الكافي - ج ١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-385-1
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٢٢

الْوَلِيدِ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَعِيسى شَلَقَانُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فَابْتَدَأَنَا ، فَقَالَ : « عَجَباً لِأَقْوَامٍ (١) يَدَّعُونَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ قَطُّ ، خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام النَّاسَ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ ، وَفَاطِرِهِمْ عَلى مَعْرِفَةِ رُبُوبِيَّتِهِ ، الدَّالِّ عَلى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلى أَزَلِهِ ، وَبِاشْتِبَاهِهِمْ (٢) عَلى أَنْ لَاشِبْهَ لَهُ ، الْمُسْتَشْهِدِ بِآيَاتِهِ عَلى قُدْرَتِهِ ، الْمُمْتَنِعَةِ مِنَ الصِّفَاتِ ذَاتُهُ ، وَمِنَ الْأَبْصَارِ (٣) رُؤْيَتُهُ ، وَمِنَ الْأَوْهَامِ الْإِحَاطَةُ بِهِ ، لَا أَمَدَ لِكَوْنِهِ ، وَلَا غَايَةَ لِبَقَائِهِ ، لَاتَشْمُلُهُ (٤) الْمَشَاعِرُ ، وَلَا تَحْجُبُهُ (٥) الْحُجُبُ ، وَالْحِجَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ خَلْقُهُ إِيَّاهُمْ ؛ لِامْتِنَاعِهِ مِمَّا يُمْكِنُ فِي ذَوَاتِهِمْ ، وَلِإِمْكَانٍ مِمَّا يَمْتَنِعُ مِنْهُ (٦) ، وَلِافْتِرَاقِ الصَّانِعِ مِنَ (٧) الْمَصْنُوعِ ، وَالْحَادِّ مِنَ (٨) الْمَحْدُودِ ، وَالرَّبِّ مِنَ (٩) الْمَرْبُوبِ ، الْوَاحِدُ بِلَا تَأْوِيلِ عَدَدٍ ، وَالْخَالِقُ لَابِمَعْنى (١٠) حَرَكَةٍ ، وَالْبَصِيرُ لَا بِأَدَاةٍ ، وَالسَّمِيعُ لَابِتَفْرِيقِ آلَةٍ ، وَالشَّاهِدُ لَابِمُمَاسَّةٍ ، وَالْبَاطِنُ لَابِاجْتِنَانٍ (١١) ، وَالظَّاهِرُ الْبَائِنُ لَابِتَرَاخِي مَسَافَةٍ ، أَزَلُهُ نُهْيَةٌ (١٢) لِمَجَاوِلِ (١٣) الْأَفْكَارِ ، وَدَوَامُهُ رَدْعٌ‌

__________________

(١) في « بر » : « للقوم ».

(٢) في التوحيد : « بأشباههم ».

(٣) احتمل الداماد كونه على صيغة المصدر ، أي الإبصار. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٣٣٩.

(٤) في « ض ، بف » : « لاتشتمله ».

(٥) في « ج » : « لايحجبه ».

(٦) في التوحيد : « ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته ». واستصوبه العلاّمة الفيض في الوافي وقال : « وكأنّ‌اللفظتين سقطتا من قلم النُسّاخ ».

(٧) في التوحيد : « و » بدل « من ».

(٨) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « و » بدل « من ».

(٩) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « و » بدل « من ».

(١٠) في حاشية « ض » : « بلا معنى ».

(١١) الاجتنان : الاستتار. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٥ ( جنن ).

(١٢) في « بح » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بف » : « نهي ». و « النُهية » : اسم من نهاه ، ضدّ أمره. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٥٦ ( نهى ).

(١٣) في « ب ، بح ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « لمحاول » ، أي لتحوّلات الأفكار. و « المجاول » : جمع مَجْوَل ،

٣٤١

لِطَامِحَاتِ (١) الْعُقُولِ ، قَدْ حَسَرَ (٢) كُنْهُهُ نَوَافِذَ الْأَبْصَارِ ، وَقَمَعَ (٣) وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ ، فَقَدْ حَدَّهُ ؛ وَمَنْ حَدَّهُ ، فَقَدْ عَدَّهُ ؛ وَمَنْ عَدَّهُ ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : أَيْنَ؟ فَقَدْ غَيَّاهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : عَلى مَ (٤)؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ». (٥)

٣٥٥ / ٦. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (٦) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ فَتْحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ بِخَطِّهِ : « الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ (٧) حَمْدَهُ ». وَذَكَرَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ إِلى قَوْلِهِ : « وَقَمَعَ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ ». ثُمَّ زَادَ فِيهِ :

« أَوَّلُ الدِّيَانَةِ (٨) بِهِ (٩) مَعْرِفَتُهُ ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ الصِّفَاتِ‌

__________________

وهو مكان الجولان وزمانه.

(١) « الطامحات » : جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ( طمح ).

(٢) « حسر » : أعيا وكَلَّ وأعجز. يتعدّى ولا يتعدّى. يقال : حسر البعيرُ وحسرتُه أنا. والمراد هاهنا الثاني. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٩ ( حسر ).

(٣) في التوحيد : « وامتنع ». و « قمعه » : قلعه ، قهره ، ذلّله ، دفعه ، كسره. انظر : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٩٤ ( قمع ).

(٤) في الوافي : « على ما ».

(٥) التوحيد ، ص ٥٦ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، إلى قوله : « جوائل الأوهام ». مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص ٢١١ ، الخطبة ١٥٢ ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٦ ، ح ٣٥٧ ؛ البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٦ ، ح ١٠٥ ، وص ٢٨٧ ، وفيهما قطعة منه.

(٦) الظاهر أنّ محمّد بن الحسين ، هو محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، يروي عنه الكليني بواسطة ، والواسطة في الأغلب هو محمّد بن يحيى. لكن لا يوجد في الباب ما يبرِّر وقوع التعليق في السند ، فعليه يكون الخبر مرسلاً. فتأمّل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٩٨ ـ ٤٣٦.

(٧) في « بس » : « عبده ».

(٨) « الدِيانة » : الإطاعة والانقياد. يقال : دان بكذا ديانة ، وتديّن به ، أي أطاعه وانقاد له. والمعنى : أوّل التديّن بدين‌الله معرفته. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١١٨ ( دين ) ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٠٢. وقال ميرزا رفيعا في حاشيته ، ص ٤٥٨ : « في بعض النسخ : الدياثة ، بدل : الديانة ، أي المذلّة والعبوديّة ، يقال : ديّثه ، أي ذلّله ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : ـ « به ».

٣٤٢

عَنْهُ ؛ بِشَهَادَةِ (١) كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وَشَهَادَةِ الْمَوْصُوفِ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، وَشَهَادَتِهِمَا جَمِيعاً بِالتَّثْنِيَةِ (٢) الْمُمْتَنِعِ مِنْهُ (٣) الْأَزَلُ ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ ، فَقَدْ حَدَّهُ ؛ وَمَنْ حَدَّهُ ، فَقَدْ عَدَّهُ ؛ وَمَنْ عَدَّهُ ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : كَيْفَ؟ فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ ؛ (٤) وَمَنْ قَالَ : فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : عَلى مَ (٥)؟ فَقَدْ جَهِلَهُ (٦) ؛ وَمَنْ قَالَ : أَيْنَ؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : مَا هُوَ؟ فَقَدْ نَعَتَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ إِلى مَ (٧)؟ فَقَدْ غَايَاهُ (٨) ، عَالِمٌ إِذْ لَامَعْلُومَ ، وَخَالِقٌ إِذْ لَا مَخْلُوقَ ، وَرَبٌّ إِذْ لَامَرْبُوبَ (٩) ، وَكَذلِكَ يُوصَفُ رَبُّنَا ، وَ (١٠) فَوْقَ (١١) مَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ » (١٢).

