أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا شَاءَ (١) أَنْ يَعْلَمَ ، عُلِّمَ (٢) ». (٣)
٦٧٠ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ (٤) إِذَا شَاءَ أَنْ يَعْلَمَ ، أُعْلِمَ (٥) ». (٦)
٦٧١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْمَدَائِنِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً ، أَعْلَمَهُ اللهُ (٧) ذلِكَ ». (٨)
٤٧ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام يَعْلَمُونَ (٩) مَتى يَمُوتُونَ ،
وَأَنَّهُمْ لَايَمُوتُونَ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ
٦٧٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ
__________________
(١) في « بر » : « إن شاء ».
(٢) هكذا في « ج ، بح ». وهو مقتضى الروايات الآتية. وفي « ب » : « اعلم ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٣ ، عن سهل بن زياد. وفيه ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٨.
(٤) في البصائر ، ح ١ : « العالم » بدل « إنّ الإمام ».
(٥) في « ج » : « علّم ». وفي البصائر ، ح ١ ، ٢ ، ٣ : « علم ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن عبد الجبّار وفيه ، ح ٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن يزيد بن فرقد النهدي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه أيضاً ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ذيل ح ١١٥٨.
(٧) في البصائر : « علّمه الله ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، عن عمران بن موسي ، عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. وفي بعض نسخ البصائر : « ... عمر بن سعيد المدائني ، عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام » الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٩.
(٩) في « ب » : + « أنّهم ».
وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ (١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قَالَ (٢) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَيُّ إِمَامٍ لَايَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلى مَا يَصِيرُ ، فَلَيْسَ ذلِكَ بِحُجَّةٍ لِلّهِ (٣) عَلى خَلْقِهِ ». (٤)
٦٧٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ (٥) مِنَ الْعَامَّةِ بِبَغْدَادَ (٦) مِمَّنْ كَانَ يُنْقَلُ عَنْهُ (٧) ، قَالَ : قَالَ لِي : قَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يَقُولُونَ (٨) بِفَضْلِهِ مِنْ أَهْلِ هذَا (٩) الْبَيْتِ ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ فِي فَضْلِهِ وَنُسُكِهِ (١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ (١١)؟ وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟
قَالَ : جُمِعْنَا (١٢) أَيَّامَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ ثَمَانِينَ رَجُلاً مِنَ
__________________
(١) ورد مضمون الخبر في بصائرالدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث المبطل ، والمذكور في بعض نسخه « البطل » بدل « المبطل ». وعنوان « عبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث البطل » أيضاً محرّف من « عبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم بن الحارث البطل ». لاحظ : بصائر الدرجات ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠.
(٢) في « ب » : + « لي ».
(٣) في « ب ، بر » وحاشية « ض » : « الله ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، وفيه : « عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمّد بن القاسم بن حارث المبطل عن أبي بصير ، أو عمّن روى عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الإمام لو لم يعلم ما يصيبه ... » الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦١.
(٥) « القَطِيعَةُ » : الهِجْران ، ومَحال ببغداد أقْطَعَها المنصور اناساً من أعيان دولته ليَعْمُرُوها ويسكنوها ، منها قَطِيعَتا الربيع بن يونس : الخارجة والداخلة. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٨ ( قطع ).
(٦) في قرب الإسناد والأمالى والعيون والغيبة : ـ « ببغداد ».
(٧) في قرب الإسناد : « يقبل منه ». وفي الأمالي والعيون : « يقبل قوله ».
(٨) في حاشية « بف » : « يقول ».
(٩) في « بر » : ـ « هذا ».
(١٠) في « ج » : « نسك ». و « النُسْكُ » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. والنُسْكُ : ما أمَرَتْ به الشريعة. النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).
(١١) في « ف » والعيون : « ومن هو ». وفي « بح » : « ومن ».
(١٢) « جمعنا » على صيغة المجهول ، و « ثمانين » حال عن ضمير المتكلّم أو منصوب على الاختصاص.
الْوُجُوهِ (١) الْمَنْسُوبِينَ إِلَى الْخَيْرِ ، فَأُدْخِلْنَا (٢) عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهماالسلام ، فَقَالَ لَنَا السِّنْدِيُّ : يَا هؤُلَاءِ ، انْظُرُوا إِلى هذَا الرَّجُلِ هَلْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ؟ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ فُعِلَ (٣) بِهِ ، وَيُكْثِرُونَ فِي ذلِكَ ، وَهذَا مَنْزِلُهُ وَفِرَاشُهُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ غَيْرُ مُضَيَّقٍ ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤) سُوءاً ، وَإِنَّمَا يَنْتَظِرُ بِهِ (٥) أَنْ يَقْدَمَ فَيُنَاظِرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهذَا هُوَ صَحِيحٌ ، مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ ، فَسَلُوهُ (٦).
قَالَ (٧) : وَنَحْنُ لَيْسَ لَنَا هَمٌّ إِلاَّ النَّظَرُ إِلَى الرَّجُلِ وَإِلى فَضْلِهِ وَسَمْتِهِ (٨) ، فَقَالَ (٩) مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهماالسلام : « أَمَّا مَا ذَكَرَ (١٠) مِنَ التَّوْسِعَةِ وَمَا أَشْبَهَهَا ، فَهُوَ عَلى مَا ذَكَرَ (١١) ، غَيْرَ أَنِّي أُخْبِرُكُمْ أَيُّهَا النَّفَرُ (١٢) ، أَنِّي قَدْ سُقِيتُ السَّمَّ فِي سَبْعِ (١٣) تَمَرَاتٍ (١٤) ، وَأَنَا (١٥) غَداً أَخْضَرُّ (١٦) ، وَبَعْدَ غَدٍ أَمُوتُ ».
__________________
واحتمل المازندراني كونه على صيغة المعلوم وثمانين مفعوله. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٠.
(١) « الوجوه » : جمع الوَجْه ، وهو سيّد القوم ، أو شريف البلد. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٥٦ ( وجه ).
(٢) في « بف » : « فدخلنا ».
(٣) في الأمالي : + « مكروه ». والمراد : ما يوجب هلاكه من سقي السمّ ونحوه.
