تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام : ليس عمل أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنّكم عن أوقاتها شيء من أمور الدّنيا فانّ الله عزّ وجلّ ذمّ أقواماً فقال الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ يعني انّهم غافلون استهانوا بأوقاتها.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال : هو التّرك لها والتواني عنها.

وفيه وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : هو التّضييع.

(٦) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ النّاس بصلاتهم ليثنوا عليهم.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : يريد بهم المنافقين الذين لا يرجون لها ثواباً ان صلّوا ولا يخافون عليها عقاباً ان تركوا فهم عنها غافلون حتّى يذهب وقتها فإذا كانوا مع المؤمنين صلّوها رياء وإذا لم يكونوا معهم لم يصلوا وهو قوله الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ القمّيّ : مثل السّراج والنّار والخمير وأشباه ذلك ممّا يحتاج إليه الناس قال وهي في رواية أخرى : الخمس والزكاة.

وفي المجمع عن عليّ والصادق عليهما السلام : هو الزكاة المفروضة ومرفوعاً هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدّلو والفأس وما لا يمنع كالماء والملح.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة قيل إنّ لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه فعلينا جناح ان نمنعهم فقال لا ليس عليكم جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام من قرأ سورة أرأيت الّذي يكذّب بالدّين في فرائضه ونوافله قبل الله صلاته وصيامه ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.

٣٨١

سُورة الكوثر

مكيّة وقيل مدنيّة وهي ثلاث آيات بالإجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ الخير المفرط الكثير وفسّر بالعلم والعمل والنبوّة والكتاب وبشرف الدّارين وبالذرّية الطيّبة.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : هو الشفاعة.

وعنه عليه السلام قال : هو نهر في الجنّة أعطاه الله نبيّه عوضاً من ابنه.

والقمّيّ مثله وفي الأمالي عن ابن عبّاس قال : لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قال له عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما الكوثر يا رسول الله قال نهر اكرمني الله به قال عليّ عليه السلام ان هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله قال نعم يا عليّ الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل وألين من الزّبد حصاه الزّبرجد والياقوت والمرجان حشيشه الزّعفران ترابه المسك الأذفر قواعده تحت عرش الله عزّ وجلّ ثمّ ضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله على جنب أمير المؤمنين عليه السلام وقال يا عليّ هذا النّهر لي ولك ولمحبّيك من بعدي.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه سئل عنه حين نزلت السورة فقال نهر وعدنيه ربّي عليه خير كثير هو حوضي ترد عليه أمّتي يوم القيامة انيته عدد نجوم السّماء فيختلج (١) القرن منهم فأقول يا ربّ انّهم من أمّتي فيقال إنّك لا تدري ما

__________________

(١) الاختلاج : الجذب والنزع ، والقرن من الناس : أهل زمان واحد.

٣٨٢

أحدثوا بعدك.

وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : انا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ومع عترتي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا فانّ لكل أهل نجيباً ولنا نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فانّا نذود عنه أعدائنا ونسقي منه احبّائنا وأوليائنا من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً حوضنا فيه مشعّبان ينصبّان من الجنّة أحدهما من تسنيم والآخر من معين على حافتيه الزّعفران وحصاه اللّؤلؤ وهو الْكَوْثَرَ.

(٢) فَصَلِّ لِرَبِّكَ فدم على الصلاة وَانْحَرْ.

في المجمع عن الصادق عليه السلام : هو رفع يديك حذاء وجهك وفي رواية : فقال بيده هكذا يعني استقبل بيده حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلاة.

عن أمير المؤمنين عليه السلام : لمّا نزلت هذه السورة قال النبيّ صلّى الله عليه وآله لجبرئيل ما هذه النّحيرة الّتي أمرني بها ربّي قال ليست بنحيرة ولكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصّلاة ان ترفع يديك إذا كبّرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الرّكوع وإذا سجدت فانّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع فانّ لكلّ شيء زينة وإنّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عنه فقال النحر الاعتدال في القيام ان يقيم صلبه ونحره.

أقولُ : وفي تفسير العامّة انّ المراد بالصلاة صلاة العيد وبالنّحر نحر الهدي والأضحية.

