أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
هذَا الْقَاعِدُ الَّذِي تُشَدُّ (١) إِلَيْهِ الرِّحَالُ ، وَيُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (٢) وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ.
قَالَ (٣) الشَّامِيُّ : فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ ذلِكَ (٤)؟ قَالَ هِشَامٌ : سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ ، قَالَ الشَّامِيُّ : قَطَعْتَ عُذْرِي فَعَلَيَّ السُّؤَالُ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا شَامِيُّ ، أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ سَفَرُكَ ، وَكَيْفَ كَانَ طَرِيقُكَ ، كَانَ كَذَا وَكَانَ (٥) كَذَا ».
فَأَقْبَلَ الشَّامِيُّ يَقُولُ : صَدَقْتَ ، أَسْلَمْتُ لِلّهِ السَّاعَةَ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « بَلْ آمَنْتَ بِاللهِ السَّاعَةَ ؛ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ ، وَعَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ ، وَالْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ (٦) ». فَقَالَ الشَّامِيُّ : صَدَقْتَ ، فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِلى حُمْرَانَ (٧) ، فَقَالَ : « تُجْرِي الْكَلَامَ (٨) عَلَى الْأَثَرِ (٩) فَتُصِيبُ ».
وَالْتَفَتَ إِلى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، فَقَالَ : « تُرِيدُ الْأَثَرَ وَلَاتَعْرِفُهُ ».
__________________
(١) في « ف ، بس » وشرح المازندراني والوافي : « يشدّ ».
(٢) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « والأرض ».
(٣) في « بح » : « فقال ».
(٤) في حاشية « ف » : « ذاك ».
(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : ـ « كان ».
(٦) في « بر » : « تتوارثون وتتناكحون ، والإيمان عليه تثابون ».
(٧) في « بر » : « الحمران ».
(٨) في حاشية « بس » : « بالكلام ». والباء للتعدية والفعل مجرّد.
(٩) « على الأثر » أي على الأخبار المأثورة عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم. و « الأثر » : مصدر قولك : أثرتُ الحديث ، أي نقلته. والأثر ، اسم منه. ومنه سمّي الحديث أثراً ؛ لأنّه مأثور ، أي منقول ينقله خلف عن سلف. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٤ ( أثر ).
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْأَحْوَلِ ، فَقَالَ : « قَيَّاسٌ رَوَّاغٌ (١) ، تَكْسِرُ بَاطِلاً بِبَاطِلٍ ، إِلاَّ أَنَّ بَاطِلَكَ أَظْهَرُ ».
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى قَيْسٍ الْمَاصِرِ ، فَقَالَ : « تَتَكَلَّمُ ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ (٢) مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَبْعَدُ (٣) مَا يَكُونُ (٤) مِنْهُ ، تَمْزُجُ الْحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ ، وَقَلِيلُ الْحَقِّ يَكْفِي عَنْ كَثِيرِ الْبَاطِلِ ، أَنْتَ وَالْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ (٥) حَاذِقَانِ (٦) ».
قَالَ يُونُسُ : فَظَنَنْتُ ـ وَاللهِ ـ أَنَّهُ يَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِيباً مِمَّا قَالَ لَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : « يَا هِشَامُ ، لَاتَكَادُ تَقَعُ ، تَلْوِي رِجْلَيْكَ (٧) إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ (٨) ، مِثْلُكَ فَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ ، فَاتَّقِ الزَّلَّةَ ، وَالشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٩)
__________________
(١) في « ج ، ض » : « روّاع ». وقوله : « رَوّاغ » ، أي ميّال عن الحقّ ، من الرَوْغ والرَوَغان بمعنى الميل إلى الشيء سرّاً ، وطلب الشيء بكلّ طريق. وهو في الأصل مايفعله الثعلب ، وهو أن يذهب هكذا وهكذا مكراً وخديعة. انظر : المغرب ، ص ٢٠٢ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٤٣٠ ـ ٤٣١ ( روغ ).
(٢) هكذا في « ف ، ض ، بح ، بر ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع : « تكون ».
(٣) في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٧٥ : « يحتمل أن يكون « أبعد » منصوباً على الحاليّة سادّاً مسدّ الخبر ، كما فيقولهم : أخطب ما يكون الأمير قائماً ، على اختلافهم في تقدير مثله ».
(٤) هكذا في « ج ، ض ، بح ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تكون ».
(٥) « قفّازان » من القفز بمعنى الوثوب ، أي وثّابان من مقام إلى آخر غير ثابتين على أمر واحد. وفي شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٤٤ : « هو من القفيز بمعنى المكيال. والمراد علم الميزان ، أي كانا حاذقين في علم الميزان ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « فقاران ». أي فتّاحان عن المعاني المغلقة ، مستخرجان للغوامض. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٩١ ( قفز ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٥٣٥ ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٢٤ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٧٦.
(٦) في « ف » : « وحاذقان ».
(٧) « تلوي رجليك » ، أي تفتله ، تقول : لويتُ الحبلَ ، أي فتلته. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٨٥ ( لوى ).
(٨) في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ : « والحاصل أنّك كلّما قربتَ من الأرض وخفت الوقوع عليها لويت رجليك ـ كما هو شأن الطير عند إرادة الطيران ـ ثمّ طرت ولم تقع. والغرض أنّك لاتُغلَب من خصمك قطّ ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٥٣٥ : « ولا يخفى ما فيه من الدلالة على كمال قوّته واقتداره في التكلّم الّذي كنى بالطيران عنه تشبيهاً له في حاله بالطائر الكامل في قوّته على الطيران ، حيث ادّعى له ما يندر تحقّقه في الطير ».
