٧

إِلهاً ، وَأَنَّهَا عُمْرَانٌ ، وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ السَّمَاءَ خَرَابٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ؟! ».

قَالَ : فَاغْتَنَمْتُهَا مِنْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا مَنَعَهُ ـ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولُونَ ـ أَنْ يَظْهَرَ لِخَلْقِهِ ، وَيَدْعُوَهُمْ إِلى عِبَادَتِهِ حَتّى لَايَخْتَلِفَ مِنْهُمُ اثْنَانِ؟ وَلِمَ احْتَجَبَ عَنْهُمْ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ؟ وَلَوْ بَاشَرَهُمْ بِنَفْسِهِ ، كَانَ أَقْرَبَ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ.

فَقَالَ لِي : « وَيْلَكَ ، وَكَيْفَ احْتَجَبَ عَنْكَ مَنْ أَرَاكَ قُدْرَتَهُ فِي نَفْسِكَ؟! نُشُوءَكَ (١) وَلَمْ تَكُنْ ، وَكِبَرَكَ بَعْدَ صِغَرِكَ ، وَقُوَّتَكَ بَعْدَ ضَعْفِكَ ، وَضَعْفَكَ بَعْدَ قُوَّتِكَ ، وَسُقْمَكَ بَعْدَ صِحَّتِكَ ، وَصِحَّتَكَ بَعْدَ سُقْمِكَ ، وَرِضَاكَ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَغَضَبَكَ بَعْدَ رِضَاكَ ، وَحَزَنَكَ بَعْدَ فَرَحِكَ ، وَفَرَحَكَ بَعْدَ حَزَنِكَ ، وَحُبَّكَ بَعْدَ بُغْضِكَ ، وَبُغْضَكَ بَعْدَ حُبِّكَ ، وَعَزْمَكَ بَعْدَ أَنَاتِكَ (٢) ، وَأَنَاتَكَ (٣) بَعْدَ عَزْمِكَ ، وَشَهْوَتَكَ بَعْدَ كَرَاهَتِكَ (٤) ، وَكَرَاهَتَكَ (٥) بَعْدَ شَهْوَتِكَ ، وَرَغْبَتَكَ بَعْدَ رَهْبَتِكَ ، وَرَهْبَتَكَ بَعْدَ رَغْبَتِكَ ، وَرَجَاءَكَ بَعْدَ يَأْسِكَ ، وَيَأْسَكَ بَعْدَ رَجَائِكَ ، وَخَاطِرَكَ (٦) بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وَهْمِكَ ، وَعُزُوبَ (٧) مَا أَنْتَ مُعْتَقِدُهُ‌

__________________

(١) عند المازندراني : « نشوك ». وهو منصوب بدلاً من « قدرته » ، أو مرفوع خبراً لمبتدأ محذوف يعود إليها ، وهو « هي ». انظر : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٩ ، مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٤٧.

(٢) في التوحيد والتعليقة للداماد ، ص ١٧٥ : « إبائك » بمعنى الامتناع. وقال : « وفي بعض نسخ كتاب التوحيد للصدوق : « بعد إيبائك ، على مصدر باب الإفعال بمعنى الإباء أيضاً ، ولا يتصوّبه فريق من علماء العربيّة ». وقال الفيض في الوافي : « وفي توحيد الصدوق : « إينائك » وهذا دليل النون ؛ لأنَّ الإيباء بمعنى الامتناع خطأ بخلاف الإيناء بمعنى التأخّر ». وفي « بف » : « أنائك ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالنون والهمزة ، أي « أنائك » بمعنى الفتور والتأخّر والإبطاء ». وفي حاشية « ض » : « أنأتك ».

و « الأناة » اسم من تأنّى في الأمر ، أي ترفّق وتنظّر ، أي عامله بلطف ، وانتظره في مهلة. وأصل الهمزة الواو من الوَنَى بمعنى الضعف والفتور. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٣ ( أنو ) وص ٢٥٣١ ( ونى ).

(٣) في « بف » : « إناؤك ». وفي حاشية « ض » : « أنأتُك ». وفي التوحيد : « إباءك ».

(٤) في « ب » والوافي : « كراهيتك ».

(٥) في « ب » والوافي : « كراهيتك ».

(٦) « الخاطر » : الواقع والحاصل في الذهن ، وقد يطلق على الذهن ، والمراد هنا هو الشعور والإدراك ؛ بقرينة تعديته بالباء. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ( خطر ).

(٧) « العزوب » : الغيبة والبعد. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ).

١٨٨

عَنْ (١) ذِهْنِكَ ». وَمَا زَالَ يُعَدِّدُ (٢) عَلَيَّ قُدْرَتَهُ ـ الَّتِي هِيَ فِي نَفْسِي ، الَّتِي لَا أَدْفَعُهَا ـ حَتّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ. (٣)

٢١٧ / ٣. عَنْهُ (٤) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ حِينَ سَأَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :

عَادَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي إِلى مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَجَلَسَ وَهُوَ (٥) سَاكِتٌ لَايَنْطِقُ ، فَقَالَ لَهُ (٦) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَأَنَّكَ جِئْتَ تُعِيدُ بَعْضَ مَا كُنَّا فِيهِ ». فَقَالَ : أَرَدْتُ ذلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ (٧) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا أَعْجَبَ هذَا! تُنْكِرُ اللهَ وَتَشْهَدُ أَنِّي ابْنُ رَسُولِ اللهِ! ». فَقَالَ : الْعَادَةُ تَحْمِلُنِي عَلى ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ (٨) الْكَلَامِ؟ » قَالَ : إِجْلَالاً لَكَ (٩) وَمَهَابَةً (١٠) مَا يَنْطَلِقُ (١١) لِسَانِي بَيْنَ يَدَيْكَ ؛ فَإِنِّي شَاهَدْتُ الْعُلَمَاءَ ، وَنَاظَرْتُ الْمُتَكَلِّمِينَ ، فَمَا تَدَاخَلَنِي هَيْبَةٌ قَطُّ مِثْلُ مَا تَدَاخَلَنِي (١٢) مِنْ هَيْبَتِكَ ،

__________________

(١) في حاشية « بر » : « في ».