٣٥٦ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَغَيْرِهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ب ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : « لشهادة ».

(٢) في التوحيد : « على أنفسهما بالبَيْنة » بدل « بالتثنية ». والبَيْنة مصدرٌ بمعنى البينونة.

(٣) في حاشية « بح ، بج » والتوحيد : « منها ». وهو الأنسب.

(٤) « استوصفه » : طلب وصفه. يقال : استوصفه الشي‌ءَ : سأله أن يصفه له. والمراد : جعل له وصفاً زائداً على ذاته. انظر : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٥٦ ( وصف ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٥٨.

(٥) في الوافي وحاشية ميرزا رفيعا : « على ما ».

(٦) في حاشية « ج ، ض ، ف » : « حمّله ». وفي حاشية « بح » ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « حمله » ، أي جعله محمولاً ينتهي إلى ما يحمله.

(٧) في الوافي وحاشية ميرزا رفيعا : « إلى ما ».

(٨) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « فقد غيّاه ». وفي التوحيد : « فقد وقّته ».

(٩) في التوحيد : + « وإله إذ لا مألوه ».

(١٠) في حاشية « ف » : « وهو ».

(١١) في شرح المازندراني : « فوق ، إمّا عطف على « يوصف » بتقدير « يوصف » ، أو حال عن « ربّنا ». وفيه إيماء إلى أنّ ما وصفه الواصفون ليس ربّاً والربّ فوقه ».

(١٢) التوحيد ، ص ٥٦ ، ح ١٤ ، بسند آخر ، عن الرضا عليه‌السلام. وراجع : عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤٩ ، ح ٥١ الوافي ؛ ج ١ ، ص ٤٣٨ ، ح ٣٥٨.

٣٤٣

خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَوْماً (١) خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِ صِفَتِهِ وَمَا ذَكَرَهُ (٢) مِنْ تَعْظِيمِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : فَقُلْتُ لِلْحَارِثِ : أَوَمَا حَفِظْتَهَا؟ قَالَ : قَدْ كَتَبْتُهَا ، فَأَمْلَاهَا عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ :

« الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَايَمُوتُ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ؛ لِأَنَّهُ (٣) كُلَّ يَوْمٍ (٤) فِي شَأْنٍ مِنْ إِحْدَاثِ بَدِيعٍ (٥) لَمْ يَكُنِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ (٦) ؛ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً ، وَلَمْ يُولَدْ (٧) ؛ فَيَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً ، وَلَمْ تَقَعْ (٨) عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ ؛ فَتُقَدِّرَهُ شَبَحاً مَاثِلاً (٩) ، وَلَمْ تُدْرِكْهُ (١٠) الْأَبْصَارُ ؛ فَيَكُونَ بَعْدَ انْتِقَالِهَا (١١) حَائِلاً (١٢) ، الَّذِي لَيْسَتْ (١٣) فِي أَوَّلِيَّتِهِ نِهَايَةٌ ، وَلَا لِآخِرِيَّتِهِ (١٤) حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ (١٥) ، الَّذِي لَمْ يَسْبِقْهُ وَقْتٌ ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ (١٦) زَمَانٌ ، وَلَا يَتَعَاوَرُهُ (١٧) زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ ،

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي المطبوع : ـ « يوماً ».

(٢) في « بس ، بف » والتوحيد : « ما ذكر ».

(٣) في الوافي : « لأنّ ».

(٤) في البحار : + « هو ».

(٥) « البديع » : فعيل بمعنى المفعول ، أي المبتدَع والمخترَع ، وهو ما يُحدث على غير مثال سبق. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٢ ( بدع ).

(٦) في التوحيد ونهج البلاغة : « لم يولد ».

(٧) في التوحيد ونهج البلاغه : « ولم يلد ».

(٨) في شرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « ولم يقع ».

(٩) « الماثل » : القائم ، أو المماثل والمشابه. يقال : مَثَل ، أي قام منتصباً ، ومَثَل فلانٌ فلاناً ، أي صار مثله. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٤ ( مثل ).

(١٠) في « بر » : « لم يدركْه ».

(١١) في شرح صدر المتألّهين : « وفي نسخة : بعد انتفائها ».

(١٢) في حاشية ميرزا رفيعا : « خائلاً » أي ذا خيال وصورة متمثّلة في المدرك. و « الحائل » : المتغيّر. يقال : حال الشي‌ء ، إذا تغيّر وانقلب حاله ، أي لا تدركه الأبصار وإلاّ لكان بعد انتقالها عنه متغيّراً. قال الداماد في التعليقة ، ص ٣٤٨ : « هذا إذا كان « بعد » بالنصب ظرفاً ، وأمّا إذا كان بالضمّ ، فالحائل بمعنى الحاجز ». وهو ـ أي الضمّ ـ محتمل عند المازندراني. وانظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ( حول ).

(١٣) في حاشية « بح » : « ليس ». وفي التوحيد والبحار : + « له ».

(١٤) في التوحيد : « ولا في آخريّته ».

(١٥) في شرح صدر المتألّهين : « وغاية » بدل « ولا غاية ».

(١٦) في « ج » : « ولايتقدّمه ».

(١٧) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » وشرح المازندراني والتوحيد : « ولم يتعاوره ». وقوله :

٣٤٤

وَلَا يُوصَفُ (١) بِأَيْنٍ (٢) وَلَا بِمَ وَلَا مَكَانٍ (٣) ، الَّذِي بَطَنَ مِنْ (٤) خَفِيَّاتِ الْأُمُورِ (٥) ، وَظَهَرَ (٦) فِي الْعُقُولِ (٧) بِمَا يُرى فِي خَلْقِهِ مِنْ عَلَامَاتِ التَّدْبِيرِ ، الَّذِي سُئِلَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَنْهُ فَلَمْ تَصِفْهُ بِحَدٍّ وَلَا بِبَعْضٍ (٨) ، بَلْ وَصَفَتْهُ بِفِعَالِهِ (٩) ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ بِآيَاتِهِ ، لَاتَسْتَطِيعُ (١٠) عُقُولُ الْمُتَفَكِّرِينَ جَحْدَهُ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فِطْرَتَهُ (١١) وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَهُوَ الصَّانِعُ لَهُنَّ ، فَلَا مَدْفَعَ لِقُدْرَتِهِ ، الَّذِي نَأى (١٢) مِنَ الْخَلْقِ (١٣) ، فَلَا شَيْ‌ءَ كَمِثْلِهِ ، الَّذِي خَلَقَ خَلْقَهُ (١٤) لِعِبَادَتِهِ ، وَأَقْدَرَهُمْ (١٥) عَلى طَاعَتِهِ بِمَا جَعَلَ فِيهِمْ ، وَقَطَعَ عُذْرَهُمْ بِالْحُجَجِ ، فَعَنْ بَيِّنَةٍ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَبِمَنِّهِ (١٦) نَجَا مَنْ نَجَا ، وَلِلّهِ الْفَضْلُ مُبْدِئاً وَمُعِيداً.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ افْتَتَحَ الْحَمْدَ (١٧) لِنَفْسِهِ ، وَخَتَمَ أَمْرَ الدُّنْيَا‌

__________________

« لا يتعاوره » ، أي لايتناوبه ولا يتداوله. يقال : تعاور القومُ فلاناً ، إذا تعاونوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ ( عور ).

