أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (١) عليهالسلام ، قَالَ : « زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللهِ » (٢).
٩٨ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليهالسلام خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ :
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتُحَدِّتُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ ؛ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا ؛ فَتَظْلِمُوهُمْ (٣) » (٤).
١١ ـ بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (٥)
٩٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِاللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ (٧) ، قَالَ :
__________________
قوله : « بهذا الإسناد ».
(١) في شرح صدر المتألّهين : « عن أبي عبدالله ».
(٢) تحف العقول ، ص ٣٦٤ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٤.
(٣) في حاشية « ج ، بح » : « فتظلمهم ».
(٤) الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٧ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦٠ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف. تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٦.
(٥) لم يرد في نسخة « بف » الحديث ٩٨ وعنوان هذا الباب.
(٦) في الوسائل : ـ « وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ».
(٧) في الخصال والوسائل وشرح صدر المتألّهين والوافي : « مَزْيَد ». وفي « بس » : « مَزْبَد ». ويحتمل أن يكون مفضّل هذا هو ابن « مزيد » أو « مرثد » المذكور في كتب الرجال. انظر : رجال البرقي ، ص ٢٩ ، ورجال الطوسي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٣٠٢٢ وقسهما مع رجال البرقي ، ص ٣٤ ، ورجال الطوسي ، ص ١٤٦ ، الرقم ١٦٠٦. ويحتمل أيضاً أن يكون مفضّل هو مفضّل بن يزيد الكوفي المذكور في رجال الطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٥٣٨.
قَالَ لِي (١) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ ، فِيهِمَا هُلْكُ (٢) الرِّجَالِ : أَنْهَاكَ أَنْ تَدِينَ اللهَ (٣) بِالْبَاطِلِ ، وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَاتَعْلَمُ » (٤).
١٠٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ ؛ فَفِيهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ : إِيَّاكَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ ، أَوْ (٥) تَدِينَ بِمَا لَاتَعْلَمُ (٦) » (٧).
١٠١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى (٨) ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ » (٩).
__________________
(١) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : ـ « لي ».
(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بج ، بح ، بس ، بف ، جه » والوافي والوسائل والمحاسن والخصال. وفي بعض النسخ والمطبوع : « هلاك ».
(٣) « تدين الله » ، أي تطيعه ، من الدِين بمعنى الطاعة. والمعنى : أنهاك أن تتّخذ الباطل ديناً بينك وبين الله ، وتعبد به الله تعالى. انظر : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ( دين ).
(٤) الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٥ بسنده عن محمّد بن يحيى. المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٤ ، بسنده عن عليّ بن الحكم الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١١٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠١.
(٥) كذا. والمناسب هو الواو كما في المحاسن.
(٦) في حاشية « بر » : « لم تعلم ».
(٧) الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفي المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٥ و ٥٦ ، بسنده عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١ ، ح ٣٣١٠٢.
(٨) في الكافي ، ح ١٤٦٠٥ والتهذيب والمحاسن والوافي : + « من الله ».
(٩) الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أنّ المفتي ضامن ، ح ١٤٦٠٥. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣١ ، عن أحمد بن محمّد ؛ المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفي المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٨ و ٥٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٥٦ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠٠ ؛ وص ٢٢٠ ح ٣٣٦٣٨.
١٠٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا ، وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا : اللهُ أَعْلَمُ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْتَزِ عُ (١) الْآيَةَ (٢) مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا (٣) أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (٤) » (٥).
١٠٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (٦) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لِلْعَالِمِ ـ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ لَايَعْلَمُهُ ـ أَنْ يَقُولَ : اللهُ
__________________
(١) « لينتزع » : من الانتزاع ، بمعنى الاقتلاع ، يقال : انتزعت الشيء فانتزع ، أي اقتلعته فاقتلع ، لازم ومتعدٍّ ، وانتزاع الآية ، استخراجها. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٩ ( نزع ).
(٢) في « ف ، بس » والمحاسن : « بالآية ». وفي حاشية « بر » : « بآية ».
(٣) « يخرّ فيها » : حال عن فاعل ينتزع ، أو خبر بعد خبر ، من الخرور بمعنى السقوط من العلو. والمعنى : يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطاً على ما هو بعيد عن المراد ، بينهما أبعد ما بين السماء والأرض. وفي « و » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « يحرّفها » ، من التحريف. قال الداماد : « فكأنّه تحريف يخترقها » ونسبه الفيض إلى التصحيف ، وصحّحه المازندراني. وفي حاشية « ب ، ج » : « يخرّقها ». وفي حاشية : « ب ، بس » : « يجرّفها ». ونقل المازندراني قراءة : « يخترقها » بمعنى قطع الأرض على غير الطريق. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٩٠ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٣٤ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣٧ ، الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ( خرر ).