(٣) إِنَّ شانِئَكَ مبغضك هُوَ الْأَبْتَرُ الّذي لا عقب له إذ لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر وامّا أنت فتبقى ذرّيتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف القمّيّ قال : دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن العاص فقال عمرو يا أبا الأبتر وكان الرّجل

٣٨٣

في الجاهليّة إذا لم يكن له ولد سمّي ابتر ثمّ قال عمرو انّي لُاشنئ محمّداً اي أبغضه فأنزل الله على رسوله السّورة إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ يعني لا دين له ولا نسب.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من كانت قراءته انّا أعطيناك الكوثر في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة وكان محدثه عند رسول الله صلّى الله عليه وآله في أصل طوبى.

٣٨٤

سُورة قل يا أيّها الكافرون

وتسمّى سورة الجحد مكيّة وعن ابن عبّاس وقتادة انها

مدنيّة وهي ستّ آيات بالإجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ.

(٢) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.

(٣) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.

(٤) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ.

(٥) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ.

(٦) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ لا تتركونه ولا أتركه في الأمالي : انّ نفراً من قريش اعترضوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله منهم عتبة بن ربيعة وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن سعد فقالوا يا محمّد هلمّ فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشرك نحن وأنت في الامر فان يكن الذي نحن عليه الحقّ فقد أخذت بحظّك منه وان يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه فأنزل الله تعالى السورة قيل في سبب التكرير انّ الأوّل فيما يستقبل فانّ لا لا تدخل الّا على مضارع بمعنى الاستقبال والثاني في الحال أو فيما سلف والقمّيّ : سأل أبو شاكر الدّيصاني أبا جعفر الأحول عن ذلك قال فهل يتكلّم الحكيم بمثل هذا القول ويكرّره مرّة بعد مرّة فلم يكن عند الأحول في ذلك جواب فدخل المدينة فسأل الصادق عليه السلام عن ذلك فقال كان سبب نزول الآية وتكرارها انّ قريشاً قالت لرسول الله صلّى الله عليه وآله تعبد الهنا سنة ونعبد إلهك سنة وتعبد الهنا سنة ونعبد إلهك سنة فأجابهم الله بمثل ما قالوا الحديث.

٣٨٥

في ثواب الأعمال والمجمع عنه عليه السلام : من قرأ قل يا ايها الكافرون وقل هو الله أحد في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وإن كان شقيّاً محي من ديوان الأشقياء واثبت في ديوان السعداء وأحياه الله سعيداً وأماته سعيداً وبعثه شهيداً.

وفي المجمع والكافي عنه عليه السلام قال : كان أبي يقول قل يا أيّها الكافرون ربع القرآن.

وزاد في المجمع : وكان إذا فرغ منها قال أعبد الله وحده.

وفيه والقمّيّ عنه عليه السلام : إذا فرغت منها فقل ديني الإسلام ثلاثاً.

٣٨٦

سُورة النصر

مدنيّة وهي ثلاث آيات بالإجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ايّاك على أعدائك وَالْفَتْحُ فتح مكّة.

(٢) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً جماعات كأهل مكّة والطائف واليمن وسائر قبائل العرب.

(٣) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ فنزّهّه حامداً له على أن صدق وعده وَاسْتَغْفِرْهُ هضماً لنفسك أو لامّتك إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً القمّيّ قال : نزلت بمنى في حجّة الوداع فلمّا نزلت قال رسول الله صلّى الله عليه وآله نعيت الى نفسي قيل ولعلّ ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال امر الدّين.

وفي الكافي والعيون عن الصادق عليه السلام : انّ أوّل ما نزل اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وآخره إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وفي الكافي عن أمّ سلمة قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله بآخر أيامه لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب الّا قال سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه فسألناه عن ذلك فقال إنّي أمرت بها ثمّ قرأ هذه السورة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ إذا جاء نصر الله في فريضة أو نافلة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة معه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من جسر جهنّم ومن النّار ومن زفير جهنّم فلا يمرّ على شيء يوم القيامة الّا بشّره وأخبره بكلّ خير حتّى يدخل الجنّة ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمنّ ولم يخطر على قلبه.

