أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٢٢
آلُوا إِلى عَالِمٍ عَلى هُدًى مِنَ اللهِ قَدْ أَغْنَاهُ اللهُ بِمَا عَلِمَ عَنْ (١) عِلْمِ غَيْرِهِ ، وَجَاهِلٍ مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ لَاعِلْمَ لَهُ ، مُعْجَبٍ بِمَا عِنْدَهُ قَدْ فَتَنَتْهُ (٢) الدُّنْيَا وَفَتَنَ غَيْرَهُ ، وَمُتَعَلِّمٍ مِنْ عَالِمٍ عَلى سَبِيلِ هُدًى مِنَ اللهِ وَنَجَاةٍ ، ثُمَّ هَلَكَ مَنِ ادَّعى ، وَخَابَ مَنِ افْتَرى » (٣).
٥٨ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « النَّاسُ ثَلَاثَةٌ (٤) : عَالِمٌ ، وَمُتَعَلِّمٌ ، وَغُثَاءٌ (٥) » (٦).
٥٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « اغْدُ (٧) عَالِماً ، أَوْ مُتَعَلِّماً ، أَوْ أَحِبَّ أَهْلَ الْعِلْمِ ، وَلَا تَكُنْ (٨) رَابِعاً ؛
__________________
(١) في « بف » : « من ».
(٢) « فتنته الدنيا » أي أضلّته عن طريق الحقّ ، من الفتنة بمعنى الضلال والإثم ، والفاتن : المضلّ عن الحقّ. انظر : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣١٨ ( فتن ).
(٣) الوافي ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٦٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨ ، ح ٣٣٠٩٣.
(٤) في البصائر والخصال : « إنّ الناس يغدون على ثلاثة ».
(٥) « الغُثاء » : ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزَبَد والوَسَخ وغيرهما ، والمراد أراذل الناس وسَقَطُهم. وغير العالم والمتعلّم كالغثاء في عدم الانتفاع به والاطّلاع على منتهى أمره. أو المراد أنّ غيرهما ليس حركته وجَرْيُه في أحواله إلاّبإجراء الأهوية وإغواء الأبالسة ، بل ليس القصد إلى وجوده إلاّتَبَعاً وبالعَرَض ، كما أنّ الغثاء ليس حركته إلاّبتبعيّة حركة السيل بالعرض. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٠٤ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٣ ( غثو ).
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٩ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ١٢٣ ، باب الثلاثة ، ح ١١٥ ، بسندهما عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، مع زيادة الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٢ ، ح ٧٠.
(٧) « اغْدُ » : أمر من الغُدُوّ ، وهو سير أوّل النهار نقيض الرواح ، والمراد هنا مطلق الصيرورة ، أي صِرْ عالماً. وأمّاكونه : « أغْدِ » أمراً من باب الإفعال فلا تساعده اللغة. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ( غدا ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ٧٢ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٣.
(٨) في « ج » : « ولا تك ».
فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ (١) » (٢).
٦٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « يَغْدُو النَّاسُ عَلى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : عَالِمٍ ، وَمُتَعَلِّمٍ ، وَغُثَاءٍ ، فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ ، وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ ، وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ». (٣)
٤ ـ بَابُ ثَوَابِ الْعَالِمِ وَالْمُتَعَلِّمِ (٤)
٦١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْقَدَّاحِ (٥) :
__________________
(١) في « و » : « ببعضهم ». قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص ١٣٦ : « في بعض النسخ بالعين المهملة ». وفي الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٣ : « إهمال العين كما ظنّ تصحيف ». وفي شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٥١ : « أنّ سبب هذه القراءة قلّة التدبّر وخفّة سير عقل القارئ ».
(٢) المحاسن ، ص ٢٢٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٥٥ ، بسنده عن محمّد بن مسلم ؛ وروى البرقي أيضاً في ذيل ح ١٥٥ بسند آخر عن أبي حمزة مثله. الخصال ، ص ١٢٣ ، باب الثلاثة ، ح ١١٧ ، بسنده عن محمّد بن مسلم وغيره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. راجع : الاصول الستّة عشر ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٨١ ؛ والمحاسن ، ص ٢٢٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٥٤ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٧١.
(٣) بصائر الدرجات ، ص ٨ ، ح ١ ، بسنده عن يونس. وفيه ، ص ٨ ، ح ٢ و ٣ ؛ وص ٩ ، ح ٤ و ٥ ، بسند آخر مع اختلاف يسير. راجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٤٧ ، المجلس ٢٩ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٨٦ ، باب الثلاثة ، ح ٢٥٧ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٨٩ ، ح ٢ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٠ ، المجلس ١ ، ح ٢٣ ؛ والغارات ، ج ١ ، ص ٨٩ ؛ وتحف العقول ، ص ١٦٩ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨ ، ح ٣٣٠٩٤ ؛ وص ٦٨ ، ح ٣٣٢٢٠.
(٤) في « بس » : « العلم والمتعلّم ». وفي حاشية « ض » : وشرح صدر المتألّهين : « العلم والتعلّم ».
(٥) القدّاح هو عبدالله بن ميمون القدّاح ، يروي عنه المصنّف بثلاثة طرق :
الأوّل : محمّد بن الحسن وعليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعري. وهذا الطريق نفسه ينحلّ إلى طريقين ، كما لايخفى. الثاني : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن جعفر بن محمّد الأشعري.
الثالث : عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى. وبما ذكرناه تتّضح كيفيّة وقوع التحويل في السند.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً ، سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضاً بِهِ ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ (١) لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ (٢) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلى سَائِرِ النُّجُومِ (٣) لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ؛ إِنَّ (٤) الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً ، وَلكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ (٥) ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » (٦).
٦٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
__________________
(١) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » والبصائر والأمالي. وفي « ف » والمطبوع : « يستغفر » بدون اللام.
