تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : لا يبالي الناصب صلى أم زنى وهذه الآية نزلت فيهم عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً.

وعنه عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : كلّ ناصب وان تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ.

وفي المجالس والمجمع عنه عليه السلام : مثله وفي رواية القمّيّ : كلّ من خالفكم وان تعبّد واجتهد الحديث.

وفي الكافي عنه عليه السلام : في قوله تعالى هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ قال يغشاهم القائم عليه السلام بالسّيف خاشِعَةٌ قال لا تطيق الامتناع عامِلَةٌ قال عملت بغير ما أنزل الله ناصِبَةٌ قال نصبت غير ولاة أمر الله تَصْلى ناراً حامِيَةً قال تصلى نار الحرب في الدنيا على أهل القائم عليه السلام وفي الآخرة نار جهنّم وفي رواية : الْغاشِيَةِ الّذين يغشون الإمام عليه السلام لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ قال لا ينفعهم الدّخول ولا يغنيهم القعود.

(٨) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ذات بهجة القمّيّ هم أتباع أمير المؤمنين عليه السلام.

(٩) لِسَعْيِها راضِيَةٌ قال يرضى الله بما سعوا فيه.

(١٠) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ.

(١١) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً قال الهزل والكذب وقرئ على بناء المفعول بالتّاء وبالياء.

(١٢) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ لا ينقطع جريها.

(١٣) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ رفيعة السّمك والقدر.

(١٤) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ الكوب إناء لا عروة له.

(١٥) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ بعضها إلى بعض القمّيّ البسط والوسائد.

٣٢١

(١٦) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ قال قال كلّ شيء خلقه الله في الجنّة له مثال في الدنيا الّا الزّرابيّ فانّه لا يدرى ما هي وقيل النمارق المساند والزّرابيّ البسط الفاخرة جمع زربية مَبْثُوثَةٌ أي مبسوطة.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : لو لا أنّ الله تعالى قدّرها لهم لالتمعت أبصارهم بما يرون.

(١٧) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ خلقاً دالًّا على كمال قدرته وحسن تدبيره حيث خلقها لجرّ الأثقال الى البلاد النائية فجعلها عظيمة باركة للحمل ناهضة بالحمل منقادة لمن اقتادها طوال الاعناق لتنوء بالأوقار ترعى كلّ نابت وتحتمل العطش ليتأتّى لها قطع البراري والمفاوز قال الله تعالى وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ مع ما لها من منافع اخر.

(١٨) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ بلا عمد.

(١٩) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ راسخة لا تميل.

(٢٠) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ بسطت حتّى صارت مهاداً.

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام : انّه قرأ بفتح اوايل هذه الحروف كلّها وضمّ التاء.

(٢١) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ فلا عليك ان لم ينظروا أو لم يذكروا إذ ما عليك الّا البلاغ.

(٢٢) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ بمتسلّط وقرئ بالسّين القمّيّ قال لست بحافظ ولا كاتب عليهم.

(٢٣) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ لكن من تولّى وكفر.

(٢٤) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ الغليظ الشّديد الدّائم.

(٢٥) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ رجوعهم ومصيرهم بعد الموت.

٣٢٢

(٢٦) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ جزاءهم على أعمالهم.

في الكافي عن الباقر عليه السلام : إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعى رسول الله صلّى الله عليه وآله ودعى أمير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلّى الله عليه وآله حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ويكسى عليّ عليه السلام مثلها ويكسى رسول الله صلّى الله عليه وآله حلّة ورديّة يضيء لها ما بين المشرق والمغرب ويكسى عليّ عليه السلام مثلها ثمّ يصعدان عندها ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب النّاس فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة واهل النّار النار.

وعن الكاظم عليه السلام : إلينا إياب هذا الخلق وعَلَيْنا حِسابَهُمْ فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله تعالى حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوّضهم الله عزّ وجلّ.

وفي الأمالي عن الصادق عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه لنا فهو لهم وما كان لنا فهو لهم.

في ثواب الأعمال والمجمع عنه عليه السلام : من أدمن قراءة هل أتاك حديث الغاشية في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والآخرة وأتاه الا من يوم القيامة من عذاب النّار إن شاء الله تعالى.

٣٢٣

سُورة الفجر

مكيّة وهي اثنتان وثلاثون آية حجازي

ثلاثون كوفيّ شاميّ تسع وعشرون بصري

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالْفَجْرِ.

