تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

قومك وتهددهم عليه بان يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم.

(١٦) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً قد مرّ بيانه في سورة طه.

(١٧) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى على إرادة القول.

(١٨) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى هل لك ميل إلى أن تتطهّر من الكفر والطغيان وقرئ تزكّى بتشديد الزاي.

(١٩) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى بأداء الواجبات وترك المحرّمات إذ الخشية انّما تكون بعد المعرفة وهذا كالبيان لقوله فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً.

(٢٠) فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى أي ذهب وبلّغ فأراه المعجزة الكبرى.

(٢١) فَكَذَّبَ وَعَصى.

(٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى أدبر عن الطاعة ساعياً في إبطال أمره.

(٢٣) فَحَشَرَ فجمع جنوده فَنادى.

(٢٤) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى.

(٢٥) فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى القمّيّ النكال العقوبة والآخرة قوله أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى والأولى قوله ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فأهلكه الله بهذين القولين.

وفي الخصال والمجمع عن الباقر عليه السلام : انّه كان بين الكلمتين أربعون سنة.

وعنه عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : قال جبرئيل قلت يا ربّ تدع فرعون وقد فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فقال إنّما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

(٢٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى لمن كان من شأنه الخشية.

٢٨١

(٢٧) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها.

(٢٨) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها.

(٢٩) وَأَغْطَشَ لَيْلَها أظلمه وَأَخْرَجَ ضُحاها وابرز ضوء شمسها.

(٣٠) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها بسطها ومهدها للسّكنى.

(٣١) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها بتفجير العيون وَمَرْعاها.

(٣٢) وَالْجِبالَ أَرْساها أثبتها.

(٣٣) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ.

(٣٤) فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الداهية التي تطمّ اي تعلو على سائر الدّواهي الْكُبْرى الكبرى التي هي أكبر الطامات.

في الإكمال عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : انّ الطَّامَّةُ الْكُبْرى خروج دابّة الأرض وجواب فَإِذا محذوف دلّ عليه ما بعده.

(٣٥) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى بأن يراه مدوّناً في صحيفته وكان قد نسيها من فرط الغفلة وطول المدّة القمّيّ قال يذكر ما عمله كلّه.

(٣٦) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ قال قال وأحضرت لِمَنْ يَرى لكلِّ راء بحيث لا تخفى على أحد.

(٣٧) فَأَمَّا مَنْ طَغى.

في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : مَنْ طَغى ضلّ على عمد بلا حجّة.

(٣٨) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فانهمك فيها ولم يستعد للآخرة بالعبادة وتهذيب النفس.

(٣٩) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى هي مأواه.

(٤٠) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ مقامه بين يدي ربّه لعلمه بالمبدإ والمعاد.

٢٨٢

وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى لعلمه بأنّ الهوى يرديه.

(٤١) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى القمّيّ قال هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثمّ تركها مخافة الله ونهى النّفس عنها فمكافأته الجنّة.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : من علم انّ الله يراه ويسمع ما يقول ويفعل ويعلم ما يعمله من خير أو شرّ فيحجز ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى.

(٤٢) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها متى إرساؤها اي إقامتها وإثباتها القمّيّ قال متى تقوم.

(٤٣) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في أيّ شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم اي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شيء فانّه ممّا استأثره الله بعلمه.

(٤٤) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أي منتهى علمها القمّيّ أي علمها عند الله.

(٤٥) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها.

(٤٦) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا أي في الدنيا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها أي عشيّة يوم أو ضحاها كقوله إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ ولذلك أضاف الضحى الى العشيّة لأنّهما في يوم واحد القمّيّ قال بعض يوم.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ والنّازعات لم يمت الّا ريّاناً ولم يبعثه الله الّا ريّاناً ولم يدخل الجنّة الّا ريّاناً.