(٢) في « ألف » وحاشية « بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر وثواب الأعمال : « السماوات ».
(٣) في حاشية « ب ، ض ، بح ، بس » : « الكواكب ».
(٤) في « ض » وثواب الأعمال : « وإنّ ».
(٥) في ثواب الأعمال : « منهم ».
(٦) بصائر الدرجات ، ص ٣ ، ح ٢ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى إلى قوله : « ولكن ورّثوا العلم » ؛ وفي ثواب الأعمال ، ص ١٥٩ ، ح ١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٠ ، المجلس ١٤ ، ح ٩ بسندهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن ميمون. راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨٤ ، ح ٥٨٣٤ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٥ ، ح ٧٣.
(٧) هكذا في « جس » وحاشية « جو ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « جميل بن صالح ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص ٤ ، ح ٩ ، بسنده عن جميل بن درّاج عن محمّد بن مسلم. وأورده ابن إدريس أيضاً في السرائر ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ في ما استطرفه من مشيخة الحسن بن محبوب ، عن جميل بن درّاج.
أضف إلى ذلك ، كثرة روايات جميل بن درّاج عن محمّد بن مسلم ، مع أنّه لم يثبت رواية جميل بن صالح عن محمّد بن مسلم ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، ص ٤٦١.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الَّذِي يُعَلِّمُ الْعِلْمَ مِنْكُمْ لَهُ أَجْرٌ مِثْلُ أَجْرِ الْمُتَعَلِّمِ (١) ، وَلَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهِ ، فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ (٢) ، وَعَلِّمُوهُ إِخْوَانَكُمْ كَمَا عَلَّمَكُمُوهُ (٣) الْعُلَمَاءُ » (٤).
٦٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « مَنْ عَلَّمَ (٥) خَيْراً ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ».
قُلْتُ : فَإِنْ عَلَّمَهُ (٦) غَيْرَهُ ، يَجْرِي (٧) ذلِكَ لَهُ؟ قَالَ : « إِنْ عَلَّمَهُ (٨) النَّاسَ كُلَّهُمْ ، جَرى (٩) لَهُ ». قُلْتُ : فَإِنْ مَاتَ؟ قَالَ : « وَإِنْ مَاتَ » (١٠).
٦٤ / ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ
__________________
وأمّا ما ورد في الكافي ، ح ١٧٤٥ ، من رواية الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمّد بن مسلم ، فقد ورد في بعض النسخ المعتبرة « درّاج » بدل « صالح ».
(١) في « بر » : « له مثلا أجر المتعلّم ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : « له أجرٌ مثلا أجر المتعلّم ». وفي البصائر : « له مثل أجر الذي يعلّمه ».
(٢) في « بر » : + « لله ».
(٣) في حاشية « بح » ومرآة العقول : « علّموكم ». وفي البصائر : « علّمكم ».
(٤) بصائر الدرجات ، ص ٤ ، ح ٩ بسنده عن جميل بن درّاج الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٧ ، ح ٧٤.
(٥) الأظهر كونه « علّم » بتشديد اللام ، وجوّز بعض المتأخّرين كونه « علم » بالتخفيف. وفيه مناقشة من وجوه. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٦٢ ـ ٦٣.
(٦) في حاشية « ض » وحاشية بدر الدين : « علّم ». وفاعل « علّمه » : « غيره » ، أو هو مفعوله والفاعل ضمير مستترعائد إلى الموصول الثاني. هذا إذا كان « علّم » بتشديد اللام ، وأمّا إذا كان بتخفيفه ف « غيره » مفعول ، والفاعل ضمير مستتر عائد إلى الموصول الأوّل. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٦٢.
(٧) قرأها صدر المتألّهين : « يجزى » بالزاي مجهولاً. واحتمل كونه : « يجري » بالحاء والراء معلوماً. وقاس عليه قوله عليهالسلام : « جرى ذلك ». وقال العلاّمة الفيض : « والفعلان من الجريان بالراء المهملة ، لا من الإجزاء بالزاي ولا الحاء المهملة ، كما ظنّ ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ١٣٩ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٨.
(٨) في « ب » : « علّم ».
(٩) في « بو ، جل ، جه » وشرح صدر المتألّهين : + « ذلك ».
(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٥ ، ح ١١. وفيه ، ص ٥ ، ح ١٣ بسند آخر عن أبي بصير مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٧ ، ح ٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٢ ، ح ٢١٢٧٠.
(١١) المراد من بهذا الاسناد : « عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد البرقي » ؛ فقد ورد في الكافي ،
أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ عَلَّمَ بَابَ هُدًى ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَلَا يُنْقَصُ أُولئِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً ، وَمَنْ عَلَّمَ بَابَ ضَلَالٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَلَا يُنْقَصُ أُولئِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئاً » (١).
٦٥ / ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ (٢) مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ، لَطَلَبُوهُ وَلَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ (٣) ، وَخَوْضِ اللُّجَجِ (٤) ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوْحى إِلى دَانِيَالَ : أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ ، التَّارِكُ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِمْ ؛ وَأَنَّ أَحَبَّ عَبِيدِي (٥) إِلَيَّ التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ ، اللاَّزِمُ لِلْعُلَمَاءِ ، التَّابِعُ لِلْحُلَمَاءِ (٦) ، الْقَابِلُ (٧)
__________________
ح ٢٥٧ ، وح ٦٩٠٩ ، رواية أحمد بن محمّد بن خالد ـ وهو البرقي ـ عن محمّد بن عبد الحميد. ومحمّد بن عبد الحميد له كتاب رواه عنه أحمد بن أبي عبد الله ـ وهو عنوان آخر للبرقي ـ كما في الفهرست للطوسي ، ص ٤٣٥ ، الرقم ٦٩٠.
(١) المحاسن ، ص ٢٧ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ٩ ؛ بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٢٩٧ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٨ ، ح ٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٣ ، ح ٢١٢٧١.