(٢) وَلَيالٍ عَشْرٍ أقسم الله بانفجار الصبح القمّيّ قال ليس فيها «واو» وانّما هو الفجر وليال عشر قال عشر ذي الحجّة.

(٣) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وقرئ بالفتح قيل أي الأشياء كلّها شفعها ووترها والقمّيّ قال : الشَّفْعِ ركعتان وَالْوَتْرِ ركعة قال وفي حديث آخر قال : الشَّفْعِ الحسن والحسين عليهما السلام وَالْوَتْرِ أمير المؤمنين عليه السلام

وفي المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام : الشَّفْعِ يوم التّروية وَالْوَتْرِ يوم عرفة.

(٤) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ قيل إذا يمضي كقوله وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ القمّيّ قال هي ليلة جمع.

(٥) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ يعتبره.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول الذي عقل

والمقسم عليه محذوف اي ليعذّبنّ كما يدلّ عليه ما بعده.

(٦) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ يعني أولاد عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام قوم هود سمّوا باسم أبيهم كذا قيل.

(٧) إِرَمَ عطف بيان لعاد على تقدير مضاف اي سبط إرم وأهل إرم ذاتِ الْعِمادِ

٣٢٤

ذات البناء الرّفيع أو القدود الطّوال.

(٨) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ قيل كان لعاد ابنان شدّاد وشديد فملكا وقهرا ثمّ مات شديد فخلص الامر لشدّاد وملك المعمورة ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنّة فبنى على مثالها في بعض صحارى عدن جنّة وسمّاها ارم فلمّا تمّ سار إليها بأهله فلمّا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا.

(٩) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ قطعوه واتّخذوه منازل لقوله وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً بِالْوادِ وادي القرى.

(١٠) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ مضى الوجه في تسميته بذي الأوتاد في سورة ص.

(١١) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ.

(١٢) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ بالكفر والظلم.

(١٣) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ.

(١٤) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ المكان الذي يترقّب فيه الرّصد.

في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : معناه إِنَّ رَبَّكَ قادر على أن يجزي اهل المعاصي جزاءهم.

وعن الصادق عليه السلام قال : المرصاد قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد ويأتي حديث آخر فيه.

(١٥) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ اختبره بالغنى واليُسر فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ بالجاه والمال فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ.

(١٦) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ اختبره بالفقر والتقتير فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فضيّق عليه وقتر. فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ لقصور نظره وسوء فكره فان التقتير قد يؤدّي الى كرامة

٣٢٥

الدّارين والتوسعة قد تفضي الى قصد الأعداء والانهماك في حبّ الدنيا ولذلك ذمّه على قوليه وردعه كلّا وقرئ أكرمن وأهانن بغير ياء وبالتشديد في قدّر.

(١٧) كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ.

(١٨) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أي بل فعلهم أسوء من قولهم وادلّ على تهالكهم بالمال وهو انّهم لا يكرمون اليتيم بالتفقّد والمبرّة واغنائهم عن ذلّ السؤال ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلاً عن غيرهم.

(١٩) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ الميراث أَكْلاً لَمًّا ذا لمّ اي جمع بين الحلال والحرام فانّهم كانوا لا يورّثون النساء والصبيان ويأكلون انصبائهم أو يأكلون ما جمعه المورّث من حلال وحرام عالمين بذلك.

(٢٠) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا كثيراً مع حرص وشهوة وقرئ بالتاء في الجميع على الالتفات أو تقدير قل.

(٢١) كَلَّا ردع لهم عن ذلك وما بعده وعيد عليه إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا بعد دكّ حتّى صارت منخفضة الجبال والتلال أو هباءً منبثّاً.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : هي الزّلزلة.

(٢٢) وَجاءَ رَبُّكَ أي امر ربّك.

كذا في التوحيد والعيون عن الرضا عليه السلام أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مُثّل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا بحسب منازلهم ومراتبهم.

(٢٣) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ كقوله وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : لمّا نزلت هذه الآية وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ سئل عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال أخبرني الرّوح الأمين انّ الله لا اله غيره إذا برز الخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام أخذ بكلّ زمام مائة

