تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام : انّه قرأ فوسطن بالتشديد.

(٦) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ هو جواب القسم والكنود الكفور.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : أتدرون من الكنود قالوا الله ورسوله أعلم قال الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

(٧) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ قيل يشهد على نفسه بالكنود لظهور أثره عليه أو انّ الله على كنوده لشهيد.

(٨) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ قيل المال وقيل الحياة لَشَدِيدٌ لبخيل أو لقويّ مبالغ فيه.

(٩) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ بعث ما فِي الْقُبُورِ من الموتى.

(١٠) وَحُصِّلَ جمع وظهر ما فِي الصُّدُورِ.

(١١) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ عليم بما أعلنوا وما أسرّوا فيجازيهم.

في الأمالي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه السورة قال وجّه رسول الله صلّى الله عليه وآله عمر بن الخطّاب في سرّية فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنونه فلمّا انتهى إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام أنت صاحب القوم فهيّئ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار فوجّه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له اسكن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين قال فانتهى عليّ عليه السلام إلى ما أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله فسار إليهم فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيّه صلّى الله عليه وآله وَالْعادِياتِ إلى آخرها.

والقمّيّ عنه عليه السلام : انّها نزلت في أهل واد اليابس اجتمعوا اثني عشر الف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحداً ولا يفرّ رجل عن صاحبه حتّى يموتوا كلّهم على حلف واحد

٣٦١

ويقتلوا محمّداً صلّى الله عليه وآله وعليّ بن أبي طالب عليه السلام فنزل جبرئيل فأخبره بقصّتهم وما تعاقدوا عليه وما تواثقوا وأمره ان يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار فصعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله فاثنى عليه ثمّ قال يا معشر المهاجرين والأنصار انّ جبرئيل قد أخبرني انّ أهل وادي اليابس اثني عشر الفاً قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفرّ عنه ولا يخذله حتّى يقتلوني واخي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأمرني ان اسيّر إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدّوا لعدوّكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله فأخذ المسلمون عدّتهم وتهيّؤا وامر رسول الله صلّى الله عليه وآله أبا بكر بأمره وكان فيما أمره بأنّه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان تابعوا والّا واقفهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرّب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدّة وأحسن هيئة يسير بهم سيراً رفيقاً حتّى انتهوا الى أهل الوادي اليابس فلمّا بلغ القوم نزولاً عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه قريباً منهم خرج عليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدجّجين بالسلاح فلمّا صادفوهم قالوا لهم من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتّى نكلّمه فخرج عليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم انا أبو بكر صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله قالوا ما أقدمك علينا قال أمرني رسول الله صلّى الله عليه وآله ان اعرض عليكم الإسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والّا فالحرب بيننا وبينكم قالوا له اما واللّات والعزّي لو لا رحم ماسّة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم فارجع أنت ومن معك وارتجوا العافية فانّا انّما نريد صاحبكم بعينه وأخاه عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال أبو بكر لأصحابه يا قوم القوم أكثر منكم اضعافاً واعدّ منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نُعلم رسول الله صلّى الله عليه وآله بحال القوم فقالوا له جميعاً خالفت يا أبا بكر رسول الله صلّى الله عليه وآله

٣٦٢

وما أمرك به فاتّق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال إنّي اعلم ما لا تعلمون والشّاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف وانصرف الناس أجمعون فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله بمقالة القوم له وما ردّ عليهم ابو بكر فقال يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما أمرتك فكنت لي والله عاصياً فيما أمرتك فقام النبيّ صلّى الله عليه وآله فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال يا معاشر المسلمين انّي أمرت أبا بكر ان يسير الى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإِسلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوه والّا واقفهم وانّه سار إليهم وخرج منهم إليه مأتا رجل فلمّا سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وانّ جبرئيل أمرني عن الله ان ابعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فانّه قد عصى الله وعصاني وأمره بما امر به أبا بكر فخرج عمر والمهاجرون والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقتصد بهم في مسيرتهم حتّى شارف القوم وكان قريباً بحيث يراهم ويرونه وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه ممّا رأى من عدّة القوم وجمعهم ورجع يهرب منهم فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله بما صنع عمر وانّه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبيّ صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه واخبر بما صنع عمر وما كان منه وانّه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفاً لأمري عاصياً لقولي فقدم عليه فأخبره بمثل ما اخبر به صاحبه فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك لا قبّح الله رأيك وانّ جبرئيل قد أمرني ان ابعث عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هؤلاء المسلمين وأخبرني انّ الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليّاً عليه السلام وأوصاه بما أوصى به أبا بكر وعمر وأصحابه الأربعة آلاف وأخبره انّ الله سيفتح عليه وعلى أصحابه فخرج عليّ عليه السلام ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبي بكر وذلك انّه اعنف (١) بهم في السير حتّى خافوا ان ينقطعوا من

__________________

(١) العنف مثلثة العين : ضد الرفق.

