أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
جَحَدَ ذلِكَ ، فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِلْمَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَايَقُومُ (١) الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ (٢) وَالْمُحَدَّثُونَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ (٣) عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا يَأْتِيهِمْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِي يَأْتِيهِمْ بِهَا (٤) جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ».
قُلْتُ (٥) : وَالْمُحَدَّثُونَ أَيْضاً يَأْتِيهِمْ جَبْرَئِيلُ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عليهمالسلام؟
قَالَ : « أَمَّا الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ ـ فَلَا شَكَّ (٦) ، وَلَابُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ ـ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خُلِقَتْ فِيهِ الْأَرْضُ إِلى آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْيَا ـ أَنْ يَكُونَ (٧) عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ (٨) ، يَنْزِلُ (٩) ذلِكَ (١٠) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلى مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ (١١).
وَايْمُ اللهِ (١٢) ، لَقَدْ نَزَلَ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ (١٣) بِالْأَمْرِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ عَلى آدَمَ ؛ وَايْمُ اللهِ ، مَا مَاتَ آدَمُ إِلاَّ وَلَهُ وَصِيٌّ ، وَكُلُّ مَنْ بَعْدَ آدَمَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ (١٤) أَتَاهُ الْأَمْرُ فِيهَا ، وَوَضَعَ (١٥)
__________________
(١) في « ألف ، بر » : « لا تقوم ».
(٢) في « بف » : « الرسول ».
(٣) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بر » والبحار : « أن يكون ». وفي « ف » : « أن يكونوا عليهمالسلام حجّة ».
(٤) في البحار : « مع ».
(٥) في البحار : « قال : قلت ». وفي مرآة العقول : « الظاهر أنّ قوله : قلت ، كلام الحسن بن العبّاس الراوي ، وضمير قال لأبي جعفر عليهالسلام ».
(٦) في البحار : + « في ذلك ». وفي الوافي : « لم يتعرّض عليهالسلام لجواب السائل ، بل أعرض عنه إلى غيره تنبيهاً له على أنّ هذا السؤال غير مهمّ له ، وإنّما المهمّ له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء ليكون حجّة لهم على الأوصياء ليكون حجّة لهم على أهل الأرض ، وأمّا النازل بالأمر هل هو جبرئيل أو غيره ، فليس بمهمّ له. أو أنّه لم ير المصلحة في إظهار ذلك له ؛ لكونه أجنبيّاً ، كما يشعر به قوله عليهالسلام فيما بعد : ما أنتم بفاعلين ».
(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ج » والمطبوع : « تكون ».
(٨) في مرآة العقول : « وقوله : أن يكون ، أي من أن يكون. و « حجّة » إمّا مرفوع فالعائد مقدّر ... وإمّا منصوب بكونه خبر « يكون » ، واسمه الضمير الراجع إلى الموصول ».
(٩) في « ألف ، ج ، بر ، بف » : « تنزل ».
(١٠) في البحار : + « الأمر ».
(١١) في البحار : + « وهو الحجّة ».
(١٢) « أيْمُ اللهِ » ، الأصل فيه : أيْمُنُ الله ، وهو اسم وضع للقسم. وللمزيد راجع ما ذكرنا في هامش ح ٦٤٥.
(١٣) في البحار : « الملائكة والروح ».
(١٤) في « بح » : « فقد ».
(١٥) في الوافي : « وَوَضَع ، أي النبيّ الأمر ؛ أو على البناء للمفعول ؛ أو بالتنوين عوضاً عن المضاف إليه ، عطف
لِوَصِيِّهِ مِنْ بَعْدِهِ.
وَايْمُ اللهِ ، إِنْ (١) كَانَ النَّبِيُّ لَيُؤْمَرُ فِيمَا يَأْتِيهِ مِنَ الْأَمْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَنْ أَوْصِ إِلى فُلَانٍ ، وَلَقَدْ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ (٢) بَعْدِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم خَاصَّةً : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) إِلى قَوْلِهِ : ( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) (٣) يَقُولُ : أَسْتَخْلِفُكُمْ لِعِلْمِي وَدِينِي وَعِبَادَتِي بَعْدَ نَبِيِّكُمْ كَمَا اسْتَخْلَفَ (٤) وُصَاةَ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ حَتّى يَبْعَثَ النَّبِيَّ الَّذِي يَلِيهِ ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) يَقُولُ : يَعْبُدُونَنِي بِإِيمَانٍ لَانَبِيَّ (٥) بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٦) ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذلِكَ ( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ).
فَقَدْ مَكَّنَ (٧) وُلَاةَ الْأَمْرِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِالْعِلْمِ ، وَنَحْنُ هُمْ ؛ فَاسْأَلُونَا ، فَإِنْ صَدَقْنَاكُمْ فَأَقِرُّوا ، وَمَا أَنْتُمْ بِفَاعِلِينَ ؛ أَمَّا عِلْمُنَا فَظَاهِرٌ ؛ وَأَمَّا إِبَّانُ (٨) أَجَلِنَا ـ الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ الدِّينُ (٩) مِنَّا حَتّى لَايَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ اخْتِلَافٌ ـ فَإِنَّ لَهُ أَجَلاً مِنْ مَمَرِّ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ
__________________
على الأمر ».
(١) « إن » مخفّفة عن المثقّلة ، وضمير الشأن فيه مقدّر. وفي البحار : « إنّه كان ليؤمر النبيّ » بدل « إن كان النبيّ ليؤمر ».
(٢) في « ج ، ض » : ـ « من ».
(٣) النور (٢٤) : ٥٥.
(٤) في مرآة العقول : « كما استخلف ، بصيغة الغائب المعلوم على الالتفات ؛ أو المجهول ؛ أو بصيغة المتكلّم. وفيتأويل الآيات : كما استخلفت ، وهو أظهر ».
(٥) في البحار : « أن لا نبيّ ».
(٦) في الوافي : « بإيمان لا نبيّ بعد محمّد ، يعني أنّ نفي الشرك عبارة عن أن لايعتقد النبوّة في الخليفة الظاهر الغالب أمره. « ومن قال غير ذلك » هذا تفسير لقوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) يعني ومن كفر بهذا الوعد بأن قال : إنّ مثل هذا الخليفة لايكون إلاّنبيّاً ، ولا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهذا الوعد غير صادق أو كفر بهذا الموعود ، بأن قال إذا ظهر أمره : هذا نبيّ ، أو قال : هذا ليس بخليفة ؛ لاعتقاده الملازمة بين الأمرين ، فقوله عليهالسلام : « غير ذلك » إشارة إلى الأمرين. والسرّ في هذا التفسير أنّ العامة لايعتقدون مرتبة متوسّطة بين مرتبة النبوّة ومرتبة آحاد أهل الإيمان من الرعيّة في العلم اللدنّي بالأحكام ، ولهذا ينكرون إمامة أئمّتنا عليهمالسلام زعماً منهم أنّهم كسائر آحاد الناس ، فإذا سمعوا منهم من غرائب العلم أمراً زعموا أنّهم عليهمالسلام يدّعون النبوّة لأنفسهم ».