(١) في « ج » وحاشية « ف ، بح » والوافي والتوحيد : « ولم يوصف ».

(٢) يجوز قراءة الكلمة بفتح النون أيضاً.

(٣) في التوحيد : « ولا بمكان » بدل « ولا بم ولا مكان ».

(٤) في حاشية « ف » : « في ».

(٥) « بطن من خفيّات الامور » أي أدرك الباطن منها ، أو المراد أنّه باطن خفيّ داخل في جملتها. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٦٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٠٦.

(٦) في « بف » والوافي : « فظهر ».

(٧) في « ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » والوافي : « المعقول ».

(٨) في التوحيد : « ولا بنقص ».

(٩) في التوحيد : « بأفعاله ».

(١٠) في « ف » : « لا يستطيع ». وفي التوحيد : « ولا تستطيع ». وفي شرح صدر المتألّهين : « الجملة في موضع الحال عن ضمير « عليه » ؛ لأنّه بمنزلة المفعول لـ « دلّت ». ويحتمل الاستيناف بأنّها قاعدة كلّيّة ».

(١١) « الفِطْرَة » : الخلقة. يقال : فطره يفطره فطراً ، أي خلقه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨١ : ( فطر ).

(١٢) في « بر » والتوحيد : « بان ».

(١٣) في « ب » : « الخلائق ».

(١٤) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : « الخلق ».

(١٥) في حاشية « ف » : « وقدرهم ».

(١٦) في « ض » وحاشية شرح صدر المتألّهين : « وعنه ». وفي التوحيد : « وعن بيّنة » بدل « وبمنّه ».

(١٧) في التوحيد : « افتتح الكتاب بالحمد ».

٣٤٥

وَمَحَلَّ (١) الْآخِرَةِ بِالْحَمْدِ لِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (٢).

الْحَمْدُ لِلّهِ اللاَّبِسِ الْكِبْرِيَاءِ بِلَا تَجْسِيدٍ (٣) ، وَالْمُرْتَدِي (٤) بِالْجَلالِ بِلَا تَمْثِيلٍ (٥) ، وَالْمُسْتَوِي عَلَى الْعَرْشِ بِغَيْرِ زَوَالٍ (٦) ، وَالْمُتَعَالِي (٧) عَلَى (٨) الْخَلْقِ (٩) بِلَا تَبَاعُدٍ مِنْهُمْ وَلَا مُلَامَسَةٍ (١٠) مِنْهُ لَهُمْ (١١) ، لَيْسَ (١٢) لَهُ حَدٌّ يُنْتَهى إِلى حَدِّهِ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ ؛ فَيُعْرَفَ بِمِثْلِهِ ، ذَلَّ مَنْ تَجَبَّرَ غَيْرَهُ ، وَصَغُرَ مَنْ تَكَبَّرَ دُونَهُ ، وَتَوَاضَعَتِ الْأَشْيَاءُ لِعَظَمَتِهِ ، وَانْقَادَتْ لِسُلْطَانِهِ وَعِزَّتِهِ ، وَكَلَّتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ طُرُوفُ (١٣) الْعُيُونِ ، وَقَصُرَتْ دُونَ بُلُوغِ صِفَتِهِ أَوْهَامُ الْخَلَائِقِ ، الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَلَا قَبْلَ لَهُ ، وَالْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَلَا بَعْدَ لَهُ (١٤) ،

__________________

(١) في التوحيد : « ومجي‌ء ». وفي ضبط كلمة « محلّ » ثلاث وجوه اخر : « مَحْل » وهو المكر ، والكيد ، والغبار ، والشدّة ، والجدب ، وانقطاع المطر ، ويُبْس الأرض من الكلإ وغيره. و « مَجَل » و « مَجْل » وهو أن يجتمع بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل وشدّته. قال الداماد في التعليقة ، ص ٣٤٩ : « وكأنّ الضبط بالجيم هو الأصحّ الأضبط ». وهو مختار المازندراني. وغير ما في المتن تكلّف وتعسّف وتصحيف عند الفيض في الوافي.

(٢) الزمر (٣٩) : ٧٥.

(٣) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « ج ، ف ، بح » والتوحيد : « بلا تجسّد ».

(٤) « المرتدي » : هو الذي لبس الرداء. يقال : تردّى وارتدى ، أي لبس الرداءَ. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٥ ( ردى ).

(٥) في « بس » وحاشية « ف ، بح » والتوحيد : « بلا تمثّل ».

(٦) في الوافي ومرآة العقول والتوحيد : « بلا زوال ».

(٧) في « بر » : « والمتعال ».

(٨) في حاشية « ف » ومرآة العقول والتوحيد : « عن ».

(٩) في « ب » : « الخلائق ».

(١٠) في شرح صدر المتألّهين : + « بهم ».

(١١) في حاشية « ج » : « بهم ». وفي شرح صدر المتألّهين : ـ « لهم ». وفي التوحيد : « القريب منهم بلا ملامسة منه لهم » بدل « ولا ملامسة منه لهم ».

(١٢) في « ب ، بر ، بف » : « فليس ».

(١٣) في حاشية « ف » : « طروق ». وفي التعليقة للداماد ، ص ٣٥٠ : « وفي بعض نسخ الكتاب : طروق العيون ، بالقاف‌بمعنى الطرق ، وهو دقّ الباب ». و « طروف » : إمّا جمع طَرْف ، بمعنى تحريك الجفن بالنظر ، أو بمعنى العين فجمعه لأمن الالتباس بالمصدر. وإمّا جمع طارف بمعنى طامح ، أي مرتفع. أو جمع طِرْف ، وهو الكريم من الخيل ، وهنا الكريم مطلقاً. أو هو مصدر بمعنى النظر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٥٩ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٧٦ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٤١ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٠٩ ؛ الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٣ ( طرف ).

(١٤) في التوحيد : « الأوّل قبل كلّ شي‌ء ، والآخر بعد كلّ شي‌ء ، ولا يعدله شي‌ء ».