٣٦٣

التعب وتحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فانّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد أمرني بأمر وأخبرني انّ الله سيفتح عليَّ وعليكم فأبشروا فانّكم على خير والى خير فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتّى إذا كانوا قريباً منهم حيث يرونه ويريهم وامر أصحابه ان ينزلوا وسمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه فأخرجوا إليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلمّا رآهم عليّ عليه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم من أنتم ومن أين أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون قال أنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله واخوه ورسوله إليكم أدعوكم الى شهادة ان لا إله إلّا الله وانّ محمّداً عبده ورسوله ولكم ان أمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشرّ فقالوا له ايّاك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعدّ للحرب العوان واعلم انّا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غداً ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك فقال لهم عليّ عليه السلام ويلكم تهدّدوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوّة الّا بالله العليّ العظيم فانصرفوا الى مراكزهم وانصرف عليّ الى مركزه فلمّا جنّه اللّيل امر أصحابه ان يحسنوا الى دوابّهم ويقضموا ويُسْرِجوا فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالنّاس بغلس ثمّ غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتّى وطئهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم وأقبل بالأسارى والأموال معه فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله بما فتح الله على عليّ عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انّه لم يصب منهم الّا رجلين ونزل فخرج يستقبل عليّاً عليه السلام في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة فلمّا رآه عليّ عليه السلام مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى التزمه وقبّل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين الى عليّ عليه السلام حيث نزل

٣٦٤

رسول الله صلّى الله عليه وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثمّ قال جعفر بن محمّد عليهما السلام ما غنم المسلمون مثلها قطّ الّا ان يكون من خيبر فانّها مثل خيبر وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم هذه السورة وَالْعادِياتِ ضَبْحاً يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرّجال والضّبح ضبحها في اعنّتها ولجمها فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فقد أخبرك انّها غارت عليهم صُبحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً قال يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ قال يعنيهما قد شهدا جميعاً وادي اليابس وكانا لحب الحياة حريصين أَفَلا يَعْلَمُ إلى آخر السورة قال نزلت الآيتان فيهما خاصّة يضمران ضمير السّوء ويعملان به فأخبره الله خبرهما وفعالهما.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءتها بعثه الله عزّ وجلّ مع أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يوم القيامة خاصّة وكان في حجره ورفقائه إن شاء الله تعالى.

٣٦٥

سورة القارعة

مكيّة وهي احدى عشر آية كوفيّ حجازيّ ثمان بصريّ شاميٌ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) الْقارِعَةُ التي تقرع الناس بالافزاع والاجرام بالانفطار والانتشار مَا الْقارِعَةُ ما هي أي أيّ شيء هي على التعظيم لشأنها والتهويل لها فوضع الظاهر موضع المضمر لأنّه أهول لها القمّيّ يردّدها الله لهولها وفزع بها الناس.

(٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ وأيّ شيء أعلمك ما هي أي إنّك لا تعلم كنهها فانّها أعظم من أن تبلغها دراية احد.

(٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ في كثرتهم وذلتهم وانتشارهم واضطرابهم.

(٤) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ كالصوف ذي الألوان المندوف لتفرّق اجزائها وتطايرها في الجو.

(٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ بالحسنات بأن ترجّحت مقادير أنواع حسناته فَهُوَ فِي عِيشَةٍ في عيش راضِيَةٍ ذات رضى أو مرضية.

(٦) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ من الحسنات بان لم تكن له حسنة يعبأ بها أو ترجّحت سيّئاته على حسناته وقد مضى تحقيق الوزن والميزان في سورة الأعراف فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ فمأواه النار يأوي إليها كما يأوي الولد الى أمّه والهاوية من أسماء النار والقمّيّ قال أمّ رأسه تقلّب في النار على رأسه.

٣٦٦

أقولُ : يعني يهوى فيها على أمّ رأسه.

(٧) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ.

(٨) نارٌ حامِيَةٌ ذات حمى اي شديدة الحرارة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام : من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه الله من فتنة الدجّال ان يؤمن به ومن فيح جهنّم يوم القيامة رزقنا الله تلاوته إن شاء الله تعالى.

٣٦٧

سُورة التكاثر

مدنيّة وقيل مكيّة ثمان آيات بالإجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ شغلكم التباهي بالكثرة.