(٤) في « بح ، بس ، بف » : ـ « والأرض ». وفي المحاسن : « أبعد من السماء ».
(٥) المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٢. وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣ ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام. راجع : الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧ الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢ ، ح ٣٣١٠٤.
(٦) في حاشية « و » : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ومحمّد بن إسماعيل ». فيكون في السندتحويل ، كما لايخفى.
أَعْلَمُ ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ » (١).
١٠٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَايَعْلَمُ ، فَلْيَقُلْ : لَا أَدْرِي ، وَلَا يَقُلْ : اللهُ أَعْلَمُ ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً ، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ : لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ » (٣).
١٠٥ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام : مَا حَقُّ اللهِ (٤) عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَقِفُوا
__________________
(١) المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام. تحف العقول ، ص ٢٩٧. راجع : الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧ الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٣.
(٢) الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن ، ص ٢٠٦ ، ح ٦٣ ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عنحريز بن عبدالله عن الهيثم عن محمّد بن مسلم.
والظاهر أنّ كلاًّ من سندي الكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سند الكافي ، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابه المحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين مورداً ، كلّها مع الواسطة إلاّ ما ورد في ص ٣ ، ح ٢ ؛ وص ٢٠٣ ، ح ٤٧ ؛ وص ٢٥٩ ، ح ٣٠٨ ؛ وص ٤٢٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ٥٥٥ ، ح ٩٠٨ ؛ وص ٢٤٣ ، ح ١٦٩ ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة.
وأمّا سند المحاسن ، فالظاهر زيادة « عن الهيثم » ، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم ـ مع الفحص الأكيد ـ في غير هذا المورد. هذا ، مضافاً إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبدالله وشيخه محمّد بن مسلم ـ وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّاً ـ بعيد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، وص ٤٩٥.
(٣) المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٣. راجع : المحاسن ، ص ٩ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٦ ؛ وص ٢٠٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٦ ؛ والخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٥ الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٤.
(٤) في التوحيد : « ما حجّة الله ».
عِنْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ » (١).
١٠٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ (٢) ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ (٣) بْنِ عَبْدِ اللهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَصَّ (٤) عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ (٥) مِنْ كِتَابِهِ : أَنْ لَايَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا ، وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ (٦) عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (٧) وَقَالَ : ( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (٨) (٩).
__________________
(١) الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛ التوحيد ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٧ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد البصري ؛ المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٣ ، بسنده عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع زيادة في آخره. وفي الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ١٢٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣ ، ح ٣٣١٠٨ و ٣٣١٠٩ ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٧.
(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « [ بن عبدالرحمن ] ». والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هويونس بن يعقوب ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن ، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٥١٢ ، الرقم ٨١٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق في الأمالي ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله.
(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « أبي يعقوب وإسحاق ». والظاهر عدم صحّتها ؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.
(٤) في حاشية « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « حضّ » ، أي حثّ. واحتمله المازندراني في شرحه.
(٥) احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص ١٦٨ كون « آيتين » تصحيفاً لـ « اثنين » ، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله. وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥١.
(٦) في « بس ، بف » : + « الله ».
(٧) الأعراف (٧) : ١٦٩.
(٨) يونس (١٠) : ٣٩.
(٩) الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. بصائر الدرجات ، ص ٥٣٧ ، ح ٢ ، بسنده عن يونس. وفي تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٩٨ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الكاظم عليهالسلام ؛
١٠٧ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ (١) ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ :
مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ عَنْ (٢) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام إِلاَّ كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ (٣) قَلْبِي ، قَالَ :
« حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا كَذَبَ (٤) أَبُوهُ عَلى جَدِّهِ ، وَلَا جَدُّهُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ (٥) ـ وَهُوَ لَايَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ ـ فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ » (٦).
١٢ ـ بَابُ مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ
١٠٨ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْعَامِلُ عَلى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ ،
__________________
وفيه ، ص ٣٦ ، ح ٩٩ ، عن إسحاق ، عن الصادق عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ١٢٢ ، ح ٢١ ، عن أبي السفاتج ، عن الصادق عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ١٢٣ ، ح ٢٢ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الصادق عليهالسلام الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٥.
(١) في الأمالي : ـ « عمّن حدّثه ».
(٢) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس » والمحاسن والأمالي : « من ».
(٣) في حاشية « بر » : « ينصدع ». وفي الوافي : « ينصدع ( يتصدّع ـ خ ) ».
(٤) في الأمالي : + « على أبيه ولا كذب ».