(٢) في « بر » : + « شيئاً ».
(٣) « السَفْك » : الإراقة والإجراء لكلّ مايع ، وكأنّه بالدم أخصّ. و « المُهَج » : جمع المُهْجَة ، وهي مطلق الدم ، أو دمالقلب خاصّة. وقد تطلق على الروح. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ( سفك ) ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٢ ( مهج ).
(٤) « الخَوْضُ » : أصله المشيء في الماء ، ثمّ استعمل في التلبّس بالأمر والتصرّف فيه. و « اللُّجَج » : جمع اللُّجَّة ، وهي معظم الماء. واحتمل المازندراني بعيداً كونه : « اللَحِج » بمعنى الضيّق. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٨ ( خوض ) ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ( لجج ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٦٨.
(٥) في حاشية « ج » : « عبادي ».
(٦) في « ألف ، بس ، بف » وحاشية « بح » : « للحكماء ». و « الحُلَماء » : جمع الحليم ، من الحِلْم بمعنى العقل والأناة والتثبّت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ).
(٧) في « ج ، بر » وحاشية « ف ، بس » والوافي : « القائل ».
عَنِ الْحُكَمَاءِ » (١).
٦٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَمِلَ بِهِ وَعَلَّمَ لِلّهِ (٢) ، دُعِيَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِيماً ، فَقِيلَ : تَعَلَّمَ لِلّهِ ، وَعَمِلَ لِلّهِ ، وَعَلَّمَ لِلّهِ » (٣).
٥ ـ بَابُ صِفَةِ الْعُلَمَاءِ
٦٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « اطْلُبُوا الْعِلْمَ ، وَتَزَيَّنُوا مَعَهُ بِالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ (٤) ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ ، وَلَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِينَ ؛ فَيَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ » (٥).
٦٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ،
__________________
(١) الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٨ ، ح ٧٧ ؛ وفي البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٢٣ ، من قوله : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال ».
(٢) في الأمالي : « من تعلّم للهوعمل للهوعلّم لله ». وفي تفسير القمّي : « من تعلّم وعلّم وعمل بما علّم ».
(٣) الأمالي للطوسي ، ص ٤٧ ، المجلس ٢ ، ح ٢٧ ؛ وص ١٦٧ ، المجلس ٦ ، ح ٣٢ بسنده عن القاسم بن محمّد ؛ تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٠ ، ح ٧٩.
(٤) الحِلم والوقار متقاربان في المعنى ، وهو الأناة والتثبّت في الامور ، وقد مرّ في حديث جنود العقل والجهلأنّ الحلم ضدّ السفه ، والوقار ضدّه الخفّة والطيش والعجلة. شرح صدر المتألّهين ، ص ١٥٠. وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٨ ( وقر ).
(٥) الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٩ ، المجلس ٥٧ ، ح ٩ ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ١ ، ص ١٦١ ، ح ٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢٠٥٠٣.
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ (١) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (٢) قَالَ : « يَعْنِي بِالْعُلَمَاءِ مَنْ صَدَّقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فِعْلُهُ قَوْلَهُ (٣) ، فَلَيْسَ بِعَالِمٍ » (٤).
٦٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِيهِ حَقِّ الْفَقِيهِ (٥)؟ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ (٦) النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَ (٧) لَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ ، وَ (٨) لَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللهِ ، وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ ؛ أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ (٩) ». (١٠)
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَافِقْهَ فِيهَا ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي نُسُكٍ (١١) لَاوَرَعَ فِيهِ » (١٢).
__________________
(١) في « ألف ، ب ، بف » : « النضري ». وهو سهو ؛ فإنّ الحارث بن المغيرة نصريّ من نصر بن معاوية. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٣٩ ، الرقم ٣٦١ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٦٩ ، الرقم ٢٦٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٢ ، الرقم ١٣٦٣ ، وص ١٩١ ، الرقم ٢٣٧٣ ؛ رجال البرقي ، ص ١٥.
(٢) فاطر (٣٥) : ٢٨.
(٣) في « ب ، و ، بر ، بس ، بف » : « قوله فعله ».
(٤) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٢ ، ح ٨١.
(٥) « حقّ الفقيه » إمّا بدل من الفقيه ، أو صفة له ، وما بعده خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ وما بعده خبره ، أو منصوببتقدير أعني الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١١٩.
(٦) في شرح صدر المتألّهين : « لايقنّط ».
(٧) في حاشية « ض » : « وَمَن ».
(٨) في حاشية « بح » : « ومَن ».
(٩) في المعاني : « تفقّه ».
(١٠) معاني الأخبار ، ص ٢٢٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٢٠٤. راجع : نهج البلاغة ، ص ٤٨٣ ، الحكمة ٩٠ الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٢ ، ح ٨٣ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٣ ، ح ٧٦٦١.
(١١) « النسك » : وإن كان معناه معنى العبادة ـ كما هو المذكور في كتب اللغة ـ ولكن يشبه أن يكون فيه زيادة تأكيد ، وكأنّه عبادة مع زهد ، وهوالورع. شرح صدر المتألّهين ، ص ١٥٢. وانظر : الصحاح ، ج ٤ ص ١٦١٢ ( نسك ).
(١٢) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ ، ح ٨٤.
٧٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْفَقِيهِ (١) الْحِلْمَ (٢) وَالصَّمْتَ » (٣).
٧١ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « لَا يَكُونُ السَّفَهُ (٤) وَالْغِرَّةُ (٥) فِي قَلْبِ الْعَالِمِ » (٦).
٧٢ / ٦. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليهالسلام : « يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ (٨) ، لِي إِلَيْكُمْ حَاجَةٌ اقْضُوهَا لِي ، قَالُوا :
__________________
(١) في « ج ، بح » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « الفقه ».
(٢) في الكافي ، ح ١٨٢٠ والخصال والاختصاص وقرب الإسناد وتحف العقول : + « والعلم ».