٢٨٣

سورة عبس

وتسمّى سورة السّفرة مكّيّة عدد آيها اثنتان وأربعون آية حجازيّ

كوفيّ واحدى وأربعون بصري وأربعون شاميّ والمدنيّ الأوّل اختلافها ثلاث

آيات وَلِأَنْعامِكُمْ إِلى طَعامِهِ والصَّاخَّةُ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) عَبَسَ وَتَوَلَّى.

(٢) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى

القمّيّ قال : نزلت في عثمان وابن مكتوم وكان ابن أمّ مكتوم مؤذّناً لرسول الله وكان أعمى وجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدّمه رسول الله صلّى الله عليه وآله على عثمان فعبس عثمان وجهه وتولّى عنه فأنزل الله عَبَسَ وَتَوَلَّى يعني عثمان أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فجاء ابن أمّ مكتوم فلمّا رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.

(٣) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى القمّيّ قال أن يكون طاهراً أزكى.

(٤) أَوْ يَذَّكَّرُ قال يذكّره رسول الله صلّى الله عليه وآله فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى وقرئ بالنصب.

(٥) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى.

(٦) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى تتعرّض بالإقبال عليه القمّيّ ثمّ خاطب عثمان فقال أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى الآية قال أنت إذا جاءك غنيٌّ تتصدّى له وترفعه.

٢٨٤

(٧) وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى قال : أي لا تبالي أزكياً كان أو غير زكي إذا كان غنياً.

(٨) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى قال يعني ابن أمّ مكتوم.

(٩) وَهُوَ يَخْشى.

(١٠) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أي تلهو ولا تلتفت إليه وقرئ تصدّى بتشديد الصاد وفي المجمع : وقراءة الباقر عليه السلام تصدّى بضمّ التاء وفتح الصاد وتلهّى بضمّ التاء أيضاً.

أقولُ : وامّا ما اشتهر من تنزيل هذه الآيات في النبيّ صلّى الله عليه وآله دون عثمان فيأباه سياق مثل هذه المعاتبات الغير اللّائقة بمنصبه وكذا ما ذكر بعدها إلى آخر السورة كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام ويشبه ان يكون من مختلفات أهل النفاق خذلهم الله.

(١١) كَلَّا ردع على المعاتب ومعاودة مثله إِنَّها تَذْكِرَةٌ القمّيّ قال القرآن

(١٢) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ.

(١٣) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ.

(١٤) مَرْفُوعَةٍ قال قال عند الله مُطَهَّرَةٍ منزّهة عن أيدي الشياطين.

(١٥) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قيل أي كتبة من الملائكة والأنبياء والقمّيّ قال بأيد الأئمّة.

(١٦) كِرامٍ بَرَرَةٍ.

في المجمع عن الصادق عليه السلام : الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

(١٧) قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ دعاء عليه بأشنع الدعوات وتعجّب من افراطه في الكفران.

في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : أي لعن الإِنسان.

(١٨) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الاستفهام للتحقير.

٢٨٥

(١٩) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ فهيّأه لما يصلح له من الأعضاء والأشكال أطوار إلى أن تمّ خلقته.

(٢٠) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ القمّيّ قال يسّر له طريق الخير.

(٢١) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ.

(٢٢) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ عدّ الإِماتة والإقبار في النّعم لأنّ الإماتة وصلة في الجملة إلى الحياة الأبديّة واللّذّات الخالصة والامر بالقبر تكرمة وصيانة عن السباع.

(٢٣) كَلَّا ردع للإِنسان عمّا هو عليه لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ لم يقض بعد من لدن آدم إلى هذه الغاية ما أمره الله بأسره إذ لا يخلو أحد من تقصير ما.

(٢٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ اتباع للنعم الذاتية بالنّعم الخارجية.

(٢٥) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا وقرئ انّا بالفتح.

(٢٦) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا أي بالنبات.

(٢٧) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا.

(٢٨) وَعِنَباً وَقَضْباً يعني الرطبة القمّيّ قال القضب القتّ.

(٢٩) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً.