(٥) في « ج » والمحاسن والأمالي والوافي : ـ « بغير علم ». وفي « بف » : ـ « الناس بغير علم ».
(٦) الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ١٣٠ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٩ ، ح ٧٩.
لَا يَزِيدُهُ (١) سُرْعَةُ (٢) السَّيْرِ إِلاَّ بُعْداً » (٣).
١٠٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ (٤) ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلاً إِلاَّ بِمَعْرِفَةٍ ، وَلَا مَعْرِفَةً (٥) إِلاَّ بِعَمَلٍ ؛ فَمَنْ عَرَفَ ، دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ، فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ ، أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ » (٦).
١١٠ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
__________________
(١) في « بح » والوافي : « لاتزيده ». وفي « ف » : « فلا يزيده ».
(٢) في حاشية « ج ، ض ، و ، بح ، بف » : « كثرة ».
(٣) المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٨٦٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان وعبدالله بن المغيرة. الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ١١ ، بسند آخر الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١٠.
(٤) هكذا في « ب ، ج ، بس » وحاشية « ض ، بح » وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسين الصيقل ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر في المحاسن ، ص ١٩٨ ، ح ٢٥ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل ، والصدوق أيضاً أورده في الأمالي ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل. ووردت رواية [ عبدالله ] بن مسكان عن الحسن [ بن زياد ] الصيقل في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥١٥ ـ ٥١٦ ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ ـ ٣٩٧.
لايقال : إنّ الشيخ الطوسي ذكر الحسين بن زياد الصيقل في رجاله ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ ، كما ذكر الحسن بن زياد في ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥٦ ، فيحتمل صحّة نسخة « حسين » أو « الحسين » ، في ما نحن فيه.
فإنّه يقال : قد ورد في بعض النسخ المعتبرة من رجال الشيخ « الحسن » بدل « الحسين » ، كما أُشير إلى وجود هذه النسخة في حاشية النسخة المطبوعة ، أيضاً.
(٥) « لا معرفة » منصوبة عطفاً على « عملاً » و « لا » لتأكيد النفي ، أو مبنيّة على الفتح اسم « لا » لنفي الجنس عطفاً على « لايقبل ». انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٨.
(٦) الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥ ، بسنده عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠١ ، ح ١٣٦.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ عَمِلَ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ » (٢).
١٣ ـ بَابُ اسْتِعْمَالِ الْعِلْمِ
١١١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ : « الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ (٣) بِعِلْمِهِ ، فَهذَا نَاجٍ ، وَ (٤) عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهذَا هَالِكٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ (٥) الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ ، وَإِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَحَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ ، فَأَطَاعَ اللهَ ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَأَدْخَلَ الدَّاعِيَ (٦) النَّارَ بِتَرْكِهِ (٧) عِلْمَهُ (٨) ، وَاتِّبَاعِهِ الْهَوى (٩) ، وَطُولِ الْأَمَلِ ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيَصُدُّ (١٠) عَنِ الْحَقِّ ، وَطُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي (١١) الْآخِرَةَ » (١٢).
__________________
(١) في المحاسن : + « عن آبائه عليهمالسلام ».
(٢) المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن علي بن فضّال. تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٢.
(٣) في كتاب سليم : « عمل ».
(٤) في الخصال : « ورجل ».
(٥) في « بف » : « عن ريح ». وفي الخصال : « بريح ». وفي كتاب سليم : « من نتن ريح ».
(٦) في « بف » : + « إلى ».
(٧) في « ب ، بف » والوافي : « بترك ».
(٨) في « بس » وحاشية « ب ، ض ، ف ، و » : « عمله ».
(٩) في الخصال بدل « واتّباعه الهوى » هكذا : « ثمّ قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتين : اتّباع الهوى ».
(١٠) في « ف » : « فيعدل ». وفي « بح » : « فيضلّ ».
(١١) في كتاب سليم : « وأمّا طول الأمل فينسي ».
(١٢) كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة. الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٣ ، بسنده عن محمّد بن
١١٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَى الْعَمَلِ (١) ؛ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ (٢) ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ (٣) ، فَإِنْ أَجَابَهُ ، وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ » (٤).
١١٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (٥) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ، زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا (٦) » (٧).
١١٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهالسلام ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهالسلام : « مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : لَاتَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَاتَعْلَمُونَ (٨) وَلَمَّا تَعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ ، لَمْ يَزْدَدْ صَاحِبُهُ إِلاَّ كُفْراً ، وَلَمْ يَزْدَدْ
__________________
يحيى العطّار. راجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٣٦ ؛ والخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٤ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٨٣ ، الخطبة ٤٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ، وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٨٣ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٣٧.