(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصمت وحفظ اللسان ح ١٨٢٠ ؛ والخصال ، ص ١٥٨ ، باب الثلاثة ، ح ٢٠٢ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٨ ، ح ١٤ بسند آخر. وفي قرب الإسناد ، ص ٣٦٩ ، ح ١٣٢١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٢ ؛ وتحف العقول ، ص ٤٤٥ ، مرسلاً الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٤ ، ح ٨٦ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٩٤ ، ح ٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٢ ، ح ١٦٠٢٣ ، ١٦٠٢٤.
(٤) « السَفَه » : ضدّ الحِلْم ، والأصل فيه : الخفّة والطيش ـ أي خفّة العقل ـ والاضطراب في الرأي ، يقال : سفه فلان رأيه : إذا كان مضطرباً لا استقامة له. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ( سفه ).
(٥) في حاشية « بع ، جه » : « والعزّ » أي التكبّر. و « الغرّة » : الغفلة ، وقلّة الفطنة للشرّ ، وترك البحث والتفتيش عنه. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ٣٥٥ ( غرر ).
(٦) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٥ ، ح ٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠ ، ح ٢٠٨٨٥.
(٧) روى أحمد بن محمّد بن خالد [ البرقي ] عن أبيه عن محمّد بن سنان في بعض الأسناد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٦٣ ، ص ٣٦٩. فالمراد بهذا الإسناد : « أحمد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد البرقي ».
(٨) « الحواريّون » : هم أصحاب المسيح عليهالسلام ، أي خُلصاؤه وأنصاره ، جمع الحواريّ ، وأصله من التحوير ؛ لأنّهمكانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، يبيّضونها. قال الأزهري : الحواريّون خلصان الأنبياء ، وتأويله : الذين اخلصوا ونقوا من كلّ عيب. انظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٨ ( حور ).
قُضِيَتْ حَاجَتُكَ يَا رُوحَ اللهِ ، فَقَامَ (١) ، فَغَسَلَ (٢) أَقْدَامَهُمْ ، فَقَالُوا : كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهذَا (٣) يَا رُوحَ اللهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْخِدْمَةِ الْعَالِمُ ، إِنَّمَا تَوَاضَعْتُ هكَذَا لِكَيْمَا تَتَوَاضَعُوا (٤) بَعْدِي فِي النَّاسِ كَتَوَاضُعِي لَكُمْ ».
ثُمَّ قَالَ عِيسى عليهالسلام : « بِالتَّوَاضُعِ تُعْمَرُ الْحِكْمَةُ ، لَابِالتَّكَبُّرِ ؛ وَكَذلِكَ فِي السَّهْلِ يَنْبُتُ الزَّرْعُ ، لَافِي الْجَبَلِ » (٥).
٧٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ : الْعِلْمَ ، وَالْحِلْمَ ، وَالصَّمْتَ ، ولِلْمُتَكَلِّفِ (٦) ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ : يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ، وَيَظْلِمُ (٧) مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ، وَيُظَاهِرُ (٨) الظَّلَمَةَ » (٩).
٦ ـ بَابُ حَقِّ الْعَالِمِ
٧٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
__________________
(١) في حاشية « ج » : « فقدّم ».
(٢) في « ألف ، ض ، ف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « فقبّل ».
(٣) في الوسائل : « كنّا أحقّ بهذا منك ».
(٤) في « بح » : « تواضعوا ».
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٥ ، ح ٨٨ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢٠٥٠٤.
(٦) في شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٩٣ : « المتكلّف بالعلم : المنتسب إليه ، الذي جمع شيئاً من أقوال العلماءومذاهب الحكماء ، وأخذ الرطب واليابس من كلّ صنف ، ويتكلّف ويدّعي أنّه عالم راسخ في العلم ».
(٧) في شرح المازندراني : « وقع في بعض النسخ : ويلزم ، بدل : ويظلم ».
(٨) ظاهر بعضهم بعضاً : أعانه وعاونه ؛ والمظاهرة : المعاونة. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٢٥ ( ظهر ).
(٩) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٨ ، ح ٥٧٦٥ ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة. راجع : الخصال ، ص ١٢١ ، باب الثلاثة ، ح ١١٣ ؛ وتحف العقول ، ص ١٠ الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ، ح ٨٩.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام يَقُولُ : إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ ، وَلَا تَأْخُذَ (١) بِثَوْبِهِ ، وَإِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِ ـ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ـ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً ، وَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ دُونَهُمْ (٢) ، وَاجْلِسْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ ، وَلا تَغْمِزْ (٣) بِعَيْنِكَ (٤) ، وَلَا تُشِرْ بِيَدِكَ ، وَلَا تُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ (٥) : قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانٌ خِلَافاً لِقَوْلِهِ ، وَلَا تَضْجَرْ (٦) بِطُولِ صُحْبَتِهِ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنْتَظِرُهَا (٧) مَتى (٨) يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ ، وَ (٩) الْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ (١٠) » (١١).
٧ ـ بَابُ فَقْدِ الْعُلَمَاءِ
٧٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (١٢) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
__________________
(١) في المحاسن : « ولاتجرّ ».
(٢) في الوسائل : ـ « دونهم ».
(٣) « الغَمْز » : الإشارة بالعين والحاجب ، يقال : غَمَزَ الشيء بعينه ، أي أشار إليه. والمفعول ضمير محذوف عائد إلى العالم ، والتقدير : لاتَغْمِزْه بعينك ولا تشر إليه بيدك. انظر : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٥ ( غمز ).
(٤) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف » والمحاسن : « بعينيك ».
(٥) هكذا في « ش ، جح » وحاشية « جه ، بع » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من القول ».
(٦) في « ظ ، جس » وشرح صدر المتألّهين : « لا تَضَجَّرْ » صيغة نهي من باب تفعّل ، أي لاتتضجّر ، فحذفت إحدى التاءين كما هو القياس.