٣٢٦

الف تقودها من الغلاظ الشداد لها هدّة وغضب وزفير وشهيق وانّها لتزفر زفرة فلولا انّ الله أخّرهم للحساب لأهلكت الجميع ثمّ يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر ما خلق الله عبداً من عباد الله ملكاً ولا نبيّاً الّا ينادي ربّ نفسي نفسي وأنت يا نبيّ الله تنادي أمّتي أمّتي ثمّ يوضع عليها الصراط ادقّ من الشعر واحدّ من حدّ السيف عليها ثلاثة قناطر فامّا واحدة فعليها الأمانة والرّحم والثانية فعليها الصلاة والثالثة فعليها ربّ العالمين لا اله غيره فيكلّفون الممرّ عليها فيحسبهم الرحم والأمانة فان نجوا منها حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى الى ربّ العالمين وهو قوله إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ والنّاس على الصراط فمتعلّق بيد وتزلّ قدم ويستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلّم سلّم والنّاس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناج برحمة الله مرّ بها فقال الحمد لله وبنعمته تتمّ الصالحات وتزكوا الحسنات والحمد لله الذي نجّاني منك بعد إياس بمنّه وفضله انّ ربّنا لغفور شكور.

وفي الكافي : ما في معناه يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى منفعة للذكرى.

(٢٤) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي أي لحياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا اعمالاً صالحة.

(٢٥) فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ أي مثل عذابه.

(٢٦) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ أي مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده والقمّيّ قال هو الثاني وقرئ على بناء المفعول فيهما.

وفي المجمع رواها عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وهي أحسن لما في توجيه الأولى من التكلّف بتقدير إلّا الله أو غير ذلك.

(٢٧) يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ على إرادة القول وهي التي اطمأنّت إلى الحقّ.

(٢٨) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ كما بدأت منه راضِيَةً مَرْضِيَّةً.

٣٢٧

(٢٩) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (١) وَادْخُلِي جَنَّتِي.

في الكافي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا والله انّه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت يا وليّ الله لا تجزع فو الّذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله لَأنَا ابرّ بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينيك فانظر قال ويمثّل له رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام فيقال له هذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام رفقاؤك فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة فيقول يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الى محمّد وأهل بيته عليهم السلام ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً بالولاية مَرْضِيَّةً بالثواب فَادْخُلِي فِي عِبادِي يعني محمّداً صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وَادْخُلِي جَنَّتِي فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي والقمّيّ قال في معناه مختصراً وعنه عليه السلام في هذه الآية : يعني الحسين ابن عليّ عليهما السلام.

في ثواب الأعمال والمجمع عنه عليه السلام : اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فانّها سورة الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام من قرأها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجة من الجنّة.

__________________

(١) أي في زمرة عبادي الصالحين المصطفين الذين رضيت عنهم.

٣٢٨

سُورة البلد

مكيّة وهي عشرون آية بلا خلاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ.

(٢) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قيل أي اقسم بهذا البلد الحرام يعني مكّة لشرف من حلّ به وهو النبيّ صلّى الله عليه وآله.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال : كانت قريش تعظّم البلد وتستحلّ محمّداً صلّى الله عليه وآله فيه فقال الله لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ يريد انّهم استحلّوك فيه فكذّبوك وشتموك وكان لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلّدون لحاء شجرة الحرم فيأمنون بتقليدهم إيّاه فاستحلّوا من رسول الله صلّى الله عليه وآله ما لم يستحلّوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم.

وفي الكافي عنه عليه السلام : ما يقرب منه والقمّيّ : الْبَلَدِ مكّة وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قال كانت قريش لا يستحلّون ان يظلموا أحداً في هذا البلد ويستحلّون ظلمك فيه.

(٣) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : يعني آدم عليه السلام وَما وَلَدَ من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وأتباعهم والقمّيّ : مثله.

وفي الكافي مرفوعاً قال أمير المؤمنين : ومن ولد من الأئمّة عليهم السلام.

٣٢٩

(٤) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ قيل أي في تعب ومشقّة فانّه يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة القمّيّ أي منتصباً.

وفي العلل عن الصادق عليه السلام : انّه قيل له انّا نرى الدوابّ في بطون أيديها الرقعتين مثل الكيّ فمن أيّ شيء ذلك فقال ذلك موضع منخريه في بطن أمّه وابن آدم فرأسه منتصب في بطن أمّه وذلك قول الله تعالى لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ وما سوي ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه.

(٥) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فينتقم منه.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : يعني يقتل في قتله ابنة النبيّ صلّى الله عليه وآله.

أقولُ : لعلّه أريد به الثّالث.

(٦) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً كثيراً من تلبّد الشيء إذا اجتمع القمّيّ لبدا اي مجتمعاً.

وفي الحديث السابق قال : يعني الذي جهّز به النبيّ صلّى الله عليه وآله في جيش العسرة.