(٢) في التوحيد : « يعدّ ».

(٣) التوحيد ، ص ١٢٥ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٣١٤ ، ح ٢٥٢.

(٤) ورد هذا الحديث في « ب ، بح ، بع ، جه » فقط ولم يرد في سائر النسخ التي في أيدينا ، كما أنّه لم يرد في شرح‌صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي. وقال في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٤٩ : « وليس هذا الحديث في أكثر النسخ ولكنّه موجود في توحيد الصدوق ، ورواه عن الكليني ، ويدلّ على أنّه كان في نسخته ».

والضمير في « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد في السند السابق. يؤيّد ذلك كثرة رواية ابن خالد عن العناوين المبهمة ، وكثرة رجوع الضمير إليه في أسناد الكافي ، كما يظهر بالفحص في أسناد الكتاب.

(٥) في « ب ، بح » : « فهو ».

(٦) هكذا في النسخ. وفي المطبوع والتوحيد : ـ « له ».

(٧) في التوحيد : ـ « له ».

(٨) في « بح » : « عن ».

(٩) في « ب ، بع ، جه » : « إجلالك ».

(١٠) « المهابة » و « الهيبة » : مصدران بمعنى المخافة والتقيّة والإجلال. يقال : هاب الشي‌ء يهابه ، إذا خافَه وإذا وقّره وعظّمه ، انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٨٩ ( هيب ).

(١١) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « ما ينطق ».

(١٢) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « مادخل ».

١٨٩

قَالَ : « يَكُونُ ذلِكَ ، وَلكِنْ أَفْتَحُ (١) عَلَيْكَ بِسُؤَالٍ » وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ (٢) : « أَمَصْنُوعٌ أَنْتَ ، أَوْ (٣) غَيْرُ مَصْنُوعٍ؟ » فَقَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : بَلْ (٤) أَنَا غَيْرُ مَصْنُوعٍ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَصِفْ لِي : لَوْ كُنْتَ مَصْنُوعاً ، كَيْفَ كُنْتَ تَكُونُ؟ » فَبَقِيَ عَبْدُ الْكَرِيمِ مَلِيّاً (٥) لَايُحِيرُ (٦) جَوَاباً ، وَوَلِعَ (٧) بِخَشَبَةٍ كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : طَوِيلٌ عَرِيضٌ ، عَمِيقٌ (٨) قَصِيرٌ ، مُتَحَرِّكٌ سَاكِنٌ ، كُلُّ ذلِكَ صِفَةُ خَلْقِهِ (٩) ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ صِفَةَ الصَّنْعَةِ (١٠) غَيْرَهَا ، فَاجْعَلْ نَفْسَكَ مَصْنُوعاً ؛ لِمَا تَجِدُ فِي نَفْسِكَ مِمَّا يَحْدُثُ مِنْ (١١) هذِهِ الْأُمُورِ ».

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ : سَأَلْتَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ يَسْأَلْنِي عَنْهَا أَحَدٌ (١٢) قَبْلَكَ ، وَلَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ بَعْدَكَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ لَهُ (١٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هَبْكَ (١٤) عَلِمْتَ أَنَّكَ لَمْ تُسْأَلْ فِيمَا مَضى ، فَمَا عَلَّمَكَ أَنَّكَ لَاتُسْأَلُ فِيمَا بَعْدُ؟ عَلى أَنَّكَ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ، نَقَضْتَ قَوْلَكَ ؛ لِأَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الْأَشْيَاءَ مِنَ الْأَوَّلِ سَوَاءٌ ، فَكَيْفَ قَدَّمْتَ وَأَخَّرْتَ؟! ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ، أَزِيدُكَ وُضُوحاً ، أَرَأَيْتَ ، لَوْ كَانَ مَعَكَ كِيسٌ فِيهِ جَوَاهِرُ ،

__________________

(١) في « بح » : « أفتتح ».

(٢) في « ب » : ـ « له ».

(٣) في « بح » والتوحيد : « أم ».

(٤) في « ب ، بح ، جه » والتوحيد : ـ « بل ».

(٥) « المَليّ » : الطائفة من الزمان لاحدّ لها. النهاية ، ص ٣٦٣ ( ملو ).

(٦) « لايحير » أي لايرجع ولا يردّ ، من الحور بمعنى الرجوع عن الشي‌ء وإلى الشي‌ء. يقال : كلّمته فما أحار إليّ جواباً ، أي ما ردّ جواباً. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢١٧ ـ ٢١٨ ( حور ).

(٧) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « أولع ». و « وَلِعَ بخشبة » أي حرص عليه وبالغ في تناوله. انظر : مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٤١٠ ( ولع ).

(٨) في « ب ، بع ، جه » : ـ « عميق ».

(٩) في مرآة العقول : « قوله : كلّ ذلك صفة خلقه ، أي خلق الخالق والصانع. ويمكن أن يقرأ بالتاء ، أي صفة المخلوقيّة ».

(١٠) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « لصنعة ».

(١١) في « ب » : « في ». وفي « بح » : « منه ».

(١٢) في التوحيد : « أحدٌ عنها ».

(١٣) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد. وفي المطبوع : ـ « له ».

(١٤) « هبك » أي افرض واحسب نفسك علمت. يقال : هبني فعلتُ ذلك ، أي احسبني واعدُدْني فعلت. ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل في هذا المعنى. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤ : ٨ ( وهب ).