(٩) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير. وراجع : رجال الكشّي ، ص ٢٧٥ ،
٤٣٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي الْأَحْوَلُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام بَعَثَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَكَ طَارِقٌ مِنَّا؟ أَتَخْرُجُ مَعَهُ؟ قَالَ (١) : فَقُلْتُ لَهُ : إِنْ كَانَ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ ، خَرَجْتُ (٢) مَعَهُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ أُجَاهِدُ (٣) هؤُلَاءِ الْقَوْمَ ، فَاخْرُجْ مَعِي ، قَالَ : قُلْتُ : لَا ، مَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ : فَقَالَ لِي (٤) : أَتَرْغَبُ بِنَفْسِكَ عَنِّي (٥)؟ قَالَ : فَقُلْتُ (٦) لَهُ : إِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ ، فَإِنْ كَانَ لِلّهِ فِي الْأَرْضِ حُجَّةٌ ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ نَاجٍ ، وَالْخَارِجُ مَعَكَ هَالِكَ ، وَإِنْ لَايَكُنْ (٧) لِلّهِ حُجَّةٌ فِي الْأَرْضِ (٨) ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ وَالْخَارِجُ مَعَكَ سَوَاءٌ.
قَالَ : فَقَالَ لِي : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِي عَلَى الْخِوَانِ (٩) ، فَيُلْقِمُنِي (١٠) __________________
ح ٤٩٤ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥ ، ح ٤٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٧ ، ح ٢١٣٣٣ ؛ وج ٢٧ ، ص ٦٧ ، ح ٣٣٢١٧ ، وفيهما من قوله : « فقلت : جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام » إلى قوله : « وذهبوا إلى ما يريدون » ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ١٥٧ ، ح ٢٢١ ، من قوله : « فقال الشامي : يا هذا من أنظر للخلق » إلى قوله : « وإنّك وصيّ الأوصياء ».
(١) في « بر » : ـ « قال ».
(٢) في « بر » : « فخرجت ».
(٣) في « ج » : « واجاهد ».
(٤) في « ب » : ـ « لي ».
(٥) « أترغب بنفسك عنّي » ، أي أترى لنفسك عليّ فضلاً ، أو كرهتَ نفسك لي وزهدتَ لي فيها. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٢٣ ( رغب ) ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٧٨.
(٦) هكذا في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « قلت ».
(٧) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي « بر » : « لم يكن ». وفي المطبوع : « لاتكن ».
(٨) في « ف ، بف » : ـ « في الأرض ». وفي حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « في الأرض حجّة ».
(٩) « الخِوان » : ما يوضع عليه الطعام عند الأكل ، معرّب. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١١٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ ( خون ).
(١٠) في « ج ، ف » : « يلقّمني ». وفي « ض » : « فيلقّمني ». والتلقيم والإلقام بمعنى واحد في اللغة ، وهو وضع اللقمة
الْبَضْعَةَ (١) السَّمِينَةَ ، وَيُبَرِّدُ لِيَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتّى تَبْرُدَ ؛ شَفَقَةً عَلَيَّ وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذْ (٢) أَخْبَرَكَ بِالدِّينِ وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهِ؟ فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَيْكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ يُخْبِرْكَ ، خَافَ عَلَيْكَ أَنْ لَاتَقْبَلَهُ ، فَتَدْخُلَ النَّارَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَا ، فَإِنْ قَبِلْتُ نَجَوْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ يُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ.
ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ : بَلِ الْأَنْبِيَاءُ (٣) ، قُلْتُ : يَقُولُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ : ( يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) (٤) ، لِمَ لَمْ يُخْبِرْهُمْ حَتّى كَانُوا لَايَكِيدُونَهُ؟ وَلكِنْ كَتَمَهُمْ ذلِكَ ، فَكَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ ؛ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَيْكَ.
قَالَ : فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ ، لَئِنْ قُلْتَ ذلِكَ لَقَدْ حَدَّثَنِي صَاحِبُكَ بِالْمَدِينَةِ أَنِّي أُقْتَلُ وَأُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ (٥) ، وَإِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِيفَةً (٦) فِيهَا قَتْلِي وَصَلْبِي ، فَحَجَجْتُ (٧) ، فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِمَقَالَةِ زَيْدٍ وَمَا قُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ لِي (٨) : « أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (٩) ، وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ، وَلَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً يَسْلُكُهُ » (١٠).
__________________
في فم الغير ، ولكنّ المازندراني في شرحه جعل الاولى متعدّية فقرأ ما في المتن بها ، والثانية لازمةً. وانظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٤٦ ( لقم ).
(١) « البَضْعَة » : القطعة من اللحم. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٦ ( بضع ).
(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « إذاً ».
(٣) في الوافي : + « قال ».
(٤) يوسف (١٢) : ٥.
(٥) « الكناسة » : اسم موضع ومحلّة بالكوفة. وفي شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٤٥ : « موضع قريب عن كوفة قتل فيهزيد بن عليّ ». انظر : شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٣٠ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٠.
(٦) في « ج ، ض ، بر » : « صحيفة ».
(٧) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٤٥ : « قوله : فحججت ، يحتمل أن يكون من تتمّة كلام زيد ».
(٨) في « ض » : ـ « لي ».
(٩) في « ب ، ج ، ض ، بف » وحاشية « بح » ، وشرح صدر المتألّهين والوافي : « يساره ».
(١٠) الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦٨٦.