وعنه عليه السلام قال : هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام الإسلام يوم الخندق وقال فأين ما أنفقت فيكم مالاً لُبَداً وكان أنفق مالاً في الصدّ عن سبيل الله فقتله عليّ عليه السلام.

(٧) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ.

القمّيّ قال في فساد كان في نفسه.

(٨) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ يبصر بهما.

(٩) وَلِساناً يترجم به عن ضمائره وَشَفَتَيْنِ يستر بهما فاه ويستعين بهما على النّطق والاكل والشرب وغيرها.

٣٣٠

(١٠) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : نجد الخير والشرّ.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : سبيل الخير وسبيل الشرّ.

وعنه عليه السلام : انّه قيل له انّ اناساً يقول في قوله وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ انّهما الثديان فقال لا هما الخير والشرّ.

(١١) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي فلم يشكر تلك الايادي باقتحام الْعَقَبَةَ هو في الدخول في أمر شديد قيل العقبة الطريق في الجبل استعارها لما فسّرها به من الفكّ والإطعام والقمّيّ قال : الْعَقَبَةَ الأئمّة من صعدها فكّ رقبته من النّار.

(١٢) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ.

(١٣) فَكُّ رَقَبَةٍ.

(١٤) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ذي مجاعة.

(١٥) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ ذا قرابة.

(١٦) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ذا فقر القمّيّ قال لا يقيه من التراب شيء وقرئ فكّ رقبة أو اطعم.

في الكافي عن الرضا عليه السلام : إذا أكل اتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد الى أطيب الطعام ممّا يؤتى به فيأخذ من كلّ شيء شيئاً فيضع في تلك الصحفة ثمّ يأمر بها للمساكين ثمّ يتلو هذه الآية فَلَا اقْتَحَمَ ثم يقول علم الله انّه ليس كلّ إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل الى الجنة وعن الصادق عليه السلام : من اطعم مؤمناً حتّى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا الله ربّ العالمين ثمّ قال من موجبات المغفرة إطعام المسلم السّغبان ثمّ تلا أَوْ إِطْعامٌ الآية.

وعنه عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز

٣٣١

الْعَقَبَةَ ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا ثمّ قال النّاس كلّهم عبيد النار غيرك وأصحابك فانّ الله فكّ رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت.

وفيه والقمّيّ عنه عليه السلام : بنا تفكّ الرقاب وبمعرفتنا ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة.

(١٧) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.

(١٨) أولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ القمّيّ قال : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

(١٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قال : الذين خالفوا أمير المؤمنين عليه السلام هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ قال أصحاب المشأمة اعداء آل محمّد صلوات الله عليهم.

(٢٠) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ قال اي مطبقة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من كان قراءته في فريضة لا اقْسِمُ بهذا البلد كان في الدنيا معروفاً انّه من الصالحين وكان في الآخرة معروفاً انّ له مكاناً وكان يوم القيامة من رفقاء النبيّين عليهم السلام والشهداء والصالحين إن شاء الله تعالى.

٣٣٢

سُورة والشمس

مكيّة عدد آيها ستّ عشرة آية مكيّ والمدنيّ الأوّل خمس عشر في

الباقين اختلافها آية فَعَقَرُوها مكيّ والمدنيّ الأول

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالشَّمْسِ وَضُحاها امتداد ضوئها وانبساطه واشراقه.

(٢) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها طلع عند غروبها أخذ من نورها.

(٣) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها عند انبساطه.

(٤) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها فيظلم الآفاق ويلبسها سواده.

في الكافي والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : الشَّمْسِ رسول الله صلّى الله عليه وآله به أوضح الله للنّاس دينهم وَالْقَمَرِ أمير المؤمنين عليه السلام تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله ونفثه بالعلم نفثا وَاللَّيْلِ ائمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرسول وجلسوا مجلساً كان آل الرّسول أولى به منهم فغشّوا دين الله بالظلم والجور.

(٥) وَالسَّماءِ وَما بَناها والقادر الّذي بناها.

(٦) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها والصانع الذي دحاها.

(٧) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها والخالق الذي سَوَّاها أي عدّل خلقها القمّيّ قال خلقها وصوّرها.

(٨) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قال اي عرّفها وألهمها ثمّ خيّرها فاختارت.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : بيّن لنا ما تأتي وما تترك.

٣٣٣

(٩) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها.

(١٠) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها.

في المجمع عنهما عليهما السلام مثل ما في الكافي وزاد : قَدْ أَفْلَحَ من أطاع وَقَدْ خابَ من عصى والقمّيّ مَنْ زَكَّاها يعني نفسه طهّرها ومَنْ دَسَّاها أي أغواها.