١٩٠

فَقَالَ لَكَ قائِلٌ : هَلْ (١) فِي الْكِيسِ دِينَارٌ؟ فَنَفَيْتَ كَوْنَ الدِّينَارِ فِي (٢) الْكِيسِ ، فَقَالَ لَكَ قَائِلٌ (٣) : صِفْ لِيَ الدِّينَارَ ، وَكُنْتَ غَيْرَ عَالِمٍ بِصِفَتِهِ ، هَلْ كَانَ لَكَ أَنْ تَنْفِيَ كَوْنَ الدِّينَارِ فِي (٤) الْكِيسِ وَأَنْتَ لَاتَعْلَمُ؟ » قَالَ : لَا ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَالْعَالَمُ أَكْبَرُ وَأَطْوَلُ وَأَعْرَضُ مِنَ الْكِيسِ ، فَلَعَلَّ فِي الْعَالَمِ صَنْعَةً ؛ مِنْ حَيْثُ (٥) لَاتَعْلَمُ صِفَةَ الصَّنْعَةِ مِنْ غَيْرِ الصَّنْعَةِ ».

فَانْقَطَعَ عَبْدُ الْكَرِيمِ ، وَأَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، وَبَقِيَ مَعَهُ بَعْضٌ.

فَعَادَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ، فَقَالَ : أَقْلِبُ (٦) السُّؤَالَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « سَلْ عَمَّا شِئْتَ » ، فَقَالَ (٧) : مَا الدَّلِيلُ عَلى حُدُوثِ (٨) الْأَجْسَامِ؟ فَقَالَ : « إِنِّي (٩) مَا وَجَدْتُ شَيْئاً ـ صَغِيراً وَلَا كَبِيراً ـ إِلاَّ وَإِذَا ضُمَّ إِلَيْهِ مِثْلُهُ ، صَارَ أَكْبَرَ ، وَفِي ذلِكَ زَوَالٌ وَانْتِقَالٌ مِنَ (١٠) الْحَالَةِ الْأُولى (١١) ، وَلَوْ (١٢) كَانَ قَدِيماً ، مَا زَالَ وَلَا حَالَ ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَزُولُ وَيَحُولُ يَجُوزُ أَنْ يُوجَدَ وَيُبْطَلَ ، فَيَكُونُ بِوُجُودِهِ (١٣) بَعْدَ عَدَمِهِ دُخُولٌ فِي الْحَدَثِ ، وَفِي كَوْنِهِ فِي الْأَزَلِ (١٤) دُخُولُهُ فِي الْقِدَمِ (١٥) ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ (١٦) صِفَةُ الْأَزَلِ وَالْعَدَمِ ، وَالْحُدُوثِ وَالْقِدَمِ (١٧) فِي شَيْ‌ءٍ وَاحِدٍ ».

__________________

(١) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « فهل ».

(٢) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « عن ». ويجي‌ء « عن » للظرفيّة أيضاً.

(٣) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد. وفي المطبوع : ـ « قائل ».

(٤) هكذا في التوحيد. وفي « ب ، بح ، بع ، جه » والمطبوع : « عن ».

(٥) في التوحيد : ـ « من حيث ».

(٦) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « أقبلتَ ».

(٧) في « بح ، بع ، جه » : + « له ».

(٨) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع والتوحيد : « حَدَث ».

(٩) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « لأنّي ».

(١٠) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع : « عن ».

(١١) في « بح ، بع » : « حالته الأوّلية ». وفي « ب ، جه » : « حالة الأوّلية ».

(١٢) في « ب ، بح ، جه » : « فلو ».

(١٣) في « بح » : « لوجوده ».

(١٤) في « بح » : « الأوّل ». وفي التوحيد : « الأُولى ».

(١٥) هكذا في « ب ، بع ، جه » ، وهو المختار ؛ فإنّ أزليّة الوجود دليل القدم ، دون العدم. وفي « بح » والمطبوع والتوحيد : « العدم ». واعلم أنّ هذا الحديث موجود في أربع نسخ مذكورة من جميع النسخ الموجودة عندنا.

(١٦) في « ب ، بح ، بع » والتوحيد : « ولن يجتمع ».

(١٧) في « ب ، بح ، جه » والتوحيد : ـ « والحدوث والقدم ».

١٩١

فَقَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ : هَبْكَ عَلِمْتَ فِي جَرْيِ الْحَالَتَيْنِ (١) وَالزَّمَانَيْنِ ـ عَلى مَا ذَكَرْتَ ـ فَاسْتَدْلَلْتَ (٢) بِذلِكَ عَلى حُدُوثِهَا ، فَلَوْ بَقِيَتِ الْأَشْيَاءُ عَلى صِغَرِهَا ، مِنْ أَيْنَ كَانَ لَكَ أَنْ تَسْتَدِلَّ عَلى حُدُوثِهِا (٣)؟ فَقَالَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « إِنَّمَا (٤) نَتَكَلَّمُ عَلى هذَا الْعَالَمِ الْمَوْضُوعِ (٥) ، فَلَوْ رَفَعْنَاهُ وَوَضَعْنَا عَالَماً آخَرَ ، كَانَ لَاشَيْ‌ءَ أَدَلَّ عَلَى الْحَدَثِ مِنْ رَفْعِنَا إِيَّاهُ وَوَضْعِنَا غَيْرَهُ ، وَلكِنْ أُجِيبُكَ (٦) مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتَ (٧) أَنْ تُلْزِمَنَا (٨) وَنَقُولُ (٩) : إِنَّ الْأَشْيَاءَ لَوْ دَامَتْ عَلى صِغَرِهَا ، لَكَانَ فِي الْوَهْمِ أَنَّهُ مَتى ضُمَّ (١٠) شَيْ‌ءٌ (١١) إِلى مِثْلِهِ ، كَانَ أَكْبَرَ ، وَفِي جَوَازِ التَّغَيُّرِ (١٢) عَلَيْهِ خُرُوجُهُ مِنَ الْقِدَمِ ، كَمَا أَنَّ فِي تَغَيُّرِهِ (١٣) دُخُولَهُ فِي الْحَدَثِ ، لَيْسَ لَكَ وَرَاءَهُ شَيْ‌ءٌ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ». فَانْقَطَعَ وَخُزِيَ (١٤).