٢ ـ بَابُ طَبَقَاتِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ وَالْأَئِمَّةِ عليهمالسلام
٤٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْهُ (١) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ عَلى أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ : فَنَبِيٌّ مُنَبَّأٌ (٢) فِي نَفْسِهِ لَايَعْدُو غَيْرَهَا ؛ وَنَبِيٌّ يَرى فِي النَّوْمِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَا يُعَايِنُهُ فِي الْيَقَظَةِ ، وَلَمْ يُبْعَثْ إِلى أَحَدٍ ، وَعَلَيْهِ إِمَامٌ مِثْلُ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلى لُوطٍ عليهماالسلام ؛ وَنَبِيٌّ يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلى طَائِفَةٍ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا كَيُونُسَ ـ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِيُونُسَ : ( وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) (٣) قَالَ : يَزِيدُونَ ثَلَاثِينَ أَلْفاً ، وَعَلَيْهِ إِمَامٌ ؛ وَالَّذِي يَرى فِي نَوْمِهِ (٤) ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيُعَايِنُ فِي الْيَقَظَةِ ، وَهُوَ إِمَامٌ مِثْلُ أُولِي الْعَزْمِ ، وَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام نَبِيّاً ، وَلَيْسَ بِإِمَامٍ حَتّى قَالَ اللهُ (٥) : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فَقَالَ (٦) اللهُ (٧) : ( لا يَنالُ عَهْدِي
__________________
(١) الظاهر البدوي من السند ، عطف « درست بن أبي منصور عنه » على « هشام بن سالم » ، فيروي أبو يحيى الواسطي عن هشام بن سالم تارة بلاواسطة ، واخرى بواسطة درست بن أبي منصور ؛ فعليه ضمير « عنه » راجع إلى هشام بن سالم. لكنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٠ ، بسنده عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور الواسطي عنهما عليهماالسلام. وورد في الاختصاص ، ص ٢٢ أيضاً ، وفيه : « أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنهم عليهمالسلام ».
فعليه ، لايبعد القول بزيادة « قال أبو عبدالله عليهالسلام » في السند. وأنّه كان زيادة تفسيريّة في حاشية بعض النسخ ، ثمّ ادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه ، فتأمّل.
(٢) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٤٦ : « منبأ ، أي من الإفعال ». وفي شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٣٤ : « الظاهر أنّ « منبأ » اسم مفعول من أنبأه ، أو نبّأه ، إذا أخبره ».
(٣) الصافّات (٣٧) : ١٤٧.
(٤) في « ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « منامه ».
(٥) في « ب ، ج » والوافي : + « له ».
(٦) في « بر » : « قال ».
(٧) في « بح ، بر » : ـ « الله ». وفي البصائر : « بأنّه يكون في ولده كلّهم ، قال » بدل « فقال الله ».
الظّالِمِينَ ) (١) مَنْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً (٢) ، لَايَكُونُ إِمَاماً ». (٣)
٤٤٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَهُ (٤) إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ (٥) لَهُ الْأَشْيَاءَ ، قَالَ : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قَالَ : « فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) » ، قَالَ : « لَا يَكُونُ السَّفِيهُ إِمَامَ التَّقِيِّ ». (٦)
٤٤١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (٧) بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ (٨) ،
__________________
(١) البقرة (٢) : ١٢٤.
(٢) في « بف » : « وثناً أو صنماً ».
(٣) الاختصاص ، ص ٢٢ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي. بصائر الدرجات ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٠ ، بسنده عن أبي يحيى الواسطي الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ٥١١.
(٤) في « ف » والاختصاص : « أن يتّخذه ».
(٥) احتمل المجلسي في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٥ كون « جمع » مجهولاً.
(٦) الاختصاص ، ص ٢٢ ، بسند آخر الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٩ ، ح ٥١٢ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٢ ، ح ٣٦.
(٧) في « بس ، بف ، جر » : ـ « عن محمّد ». وهذا ممّا يؤكّد وقوع السقط في الأسناد بجواز النظر من لفظ إلى لفظمشابه آخر ، كما في سندنا هذا.
(٨) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الصواب إمّا زيادة « الخثعمي » ؛ بأن كان في حاشية بعض النسخ كالتفسير لمحمّد بن يحيى ، فادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه ، وإمّا كونه مصحّفاً من « الخزّاز » فقد تكرّرت رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن يحيى الخزّاز في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣.
وأمّا محمّد بن يحيى الخثعمي فقد ذكر النجاشي في رجاله ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٣ ، أنّه روى عن أبي عبدالله عليهالسلام. يؤيّد ذلك أنّ أكثر روايات الخثعمي قد وردت عن أبي عبدالله عليهالسلام بلاواسطة ، وروايته عنه عليهالسلام بواسطتين غير
عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ (١) ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « سَادَةُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ ، وَهُمْ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَعَلَيْهِمْ دَارَتِ الرَّحى (٢) : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسى ، وَعِيسى ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ». (٣)
٤٤٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (٤) أَبِي السَّفَاتِجِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام عَبْداً قَبْلَ أَنْ
__________________
معهودة ، كما أنّ أكثر رواياته رواها عنه إمّا ابن أبي عمير ـ وهو من مشايخ أحمد بن محمّد الواقع في السند ـ أو القاسم بن محمّد ، شيخ الحسين بن سعيد الذي نفسه من مشايخ أحمد بن محمّد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣.
هذا ، وتبيّن ممّا مرّ وقوع الخلل في ما ورد في بعض الأسناد ؛ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى الخثعمي.
(١) في « بر » : « ابن أبي يعقوب ». ولا يخفى ما فيه من السهو.
(٢) قال في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ : « أي رحى النبوّة والرسالة والشريعة والدين ، وسائر الأنبياء تابعون لهم ، فهم بمنزلة القطب للرحى. وقيل : كنى بالرحى عن الشرائع ؛ لدورانها بين الامم مستمرّة إلى يوم القيامة ».
(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرائع ، صدر ح ١٤٨٩ ؛ والمحاسن ، ص ٢٦٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٣٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، ذيل الآية : « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ». كامل الزيارات ، ص ١٧٩ ، الباب ٧٢ ، ضمن ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبدالله وعليّ بن الحسين عليهمالسلام. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ ... ، ضمن ح ٦٠٢ ؛ والخصال ، ص ٣٠٠ ، باب الخمسة ، ح ٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. بصائر الدرجات ، ص ١٢١ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ذيل الآية : « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ » من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام. معاني الأخبار ، ص ٥٠ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. وراجع : علل الشرائع ، ص ١٢٢ ، ح ٢ الوافي ، ج ٢ ، ص ٧١ ، ح ٥١٥ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٧.