(٣٠) وَحَدائِقَ غُلْباً عظاماً وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها.

(٣١) وَفاكِهَةً وَأَبًّا ومرعى القمّيّ قال الأبّ الحشيش للبهائم.

(٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ.

في إرشاد المفيد : روي أنّ أبا بكر سئل عن قول الله تعالى وَفاكِهَةً وَأَبًّا فلم يعرف معنى الأبّ من القرآن وقال أيّ سماء تظلّني أم أيّ ارض تقلّني أم كيف اصنع ان قلت في كتاب الله بما لا اعلم امّا الفاكهة فنعرفها وامّا الأبّ فالله اعلم

٢٨٦

به فبلغ أمير المؤمنين عليه السلام مقاله في ذلك فقال سبحان الله أما علم انّ الابّ هو الكلاء والمرعى وانّ قوله سبحانه وَفاكِهَةً وَأَبًّا اعتداد من الله بإنعامه على خلقه فيما أغذاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم ممّا تحيى به أنفسهم وتقوم به أجسادهم.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : انّه قيل له في قوله تعالى فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ما طعامه قال علمه الذي يأخذ عمّن يأخذه.

أقولُ : وذلك لأنّ الطعام يشمل طعام البدن وطعام الروح جميعاً كما انّ الإنسان يشمل البدن والروح معاً فكما انّه مأمور بأن ينظر إلى غذائه الجسمانيّ ليعلم أنّه نزل من السماء من عند الله سبحانه بأن صبّ الماء صبّاً إلى آخر الآيات فكذلك مأمور بأن ينظر إلى غذائه انّه الرّوحاني الذي هو العلم ليعلم أنّه نزل من السماء من عند الله عزّ وجلّ بأن صبّ امطار الوحي إلى أرض النبوّة وشجرة الرّسالة وينبوع الحكمة فأخرج منها حبوب الحقائق وفواكه المعارف ليغتذي بها أرواح القابلين للتربية فقوله علمه الذي يأخذه عمّن يأخذه اي ينبغي له ان يأخذ علمه من أهل بيت النبوّة الذين هم مهابط الوحي وينابيع الحكمة الآخذون علومهم من الله سبحانه حتّى يصلح لأن يصير غذاء لروحه دون غيرهم ممّن لا رابطة بينه وبين الله من حيث الوحي والإلهام فانّ علومهم امّا حفظ أقاويل رجال ليس في أقوالهم حجّة وامّا آلة جدال لا مدخل لها في المحجّة وليس شيء منهما من الله عزّ وجلّ بل من الشيطان فلا يصلح غذاء للرّوح والايمان ولمّا كان تفسير الآية ظاهراً لم يتعرّض له وانّما تعرّض لتأويلها بل التحقيق انّ كلا المعنيين مراد من اللفظ بإطلاق واحد.

(٣٣) فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ أي النفخة وصفت بها مجازاً لأنّ الناس يضجّون لها.

(٣٤) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ.

(٣٥) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ

٢٨٧

(٣٦) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لاشتغاله بشأنه وعلمه بأنّهم لا ينفعونه أو للحذر من مطالبتهم بما قصّر في حقّهم وتأخير الأحبّ فالأحبّ للمبالغة كأنّه قيل يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ بل من أُمِّهِ وَأَبِيهِ بل من صاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ.

في العيون عن الرضا عليه السلام قال : قام رجل يسأل أمير المؤمنين عليه السلام هذه الآية من هُم؟ قال قابيل يفرّ من هابيل عليهما السلام والذي يفرّ من أمّه موسى عليه السلام والذي يفرّ من أبيه إبراهيم عليه السلام يعني الأب المربّي لا الوالد والذي يفرّ من صاحبه لوط والذي يفرّ من ابنه نوح عليه السلام وابنه كنعان.

وفي الخصال عن الحسين بن عليّ عليهما السلام : مثله بدون قوله يعني الأب المربّي لا الوالد وقال مصنّفه انّما يفر موسى عليه السلام من أمّه خشية ان يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها وإبراهيم عليه السلام انّما يفرّ من الأب المربّي المشرك لا من الأب الوالد وهو تاريخ.