(٤) المراد بأميرالمؤمنين هارون الرشيد لعنه الله.
(٥) في « ف » : « ننتظر به ». وفي الأمالي والعيون : « ينتظره ». وفي مرآة العقول : « وإنّما ينتظر به ، على المعلوم ، أي هارون ، أو على المجهول ».
(٦) في « ج » وقرب الإسناد : « فسألوه ».
(٧) في « بر » وقرب الإسناد : « فقال ».
(٨) قال الجوهري : « السَمْت : هيئة أهل الخير. يقال : ما أحسن سَمْتَه ، أي هَدْيَه ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ( سمت ).
(٩) في « ض ، بح ، بس » : « وقال ».
(١٠) في حاشية « ج » والغيبة : « ذكره ».
(١١) في « بح » وقرب الإسناد : « ذكره ».
(١٢) قال الجوهري : « النَفَر ـ بالتحريك ـ : عدّة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، والنفير مثله ، وكذلك : النَفْرُ والنَفْرَة بالإسكان ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٨٣ ( نفر ).
(١٣) في الأمالي : « تسع ».
(١٤) في « ف » : « تميرات ».
(١٥) في « بر ، وحاشية « بف » : « فأنا ».
(١٦) « أخْضَرُّ » ، أي يصير لوني إلى الخُضْرَة ، وهي لون الأخضر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٦ ( خضر ).
قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ يَضْطَرِبُ (١) ، وَيَرْتَعِدُ مِثْلَ السَّعَفَةِ (٢). (٣)
٦٧٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ : « أَنَّهُ أَتى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام لَيْلَةً قُبِضَ فِيهَا بِشَرَابٍ (٤) ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ (٥) ، اشْرَبْ هذَا ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ هذِهِ اللَّيْلَةُ (٦) الَّتِي أُقْبَضُ فِيهَا ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٧) ». (٨)
٦٧٥ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ
__________________
(١) « يضطرب » ، أي يتحرّك ، من الاضطراب : الحركة. يقال : تَضَرَّب الشيءُ واضطرب ، أي تحرّك وماج. قال الراغب : « الاضطراب : كثرة الذهاب في الجهات ، من الضرب في الأرض. والارتعاد : الاضطراب ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٥ ( رعد ) ؛ المفردات للراغب ، ص ٥٠٦ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ( ضرب ).
(٢) « السَعفة » : غُصن النخيل. وقيل : إذا يَبُسَت سمّيت سَعَفَةً ، وإذا كانت رَطْبَة فهي شَطْبَة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ( سعف ).
(٣) الغيبة للطوسي ، ص ٣١ ، ح ٧ ، عن الكليني ، مع اختلاف يسير. وفي قرب الإسناد ، ص ٣٣٣ ، ح ١٢٣٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١٤٩ ، المجلس ٢٩ ، ح ٢٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢ ، بسندهم عن محمّد بن عيسى بن عبيد الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٦.
(٤) لعلّه كان دواء اتي به ليشربه ويتداوى به ، فأظهر عليهالسلام أنّها الليلة التي قدّر فيها وفاته ولاينفع الدواء. مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢١.
(٥) في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بح » وشرح المازندراني : « يا أبه ». وفي « ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » : « يا أباه ». وفي القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥١ ( أبى ) : « قالوا في النداء : يا أبت ، بكسر التاء وفتحها ، ويا أبَهْ بالهاء ، ويا أبتاه ، ويا أباه ».
(٦) يجوز فيها النصب أيضاً بأن يكون « التي » خبر « إنّ ».
(٧) في مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٢ : « إنّ هذا التاريخ مخالف للمشهور ، كما سيأتي في تاريخه عليهالسلام ، فإنّ المشهور أنّ وفاته عليهالسلام كان في المحرّم ووفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إمّا في صفر على مذهب الشيعة ، أو في ربيع الأوّل بزعم المخالفين ؛ إلاّ أن يكون المراد الليلة بحسب الاسبوع ؛ وإن كان فيه أيضاً مخالفة لما ذكره الأكثر ؛ لأنّهم ذكروا في وفاته عليهالسلام يوم السبت ، وفي وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وردت الأخبار الكثيرة أنّها كانت يوم الإثنين ، لكن خصوص اليوم ضبطه بعيد. ولعلّه لذلك لم يعيّن المصنّف فيما سيأتي اليوم ولا الشهر ».
(٨) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ذيل ح ٧ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٤.
الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِلرِّضَا عليهالسلام : إِنَّ (١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام قَدْ عَرَفَ قَاتِلَهُ ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا ، وَالْمَوْضِعَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ ؛ وَقَوْلُهُ (٢) ـ لَمَّا سَمِعَ صِيَاحَ (٣) الْإِوَزِّ (٤) فِي الدَّارِ ـ : « صَوَائِحُ (٥) تَتْبَعُهَا نَوَائِحُ (٦) » وَقَوْلُ أُمِّ كُلْثُومٍ : لَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ دَاخِلَ الدَّارِ ، وَأَمَرْتَ غَيْرَكَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ؛ فَأَبى عَلَيْهَا ، وَكَثُرَ دُخُولُهُ وَخُرُوجُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِلَا سِلَاحٍ ، وَقَدْ عَرَفَ عليهالسلام أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ ـ لَعَنَهُ اللهُ (٧) ـ قَاتِلُهُ بِالسَّيْفِ ، كَانَ (٨) هذَا مِمَّا (٩) لَمْ يَجُزْ (١٠) تَعَرُّضُهُ.
فَقَالَ : « ذلِكَ كَانَ ، وَلكِنَّهُ خُيِّرَ (١١)
__________________
(١) في « بر ، بس ، بف » : ـ « إنّ ».
(٢) في مرآة العقول : « وقوله ، مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرويّ أو واقع ، وكذا قوله : « وقول امّكلثوم ». ويحتمل أن يكون من قبيل : كلّ رجل وضَيعَتَه. فيحتمل في « قولُهُ » وقوعُ النصب والرفع. والواو في قوله : « وقوله » يحتمل العطف والحاليّة ».
(٣) « الصَيْح » و « الصَيْحَة » و « الصياح » ، بالكسر والضمّ ، والصَيَحان محرّكة : الصوت بأقصى الطاقة. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ( صيح ).