(٧) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ف ، ج ، بح » : « وكّل ».
(٨) راجع ما تقدّم ذيل الحديث السابق.
(٩) في « ف » : « الدين فيه ».
إِذَا أَتى ظَهَرَ (١) ، وَكَانَ الْأَمْرُ وَاحِداً.
وَايْمُ اللهِ ، لَقَدْ قُضِيَ الْأَمْرُ أَنْ لَايَكُونَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ اخْتِلَافٌ ، وَلِذلِكَ جَعَلَهُمْ (٢) شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ لِيَشْهَدَ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلَيْنَا ، وَلِنَشْهَدَ (٣) عَلى شِيعَتِنَا ، وَلِتَشْهَدَ شِيعَتُنَا عَلَى النَّاسِ ، أَبَى (٤) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِهِ اخْتِلَافٌ ، أَوْ بَيْنَ (٥) أَهْلِ عِلْمِهِ تَنَاقُضٌ ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « فَضْلُ (٦) إِيمَانِ الْمُؤْمِنِ بِجُمْلَةِ (٧) ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) وَبِتَفْسِيرِهَا (٨) عَلى مَنْ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الْإِيمَانِ بِهَا كَفَضْلِ الْإِنْسَانِ عَلَى الْبَهَائِمِ ، وَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِينَ بِهَا عَنِ الْجَاحِدِينَ لَهَا فِي الدُّنْيَا ـ لِكَمَالِ عَذَابِ الْآخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتُوبُ مِنْهُمْ ـ مَا يَدْفَعُ بِالْمُجَاهِدِينَ عَنِ الْقَاعِدِينَ ، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّ (٩) فِي هذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلاَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَالْجِوَارَ (١٠) ». (١١)
__________________
(١) في البحار : + « الدين ».
(٢) في البحار : + « الله ».
(٣) في البحار : + « نحن ».
(٤) في « ف » : « وأبى ».
(٥) في « ف » : « وبين ».
(٦) في البحار : « ففضل ».
(٧) هكذا في « ب ، ض ، بر » وحاشية « ج ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « بحمله ».
(٨) في « ب ، ف » : « وتفسيرها ».
(٩) في « ف » وشرح المازندراني والبحار : ـ « أنّ ». وفي مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٩٥ : « ولمّا ذكر الجهاد هنا وفيالآية المشار إليها سابقاً ، وكان مظنّة أن يفهم السائل وجوب الجهاد في زمانه عليهالسلام مع عدم تحققّ شرائطه مع المخالفين ، أو مع من يخرج من الجاهلين ، أزال عليهالسلام ذلك التوهّم بقوله « لا أعلم » ، أي هذه الأعمال قائمة مقام الجهاد لمن لم يتمكّن عنه ؛ أو قوله تعالى : (جاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) [ الحج (٢٢) : ٧٨ ] شاملة لهذه الامور أيضاً ».
(١٠) « الجِوار » : أن تعطي الرجلَ ذِمّةً فيكون بها جارك فتُجيره ، وبمعنى المجاورة يقال : جاوره مجاوَرَةً وجِواراً ، أي صار جاره. والمراد به هنا : المحافظة على الذمّة والأمان ، أو قضاء حقّ المجاورة وحسن المعاشرة مع الجار والصبر على أذاه. وقال العلاّمة المجلسي : « وقيل : المراد بالجوار مجاورة العلماء وكسب التفقّه في الدين. ولا يخفى بُعده ». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٢٥ ( جور ).
(١١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ٤٨٩ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧٣ ، ح ٦٣.
٦٥٢ / ٨. قَالَ (١) : وَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، لَاتَغْضَبْ عَلَيَّ ، قَالَ : « لِمَا ذَا؟ » قَالَ : لِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ، قَالَ : « قُلْ ». قَالَ : وَلَاتَغْضَبُ؟ قَالَ : « وَلَا أَغْضَبُ ».
قَالَ : أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَتَنَزُّلِ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ فِيهَا إِلَى الْأَوْصِيَاءِ : يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَدْ عَلِمَهُ ، أَوْ يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَعْلَمُهُ ، وَقَدْ عَلِمْتُ (٢) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مَاتَ وَلَيْسَ مِنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ إِلاَّ وَعَلِيٌّ عليهالسلام لَهُ وَاعٍ (٣)؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَا لِي وَلَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟ وَمَنْ أَدْخَلَكَ عَلَيَّ؟ » قَالَ : أَدْخَلَنِي عَلَيْكَ (٤) الْقَضَاءُ لِطَلَبِ الدِّينِ.
قَالَ : « فَافْهَمْ مَا أَقُولُ لَكَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَمْ يَهْبِطْ حَتّى أَعْلَمَهُ اللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ عِلْمَ (٥) مَا قَدْ كَانَ وَمَا سَيَكُونُ (٦) ، وَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ عِلْمِهِ ذلِكَ جُمَلاً (٧) يَأْتِي تَفْسِيرُهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَكَذلِكَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهالسلام قَدْ عَلِمَ جُمَلَ الْعِلْمِ ، وَيَأْتِي (٨) تَفْسِيرُهُ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قَالَ السَّائِلُ : أَوَمَا كَانَ فِي الْجُمَلِ تَفْسِيرٌ (٩)؟
قَالَ : « بَلى ، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا يَأْتِي بِالْأَمْرِ مِنَ اللهِ تَعَالى فِي لَيَالِي الْقَدْرِ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَإِلَى الْأَوْصِيَاءِ : افْعَلْ كَذَا وَكَذَا ، لِأَمْرٍ قَدْ كَانُوا عَلِمُوهُ ، أُمِرُوا كَيْفَ يَعْمَلُونَ فِيهِ ».
__________________
(١) الظاهر رجوع الضمير المستتر في « قال » إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، فيكون السند معلّقاً على السندين المذكورين في أوّل الباب.
(٢) في مرآة العقول : « وقد علمت ، بصيغة المتكلّم أو الخطاب ».
(٣) « الواعي » : الحافظ والفاهم. تقول : وعيتُ الحديث أعِيه وَعياً فأنَا واعٍ ، إذا حفظتَه وفهمته ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).
(٤) في البحار ، ج ٢٥ : ـ « عليك ».
(٥) في « بس ، بف » : ـ « علم ».
(٦) في « ف » : « قد سيكون ».
(٧) في « بح » : « مجملاً ».
(٨) في « ف » : « وما يأتي ».
(٩) في « ض » : « تفسيرها ».
قُلْتُ فَسِّرْ لِي هذَا. قَالَ : « لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلاَّ حَافِظاً لِجُمْلَةِ الْعِلْمِ وَتَفْسِيرِهِ ».
قُلْتُ : فَالَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمُ مَا هُوَ؟
قَالَ : « الْأَمْرُ وَالْيُسْرُ فِيمَا كَانَ قَدْ عَلِمَ ».