فَلَمَّا كَانَ مِنَ (١٥) الْعَامِ الْقَابِلِ ، الْتَقى مَعَهُ فِي الْحَرَمِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ شِيعَتِهِ : إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَدْ أَسْلَمَ ، فَقَالَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « هُوَ (١٦) أَعْمى مِنْ ذلِكَ ، لَايُسْلِمُ » فَلَمَّا بَصُرَ

__________________

(١) في « بح » : « الحالين ».

(٢) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع والتوحيد : « واستدللت ».

(٣) هكذا في النسخ والتوحيد. وفي المطبوع : « حدوثهنّ ».

(٤) في « ب » : « إنّا ».

(٥) في « ب ، بع ، جه » : ـ « الموضوع ».

(٦) في « ب ، بع ، جه » : « أجبتُك ».

(٧) في مرآة العقول : « من حيث قدّرت ، بتشديد الدال ، أي فرضتَ لأن تلزمنا. أو بالتخفيف ، أي زعمت أنّك تقدر أن تلزمنا ».

(٨) في « ب » : « يلزمنا ».

(٩) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع : « فنقول ».

(١٠) في التوحيد : « متى ما ضمّ ».

(١١) في « ب ، بع ، جه » : ـ « شي‌ء ». وفي التوحيد : + « منه ».

(١٢) هكذا في « ب » والتوحيد. وما يستحيل في حقّه تعالى وواجب في الحادث هو التغيّر دون التغيير. وفي « بح ، بع ، جه » والمطبوع : « التغيير ».

(١٣) هكذا في « ب » والتوحيد. وفي « بح ، بع ، جه » والمطبوع : « تغييره ».

(١٤) يجوز قراءته معلوماً أيضاً. خَزِيَ يخزى خِزياً ، أي ذلّ وهان. وقال ابن السكّيت : وقع في بليّة. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٦ ( خزي ).

(١٥) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « في ».

(١٦) في « ب » : « هو من ». وفي « بح » : « فهو ».

١٩٢

بِالْعَالِمِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَيِّدِي (١) وَمَوْلَايَ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « مَا جَاءَ بِكَ إِلى هذَا الْمَوْضِعِ؟ » فَقَالَ : عَادَةُ الْجَسَدِ وَسُنَّةُ الْبَلَدِ ، وَلِنَنْظُرَ (٢) مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْجُنُونِ ، وَالْحَلْقِ ، وَرَمْيِ الْحِجَارَةِ ، فَقَالَ لَهُ (٣) الْعَالِمُ عليه‌السلام : « أَنْتَ بَعْدُ عَلى عُتُوِّكَ (٤) وَضَلَالِكَ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ». فَذَهَبَ (٥) يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ لَهُ عليه‌السلام : « لَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ » وَنَفَضَ رِدَاءَهُ مِنْ يَدِهِ ، وَقَالَ : « إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ ـ وَلَيْسَ كَمَا تَقُولُ ـ نَجَوْنَا وَنَجَوْتَ ، وَإِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا نَقُولُ ـ وَهُوَ كَمَا نَقُولُ (٦) ـ نَجَوْنَا وَهَلَكْتَ ».

فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْكَرِيمِ عَلى مَنْ مَعَهُ ، فَقَالَ : وَجَدْتُ فِي قَلْبِي حَزَازَةً (٧) فَرُدُّونِي ، فَرَدُّوهُ ، فَمَاتَ (٨) لَارَحِمَهُ اللهُ (٩).

٢١٨ / ٤. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ الرَّازِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدٍ الدِّينَوَرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخُرَاسَانِيِّ خَادِمِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ :

دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام :

__________________

(١) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « يا سيّدي ».

(٢) في التوحيد : « لنبصر ».

(٣) في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد : ـ « له ».

(٤) « العتوّ » : التجبّر والتكبّر. يقال : عتا يعتو عتوّاً ، استكبر وجاوز الحدّ. انظر : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧ ـ ٢٨ ( عتو ).

(٥) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « وذهب ».

(٦) في « ب » : « وإن لم يكن الأمر كما تقول وهو كما نقول ».

(٧) « الحزازة » : وجعٌ في القلب من غيظ ونحوه. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧٣ ( حزز ) وفي حاشية « بح » : « حرارة ». وفي « ب » : « وجدت في قلبي غزار إبرة من الحرارة ». والغَزارة : مصدر بمعنى الكثرة ، والغِزار : جمع الغزير ، وهو الكثير من كلّ شي‌ء. والإبرة : أداة الخياطة. وفي « بح » : « وجدت في قلبي غزاز إبرة ». والغزازة : القوّة والشدّة والصعب. وفي « بع » : « وجدت في قلبي غراز إبرة من الحرارة ». يقال : غرز الإبرة في شي‌ء غرزاً ، أي أدخلها فيه ، وفي « جه » : « وجدت في قلبي غزاز إبرة من الحرارة » من قول العامّة : غزّه بالإبرة ، أي وخزه وطعنه بها. ويقرأ أيضاً : « خزاز ».

(٨) في « بع ، جه » وحاشية « ب » والتوحيد : « ومات ».

(٩) التوحيد ، ص ٢٩٦ ، ح ٦ ، بسنده عن الكلينى. وراجع : التوحيد ، ص ٢٩٣ ، ح ٢ ، وفيه قطعة منه.

١٩٣

« أَيُّهَا الرَّجُلُ ، أَرَأَيْتَ ، إِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَكُمْ ـ وَلَيْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُونَ ـ أَلَسْنَا وَإِيَّاكُمْ شَرَعاً سَوَاءً (١) ، لَايَضُرُّنَا مَا صَلَّيْنَا وَصُمْنَا (٢) ، وَزَكَّيْنَا وَأَقْرَرْنَا؟ » فَسَكَتَ الرَّجُلُ.