(٤) « الإوَزَةُ » و « الإوَزُّ » : البَطّ ، وقد جمعوه بالواو والنون فقالوا : إوَزّون. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٤ ( أوز ).
(٥) في « ف » : « صرائخ ». و « صَوائح » : جمع صائحة ، وهي مؤنّث صائح ، أو صيحة المَناحة. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( صيح ).
(٦) « النوائح » : اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ، ويجمع على الأنواح. ونساء نَوْح وأنواح ونُوَّح ونوائحونائحات. والمَناحة والنَوْح : النساء يجتمعن للحزن. لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٢٧ ( نوح ).
(٧) في « ب ، بح ، بر » والبحار : ـ « لعنه الله ».
(٨) في « ب ، ض » : « كأنّ ».
(٩) في حاشية « ف ، بف » : « ما ».
(١٠) في « بح » وحاشية « بر » : « لم يحسن ». وفي حاشية « ج ، بر ، بف » : « لم يحلّ ».
(١١) في « ف » وحاشية « ج » : « حُيّر ». وفي « ض ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « حُيّن ». وفي الوافي « وهذه دلائل واضحة على أنّه لم يشكّ في قتله حينئذٍ ، ومع ذلك فأبى إلاّ الخروج ؛ وهذا ممّا لم يجز تعرّضه في الشرع ، أو لم يحلّ ، أو لم يحسن ، على اختلاف النسخ ، فقد قال الله تعالى : ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) فأجابه عليهالسلام بأنّه صلوات الله عليه خيّر في تلك الليلة ... فاختار لقاء الله ، فسقط عنه وجوب حفظ النفس. وربّما يوجد في بعض النسخ بإهمال الحاء ، فإن صحّت فينبغي حملها على الحيرة في الله تعالى التي هي حيرة اولي الألباب ، دون الحيرة في
فِي (١) تِلْكَ اللَّيْلَةِ ؛ لِتَمْضِيَ مَقَادِيرُ (٢) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٣)
٦٧٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ (٤) ، فَخَيَّرَنِي (٥) نَفْسِي أَوْ هُمْ ، فَوَقَيْتُهُمْ (٦) ـ وَاللهِ ـ بِنَفْسِي ». (٧)
٦٧٧ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُسَافِرٍ :
أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام قَالَ لَهُ : « يَا مُسَافِرُ ، هذِهِ (٨) الْقَنَاةُ (٩) فِيهَا حِيتَانٌ (١٠)؟ » قَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْبَارِحَةَ (١١) وَهُوَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَا عِنْدَنَا (١٢)
__________________
الأمر ، التي هي حيرة أهل النظر. وإعجام الخاء أوفق بما يأتي من الأخبار في نظائره ، وبما عقد عليه الباب في الكافي ». وفي مرآة العقول : « في بعض النسخ « حيّن » ... قال الجوهري حيّنه : جعل له وقتاً ... ؛ فالمعنى أنّه كان بلغ الأجل المحتوم المقدّر ، وكان لايمكن الفرار منه. ولعلّه أظهر الوجوه ».
(١) في البحار : ـ « في ».
(٢) في « ف » : « تقادير ».
(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦٢ ؛ البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٤٧.
(٤) في مرآة العقول : « غضب على الشيعة ؛ إمّا لتركهم التقيّة ، فانتشر أمر إمامته عليهالسلام فتردّد الأمر بين أن يقتل الرشيدشيعته وتتبّعهم ، أو يحسبه عليهالسلام ويقتله ، فدعا عليهالسلام لشيعته واختار البلاء لنفسه ؛ أو لعدم انقيادهم لإمامهم ... فخيّره الله تعالى بين أن يخرج الرشيد فتقتل شيعته إذا يخرج ، فينتهي الأمر إلى ما انتهى إليه ».
(٥) هكذا في معظم النسخ. وفي « بف » والمطبوع : « فحيّرني » بالحاء المهملة.
(٦) في « ف ، و » : « وقّيتهم ».
(٧) الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٨ ، ح ١١٦٧.
(٨) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ، وتقتضيه القواعد أيضاً. وفي المطبوع « هذا ».
(٩) قال ابن الأثير : « القُنِيُّ : جمع القناة ، وهي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعةً ليُستخرَج ماؤها ويسيح على وجه الأرض ». النهاية ، ج ٤ ، ص ١١٧ ( قنا ).
(١٠) في البصائر : « فيها حسن ». وفي مرآة العقول : « في مناسبة السؤال عن الحيتان في هذا المقام وجوه : الأوّل : ما افيد أنّ المعنى : علمي بحقّيّة ما أقول كعلمي بكون الحيتان في هذا الماء ».
(١١) قال الجوهري : « البارحة : أقرب ليلة مضت. تقول : لقيته البارحةَ ، ولقيته البارحة الاولى ، وهو من بَرِحَ ، أيزال ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( برح ).
(١٢) في حاشية « بر » : + « هو ».
خَيْرٌ لَكَ ». (١)
٦٧٨ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، فَأَوْصَانِي بِأَشْيَاءَ فِي غُسْلِهِ وَفِي كَفْنِهِ وَفِي دُخُولِهِ قَبْرَهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَاهْ (٢) ، وَاللهِ ، مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ اشْتَكَيْتَ (٣) أَحْسَنَ (٤) مِنْكَ الْيَوْمَ ، مَا رَأَيْتُ عَلَيْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَمَا سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ : يَا مُحَمَّدُ ، تَعَالَ ، عَجِّلْ؟ ». (٥)
٦٧٩ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِ عليهالسلام حَتّى كَانَ مَا (٦) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (٧) ، ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ اللهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٨) ». (٩)
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٣ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٩ ، ح ١١٦٨.
(٢) في حاشية « ف ، بح » والوافي : « يا أبه ».
(٣) « اشتكيتَ » ، أي مرضتَ ، الشَكْوُ والشَكْوى والشَكاة والشَكا ، كلّه : المَرَضُ ، وكذا الاشتكاء. راجع : لسانالعرب ، ج ١٤ ، ص ٤٣٩ ( شكا ).
(٤) في البصائر : + « هيئة ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٥.