(٧) في المحاسن : « ينتظر بها ».
(٨) هكذا في « ج ، و ، بس ، بف » وحاشية « ض ، بر » والمحاسن والوافي والوسائل وحاشية ميرزا رفيعا. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حتّى ».
(٩) في الوسائل : « وإنّ ».
(١٠) في « بر » والوافي : + « إن شاء الله تعالى ». وفي شرح المازندراني : + « إن شاء الله ».
(١١) المحاسن ، ص ٢٣٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٥ ، عن سليمان بن جعفر الجعفي ( وهو سهو ) عن رجل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٤ ، ح ١٠ ؛ والخصال ، ص ٥٠٤ ، أبواب الستّة عشر ، ح ١ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٣٠ الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٣ ، ح ٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٤ ، ح ١٦١١٦.
(١٢) هكذا في « ش ، بح ، بف ، جح ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ».
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (١) أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ » (٢).
٧٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٣) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ (٤) ، ثُلِمَ (٥) فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ (٦) » (٧).
٧٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
__________________
والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ أبا أيّوب هذا ، هو إبراهيم بن عيسى أو ابن عثمان ـ فقد اختلف في اسم أبيه ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٠ ، الرقم ٢٥ ، ورجال الطوسي ، ص ١٦٧ ، الرقم ١٩٣٥ ـ ولقبه : « الخرّاز » بالراء المهملة المشدّدة بعد الخاء ، كما ضبطه ابن إدريس في السرائر ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، وابن داود في مواضع من كتابه ، راجع : رجال ابن داود ، ص ١٤ ، الرقم ١٩ ، وص ١٧ ، الرقم ٢٧ ، وص ٣٩١. وهكذا ضبطه العلاّمة في خلاصة الأقوال ، ص ١٥ ، الرقم ١٣ ، وص ٢٦٩ ، الرقم ١ ، وفي إيضاح الاشتباه ، ص ٨٦ ، الرقم ١٧.
لايقال : إنّ الشيخ الطوسي عنون الرجل في رجاله تارة في ص ١٥٩ ، الرقم ١٧٧٥ وقال : « إبراهيم بن زياد ، أبو أيّوب الخزّاز » ، واخرى في ص ١٦٧ ، الرقم ١٩٣٥ وقال : « إبراهيم بن عيسى ، كوفي خزّاز ، ويقال : ابن عثمان ».
فإنّه يقال : المذكور في بعض النسخ المعتبرة من رجال الطوسي ، في الموضع الأوّل هو « الخرّاز » وفي الموضع الثاني « خرّاز ».
(١) في « بس » : ـ « من ».
(٢) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٦ ، ح ٥٥٩ ، مرسلاً ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٩٨ ، عن سليمان بن خالد ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٧ ، ح ٦١ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٢١ ، ح ٦٤.
(٣) في حاشية « بج ، جم » وشرح صدر المتألّهين : « أصحابنا ».
(٤) في المحاسن : « إذا مات العالم ».
(٥) « ثَلِمَ » جاء لازماً من باب عَلِمَ ، وجاء متعدّياً من باب ضرب. وثُلْمَة ـ وهي الخلل في الحائط وغيره ـ فاعلٌ على الأوّل ، ومفعول على الثاني ، والفاعل ضمير يعود إلى الموت. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٨١ ( ثلم ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٠١.
(٦) في المحاسن والبصائر : + « إلى يوم القيامة ».
(٧) المحاسن ، ص ٢٣٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ذيل ح ١٨٥ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤ ، ذيل ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن أميرالمؤمنين عليهالسلام. الخصال ، ص ٥٠٤ ، أبواب الستّة عشر ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٨ ، ح ٦٢.
أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ ، بَكَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَبِقَاعُ (١) الْأَرْضِ ، الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ (٢) اللهَ عَلَيْهَا ، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ ، الَّتِي كَانَ يُصْعَدُ فِيهَا بِأَعْمَالِهِ ، وَثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَايَسُدُّهَا شَيْءٌ ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ (٣) حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ (٤) سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا » (٥).
٧٨ / ٤. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ (٦) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (٧) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (٨) أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ » (٩).
__________________
(١) « بِقاع » : جمع البقعة وهي قطعة من أرض على غير الهيئة التي على جنبها. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٢ ( بقع ).
(٢) قال المازندراني في شرحه : « الموصول مع صلته إمّا صفة للبقاع ، أو صفة للأرض ، وعلى التقديرين « يعبد » إمّا مبنيّ للفاعل وفاعله : ذلك المؤمن ، أو مبنيّ للمفعول ». واستبعد المجلسي البناء للمفعول في مرآة العقول.
(٣) في الكافي ، ح ٤٧٥٢ والعلل وقرب الإسناد : ـ « الفقهاء ».
(٤) والكلمة ـ بقرينة تعلّق « لها » بها ـ مصدر ، فهو بفتح الحاء بمعنى المنع والحرز. وقال الميرزا رفيعا في حاشيته : « الحصن ـ بضمّ الحاء ـ مصدر حصن ككرم أي منع ». وفي شرح صدر المتألّهين والكافي ، ح ٤٧٥٢ : « كحصون ».
(٥) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح ٤٧٥٢ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣٠٣ ، ح ١١٩٠ ، وعلل الشرائع ، ص ٤٦٢ ، ح ٢ ؛ بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، مع تفاوت يسير. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٣٨١ ، مرسلاً إلى قوله : « بأعماله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٨ ، ح ٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٨٣ ، ح ٣٦٦٠.
(٦) في « ب ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » : « أحمد بن محمّد ».
(٧) هكذا في « ش ، و ، بو ، جح ، جر ، جل ، جم ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ». وما أثبتناه هو الصواب ، كما تقدّم ذيل ح ٧٥.
(٨) في « بس » : ـ « من ».