(١) في نهج البلاغة : « بالعمل ».
(٢) في نهج البلاغة : ـ « ومن عمل علم ».
(٣) « يهتف بالعمل » ، أي يصيح به ويدعوه ، من الهتف وهو الصوت الشديد. انظر : المغرب ، ص ٤٩ ( هتف ).
(٤) نهج البلاغة ، ص ٥٣٩ ، الحكمة ٣٦٦ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٣٨.
(٥) في « ألف ، بر » : « القاشاني ».
(٦) « الصفا » : جمع الصفاة ، وهي الصخرة والحجر الأملس ، أي غير الخشن ، أو الحجر الصلد الضخم الذي لاينبت شيئاً. انظر : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٦٤ ( صفو ).
(٧) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٣٩.
(٨) في حاشية « بف » : « علماً لاتعلمون ».
مِنَ اللهِ إِلاَّ بُعْداً » (١).
١١٥ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأَثْبِتْ لَهُ (٢) الشَّهَادَةَ (٣) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ (٤) » (٥).
١١٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام فِي كَلَامٍ لَهُ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ؛ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِهِ (٦) كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَايَسْتَفِيقُ (٧) عَنْ جَهْلِهِ ، بَلْ قَدْ رَأَيْتُ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالْحَسْرَةَ
__________________
(١) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩. وفيه : « حدّثني أبي عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه ، قال : جاء رجلٌ ... » الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٤٠.
(٢) في « ألف » وحاشية « ض » : « فإنّما ثبت له ». وفي « ب ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : « فأبثّ له » أي فأنا أبثّ له الشهادة وأنشرها بين الناس بأنّه ناج. وفي المرآة : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المضارع المعلوم وبصيغة الأمر وبصيغة الماضي المعلوم ... وفي بعضها [ أي النسخ ] : فإنّما بثّ ». وفي : « ج ، ف ، بع » وحاشية « بس » : « فإنّما ثابت له ». وفي « و ، بر » : « فإنّما له ». وفي شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٢ : « وأثبت من الإثبات ، إمّا أمر ، أو ماضٍ معلوم ، أو ماض مجهول ، أو متكلّم ... وفي بعضها [ أي النسخ ] فأبتّ له ... ويحتمل أن يقرأ فأتت ... ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٤٥ : « في بعض النسخ « فأبَتَّ له » بالباء الموحّدة قبل المنقوطة بنقطتين من البتّ » ، بمعنى القطع. وكذا في المرآة عن بعض النسخ.
(٣) في الكافي ، ح ٢٩٣٠ والمحاسن : + « بالنجاة ». وفي الأمالي : « فهو ناج » بدل « فأثبت له الشهادة ».
(٤) أي إيمانه غير مستقرّ وغير مثبت في قلبه ، بل يزول بأدنى شبهة ؛ فهو كالوديعة عنده يؤخذ عنه ، وهو في مشيّة الله ، إن شاء تمّمه وإن شاء أخذه. انظر شروح الكافي.
(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في علامة المُعار ، ح ٢٩٣٠. وفي المحاسن ، ص ٢٥٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، وفيهما مع زيادة في أوّله. الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سنان الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٤١.
(٦) في حاشية « بف » : « بغير بصيرة ».
(٧) الاستفاقة : استفعال من أفاق ، بمعنى رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه ، والمراد ، الخلاص
أَدْوَمُ (١) عَلى هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ (٢) عِلْمِهِ مِنْهَا (٣) عَلى هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَيِّرِ فِي جَهْلِهِ ، وَكِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ (٤) ، لَاتَرْتَابُوا (٥) فَتَشُكُّوا ، وَلَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ، وَلَا تُرَخِّصُوا (٦) لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا ، وَلَا تُدْهِنُوا فِي (٧) الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا ، وَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا ، وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا (٨) ، وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ ، وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ (٩) ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يَخِبْ (١٠) وَيَنْدَمْ » (١١).
١١٧ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
__________________
عن الجهل. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٤ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨١ ( فوق ).
(١) « الحسرة أدوم » : مبتدأ وخبر ، أو عطف على معمولي « أنّ ». و « على هذا العالم » بدل من « عليه ». وضمير « منها » راجع إلى « الحجّة » و « الحسرة » باعتبار كلّ واحدة منهما ، والأوّل أولى ؛ لخلوّه عن هذا التكلّف في الضمير. انظر : الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٥.
(٢) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».
(٣) في شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٤ : « قوله : « منها » متعلّق بأعظم وأدوم على سبيل التنازع ».