(٤) في « ألف ، ف ، بح ، بر » والبحار : + « بن » ، وهو سهو. راجع : رجال البرقي ، ص ٢٨ ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص ٣٧ ، الرقم ٣.
يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَاتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَاتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَاتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ هذِهِ الْأَشْيَاءَ وَقَبَضَ يَدَهُ (١) ، قَالَ لَهُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (٢) فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : يَا رَبِّ (٣) ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (٤) ». (٥)
٣ ـ بَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ
٤٤٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) (٦) : مَا الرَّسُولُ؟ وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ : « النَّبِيُّ : الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ. وَالرَّسُولُ : الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيَرى فِي الْمَنَامِ ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ ».
قُلْتُ : الْإِمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ؟ قَالَ : « يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرى ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) (٧) ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) (٨) ». (٩)
__________________
(١) « وقبض يده » إمّا من كلام الراوي ، أي قبض الإمام عليهالسلام يده. أو من كلام الإمام عليهالسلام ، أي قبض إبراهيم عليهالسلام يده ، يعنى قبض هذه الأشياء بيده ، أو قبض المجموع في يده ، أو قبض الله تعالى يد إبراهيم ، وهو كناية عن كمال لطفه. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٥٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٤٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٦.
(٢) في « ف » : + « قال ».
(٣) في « ف » : + « تقبّل منّي ».
(٤) البقرة (٢) : ١٢٤.
(٥) الاختصاص ، ص ٢٣ ، مرسلاً عن جابر الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٩ ، ح ٥١٣ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٢ ، ح ٣٧.
(٦) مريم (١٩) : ٥١ و ٥٤.
(٧) الحجّ (٢٢) : ٥٢.
(٨) احتمل الميرزا رفيعا كونه بياناً للمراد من الآية ، واستبعده المجلسي. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٥٤٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٨.
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن تغلب عن
٤٤٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ (١) ، قَالَ :
كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا عليهالسلام : (٢) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ؟ قَالَ : فَكَتَبَ أَوْ قَالَ : « الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ (٣) أَنَّ الرَّسُولَ : الَّذِي يَنْزِلُ (٤) عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، فَيَرَاهُ (٥) ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، وَرُبَّمَا رَأى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام. وَالنَّبِيُّ (٦) رُبَّمَا سَمِعَ (٧) الْكَلَامَ ، وَرُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَلَمْ يَسْمَعْ. وَالْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». (٨)
٤٤٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
__________________
زرارة ؛ وفيه ، ص ٣٧٠ ، ح ٨ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن ثعلبة عن زرارة ؛ الاختصاص ، ص ٣٢٨ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٣ ، ح ٥١٦ ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٤١ ، ح ٤١.
(١) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٣٦٩ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : كتب الحسن بن العبّاس بن معروف ـ والمذكور في البحار ، ج ٢٦ ، ص ٧٥ ، ح ٢٨ نقلاً منه هو الحسن بن عبّاس المعروفي ـ وورد الخبر في الاختصاص ، ص ٣٢٨ ، عن الهيثم بن أبي مسروق وإبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : كتب الحسن بن العبّاس المعروفي.
والظاهر أنّ « إسماعيل بن مرّار » في سندنا هذا محرّف من « إسماعيل بن مهران ». وموجبه كثرة روايات عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرّار ؛ فإنّه لم يثبت رواية ابراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرّار عن غير يونس بن عبدالرحمن فيما يروي إسماعيل بن مرّار عن غير المعصوم. وقد ذكر الشيخ الطوسي إسماعيل بن مرّار في رجاله ، ص ٤١٢ ، الرقم ٥٩٧٢ وقال : « روى عن يونس بن عبدالرحمن ، روى عنه إبراهيم بن هاشم ».
(٢) في « ف » : + « فقال ».
(٣) في « ف » والبصائر : + « هو ».
(٤) يجوز فيه وفيما يأتي المبنيّ للمفعول أيضاً من الإفعال.
(٥) في الاختصاص : + « ويكلّمه ».
(٦) في « ف » : + « هو الذي ».
(٧) في « بر » وشرح صدر المتألّهين والبصائر : « يسمع ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٩ ، ح ٤ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٨ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل ، بن مهران الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ٥١٧ ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٤١ ، ح ٤٢.
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ.
قَالَ : « الرَّسُولُ (١) : الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً (٢) ، فَيَرَاهُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، فَهذَا (٣) الرَّسُولُ.
وَأَمَّا النَّبِيُّ ، فَهُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ ، وَنَحْوَ مَا كَانَ رَأى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام مِنْ عِنْدِ اللهِ بِالرِّسَالَةِ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَجَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ ، وَيُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلاً ، وَمِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَيَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَأْتِيهِ الرُّوحُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، وَيُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرى (٤) فِي الْيَقَظَةِ.
وَأَمَّا الْمُحَدَّثُ ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ ، فَيَسْمَعُ ، وَلَايُعَايِنُ (٥) ، وَلَايَرى فِي مَنَامِهِ ». (٦)
٤٤٦ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ :
__________________
(١) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « هو ».
(٢) تقول : رأيته قُبُلاً وقَبَلاًو قُبَلاً وقِبَلاً ، أي عياناً ومقابلةً. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨١ ( قبل ).
(٣) في « ف » : + « هو ».
(٤) في البصائر : « رآه ».
(٥) في « ب » : « فلا يعاين ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣٧٠ ، ح ٩ ، وفيه « حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الأحول قال : سمعت زرارة يسأل أباجعفر عليهالسلام ... » مع اختلاف يسير. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٣٧٣ ـ ٣٦٨ ، ح ٣ ، ١٠ ، ١٣ و ١٩ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٩ الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ٥١٨ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٦ ، ح ٢٧.