قَالَ السَّائِلُ : فَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمٌ سِوى مَا عَلِمُوا؟
قَالَ : « هذَا مِمَّا (١) أُمِرُوا بِكِتْمَانِهِ ، وَلَايَعْلَمُ تَفْسِيرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
قَالَ السَّائِلُ : فَهَلْ يَعْلَمُ الْأَوْصِيَاءُ مَا لَايَعْلَمُ (٢) الْأَنْبِيَاءُ؟
قَالَ : « لَا ، وَكَيْفَ يَعْلَمُ وَصِيٌّ غَيْرَ عِلْمِ مَا أُوصِيَ إِلَيْهِ؟! ».
قَالَ السَّائِلُ : فَهَلْ يَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ : إِنَّ أَحَداً مِنَ الْوُصَاةِ (٣) يَعْلَمُ مَا لَايَعْلَمُ (٤) الْآخَرُ؟
قَالَ : « لَا ، لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَعِلْمُهُ فِي جَوْفِ وَصِيِّهِ ، وَإِنَّمَا تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالْحُكْمِ الَّذِي يَحْكُمُ بِهِ بَيْنَ الْعِبَادِ ».
قَالَ السَّائِلُ : وَمَا كَانُوا عَلِمُوا ذلِكَ الْحُكْمَ؟
قَالَ : « بَلى ، قَدْ عَلِمُوهُ (٥) ، وَ (٦) لكِنَّهُمْ لَايَسْتَطِيعُونَ إِمْضَاءَ شَيْءٍ مِنْهُ حَتّى يُؤْمَرُوا فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُونَ إِلَى السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ ».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، لَا أَسْتَطِيعُ إِنْكَارَ هذَا (٧)؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَنْ أَنْكَرَهُ فَلَيْسَ مِنَّا (٨) ».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هَلْ كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ (٩)؟
__________________
(١) في « ب » : « ما ».
(٢) في « ب » والبحار ، ج ٢٥ : « ما يعلم ».
(٣) في البحار ، ج ٢٥ : « الأوصياء ».
(٤) في « ب » : « لا يعلمه ».
(٥) في « ب » : « علموا ».
(٦) في الوافي : ـ « و ».
(٧) في مرآة العقول : « لا أستطيع إنكار هذا ، استفهام ، أي هل إنكار ذلك غير مجوّز لي ».
(٨) في حاشية « ض » : + « في شيء ».
(٩) في « ض » : « قد عَلِمه ».
قَالَ : « لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَسْأَلَ (١) عَنْ هذَا ، أَمَّا عِلْمُ مَا كَانَ وَمَا سَيَكُونُ ، فَلَيْسَ يَمُوتُ نَبِيٌّ وَلَاوَصِيٌّ إِلاَّ وَالْوَصِيُّ الَّذِي بَعْدَهُ يَعْلَمُهُ ، أَمَّا هذَا الْعِلْمُ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ ، فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَعَلَا ـ أَبى أَنْ يُطْلِعَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَيْهِ (٢) إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ (٣) ».
قَالَ السَّائِلُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، كَيْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَكُونُ فِي كُلِّ سَنَةٍ؟
قَالَ : « إِذَا أَتى شَهْرُ رَمَضَانَ ، فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَإِنَّكَ نَاظِرٌ إِلى تَصْدِيقِ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ ». (٤)
٦٥٣ / ٩. وَ (٥) قَالَ (٦) : قَالَ (٧) أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « لَمَا تَرَوْنَ (٨) مَنْ بَعَثَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلشَّقَاءِ (٩) عَلى أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّيَاطِينِ وَأَزْوَاجِهِمْ أَكْثَرُ مِمَّا تَرَوْنَ (١٠) خَلِيفَةَ
__________________
(١) في البحار ، ج ٢٥ : « تسألني ».
(٢) في « ب » : + « علمهم ».
(٣) في مرآة العقول : « إلاّ أنفسهم ، بضمّ الفاء ، أي اطّلاع كلّ منهم صاحبه. وربّما يقرأ بفتح الفاء ، أفعل التفضيل من النفيس ، أي خواصّ شيعتهم. وقد مرّ أنّ الأوّل أيضاً يحتمل شموله لخواصّ الشيعة ، فلا حاجة إلى هذا التكلّف ».
(٤) الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٤٨٩ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٠ ، ضمن ح ٦٨ ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٥ ، ح ١٤ ، من قوله : « أرأيت قولك في ليلة القدر » إلى قوله : « قال الأمر واليسر فيما كان قد علم ».
(٥) في « ب » والوافي : ـ « و ».
(٦) في « ف » والوافي : + « و ». هذا ، والضمير المستتر راجع إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام. وهذا واضح لمن نظر إلى أحاديث الباب السابقة نظرةً سريعة.
(٧) في البحار ، ج ٢٥ : ـ « قال ».
(٨) في حاشية « ألف ، بر » : « لما تزور ». وفي حاشية « ج ، بح » والبحار ، ج ٢٥ وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « لما يزور ». وقوله : « لما ترون » ، اللام المفتوحة لتأكيد الحكم ، أو موطّئة للقسم. و « ما » موصولة مبتدأ ، خبره « أكثر ممّا ترون خليفة الله » ، أي لخليفة الله ، أو مع خليفة الله من الملائكة ، أو أكثر ممّا ترون من بعثه الله تعالى إلى خليفة الله من الملائكة. و « من بَعَثَه » مفعول يرون. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٩ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٠١.
(٩) في الوافي : « بالشقاء ».
(١٠) في « ج » وحاشية « بح » : « يزور ». وفي حاشية « ألف ، بر » : « تزور ». وفي البحار ، ج ٢٥ ، وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « أرواحهم أكثر ممّا أن يزور » بدل « أزواجهم أكثر ممّا ترون ». وفي مرآة العقول : « في بعض النسخ بل أكثرها : ترون ، بالتاء ، فقوله : من بعثه الله ، أي ممّن بعثه الله ، أو بدل « ما ». أو « ما » مصدريّة ، وقوله : خليفة الله ، أي لخليفة
اللهِ الَّذِي بَعَثَهُ (١) لِلْعَدْلِ وَالصَّوَابِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ».
قِيلَ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَيْفَ يَكُونُ شَيْءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟
قَالَ : « كَمَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، إِنِّي لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّيعَةِ بِهذَا الْحَدِيثِ ، لَأَنْكَرُوهُ (٢).
قَالَ : « كَيْفَ يُنْكِرُونَهُ؟ » قَالَ : يَقُولُونَ (٣) : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ أَكْثَرُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.