(٦) في « ض ، ف ، و ، بس ، بف » والكافي ، ح ١٢٦٦ : ـ « ما ».
(٧) في مرآة العقول : « النصر ، أي النصرة. والمراد سببها ، أي الملائكة ... « حتّى كان بين السماء » ... بيانٌ لكثرتهم ، أي ملؤما بين السماء والأرض ؛ أو المراد : خيّر بين الأمرين عند ما كانوا بين السماء والأرض ولم ينزلوا بعد ».
(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت وفي المطبوع : « تعالى ».
(٩) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الحسين بن عليّ عليهالسلام ، ح ١٢٦٦. وفي دلائل الإمامة ، ص ٧١ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف. وراجع : اللهوف ، ص ١٠١ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٣.
٤٨ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ(١) وَمَا يَكُونُ ،
وَأَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِمُ الشَّيْءُ(٢) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٣)
٦٨٠ / ١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٤) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :
كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْحِجْرِ ، فَقَالَ : « عَلَيْنَا عَيْنٌ؟ (٥) » فَالْتَفَتْنَا يَمْنَةً وَيَسْرَةً ، فَلَمْ نَرَ أَحَداً ، فَقُلْنَا : لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ ، فَقَالَ : « وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَرَبِّ الْبَنِيَّةِ (٦) ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ مُوسى
__________________
(١) في « ف » : « ما قد كان ».
(٢) في « ب » : « شيء عليهم ». وفي « ض ، ف ، بر » : « شيء ».
(٣) في « بر » : + « أجمعين ».
(٤) كذا في النسخ والمطبوع ، لكن لم يثبت رواية محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر. وما ورد فيالكافي ، ح ٨٣٤٦ ، من رواية الكليني ، عن محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، فقد أورده الشيخ الطوسى في التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٧٦ وفيه : « محمّد بن الحسن » وهو الصواب ، يؤيّد ذلك وقوع « محمّد بن الحسين » في سند الكافي ، في ابتداء السند من دون أن يكون في السند تعليق ؛ لأنّه أوّل خبر مذكور في الباب. وليس محمّد بن الحسين من مشايخ الكليني ، بل يروي عنه الكليني بالتوسّط ، والواسطة في الأكثر هو محمّد بن يحيى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧٩.
والمراد من محمّد بن الحسن في ذاك السند هو الكافي الرازي.
والظاهر في ما نحن فيه أيضاً صحّة « محمّد بن الحسن » ـ كما كان الأمر في الكافي ، ح ٤٤٦ و ٥٤٢ ـ فإنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق ـ وفي بعض النسخ « إبراهيم بن إسحاق » ـ عن عبد الله بن حمّاد.
ثمّ إنّ الصفّار روى عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد في عددٍ من أسناد بصائر الدرجات ، فلاحظ. وروى أيضاً عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري كتاب مقتل الحسين عليهالسلام. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ١٦ ، الرقم ٩.
(٥) قال الجوهري : « العَيْنُ : الديدبانُ والجاسوس ». وقال المجلسي : « علينا عين ، استفهام ، والعين الرقيبوالجاسوس ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ( عين ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩.
(٦) في حاشية « ج » والبحار والبصائر ، ص ١٢٩ : « البيت ». و « البَنِيَّةُ » : الكعبة ، وكانت تدعى بَنِيَّةَ إبراهيم عليهالسلام ؛ لأنّهبناها وكثر قسمهم بربّ هذه البنيّة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٨ ( بنا ).
وَالْخَضِرِ (١) ، لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّي أَعْلَمُ مِنْهُمَا ، وَلَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمَا ؛ لِأَنَّ مُوسى وَالْخَضِرَ عليهماالسلام أُعْطِيَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَلَمْ يُعْطَيَا عِلْمَ مَا يَكُونُ (٢) وَمَا هُوَ كَائِنٌ حَتّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَقَدْ وَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وِرَاثَةً ». (٣)
٦٨١ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ؛ مِنْهُمْ : عَبْدُ الْأَعْلى وَأَبُو عُبَيْدَةَ (٤)
__________________
(١) « الخضر » بفتح الخاء وكسر الضاد هو قراءة أهل العربيّة ، نعم يجوز في العربيّة كسر الخاء وسكون الضاد ، وهو أفصح عند الجوهري ، وتخفيف لكثرة الاستعمال عند الفيّومي. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ؛ المصباح المنير ، ص ١٧٢ ( خضر ). الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ( خضر ).
(٢) يشكل على هذه الرواية بأنّ الخضر عليهالسلام كان عالماً بما يكون أيضاً ؛ حيث أخبر بما يفضي إليه أمر الغلام الذيقتله.
أجاب المجلسي بأنّ المراد جميع ما يكون ، أو المراد به الامور المتعلّقة بما سيكون ومتعلَّق ذلك الأمر كان الغلام الموجود. وقال المحقّق الشعراني : الجواب أنّ الرواية ضعيفة ؛ لأنّ إبراهيم بن إسحاق الأحمر كان ضعيفاً غالياً لا يعبأ به ، ومحمّد بن الحسين في الإسناد مصحَّف ، والظاهر أنّه محمّد بن الحسن الصفّار. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩ ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٩.
(٣) بصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ؛ وفيه ، ص ٢٣٠ ، ح ٣ و ٤ ، بسند آخر ، عن عبد الله بن حمّاد إلى قوله : « ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما » ؛ دلائل الإمامة ، ص ١٣٢ ، بسنده ، عن عبد الله بن حمّاد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٦٩ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠.
(٤) الخبر رواه الصفّار تارةً في بصائر الدرجات ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بنالمغيرة ـ وفي بعض النسخ « الحارث بن المغيرة » وهو الصواب ـ عن ( وخ ل ) عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ( بشر خ ل ) قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام. واخرى في ص ١٢٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدّة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى وعبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي وعبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد الله عليهالسلام يقول. وثالثة في ص ١٢٨ ، ح ٦ ، بسند ثالث عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة وعبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله عليهالسلام يقول.