٣٨٧

سُورة تبّت

وتسمّى سورة أبي لهب مكيّة وهي خمس آيات بالإِجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أي خسرت وهلكت فانّ التّبات خسران يؤدّي الى الهلاك قيل أريد بيده نفسه كقوله وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ وقيل بل المراد دنياه وآخرته وَتَبَ إخبار بعد إخبار أو دعاء عليه بعد دعاء.

(٢) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ حين نزل به التّبات قيل إنّه مات بالعدسة بعد وقعة بدر بأيّام معدودة وترك ثلثاً حتّى أنتن ثمّ استوجر بعض السودان فدفنوه.

(٣) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ.

(٤) وَامْرَأَتُهُ وهي أمّ جميل أخت أبي سفيان حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قيل يعني حطب جهنّم فانّها كانت تحمل الأوزار بمعاداة الرسول وتحمل زوجها على إيذائه وقيل بل أريد به حزمة الشوك والحسك كانت تحملها فتنشرها باللّيل في طريق رسول الله صلّى الله عليه وآله وقرئ بالنّصب على الشتم.

(٥) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ أي ممّا مسد اي فتل يعني من نار القمّيّ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ قال اي خسرت لمّا اجتمع مع قريش في دار النّدوة وبايعهم على قتل محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان كثير المال فقال الله ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ عليه فتحرقه وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ قال كانت أمّ جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وتنقل أحاديثه الى الكفّار حَمَّالَةَ الْحَطَبِ أي احتطبت على رسول الله صلّى الله عليه وآله فِي جِيدِها أي في عنقها حَبْلٌ

٣٨٨

مِنْ مَسَدٍ أي من نار قال وكان اسم أبي لهب عبد مناف فكنّاه الله لأنّ منافاً صنم يعبدونه.

وفي المجمع في قوله تعالى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ.

عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله على الصّفا فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا ما لك فقال أرأيتم ان أخبرتكم انّ العدوّ مصبحكم وممسيكم ما كنتم تصدّقونني قالوا بلى قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبّاً لك ألهذا دعوتنا جميعاً فأنزل الله عزّ وجلّ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ السورة.

وفي قرب الإسناد عن الكاظم عليه السلام في حديث : آيات النبيّ صلّى الله عليه وآله قال ومن ذلك أنّ أمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبّت ومع النبيّ صلّى الله عليه وآله أبو بكر بن أبي قحافة فقال يا رسول الله هذه أمّ جميل محفظة اي مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به فقال انّها لا تراني فقالت لأبي بكر اين صاحبك قال حيث شاء الله قالت لقد جئته ولو أراه لرميته فانّه هجاني واللّات والعزّى انّي لشاعرة فقال أبو بكر يا رسول لم ترك قال لا ضرب الله بيني وبينها حجاباً.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام قال : إذا قرأتم تبّت يدا أبي لهب وتبّ فادعوا على أبي لهب فانّه كان من المكذّبين بالنبيّ وبما جاء من عند الله تعالى.

٣٨٩

سُورة الإخلاص

مكيّة وقيل مدنيّة وسمّيت سورة التوحيد وهي خمس آيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ.

(٢) اللهُ الصَّمَدُ.

(٣) لَمْ يَلِدْ.

(٤) وَلَمْ يُولَدْ.

(٥) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وقرئ كفؤاً بالتّسكين وبالتحريك وقلب الهمزة واواً القمّيّ : وكان سبب نزولها انّ اليهود جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت له ما نسبة ربّك فأنزل الله.

وفي الكافي والتوحيد عن الصادق عليه السلام قال : انّ اليهود سألوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا انسب لنا ربّك فلبث ثلاثاً لا يجيبهم ثمّ نزلت قُلْ هُوَ اللهُ الى آخرها.

وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام : في تفسيرها قال قُلْ أي أظهر ما أوحينا إليك وما نبّأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي بها من القى السّمع وهو شهيدٌ وهُوَ اسم مكنّى مشار الى غائب فالهاء تنبيه على معنى ثابت والواو إشارة إلى الغائب من الحواس كما انّ قولك هذا إشارة إلى الشاهد عند الحواسّ وذلك أنّ الكفّار نبّهوا على آلهتهم بحرف إشارة إلى الشاهد المدرك فقالوا هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار فأشر أنت يا محمّد الى الهك الذي تدعو إليه حتّى نراه وندركه ولا

٣٩٠

نأله فيه فأنزل الله تبارك وتعالى قُلْ هُوَ فالهاء تثبيت للثابت والواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار ولمس الحواس وانّه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الأبصار ومبدع الحواس.