قَالَ : « صَدَقْتَ ، افْهَمْ عَنِّي مَا أَقُولُ أَنَّهُ (٤) لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ وَلَا (٥) لَيْلَةٍ إِلاَّ وَجَمِيعُ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ تَزُورُ (٦) أَئِمَّةَ الضَّلَالَةِ (٧) ، وَيَزُورُ إِمَامَ (٨) الْهُدى عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، حَتّى إِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَيَهْبِطُ (٩) فِيهَا مِنَ (١٠) الْمَلَائِكَةِ إِلى وَلِيِّ (١١) الْأَمْرِ ، خَلَقَ اللهُ (١٢) ـ أَوْ قَالَ : قَيَّضَ اللهُ (١٣) ـ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّيَاطِينِ بِعَدَدِهِمْ ، ثُمَّ زَارُوا وَلِيَّ الضَّلَالَةِ ، فَأَتَوْهُ بِالْإِفْكَ (١٤)
__________________
الله كما قيل. والأوّل أظهر. والذي هو الأصوب عندي أنّه كان : « لما يزور » في الموضعين فصحّف ، كما تدلّ عليه تتمّة الكلام ».
(١) في « ج » : + « الله ».
(٢) في « بر » : « أنكروه ».
(٣) في « بح » : « يقول ».
(٤) بدل عن العائد إلى الموصول وليس مقولاً.
(٥) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : ـ « لا ».
(٦) في الوافي : « يزور ».
(٧) في الوافي والبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « الضلال ».
(٨) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « أئمّة ».
(٩) في « بر » والبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « فهبط ».
(١٠) « من » زائدة في الفاعل ، مثل « وَلَقَدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ » الأنعام (٦) : ٣٤.
(١١) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « اولي ».
(١٢) في شرح المازندراني : « من الملائكة خَلْق الله ». ثمّ قال : « لعلّ المراد بخلق الله بعض الملائكة كما هو الظاهر من هذه العبارة ». وفي الوافي : « خلق الله ، جواب إذا ».
(١٣) يقال : « قيَض الله » فلاناً لفلان ، أي جاءه به وأتاحه له ، وقيّض الله له قريناً ، أي هيّأه وسبّبه له من حيث لايحتسبه. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).
(١٤) « الإفك » : الكذب ، فالعطف للتفسير. قال الراغب في المفردات ، ص ٧٩ ( أفك ) : « الإفك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه ، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ : مؤتفكات ». في شرح المازندراني : « ولا يبعد أن يقال : إنّ الخبر الذي لا يطابق الواقع من حيث إنّه لا يطابق الواقع يسمّى كذباً ، ومن حيث إنّه يصرف المخاطب عن الحقّ إلى الباطل يسمّى إفكاً ، يقال : أَفَكَهُ ، إذا صرفه عن الشيء ».
وَالْكَذِبِ حَتّى لَعَلَّهُ يُصْبِحُ فَيَقُولُ : رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَلَوْ سَأَلَ (١) وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذلِكَ ، لَقَالَ : رَأَيْتَ شَيْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا (٢) وَكَذَا حَتّى يُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِيراً (٣) ، وَيُعْلِمَهُ (٤) الضَّلَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا.
وَايْمُ اللهِ (٥) ، إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيَعْلَمُ (٦) أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِعَلِيٍّ عليهالسلام حِينَ دَنَا مَوْتُهُ : هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ (٧) ، وَلكِنْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِمَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (٨) مُنْكِرٌ ، وَمَنْ آمَنَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ـ مِمَّنْ عَلى غَيْرِ رَأْيِنَا ـ فَإِنَّهُ لَا يَسَعُهُ فِي الصِّدْقِ إِلاَّ أَنْ يَقُولَ : إِنَّهَا لَنَا ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ فَإِنَّهُ (٩) كَاذِبٌ ؛ إِنَّ (١٠) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَالْمَلَائِكَةِ إِلى كَافِرٍ فَاسِقٍ.
فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُ يُنَزِّلُ إِلَى الْخَلِيفَةِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا (١١) ، فَلَيْسَ قَوْلُهُمْ ذلِكَ بِشَيْءٍ.
وَإِنْ (١٢) قَالُوا (١٣) : إِنَّهُ لَيْسَ يُنَزِّلُ إِلى أَحَدٍ ، فَلَا يَكُونُ أَنْ يُنَزَّلَ شَيْءٌ إِلى غَيْرِ شَيْءٍ.
وَإِنْ قَالُوا ـ وَ (١٤) سَيَقُولُونَ (١٥) ـ : لَيْسَ هذَا بِشَيْءٍ ، فَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالاً
__________________
(١) في « ف » : « سُئل ».
(٢) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « كذا ».
(٣) في « ض » : « تفسيراً له » بدل « له تفسيراً » وفي « ف » : « تفسيره ». وفي البحار ، ج ٢٥ ، وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « تفسيرها ».
(٤) في « ض ، بر ، بف » : « ويعلّمه ». وفي « ف » : « أو يعلمه ».
(٥) راجع ما تقدّم ذيل الحديث ٦٤٥ في معنى « أيم الله ».
(٦) في « ب » وحاشية « ض » : « علم ». وفي البحار ، ج ٢٥ : « لعلم ».
(٧) « رشدتم » ، أي اهتديتم ، من الرشد بمعنى الصلاح ، وهو خلاف الغيّ والضلال ، وهو إصابة الصواب ، وأيضاً الاستقامة على طريق الحقّ مع تصلّب فيه. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٣ ( رشد ).
(٨) في شرح المازندراني : « بليلة القدر » بدل « بما في ليلة القدر ».
(٩) في حاشية « ض ، ف » : « فهو ».
(١٠) في « ف » : « لأنّ ».
(١١) في « بر » : « عليه ». وفي الوافي : « عليها ، أي على الضلالة ». وفي حاشية بدرالدين ، ص ١٧٥ : « الخليقة » بدل « الخليفة » وقال : « أي الخليقة الذي ذلك الفاسق والٍ عليها ».
(١٢) في « ض » : « فإن ».
(١٣) في « ب » : « قال ».
(١٤) في « ب ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي وحاشية بدرالدين : ـ « و ».
(١٥) الظاهر أنّ في نسخة المجلسي : فسيقولون ، فإنّه قال ما خلاصته : « أنّه في بعض النسخ بالواو وهو
بَعِيداً ». (١)
٤٢ ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام يَزْدَادُونَ فِي لَيْلَةِ (٢) الْجُمُعَةِ
٦٥٤ / ١. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقُمِّيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ (٣) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا أَبَا يَحْيى ، إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ (٤) ».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا ذَاكَ الشَّأْنُ؟
قَالَ : « يُؤْذَنُ لِأَرْوَاحِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتى عليهمالسلام ، وَأَرْوَاحِ الْأَوْصِيَاءِ الْمَوْتى ، وَرُوحِ الْوَصِيِّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ (٥)
__________________
الصواب ، نظير قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) [ البقرة (٢) : ٢٤ ] وفي بعضها بدون الواو فالمعنى : فإن قالوا : لا ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبيه أو الرجوع إلى أنفسهم : ليس هذا بشيء ؛ أو يكون « سيقولون » مفعول قالوا ، ولا يخفى بُعدهما. والصواب النسخة الاولى والله يعلم ». واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته وقال : « وكأنّ الواو سقط من قلم الناسخين ». راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٠٣ ـ ١٠٤ ؛ حاشية بدرالدين ، ص ١٧٦.