(٤) « الحائر » : من الحيرة ، بمعنى التحيّر ، و « البائر » : من البَوار ، بمعنى الهلاك ، يقال : رجل حائر بائر ، إذا لم يتّجهلشيء. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ ( بور ) ، وص ٦٤٠ ( حير ).
(٥) الريبة : الشكّ والتهمة ، وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها. المغرب ، ص ٢٠٣ ( ريب ).
(٦) الرخصة في الأمر : خلاف التشديد فيه ، يقال : رخّص له في الأمر ، أي أذن له فيه بعد النهي عنه. انظر : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٠ ( رخص ).
(٧) في حاشية « ج » : « من ».
(٨) في شرح المازندراني : « يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور ». وفي « ج ، بح » : « لايفتروا ».
(٩) في حاشية « ض » والوافي : « يسترشد ». وفي الأمالي : « يرشد ».
(١٠) في « بس » : « يخف ». وقال في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم من الوجوب بمعنى السقوط ، أو من الوجيب بمعنى الخوف ».
(١١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح ٢٨٨٢ ، من قوله : « لاترتابوا » إلى قوله : « فتكفروا » ؛ الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٨ ، وفيهما بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في آخره. وراجع : نهج البلاغة ، ص ١٦٤ ، الخطبة ١١٠ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٤٢.
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَلْتَتَّسِعْ (١) قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَايَحْتَمِلُهُ (٢) ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ؛ فَ ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (٣) ».
فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي نَعْرِفُهُ؟ قَالَ : « خَاصِمُوهُ (٤) بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (٥).
١٤ ـ بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ
١١٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْهُومَانِ (٦) لا يَشْبَعَانِ : طَالِبُ دُنْيَا ، وَطَالِبُ عِلْمٍ ؛ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْيَا عَلى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، سَلِمَ ؛ وَمَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، هَلَكَ إِلاَّ أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُرَاجِعَ (٧) ؛ وَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَمِلَ بِعِلْمِهِ (٨) ، نَجَا ؛ وَمَنْ
__________________
(١) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وليتّسع ».
(٢) في شرح المازندراني : « قوله : لايحتمله ، صفة لقلب رجل ».
(٣) النساء (٤) : ٧٦.
(٤) في « بع ، جه » ومرآة العقول والوافي : « خاصموا ».
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٤٣.
(٦) « المنهوم » : إمّا من النَهْمة ، بمعنى بلوغ الهمّة في الشيء ، المنهوم بالشيء ، المولَع به ، أو بمعنى الشهوة والحاجة. وإمّا من النَهَمْ ، بمعنى الجوع وإفراط الشهوة في الطعام. وإمّا من النَهْم ، بمعنى الزجر. والكلّ محتمل. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ( نهم ).
(٧) في التهذيب وكتاب سليم : « ويراجع ». قال في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٨ : « في بعض نسخ التهذيب : ويراجع ... وهو أيضاً يحتمل أن تكون « أو » بمعنى الواو وربّما يقال : الترديد من الراوي ... وقرئ هنا « يراجع » على بناء المجهول ، أي يراجعه الله بفضله ، أو على بناء الفاعل ... والأوّل أظهر ».
(٨) في حاشية ميرزا رفيعا : « به » بدل « بعلمه ».
أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَهِيَ حَظُّهُ » (١).
١١٩ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ؛ وَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرَ الْآخِرَةِ ، أَعْطَاهُ اللهُ (٢) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (٣).
١٢٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْاصْبَهَانِيِّ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ (٤) » (٥).
١٢١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ (٦) ، فَاتَّهِمُوهُ عَلى دِينِكُمْ (٧) ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْءٍ يَحُوطُ (٨) مَا أَحَبَّ (٩) ».
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة في آخره. التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ؛ بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛ الخصال ، ص ٥٣ ، باب الاثنين ، ح ٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام إلى قوله : « طالب العلم » مع اختلاف ؛ نهج البلاغة ، ص ٥٦٦ ، الحكمة ٤٥٧ ، إلى قوله : « طالب علم » الوافي ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٦ ، ذيل ح ٢١٩١٦.
(٢) في حاشية « ج ، ض » : + « به ».
(٣) الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٥.
(٤) لم يرد هذا الحديث في « ظ » وشرح صدر المتألّهين.
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٦.
(٦) في « بر » والعلل : « محبّاً للدنيا ».
(٧) « فاتّهموه على دينكم » ، أي اعتقدوه متّهماً في قوله وفعله صوناً على دينكم ، فإنّه بعيد عن معرفة حقيقته ، تقول : اتّهمته ، أي ظننت فيه ما نسب إليه ، وبكذا ، أي ظننته به. انظر شروح الكافي ولسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٤٤ ( وهم ).