ثمّ قال عليه السلام : اللهُ معناه المعبود الّذي الِهَ الخلق عن درك ما يأتيه والإحاطة بكيفيّته ويقول العرب اله الرّجل إذا تحيّر في الشّيء فلم يحط به علماً وله إذا فزع الى شيء ممّا يحذره ويخافه والاله هو المستور عن حواس الخلق.

قال عليه السلام : الأحد الفرد المتفرّد والأحد والواحد بمعنى واحد وهو المتفرّد الذي لا نظير له والتوحيد والإقرار بالوحدة وهو الانفراد والواحد المباين الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء ومن ثمّ قالوا إنّ بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد لأنّ العدد لا يقع في الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله تعالى اللهُ أَحَدٌ أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيّته فرد بالهيّته متعال عن صفات خلقه.

قال عليه السلام وحدّثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام انّه قال : الصَّمَدُ الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سودده والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب والصمد الذي لا ينام والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال.

قال عليه السلام : كان محمّد بن الحنفيّة يقول الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره وقال غيره الصمد المتعالي عن الكون والفساد والصمد الذي لا يُوصف بالتّغاير.

قال عليه السلام : الصَّمَدُ السيّد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه.

قال وسئل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن الصَّمَدُ فقال : الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء.

قال الرّاوي قال زيد بن عليّ عليه السلام : الصَّمَدُ الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها اضداداً واصنافاً واشكالاً وازواجاً وتفرّد بالوحدة بلا ضدّ ولا شكل ولا مثل ولا ندّ.

٣٩١

قال وحدّثني الصادق عن أبيه عليهما السلام : انّ أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن عليّ عليهما السلام يسألونه عن الصَّمَدُ فكتب إليهم بسم الله الرّحمن الرحيم امّا بعد : فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلّموا فيه بغير علم فقد سمعت جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوّء مقعده من النّار وانّ الله سبحانه قد فسّر الصّمد فقال اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ثمّ فسّره فقال لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لَمْ يَلِدْ لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة الّتي تخرج من المخلوقين ولا شيء لطيف كالنّفس ولا تنشعب منه البدوات (١) كالسّنة والنّوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرّجاء والرّغبة والسّآمة والجوع والشبع تعالى عن ان يخرج منه شيء وان يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف وَلَمْ يُولَدْ ولم يتولّد من شيء ولم يخرج من شيء كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابّة من الدابّة والنّبات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ولا كما تخرج الأشياء اللّطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن والشمّ من الانف والذّوق من الفم والكلام من اللّسان والمعرفة والتميز من القلب وكالنّار من الحجر ألا بل هو اللهُ الصَّمَدُ الذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء مبدع الأشياء وخالقها ومنشئ الأشياء بقدرته يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم اللهُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ قال الراوي سمعت الصادق عليه السلام يقول : قدم وفد من فلسطين على الباقر عليه السلام فسألوه عن مسائل فأجابهم ثمّ سألوه عن الصَّمَدُ فقال تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف فالالف دليل على انيّته وهو قوله عزّ وجلّ شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس واللّام دليل على الهيّته بأنّه هو الله والالف واللّام مدغمان لا يظهران على اللّسان ولا يقعان في السمع ويظهران في الكتابة دليلان على أنّ الهيّته بلطفه خافية لا تدرك بالحواسّ ولا يقع في لسان واصف ولا اذن سامع لأنّ تفسير الإِله هو الذي اله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس وانّما يظهر ذلك عند الكتابة على أنّ الله تعالى اظهر ربوبيّته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللّطيفة في أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد

__________________

(١) ذو بدوات : أي لا يزال ببدو له رأى جديد ومنه بدا له في الأمر إذا ظهر له استصواب شيء غير الأول.