(١) الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٥ ، ذيل ح ٤٨٩ ؛ البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٢ ، ذيل ح ٦٨ ؛ وج ٦٣ ، ص ١٨٤ ، من قوله : « ليس من يوم ولا ليلة إلاّوجميع الجنّ والشياطين تزور أئمّة الضلالة » ؛ وص ٢٧٦ ، ح ١٦٤ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « ويعلّمه الضلالة التي هو عليها ».
(٢) في حاشية « بح » : « يوم ».
(٣) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٤ ، بسندين عن عبدالله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ، عن أبي يحيى الصنعاني ، والمذكور في بعض نسخ البصائر : « عبدالله بن أيّوب شريك بن مليح ».
(٤) « الشَأْنُ » و « الشانُ » : الخطب والأمر والحالُ. والجمع شُؤُونٌ. والتنكير للتفخيم. وقوله عليهالسلام : من الشأن ، مبالغة فيه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣٧ ( شأن ).
(٥) في « ألف ، و ، بس » وحاشية « ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « أظهركم ». و « بَيْنَ ظَهْرانَيْكُمْ » ، يعني أنّه أقام بينكم على سبيل الاستظهار والاستناد إليكم ، وزيدت فيه ألفٌ ونونٌ مفتوحةٌ تأكيداً. ومعناه : أنّ ظَهراً منكم قُدّامَه وظهراً
يُعْرَجُ (١) بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتّى تُوَافِيَ عَرْشَ رَبِّهَا (٢) ، فَتَطُوفَ بِهِ أُسْبُوعاً ، وَتُصَلِّيَ عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الْأَبْدَانِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا ، فَتُصْبِحُ (٣) الْأَنْبِيَاءُ (٤) وَالْأَوْصِيَاءُ قَدْ مُلِئُوا (٥) سُرُوراً ، وَيُصْبِحُ الْوَصِيُّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ (٦) وَقَدْ (٧) زِيدَ فِي عِلْمِهِ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ (٨) ». (٩)
٦٥٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ يُوسُفَ الْأَبْزَارِيِّ (١٠) ، عَنِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ذَاتَ يَوْمٍ (١١) ـ وَكَانَ لَايُكَنِّينِي (١٢) قَبْلَ ذلِكَ ـ : « يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ».
__________________
منكم وراءَه ، فهو مكنوف من جانبيه ، ثمّ كثر حتّى استُعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).
(١) كذا في النسخ ، والأولى : « أن يعرج ».
(٢) « توافي عَرْش ربّها » أي تأتيها. يقال : وافى فلان فلاناً ، أي أتاه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ ( وفى ).
(٣) في الوافي : « فيصبح ».
(٤) في حاشية « ف » : + « والرسل ».
(٥) في البصائر ، ص ١٣١ : + « واعطوا ».
(٦) في « ف » : « أظهركم ».
(٧) في « بح » : « فقد ».
(٨) « جَمَّ الغَفِير » أي الجمع الكثير ، يقال : جاء القوم جمّاً غَفِيراً ، والجمّاءَ الغَفِيرَ ، وجَمّاءَ غَفِيراً ، أي مجتمعين كثيرين ، ويقال : جاؤوا الجَمَّ الغَفِيرَ ، ثمّ يحذف الألف واللام وأُضيف من باب صلاة الاولى ومسجد الجامع. وأصل الكلمة من الجُمُوم والجَمَّة ، وهو الاجتماع والكثرة ، والغَفِير من الغَفْر ، وهو التغطية والستر ، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة. ولم تقل العرب : الجمّاء إلاّموصوفاً وهو منصوب على المصدر كطُرّاً وقاطبةً ؛ فإنّها أسماء وضعت موضع المصدر. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ( جمم ).
(٩) بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٤ ، وفيه : « عن الحسن بن علي بن معاوية ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ؛ وحدّثني الخضر بن عيسى ، عن الكاهلي ، عن عبد الله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ، عن أبي يحيى الصنعاني ». وفيه ، ص ١٣٠ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير. وراجع : بصائر الدرجات ، ص ١٣٢ ، ح ٧ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٥ ، ح ١١٤٤.
(١٠) في « ألف » : « الأبزازي ». وفي « بس ، بف » : « الابرازي » ، وهذان اللقبان غير مذكورين ـ حسب تتبّعنا ـ والمذكور هو « الأبزاري » ، راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٧٤ ؛ توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ١٢٨.
(١١) في البحار : « ليلة ».
(١٢) في مرآة العقول : « وكان لا يُكَنّيني ، أي لا يدعونني بالكنية قبل هذا اليوم ، وفي هذا اليوم دعاني به ، وقال :
قَالَ (١) : قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : « إِنَّ لَنَا فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً » (٢). قُلْتُ : زَادَكَ اللهُ ، وَمَا ذَاكَ؟
قَالَ : « إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ ، وَافى (٣) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْعَرْشَ ، وَوَافَى الْأَئِمَّةُ عليهمالسلام مَعَهُ ، وَوَافَيْنَا مَعَهُمْ ، فَلَا تُرَدُّ أَرْوَاحُنَا إِلى (٤) أَبْدَانِنَا إِلاَّ بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَأَنْفَدْنَا (٥) ». (٦)
٦٥٦ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ أَوِ الْمُفَضَّلِ (٧) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلاَّ وَلِأَوْلِيَاءِ اللهِ فِيهَا سُرُورٌ ».
قُلْتُ : كَيْفَ ذلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : « إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ ، وَافى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْعَرْشَ ، وَوَافَى الْأَئِمَّةُ (٨) ، وَوَافَيْتُ
__________________
يا أبا عبد الله ، وهذا افتخار من المفضّل ؛ لأنّ التكنية عندهم من أفضل التعظيم ».
(١) في « ج » : ـ « قال ».
(٢) في « ب ، ض ، بر » : + « قال ».
(٣) « وافى » ، أي أتى ، يقال : وافى فلان فلاناً ، أي أتاه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ ( وفى ).
(٤) في « ف » : « على ».
(٥) في البصائر : « لنفد ما عندنا ». و « لأنْفَدْنا » ، أي صرنا ذوي نفاد العلم ، يقال : نَفِدَ الشيءُ نَفاداً ، أي فَنِيَ ، وأنْفَدْتُه أنا. وأنَفَدَ القومُ ، أي ذهبت أموالهم ، أي فَنِيَ زادُهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٤ ( نفد ).
(٦) بصائر الدرجات ، ص ١٣٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن موسى ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٥ ، ح ١١٤٥ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٥ ، ح ١٥.