(٢) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ حتى إذا استوعبتم عدد الأحياء صرتم الى المقابر فتكاثرتم بالأموات عبّر عن انتقالهم الى ذكر الموتى بزيارة المقابر وقيل معناه أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ بالأموال والأولاد إلى أن متّم وقبرتم مضيّعين أعماركم في طلب الدنيا عمّا هو اهمّ لكم وهو السعي لآخرتكم فيكون زيارة القبور كناية عن الموت.

وفي نهج البلاغة ما يؤيّد المعنى الأوّل حيث قال عليه السلام بعد تلاوته لهذه السورة : أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون قال ولأن يكونوا عِبَراً أحقّ من أن يكونوا مفتخراً ولأن يهبطوا منهم جناب ذلّة أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزّة.

وفي روضة الواعظين عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ما يدلّ على المعنى الثاني قال : إنّه قرأ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ فقال تكاثر الأموال جمعها من غير حقّها وشدّها في الاوعية حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ حتّى دخلتم قبوركم.

وفي المجمع عنه صلّى الله عليه وآله : انّه تلا هذه السورة فقال يقول ابن آدم ما لي وما لك من مالك الّا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدّقت فأمضيت.

٣٦٨

(٣) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ.

في حديث الروضة السابق قال : لو دخلتم قبوركم.

(٤) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ قال : لو خرجتم من قبوركم الى محشركم.

(٥) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ قال : وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنّم.

وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام : في قوله تعالى لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ قال المعاينة.

(٦) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ وقرئ بضمّ التاء.

رواها في المجمع عن عليّ عليه السلام.

(٧) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ ولعلّ ذلك حين ورودها.

(٨) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ.

في الروضة في الرواية السابقة قال : عن خمس عن شبع البطون وبارد الشراب ولذّة النوم وظلال المساكن واعتدال الخلق.

وفي المجمع عنهما عليهما السلام : هو الامن والصحة.

وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : الرطب والماء البارد.

وفي الفقيه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : كلّ نعيم مسؤول عنه صاحبه الّا ما كان في غزو أو حجّ.

وفي المجالس عن الصادق عليه السلام قال : من ذكر اسم الله على الطعام لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام.

والقمّيّ عنه عليه السلام قال : تسئل هذه الأمة عمّا أنعم الله عليهم برسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ بأهل بيته.

٣٦٩

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : ان النعيم الذي يسئل عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله ومن حلّ محلّه من أصفياء الله فانّ الله أنعم بهم على من اتّبعهم من أوليائهم.

والعيّاشي عن الصادق عليه السلام : انّه سأله أبو حنيفة عن هذه الآية فقال له ما النَّعِيمِ عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كلّ اكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولنّ وقوفك بين يديه فقال فما النّعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا ايتلفوا بعد ان كانوا مختلفين وبنا ألّف الله بين قلوبهم وجعلهم اخواناً بعد ان كانوا اعداء وبنا هداهم الله الإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبيّ صلّى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام.

وفي رواية : انّه قال له بلغني انّك تفسر النعيم في هذه الآية بالطّعام الطّيب والماء البارد في اليوم الصّائف قال نعم قال لو دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيّباً وسقاك ماء بارداً ثمّ امتنّ عليك به الى ما كنت تنسبه قال الى البخل قال أفيبخل الله تعالى قال فما هو قال حبّنا أهل البيت.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال : ليس في الدّنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممّن حضره فيقول الله تعالى ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ امّا هذا النعيم في الدنيا هو البارد فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته : كذا فسّرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطّعام الطيّب وقال آخرون هو طيّب النوم ولقد حدّثني أبي عن أبيه أبي عبد الله انّ أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزّ وجلّ وثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ فغضب وقال إنّ الله عزّ وجلّ لا يسأل عباده عمّا تفضّل عليهم به ولا يمنّ بذلك عليهم والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف الى الخالق عزّ وجلّ ما لا يرضى المخلوقون ولكن النّعيم حبّنا اهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوّة لأنّ العبد إذا وفى بذلك أدّاه الى نعيم الجنّة الّتي لا يزول.

٣٧٠

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : ان الله عزّ وجلّ أعز وأكرم ان يطعمكم طعاماً فسوّغكموه ثمّ يسألكم عنه ولكن يسألكم عمّا أنعم عليكم بمحمّد وآل محمّد عليهم السلام.

وفي رواية عن الباقر عليه السلام : انّما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحقّ.

وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام قال : ثلاثة لا يحاسب العبد المؤمن عليهنّ طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه وفي رواية قال : انّ الله أكرم من أن يسأل مؤمناً عن اكله وشربه.

أقولُ : لعلّ التوفيق بين الاخبار بأن يقال لا يسئل أحد عن ضروريّ المطعم والملبس وغيرهما وانّما يسئل عمّا زاد على الضرورة وعمّا أنعم الله به من الإرشاد الى مودّة أهل البيت وطاعتهم كيف صنع بهم عليهم السلام.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة ألهاكم التكاثر في فريضة كتب الله له اجر مائة شهيد ومن قرأها في نافلة كتب له اجر خمسين شهيداً وصلّى معه في فريضة أربعون صفّاً من الملائكة.

٣٧١

سُورة العصر

مكيّة وهي ثلاث آيات بالإجماع اختلافها آيتان

وَالْعَصْرِ غير المكّي والمدني الأخير بِالْحَقِ مكي والمدني الأخير

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالْعَصْرِ

(٢) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ قيل اقسم بصلاة العصر أو بعصر النبوّة انّ الإنسان لفي خسران في مساعيهم وصرف أعمارهم في مطالبهم.

(٣) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فانّهم اشتروا الآخرة بالدّنيا ففازوا بالحياة الأبديّة والسعادة السرمديّة وَتَواصَوْا بِالْحَقِ الثابت الَّذي لا يصحّ إنكاره عن اعتقاد أو عمل وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ عن المعاصي وعلى الطّاعات والمصائب وهذا من عطف الخاص على العام.

وفي الإكمال عن الصادق عليه السلام قال : الْعَصْرِ عصر خروج القائم عليه السلام إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ يعني أعدائنا إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا يعني بآياتنا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يعني بمواساة الاخوان وَتَواصَوْا بِالْحَقِ يعني الإمامة وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ يعني العترة.

والقمّيّ عنه عليه السلام قال : استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا يقول آمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ذرّياتهم ومن خلّفوا بالولاية تواصوا بها وصبروا عليها.

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : انّهما قرءا وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إلى آخر الدّهر.

٣٧٢

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقاً وجهه ضاحكاً سنّه قريراً عينه حتّى يدخل الجنّة.

٣٧٣

سُورة الهُمزة

مكيّة وهي تسع آيات بالإِجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ اصل الهمز الكسر واللّمز الطّعن وشاعا في كسر الأعراض بالطّعن القمّيّ قال هُمَزَةٍ الّذي يغمز الناس ويستحقر الفقراء وقوله لُمَزَةٍ الذي يلوي عنقه ورأسه ويغضب إذا رأى فقيراً أو سائلاً.

(٢) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ وجعله عدّة للنّوازل أو عدّة مرّة بعد أخرى والقمّيّ قال أعدّه ووضعه وقرئ جمع بالتّشديد للتكثير.

(٣) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ تركه خالداً في الدّنيا القمّيّ قال ويبقيه.

(٤) كَلَّا لَيُنْبَذَنَ ليطرحنّ فِي الْحُطَمَةِ القمّيّ النّار التي تحطم كلّ شيء.

(٥) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ.

(٦) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ التي أو قدها الله وما اوقده الله لا يقدر أن يطفأه غيره.

(٧) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ القمّيّ قال تتلهّب على الفؤاد.

(٨) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ قال مطبقة.

(٩) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ في اعمد ممدودة اي موثّقين في اعمد ممدودة القمّيّ قال إذا مدّت العمد عليهم كان والله الخلود.

والعيّاشي عن الباقر عليه السلام ما في معناه وقرئ عُمد بضمّتين

٣٧٤

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ ويل لكلّ همزة لمزة في فريضة من فرائضه بعّد الله عنه الفقر وجلب عليه الرزق ويدفع عنه ميتة السوء.

٣٧٥

سُورة الفيل

خمس آيات بالإِجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ.

(٢) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ في هدم الكعبة فِي تَضْلِيلٍ في تضييع وإبطال بأن دمّرهم وعظّم شأنها.

(٣) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ جماعات.

(٤) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ من طين متحجّر معرّب سنگ گل.