(٨) « يحوط » ، أي يحفظ. تقول : حاطه يحوطه ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. انظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦١ ( حوط ).
(٩) في « بح » : « على ما أحبّ ». وفي العلل : « بما أحبّ ».
وَقَالَ عليهالسلام : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ عليهالسلام : لَاتَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا ؛ فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي ؛ فَإِنَّ أُولئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِ عَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ (١) قُلُوبِهِمْ » (٢).
١٢٢ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ : اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ ، فَاحْذَرُوهُمْ عَلى دِينِكُمْ » (٣).
١٢٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ (٤) بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (٥) ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَاتَصْلُحُ إِلاَّ لِأَهْلِهَا » (٦).
__________________
(١) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ب » والمطبوع : « عن ». ومادّة « نزع » جاءت بـ « من » و « عن » في المصحف واللغة. راجع : آل عمران (٣) : ٢٦ ؛ الأعراف (٧) : ٢٧ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٥٠ ( نزع ).
(٢) علل الشرائع ، ص ٣٩٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري. تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٧.
(٣) الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ، ح ١٤٨.
(٤) في حاشية « جر » : « حريز ».
(٥) « فليتبوّأ مقعده من النار » ، أي يتّخذها منزلاً ، يقال : تبوّأت منزلاً ، أي اتّخذته. و « مقعده » مفعول له ، أي لمنزله ، أو مفعول به ، أو معناه : لينزل منزله المعدّ له من النار ، يقال : تبوّأت منزلاً : نزلت به. و « مقعده » مفعول له ، لا به ؛ لأنّ الفعل لازم. أو معناه : فليهيّئ منزله من النار ، يقال : تبوّأه منزلاً إذا هيّأه. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٨ ـ ٣٩ ( بوأ ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٦ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٥.
(٦) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ لعليّ عليهماالسلام ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٦٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٠ ، ح ١ ، عن الرضا ، عن أبي عبدالله عليهماالسلام ، وفي كلّها بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة. وفي الاختصاص ، ص ٢٥١ ؛ وفقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٨٤ ، مرسلاً مع زيادة في آخرهما راجع : ثواب الأعمال ، ص ٣٤٤ الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٤ ، ح ١٤٩.
١٥ ـ بَابُ لُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَى الْعَالِمِ وَتَشْدِيدِ الْأَمْرِ عَلَيْهِ (١)
١٢٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « يَا حَفْصُ ، يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ » (٢).
١٢٥ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ (٣) :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ـ عَلى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَ (٤) عَلَيْهِ السَّلامُ ـ : وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ (٥) السَّوْءِ كَيْفَ
__________________
(١) في « بس » : « وشدّة ».
(٢) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ، مرسلاً مع زيادة الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٥٠.
(٣) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى حفص بن غياث في السند المتقدّم ، فيُعْلَم المراد من « بهذا الإسناد ».
(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « على نبيّنا وآله و ». وفي « و » : ـ « وآله ». وفي « ألف » والوافيوشرح صدر المتألّهين : ـ « على نبيّنا وآله وعليه السلام ».
(٥) هكذا في « ألف ، جس » وحاشية « ض » ، واختاره المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « للعلماء ». وقالالمازندراني في شرحه ، ح ٢ ، ص ١٩٦ : « السَوْء بالفتح مصدر ، يقال : ساء يسوؤه سَوْءً ، نقيض سرّه ، وبالضمّ الاسم ، تقول : هذا رجل سوءٍ بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء ، وقال الأخفش : ولايقال : الرجل السَوْء ، ويقال : الحقّ اليقين وحقّ اليقين ؛ لأنّ السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، وقال أيضاً : لايقال : هذا رجل السُوء بالضمّ ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ : لعلماء السَوْءِ بالإضافة والفتح ، وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء ، على التعريف والوصف فكأنّه سهو من الناسخ ، وقد يوجّه بأنّ التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول ، مثل الضارب الرجل باعتبار تعلّق علم العالم بالسوء ، كتعلّق ضرب الضارب بالرجل. وفيه أنّ المقصود ذمّ العلماء باعتبار اتّصافهم بالسوء ، لاباعتبار علمهم به. والقول بأنّ التركيب وإن كان من باب الإضافة ، لكنّه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه ، لايخلو عن شيء ؛ لأنّ التركيب الإضافيّ من حيث الإضافة وملاحظتها لايدلّ على اتّصاف المضاف
تَلَظّى (١) عَلَيْهِمُ النَّارُ؟! » (٢).