ثُمَّ قَالَ (٣) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَنَا ـ وَهُوَ قَوْلُنَا ـ أَلَسْتُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ وَنَجَوْنَا؟ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، أَوْجِدْنِي (٤) كَيْفَ هُوَ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟

فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ غَلَطٌ ؛ هُوَ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ (٥) ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، فَلَا يُعْرَفُ (٦) بِالْكَيْفُوفِيَّةِ (٧) ، وَلَا بِأَيْنُونِيَّةٍ ، وَلَا يُدْرَكُ بِحَاسَّةٍ ، وَلَا يُقَاسُ بِشَيْ‌ءٍ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِذاً إِنَّهُ لَاشَيْ‌ءَ إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « وَيْلَكَ ، لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّكَ عَنْ إِدْرَاكِهِ ، أَنْكَرْتَ رُبُوبِيَّتَهُ ، وَنَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاكِهِ ، أَيْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا بِخِلَافِ شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ ».

قَالَ (٨) الرَّجُلُ : فَأَخْبِرْنِي مَتى كَانَ؟ قَالَ (٩) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَخْبِرْنِي مَتى لَمْ يَكُنْ ؛ فَأُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ » قَالَ الرَّجُلُ : فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام (١٠) : « إِنِّي لَمَّا‌

__________________

(١) « شرعاً » : مصدر بفتح الشين وسكون الراء وفتحها ، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكّر والمؤنّث. يقال : الناس في ذلك شرْع سواء ، أي متساوون ، لا فضل لأحدهم فيه على الآخر. ف « سواء » تأكيد له. انظر : النهاية ، ح ٢ ، ص ٤٦١ ( شرع ).

(٢) في « ب » : « ماصمنا وما صلّينا ». وفي « بس » : « ما صلّينا وما صمنا ».

(٣) في « بر » والتوحيد والعيون : « فقال » بدل « ثمّ قال ».

(٤) في « ف » : + « وأخبرني ». و « الإيجاد » : الإظفار. يقال : أوجده اللهَ مطلوبه ، أي أظفره به. والمعنى : أظفرني بمطلوبي ، وأوصلني إليه ، وهو أنّه كيف هو وأين هو ، يعني بيّن لي كيفيّته ، وأظهر لي مكانه. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٧ ( وجد ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٧.

(٥) في « بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « بلا أين ».

(٦) في « ب » : « ولا يعرف ».

(٧) في التوحيد والعيون : « هو أيّن الأين وكان ولا أين ، وهو كيّف الكيف وكان ولا كيف ، ولا يعرف بكيفوفيّة ». واستصوب الداماد واستحسن الفيض قوله في التوحيد والعيون : « بكيفوفيّة » لموافقتها لنظيرتها. انظر : التعليقة للداماد ، ص ١٧٨ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٣١٩.

(٨) في « ب » : « فقال ».

(٩) في « ب ، بس » والتوحيد : « فقال ».

(١٠) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « أخبرني متى لم يكن ـ إلى ـ فقال أبوالحسن عليه‌السلام ». وفي

١٩٤

نَظَرْتُ إِلى جَسَدِي ، وَلَمْ يُمْكِنِّي فِيهِ زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ (١) ، وَدَفْعِ الْمَكَارِهِ عَنْهُ ، وَجَرِّ الْمَنْفَعَةِ (٢) إِلَيْهِ ، عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا الْبُنْيَانِ بَانِياً ، فَأَقْرَرْتُ بِهِ ؛ مَعَ مَا أَرى ـ مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَكِ بِقُدْرَتِهِ ، وَإِنْشَاءِ السَّحَابِ ، وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ (٣) ، وَمَجْرَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ ، وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْعَجِيبَاتِ الْمُبَيِّنَاتِ (٤) ـ عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا مُقَدِّراً وَمُنْشِئاً » (٥).

٢١٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :

إِنَّ عَبْدَ اللهِ الدَّيَصَانِيَّ (٦) سَأَلَ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، فَقَالَ لَهُ (٧) : أَلَكَ رَبٌّ؟ فَقَالَ : بَلى ، قَالَ : أَقَادِرٌ هُوَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَادِرٌ (٨) قَاهِرٌ ، قَالَ : يَقْدِرُ (٩) أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ ، لَاتَكْبُرُ الْبَيْضَةُ وَلَا تَصْغُرُ الدُّنْيَا؟ قَالَ هِشَامٌ : النَّظِرَةَ (١٠) ، فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَنْظَرْتُكَ حَوْلاً ، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ.

فَرَكِبَ هِشَامٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ :

__________________

التعليقة ، للداماد ، وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني ، والوافي ، ومرآة العقول : « هذا الإسقاط من النسّاخ ».

(١) في « ف » : « في الطول والعرض ».

(٢) في « ف » : « وجلب المنافع ».

(٣) في « ج ، بر » : « الريح ».

(٤) في حاشية « بف » : « البيّنات ». وفي التوحيد والعيون : « المتقنات ».

(٥) التوحيد ، ص ٢٥٠ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٢٨ ، بسندهما عن أبي سمينة محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن محمّد بن عبدالله الخراساني ، مع تفاوت يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٣١٧ ، ح ٢٥٣.

(٦) « الدَيَصاني » : منسوب إلى الدَيَصان. وهو مصدر داص يديص ، أي زاغ وحاد ومال. ومعناه الملحد ؛ لميله عن‌الدين بعد أن كان فيه ؛ إذ هو من تلامذة الحسن البصري ، مال عن الدين ؛ لعدم قدرة استاذه على حلّ الشبهات.

قال المحقّق الشعراني : هذا غير مطابق للواقع ، والصحيح أنّ الديصانيّة كانوا قوماً من الزنادقة القائلين بالنور والظلمة ، وأنّ دَيَصان اسم رئيسهم مثل « ماني ». انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٤٠ ( ديص ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٢٢ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٤٦ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٥٦.

(٧) في « ف ، بر » : ـ « له ».

(٨) في حاشية « بح » : + « هو ».

(٩) في حاشية « ف » : + « على ».

(١٠) « النَظِرة » : المهلة والتأخير. وهو منصوب بفعل مقدّر. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣١ ( نظر ).

١٩٥

يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَتَانِي عَبْدُ اللهِ الدَّيَصَانِيُّ بِمَسْأَلَةٍ لَيْسَ الْمُعَوَّلُ (١) فِيهَا إِلاَّ عَلَى اللهِ وَعَلَيْكَ ، فَقَالَ لَهُ (٢) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « عَمَّا ذَا سَأَلَكَ؟ » فَقَالَ : قَالَ (٣) لِي : كَيْتَ (٤) وَكَيْتَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا هِشَامُ ، كَمْ حَوَاسُّكَ؟ » قَالَ : خَمْسٌ ، قَالَ : « أَيُّهَا أَصْغَرُ؟ » قَالَ : النَّاظِرُ (٥) ، قَالَ : « وَكَمْ قَدْرُ النَّاظِرِ؟ » قَالَ : مِثْلُ الْعَدَسَةِ أَوْ أَقَلُّ مِنْهَا ، فَقَالَ لَهُ : « يَا هِشَامُ ، فَانْظُرْ أَمَامَكَ وَفَوْقَكَ وَأَخْبِرْنِي بِمَا تَرى » فَقَالَ : أَرى سَمَاءً وَأَرْضاً وَدُوراً وَقُصُوراً وَبَرَارِيَ (٦) وَجِبَالاً وَأَنْهَاراً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ الَّذِي قَدَرَ أَنْ يُدْخِلَ الَّذِي تَرَاهُ الْعَدَسَةَ أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا قَادِرٌ (٧) أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ لَاتَصْغُرُ (٨) الدُّنْيَا وَلَا تَكْبُرُ (٩) الْبَيْضَةُ ». (١٠)

فَأَكَبَّ (١١) هِشَامٌ عَلَيْهِ (١٢) ، وَقَبَّلَ يَدَيْهِ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ ، وَقَالَ : حَسْبِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ،

__________________

(١) « المعوّل » : المستغاث والمستعان. يقال : عوّلتُ به وعليه ، أي استعنت. ويحتمل أن يكون المُعَوِّل أو المُعْوِل‌بمعنى الصارخ ، وهو الذي يرفع صوته عند البكاء. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٨٣ ( عول ).

(٢) في « بر » : ـ « له ».

(٣) في « ج » : ـ « قال ».

(٤) في حاشية « ج » : « بتسكيت ». و « كيت وكيت » ، هي كناية عن الأمر ، نحو كذا وكذا. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢١٦ ( كيت ).

(٥) في « بح » : « الناظرة ».

(٦) في التوحيد : « وتراباً ». و « البَراري » : جمع البريّة بمعنى الصحراء. وعند المازندراني فَتْح الراء أفصح. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٨ ( برر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٤٨.

(٧) في « بح » : + « على ».

(٨) في « ج ، ض » : « لاتصغّر » بالتضعيف. وفي التوحيد « لايصغر ».

(٩) في « ض ، بف » : « لاتكبّر » بالتضعيف. وفي التوحيد : « يكبر ».

(١٠) في الوافي : « هذه مجادلة بالتي هي أحسن وجواب جدليّ مسكت يناسب فهم السائل ، وقد صدر مثله عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ... والجواب البرهاني أن يقال : إنّ عدم تعلّق قدرته تعالى على ذلك ليس من نقصان في قدرته سبحانه ولا لقصور في عمومها وشمولها كلّ شي‌ء ، بل إنّما ذاك من نقصان المفروض وامتناعه الذاتي وبطلانه الصرف وعدم حظّه من الشيئيّة ، كما أشار إليه أميرالمؤمنين عليه‌السلام في ما رواه الصدوق أيضاً ». وللمزيد انظر شروح الكافي.

(١١) « فأكبّ عليه » أي أقبل إليه ، أو ألقى نفسه عليه. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ( كبب ).

(١٢) في « ب » : « عليه هشام ».

١٩٦

وَانْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ ، وَغَدَا عَلَيْهِ (١) الدَّيَصَانِيُّ ، فَقَالَ لَهُ (٢) : يَا هِشَامُ ، إِنِّي جِئْتُكَ مُسَلِّماً ، وَلَمْ أَجِئْكَ مُتَقَاضِياً لِلْجَوَابِ ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ : إِنْ كُنْتَ جِئْتَ مُتَقَاضِياً ، فَهَاكَ (٣) الْجَوَابَ.

فَخَرَجَ الدَّيَصَانِيُّ عَنْهُ (٤) حَتّى أَتى بَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا قَعَدَ ، قَالَ لَهُ (٥) : يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا اسْمُكَ؟ » فَخَرَجَ عَنْهُ ، وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : كَيْفَ لَمْ تُخْبِرْهُ بِاسْمِكَ؟ قَالَ : لَوْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ : عَبْدُ اللهِ ، كَانَ يَقُولُ : مَنْ هذَا الَّذِي أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ؟ فَقَالُوا لَهُ : عُدْ إِلَيْهِ ، وَقُلْ لَهُ : يَدُلُّكَ عَلى مَعْبُودِكَ ، وَلَا يَسْأَلُكَ عَنِ اسْمِكَ.

فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ (٦) لَهُ : يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي ، وَلَا تَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِي ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اجْلِسْ » وَإِذَا غُلَامٌ لَهُ (٧) صَغِيرٌ ، فِي كَفِّهِ بَيْضَةٌ يَلْعَبُ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ (٨) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « نَاوِلْنِي يَا غُلَامُ (٩) الْبَيْضَةَ » ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا ، فَقَالَ لَهُ (١٠) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا دَيَصَانِيُّ ، هذَا حِصْنٌ مَكْنُونٌ (١١) ، لَهُ (١٢) جِلْدٌ غَلِيظٌ ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ‌

__________________

(١) في التوحيد : « إليه ». و « غدا عليه » أي : جاءه غَدْوَةً ، وهي أوّل النهار ؛ أو هي ما بين صلاة الغداة وطلوع‌الشمس ، ثمّ عمّ. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ؛ المغرب ، ص ٣٣٦ ( غدو ).

(٢) في التوحيد والوافي : ـ « له ».