٣٤٦

الظَّاهِرِ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِالْقَهْرِ لَهُ ، وَالْمُشَاهِدِ لِجَمِيعِ الْأَمَاكِنِ بِلَا انْتِقَالٍ إِلَيْهَا ، لَاتَلْمِسُهُ لَامِسَةٌ (١) ، وَلَا تَحُسُّهُ حَاسَّةٌ ( هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ) (٢) أَتْقَنَ مَا أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَشْبَاحِ (٣) كُلِّهَا ، لَابِمِثَالٍ (٤) سَبَقَ (٥) إِلَيْهِ ، وَلَا لُغُوبٍ (٦) دَخَلَ عَلَيْهِ فِي خَلْقِ (٧) مَا خَلَقَ لَدَيْهِ ، ابْتَدَأَ مَا أَرَادَ ابْتِدَاءَهُ ، وَأَنْشَأَ مَا أَرَادَ إِنْشَاءَهُ عَلى مَا أَرَادَ مِنَ الثَّقَلَيْنِ : الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (٨) ؛ لِيَعْرِفُوا (٩) بِذلِكَ رُبُوبِيَّتَهُ ، وَتَمَكَّنَ (١٠) فِيهِمْ طَاعَتُهُ (١١) ، نَحْمَدُهُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ (١٢) كُلِّهَا عَلى جَمِيعِ نَعْمَائِهِ (١٣) كُلِّهَا (١٤) ، وَنَسْتَهْدِيهِ لِمَرَاشِدِ (١٥) أُمُورِنَا ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، وَنَسْتَغْفِرُهُ لِلذُّنُوبِ الَّتِي سَبَقَتْ (١٦) مِنَّا ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،

__________________

(١) في « بس » : « ماسّة ». وفي التعليقة للداماد ، ص ٣٥٠ : « وفي نسخة : لا تلمّه لامّة ، من اللِمّة ... والعين اللامّة التي‌تصيب بسوء ، أو من اللمم : الشي‌ء القليل الّذي يقرب من الإنسان ويعتريه ».

(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.

(٣) في التوحيد : « أتقن ما أراد خلقه من الأشياء ».

(٤) في التوحيد : « بلا مثال ».

(٥) « سَبَق » معلوم ، وضمير الفاعل يرجع إلى الله سبحانه ، وضمير المجرور إلى المثال ، إن اريد بالمثال الصور العلميّة. أو مجهول والضميران بالعكس ، إن اريد بالمثال مثال الموجودات. أو معلوم والضميران بحالهما. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ؛ مرآة العقول ج ٢ ، ص ١٠٩.

(٦) في التعليقة للداماد ، ص ٣٥٠ : « في نسخة : ولا بفوت. وبه يتعلّق لديه ، لا بما خلق ، أي ولايفوت شي‌ء لديه يكون قد فاته أوّلاً في ابتدائه خلق ما خلق ، ثمّ دخل عليه أخيراً ». و « اللغوب » : التعب والإعياء والعجز : انظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ( لغب ).

(٧) في « ب » : « خلقه ».

(٨) في البحار : ـ « الجنّ والإنس ».

(٩) في « ف » : « لتعرفوا ». وفي التوحيد : « لتعرف ».

(١٠) في المرآة : « يمكّن ». والفعل مضارع منصوب ، وهو : إمّا من التمكّن بحذف إحدى التاءين ، أو من التمكين. و « طاعته » على الأوّل فاعل ، وعلى الثاني مفعول ، والفاعل هو الله تعالى. انظر : شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١١٠.

(١١) في التوحيد : « طواعِيَته » أي طاعته.

(١٢) في شرح المازندراني : « المحامد : جمع المَحْمَدَة ، وهي مايحمد به من صفات الكمال ونعوت الجلال ».

(١٣) في حاشية « ج ، بح » : « نعمه ».

(١٤) في « بح » : ـ « كلّها ».

(١٥) « المراشد » : مقاصد الطرق. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٤ ( رشد ).

(١٦) في التوحيد : « سلفت ».

٣٤٧

وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً (١) دَالًّا عَلَيْهِ ، وَهَادِياً إِلَيْهِ ، فَهَدى (٢) بِهِ مِنَ (٣) الضَّلَالَةِ ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ؛ ( مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (٤) وَنَالَ ثَوَاباً جَزِيلاً (٥) ؛ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، ( فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) ، وَاسْتَحَقَّ عَذَاباً أَلِيماً ، فَأَنْجِعُوا (٦) بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِخْلَاصِ النَّصِيحَةِ وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ (٧) ، وَأَعِينُوا عَلى (٨) أَنْفُسِكُمْ بِلُزُومِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ ، وَهَجْرِ الْأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ ، وَتَعَاطَوُا (٩) الْحَقَّ بَيْنَكُمْ ، وَتَعَاوَنُوا بِهِ دُونِي (١٠) ، وَخُذُوا عَلى يَدِ الظَّالِمِ السَّفِيهِ ، وَمُرُوا (١١) بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاعْرِفُوا لِذَوِي الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ ، عَصَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْهُدى ، وَثَبَّتَنَا (١٢) وَإِيَّاكُمْ عَلَى التَّقْوى ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ » (١٣).

__________________

(١) في « بس » والتوحيد : ـ « نبيّاً ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٦٨ : « نصب قوله : « نبيّاً » إمّا بالمفعوليّة ، أوالحاليّة ، أو للتعليل ، أي ليكون نبيّاً ، أي مخبراً ، فعيل من نبأ بمعنى أخبر ».

(٢) في التوحيد : « فهدانا ».

(٣) في « ب » والوافي : « عن ».

(٤) الأحزاب (٣٣) : ٧١.

(٥) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ض » والتوحيد : « كريماً ». وفي « بح » : + « كريماً ».

(٦) في التعليقة للداماد وشرح المازندراني والوافي : « فابخعوا » أي فبالغوا في أداء ما يجب عليكم. وفي شرح‌صدر المتألّهين ، ص ٣٥٩ : « نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثّر ، وهؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون وقد نجعوا في معنى انتجعوا. فعلى هذا يكون أنجِعوا هاهنا في معنى انتَجِعوا ». وفي مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١١٠ : « فأنجعوا ... من قولهم : أنجع ، أي أفلح ». وانظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٥ ( نجع ).

(٧) « الموازرة » : المعاونة ، وحمل ثقل الآخر ؛ من الوزر بمعنى الثقل. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٥ ( وزر ).

(٨) في التوحيد : ـ « على ».

(٩) في حاشية ميرزا رفيعا : « وتناولوا ».

(١٠) في التوحيد : « عليه » بدل « به دوني ».

(١١) في « ف ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « وأمروا ». وفي « بس » : ـ « و ».

(١٢) في حاشية « ج » : + « الله ».

(١٣) التوحيد ، ص ٣١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر وغيره ، عن عمرو بن ثابت ، عن رجل سمّاه ، عن أبي إسحاق السبيعي. راجع : نهج البلاغة ، ص ٢٦٠ ، الخطبة ١٨٢ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٩ ، ح ٣٥٩ ؛ البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧ ، إلى قوله : « ربوبيّته ».

٣٤٨

٢٣ ـ بَابُ النَّوَادِرِ‌

٣٥٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) (١) فَقَالَ : « مَا يَقُولُونَ فِيهِ؟ » قُلْتُ (٢) : يَقُولُونَ : يَهْلِكُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ (٣) إِلاَّ وَجْهَ اللهِ ، فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! لَقَدْ قَالُوا قَوْلاً عَظِيماً ، إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ وَجْهَ اللهِ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ (٤) » (٥).