(٧) في السند جهتان من الغرابة :
الاولى : عدم معهوديّة رواية عليّ بن حسّان عن ابن فضّال.
والثانية : أنّا لم نجد رواية محمّد بن الحسين عن عليّ بن حسّان ، في موضع.
ففي السند خلل لامحالة. وأمّا كيفيّة وقوع الخلل فتتّضح بالرجوع إلى بصائر الدرجات ؛ فقد روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٣٧١ ، ح ١١ ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم ـ والصواب مروان بن مسلم كما في البحار ، ج ٢٦ ، ص ٧٦ ، ح ٣١ وكما في رجال النجاشي ، ص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠ ، من رواية عليّ بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم كتابه ـ عن بريد.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام فِي قَوْلِهِ (١) عَزَّ وَجَلَّ (٢) : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) (٣) ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) » قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَيْسَتْ هذِهِ قِرَاءَتَنَا ، فَمَا الرَّسُولُ وَالنَّبِيُّ وَالْمُحَدَّثُ؟
قَالَ : « الرَّسُولُ : الَّذِي يَظْهَرُ لَهُ الْمَلَكَ ، فَيُكَلِّمُهُ. وَالنَّبِيُّ هُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ النُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ لِوَاحِدٍ. وَالْمُحَدَّثُ : الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرَى الصُّورَةَ ».
قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي رَأى فِي النَّوْمِ (٤) حَقٌّ ، وَأَنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ؟
قَالَ : « يُوَفَّقُ لِذلِكَ (٥) حَتّى يَعْرِفَهُ ، لَقَدْ (٦) خَتَمَ اللهُ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ ، وَخَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ الْأَنْبِيَاءَ ». (٧)
__________________
وقد ابتدأ السند السابق على هذا السند في بصائر الدرجات هكذا : « حدّثنا عليّ بن حسّان ». ومضمون الخبرين قريب جدّاً.
هذا ، والظاهر أنّ الكليني راجع بصائر الدرجات لأخذ الخبرين ـ كما هو دأبه في كثير من روايات كتاب الحجّة ـ فوقع السقط والخلط بين سندي الخبرين المذكورين في البصائر حين الأخذ.
ثمّ إنّه تبيّن أيضاً وقوع التصحيف في عنوان « محمّد بن الحسين » وأنّ الصواب « محمّد بن الحسن » والمراد به الصفّار ، يؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح ٥٢٦ و ٦٢٨ و ٧١٣ و ١٢٥٨ ، من رواية محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد متعاطفين عن محمّد بن الحسن. وهذه الأخبار كلّها مذكورة في بصائر الدرجات ، مأخوذةٌ منه ، على الظاهر.
(١) في حاشية « ج » : « قول الله ».
(٢) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بف » : « جلّ وعزّ ».
(٣) الحجّ (٢٢) : ٥٢.
(٤) في « ج » : « المنام ».
(٥) في البصائر ، ص ٣٧١ : « يوقع علم ذلك » بدل « يوفّق لذلك ».
(٦) في « ف » : « ولقد ».
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٣٧١ ، ح ١١ ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم ، عن بريد. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٣٢١ ، ح ٨ ؛ وص ٣٧٢ ، ح ١٣ ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئّمة بمن يشبهون ... ، ح ٧٠٦ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٩ الوافي ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ٥١٩ ؛ البحار ، ج ٢٦ ، ص ٧٧ ، ذيل ح ٣١.
٤ ـ بَابُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (١)
٤٤٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (٢) حَتّى (٣) يُعْرَفَ (٤) ». (٥)
٤٤٨ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام قَالَ : إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ حَتّى (٦) يُعْرَفَ (٧) ». (٨)
٤٤٩ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ (٩) :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ
__________________
(١) في شرح صدر المتألّهين : « بالإمام ».
(٢) في حاشية « ض ، بح ، بس » والاختصاص : + « حيّ ».
(٣) في « بس » والاختصاص : ـ « حتّى ».
(٤) في « ب ، ف » : « يعرّف ». وفيه وجوه : « يعرِّفَ » أي حتّى يعرّف الإمام الناس مايحتاجون إليه وما ينبغي من العقائد والأحكام ؛ أو « يُعَرَّف » ؛ أو « يُعْرَفَ » أي حتّى يُعرّف الله تعالى ، أو الإمام ، أو الحقّ والباطل ، أو الدين. وكذا ما يأتي. انظر : شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٤٨ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٩٣.
(٥) الاختصاص ، ص ٢٦٩ ، عن داود الرقّي الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٤٩٠.
(٦) في « بس » والاختصاص : « حيّ ».
(٧) في « ب » : « يعرّف ». وفي قرب الإسناد : « يعرفونه ».
(٨) قرب الإسناد ، ص ٣٥١ ، ح ١٢٦٠ ، بسند آخر عن الرضا عن أبي جعفر عليهماالسلام. الاختصاص ، ص ٢٦٨ ، مرسلاً عن الرضا عن أبي جعفر عليهماالسلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٤٩١.
(٩) في « و » وحاشية « ج ، بح » : « عمار ». وفي « بح » : « عباد ».
حَتّى (١) يُعْرَفَ (٢) ». (٣)
٤٥٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « الْحُجَّةُ قَبْلَ الْخَلْقِ ، وَمَعَ الْخَلْقِ ، وَبَعْدَ الْخَلْقِ ». (٤)
٥ ـ بَابُ أَنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ
٤٥١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : تَكُونُ (٥) الْأَرْضُ لَيْسَ فِيهَا إِمَامٌ؟ قَالَ : « لَا ». قُلْتُ : يَكُونُ إِمَامَانِ (٦)؟ قَالَ : « لَا ، إِلاَّ وَأَحَدُهُمَا صَامِتٌ ». (٧)
٤٥٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ وَسَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
__________________
(١) في « بس » : « حيّ ».