(٧) الخبر مذكور في بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٥ ، عن سلمة بن الخطّاب بنفس السند ، عن يونس بن أبي الفضل ، والمذكور في بعض نسخه « يونس أبي الفضل ». والظاهر أنّ الصواب « يونس أو المفضّل ». كما في ما نحن فيه ، وأنّ المراد من يونس هو يونس بن ظبيان ، ومن المفضّل هو المفضّل بن عمر ؛ فإنّ كلا عنواني يونس بن أبي الفضل ويونس أبي الفضل غريبان غير مذكورين في موضع. وقد روى الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان في بعض الأسناد. انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ٢١١٥ و ٤٤٤٩ و ١١٦٩٢ و ١٢٥٨٥ و ١٥٣٧٧.
(٨) في البصائر : + « العرش ».
مَعَهُمْ ، فَمَا أَرْجِعُ إِلاَّ بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَنَفِدَ مَا عِنْدِي ». (١)
٤٣ ـ بَابُ لَوْ لَا أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام يَزْدَادُونَ لَنَفِدَ مَا عِنْدَهُمْ
٦٥٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (٢) عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٣) عليهماالسلام يَقُولُ : لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ (٤) لَأَنْفَدْنَا (٥) ». (٦)
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام مِثْلَهُ.
٦٥٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (٧) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي (٨) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا ذَرِيحُ ، لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ (٩) لَأَنْفَدْنَا ». (١٠)
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٥ ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن أبي الفضل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٦.
(٢) في « بح » : « الرضا » بدل « أبا الحسن ».
(٣) في البصائر ، ح ٤ : « أبو جعفر ».
(٤) في « ض » : « لولا أن نزداد ». وفي « بح » وحاشية « ج » : « لولا أنّا نزاد ».
(٥) راجع ما تقدّم ذيل ح ٦٥٥.
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛ وفيه ، ص ٣٩٥ ، ح ٤ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن حكيم. وفيه ، ص ٣٩٦ ، ح ٦ ، بسند آخر الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٧.
(٧) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرو ، عن الحسين بن سعيد. ولميرد « عن عمرو » في بعض مخطوطاته ، وهو الظاهر ؛ فقد أكثر أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] من الرواية عن الحسين بن سعيد ، ولم نجد رواية من يسمّى بعمرو عن الحسين بن سعيد.
(٨) في « ب ، بف » : ـ « لي ».
(٩) في « ض » وحاشية « ج » والبصائر ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ : « نزاد ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرو ، عن الحسين بن سعيد. وفيه ،
٦٥٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ (١) لَأَنْفَدْنَا (٢) ». قَالَ : قُلْتُ : تَزْدَادُونَ (٣) شَيْئاً لَا يَعْلَمُهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ عَلَى الْأَئِمَّةِ ، ثُمَّ انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْنَا ». (٤)
٦٦٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ يَخْرُجُ شَيْءٌ (٥) مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حَتّى يَبْدَأَ بِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، ثُمَّ بِوَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ ؛ لِكَيْلَا يَكُونَ آخِرُنَا أَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِنَا ». (٦)
__________________
ص ٣٩٥ ، ح ٥ و ٧ ، بسند آخر مع زيادة واختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٨.
(١) في « ض » وحاشية « ج » والبصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ١ وص ٣٩٣ ، ح ٨ : « نزاد ».
(٢) في البصائر ص ٣٩٤ ، ح ٨ : « نفدنا ».
(٣) في البصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ١ : « تزادون ». وفيه ، ص ٣٩٤ ، ح ٨ : « فتزادون ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ؛ الاختصاص ، ص ٣١٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. وفيه ، ص ٣٩٢ ، ح ٣ ؛ وص ٣٩٣ ، ح ٥ ؛ والاختصاص ، ص ٣١٢ ـ ٣١٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٠٩ ، المجلس ١٤ ، ح ٦٧ و ٦٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٩ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ١٦.
(٥) في « ج » والبصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ٢ والاختصاص ، ص ٢٦٧ و ٣١٣ : « شيء يخرج ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عيسى ؛ الاختصاص ، ص ٢٦٧ و ٣١٣ ، بسنده عن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٧ ، ح ١١٥٠.
٤٤ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام يَعْلَمُونَ جَمِيعَ الْعُلُومِ الَّتِي
خَرَجَتْ (١) إِلَى الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ (٢)
٦٦١ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ سَمَاعَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عِلْمَيْنِ : عِلْماً (٣) أَظْهَرَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتَهُ (٤) وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا أَظْهَرَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ (٥) فَقَدْ عَلِمْنَاهُ (٦) ، وَعِلْماً (٧) اسْتَأْثَرَ بِهِ (٨) ؛ فَإِذَا بَدَا لِلّهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ ، أَعْلَمَنَا ذلِكَ ، وَعَرَضَ (٩) عَلَى الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِنَا ». (١٠)
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام ، مِثْلَهُ. (١١)
__________________
(١) في « بح » : « أخرجت ».
(٢) في « ف » : « إلى جميع الأنبياء والرسل والملائكة ».
(٣) في « ض ، بح ، بس » : « علم ».
(٤) « أظهر عليه ملائكته » ، أي أطلع عليه ملائكتَه. يقال : أظهرني الله على ما سُرق منّي ، أي أطلعني عليه. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٢٧ ( ظهر ).
(٥) في « بح » والبصائر ، ص ٣٩٤ ، ح ٩ : « وأنبياءه ورسله ».
(٦) في « ب ، ج » : « علّمناه ».
(٧) في « ض » : « علم ».
(٨) « استأثر به » ، أي استبدّ به ، وخصّ به نفسه. والاستئثار : الانفراد بالشيء. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٠ ( أثر ).
(٩) في « ض ، ف ، بر » : « عُرض ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عبد الله بن القاسم ؛ وفيه ، ص ٣٩٤ ، ح ١٠ ؛ والاختصاص ، ص ٣١٣ ، بسندهما عن سماعة بن مهران. بصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ٩ و ١٠ ، بسند آخر عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥١.
(١١) بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٩ ، بسنده عن عليّ بن جعفر عليهالسلام ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥٢.
٦٦٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِلْمَيْنِ : عِلْماً عِنْدَهُ لَمْ يُطْلِعْ (١) عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ ، وَعِلْماً نَبَذَهُ إِلى مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ (٢) ، فَمَا نَبَذَهُ إِلى مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ (٣) ، فَقَدِ انْتَهى إِلَيْنَا ». (٤)
٦٦٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَبْذُولٌ ، وَعِلْمٌ مَكْفُوفٌ (٥). فَأَمَّا الْمَبْذُولُ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ تَعْلَمُهُ (٦) الْمَلَائِكَةُ وَالرُّسُلُ إِلاَّ (٧) نَحْنُ نَعْلَمُهُ. وَأَمَّا الْمَكْفُوفُ (٨) ، فَهُوَ الَّذِي عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي أُمِّ الْكِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ (٩) ». (١٠)
٦٦٤ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ،
__________________
(١) في « ب » : « يطّلع ».
(٢) في « ب » : + « وأنبيائه عليهمالسلام ».