وعن الصادق عليه السلام : مَنْ زَكَّاها قال أمير المؤمنين عليه السلام زكّاه ربّه مَنْ دَسَّاها قال هو الأوّل والثاني في بيعته إيّاه حيث مسح على كفّه قيل قَدْ أَفْلَحَ جواب القسم وحذف اللّام للطول وقيل بل استطرد بذكر أحوال النفس والجواب محذوف تقديره ليد مدمنّ الله على كفّار مكّة لتكذيبهم رسوله كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحاً.

(١١) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها بسبب طغيانها.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : يقول الطغيان حملها على التكذيب.

(١٢) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها أشقى ثمود وهو قدار بن سالف القمّيّ قال الذي عقر الناقة.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : قال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام من أشقى الأوّلين قال عاقر الناقة قال صدقت فمن أشقى الآخرين قال لا اعلم يا رسول الله قال الذي يضربك على هذه وأشار الى يافوخه.

(١٣) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صالح ناقَةَ اللهِ أي ذروا ناقة الله واحذروا عقرها وَسُقْياها فلا تذودوها عنها.

(١٤) فَكَذَّبُوهُ فيما حذرهم من حلول العذاب ان فعلوا فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ فأطبق عليهم العذاب بِذَنْبِهِمْ بسببه فَسَوَّاها فسوّى الدّمدمة فلم يفلت منها صغير ولا كبير القمّيّ قال أخذهم بغتة وغفلة باللّيل.

(١٥) وَلا يَخافُ عُقْباها قيل أي عاقبة الدّمدمة فيبقى بعض الإبقاء والواو للحال والقمّيّ قال من بعد هؤلاء الّذين أهلكناهم لا يخافون وقرئ فلا يخاف.

٣٣٤

ورواها في المجمع عن الصادق عليه السلام قال : وكذلك في مصاحف اهل المدينة والشام.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من أكثر قراءة والشمس والليل والضحى وأ لم نشرح في يوم أو ليلة لم يبق شيء بحضرته الّا شهد له يوم القيامة حتّى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه وجميع ما اقلّت الأرض منه ويقول الربّ تبارك وتعالى قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له وانطلقوا به الى جنّاتي حتّى يتخيّر منها حيث ما أحبّ فأعطوه من غير منّ ولكن رحمة منّي وفضلاً وهنيئاً لعبدي.

٣٣٥

سورة واللّيل

مكيّة عدد آيها احدى وعشرون آية بالإجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى يغشى الشمس أو النهار.

(٢) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ظهر بزوال ظلمة اللّيل.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : اللَّيْلِ في هذا الموضع الثاني غشي أمير المؤمنين عليه السلام في دولته الّتي جرت له عليه وأمير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتّى تنقضي وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى قال النّهار هو القائم عليه السلام منّا أهل البيت عليهم السلام إذا قام غلب دولة الباطل قال والقرآن ضرب فيه الأمثال للنّاس وخاطب نبيّه صلّى الله عليه وآله به ونحن فليس يعلمه غيرنا.

(٣) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى القمّيّ انّما يعني والذي خلق الذكر والأنثى.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : وخَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى بغير «ما» ونسبها الى النبيّ صلّى الله عليه وآله وعليّ بن أبي طالب عليه السلام أيضاً.

وفي المناقب عن الباقر عليه السلام : الذكر أمير المؤمنين وَالْأُنْثى فاطمة عليهما السلام.

(٤) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى انّ مساعيكم لمختلفة القمّيّ هو جواب القسم قال من منكم من يسعى في الخير ومنكم من يسعى في الشرّ.

(٥) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى الطاعة وَاتَّقى المعصية.

٣٣٦

(٦) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى بالكلمة الحسنى والمثوبة من الله.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : بالولاية وكذا قال في نظيره الآتي.

(٧) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى فسيوفّقه حتّى تكون الطاعة أيسر الأمور عليه.

(٨) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بما امر به وَاسْتَغْنى بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى.

(٩) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى.

(١٠) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى فنخذله حتّى تكون الطاعة له أعمر شيء.

(١١) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى إذا هلك القمّيّ قال : نزلت في رجل من الأنصار كانت له نخلة في دار رجل وكان يدخل عليه بغير إذن فشكا ذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لصاحب النخلة بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنّة فقال لا أفعل فقال بعنيها بحديقة في الجنّة فقال لا أفعل وانصرف فمضى إليه أبو الدّحداح واشتراها منه واتى إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنّة الحديقة التي قلت لهذا فلم يقبلها فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لك في الجنّة حدائق وحدائق فأنزل الله في ذلك فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى يعني أبا الدحداح الآية.