٣٥٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ (٦) ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) قَالَ : « مَنْ أَتَى اللهَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) ، فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي لَايَهْلِكُ (٩) ، وَكَذلِكَ (١٠) قَالَ : ( مَنْ

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٢) في حاشية « بح » : « قال ».

(٣) في « ض » : « كلّ شي‌ء يهلك ».

(٤) في البصائر ، ح ١ و ٦ : + « ونحن وجه الله الذي يؤتى منه ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٦٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٦٦ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن المغيرة ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص ٢١٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٦ ؛ والتوحيد ، ص ١٥١ ، ح ٧ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٣١ ، ح ٣٣ الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٧ ، ح ٣٤٣.

(٦) في « بس » : « عن أحمد بن أبي نصر ».

(٧) في المحاسن : « من طاعته وطاعة محمّد ».

(٨) في التوحيد : + « والأئمّة من بعده ».

(٩) في شرح المازندراني : « هذا القول تفسير للوجه ، وضمير « هو » يعود إلى الموصول ، والمعنى أنّ كلّ شي‌ء هالك في الدنيا والآخرة إلاّمن أطاع محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(١٠) في « ب » والمحاسن : « ولذلك ».

٣٤٩

يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) (١) ». (٢)

٣٥٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ النَّحَّاسِ (٣) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « نَحْنُ الْمَثَانِي (٤) الَّتِي (٥) أَعْطَاها (٦) اللهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَنَحْنُ وَجْهُ اللهِ (٧) نَتَقَلَّبُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (٨) ، وَنَحْنُ عَيْنُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَيَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ بِالرَّحْمَةِ عَلى عِبَادِهِ ، عَرَفْنَا مَنْ عَرَفَنَا ، وَجَهِلْنَا (٩) مَنْ جَهِلَنَا وَإِمَامَةَ‌

__________________

(١) النساء (٤) : ٨٠.

(٢) المحاسن ، ص ٢١٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٨ ، وفي التوحيد ، ص ١٤٩ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٨ ، ح ٣٤٤.

(٣) في « ب ، ج ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « النخّاس ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٤) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحجر (١٥) : ٨٧ : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ). « المثاني » : جمع مَثنى أو مثناة ، من التثنية بمعنى التكرار. أو جمع مثنية ، من الثناء. وقال الصدوق رحمه‌الله في التوحيد ، ص ١٥١ ، ذيل هذا الحديث : « معنى قوله : نحن المثاني ، أي نحن الذين قرننا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى القرآن وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر امّته بأن لانفترق حتّى نرد عليه حوضه ». انظر : المغرب ، ص ٧٠ ( ثني ) ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٩.

(٥) هكذا في « بر » وحاشية « ف ، بح » وحاشية شرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الذي ».

(٦) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بر ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد وتفسير القمّي. وفي تفسير العيّاشي : « أعطى ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أعطاه ».

(٧) في تفسير القمّي : + « الذي ».

(٨) « أظهر » : جمع الظَهْر. يقال : فلان أقام بين أظْهُر قوم ، أي أقام فيهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. والمعنى أنّ ظهراً منهم قدّامه ، وظهراً منهم وراءه. فهو مكفوف من جوانبه ، ثمّ شاع الاستعمال في الإقامة بين قوم مطلقاً. أو المراد : نتقلّب بينكم أيّاماً معدودة ، أو نتقلّب بين ظهوركم وخلفكم لا بين قدّامكم كناية عن إعراض الخلق عنهم. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠.

(٩) في « ب » : « عَرَفْنا » و « جَهِلْنا ». وهو الأقرب. وأيضاً فسّره المازندراني في شرحه ، ج ٤ ، ص ٢٩٠ بما يشعركون الأوّل من الجملتين بصيغة المتكلّم مع الغير.

٣٥٠

الْمُتَّقِينَ (١) ». (٢)

٣٦٠ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) (٣) قَالَ : « نَحْنُ ـ وَاللهِ ـ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (٤) الَّتِي لَايَقْبَلُ اللهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلاً إِلاَّ بِمَعْرِفَتِنَا ». (٥)

٣٦١ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (٦) بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في التوحيد : « ومن جهلنا فأمامه اليقين ». و « إمامةَ المتّقين » بالنصب ، عطفاً على ضمير المتكلّم في « جهلنا » ثانياً ، أي جهلنا وجهل إمامة المتّقين. وفي قوله : « إمامةَ المتّقين » يحتمل وجهان آخران من الإعراب : الجرّ عطفاً على قوله عليه‌السلام : « بالرحمة » أي ويده المبسوطة بإمامة المتّقين ؛ والرفع على الابتداء بحذف الخبر ، أي لنا إمامة المتّقين. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١١٥ : « ولعلّه من تصحيف النُسّاخ ، والأظهر ما في نسخ التوحيد : ومن جهلنا فأمامه اليقين ، أي الموت على التهديد ، أو المراد أنّه يتيقّن بعد الموت ورفع الشبهات ». وانظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٧٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٩٠.

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٦٥ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن حديد ، عن عليّ بن أبي المغيرة ، عن أبي سلام النحاس ، عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٦٦ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي سلام ، إلى قوله : « بين أظهركم » ؛ التوحيد ، ص ١٥٠ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن محبوب بن سيّار ، عن محمّد بن سنان ، عن سورة بن كليب ، عن أبى جعفر عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير ؛ بصائر الدرجات ، ص ٦٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ٣٦ ، عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٨ ، ح ٣٤٥.

(٣) الأعراف (٧) : ١٨٠.

(٤) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « أسماء الله الحسنى ». وفي « بح ، بس » وحاشية « بف » : « أسماء الله ».

(٥) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٤٢ ، ح ١١٩ ، عن محمّد بن أبي زيد الرازي ، عمّن ذكره ، عن الرضا ، عن أبي عبدالله عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج ١ ، ص ٤٩١ ، ح ٣٤٦.

(٦) في حاشية « ض ، و » : « الحسين ».

٣٥١

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ خَلَقَنَا ، فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا (١) ؛ وَصَوَّرَنَا ، فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا ؛ وَجَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ ، وَلِسَانَهُ النَّاطِقَ فِي خَلْقِهِ ، وَيَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَوَجْهَهُ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ ، وَبَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَخُزَّانَهُ (٢) فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ (٣) ؛ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ ، وَأَيْنَعَتِ (٤) الثِّمَارُ ، وَجَرَتِ الْأَنْهَارُ ؛ وَبِنَا يَنْزِلُ (٥) غَيْثُ السَّمَاءِ ، وَيَنْبُتُ (٦) عُشْبُ (٧) الْأَرْضِ ؛ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ ، وَلَوْ لا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللهُ ». (٨)

٣٦٢ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ ) (٩) فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ (١٠) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَأْسَفُ كَأَسَفِنَا ، وَلكِنَّهُ (١١) خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ وَيَرْضَوْنَ وَهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ (١٢) ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِهِ ، وَسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِهِ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْهِ ، وَالْأَدِلاَّءَ عَلَيْهِ ، فَلِذلِكَ صَارُوا كَذلِكَ ، وَلَيْسَ أَنَّ ذلِكَ يَصِلُ إِلَى اللهِ كَمَا يَصِلُ‌

__________________

(١) في « بف » : « خلقتنا ». وفي مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ : خُلْقَنا ، بالضمّ ».