١٢٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتِ النَّفْسُ (٣) هَاهُنَا ـ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ ـ لَمْ يَكُنْ لِلْعَالِمِ تَوْبَةٌ » ، ثُمَّ قَرَأَ : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) (٤) (٥).
١٢٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ : ( فَكُبْكِبُوا ) (٦) ( فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) (٧) ، قَالَ : « هُمْ
__________________
بالمضاف إليه ، وإرادة الاتّصاف بدون دلالة التركيب لايجدي نفعاً ، فليتأمّل ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٦ ( سوأ ) ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٢.
(١) « تلظّى » : أصله تتلظّى ، بمعنى تلتهب وتشتعل انظر : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٤٨ ( لظى ).
(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥١.
(٣) يجوز في الفاء الفتح والسكون ، والأوّل هو مختار صدر المتألّهين في شرحه ؛ والثاني مختار الفيض في الوافيوقال المازندراني : « كلاهما مناسب ».
(٤) النساء (٤) : ١٧.
(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فيما أعطى الله عزّوجلّ آدم عليهالسلام و ... ، ح ٢٩٨٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام. الزهد ، ص ١٤٠ ، ح ١٩٣ عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي جعفر عليهالسلام ( وفي سنده خلل لامحالة ) ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٤ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٧ ، ح ٢١٠٥٦.
(٦) « فكبكبوا » ، أي جُمعوا ثمّ رُمي بهم في هُوّة النار ؛ من الكبكبة ، بمنى الرمي في الهُوّة ، أو طرح وقلب بعضهم ؛ على بعض ، أو دُهْوِرُوا ، أي إذا القي في النار ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ فيها ، أو اسقطوا على وجوههم ؛ من الكبّ بمعنى إسقاط الشيء على وجهه. انظر : المفردات للراغب ، ص ٦٩٥ ؛ لسان العرب ، ح ١ ، ص ٦٩٧ ( كبب ).
(٧) الشعراء (٢٦) : ٩٤. و « الغاوون » ، أي الضالّون الخائبون ؛ من الغيّ ، بمعنى الضلال والخيبة. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ ( غوى ).
قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوهُ (١) إِلى غَيْرِهِ » (٢).
١٦ ـ بَابُ النَّوَادِرِ (٣)
١٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : « رَوِّحُوا (٤) أَنْفُسَكُمْ بِبَدِيعِ الْحِكْمَةِ ؛ فَإِنَّهَا تَكِلُّ كَمَا تَكِلُّ الْأَبْدَانُ » (٥).
١٢٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ النَّيْسَابُورِيِّ (٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَخِي شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ
__________________
(١) في الوافي : « خالفوا ».
(٢) الزهد ، ص ١٣٧ ، ح ١٨٤ ، عن النضر بن سويد. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٧ ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. المحاسن ، ص ١٢٠ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ، بسند آخر مع اختلاف. وفي فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٦ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، مرسلاً مع زيادة في أوّله. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٧٧ ؛ وباب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٥ وح ٢٥١٦ وح ٢٥١٨ ؛ والزهد ، ص ٧٨ ، ح ٣٨ الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٤.
(٣) في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٤ : « باب النوادر ، أي أخبار متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة ولايمكن إدخالها فيها ولا عقد باب لها ؛ لأنّها لايجمعها باب ، ولايمكن عقد باب لكلّ منها ».
(٤) « روّحوا أنفسكم » ، أي اجعلوها في راحة ، من الروح بمعنى الراحة ، أو اجعلوها طيّبة الرائحة ، من الرَوْحبمعنى نسيم الريح ورائحتها الطيّبة ، تقول : روّحت الدهن ، أي جعلت فيه طيباً طابت به ريحُه. كلاهما محتمل معاً أو منفرداً. انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٤٢ ( روح ).
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ح ٤٤٧.
(٦) في « ألف ، ج ، ض ، بح » : « النيشابوري ».
الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ ؛ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ ، وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ ، وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ ، وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ ، وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ ، وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ ، وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ ، وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ ، وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ ، وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ ، وَحِكْمَتُهُ (١) الْوَرَعُ ، وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ ، وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ (٢) ، وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ ، وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ (٣) ، وَسَيْفُهُ الرِّضَا ، وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ ، وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ (٤) الْعُلَمَاءِ ، وَمَالُهُ (٥) الْأَدَبُ ، وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ ، وَزَادُهُ (٦) الْمَعْرُوفُ (٧) ، وَمَأْوَاهُ (٨) الْمُوَادَعَةُ ، وَدَلِيلُهُ الْهُدى ، وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ (٩) الْأَخْيَارِ » (١٠).