(٢) في « ب ، ج » : « يعرّف ». وفي حاشية « ج » : + « الخلق ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٦ ، ح ١٣ ، عن عبّاد بن سليمان الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٤٩٢.
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٧ ، ح ١ ؛ كمال الدين ، ص ٢٢١ ، ح ٥ ، بسندهما عن محمّد بن خالد البرقي. كمال الدين ، ص ٢٣٢ ، ح ٣٦ ، بسند آخر الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ٤٩٣.
(٥) في « بف » : « يكون ».
(٦) في كمال الدين ، ص ٢٣٣ : + « في وقت واحد ».
(٧) كمال الدين ، ص ٢٢٣ ، ح ١٧ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع زيادة في آخره. وفيه ، ص ٢٣٣ ، ح ٤١ ؛ وص ٤١٦ ، ضمن ح ٩ ، بسند آخر ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص ٥١١ ، ح ٢٠ ، بسند آخر ؛ وفيه ، ص ٥١٦ ، ح ٤٤ ، بسند آخر مع زيادة في آخره ؛ وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، ح ٨٣٩ ؛ وباب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة ، ح ٩٣٢ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر ـ إلاّكمال الدين ، ح ١٧ ـ مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٤٩٤.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو (١) إِلاَّ وَفِيهَا إِمَامٌ (٢) ، كَيْمَا (٣) إِنْ زَادَ (٤) الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً ، رَدَّهُمْ (٥) ، وَإِنْ نَقَصُوا شَيْئاً ، أَتَمَّهُ لَهُمْ ». (٦)
٤٥٣ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ (٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيِّ (٨) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا زَالَتِ (٩) الْأَرْضُ إِلاَّ وَلِلّهِ فِيهَا الْحُجَّةُ (١٠) ،
__________________
(١) « إنّ الأرض لا تخلو » أي لا تخلو من الخلق ، من الخلوّ. والمراد : أنّ آخر من يموت هو الحجّة ، هذا هو الأظهرعند المجلسي. أو لا تخلو عن إمام سابق إلاّوفيها إمام لاحق. أو لا تخلو من أحد. أو لاتمضي ، من خلا فلان : إذا مضى ، أو لاتكثر نباتها ولا تنبت حشيشها ، من أَخْلَتِ الأرضُ ، إذا كثر خلاها وهو النبات الرطب. انظر : شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٩٥.
(٢) في الغيبة والبصائر ، ص ٣٣٢ : « عالم ». وفي البصائر ، ص ٤٨٦ : « حجّة ».
(٣) في « بر » : « كي ».
(٤) في البصائر ، ص ٣٣٢ : « كلّما زاد ». وفي البصائر ، ص ٤٨٦ : « كيما ازداد ».
(٥) في البصائر ، ص ٣٣٢ : + « إلى الحقّ ».
(٦) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٣ عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٦ ، ح ١٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسحاق بن عمّار ؛ وفيه ، ص ٣٣٢ ، ح ٧ ، بسنده عن إسحاق بن عمّار. وفيه ، ص ٣٣١ ، ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٩ ، ح ٢٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة في آخره. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٣٣١ ، ح ٢ ؛ وص ٣٣٢ ، ح ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٠٣ ، ح ١١ ؛ وص ٢٢٨ ، ح ٢٣ الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٤٩٥.
(٧) في المحاسن ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٠٢ ، عن عليّ بن الحكم ، عن الربيع بن محمّد المسلمي ، وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد المسلمي ، لكنّ المذكور في جميع نسخ المحاسن ، هو المسلي ـ كما صرّح به في حاشية المحاسن ، ج ٢ ، طبعة الرجائي ، ص ٣٦٨ ، ذيل ح ٨٠٢ ـ والمذكور في البحار ، ج ٢٣ ، ص ٤١ ، ذيل ح ٧٨ ، نقلاً من البصائر هو المسلي ، وهو الصواب. والمُسْليّ ـ بضمّ الميم وسكون السين ـ منسوب إلى بني مُسْلية ، وهي قبيلة من بني الحارث. راجع : الإكمال لابن ماكولا ، ج ٧ ، ص ١٩٥ ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٢٩٥.
(٨) في « ض » : « القاري ». وهو سهو. راجع : رجال البرقي ، ص ٢٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٦٤ ، الرقم ٣٧٩٠.
(٩) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ : « قوله عليهالسلام : ما زالت الأرض ، من زال يزول فعلاً تامّاً ، أي منحال إلى حال ؛ فإنّ الأرض دائماً في التغيّر والتبدّل. أو من زال يزال فعلاً ناقصاً ، فكلمة إلاّزائدة ».
(١٠) في الغيبة : « حجّة ».
يُعَرِّفُ (١) الْحَلَالَ (٢) وَالْحَرَامَ ، وَيَدْعُو النَّاسَ (٣) إِلى سَبِيلِ اللهِ ». (٤)
٤٥٤ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : تَبْقَى (٥) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ». (٦)
٤٥٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام (٧) ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَمْ يَدَعِ الْأَرْضَ بِغَيْرِ عَالِمٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَمْ يُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ ». (٨)
٤٥٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
__________________
(١) ظاهر صدر المتألّهين في شرحه ، ص ٤٦١ ، كون « يعرف » من المجرّد معلوماً ؛ حيث قال : « أي عرفاناً شهوديّاً عن كشف إلهيّ وإلهام ، لا بطريق استفادة بشريّة ، ورواية سمعيّة ، أو اجتهاد رسميّ ، أو استنباط فكريّ ».
(٢) في « بر » : « بالحلال ».
(٣) في البصائر والغيبة وكمال الدين : ـ « الناس ».
(٤) المحاسن ، ص ٢٣٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٢٠٢. وفي الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٤ ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٤ ، صدر ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ؛ كمال الدين ، ص ٢٢٩ ، صدر ح ٢٤ ، بسنده عن ربيع بن محمّد المسلي الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٤٩٦.