(٣٧) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ القمّيّ قال شغل يشغله عن غيره.

وفي المجمع عن سودة زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله : يبعث الناس حفاة عراة عزلاً يلجمهم العرق ويبلغ شحمة الأذان قالت قلت يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء قال شغل الناس عن ذلك وتلا هذه الآية.

(٣٨) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ مضيئة.

(٣٩) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ بما يرى من النّعيم.

(٤٠) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ غبار وكدورة.

(٤١) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ يغشاها سواد وظلمة.

(٤٢) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ الذين جمعوا الى الكفر الفجور فلذلك

٢٨٨

يجمع الى سواد وجوههم الغبرة.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ عبس وتولّى وإذا الشمس كوّرت كانت تحت جناح الله من الجنان وفي ظلّ الله وكرامته وفي جنّاته ولا يعظم ذلك على الله إن شاء الله تعالى.

٢٨٩

سورة كوّرت

مكيّة وهي تسع وعشرون آية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ لفّ ضوؤها فذهب انبساطه في الآفاق القمّيّ قال تصير سوداء مظلمة.

(٢) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ قال يذهب ضوؤها.

(٣) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ قال تسيّر كما قال تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ.

(٤) وَإِذَا الْعِشارُ النّوق اللّاتي أتت على حملهنّ عشرة أشهر جمع عشراء عُطِّلَتْ القمّيّ قال الإبل تتعطّل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها.

(٥) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ جمعت من كلّ جانب أو بعثت.

(٦) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال تتحول البحار التي حول الدنيا كلّها نيراناً وقرئ سجرت بالتّخفيف.

(٧) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال من الحور العين

وعن الباقر عليه السلام : امّا أهل الجنّة فزوّجوا الخيرات الحسان وامّا أهل النار فمع كلّ إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم.

(٨) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ.

(٩) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ يعني أنّ المدفونة حيّة سألت عن سبب قتلها تبكيتاً

٢٩٠

لوائدها القمّيّ قال كانت العرب يقتلون البنات للغيرة فإذا كان يوم القيامة سئلت الموؤدة بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ.

وفي المجمع عنهما عليهما السلام : بفتح الميم والواو وقال والمراد بذلك الرّحم والقرابة وانّه سئل قاطعها عن سبب قطعها.

وعن الباقر عليه السلام : يعني قرابة رسول الله صلّى الله عليه وآله ومن قتل في جهاد وفي رواية أخرى قال : هو من قتل في مودّتنا وولايتنا.

والقمّيّ عنه عليه السلام قال : من قتل في مودّتنا.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قال يقول أسألكم عن المودّة التي أنزلت عليكم فضلها مودّة ذي القربى بِأَيِّ ذَنْبٍ قتلتموهم.

وفي المناقب عن الباقر عليه السلام : مثله.

(١٠) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ القمّيّ قال صحف الأعمال وقرئ بالتشديد.

(١١) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ قلعت وأزيلت القمّيّ قال أبطلت.

(١٢) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ أوقدت ايقاداً شديداً.

(١٣) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ قربت من المؤمنين.

(١٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ جواب إذا.

(١٥) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ القمّيّ قال اي أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ وهي اسم النجوم وفي المجمع : هي النجوم تخنس بالنهار وتبدو باللّيل.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام : هي خمسة أنجم زحل والمشتري والمرّيخ والزهرة والعطارد.

أقولُ : ولهذا وصفت بالجواز فانّ هذه الخمسة هي السيّارات الرّواجع

٢٩١

وهو يؤيّد ما قيل إنّ بِالْخُنَّسِ بمعنى الرّواجع من خنس إذا تأخّر.

(١٦) الْجَوارِ السيّارات تجري في أفلاكها الْكُنَّسِ قيل المتواريات تحت ضوء الشمس والقمّيّ قال النجوم تكنس بالنهار فلا تبين.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عنها فقال امام يخنس سنة ستّين ومأتين ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في اللّيلة الظلماء وان أدركت زمانه قرت عينك.