(٩) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٦ ، ح ٥٥٩ ، مرسلاً ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٩٨ ، عن سليمان بن خالد ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٧ ، ح ٦١.
٧٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقْبِضُ الْعِلْمَ بَعْدَ مَا يُهْبِطُهُ (١) ، وَلكِنْ يَمُوتُ الْعَالِمُ ، فَيَذْهَبُ بِمَا يَعْلَمُ ، فَتَلِيهِمُ (٢) الْجُفَاةُ (٣) ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْءٍ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ » (٤).
٨٠ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهالسلام يَقُولُ : إِنَّهُ يُسَخِّي (٥) نَفْسِي فِي سُرْعَةِ الْمَوْتِ وَالْقَتْلِ فِينَا قَوْلُ اللهِ عَزَّوَجَلَّ : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) (٦) وَهُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ » (٧).
__________________
(١) في حاشية « ض ، بر » : « ما بسطه ».
(٢) في حاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « فتؤمّهم ». وهو من الأمّ بمعنى القصد ، أو من الإمامة. وقوله : « فتليهم » من الوِلاية ـ بالكسر ـ وهي الإمارة والسلطنة والتولّي للُامور ، أي يصيروا إليهم صاحب التصرّف في امور دينهم ودنياهم. راجع شروح الكافي.
(٣) « الجُفاة » : جمع الجافي من الجَفاء ، بمعنى غِلَظ الطبع. انظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ( جفى ).
(٤) راجع : الأمالي للمفيد ، ص ٢٠ ، المجلس ٣ ، ح ١ ؛ تحف العقول ، ص ٣٧ الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٩ ، ح ٦٦.
(٥) في « ج ، بر » : « تُسخّي ». وقوله : « يُسَخِّي » ، فاعله « قول الله » ومفعوله « نفسي » و « فينا » متعلّق بـ « سرعة » أو بالقول ، وردّ المازندراني من جعل تسخى مثل ترضى و « نفسي » فاعله ، أو نفسي مبتدأ و « فينا » خبره ، وتسخى بمعنى تترك. قال صدر المتألّهين : « أي مفاد هذه الآية : يجعل نفسي سخيّة في باب سرعة الموت أو القتل فينا أهل البيت ؛ يعني تجود نفسي بهذه الحياة اشتياقاً إلى لقاء الله تعالى ويرغب في سرعة وقوع الموت أو الشهادة الواقعة فينا ؛ لأنّ المراد من نقصان الأرض من أطرافها ـ وهي نهاياتها ـ ذهاب العلماء ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ١٥٩ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ح ١٠٩ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٥٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٢٦.
(٦) الرعد (١٣) : ٤١.
(٧) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٦ ، ح ٥٦٠ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٧ مرسلاً من قوله : « أو لم يروا » الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٩ ، ح ٦٧ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٧ ، ح ١٠٢ ؛ وج ٧٠ ، ص ٣٣٧.
٨ ـ بَابُ مُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ وَصُحْبَتِهِمْ
٨١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : « يَا بُنَيَّ ، اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلى عَيْنِكَ (١) ، فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً ، نَفَعَكَ عِلْمُكَ (٢) ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً ، عَلَّمُوكَ ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَتِهِ (٣) ؛ فَتَعُمَّكَ (٤) مَعَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَايَذْكُرُونَ اللهَ ، فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً ، لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ ، وَإِنْ كُنْتَ (٥) جَاهِلاً ، يَزِيدُوكَ جَهْلاً ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ ؛ فَتَعُمَّكَ (٦) مَعَهُمْ » (٧).
٨٢ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مُحَادَثَةُ الْعَالِمِ (٨) عَلَى الْمَزَابِلِ خَيْرٌ
__________________
(١) « على عينك » ، أي بعينك ، أو في عينك ، أو على بصيرة منك ومعرفة لك بحالها. أو المراد : رجّحه على عينك ، أي ليكون المجالس أعزّ عندك من عينك. انظر شروح الكافي.
(٢) في العلل : « ينفعك علمك ويزيدونك علماً » بدل « نفعك علمك ».
(٣) في « ج » : « برحمة ».
(٤) هكذا في « ض ، و ، بس » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيعمّك ».
(٥) في « ف » : « وإن تكن ». وفي العلل : « وإن تك ».
(٦) هكذا في « ج ، بس » والعلل والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيعمّك ».
(٧) علل الشرائع ، ص ٣٩٤ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٥ ، ح ٩٥ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٣١ ، ذيل ح ٩١٩٨.
(٨) في حاشية « ب » : « العلماء ».
مِنْ مُحَادَثَةِ الْجَاهِلِ عَلَى الزَّرَابِيِّ (١) » (٢).
٨٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسى (٣) : يَا رُوحَ اللهِ ، مَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ : مَنْ تُذَكِّرُكُمُ (٤) اللهَ رُؤْيَتُهُ ، وَيَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ ، وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ (٥) » (٦).
٨٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (٧).
٨٥ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
__________________
(١) « الزرابيّ » : جمع الزَربيّة ، وهي البساط ، أو كلّ مابسط واتّكي عليه ، أو الطِنفسة ، أي الوسادة فوق الرحل ، أو البساط الذي لها خَمل ـ وهو ما يوضع على وجهه ـ رقيق ، أو النُمْرِقة ، وهي الوسادة الصغيرة ، أو هي زرابيّ النبت إذا احمرّ واصفرّ وفيه خُضرة ، فلمّا رأوا الألوان في البُسُط والفُرش شبّهوها بها. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٤٧ ( زرب ).
(٢) الاختصاص ، ص ٢٣٥ ، مرسلاً الوافي ج ١ ، ص ١٧٦ ، ح ٩٦.
(٣) في « بح » : + « ابن مريم ».
(٤) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ف » والمطبوع : « يذكّركم ».
(٥) في حاشية « بف » : « علمه ».