(٥) في « بح » : « أتبقى ».
(٦) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٥ ، عن الكليني ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن مهران. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٥ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسين بن أبي العلاء. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٨٦ ، ح ١٤ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٧ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٤٩٧.
(٧) في الغيبة وكمال الدين : « عن أبي عبدالله عليهالسلام ».
(٨) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٦ ، عن الكليني ... عن أبي عبدالله عليهالسلام. كمال الدين ، ص ٢٠٣ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ... ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣٣١ ، ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٥ ، ح ٤ ؛ وص ١٩٩ ، ح ٢٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٨ ، بسند آخر عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. بصائر الدرجات ، ص ٣٣١ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام. وفي البصائر ، ح ٥ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٤٩٨.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَتْرُكَ الْأَرْضَ بِغَيْرِ إِمَامٍ عَادِلٍ ». (١)
٤٥٧ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِيأُسَامَةَ ؛ وَ (٢) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَمَّنْ يَثِقُ بِهِ (٣) مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام :
أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام قَالَ : « اللهُمَّ ، إِنَّكَ لَاتُخْلِي أَرْضَكَ مِنْ (٤) حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ». (٥)
٤٥٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « وَاللهِ ، مَا تَرَكَ اللهُ أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَاللهُ (٦) آدَمَ عليهالسلام
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٥ ، ح ٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٦ ؛ وص ٢٣٤ ، ح ٤٣ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٤٩٩.
(٢) في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة وهشام بن سالم » على « عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة ».
(٣) في « ف » : « عمّن حدّثه ».
(٤) في « بف » والوافي : « عن ».
(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر من حال الغيبة ، ضمن ح ٨٩٠ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن أبي اسامة ، عن هشام ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ؛ وفيه ، باب في الغيبة ، ضمن ح ٩٠٣ ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، ومحمّد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمّد ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٨٦ ، ح ١٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٥ ، ح ٢ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٠٢ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن ثقة من أصحابنا ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام. وفيه ، ص ٣٠٢ ، ح ١١ ، بسند آخر عن الصادق ، عن عليّ عليهماالسلام مع اختلاف ، وفي الأربعة الأخيرة مع زيادة في آخره. كفاية الأثر ، ص ١٦٢ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن الحسن عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٥٠٠.
(٦) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بس ، بف » والوافي والبصائر والغيبة والعلل. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « الله ».
إِلاَّ وَفِيهَا إِمَامٌ يُهْتَدى بِهِ إِلَى اللهِ ، وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَلَاتَبْقَى (١) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لِلّهِ عَلى عِبَادِهِ ». (٢)
٤٥٩ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ ، وَأَنَا وَاللهِ ذلِكَ الْحُجَّةُ ». (٣)
٤٦٠ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : تَبْقَى (٤) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟
قَالَ : « لَوْ بَقِيَتِ الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ (٥) ، لَسَاخَتْ (٦) ». (٧)
__________________
(١) في « بر » : « لايبقى ».
(٢) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٧ ، عن الكليني ؛ بصائر الدرجات ، ص ٤٨٥ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عيسى ؛ علل الشرائع ، ص ١٩٧ ، ح ١١ ، بسنده عن محمّد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة. وفي المحاسن ، ص ٩٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٤٥ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٤٥ ، ح ٢ ، بسندهما عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مع زيادة في أوّله وآخره. وفي علل الشرائع ، ص ١٩٧ ، ح ١٣ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٣٧٢ ، ح ٦٩٨ ، بسند آخر عن ذريح ، عن الصادق عليهالسلام ؛ كمال الدين ، ص ٢٢٠ ، ح ٣ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٨ ، بطريقين آخرين عن ذريح عن الصادق عليهالسلام ، وفي الأربعة الأخيرة مع زيادة في آخره ، وفي كلّها ـ إلاّ البصائر والغيبة ـ إلى قوله : « وهو حجّته على عباده ». وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٥٠١.
(٣) كمال الدين ، ص ٢٢٢ ، ح ٩ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ العسكري عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٥٠٣.
(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والعلل. وفي « و » والمطبوع : « أتبقى ».
(٥) في كمال الدين والغيبة للطوسي : + « ساعة ».
(٦) في حاشية « ف » : + « الأرض ». وقوله : « لساخَت » ، أي انخسفت بأهلها وذهبت بهم ، أو رَسَبتْ ، أي ذهبت في الماء وغاصت وغابت. انظر : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٧ ( سوخ ).
(٧) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٨ ، ح ٨ ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٨ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عيسى ؛ علل الشرائع ، ص ١٩٦ ، ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضل ، عن أبي حمزة. وفيه ، ص ١٩٨ ،
٤٦١ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَتَبْقَى (١) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ».
قُلْتُ : فَإِنَّا نُرَوّى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهَا لَاتَبْقى بِغَيْرِ إِمَامٍ إِلاَّ أَنْ يَسْخَطَ اللهُ تَعَالى عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ ، أَوْ عَلَى الْعِبَادِ (٢)؟
فَقَالَ : « لَا ، لَاتَبْقى (٣) ، إِذاً لَسَاخَتْ ». (٤)
٤٦٢ / ١٢. عَلِيٌّ (٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ أَبِي هَرَاسَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ الْإِمَامَ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ سَاعَةً ، لَمَاجَتْ (٦) بِأَهْلِهَا كَمَا (٧) يَمُوجُ الْبَحْرُ (٨) بِأَهْلِهِ ». (٩)
__________________
ح ١٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٠١ ، ح ١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ٢٢٠ ، ح ١٨٢ ، بسندها عن محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن الفضيل ـ في الغيبة : محمّد بن الفضل ـ عن أبي حمزة الثمالي. علل الشرائع ، ص ١٩٨ ، ح ١٨ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل. الغيبة للنعماني ، ص ١٤١ ، ضمن ح ٢ ، بسند آخر ؛ كمال الدين ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، صدر ح ١٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ كفاية الأثر ، ص ١٦٢ ، ضمن الحديث ، بسند آخر ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٥٠٢.