وفي الإكمال : ما يقرب منه.

(١٧) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ اقبل ظلامه أو أدبر وهو من الأضداد.

في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أدبر بظلامه والقمّيّ قال إذا أظلم.

(١٨) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ قال إذا ارتفع قيل عبّر بالتنفّس عن اقبال روح ونسيم.

(١٩) إِنَّهُ أي القرآن لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ يعني جبرئيل فانّه قال عن الله.

(٢٠) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ عند الله ذي مكانة.

(٢١) مُطاعٍ في ملائكته ثَمَّ أَمِينٍ على الوحي وثَمَ يخصّ اتّصاله بما قبله وبما بعده. في المجمع في الحديث : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لجبرئيل ما أحسن ما أثنى عليك ربّك ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ فما كانت قوّتك وما كانت أمانتك فقال امّا قوّتي فانّي بعثت الى مدائن لوط وهي أربع مدائن في كلّ مدينة أربع مائة ألف مقاتل سوى الذّراري فحملتهم من الأرض السفلى حتّى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونياح الكلاب ثمّ هويت بهنّ فقلبتهنّ وامّا أمانتي فانّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره وعن النبيّ

٢٩٢

صلّى الله عليه وآله : قال لجبرئيل لمّا نزلت وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ هل أصابك من هذه الرحمة شيء قال نعم إنّي كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لمّا أثنى الله عليَّ بقوله ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : في قوله ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ قال يعني جبرئيل قيل قوله مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ قال يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله هو المطاع عند ربّه الأمين يوم القيامة.

(٢٢) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ قال يعني النبيّ صلّى الله عليه وآله في نصبه أمير المؤمنين عليه السلام علماً للنّاس.

أقولُ : هو ردّ لما بهته المنافقون.

(٢٣) وَلَقَدْ رَآهُ قيل لقد رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله جبرئيل بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ بمطلع الشمس الأعلى.

في الخصال عن الصادق عليه السلام : سئل ما بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ قال قاع بين يدي العرش فيه أنّهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.

(٢٤) وَما هُوَ قيل وما محمّد صلّى الله عليه وآله عَلَى الْغَيْبِ على ما يخبر من الوحي وغيره بِظنِينٍ بمتّهم من الظنّة وهي التهمة وقرئ بالضّاد من الضّنّ وهو البخل اي لا يبخل بالتبليغ والتعليم.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : وَما هُوَ تبارك وتعالى على نبيّه بغيبه بِضَنِينٍ عليه.

(٢٥) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ قال يعني الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم الى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلّمون على ألسنتهم فقال وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ مثل أولئك.

(٢٦) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ قال أين تذهبون في عليّ عليه السلام يعني ولايته أين تفرّون منها.

٢٩٣

(٢٧) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قال لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته.

(٢٨) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ قال في طاعة عليّ عليه السلام والأئمّة عليهم السلام من بعده.

(٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ قال لأنّ المشيئة إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس وعن الكاظم عليه السلام : انّ الله جعل قلوب الأئمّة عليهم السلام مورداً لإرادته فإذا شاء الله شيئاً شاءوه وهو قوله وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ وثواب قراءة السورة قد سبق في سورة عبس وتولّى.

٢٩٤

سورة انفطرت

وتسمّى سورة الإنفطار مكيّة عدد آية تسع عشرة آية بلا خلاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ انشقّت.

(٢) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ تساقطت متفرّقة.

(٣) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ فتح بعضها إلى بعض فصار الكلّ بحراً واحداً.

(٤) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ قلب ترابها واخرج موتاها قيل إنّه مركّب من بعث وراء الاثارة القمّيّ قال تنشق الأرض وتخرج النّاس منها.

(٥) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ أي من خير وشرّ وقيل وما أخّرت من سنّة حسنة استنّ بها بعده أو سنّة سيّئة استنّ بها بعده وهو جواب إذا.