ولم يرد « أبو عبيدة » في المواضع المذكورة ، كما أنّ « عبد الله بن بشر الخثعمي » غير مذكور في كتب الرجال. بل المذكور في أصحاب الصادق عليهالسلام من رجال الطوسي ، ص ٢٤٣ ، الرقم ٣٣٦٥ هو ، عبيد بن عبد الله بن بشر الخثعمي الكوفي ، وقال بعضهم : عبيدة.
فعليه يحتمل أن يكون الصواب في ما نحن فيه وفي موضعين من البصائر : « عبيد ـ أو عبيدة ـ بن عبد الله بن بشر الخثعمي » ، فتأمّل.
وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ :
سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ ، وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ».
قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً (١) ، فَرَأى أَنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ (٢) ، فَقَالَ : « عَلِمْتُ ذلِكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ (٣) ـ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ (٤) ». (٥)
٦٨٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ (٦) ، أَنَّهُ قَالَ :
كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَفْرِضُ اللهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَيَحْجُبُ (٧) عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ؟
__________________
(١) قال الفيّومي : « الهَنُ ، كناية عن كلّ اسم جنس ، والانثى هَنَةٌ ، ولامها محذوفة. ففي لغة هي هاء فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واو فيصغّر في المؤنّث على هُنَيَّة. والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له ». وجعلها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة ، راجع : المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ) ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤٩.
(٢) في « ف » : « عنه ».
(٣) في « ج » : « تعالى ». وفي « ض » : ـ « عزّ وجلّ ». وفي « ف » : « جلّ وعزّ ». وفي « بف » : « تبارك وتعالى ».
(٤) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٢٨ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن سنان ؛ وفيه ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بن المغيرة ، عن عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ؛ وفيه ، ح ٣ ، بسنده ، عن يونس ، عن عبد الأعلى بن أعين ؛ وفيه ، ص ١٩٧ ، ح ٢ ، بسنده عن عبد الأعلى ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ص ١٢٨ ، ح ٢ ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ... ، ح ١٩٠ ؛ وكتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ ... ، ح ٦١٣ ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٧٠.
(٦) الخبر رواه النعماني في كتابه الغيبة ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وجماعة الصائغ ، هو جماعة بن سعد الجعفي المذكور في الرجال لابن الغضائري ، ص ٤٦ ، الرقم ٢٣ والمذكور في بعض نسخه « الخثعمي » بدل « الجعفي ». فالظاهر وقوع التصحيف في أحد اللقبين : الجعفي والخثعمي.
(٧) في « ب » والبصائر ، ص ١٢٤ ، ح ١ : « ثمّ يحجب ». وفي « ض » : « فيحجب ».
قَالَ : « لَا ، اللهُ أَكْرَمُ وَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ، ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً ». (١)
٦٨٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ ـ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ـ : « عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَتَوَلَّوْنَا (٢) ، وَيَجْعَلُونَا أَئِمَّةً ، وَيَصِفُونَ أَنَّ (٣) طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ (٤) عَلَيْهِمْ كَطَاعَةِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) ، ثُمَّ يَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ ، وَيَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ (٦) بِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ ، فَيَنْقُصُونَا حَقَّنَا (٧) ، وَيَعِيبُونَ ذلِكَ عَلى مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ؛ أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة بن سعد الخثعمي. الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ ، بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٢٥ ـ ١٢٦ ، ح ٥ و ٦ ، بسند آخر من قوله : « الله أكرم وأرحم » مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧١.
(٢) في « ف ، بح » : « يتوالونا ». وفي البصائر : « يتولّوننا ويجعلوننا ». قال في النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « وهناكلغة تحذف نون الرفع ـ أي نون الأفعال الخمسة ـ في غير ما سبق وبها جاء الحديث الشريف « لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ... » وليس من السائغ اتّباع هذه اللغة في عصرنا ولا محاكاتها ، وإنّما ذكرناها لنفهم ما ورد بها في النصوص القديمة ». وعليه فلا بأس بحذف النون بدون الإدغام وله نظائر كثيرة فيما مرّ وما يأتي.
(٣) في « ف » والبصائر : « بأنّ ».
(٤) في حاشية « بر » : « مفروضة ».
(٥) في البصائر : « عليهم مفترضة كطاعة الله ».
(٦) « يَخْصِمُونَ أنفسهم » ، أي يغلبونها في الخصومة ، والخُصومة مصدر خَصَمْتُه إذا غلبته في الخصام. ويقالأيضاً : خاصَمَه خِصاماً ومخاصمة فخَصَمه يَخْصِمه خصماً ، أي غلبه بالحجّة. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٨٠ و ١٨٢ ( خصم ).
وقال في المرآة : « ثمّ يكسرون حجّتهم ، أي على المخالفين ؛ لأنّ حجّتهم على المخالفين أنّ إمامهم يعلم مالايعلم إمامهم ، ولابدّ أن يكون الإمام كاملاً في العلم ، وإمام المخالفين ناقص جاهل ؛ فإذا اعترفوا في إمامهم أيضاً بالجهل كسروا وأبطلوا حجّتهم وخصموا أنفسهم ، أي قالوا بشيء إن تمسّك به المخالفون غلبوا عليهم ، فإنّ لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنا وإمامكم ». مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣١.
(٧) « فينقصونا حقّنا » ، إمّا مأخوذ من النقص المتعدّي إلى مفعولين ، أو « حقّنا » بدل من الضمير.
وَتَعَالى ـ افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى عِبَادِهِ ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ (١) الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ؟ ».
فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهمالسلام ، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ (٢) الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَقَضَاهُ ، وَأَمْضَاهُ ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ (٣) ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهمالسلام ، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ (٤) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ ، سَأَلُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ (٥) فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ (٦) الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ (٧) مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ (٨) ، وَمَا كَانَ ذلِكَ
__________________
(١) « المَوادّ » : جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ( مدد ).
(٢) في البصائر : « قبل ».
(٣) في « ج » وحاشية « بح » : « الاختبار ». وفي الكافي ح ٧٤٤ والبصائر : ـ « على سبيل الاختيار ».
(٤) في « ب ، بس » : ـ « أمر ».
(٥) « ألحّوا عليه » ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه. يقال : ألحّ على الشيء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٦ ( لحح ).
(٦) في « ب ، بح » : « تلك ».