(٦) مصباح الشريعة ، ص ٢١ ؛ وتحف العقول ، ص ٤٤ ، مع زيادة. راجع : الأمالي للطوسي ، ص ١٥٧ ، المجلس ٦ ، ح ١٤ الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٦ ، ح ٩٧ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٣١ ، ح ٧٢.
(٧) الأمالي للصدوق ، ص ٦٠ ، المجلس ١٤ ، ح ١٠ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٦٠ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ٥ ، باب الواحد ، ح ١٢ ، بسند آخر عن منصور بن حازم. وفي تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٦ ، ح ٩٨.
دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « لَمَجْلِسٌ (١) أَجْلِسُهُ إِلى مَنْ أَثِقُ بِهِ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ » (٢).
٩ ـ بَابُ سُؤَالِ الْعَالِمِ وَتَذَاكُرِهِ
(٣) ٨٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (٤) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مَجْدُورٍ (٥) أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ ، فَغَسَّلُوهُ ، فَمَاتَ ، قَالَ (٦) : « قَتَلُوهُ ، أَلاَّ (٧) سَأَلُوا ؛ فَإِنَّ دَوَاءَ الْعِيِّ (٨) السُّؤَالُ » (٩).
٨٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَبُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالُوا :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ فِي شَيْءٍ سَأَلَهُ : « إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ ؛ لِأَنَّهُمْ
__________________
(١) في « ج » : « المجلس ».
(٢) الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٧ ، ح ١٠٠.
(٣) في حاشية « بح » : « العلم ».
(٤) في الكافي ، ح ٤١٣٠ والتهذيب : « عن محمّد بن سكين وغيره » بدل « عن بعض أصحابنا ».
(٥) « المجدور » ذات الجَدَريّ ، وهو قروح في البدن تنفّطُ عن الجلد ممتلئة ماءً وتقيّح ، أو ورم يأخذ في الحلق. انظر : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٢٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٧ ( جدر ).
(٦) في « ألف » والوسائل : « فقال ».
(٧) « ألاّ » : حرف تحضيض ، واحتمل في مرآة العقول كونه بالتخفيف استفهاماً إنكاريّاً.
(٨) « العيّ » : العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد ، أو العيّ بمعنى الجهل وعدم البيان. وقال في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالغين المعجمة ، ولعلّه تصحيف ». انظر : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ـ ١١٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيى ).
(٩) الكافي ، كتاب الطهارة ، باب الكسير والمجدور و ... ، ح ٤١٣٠. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ١٨٤ ، ح ٥٢٩ ، بسنده عن الكليني ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. الفقيه ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، ح ٢١٩ ، مرسلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وراجع : الكافي ، نفس الباب ، ح ٤١٢٩ الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٩ ، ح ١٠١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٨٢٦.
لَا يَسْأَلُونَ » (١).
٨٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ هذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ ، وَمِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ (٢) ». (٣)
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام مِثْلَهُ (٤).
٨٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَا يَسَعُ النَّاسَ (٥) حَتّى يَسْأَلُوا ، وَ (٦) يَتَفَقَّهُوا وَيَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ ، وَيَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَإِنْ كَانَ (٧) تَقِيَّةً » (٨).
٩٠ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أُفٍّ (٩) لِرَجُلٍ (١٠) لَايُفَرِّغُ (١١) نَفْسَهُ فِي كُلِّ
__________________
(١) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ١٠٢.
(٢) في شرح صدر المتألّهين : « السؤال ».
(٣) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ١٠٣.
(٤) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ١٠٤.
(٥) « لايسع الناس » ، أي لايجوز لهم أن يأخذوا في الدين شيئاً ويعتقدوه ويتديّنوا به ، من وسعة المكان ؛ لأنّالجائز موسّع غير مضيّق ، فالناس مفعول والفاعل مقدّر. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢٣.
(٦) في المحاسن : « أو ».
(٧) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « كانت ». وقال صدر المتألّهين : « تقيّة ، إمّا منصوبة بالخبريّة لـ « كانت » وهي ناقصة ، أو مرفوعة بالفاعليّة لها ، وهي تامّة ».
(٨) المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٧ ، بسنده عن يونس ، إلى قوله : « يتفقّهوا ». راجع : المحاسن ، ج ١ ، ص ١٥٥ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٥ ؛ وكمال الدين ، ص ٤١٢ ، ح ١٠ الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ١٠٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١١٠ ، ح ٣٣٣٤٦.
(٩) « أُفّ » : كلمة تضجّر ، وفيه ستّ لغات : افَّ ، افِّ ، افُّ ، افٍّ ، افّاً ، افْ. انظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣١ ( أفف ).
(١٠) في الخصال : « للرجل المسلم » بدل « لرجل ».
(١١) « لايفرغ » : إمّا من المجرّد ، أي من الفراغ ، يقال : فرغ منه يفرغ فراغاً ، أو من التفعيل ، أي من التفريغ ،
جُمُعَةٍ لِأَمْرِ دِينِهِ ؛ فَيَتَعَاهَدَهُ (١) وَيَسْأَلَ عَنْ دِينِهِ ».
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « لِكُلِّ مُسْلِمٍ (٢) » (٣).
٩١ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : تَذَاكُرُ الْعِلْمِ (٤) بَيْنَ عِبَادِي مِمَّا تَحْيَا عَلَيْهِ (٥) الْقُلُوبُ الْمَيْتَةُ إِذَا هُمُ انْتَهَوْا فِيهِ إِلى أَمْرِي » (٦).
٩٢ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ ». قَالَ : قُلْتُ : وَمَا إِحْيَاؤُهُ؟ قَالَ : « أَنْ يُذَاكِرَ (٧) بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَأَهْلَ الْوَرَعِ » (٨).
٩٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ
__________________
وتفريغ النفس بمعنى إخلائها. ف « نفسه » على الأوّل فاعله ، وعلى الثاني مفعوله. شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣١.