(٣) في « بح » والبصائر ، ص ١١٠ ، ح ٤ : ـ « ورسله ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ١١٠ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة في أوّله. وفي المحاسن ، ص ٢٤٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣١ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٢ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٦٣ ؛ وص ٢١٧ ، ح ٦٧ ؛ والكافي ، كتاب التوحيد ، باب البداء ، ح ٣٧٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع زيادة واختلاف. راجع : التوحيد ، ص ٤٤٤ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ح ١ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٦٢ ، ح ١ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥٣.
(٥) في « ف » والوافي والبصائر ، ص ١١١ : « علماً مبذولاً وعلماً مكفوفاً ». وفي البصائر ، ص ١١٢ : « علم مكنون » بدل « علم مكفوف ».
(٦) في الوافي والبصائر ، ص ١٠٩ : « يعلمه ».
(٧) في « ف » والبصائر ، ص ١٠٩ : + « و ».
(٨) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ١١٢ : « المكنون ».
(٩) في الوافي : « نفد ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ١٠٩ ، ح ٣ ، بسنده عن ضريس ؛ وفيه ، ص ١١١ ، ح ١١ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٨ ، بسندهما عن جعفر بن بشير الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٩ ، ح ١١٥٥.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سُوَيْدٍ الْقَلاَّءِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ (٢) لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ هُوَ ، وَعِلْمٌ (٣) عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ عليهمالسلام فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ». (٤)
٤٥ ـ بَابٌ نَادِرٌ فِيهِ ذِكْرُ الْغَيْبِ
٦٦٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ، فَقَالَ لَهُ : أَتَعْلَمُونَ الْغَيْبَ؟ فَقَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : يُبْسَطُ لَنَا الْعِلْمُ ، فَنَعْلَمُ (٥) ، وَيُقْبَضُ عَنَّا ، فَلَا نَعْلَمُ (٦) ، وَقَالَ : سِرُّ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَسَرَّهُ (٧) إِلى جَبْرَئِيلَ عليهالسلام ، وَأَسَرَّهُ جَبْرَئِيلُ إِلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَأَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ إِلى
__________________
(١) كذا في النسخ ، لكنّ الظاهر وقوع تحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو « أيّوب » ؛ فقد توسّط سويد [ القلاّء ] بين عليّ بن النعمان وبين أيّوب [ بن الحرّ ] في بعض الأسناد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٤٨ ـ ٤٨٩.
ثمّ إنّه لا ينتقض هذا الاستظهار بما ورد في بصائر الدرجات ، ص ١٤٥ ، ح ١٧ من رواية عليّ بن النعمان ، عن سويد ، عن أبي أيّوب ؛ فإنّ الخبر ورد في الكافي ، ح ١٣٤٦٠ : « عن أيّوب ».
وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٧٣ ، وص ٢٢٥ ، ح ٥٧٠ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٤١ ، ح ٨٦١ ، من رواية عليّ بن النعمان ، عن سويد القلاّء ، عن أبي أيّوب ، فالخبر في المواضع الثلاثة واحد ، ومع ذلك لم يرد في بعض نسخ التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٦٩ لفظة « أبي ».
ثمّ إنّ الظاهر أنّ هذا التحريف تسرّى من بصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٠ ، نبّه على ذلك الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في تعليقته على السند.
(٢) في « ف » وحاشية « بح » : « علماً ».
(٣) في « ف » وحاشية « بح » : « علماً ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٠ ، عن محمّد بن عبدالجبّار. وفيه ، ص ١١٠ ، ح ٥ و ٦ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. وفي الكافي ، كتاب التوحيد ، باب البداء ، ح ٣٧٧ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٩ ، ح ٢ ؛ وص ١١٠ ، ح ٧ و ٨ ؛ وص ١١١ ، ح ١٣ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٤ و ١٦ و ١٧ ، بسند آخر عن أبى عبد الله عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٩ ، ح ١١٥٥.
(٥) في « ف » : « نعلمه ».
(٦) في « ف » : « فلا نعلمه ».
(٧) « أسرّه » ، أي أظهره وأعلنه. قال الجوهري : أسرَرْتُ الشيءَ : كتمتُه ، وأعلنتُه أيضاً. فهو من الأضداد.
مَنْ شَاءَ اللهُ (١) ». (٢)
٦٦٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ يَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٣) قَالَ (٤) أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ابْتَدَعَ (٥) الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِعِلْمِهِ عَلى غَيْرِ مِثَالٍ كَانَ قَبْلَهُ ، فَابْتَدَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ (٦) ، وَلَمْ يَكُنْ (٧) قَبْلَهُنَّ سَمَاوَاتٌ وَلَا أَرَضُونَ ، أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالى : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (٨)؟ »
فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً )؟
فَقَالَ (٩) أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « ( إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (١٠) وَكَانَ وَاللهِ مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارْتَضَاهُ (١١).
__________________
راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٣ ( سرر ).
(١) في « ألف ، بس » : ـ « الله ».
(٢) بصائر الدرجات ، ص ٥١٣ ، ح ٣٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن معمّر إلى قوله : « يقبض عنّا فلا نعلم ». وفيه ، ص ٣٧٨ ، ح ٦ ، بسنده عن معمّر بن خلاّد ، مع اختلاف في أوّله. وفيه أيضاً ، ص ٣٧٧ ، ح ٤ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ٣٧ ، ح ١٠ ؛ والاختصاص ، ص ٢٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، من قوله : « سرّ الله عزّ وجلّ أسرّه » مع اختلاف. وفي تحف العقول ، ص ٣٠٧ ؛ والخصال ، ج ٢ ، ص ٥٢٨ ، أبواب الثلاثين وما فوقه ، ح ٣ مرسلاً ، وفيه إلى قوله : « ويقبض عنّا فلا نعلم » مع اختلاف وزيادة في آخرهما الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٠ ، ح ١١٥٧.
(٣) البقرة (٢) : ١١٧ ؛ الأنعام (٦) : ١٠١.
(٤) في « ب ، بر » وتفسير العيّاشي : « فقال ».
(٥) « ابتدع الأشياءَ » ، أي أحدثها. يقال : أبدع الله تعالى الخلق إبداعاً ، أي خلقهم لا على مثال ، وأبدعت الشيءَ وابتدعته ، أي استخرجته وأحدثته. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٨ ( بدع ).
(٦) في حاشية « بح » والبصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : « الأرض ».
(٧) في « ف » : « لم تكن ».
(٨) هود (١١) : ٧.
(٩) في « ب ، ج ، بح » وحاشية « بر » والبصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : + « له ».
(١٠) الجنّ (٧٢) : ٢٦ ـ ٢٧. وفي البصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : + « فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ».
(١١) « ارتضاه » ، أي اختاره. يقال : رضيت الشيء ورضيت به رضاً : اخترته ، وارتضيته مثله. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٩ ( رضى ).
وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( عالِمُ الْغَيْبِ ) فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَالِمٌ بِمَا غَابَ عَنْ خَلْقِهِ ـ فِيمَا يُقَدِّرُ مِنْ شَيْءٍ ، وَيَقْضِيهِ فِي عِلْمِهِ ـ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ وَقَبْلَ أَنْ يُفْضِيَهُ (١) إِلَى الْمَلَائِكَةِ ؛ فَذلِكَ يَا حُمْرَانُ ، عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ ، إِلَيْهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ، فَيَقْضِيهِ إِذَا أَرَادَ ، وَيَبْدُو لَهُ فِيهِ (٢) ، فَلَا (٣) يُمْضِيهِ ؛ فَأَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يُقَدِّرُهُ اللهُ (٤) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ويَقْضِيهِ (٥) وَيُمْضِيهِ ، فَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي انْتَهى إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثُمَّ إِلَيْنَا ». (٦)
٦٦٧ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :
كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَيَحْيَى الْبَزَّازُ وَدَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ (٧) خَرَجَ إِلَيْنَا وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ ، قَالَ : « يَا عَجَباً (٨) لِأَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّا نَعْلَمُ الْغَيْبَ ، مَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لَقَدْ هَمَمْتُ بِضَرْبِ جَارِيَتِي فُلَانَةَ ، فَهَرَبَتْ مِنِّي ، فَمَا عَلِمْتُ فِي أَيِّ بُيُوتِ الدَّارِ هِيَ؟ ».
قَالَ سَدِيرٌ : فَلَمَّا أَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَصَارَ فِي مَنْزِلِهِ ، دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَمُيَسِّرٌ ، وَقُلْنَا لَهُ : جُعِلْنَا (٩) فِدَاكَ ، سَمِعْنَاكَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فِي أَمْرِ جَارِيَتِكَ ،
__________________
(١) في البصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : « يقبضه ». و « يفضيه » ، أي يعلمه. يقال : أفضيت إليه بالسرّ ، أعلمته به. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٧٦ ( فضا ).
(٢) في « ج » : ـ « فيه ».
(٣) في « ب » : « ولا ».
(٤) في « ف » : ـ « الله ».
(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فيقضيه ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ١١٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ص ١١٣ ، ح ٢ ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٧٧ ، عن سدير ، عن حمران ، إلى قوله : « أما تسمع لقوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٣ ، ح ٤١٥.
(٧) في « ف ، بر » : « إذا ».
(٨) في « ب » والبصائر ، ص ٢٣٠ : « يا عجباه ».
(٩) في « ف » والبصائر ، ص ٢٣٠ : + « الله ».
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ عِلْماً كَثِيراً ، وَلَانَنْسُبُكَ إِلى عِلْمِ الْغَيْبِ (١).
قَالَ : فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، أَلَمْ تَقْرَإِ الْقُرْآنَ؟ » قُلْتُ : بَلى.
قَالَ : « فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) (٢)؟ » قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ قَرَأْتُهُ.
قَالَ : « فَهَلْ عَرَفْتَ الرَّجُلَ؟ وَهَلْ عَلِمْتَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِهِ.
قَالَ : « قَدْرُ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ (٣) فِي الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ ، فَمَا يَكُونُ ذلِكَ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ هذَا!
فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، مَا أَكْثَرَ هذَا أَنْ يَنْسُبَهُ (٤) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ. يَا سَدِيرُ ، فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْضاً : ( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٥)؟ ». قَالَ : قُلْتُ : قَدْ قَرَأْتُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ : « فَمَنْ (٦) عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
__________________
(١) في الوافي : « ولا ننسبك إلى علم الغيب ، إمّا إخبار ، أو استفهام إنكار ».
(٢) النمل (٢٧) : ٤٠.
(٣) في البصائر ، ص ٢١٣ : « من المطر الجود » بدل « من الماء ».
(٤) في البصائر ، ص ٢١٣ : « ما أكثره إن لم ينسبه إلى العلم » بدل « ما أكثر هذا أن ينسبه الله إلى العلم ». وقال في المرآة : « لعلّ هذه ردّ لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي اوتي آصف عليهالسلام بأنّه وإن كان قليلاً بالنسبة إلى علم كلّ الكتاب ، فهو في نفسه عظيم ؛ لانتسابه إلى علم الذي أخبرك بعد ذلك برفعة شأنه. ويحتمل أن يكون هذا مبهماً يفسّره ما بعده ، ويكون الغرض بيان وفور علم من نسبه الله إلى مجموع علم الكتاب. ولعلّ الأوّل أظهر. وأظهر منهما ما في البصائر [ ص ٢١٣ ] حيث روى عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن سليمان ، وفيه : ما أكثر هذا لمن لم ينسبه ». ثمّ قال : « والمعنى حينئذٍ بيّن ، وعلى التقادير يقرأ اخبرك على صيغة المتكلّم ، ويمكن أن يقرأ على ما في الكتاب بصيغة الغيبة ، أي أخبرك الله بأنّه أتى بعرش بلقيس في أقلّ من طرفة عين ». راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١١٤.
(٥) الرعد (١٣) : ٤٣.
(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٢٣٠. وفي المطبوع : « أفمن ».
كُلُّهُ (١) أَفْهَمُ ، أَمْ (٢) مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ بَعْضُهُ؟ » قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ ، قَالَ (٣) : فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ ، وَقَالَ : « عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللهِ كُلُّهُ (٤) عِنْدَنَا ، عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللهِ كُلُّهُ (٥) عِنْدَنَا ». (٦)
٦٦٨ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْإِمَامِ : يَعْلَمُ الْغَيْبَ؟
فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ الشَّيْءَ ، أَعْلَمَهُ اللهُ ذلِكَ ». (٧)
٤٦ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام إِذَا شَاؤُوا أَنْ يَعْلَمُوا (٨) عُلِّمُوا (٩)
٦٦٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ :
__________________
(١) يجوز فيه وفي نظائره الجرّ بدلاً عن الكتاب كما في « بر ».
(٢) في « بر » : « أو ».
(٣) في « ض » : ـ « قال ».
(٤) في « ب » : « كلّه والله ». وفي « بف » : ـ « كلّه ».
(٥) في « ب » : « كلّه والله ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٢٣٠ ، ح ٥ ، عن عبّاد بن سليمان ؛ وفيه ، ص ٢١٣ ، ح ٣ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سليمان بن سدير ، مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمّة عليهمالسلام ... ، ح ٦١٤ ، بسند آخر ، من قوله : « فأومأ بيده إلى صدره » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٦٠.
(٧) بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٤ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٥ ، عن أحمد بن الحسن. وفي بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عمر بن سعيد المدائني ، وفيه : « اذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً علّمه الله ذلك ». وفيه ، ص ٣٢٥ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٠ ، ح ١١٥٦.
(٨) في « ف » : + « شيئاً ».
(٩) هكذا في « بح ، بف ». ويقتضيه ما يأتي من الروايات ، وليس في النسخ ما ينافيه.