(٧) قال الجوهري : « السِلْكُ : الخيط ». وقال ابن منظور : « السِلْكَة : الخيط الذي يُخاط به الثوب ، وجمعه سِلْكٌوأسْلاكٌ وسُلُوكٌ ، كلاهما جمع الجمع ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩١ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٤٣ ( سلك ).
(٨) « فتبدّد » ، أي تفرّق ، يقال : بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدّاً : فرّقه. والتبديد : التفريق ، يقال : شملٌ مُبدَّدٌ ، وتبدّد الشيء ، أي تفرّق. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ( بدد ).
الَّذِي أَصَابَهُمْ (١) ـ يَا حُمْرَانُ ـ لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ (٢) ، وَلَالِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللهَ فِيهَا ، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ أَرَادَ (٣) أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ (٤) ».(٥)
٦٨٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ (٦) : يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : « قُلْ كَذَا وَكَذَا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْحَلَالُ وَهذَا (٧) الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ ، وَهذَا هُوَ الْكَلَامُ ، فَقَالَ لِي : « وَيْكَ (٨) يَا هِشَامُ ، لَايَحْتَجُّ اللهُ (٩) ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ لَايَكُونُ عِنْدَهُ كُلُّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ». (١٠)
٦٨٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
__________________
(١) في البصائر : + « من ذلك ».
(٢) « اقترفوه » ، أي عملوه واكتسبوه ، يقال : قَرَفَ الذنبَ وغيره يَقْرِفه قَرْفاً واقترفه ، أي اكتسبه ، والاقتراف : الاكتساب ، واقترف ذنباً ، أي أتاه وفعله. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٨٠ ( قرف ).
(٣) في الوافي : + « الله ».
(٤) في « ض » : « بهم ».
(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام لم يفعلوا شيئاً ... ، ح ٧٤٤ من قوله : « فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت ما كان من » إلى قوله : « وبعلمٍ صَمت مَن صَمَتَ منّا ». بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٢ ، ح ١١٧٤.
(٦) في « ج » : « فأقول ».
(٧) في « ض ، بح ، بس » : ـ « هذا ».
(٨) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : ـ « ويك ». وفي الوافي : « ويسك » ، وقال فيه : « ويس ، كلمة تستعمل فيموضع رأفة واستملاح ، وليست هذه الكلمة في بعض النسخ ». وفي البصائر والأمالي : « وتشكّ ».
(٩) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والمرآة والبصائر والأمالي : « يحتجّ الله » بدون « لا ». وقال في الوافي والمرآة : « يحتجّ الله » استفهام إنكار.
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ١٢٣ ، ح ٣ ، عن إبراهيم بن هاشم وفيه : « ... فقال لي : وتشكّ يا هشام ، من شكّ أنّ الله يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله ». الأمالي للطوسي ، ص ٤٦ ، المجلس ٢ ، ح ٢٤ ، بسنده عن هشام بن الحكم الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٣.
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَكُونُ عَالِمٌ (١) جَاهِلاً أَبَداً : عَالِماً بِشَيْءٍ ، جَاهِلاً بِشَيْءٍ ». ثُمَّ قَالَ : « اللهُ أَجَلُّ وَأَعَزُّ (٢) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ يَحْجُبُ (٣) عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ » ، ثُمَّ قَالَ : « لَا يَحْجُبُ ذلِكَ عَنْهُ (٤) ». (٥)
٤٩ ـ بَابُ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلاَّ أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام وَأَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ عليهماالسلام
٦٨٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليهالسلام أَتى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِحْدَاهُمَا ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَكَلَ نِصْفاً ، وَأَطْعَمَ عَلِيّاً عليهالسلام نِصْفاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (٦) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا أَخِي ، هَلْ تَدْرِي مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَمَّا الْأُولى فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَالْعِلْمُ ، أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ (٧) ».
فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ كَانَ يَكُونُ شَرِيكَهُ فِيهِ؟ قَالَ : « لَمْ يُعَلِّمِ (٨) اللهُ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) قال في المرآة : « لايكون عالمٌ ، أي من وصفه الله في كتابه بالعلم ، أو عالم افترض الله على الناس طاعته ، أو منيستحقّ أن يسمّى عالماً. والأوسط أظهر ؛ بقرينة آخر الخبر ». وحمله المازندراني على الإمام المفترض الطاعة ؛ والفيض على العالم على الحقيقة.
(٢) في « ب » : « الله أعزّ وأجلّ وأعظم وأكرم ». وفي حاشية « بر » : + « وأعظم ». وفي حاشية « بس » : « الله أعظموأكرم ».
(٣) في « بح » : « يحتجب ».
(٤) في « ف » : « عنه ذلك ».
(٥) بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ... قال : سمعت أباعبدالله الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٢.
(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٢٩٣. وفي المطبوع : ـ « له ».
(٧) في « ف » : + « قال ».
(٨) في « ب » والبصائر ، ص ٢٩٢ : « لا يعلم ».
عِلْماً إِلاَّ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ عَلِيّاً عليهالسلام ». (١)
٦٨٧ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا ، فَأَكَلَ وَاحِدَةً ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطى عَلِيّاً عليهالسلام نِصْفَهَا ، فَأَكَلَهَا ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَمَّا الرُّمَّانَةُ الْأُولَى الَّتِي أَكَلْتُهَا فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْءٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَهُوَ الْعِلْمُ ، فَأَنْتَ (٢) شَرِيكِي فِيهِ ». (٣)
٦٨٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام عَلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام ، فَقَالَ : مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ اللَّتَانِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ : أَمَّا هذِهِ فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ، وَأَمَّا هذِهِ فَالْعِلْمُ ، ثُمَّ فَلَقَهَا (٤) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم نِصْفَهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ ، وَأَنَا شَرِيكُكَ فِيهِ ».
قَالَ : « فَلَمْ يَعْلَمْ (٥) وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ وَقَدْ عَلَّمَهُ عَلِيّاً عليهالسلام ، ثُمَّ انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَيْنَا ».
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٢٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن ... ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، ... عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليهالسلام. وفيه أيضاً ، ص ٢٩٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٥.