(٣) « ها ، هاءْ ، هاءَ ، هاك » كلّها اسم فعل بمعنى خُدْ. انظر : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٤٨.

(٤) في التوحيد : + « فأخبر أنّ هشاماً دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام فعلّمه الجواب ، فمضى عبدالله الديصاني ».

(٥) في الوافي : ـ « له ».

(٦) في « بس ، بف » والوافي : « وقال ».

(٧) في « بح » : « له غلام ». وفي « بر » : ـ « له ».

(٨) في « ب ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : ـ « له ».

(٩) في « بر » وشرح المازندراني والوافي : « يا غلام ناولني ».

(١٠) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : ـ « له ».

(١١) « مكنون » : صفة حصن باعتبار المتعلّق ، أي مستور ما فيه ، أو مكنون فيه ومصون من جميع جوانبه لا فرجة فيه ولا باب له. من كننتُ الشي‌ء ، أي سترته وصُنته. ويحتمل الإضافة ، أي حصن أمر مكنونٍ. انظر : شرح صدر المتألهين ، ص ٢٢٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٥٢ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٨٩ ( كنن ).

(١٢) في « بر » : « وله ».

١٩٧

الْغَلِيظِ جِلْدٌ رَقِيقٌ ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِيقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ ، وَفِضَّةٌ ذَائِبَةٌ ، فَلَا الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ ، وَلَا الفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ ، فَهِيَ (١) عَلى حَالِهَا ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ صَلَاحِهَا (٢) ، وَلَا دَخَلَ فِيهَا مُفْسِدٌ ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا ، لَايُدْرى (٣) لِلذَّكَرِ (٤) خُلِقَتْ أَمْ لِلْأُنْثى ، تَنْفَلِقُ (٥) عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِيسِ ، أَتَرى لَهَا مُدَبِّراً؟ ».

قَالَ (٦) : فَأَطْرَقَ (٧) مَلِيّاً (٨) ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَ (٩) أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّكَ إِمَامٌ وَ (١٠) حُجَّةٌ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَأَنَا تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ (١١).

٢٢٠ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ (١٢) :

__________________

(١) في « بر » : « وهي ». وفي التوحيد : « هي ».

(٢) في « بس » والتوحيد : « إصلاحها ».

(٣) في « بح » وحاشية « ف » : « ولا يدرى ».

(٤) في شرح المازندراني : « أللذكر ».

(٥) « تنفلق » أي تنشقّ ، ضُمّن معنى الكشف فعدّي بعن ، أي تنشقّ كاشفة عن حيوان له ألوان الطواويس. انظر : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٥٤ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٣٢٢.

(٦) في « بف » : « وقال ». وفي « بر » : ـ « قال ».

(٧) في « بر » : + « رأسه ». و « أطرق الرجل » أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض. فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. انظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ).

(٨) « المَلِيّ » : الطائفة من الزمان لاحدّ لها. يقال : مضى مليّ من النهار ومن الدهر أي طائفة منه. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ( ملو ).

(٩) في « ب ، ف » وحاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني : و « أشهد ».

(١٠) في « بف » : ـ « و ».

(١١) التوحيد ، ص ١٢٢ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وراجع : التوحيد ، ص ١٣٠ ، ح ٩ الوافي ، ج ١ ، ص ٣١٩ ، ح ٢٥٤.

(١٢) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر » : « العبّاس بن عمرو الفقيمي » وفي « بف » : « عبّاس بن عمر الفقيمي ».

هذا ، والظاهر أنّ العبّاس هذا ، هو العبّاس بن عمرو الفُقَيمي الذي روى عنه إبراهيم بن هاشم في الأمالي للصدوق ، ص ١٧٥ المجلس ٣٨ ، ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٢٠ ، ح ٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٨ ، ح ١ ؛ والتوحيد ، ص ٦٠ ، ح ٨ ؛ وص ١٦٩ ، ح ٣ ؛ وص ٢٩٣ ، ح ٢.

١٩٨

عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ الَّذِي أَتى أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا يَخْلُو قَوْلُكَ : « إِنَّهُمَا اثْنَانِ » مِنْ أَنْ يَكُونَا قَدِيمَيْنِ قَوِيَّيْنِ ، أَوْ يَكُونَا ضَعِيفَيْنِ ، أَوْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّاً وَالْآخَرُ ضَعِيفاً ، فَإِنْ كَانَا قَوِيَّيْنِ ، فَلِمَ لَايَدْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، وَيَتَفَرَّدَ (١) بِالتَّدْبِيرِ (٢)؟ وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِيٌّ ، وَالْآخَرَ ضَعِيفٌ ، ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ كَمَا نَقُولُ ؛ لِلْعَجْزِ الظَّاهِرِ فِي الثَّانِي.

فَإِنْ قُلْتَ : إِنَّهُمَا اثْنَانِ ، لَمْ يَخْلُ مِنْ أَنْ يَكُونَا مُتَّفِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ (٣) ، أَوْ مُفْتَرِقَيْنِ (٤) مِنْ كُلِّ جِهَةٍ (٥) ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً ، وَالْفَلَكَ جَارِياً ، وَالتَّدْبِيرَ وَاحِداً ، وَاللَّيْلَ (٦) وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، دَلَّ صِحَّةُ الْأَمْرِ وَالتَّدْبِيرِ ، وَائْتِلَافُ الْأَمْرِ عَلى أَنَّ الْمُدَبِّرَ وَاحِدٌ.

ثُمَّ يَلْزَمُكَ ـ إِنِ ادَّعَيْتَ اثْنَيْنِ ـ فُرْجَةٌ مَّا بَيْنَهُمَا حَتّى يَكُونَا اثْنَيْنِ ، فَصَارَتِ الْفُرْجَةُ ثَالِثاً بَيْنَهُمَا ، قَدِيماً مَعَهُمَا ، فَيَلْزَمُكَ ثَلَاثَةٌ ، فَإِنِ ادَّعَيْتَ ثَلَاثَةً ، لَزِمَكَ مَا قُلْتُ (٧) فِي الِاثْنَيْنِ حَتّى يَكُونَ (٨) بَيْنَهُمْ فُرْجَةٌ (٩) ، فَيَكُونُوا‌

__________________

و « الفُقَيمي » : منسوب إلى فقيم بن دارم بن مالك بن حنظلة. وقيل : فُقَيم بن جرير بن دارم. راجع : اللباب في تهذيب الأنساب ، ج ٢ ، ص ٤٣٧.