٣٩٢

الى نفسه لم ير روحه كما انّ لام الصّمد لا يتبيّن ولا يدخل في حاسة من حواسّه الخمس فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف فمتى تفكّر العبد في ماهيّة الباري وكيفيته اله فيه وتحيّر ولم تحط فكرته بشيء يتصوّر له لأنّه عزّ وجلّ خالق الصّور فإذا نظر إلى خلقه ثبت له انّه عزّ وجلّ خالقهم ومركّب أرواحهم في أجسادهم وامّا الصاد فدليل على أنّه عزّ وجلّ صادق وقوله صدق وكلامه صدق ودعا عباده الى اتّباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق وامّا الميم فدليل على ملكه وانّه الملك الحقّ لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه وامّا الدّال فدليل على دوام ملكه وانّه عزّ وجلّ دائم متعال عن الكون والزوال بل هو عزّ وجلّ مكوّن الكائنات الذي كان بتكوينه كلّ كائن ثمّ قال لو وجدت لعلمي الّذي اتاني الله عزّ وجلّ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والدين والشرايع من الصَّمَدُ وكيف لي بذلك ولم يجد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتّى كان يتنفّس الصّعداء ويقول على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني فانّ بين الجوانح منّي علماً جمّاهاه ها ها الا لا أجد من يحمله الا وانّي عليكم من الله الحجّة البالغة فلا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ ثم قال الباقر عليه السلام : الحمد لله الذي منّ علينا ووفّقنا لعبادة الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وجنّبنا عبادة الأوثان حمداً سرمداً وشكراً واصباً وقوله عزّ وجلّ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ يقول لَمْ يَلِدْ فيكون له ولد يرثه ملكه وَلَمْ يُولَدْ فيكون والد يشركه في ربوبيّته وملكه ولم يكن له كفواً احد فيعازه في سلطانه.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه سأله رجل عن تفسير هذه السورة فقال هُوَ اللهُ أَحَدٌ بلا تأويل عدد الصَّمَدُ بلا تبعيض بدد لَمْ يَلِدْ فيكون موروثاً هالكاً وَلَمْ يُولَدْ فيكون إلهاً مشاركاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ من خلقه كُفُواً أَحَدٌ وفي نهج البلاغة : لَمْ يُولَدْ فيكون في العزّ مشاركاً.

وفي الكافي عن السجّاد عليه السلام : أنّه سئل عن التوحيد فقال إنّ الله عزّ وجلّ علم انّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون فأنزل الله قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ والآيات من سورة الحديد إلى قوله عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

وعن الرضا عليه السلام : أنّه سئل عن التّوحيد فقال كلّ من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وآمن بها

٣٩٣

فقد عرف التوحيد قيل كيف يقرؤها قال كما يقرؤها الناس وزاد فيها كذلك الله ربّي مرّتين.

وعن الباقر عليه السلام : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثلث القرآن وفي الإكمال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : من قرأ قل هو الله أحد مرّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرّتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاث مرّات فكأنّما قرأ القرآن كلّه.

وفي ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من مضى به يوم واحد فصلّى فيه خمس صلوات ولم يقرأ فيه بقل هو الله أحد قيل له يا عبد الله لست من المصلّين.

وعنه عليه السلام : من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد ثمّ مات مات على دين أبي لهب.

٣٩٤

سُورة الفلق

مدنيّة في أكثر الأقاويل وقيل مكيّة عدد آيها خمس آيات بالإِجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ما يفلق عنه اي يفرق عنه وخصّ عرفاً بالصّبح ولذلك فسّر به.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن الْفَلَقِ قال صدع في النّار فيه سبعون الف دار في كلّ دار سبعون الف بيت في كلّ بيت سبعون الف اسود في كلّ أسود سبعون الف جرّة سمّ لا بدّ لأهل النار ان يمرّوا عليها والقمّيّ قال : الْفَلَقِ جبّ في جهنّم يتعوّذ أهل النار من شدّة حرّه سأل الله أن يأذن له ان يتنفّس فأذن له فتنفّس فأحرق جهنّم الحديث.

(٢) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ قيل خصّ عالم الخلق بالاستعاذة منه لانحصار الشرّ فيه فانّ عالم الامر خير كلّه.