(٥) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ كورق زرع وقع فيه الاكّال أو أكل حبّة فبقي صفرا منه أو كتبن أكلته الدوابّ القمّيّ قال : نزلت في الحبشة حين جاءوا بالفيل ليهدموا به الكعبة فلمّا ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطّلب تدري اين يأمّ بك قال برأسه لا قال أتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك فقال برأسه لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسّيوف وقطعوه وَأَرْسَلَ الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ قال بعضها إلى أثر بعض تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قال كان مع كلّ طير ثلاثة أحجار حجر في منقاره وحجران في مخالسه وكانت ترفرف على رؤوسهم وترمي في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من أدبارهم وينتقض أبدانهم فكانوا كما قال فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قال العصف التّبن والمأكول هو الذي يبقى من فضله.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام ما في معناه بروايتين مع زيادات واختلافات في ألفاظه وقال في إحداهما : وبعث الله عليهم الطّير كالخطاطيف في

٣٧٦

مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثمّ يرسلها على رأسه فيخرج من دبره حتّى لم يبق منهم أحد الّا رجل هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطّير منها وجاء الطير حتّى حاذى رأسه ثمّ ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

وعن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عن قوله تعالى وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً قال كان طير سافّ جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السّباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير مع كلّ طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران وفي منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وما كان قبل ذلك واتى شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتّى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلاً فغرقهم أجمعين قال وما رأى في ذلك الوادي ماء قطّ قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال ولذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه.

وفي العلل عنه عليه السلام : ما يقرب منه.

وفي قرب الإسناد عن الكاظم عليه السلام : انّ ابرهة بن يكسوم قاد الفيل الى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال عبد المطّلب انّ لهذا البيت ربّا يمنعه ثمّ جمع أهل مكّة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن فَأَرْسِلْ الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ودفعهم عن مكّة وأهلها وفي الأمالي في هذه القصّة زيادات قيل وكان السّبب فيه انّ ابرهة بن الصبّاح الاشرم ملك اليمن من قبل اصخمة النّجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسمّاها القليس وأراد بصرف إليها الحاجّ فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك فحلف ليهدمنّ الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قويّ اسمه محمود إلى آخر القصّة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ في فرائضه ألم تر كيف فعل ربّك شهد له يوم القيامة كلّ سهل وجبل ومدر بأنّه كان من المصلّين وينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه أدخلوه الجنّة ولا تحاسبوه

٣٧٧

فانّه ممّن أحبّه الله وأحبّ عمله قد سبق انّ هذه السورة مع ما بعدها تقرءان في الصلاة معاً.

وفي المجمع عن العيّاشي عن أحدهما عليهما السلام قال : ألم تر كيف فعل ربّك ولإيلاف قريش سورة واحدة قال وروي : أنّ ابيّ بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه.

٣٧٨

سُورة ايلاف

مكيّة وهي خمس آيات حجازيّ أربع آيات عند غيرهم اختلافها آية مِنْ

جُوعٍ حجازي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ وهو متعلّق بقوله فَلْيَعْبُدُوا او كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ او بمحذوف كاعجبوا.

(٢) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ.

(٣) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ.

(٤) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ.

(٥) وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ القمّيّ قال : نزلت في قريش لأنّه كان معاشهم من الرّحلتين رحلة في الشّتاء الى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشّام وكانوا يحملون من مكّة الأدم واللّبّ وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشترون بالشام الثياب والدّرمك والحبوب وكانوا يتألّفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كلّ خرجة رئيساً من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك فلمّا بعث الله نبيّه صلّى الله عليه وآله استغنوا عن ذلك لأنّ الناس وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وحجّوا الى البيت فقال الله فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ فلا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ يعني خوف الطريق.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من أكثر قراءة لإِيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنّة حتّى يقعد على موائد النّور يوم القيامة إن شاء الله.

٣٧٩

سُورة أرَايت

وتسمّى سُورة الماعون مكيّة وقيل مدنيّة وهي سبع آيات أو ستّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ بالجزاء القمّيّ قال نزلت في أبي جهل وكفّار قريش.

(٢) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ قال يدفعه يعني عن حقّه قيل كان أبو جهل وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه وأبو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقرأه بعصاه.

(٣) وَلا يَحُضُ ولا يرغب عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتّب الجملة على يكذّب بالفاء.

(٤) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الفاء جزائيّة يعني إذا كان عدم المبالاة باليتيم والمسكين من تكذيب الدّين فالسّهو في الصلاة الّتي هي عماد الدّين والرّياء ومنع الزكاة أحقّ بذلك ولهذا رتّب عليه الويل.

(٥) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ غافلون غير مبالين بها القمّيّ قال عني به تاركون لأنّ كلّ إنسان يسهو في الصلاة.

وفي المجمع عن العيّاشي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية أهي وسوسة الشّيطان فقال لا كلّ أحد يصيبه هذا ولكن ان يغفلها ويدع ان يصلّي في أول وقتها.

والقمّيّ عنه عليه السلام قال : هو تأخير الصلاة عن أوّل وقتها لغير عذر.

٣٨٠