(٦) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ أيّ شيء خدعك وجرّاك على عصيانه قيل ذكر الْكَرِيمِ للمبالغة في المنع عن الاغترار والاشعار بما به يغرّه الشيطان فانّه يقول له افعل ما شئت فانّ ربّك كريم لا يعذّب أحداً وقيل إنّما قال سبحانه الْكَرِيمِ دون سائر أسمائه وصفاته لأنّه كأنّه لقّنه الجواب حتّى يقول غرّني كريم الكريم.

في المجمع روي : أن النبيّ صلّى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال : غرّه جهله.

(٧) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ جعل أعضاءك سليمة مسوّاة معدّة لمنافعها فَعَدَلَكَ جعل بنيتك معتدلة متناسبة الأعضاء وقرئ بالتخفيف أي عدّل بعض أعضائك

٢٩٥

ببعض حتّى اعتدلت.

(٨) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ أي ركّبك في أي صورة شاء وما مزيدة.

في المجمع عن الصادق (ع) والقمّيّ : قالوا لو شاءَ رَكَّبَكَ على غير هذه الصورة.

(٩) كَلَّا ردع عن الاغترار بكرم الله بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ اضراب الى ما هو السبب الأصلي للاغترار والدّين الجزاء أو الإسلام

القمّيّ قال : برسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام.

(١٠) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ قال الملكان الموكّلان بالإنسان.

(١١) كِراماً كاتِبِينَ يبادرون بكتابة الحسنات لكم ويتوانون بكتابة السيّئات عليكم لعلّكم تتوبون وتستغفرون.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : انّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفسه طيّب الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فانّه قد همّ بالحسنة فإذا هو عملها كان لسانه قلمه وريقه مداده فأثبتها له وإذا همّ بالسيّئة خرج نفسه منتن الرّيح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فانّه قد همّ بالسيّئة فإذا هو فعلها كان ريقه مداده ولسانه قلمه فأثبتها عليه قيل إنّما سمّوا كِراماً لأنّهم إذا كتبوا حسنة يصعدون به إلى السماء ويعرضون على الله تعالى ويشهدون على ذلك فيقولون إنّ عبدك فلان عمل حسنة كذا وكذا وإذا كتبوا من العبد سيّئة يصعدون به إلى السماء مع الغمّ والحزن فيقول الله تعالى ما فعل عبدي فيسكتون حتّى يسأل الله ثانياً وثالثاً فيقولون الهي أنت ستّار وأمرت عبادك ان يستروا عيوبهم استر عيوبهم وأنت علّام الغيوب ولهذا يسمّون كِراماً كاتِبِينَ.

(١٢) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ.

في الإِحتجاج عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل ما علّة الملكين الموكّلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم والله عالم السرّ وما هو أخفى قال استعبدهم بذلك وجعلهم شهوداً على خلقه ليكون العباد لملازمتهم ايّاهم أشدّ على طاعة الله

٢٩٦

مواظبة وعن معصيته أشدّ انقباضاً وكم من عبد يهمّ بمعصية فذكر مكانهم فارعوى وكفّ فيقول ربّي رآني وحفظتي عليَّ بذلك تشهد.

(١٣) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ.

(١٤) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ بيان لما يكتبون لأجله.

(١٥) يَصْلَوْنَها يقاسون حرّها يَوْمَ الدِّينِ.

(١٦) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ لخلودهم فيها وقيل معناه وما يغيبون عنها قبل ذلك إذ كانوا يجدون سمومها في القبور.

(١٧) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ.

(١٨) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ تعجيب وتفخيم لشأن اليوم اي كنه أمره بحيث لا يدركه دراية دارٍ.

(١٩) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وحده تقرير لشدّة هو له وفخامة أمره.