(٢) في « ف » : « وخزانته ». وفي التوحيد : « وخزائنه ».

(٣) في « ف » : « في السماء والأرض ».

(٤) « أينعت » : نَضَجت ، أي صارت نضيجة. يقال : يَنَع الثمرُ وأينع ، أي نضج ، أي بلغ وقت أكله. وقال صدرالمتألّهين في شرحه : « ايْنِعَت ، على صيغة المجهول ». وانظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ( ينع ).

(٥) في حاشية « ض ، ف ، بح » والتوحيد : « نزل ».

(٦) في حاشية « ض ، ف ، بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « ونبت ».

(٧) « العُشْب » : الكلأ الرطب ، ولا يقال له : حشيش حتّى يهيج. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٢ ( عشب ).

(٨) التوحيد ، ص ١٥١ ، ح ٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ح ٥١٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ٩ و ١٣ الوافي ، ج ١ ، ص ٤١٩ ، ح ٣٤٦.

(٩) الزخرف (٤٣) : ٥٥.

(١٠) في التوحيد والمعاني : « المكوّن » بدل « الله ».

(١١) في « بس » : « ولكن ».

(١٢) في التوحيد والمعاني : « مدبّرون ».

٣٥٢

إِلى خَلْقِهِ ، لكِنْ هذَا مَعْنى مَا قَالَ مِنْ ذلِكَ ، وَقَدْ قَالَ : « مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً ، فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ، وَدَعَانِي إِلَيْهَا » وَقَالَ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) (١) وَقَالَ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (٢) فَكُلُّ هذَا وَشِبْهُهُ (٣) عَلى مَا ذَكَرْتُ لَكَ ، وَهكَذَا الرِّضَا وَالْغَضَبُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذلِكَ ، وَلَوْ (٤) كَانَ يَصِلُ إِلَى اللهِ الْأَسَفُ (٥) وَالضَّجَرُ (٦) ـ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا (٧) وَأَنْشَأَهُمَا (٨) ـ لَجَازَ لِقَائِلِ هذَا أَنْ يَقُولَ : إِنَّ الْخَالِقَ يَبِيدُ (٩) يَوْماً مَا (١٠) ؛ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ ، دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ (١١) ، وَإِذَا دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ (١٢) لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِ الْإِبَادَةُ (١٣) ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ (١٤) الْمُكَوِّنُ مِنَ الْمُكَوَّنِ ، وَلَا الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ، وَلَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، تَعَالَى اللهُ عَنْ هذَا (١٥) الْقَوْلِ عُلُوّاً كَبِيراً ؛ بَلْ هُوَ الْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ لَالِحَاجَةٍ ، فَإِذَا كَانَ لَالِحَاجَةٍ ، اسْتَحَالَ الْحَدُّ وَالْكَيْفُ فِيهِ ، فَافْهَمْ‌

__________________

(١) النساء (٤) : ٨٠.

(٢) الفتح (٤٨) : ١٠.

(٣) يجوز عطفه على « هذا » أيضاً.

(٤) في « ض » وحاشية « ج » : « فلو ».

(٥) « الأسف » : أشدّ الحزن. وأسف عليه : غضب ، وآسفه : أغضبه. انظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٠ ( أسف ).

(٦) « الضجر » : القلق والاضطراب من الغمّ ، أي هو اضطراب النفس وتغيّرها ؛ خوفاً من فوات المقصود أو لحوق الضرر. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ( ضجر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢٩٩.

(٧) في التوحيد والمعاني : « أحدثهما ».

(٨) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ض » : « وأشياعهما ». وفي شرح المازندراني والوافي : « وأشباههما ». ولعلّ المراد بالأشياع : الآثار.

(٩) « يبيد » : يهلك. يقال : باد الشي‌ء أي هلك ، والإبادة : الإهلاك. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ( بيد ).

(١٠) في « بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « ما ».

(١١) هكذا في « ب » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع وسائر النسخ : « التغيير ».

(١٢) هكذا في « ب » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع وسائر النسخ : « التغيير ».

(١٣) في الوافي : « بالإبادة ».

(١٤) في التوحيد والمعاني : « ولو كان ذلك كذلك لم يعرف » بدل « ثمّ لم يعرف ».

(١٥) في شرح صدر المتألّهين : « ذلك ».

٣٥٣

إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ». (١)

٣٦٣ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَسْوَدَ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ ـ ابْتِدَاءً مِنْهُ (٢) مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ (٣) ـ : « نَحْنُ حُجَّةُ اللهِ ، وَنَحْنُ بَابُ اللهِ ، وَنَحْنُ لِسَانُ اللهِ ، وَنَحْنُ وَجْهُ اللهِ (٤) ، وَنَحْنُ عَيْنُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَنَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ فِي عِبَادِهِ ». (٥)

٣٦٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ (٦) الْجَنْبِيُّ (٧) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَنَا عَيْنُ اللهِ ، وَأَنَا يَدُ اللهِ ، وَأَنَا جَنْبُ اللهِ ، وَأَنَا بَابُ اللهِ ». (٨)

٣٦٥ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ،

__________________

(١) التوحيد ، ص ١٦٨ ، ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢١ ، ح ٣٤٧.

(٢) في البصائر : ـ « منه ».

(٣) في البصائر : « يسأل ».

(٤) في حاشية « ج » : + « ونحن رحمة الله ».

(٥) بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢٣ ، ح ٣٤٨.

(٦) هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « أبي عمارة ».

(٧) في « ألف » : « الجبيني ». وفي « ف » : « الحسني ». وفي « بر » : « الجييني ». وفي « بس » : « الجبني ». والرجل مجهول لم نعرفه. واختار المازندراني في شرحه ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ : « الجَنْبي » وقال : « والجنب : حيّ من اليمن ينسب إليه حصين بن جندب الجنبي وأبوعمّار الجنبي ، وهاشم بن أبي عمّار هذا من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وهو غير هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المرقال. وضبطه بعضهم : الجِيبي ... منسوب إلى جيب ، وهو حصن قريب من القدس ».

(٨) بصار الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسّان الجمّال ، عن هاشم أبي عمّار. وفيه ، ص ٦٤ ، ح ١٣ ؛ والتوحيد ، ص ١٦٤ ، ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٧ ، ح ١٤ ، بسند آخر مع اختلاف يسير وزيادة الوافي. ج ١ ، ص ٤٣ ، ح ٣٤٩.

٣٥٤

عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (١) قَالَ : « جَنْبُ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، وَكَذلِكَ مَا كَانَ (٢) بَعْدَهُ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ بِالْمَكَانِ الرَّفِيعِ (٣) إِلى أَنْ يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلى آخِرِهِمْ » (٤).

٣٦٦ / ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَكَمِ وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ حَبِيبٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « بِنَا عُبِدَ اللهُ ، وَبِنَا عُرِفَ اللهُ ، وَبِنَا وُحِّدَ (٥) اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَمُحَمَّدٌ حِجَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ». (٦)

٣٦٧ / ١١. بَعْضُ أَصْحَابِنَا (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (٨) عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بِشْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَادِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (٩) قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى أَعْظَمُ وَأَعَزُّ (١٠) وَأَجَلُّ وَأَمْنَعُ مِنْ أَنْ يُظْلَمَ ،

__________________

(١) الزمر (٣٩) : ٥٦.