(١) في « ب » : « تبقى » بدون همزه الاستفهام.
(٢) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٦٣ : « وقوله : أو على العباد. هذا الترديد شكّ من الراوي ، أو من محمّد بن الفضيل ».
(٣) في « ض ، بح » : + « الأرض ». وفي الغيبة : + « الأرض بغير إمام ولو بقيت ».
(٤) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٩ ، ح ٩ ، عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص ٢٠١ ، ح ٢ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٨ ، ح ١٧ ، بسند آخر عن محمّد بن الفضيل. وفي بصائر الدرجات ، ص ٤٨٨ ، ح ١ ؛ وص ٤٨٩ ، ح ٦ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٧ ، ح ١٥ ؛ وص ١٩٨ ، ح ١٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٠٢ ، ح ٥ ؛ وص ٢٠٣ ، ح ٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، ح ١ و ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٥٠٤.
(٥) في « ب ، ض ، ف ، بر » : + « بن إبراهيم ».
(٦) في الغيبة والبصائر : « لساخت ».
(٧) في « ج » : + « كان ».
(٨) « ماجت البحر » أي اضطربت أمواجه ، وموج كلّ شيء اضطرابه. والباء في كلا الموضعين بمعنى « مع » أو للتعدية. انظر : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٧٠ ( موج ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٥٤.
(٩) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٩ ، ح ١٠ ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٨ ، ح ٣ ، عن محمّد بن عيسى ؛
٤٦٣ / ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (١) الرِّضَا عليهالسلام : هَلْ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ».
قُلْتُ : إِنَّا نُرَوّى أَنَّهَا لَاتَبْقى إِلاَّ أَنْ يَسْخَطَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ؟
قَالَ : « لَا تَبْقى (٢) ، إِذاً لَسَاخَتْ ». (٣)
٦ ـ بَابُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ رَجُلَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ
٤٦٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ اثْنَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا (٤) الْحُجَّةَ (٥) ». (٦)
__________________
كمال الدين ، ص ٢٠٢ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد ؛ وفيه ، ص ٢٠٣ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي عبد الله المؤمن والحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي هراسة. وفيه ، ص ٢٠٢ ، ذيل ح ٦ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، ح ٥٠٦.
(١) في « ب » والبصائر والغيبة : ـ « أبا الحسن ».
(٢) في « ج » : + « الأرض ».
(٣) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٩ ، ح ١١ عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٩ ، ح ٧ ، عن الحسين بن محمّد. وفي علل الشرائع ، ص ١٩٨ ، ح ٢٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣ ، بسندهما عن المعلّى بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٢٠٤ ، ح ١٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٩٨ ، ح ٢١ بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٥٠٥.
(٤) في الغيبة : « الثاني منها » بدل « أحدهما ».
(٥) في « بر » والبصائر ، ح ٣ : + « على صاحبه ». وفي البصائر ، ح ٤ : + « ولو ذهب أحدهما بقي الحجّة ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٨ ، ح ٤ عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن ابن سنان ، عن ابن عمارة بن طيّار ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع زيادة في آخره ؛ الغيبة للنعماني ، ص ١٣٩ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن أبي عمارة حمزة بن الطيّار. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٨ ، ح ٥ ، عن محمّد بن عيسى عن أبي عمارة بن طيّار الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، ح ٥٠٧.
٤٦٥ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَوْ بَقِيَ (٢) اثْنَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ عَلى صَاحِبِهِ ». (٣)
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ مِثْلَهُ.
٤٦٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ كَرَّامٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَوْ كَانَ النَّاسُ رَجُلَيْنِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْإِمَامَ ». وَقَالَ : « إِنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ الْإِمَامُ ؛ لِئَلاَّ يَحْتَجَّ أَحَدٌ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنَّهُ تَرَكَهُ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلّهِ عَلَيْهِ ». (٤)
٤٦٧ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ
__________________
(١) قد أكثر أحمد بن محمّد ـ وهو ابن عيسى بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه ـ من الرواية عن محمّد بن سنان ، بل أكثر روايات محمّد بن سنان قد وردت عن طريق أحمد بن محمّد بن عيسى. وهذا واضح لمن تتبّع الأسناد. ولم نجد توسّط محمّد بن عيسى بن عبيد بينهما إلاّفي هذا المورد وما ورد في التهذيب ، ج ٩ ، ص ٨٨ ، ح ٣٧٥ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان ، لكنّ الظاهر زيادة « عن محمّد بن عيسى » في سند التهذيب ؛ فإنّ الخبر رواه الكليني في الكافي ، ح ١١٥٢٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، كما لم ترد عبارة « عن محمّد بن عيسى » في بعض نسخ التهذيب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ـ ٣٠٣.
هذا ، وقد استظهر العلاّمة السيّد موسى الشبيري دام ظلّه في تعليقته على السند ـ تحريف « أحمد بن محمّد » وأنّ الصواب في العنوان هو « محمّد بن أحمد » ، كما في الطبعة القديمة من غيبة النعماني ، وأيّد ذلك بكثرة رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن سنان بواسطة محمّد بن عيسى بن عبيد.
(٢) في الغيبة : + « في الأرض ».
(٣) الغيبة للنعماني ، ص ١٣٩ ، ح ٢ ، بطريقين : الأوّل : عن الكليني ، عن عدّة من رجاله وأحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن أحمد بن محمّد ... ، والآخر : عن الكليني ، عن محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات ، ص ٤٨٧ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن إسماعيل ، عن ابن سنان الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، ح ٥٠٨.
(٤) الغيبة للنعماني ، ص ١٤٠ ، ح ٣ عن الكليني. علل الشرائع ، ص ١٩٦ ، ح ٦ ، بسنده عن ابن الخشّاب الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٥٣ ، ص ١١٤ ، ح ٢٠.