(٢) في حاشية « ج » : « وأنت ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٢٩٣ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ؛ وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن اذينة ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٦ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ١٧.
(٤) « فَلَقَها » ، أي شقّها. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٤٤ ( فلق ).
(٥) في « بف » : « فلم يعلّم » بالتشديد.
ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِهِ. (١)
٥٠ ـ بَابُ جِهَاتِ عُلُومِ الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام
٦٨٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ السَّائِيِّ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَبْلَغُ عِلْمِنَا عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ : مَاضٍ ، وَغَابِرٍ (٢) ، وَحَادِثٍ ؛ فَأَمَّا (٣) الْمَاضِي ، فَمُفَسَّرٌ (٤) ؛ وَأَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَزْبُورٌ (٥) ؛ وَأَمَّا الْحَادِثُ ، فَقَذْفٌ (٦) فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ (٧) فِي الْأَسْمَاعِ وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا ، وَلَانَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا (٨) ». (٩)
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ٢٩٥ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٧٩ ، عن محمّد بن عبد الحميد الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٥ ، ح ١١٧٧.
(٢) قال الجوهري : « غَبَرَ الشيءُ يَغْبُرُ أي بقي ، والغابِر : الباقي ، والغابِر : الماضي ، وهو من الأضداد ». والمرادهنا : الأوّل بقرينة مقابلته بالماضي ، يعني ما تعلّق بالامور الآتية. وأمّا المازندراني فقال : « المراد به هنا الثاني ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٤ ( غبر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٣ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٦.
(٣) في « بح » ودلائل الإمامة : « وأمّا ».
(٤) في حاشية « ف » : « ففسّر ». وفي دلائل الإمامة : « فتفسيرٌ ».
(٥) « المَزْبُور » ، أي المكتوب بالإتقان. يقال : زَبَرتُ الكتابَ أزْبُرُه ، إذا أتقنتَ كتابته. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ( زبر ).
(٦) « القَذْفُ » : الرمي بقوّة. يقال : قَذَفَ في قلوبكم ، أي ألقى فيه وأوقع. والمراد هنا : من طريق الإلهام. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩ ( قذف ).
(٧) « النَقْر » : الضرب والإصابة. يقال : نَقَرَهُ يَنْقُرُهُ نَقْراً : ضربه. ويقال : رَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَرَهُ ، أي أصابه ولم يُنْفِذْه. والمراد منه تحديث الملك. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ و ٢٣٠ ( نقر ).
(٨) قوله عليهالسلام : « ولا نبيّ بعد نبيّنا » دفع توهّم من يتوهّم أنّ كلّ من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبيّ ، وذلك لأنّ الفرق بين النبيّ والمُحدَّث إنّما هو برؤية الملك وعدم رؤيته ، لا السماع منه. راجع : الشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٤ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ؛ وفيه ، ص ٣١٨ ، ح ١ ، بسنده عن
٦٩٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسى (١) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ ، قَالَ : « وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَمِنْ عَلِيٍّ عليهالسلام ».
قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ (٢) ، وَيُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ (٣)؟ قَالَ :
__________________
محمّد بن إسماعيل ... ، عن الصادق عليهالسلام. الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩١٠ ، بثلاث طرق ، مع زيادة في أوّله وآخره. دلائل الإمامة ، ص ٢٨٦ ، وفيه : « قال عليّ بن محمّد السمري : كتبت إليه أسأله عمّا عندك من العلوم ، فوقّع : عِلمنا على ... » الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٨ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥١ ؛ وج ٧٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧.
(١) لم نجد في هذه الطبقة : من يسمّى بعليّ بن موسى. والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان. وهذا السند محرّف ، والصواب فيه : أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب وعليّ بن إسماعيل ؛ فقد وردت رواية أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب في مواضع من بصائر الدرجات ـ انظر على سبيل المثال ، ص ٤٠ ، ح ١١ ؛ وص ٤٥ ، ح ٧ ؛ وص ٦١ ، ح ٣ ؛ وص ٧٨ ، ح ٧ ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ؛ وص ٢٠٦ ، ح ١٠ ؛ وص ٢١٢ ، ح ٢ ـ كما وردت رواية أحمد بن موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ، في بصائر الدرجات ، ص ١٥٥ ، ح ١٢ ؛ وص ٣٨٤ ، ح ٤ ـ وهذا الخبر رواه الكليني في الكافي ، ح ٦٩٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليّ بن إسماعيل ـ وص ٤٢٥ ، ح ١٠ ، وفيه : « حدّثنا موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ». لكن في بعض النسخ المعتبره : « حدّثنا أحمد بن موسى ».
هذا ، وأحمد بن موسى هو أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري ، وكان محمّد بن يحيى العطّار أخصّ أصحابه به. راجع : رجال النجاشي ، ص ٨٨ ، الرقم ٢١٥ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٦١ ، ح ٦٧.
ثمّ إنّ تصحيف إسماعيل بموسى بعد حذف الألف من إسماعيل ، كما كان هذا الأمر مرسوماً في الخطوط القديمة ، ليس ببعيد.
(٢) في « ألف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ض ، بح » والبصائر ، ح ٣ وح ٥ : « قلوبهم ».
(٣) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ض ، بح ، بس » والبصائر ، ح ٣ و ٥ : « آذانهم ». و « يُنْكَتُ في آذانهم » ، أي يُضْرَبُ فيها ، من النّكْت ، وهو أن تَنْكُتَ الأرضَ بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ( نكت ).
« أَوْ ذَاكَ (١) ». (٢)
٦٩١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام : رُوِّينَا (٣) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ (٤) ، وَمَزْبُورٌ ، وَنَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ » ، فَقَالَ : « أَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا ؛ وَأَمَّا الْمَزْبُورُ ، فَمَا يَأْتِينَا ؛ وَأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ ، فَإِلْهَامٌ ؛ وَأَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ ، فَأَمْرُ (٥) الْمَلَكِ ». (٦)
٥١ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لَأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ
٦٩٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
__________________
(١) في « ج ، ف » : « أوَ » بأن تكون الهمزة للاستفهام. وفي البصائر ، ح ٣ و ٥ : « قال : ذاك وذاك ». وقوله : « أو ذاك » ، أي علمنا إمّا وراثة ، أو ذاك الذي ذكرت ؛ أو يكون « أو » بمعنى بل ، ردّاً لإنكاره ، أي بل ذاك ، أي الوراثة واقع ألبتّة ؛ أو يكون الألف للاستفهام ، أي أوَيكون ذلك ، على الإنكار للمصلحة ، والأوّل أظهر. ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، أو ذاك وذاك ، فسقط الأوّل من النسّاخ. راجع : مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.