(٢) في البصائر ، ص ٦٢ و ٦٤ : « من كان ».

(٣) « بالمكان الرفيع » : خبر كان ، أو حال ، أي كائناً بالمكان الرفيع. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٧٦ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٢١.

(٤) بصائر الدرجات ، ص ٦٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل. وفيه ، ص ٦٢ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ، عن حمزة بن بزيع ، عن عليّ السائي ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام أبا الحسن الماضي ، مع هذه الزيادة في آخره : « والله أعلم بمن هو كائن بعده » الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢٣ ، ح ٣٥٠.

(٥) في البصائر : « وعد ».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ٦٤ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن الصلت. راجع : التوحيد ، ص ١٥٢ ، ح ٩ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٩٨ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢ ، ح ٣٥١.

(٧) في « ب ، بر » : « عدّة من أصحابنا ».

(٨) في « ض » : + « أبي ».

(٩) البقرة (٢) : ٥٧ ؛ الأعراف (٧) : ١٦٠.

(١٠) في « ف » : ـ « أعزّ ». وفي « بح ، بر » : « وأجلّ وأعزّ ».

٣٥٥

وَلكِنَّهُ (١) خَلَطَنَا بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ ، وَوَلَايَتَنَا وَلَايَتَهُ ؛ حَيْثُ يَقُولُ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (٢) يَعْنِي الْأَئِمَّةَ مِنَّا ».

ثُمَّ قَالَ (٣) فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ (٤).

٢٤ ـ بَابُ الْبَدَاءِ ‌(٥)

٣٦٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :

__________________

(١) في حاشية « ض » : « ولكن ».

(٢) المائدة (٥) : ٥٥.

(٣) في شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٣١٠ : « ثمّ قال ، هذا كلام زرارة ، يعني : ثمّ قال الإمام عليه‌السلام في موضع آخر غيرهذا الموضع في سياق حديثه أو ابتداء ... والحاصل أنّ زرارة روى عنه عليه‌السلام تفسير هذه الآية بما مرّ في موضعين ».

(٤) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل ١١٧٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ، ح ٣٥٢.

(٥) « البَداءُ » في اللغة : ظهور الشي‌ء بعد الخفاء وحصول العلم به بعد الجهل ، فهو اسم لما ينشأ للمرء من الرأي في أمر ويظهر له الصواب. يقال : بدا له في هذا الأمر بداءٌ ، أي نشأ وتجدّد له فيه رأي جديد يستصوبه. فقوام معنى البداء بتغيّر العزم ، فإذا عزم رجل على فعل شي‌ء ثمّ تبيّن له عدم المصلحة فيه وندم على عزمه ، وتغيّر قصدُه قيل : بدا له ، أي ندم وعلم أنّ عزمه السابق كان خطأ.

ولا خلاف بين علمائنا في أنّ البداء بهذا المعنى محال على الله تعالى ؛ لاستلزامه الجهل عليه تعالى ، فمن نفاه منهم فمراده نفي حقيقته ، ومن أثبته فلا بدّ أن يؤوّله ، وأوّلته علماؤنا. فالاختلاف ليس في وجوب التأويل بل في وجه التأويل فيعود النزاع لفظيّاً. ومن التأويلات تأويل شيخنا الصدوق ـ قدس‌سره ـ بأنّ معناه أنّ له تعالى أن يبدأ بشي‌ء فيخلقه قبل شي‌ء ، ثمّ يعدم ذلك الشي‌ء ويبدأ بخلق غيره ، أو يأمر بشي‌ء ثمّ ينهى عن مثله ، أو بالعكس ، وذلك مثل نسخ الشرائع وتحويل القبلة ، وليس ذلك إلاّلعلمه تعالى بالمصالح. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٧٨ ـ ٣٩٣ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٣١١ ـ ٣١٧ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٧ ـ ٥١٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ـ ١٣٥ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٩ ( بدو ).

٣٥٦

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْ‌ءٍ مِثْلِ الْبَدَاءِ (١) ». (٢)

٣٦٩ / ٢. وَفِي رِوَايَةِ (٣) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا عُظِّمَ (٤) اللهُ بِمِثْلِ الْبَدَاءِ ». (٥)

٣٧٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا :

__________________

(١) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « البداء من الأوصاف التي ربّما تتّصف بها أفعالنا الاختياريّة من حيث صدورها عنّا بالعلم والاختيار ، فإنّا لانريد شيئاً من أفعالنا الاختياريّة إلاّبمصلحة داعية إلى ذلك تعلّق بها علمنا ، وربّما تعلّق العلم بمصلحة الفعل ، ثمّ تعلّق العلم بمصلحة اخرى توجب خلاف المصلحة الاولى ، فحينئذٍ نريد خلاف ما كنّا نريده قبل ، وهو الذي نقول بدا لنا أن نفعل كذا ، أي ظهر لنا بعد ما كان خفيّاً عنّا كذا. والبداء : الظهور ، فالبداء : ظهور ما كان خفيّاً من الفعل ؛ لظهور ما كان خفيّاً من العلم بالمصلحة ، ثمّ توسّع في الاستعمال فأطلقنا البداء على ظهور كلّ فعل كان الظاهر خلافه ، فيقال : بدا له أن يفعل كذا ، أي ظهر من فعله ما كان الظاهر منه خلافه. ثمّ إنّ وجود كلّ موجود من الموجودات الخارجيّة له نسبة إلى مجموع علّته التامّة التي يستحيل معها عدم الشي‌ء ، وعند ذلك يجب وجوده بالضرورة ، وله نسبة إلى مقتضيه الذي يحتاج الشي‌ء في صدوره منه إلى شرط وعدم مانع ، فإذا وجدت الشرائط وعدمت الموانع ، تمّت العلّة التامّة ووجب وجود الشي‌ء ، وإذا لم يوجد الشرط أو وجد مانع ، لم يؤثّر المقتضي أثره وكان التأثير للمانع ، وحينئذٍ يصدق البداء ؛ فإنّ هذا الحادث إذا نسب وجوده إلى مقتضيه الذي كان يظهر بوجوده خلاف هذا الحادث كان موجوداً ظهر من علّته خلاف ما كان يظهر منها ، ومن المعلوم أنّ علمه تعالى بالموجودات والحوادث مطابق لما في نفس الأمر من وجودها ؛ فله تعالى علم بالأشياء من جهة عللها التامّة ، وهو العلم الذي لا بداء فيه أصلاً ، وله علم بالأشياء من جهة مقتضياتها التي موقوفة التأثير على وجود الشرائط وفقد الموانع ، وهذا العلم يمكن أن يظهر خلاف ما كان ظاهراً منه بفقد شرط أو وجود مانع ، وهو المراد بقوله تعالى : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) الآية » [ الرعد (١٣) : ٣٩ ].

(٢) التوحيد ، ص ٣٣١ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٧ ، ح ٤٠٣.

(٣) الخبر رواه الشيخ الصدوق في التوحيد ، ص ٣٣٣ ، ح ٢ ، بسنده عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير. والظاهر كون الخبر مرسلاً في ما نحن فيه.