(١) في « ب ، ض » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « ينفرد ». وقوله : « يتفرّد » إن كان مرفوعاً ، فهوعطف على المنفيّ ، أي لايتفرّد. وفسّره الشيرازي بما يقتضي نصبه ، أي حتّى يتفرّد. ويجوز أن يكون الواو واوَ المعيّة. راجع : النحو الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٦.

(٢) في حاشية « ج » : + « والربوبيّة » وفي الاحتجاج : « وينفرد بالربوبيّة ».

(٣) في « بر » وحاشية : « بح » والوافي : « وجه ».

(٤) في « ألف ، ب » : « متفرّقين ».

(٥) في مرآة العقول : « في بعض النسخ : من جهة ».

(٦) في التوحيد ، ص ٢٤٣ والاحتجاج : « واختلاف الليل » بدل « والتدبير واحداً والليل ». واعلم أنّ المفعول الثاني بعد كلمة « القمر » محذوف وهو « تتعاقب » مثلاً أو « متعاقباتٍ ».

(٧) في « ب ، بح » وحاشية « بر ، بف » : « قلته ». وفي التوحيد ، ص ٢٤٣ : « قلنا ». وما قاله الإمام عليه‌السلام هو لزوم وجودالمثنِّي والمميّز ، فلابدّ هنا من وجود المثلِّث وهو عبارة عن الفرجتين ، فالمراد بالفرجة هو جنس الفرجة.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي ومرآة العقول والتوحيد ، ص ٢٤٣. وفي المطبوع وشرح المازندراني : « تكون ».

(٩) في مرآة العقول : « فرجتان ».

١٩٩

خَمْسَةً (١) ، ثُمَّ يَتَنَاهى (٢) فِي الْعَدَدِ إِلى مَا لَانِهَايَةَ لَهُ فِي الْكَثْرَةِ ».

قَالَ هِشَامٌ : فَكَانَ مِنْ سُؤَالِ الزِّنْدِيقِ أَنْ قَالَ (٣) : فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ (٤)؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وُجُودُ الْأَفَاعِيلِ دَلَّتْ (٥) عَلى أَنَّ (٦) صَانِعاً صَنَعَهَا ، أَلَا تَرى أَنَّكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى بِنَاءٍ (٧) مُشَيَّدٍ (٨) مَبْنِيٍّ ، عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ بَانِياً وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرَ الْبَانِيَ وَلَمْ تُشَاهِدْهُ؟ » قَالَ : فَمَا هُوَ؟ قَالَ : « شَيْ‌ءٌ بِخِلَافِ الْأَشْيَاءِ ؛ ارْجِعْ (٩) بِقَوْلِي (١٠) إِلى إِثْبَاتِ مَعْنىً ، وَأَنَّهُ شَيْ‌ءٌ بِحَقِيقَةِ الشَّيْئِيَّةِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَاجِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ وَلَا يُجَسُّ (١١) ، وَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ (١٢) ، وَلَا تَنْقُصُهُ الدُّهُورُ ، وَلَا تُغَيِّرُهُ الْأَزْمَانُ » (١٣).

__________________

(١) في التوحيد ، ص ٢٤٣ : « فرجتان فيكون خمساً » بدل « فرجة فيكونوا خمسة ».

(٢) في « ج ، بس ، بف » : « تتناهى ».

(٣) في « ب » : + « له ».

(٤) في مرآة العقول : « قوله : فما الدليل عليه ؛ يعني بما ذكرت قد ثبت وحدة المبدأ الأوّل للعالم على تقدير وجوده ، فما الدليل على وجوده؟ ». ونحوه في حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٦٦.

(٥) كذا في النسخ التي قوبلت ، والتأنيث هو باعتبار المضاف إليه وهو جمع الجمع ، أو باعتبار أنّ لكلّ فعل‌وجوداً.

(٦) في « بح » : + « لها ».

(٧) « البناء » مصدر بمعنى المبنيّ ، فذكر المبنيّ تأكيد له ، أو إخراج لغير معنى المبنيّ مثل المعنى المقابل للهدم. أو المعنى : مبنيّ لإنسان لا الأبنية التي تكون في الجبال. انظر : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٦٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٧٤.

(٨) « المَشِيد » : المعمول من الشِيد ، وهو كلّ شي‌ء طلَيْتَ به الحائط من جصّ ، أو ملاط ، و « المُشَيَّد » : المطوّل ؛ يعني : إذا نظرت إلى بناء محكم مبنيّ من آلات مثل الجصّ والأحجار وغيرها. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٥ ( شيد ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٦٥.

(٩) في « ض » : « أرجِعُ ». وفي مرآة العقول : « قوله : ارجع ، على صيغة الأمر أو المتكلّم وحده ».

(١٠) في التوحيد ، ص ١٠٤ و ٢٤٣ والمعاني والاحتجاج : + « شي‌ء ».

(١١) في الوافي : ـ « ولايجسّ ». وقوله : « لايجسّ » أي لايُمَسّ باليد. يقال : جسّه بيده ، أي مسّه. واحتمل الفيض‌كونه بمعنى لايُتَفَحَّصُ عنها. يقال : جسستُ الأخبار ، أي تفحَّصتُ عنها. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جسس ).

(١٢) في شرح المازندراني : « في بعض النسخ : ولا تدركه الأوهام ، بالواو ، وهو أظهر ».

(١٣) الحديث طويل ، قطّعه الكليني ، وأورد صدره هنا ، وذكر تتمّة الحديث في ثلاث مواضع اخرى من الكافي

٢٠٠