١٣٠ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ
__________________
(١) في « جو » : « حَكَمته » ، أي بفتح الحاء والكاف. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٧ : « ربّما يقرأ بفتحالحاء والكاف ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، قال : « قراءة الحكمة بفتح الحاء والكاف ... لاتناسب المقام ؛ لأنّ الحكمة بهذا المعنى لم توجد في المشبّه به ، أعني الإنسان ».
(٢) « العافية » : دفاع الله تعالى عن العبد ، اسم المصدر توضع موضع المصدر ، يقال : عافاه الله عافية. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٢ ( عفو ).
(٣) في حاشية « ج ، بح » وتحف العقول : « الكلام ».
(٤) في « ألف ، و » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « مجاورة ».
(٥) في شرح المازندراني : « لو قرئ مآله ؛ بمعنى مرجعه ، فالأمر ظاهر ».
(٦) في « بس » وحاشية « ج ، بح » : « ورداؤه ».
(٧) في حاشية « ج ، بح » : « المعرفة ».
(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي وتحف العقول. وفي « ب ، بس » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « وماؤه ». وفي مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ( ودع ) : « وفي الحديث : ومأواه ـ يعني العلم ـ الموادعة. لعلّ المراد المباحثة والمذاكرة والمناظرة ؛ لأنّ جميع ذلك حفظ للعلم. وضبطه بعض المعاصرين : وماؤه الموادعة. وهو تصحيف ». وانظر : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٦ ( ودع ) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).
(٩) في حاشية « بح » وتحف العقول : « صحبة ». وقال في مرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».
(١٠) تحف العقول ، ص ١٩٩ ، مع تفاوت يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٩٢.
الْعِلْمِ الْحِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُّ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الْعِبْرَةُ (١) » (٢).
١٣١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهمالسلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْعِلْمُ (٣)؟ قَالَ : الْإِنْصَاتُ (٤) ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ (٥)؟ قَالَ : الِاسْتِمَاعُ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟قَالَ : الْحِفْظُ؟ قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ : الْعَمَلُ بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : نَشْرُهُ » (٦).
١٣٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ :
رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « طَلَبَةُ العِلْمِ ثَلاثَةٌ ، فَاعْرِفْهُمْ (٧) بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ : صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلِاسْتِطَالَةِ (٨) وَالْخَتْلِ (٩) ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ، فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ مُوذٍ ، مُمَارٍ ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ (١٠) الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ
__________________
(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بع ، بو ، جح ، جط ، جل ، جم ، جو » وحاشية « ش ، بج ، بف » وشرحي صدر المتألّهين والمازندراني ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا. و « العبرة » اسم من الاعتبار بمعنى الاتّعاظ ، أو بمعنى العبور العلمي من الأشياء إلى ما يترتّب عليها وتنتهي إليها. وفي « ف ، بح » : « العبرة والصبر ». وفي قرب الإسناد : « اللين ». وفي المطبوع وقليل من النسخ : « الصبر ».
(٢) قرب الإسناد ، ص ٦٧ ، ح ٢١٧ ، بسند آخر الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٣.
(٣) في الأمالي : « ما حقّ العلم ».
(٤) « الإنصات » : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال : أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتّه ، فهو لازم ومتعدٍّ. ولعلّه هاهنا لازم فقط بقرنية ذكر الاستماع بعده. انظر : النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ( نصت ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٣.
(٥) في « ض ، بح ، بف » : + « يا رسول الله ».
(٦) الخصال ، ص ٢٨٧ ، باب الخمسة ، ح ٤٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد الأشعري الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٣.
(٧) في « و ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والأمالي والخصال : « فاعرفوهم ».
(٨) « الاستطالة » : العلوّ والترفّع. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ( طول ).
(٩) « الختل » ، هو الخدعة. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( ختل ).
(١٠) « الأندية » ، هي جمع النادي ، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ماداموا مجتمعين ، فإذا تفرّقوا فليس بنادٍ ،
الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ (١) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ (٢) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ (٣) ؛ وَصَاحِبُ الاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ (٤) ذُو خِبٍّ (٥) وَمَلَقٍ (٦) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ (٧) هَاضِمٌ (٨) ، وَلِدِينِهِ (٩) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى (١٠) هذَا خَبَرَهُ (١١) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ (١٢)
__________________
ويقال له : النَديّ أيضاً. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ( ندو ).
(١) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٩ ( سربل ).
(٢) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ( خشم ).
(٣) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٢ ( حزم ).
(٤) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».
(٥) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبب ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ١٠٦.
(٦) « المَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. انظر : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٧ ( ملق ).
(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».
(٨) في حاشية « ف » : « هامض ».
(٩) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ».
(١٠) في حاشية « بر » : « من ».
(١١) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦١.
(١٢) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ ( كأب ).