(٤) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٨٣ : « الفعل إمّا بصيغة المجهول ، أو بتقدير فاعل مثل : أحد ، أو عَبْدٌ ».

(٥) التوحيد ، ص ٣٣٣ ، ح ٢ ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم الوافي ، ج ١ ، ص ٥٠٧ ، ح ٤٠٤.

٣٥٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ (١) فِي هذِهِ الْآيَةِ : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) (٢) قَالَ : فَقَالَ : « وَهَلْ يُمْحى (٣) إِلاَّ مَا كَانَ ثَابِتاً (٤)؟ وَهَلْ يُثْبَتُ إِلاَّ مَا لَمْ يَكُنْ؟ » (٥).

٣٧١ / ٤. عَلِيٌّ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً (٧) حَتّى يَأْخُذَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ : الْإِقْرَارَ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَأَنَّ اللهَ يُقَدِّمُ (٨) مَا يَشَاءُ (٩) ، وَيُؤَخِّرُ (١٠) مَا يَشَاءُ (١١) ». (١٢)

٣٧٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى

__________________

(١) « قال » وما بعدها من كلام الإمام الصادق عليه‌السلام ، أي قال الله فيها ما يدلّ عليه. أو من كلام الراوي ك‍ « قال » الثانية ـ أي‌الثالثة في المتن ـ وضميرهما لأبي عبدالله عليه‌السلام. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٨٣.

(٢) الرعد (١٣) : ٣٩.

(٣) في التوحيد : « يمحو الله ». وفي تفسير العيّاشي : « يمحو ».

(٤) في « بس ، بف » والتوحيد : ـ « ثابتاً ».

(٥) التوحيد ، ص ٣٣٣ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الغيبة للطوسي ، ص ٤٣٠ ، ح ٤٢١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٦٠ ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع تقديم وتأخير الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٠ ، ح ٤٠٥.

(٦) في « الف ، ج ، بح ، بر » : + « بن إبراهيم ».

(٧) في المحاسن : + « قطّ ».

(٨) في المحاسن : « يمحو ».

(٩) في « ب ، ج ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « من يشاء ».

(١٠) في المحاسن : « ويثبت ».

(١١) في « ب ، ج ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « من يشاء ».

(١٢) التوحيد ، ص ٣٣٣ ، ح ٣ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ؛ المحاسن ، ص ٢٣٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٨٩ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة وابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٥٧ ، عن محمّد بن مسلم ؛ وفيه ، ح ٥٦ ، عن عليّ بن عبدالله بن مروان ، عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٠ ، ح ٤٠٦.

٣٥٨

عِنْدَهُ ) (١) قَالَ : « هُمَا أَجَلَانِ : أَجَلٌ مَحْتُومٌ ، وَأَجَلٌ مَوْقُوفٌ ». (٢)

٣٧٣ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَوَلا يَذْكُرُ ) (٣) ( الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ) (٤) قَالَ : فَقَالَ : « لَا مُقَدَّراً وَلَا مُكَوَّناً ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ (٥) : ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) (٦) فَقَالَ : « كَانَ مُقَدَّراً (٧) غَيْرَ مَذْكُورٍ ». (٨)

٣٧٤ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٩) ، عَنِ الْفُضَيْلِ (١٠) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْعِلْمُ عِلْمَانِ : فَعِلْمٌ عِنْدَ اللهِ مَخْزُونٌ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ (١١) ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ ؛

__________________

(١) الأنعام (٦) : ٢.

(٢) الغيبة للنعماني ، ص ٣٠١ ، ح ٥ ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، مع زيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٥٤ ، ح ٧ ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٢ ، ح ٤١١.

(٣) كذا في جميع النسخ والمطبوع. وفي القرآن : « أَوَ لَايَذْكُرُ ». وفي الآية ٧٧ من سورة يس هكذا : ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ).

(٤) مريم (١٩) : ٦٧.

(٥) في حاشية « ض » : « قول الله ».

(٦) الإنسان (٧٦) : ١.

(٧) في الوافي : « مقدوراً ».

(٨) الوافي ، ج ١ ، ص ٥٦٧ ، ح ٤٧٨ ؛ البحار ، ج ٥٧ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣.

(٩) في « بس » : ـ « بن عبدالله ».

(١٠) في « بح » : « الفضل » ، وهو سهو ؛ فقد صحب ربعيّ بن عبدالله الفضيلَ بنَ يسار ، وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصيصاً به ، وروى عنه في كثير من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٦٧ ، الرقم ٤٤١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦ ، وص ٤٢٨ ـ ٤٢٩.

(١١) في شرح صدر المتألّهين : ـ « من خلقه ».

٣٥٩

لَا يُكَذِّبُ (١) نَفْسَهُ وَلَا مَلَائِكَتَهُ وَلَا رُسُلَهُ ؛ وَعِلْمٌ عِنْدَهُ مَخْزُونٌ (٢) ، يُقَدِّمُ مِنْهُ (٣) مَا يَشَاءُ ، وَيُؤَخِّرُ مِنْهُ (٤) مَا يَشَاءُ (٥) ، وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ ». (٦)

٣٧٥ / ٨. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِىٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (٧) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « مِنَ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَةٌ عِنْدَ اللهِ ، يُقَدِّمُ مِنْهَا (٨) مَا يَشَاءُ ، وَيُؤَخِّرُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ ». (٩)

٣٧٦ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ؛ وَ (١٠)

__________________

(١) في « ب » والمحاسن : « ولا يكذّب ». وفي شرح المازندراني : « لا يكذب ، إمّا من الكذب ، أو من التكذيب ».

(٢) في شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٨٥ : « قوله : وعلم عنده مخزون ، هذا مبتدأ موصوف ، وقوله : يقدّم مايشاء ـ إلى آخره ـ بمنزلة خبره ».

(٣) في المحاسن وتفسير العيّاشي ، ص ٢١٧ : « فيه ».

(٤) في « بس ، بف » والمحاسن وتفسير العيّاشي ، ص ٢١٧ : ـ « منه ».

(٥) في « ف » وتفسير العيّاشي ، ص ٢١٧ : + « ويمحو مايشاء ».

(٦) المحاسن ، ص ٢٤٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣١ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح ٦٦٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وفي التوحيد ، ص ٤٤٤ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن عليّ عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٦٧ ، عن حمّاد بن عيسى. وفيه ، ص ٢١٦ ، ح ٦٣ ، عن الفضيل ، إلى قوله : « وعلم علّمه ملائكته ورسله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٢ ، ح ٤١٢.

(٧) في « ب ، بح » : + « بن يسار ».

(٨) في « بر » : ـ « منها ».

(٩) المحاسن ، ص ٢٤٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣٢ ، بسنده عن حمّاد. وفي التوحيد ، ص ٤٤٤ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٦٥ ، عن الفضيل ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٣ ، ح ٤١٣.

(١٠) في السند تحويل بعطف « وهيب بن حفص ، عن أبي بصير » على « جعفر بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي‌بصير » ، عطف طبقتين على ثلاث طبقات ، فيكون للمصنّف إلى أبي بصير طريقان :

أحدهما : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة.

والآخر : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص.

٣٦٠