(٢) بصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ، ح ٣ و ٥ ، بسندهما عن صفوان ، عن الحارث بن المغيرة ؛ وفيه ، ص ٣٢٨ ، ح ٩ ، بسنده عن الحارث بن المغيرة. وفيه أيضاً ، ص ٣٢٦ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٣٢٧ ، ح ٨ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٧ ، ح ١١٨٠.
(٣) في « ف » : « إنّا روّينا ». وفي مرآة العقول : « روينا ، على المعلوم من باب ضرب ، أو المجهول من هذا الباب ، أوباب التفعيل. وعلى الأخير أكثر المحدّثين ». وفي الصحاح : « روّيته الشعر تروية ، أي حملته على روايته ، وأرويته أيضاً ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٦٤ ( روى ).
(٤) راجع ما تقدّم من شرح اللغات ذيل الحديث الأوّل والثاني من هذا الباب. والغابر هاهنا بمعنى الماضي كما في الوافي ؛ ومرآة العقول.
(٥) في البصائر : « فإنّه من » بدل « فأمر ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣١٨ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن الفضيل ، أو عمّن رواه عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً مع زيادة واختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٩.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ (١) ، لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ (٢) ». (٣)
٦٩٣ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ عليهالسلام مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ (٥) وَبَلَايَاهُمْ (٦)؟
قَالَ (٧) : فَأَجَابَنِي ـ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ـ : « مِمَّنْ (٨) ذلِكَ (٩) إِلاَّ مِنْهُمْ (١٠)؟! ».
فَقُلْتُ (١١) : مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : « ذلِكَ (١٢) بَابٌ أُغْلِقَ إِلاَّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ـ فَتَحَ مِنْهُ
__________________
(١) « الأوكية » : جمع الوِكاء ، وهو الخيط الذي تُشَدّ به الصرّة والكيس وغيرها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٢ ( وكي ).
(٢) في المحاسن والبصائر ، ح ١ و ٢ و ٣ : ـ « وعليه ».
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٤٢٣ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفي المحاسن ، ص ٢٥٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٢٢ ، ح ١ ، بسندهما عن عبد الواحد بن المختار ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٢٣ ، ح ٣ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن ضريس ، عن عبد الواحد بن المختار. وفي الغيبة للنعماني ، ص ٣٧ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٩٧ ، المجلس ٧ ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام مع زيادة واختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٨٩.
(٤) روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان كُتُبَه ، وتكرّر هذا الارتباط فيكثيرٍ من الأسناد. فالمراد بهذا الإسناد : عدّة من أصحابنا المذكور في صدر السند السابق. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٥٥٩.
(٥) « المَنايا » : جمع المَنيَّة ، وهي الموت ؛ من المَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص ، والمراد آجالهم. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).
(٦) « البلايا » : جمع البَليَّة ، وهي اسم من أبلاه وابتلاه ابتلاءً بمعنى امتحنه ، وكذلك البلاء والبَلْوى. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٢ ( بلو ).
(٧) في « ب » والبصائر ، ص ٢٦١ : ـ « قال ».
(٨) في « ج » وحاشية « بر ، بف » والبصائر ، ص ٢٦٠ وص ٢٦١ : « ممّ ».
(٩) في « ألف ، بح ، بس » : + « الأمر ». وفي « بر » والبصائر ، ص ٢٦١ : « ذاك ».
(١٠) في « ف ، بف » : « منه ». وقوله « ممّن ذلك إلاّمنهم » ذلك مبتدأ ، ممّن خبره ، أي لم يكن ذلك إلاّمنهم.
(١١) في الوافي : « قلت ».
(١٢) في « بف » والوافي : « ذاك ».
شَيْئاً يَسِيراً » ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ أُولئِكَ كَانَتْ (١) عَلى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ». (٢)
٥٢ ـ بَابُ التَّفْوِيضِ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَإِلَى الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام فِي أَمْرِ الدِّينِ
٦٩٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَدَّبَ (٣) نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ، فَقَالَ : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٤) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٥) ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) ». (٦)
قَالَ (٧) : ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ فَوَّضَ إِلى عَلِيٍّ وَائْتَمَنَهُ ، فَسَلَّمْتُمْ وَجَحَدَ (٨) النَّاسُ ؛ فَوَ اللهِ لَنُحِبُّكُمْ (٩) أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا ، وَأَنْ (١٠) تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا ، وَنَحْنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ مَا جَعَلَ اللهُ لِأَحَدٍ خَيْراً فِي خِلَافِ أَمْرِنَا ». (١١)
__________________
(١) في « ج ، بح ، بس » : « كان ».
(٢) بصائر الدرجات ، ص ٢٦٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٢٦١ ، ح ٢ و ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٩٠.
(٣) تقول : أدَبْته من باب ضرب ، أي علّمته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق ، والأدب : اسم يقع على كلّ رياضة محمودة يتخرّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل ، وأدّبته تأديباً مبالغة وتكثير. راجع : المصباح المنير ، ص ٩ ( أدب ).
(٤) القلم (٦٨) : ٤.
(٥) الحشر (٥٩) : ٧.
(٦) النساء (٤) : ٨٠.
(٧) في « بس » والبحار والبصائر ، ص ٣٨٥ : ـ « قال ».
(٨) في « ف » : « فجحد ».
(٩) في « ف » : « لنحبّنّكم ». وفي المحاسن : « فبحسبكم ». وفي البصائر ، ص ٣٨٤ : « لحسبكم ».
(١٠) في البحار والمحاسن والبصائر ، ص ٣٨٤ ، وفضائل الشيعة : ـ « أن ».
(١١) بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل. المحاسن ، ص ١٦٢ ، كتاب الصفوة ،