(٣) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ ليل عظم ظلامه كقوله إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ إِذا وَقَبَ دخل ظلامه في كلّ شيء قيل خصّ اللّيل لأنّ المضارّ فيه تكثر ويعسر الدّفع ولذلك قيل اللّيل أخفى للويل.

(٤) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ومن شرّ النفوس أو النساء السواحر اللّاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها والنّفث النّفخ مع ريق.

(٥) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه فانّه لا يعود ضرره منه قبل ذلك الى المحسود بل يخصّ به لاغتمامه بسروره وفي المعاني مرفوعاً انّه قال في هذه الآية أما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك هو ذاك قيل خصّ الحسد بالاستعاذة منه لأنّه

٣٩٥

العمدة في الإضرار.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله كاد الحسد ان يغلب القدر.

في طبّ الأئمّة عنه عليه السلام : انّ جبرئيل اتى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال يا محمّد قال لبّيك يا جبرئيل قال إنّ فلاناً سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني البئر أوثق النّاس عندك وأعظمهم في عينيك وهو عديل نفسك حتّى يأتيك بالسحر قال فبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقال انطلق الى بئر أزوان فانّ فيها سحر اسحرني به لبيد بن اعصم اليهودي فأتني به قال فانطلقت في حاجة رسول الله صلّى الله عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر صار كأنّه الجنا من السّحر فطلبته مستعجلاً حتّى انتهيت الى أسفل القليب فلم اظفر به قال الّذين معي ما فيه شيء فاصعد قلت لا والله ما كذبت ولا كذب وما نفسي بيده مثل أنفسكم يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ طلبت طلباً بلطف فاستخرجت حقّاً فأتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال افتحه ففتحته وإذا في الحق قطعة كرب النّخل في جوفه وتر عليها احدى عشرة عقدة وكان جبرئيل انزل يومئذ المعوذتين على النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله يا عليّ اقرأها على الوتر فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها وكشف الله عزّ وجلّ عن نبيّه ما سحر وعافاه وفي رواية انّ جبرئيل وميكائيل أتيا النبيّ صلّى الله عليه وآله فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فقال جبرئيل لميكائيل ما وجع الرّجل فقال ميكائيل هو مطبوب فقال جبرئيل ومن طبّه قال لبيد بن اعصم اليهوديّ ثمّ ذكر الحديث وعن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن المعوّذتين أهما من القرآن فقال نعم هما من القرآن فقال الرجل ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال عليه السلام اخطأ ابن مسعود وقال كذب ابن مسعود هما من القرآن قال الرجل فاقرأ بهما في المكتوبة قال نعم وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أيّ شيء أنزلتا انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سحره لبيد بن عاصم اليهودي فقال أبو بصير وما كاد أو عسى ان يبلغ من سحره.

قال الصادق عليه السلام : بلى كان يرى النبيّ صلّى الله عليه وآله انه يجامع وليس

٣٩٦

يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره حتّى يلمسه بيده والسحر حقّ وما سلّط السّحر الّا على العين والفرج فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك فدعا عليّاً عليه السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث وروت العامّة ما يقرب من ذلك.

والقمّيّ عن الصادق كان سبب نزول المعوّذتين انّه وعك رسول الله صلّى الله عليه وآله فنزل عليه جبرئيل بهاتين السورتين فعوّذه بهما وفي المجمع : ما يقرب منه.

والقمّيّ عن الباقر عليه السلام قيل له انّ ابن مسعود كان يمحو المعوّذتين من المصحف فقال كان أبي يقول انّما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن.

وفي الكافي عن جابر قال : أمّنا أبو عبد الله عليه السلام في صلاة المغرب فقرأ المعوّذتين ثمّ قال هما من القرآن.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام قال : من أوتر بالمعوّذتين وقل هو الله أحد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.

٣٩٧

سُورة الناس

مدنيّة وهي مثل سورة الفلق لأنّها احدى المعوّذتين وهي سِتّ آيات بلا خلاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.

(٢) مَلِكِ النَّاسِ.

(٣) إِلهِ النَّاسِ.

(٤) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ يعني الموسوس عبّر عنه بالوسواس مبالغة الْخَنَّاسِ الذي عادته ان يخنس اي يتأخّر إذا ذكر الإنسان ربّه القمّيّ الْخَنَّاسِ اسم الشيطان.