في المجمع عن الباقر عليه السلام : إذا كان يوم القيامة بادت الحكّام فلم يبق حاكم إلّا الله وقرئ يوم بالرّفع.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلاة الفريضة والنافلة إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ لم يحجبه الله من حاجة ولم يحجزه من الله حاجز ولم يزل ينظر الله إليه حتّى يفرغ من حساب الناس.

٢٩٧

سُورة المطفّفين

وتسمّى سورة التطفيف مكيّة وقيل مدنية الّا ثماني آيات منها

وهي إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إلى آخر السورة عدد آيها ستّ وثلاثون بالإِجماع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ أي للمبخسين القمّيّ قال الذين يبخسون المكيال والميزان.

وعن الباقر عليه السلام قال : نزلت على نبيّ الله حين قدم المدينة وهم يومئذ أسوء النّاس كيلاً فأحسنوا بعد عمل الكيل فامّا الويل فبلغنا والله أعلم انّها بئر في جهنّم.

وفي الكافي عنه عليه السلام : وانزل في الكيل وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ولم يجعل الويل لأحد حتّى يسمّيه كافراً قال الله تعالى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ.

(٢) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ أي إذا اكتالوا من النّاس حقوقهم يأخذونها وافية.

(٣) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ أي إذا كالوا للنّاس أو وزنوا لهم يُخْسِرُونَ.

(٤) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ أليس يوقنون أنّهم مبعوثون.

كذا عن أمير المؤمنين عليه السلام رواه في الاحتجاج.

(٥) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ عظّمه لعظم ما يكون فيه.

(٦) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ لحكمه.

٢٩٨

في المجمع جاء في الحديث : انّهم يقومون في رشحهم الى انصاف آذانهم وفي حديث آخر : يقومون حتّى يبلغ الرّشح إلى أطراف آذانهم.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : مثل النّاس يوم القيامة إذا قاموا لربّ العالمين مثل السهم في القراب ليس له من الأرض الّا موضع قدمه كالسّهم في الكنانة لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا.

(٧) كَلَّا ردع عن التّطفيف والغفلة عن البعث والحساب إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ.

(٨) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ.

(٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ القمّيّ قال ما كتب الله لهم من العذاب لَفِي سِجِّينٍ.

وعن الباقر عليه السلام : السجّين الأرض السابعة وعِلِّيُّونَ السماء السابعة.

وفي المجمع عنه عليه السلام قال : امّا المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها وامّا الكافر فيصعد بعمله وروحه حتّى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد اهبطوا به إلى سِجِّينٍ وهو واد بحضرموت يقال له برهوت.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام : أنّه سئل عن قوله تعالى إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قال هم الذين فجروا في حقّ الأئمّة عليهم السلام واعتدوا عليهم.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : هو فلان وفلان.

(١٠) وَيْلٌ (١) يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

(١١) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ قال الأوّل والثاني.

(١٢) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.

__________________

(١) وهذا تهديد لمن كذب بالجزاء والبعث ولم يصدق.

٢٩٩

(١٣) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ قال وهو الأوّل والثاني كانا يكذّبان رسول الله صلّى الله عليه وآله.

(١٤) كَلَّا ردع عن هذا القول بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ.

في الكافي والعيّاشي عن الباقر عليه السلام قال : ما من عبد مؤمن الّا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج من تلك النكتة نكتة سوداء فان تاب ذهب ذلك السّواد وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه الى خير أبداً وهو قول الله عزّ وجلّ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ.

(١٥) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.

في العيون والتوحيد عن الرضا عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال إنّ الله تعالى لا يوصف بمكان يحلّ فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنّه يعني إِنَّهُمْ عن ثواب ربّهم لَمَحْجُوبُونَ.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : عن ثوابه ودار كرامته.

(١٦) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ يدخلون النار ويصلون بها.

(١٧) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : يعني أمير المؤمنين عليه السلام قيل تنزيل قال نعم.

(١٨) كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ القمّيّ أي ما كتب لهم من الثواب.

(١٩) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ.

(٢٠) كِتابٌ مَرْقُومٌ.

(٢١) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ.

٣٠٠