ورواه في قرب الإسناد عن الرضا عليه السلام وفيه : انّ أبا الدحداح اشتراها منه بحائطه وانّه قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله فلك بدلها نخلة في الجنّة قال فَأَمَّا مَنْ أَعْطى يعني النّخلة وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى يعني بموعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.

ورواه في المجمع عن ابن عبّاس الّا انّه قال : إنّ رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربّما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من النخلة حتّى يأخذ التمر من أيديهم فان وجدها في فيّ أحدهم ادخل إصبعه حتّى يخرج التمرة من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله ثمّ ساق الحديث إلى أن قال فاشتراها منه أبو الدحداح بأربعين نخلة

٣٣٧

فذهب إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال يا رسول الله انّ النخلة قد صارت لي فهي لك فذهب رسول الله صلّى الله عليه وآله الى صاحب الدار فقال له النخلة لك ولعيالك فأنزل الله وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى السورة.

وفي الكافي والجوامع عن الباقر عليه السلام : فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ممّا أتاه الله وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى أي بأنّ الله يعطي بالواحد عشراً الى مائة الف فما زاد فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى لا يريد شيئاً من الخير الّا يسّر الله له وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بما أتاه الله وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى بانّ الله يعطي بالواحد عشراً الى مائة الف فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى لا يريد شيئاً من الشرّ الّا يسّر له وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى قال والله ما تردّى من جبل ولا من حائط ولا في بئر ولكن تردّى في نار جهنّم.

وفي المناقب عنه عليه السلام : فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى اثر بقوته وصام حتّى وفي بنذره وتصدّق بخاتمه وهو راكع وآثر المقداد بالدنيا على نفسه وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى وهي الجنّة والثواب من الله فَسَنُيَسِّرُهُ لذلك بأن جعله اماماً في الخير وقدوة واباً للأئمّة عليهم السلام يسّره الله لِلْيُسْرى.

(١٢) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى القمّيّ قال علينا ان نبيّن لهم.

(١٣) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى فنعطي في الدّارين ما نشاء لمن نشاء.

(١٤) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى تتلهّب.

(١٥) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى.

(١٦) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى.

في المجمع في الرواية المتقدمة : يعني صاحب النخلة والقمّيّ : يعني هذا الذي بخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله.

وعن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : في جهنّم واد فيه نار لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى فلان الَّذِي كَذَّبَ رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ عليه السلام وَتَوَلَّى عن ولايته ثمّ قال النيّران بعضها دون بعض فما كان من نار بهذا الوادي فللنصّاب.

٣٣٨

(١٧) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.

(١٨) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى

القمّيّ قال : ابو الدحداح وكذا في المجمع في الرواية السابقة.

(١٩) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى فيقصد بإيتائه مكافأتها

(٢٠) إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ولكن يؤتيه لله تعالى خالصاً مخلصاً.

(٢١) وَلَسَوْفَ يَرْضى إذا أدخله الله الجنّة سبق ثواب قراءتها في سورة الشمس.

٣٣٩

سُورة والضُّحى

مكيّة عدد آيها إحدى عشرة آية بِلا خلاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالضُّحى اقسم بوقت ارتفاع الشمس.

(٢) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى وبالليل إذا سكن اهله وركد ظلامه.

(٣) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ما قطعك قطع المودّع.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : ما وَدَعك بالتخفيف بمعنى ما تركك وَما قَلى وما أبغضك.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : وذلك أنّ جبرئيل أبطأ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وانّه كانت أوّل سورة نزلت اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ثم ابطأ عليه فقالت خديجة لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل إليك فأنزل الله تبارك وتعالى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى وفي الجوامع : روي أنّ الوحي قد احتبس عنه ايّاماً فقال المشركون انّ محمّداً صلّى الله عليه وآله ودّعه ربّه وقلاه فنزلت.

(٤) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (١) القمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : يعني الكرّة هي الآخرة للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.

(٥) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قال : يعطيك من الجنّة حتّى ترضى.

وفي المجمع عنه عليه السلام قال : دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله على

__________________

(١) يعني ان ثواب الآخرة والنعيم الدائم فيها خيرٌ لك من الدنيا الفانية.

٣٤٠