(٥) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ إذا غفلوا عن ذكر ربّهم.

(٦) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ بيان ل الْوَسْواسِ.

في الكافي والعيّاشي عن الصادق عليه السلام قال : ما من مؤمن الّا ولقلبه أذنان في جوفه اذن ينفث فيها الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ واذن ينفث فيها الملك فيؤيّد الله المؤمن بالملك فذلك قوله وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ والقمّيّ عنه عليه السلام : ما من قلب الّا وله أذنان على أحدهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره وذلك يزجره كذلك من النّاس شيطان يحمل النّاس على المعاصي كما حمل الشيطان من الجنّ وقد مضى تفسير شياطين الإنس في سورة الأنعام وسبق سبب نزول السورة وثواب تلاوتها في تفسير أختها.

٣٩٨

الفهرس

سورة الجاثية وهي ٣٧ آية.................................................................... ٤ ـ ١٠

سورة الأحقاف وهي ٣٥ آية................................................................ ١١ ـ ١٩

سُورة محمد (ص) وهي ٣٨ آية.............................................................. ٢٠ ـ ٣٢

سُورة الفتح وهي ٢٩ آية................................................................... ٣٣ ـ ٤٦

سُورة الحُجرات وهي ١٨ آية................................................................ ٤٧ ـ ٥٧

سُورة «ق» وهي ٤٥ آية................................................................... ٥٨ ـ ٦٩

سُورة الذَّاريات وهي ٦٠ آية................................................................ ٧٠ ـ ٧٦

سُورة الطُّور وهي ٤٩ آية................................................................... ٧٧ ـ ٨٣

سُورة النجم مكّيّة وهي ٦٢ آية.............................................................. ٨٤ ـ ٩٨

سُورة القَمر وهي ٥٥ آية.................................................................. ٩٩ ـ ١٠٥

سُورَة الرّحْمن وهي ٧٨ آية............................................................... ١٠٦ ـ ١١٨

سُورة الواقعة وهي ٩٩ آية............................................................... ١١٩ ـ ١٣١

سُورة الحديد مكيّة وهي ٢٩ آية.......................................................... ١٣٢ ـ ١٤١

سُورة المجادلة وهي ٢١ آية............................................................... ١٤٢ ـ ١٥٢

سُورَة الْحشَر وهي ٢٤ آية............................................................... ١٥٣ ـ ١٦٠

سُورة الممتحنة وهي ١٣ آية.............................................................. ١٦١ ـ ١٦٧

سُورة الصَّفِّ وهي ١٤ آية............................................................... ١٦٨ ـ ١٧١

سُورة الجمعة وهي ١١ آية............................................................... ١٧٢ ـ ١٧٦

سُورة المنافقين وهي ١١ آية.............................................................. ١٧٧ ـ ١٨١

سُورة التغابن وهي ١٨ آية............................................................... ١٨٢ ـ ١٨٥

سورة الطلاق وهي ١٢ آية.............................................................. ١٨٦ ـ ١٩٢

سُورة التَّحريم وهي ١٢ آية............................................................... ١٩٣ ـ ١٩٩

سُورة المُلك وهي ٣١ آية................................................................ ٢٠٠ ـ ٢٠٦

سُورَة القلم وهي ٥٢ آية................................................................ ٢٠٧ ـ ٢١٨

سُورة الحاقة وهي ٥٢ آية................................................................ ٢١٩ ـ ٢٢٣

سُورة المعارج وهي ٤٤ آية............................................................... ٢٢٤ ـ ٢٢٩

سُورة نوح عليه السلام وهي ٢٨ آية...................................................... ٢٣٠ ـ ٢٣٣

سُورة الجنّ وهي ٢٨ آية................................................................. ٢٣٤ ـ ٢٣٩

سورة المُزمّل وهي ١٨ آية................................................................ ٢٤٠ ـ ٢٤٤

سورة المُدَّثِر وهي ٥٦ آية................................................................ ٢٤٥ ـ ٢٥٣

سُورة القيامة وهي ٤٠ آية............................................................... ٢٥٤ ـ ٢٥٨

سُورة الإِنسان وهي ٣١ آية.............................................................. ٢٥٩ ـ ٢٦٦