(١) جواب النفي ، واحتمالُ عطفه على المنفيّ بعيد. التعاهد والتعهّد : التحفّظ بالشيء ، وتجديد العهد به ، والثاني أفصح من الأوّل ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين ، إلاّ أن يكون التعاهد هنا لأصل الفعل دون الاشتراك. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٢٥ ؛ شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢٥.
(٢) بدلاً « لرجل » أي « افّ لكلّ مسلم » كما في المحاسن.
(٣) المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ الخصال ، ص ٣٩٣ ، باب السبعة ، ذيل ح ٩٦ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ١٨١ ، ح ١٠٦ و ١٠٧.
(٤) في « بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « العالم ».
(٥) لفظة « على » في « عليه » إمّا بمعنى الباء ، أو بمعناها ويكون الظرف حالاً من القلوب ، أي حال كونها ثابتة مستقرّة على العلم وتذاكره. وعلى التقديرين « تحيا » إمّا مجرّد معلوم ، أو مزيد مجهول. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣١.
(٦) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨١ ، ح ١٠٨.
(٧) في « و ، بف » : « أن تذاكر ».
(٨) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ح ١٠٩.
بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تَذَاكَرُوا (١) وَتَلَاقَوْا وَتَحَدَّثُوا ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ جِلَاءٌ لِلْقُلُوبِ ؛ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ (٢) كَمَا يَرِينُ (٣) السَّيْفُ ، جِلَاؤُهَا الْحَدِيثُ (٤) » (٥).
٩٤ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (٦) عليهالسلام يَقُولُ : « تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ (٧) ، وَالدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ (٨) حَسَنَةٌ (٩) » (١٠).
__________________
(١) في حاشية ميرزا رفيعا : + « العلم ».
(٢) ترين القلوب ، أي خبثت وعلا عليها الوسخ ، من الرَين ، وهو الصدأ الذي يعلو السيف والمرآة. انظر : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٩٢ ( رين ).
(٣) في « ف » : « ترين » ولعلّه لإرادة جنس السيف.
(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول : « جلاؤه الحديد ». وفي « بر » والوسائل : « وجلاؤه الحديد ». وفي « بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « جلاؤه الحديث ». وهذا الأخير لايمكن المساعدة عليه ؛ فإنّ السيف لايناسبه الحديث. وقال المجلسي في مرآة العقول : « في بعض النسخ : وجلاؤها الحديث ، وهو أظهر ».
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ح ١١٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٨.
(٦) في « بس » : « أبا عبدالله جعفر ». ومنصور الصيقل هو منصور بن الوليد الصيقل ، من أصحاب أبي جعفر الباقروأبي عبدالله عليهماالسلام ، كما في رجال الطوسي ، ص ١٤٧ ، الرقم ١٦٢٤ ؛ وص ٣٠٦ ، الرقم ٤٥٠٨. وهو وإن روى في أكثر أسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام ، لكن وردت روايته عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٨ ، ح ١٦ وذيله.
(٧) « الدراسة » : القراءة مع تعهّد وتفهّم ، يقال : درس يدرس دراسة ، إذا قرأ وتعهّد أن لاينسى. وأصل الدِراسة الرياضة والتعهّد للشيء. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ١١٣ ( درس ).
(٨) في حاشية « ف » : « صِلات ». وفي « بح » : « صَلات ». وفي « بس » : « صِلوة ». وفي الوافي : « وربّما يقرأ بكسر الصاد وسكون اللام ويفسّر بالصلة ».
(٩) « حسنة » : صفة لـ « صلاة » لاخبر بعد خبر ؛ إذ لاوجه لجعل الدراسة بمنزلة الصلاة على الإطلاق وإن لم تكن حسنة مقبولة. شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٣٢.
(١٠) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٣ ، ح ١١١.
١٠ ـ بَابُ بَذْلِ الْعِلْمِ
٩٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ (١) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليهالسلام : إِنَّ اللهَ لَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْجُهَّالِ عَهْداً بِطَلَبِ الْعِلْمِ حَتّى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ عَهْداً بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْلِ » (٢).
٩٦ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي هذِهِ الْآيَةِ : ( وَلا تُصَعِّرْ ) (٣) ( خَدَّكَ لِلنّاسِ ) (٤) قَالَ : « لِيَكُنِ النَّاسُ عِنْدَكَ فِي الْعِلْمِ سَوَاءً » (٥).
٩٧ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ،
__________________
(١) هكذا في « الف ، و ، جم » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس ، جر ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « جم » والمطبوع : « منصور بن حازم ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ ابن بزيع أحد رواة كتاب منصور بن يونس ، وروى عنه بعناوينه المختلفة في كثير من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٤٥٩ ، الرقم ٧٣١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ، وص ٣٥٩ ـ ٣٦٠.
وأضف إلى ذلك أنّ منصور بن يونس روى كتاب طلحة بن زيد ، كما في رجال النجاشي ، ج ٢٠٧ ، الرقم ٥٥٠ ، ولم يثبت رواية منصور بن حازم عن طلحة بن زيد.
(٢) الأمالي للمفيد ، ص ٦٦ ، المجلس ٧ ، ح ١٢ ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛ وفي خصائص الأئمّة ، ص ١٢٥ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٥٥٩ ، الحكمة ٤٧٨ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليهالسلام الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٥ ، ح ١١٢.
(٣) « لاتصعّر » من التصعير ، وهو إمالة الوجه أو الخدّ عن النظر إلى الناس تهاوناً من كبرٍ كأنّه مُعرِض. انظر : لسانالعرب ، ج ٤ ، ص ٤٥٦ ( صعر ).
(٤) لقمان (٣١) : ١٨.
(٥) الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٦ ، ح ١١٣.
(٦) روى أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه محمّد بن خالد البرقي ، كتاب أحمد بن النضر ، وبه يعلم المراد من