٣٩٩

سُورة المُرْسِلات وهي ٥٠ آية............................................................ ٢٦٧ ـ ٢٧٢

سورة عمَّ تُسمّى سورة النّبأ وهي ٤١ آية.................................................. ٢٧٣ ـ ٢٧٨

سورة النّازعات وهي ٤٦ آية............................................................. ٢٧٩ ـ ٢٨٣

سورة عبس وهي ٤٢ آية................................................................ ٢٨٤ ـ ٢٨٩

سورة كوّرت وهي ٢٩ آية................................................................ ٢٩٠ ـ ٢٩٤

سورة انفطار وهي ١٩ آية............................................................... ٢٩٥ ـ ٢٩٧

سُورة المطفّفين وهي ٣٦ آية............................................................. ٢٩٨ ـ ٣٠٣

سُورَة انْشَقَّتْ وتسمّى سُورة الإِنشقاق وهي ٢٣ آية......................................... ٣٠٤ ـ ٣٠٧

سورة البروج وهي ١٢ آية................................................................ ٣٠٨ ـ ٣١٢

سُورة الطّارق وهي ١٦ آية............................................................... ٣١٣ ـ ٣١٥

سُورة الأعلى وهي ١٩ آية............................................................... ٣١٦ ـ ٣١٩

سُورة الغاشية وهي ٢٦ آية.............................................................. ٣٢٠ ـ ٣٢٣

سُورة الفجر وهي ٢٩ آية............................................................... ٣٢٤ ـ ٣٢٨

سُورة البلد وهي ٢٠ آية................................................................. ٣٢٩ ـ ٣٣٢

سُورة والشمس وهي ١٦ آية............................................................. ٣٣٣ ـ ٣٣٥

سورة واللّيل وهي ٢١ آية................................................................ ٣٣٦ ـ ٣٣٩

سُورة والضُّحى وهي ١١ آية............................................................. ٣٤٠ ـ ٣٤٢

سُورة ألم نشرح وهي ٨ آية............................................................... ٣٤٣ ـ ٣٤٥

سورة التين وهي ٨ آية.................................................................. ٣٤٦ ـ ٣٤٧

سُورة العلق وهي ٢٠ آية................................................................ ٣٤٨ ـ ٣٥٠

سُورة القدر وهي ٦ آية.................................................................. ٣٥١ ـ ٣٥٨

سُورة البيّنة وهي ٩ آية.................................................................. ٣٥٤ ـ ٣٥٦

سُورة إذا زُلزلت وتسمّى سُورة الزّلزال وهي ٨ آية........................................... ٣٥٧ ـ ٣٥٩

سُورة العاديات وهي ١١ آية............................................................. ٣٦٠ ـ ٣٦٥

سورة القارعة وهي ١١ آية............................................................... ٣٦٦ ـ ٣٦٧

سُورة التكاثر وهي ٨ آية................................................................ ٣٦٨ ـ ٣٧١

سُورة العصر وهي ٣ آية................................................................. ٣٧٢ ـ ٣٧٣

سُورة الهُمزة وهي ٩ آية................................................................. ٣٧٤ ـ ٣٧٥

سُورة الفيل وهي ٥ آية.................................................................. ٣٧٦ ـ ٣٧٨

سُورة ايلاف وهي ٥ آية....................................................................... ٣٧٩

سُورة أرَايت وتسمّى سُورة الماعون وهي ٧ آية............................................. ٣٨٠ ـ ٣٨١

سُورة الكوثر وهي ٣ آية................................................................. ٣٨٢ ـ ٣٨٤

سُورة قل يا أيّها الكافرون وتسمّى سورة الجحد وهي ٦ آية.................................. ٣٨٥ ـ ٣٨٦

سُورة النصر وهي ٣ آية........................................................................ ٣٨٧

سُورة تبّت وهي ٥ آية................................................................... ٣٨٨ ـ ٣٨٩

سُورة الإخلاص وهي ٥ آية.............................................................. ٣٩٠ ـ ٣٩٤

سُورة الفلق وهي ٥ آية.................................................................. ٣٩٥ ـ ٣٩٧

سُورة الناس وهي ٦ آية........................................................................ ٣٩٨

٤٠٠