تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

وسابق أمّة موسى عليه السلام وهو مؤمن آل فرعون وسابق أمّة عيسى عليه السلام وهو حبيب النجّار والسابق في أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

(١٣) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ أي هم كثير من الأولين يعني الأمم السالفة من لدن آدم (ع) إلى محمّدّ صلّى الله عليه وآله.

(١٤) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ يعني أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله.

(١٥) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ منسوجة بالذهب مشبّكة بالدرّ والياقوت.

(١٦) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ.

(١٧) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ للخدمة وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قيل أي مبقون أبداً على هيئة الولدان وطراوتهم والقمّيّ أي مسوّرون.

وفي المجمع عن عليّ عليه السلام : هم أولاد أهل الدنيا

وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله : سئل عن أطفال المشركين قال هم خدم أهل الجنّة.

(١٨) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ الكوب إناء لا عروة له ولا خرطوم والإبريق إناء له ذلك وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ خمر.

(١٩) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها لخمار وَلا يُنْزِفُونَ ولا ينزف عقولهم أو لا ينفذ شرابهم.

وقرئ بكسر الزّاي.

(٢٠) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ أي يختارون.

(٢١) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ يتمنّون.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : سيّد إدام الجنّة اللّحم.

وفي رواية : اللّحم سيّد الطّعام في الدنيا والآخرة.

(٢٢) وَحُورٌ عِينٌ وقرئ بالجرّ.

(٢٣) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ المصون عمّا يضربه في الصّفاء والنّقاء.

١٢١

(٢٤) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ أي يفعل ذلك كلّه بهم جزاء لأعمالهم.

(٢٥) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً باطلاً وَلا تَأْثِيماً ولا نسبة الى الإثم القمّيّ قال الفحش والكذب والغناء.

(٢٦) إِلَّا قِيلاً قولاً سَلاماً سَلاماً يكون السلام بينهم فاشياً.

(٢٧) وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ.

القمّيّ قال الْيَمِينِ أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه شيعته.

(٢٨) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ مقطوع الشّوك القمّيّ قال شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه.

(٢٩) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وشجر موز أو أمّ غيلان (١) نضد حمله من أسفله الى أعلاه.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام : انّه قرئ وطلع منضود قال بعضه إلى بعض.

وفي المجمع روت العامّة عن عليّ عليه السلام : انه قرأ رجل عنده وطَلْحٍ مَنْضُودٍ فقال ما شأن الطّلح انّما هو وطلع كقوله وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ فقيل له ألَّا تغيّره؟ فقال إنّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرّك.

ورواه عنه ابنه الحسن عليه السلام وقيس بن سعد.

ورواه أصحابنا عن يعقوب قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال لا وطلع منضود.

(٣٠) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ.

في المجمع في الخبر : انّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة سنة لا يقطعها اقرؤوا ان شئتم وَظِلٍّ مَمْدُودٍ.

__________________

(١) وقيل هو شجر يكون باليمن وبالحجاز من أحسن الشجر منظراً.

١٢٢

قال وروى أيضاً : انّ أوقات الجنّة كغدوات الصيف لا يكون فيها حرّ ولا برد.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث يصف فيه أهل الجنّة قال ويتنعّمون في جنّاتهم في ظِلٍّ مَمْدُودٍ في مثل ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس وأطيب من ذلك.

(٣١) وَماءٍ مَسْكُوبٍ القمّيّ أي مرشوش.

(٣٢) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ.

(٣٣) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ولا يمنع أحد من أخذها القمّيّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لمّا دخلت الجنة رأيت في الجنّة شجرة طوبى أصلها في دار عليّ عليه السلام وما في الجنّة قصر ولا منزل الّا وفيها فنن منها أعلاها أسفاط حلل من سندس وإستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كلّ سفط مائة حلّة ما فيها حلّة تشبه الأخرى على الوان مختلفة وهو ثياب أهل الجنّة وسطها ظلّ ممدود في عرض الجنّة وعرض الجنّة كعرض السماء والأرض اعدّت للّذين آمنوا بالله ورسله يسير الرّاكب في ذلك الظلّ مسيرة مأتي عام فلا يقطعه وذلك قوله وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وأسفلها ثمار أهل الجنّة وطعامهم متدلٍ في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة ممّا رأيتم في دار الدنيا وممّا لم تروه وما سمعتم به وما لم تسمعوه منها وكلّما يجتنى منه شيء نبتت مكانها اخرى لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ.

وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل من أين قالوا إنّ أهل الجنّة يأتي الرجل منهم الى ثمرة يتناولها فإذا أكلها عادت كهيئتها قال نعم ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئاً وقد امتلأت منه الدنيا سراجاً.

وفي البصائر عنه عليه السلام : في هذه الآية : انّه والله ليس حيث يذهب النّاس انّما هو العالم وما يخرج منه.

(٣٤) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها المسك والعنبر والكافور.

١٢٣

كذا عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في حديث صفة الجنّة رواه في الكافي والقمّيّ وقد مرّ في سورة الزّمر وربّما تفسّر بالنّساء وارتفاعهنّ على الأرائك أو في جمالهنّ أو كمالهنّ بدليل ما بعدها قيل لمّا شبّه حال السّابقين في النّعم بأكمل ما يتصوّر لأهل المدن شبّه حال أصحاب اليمين بأكل ما يتمنّاه أهل البوادي اشعاراً بالتفاوت بين الحالين.

(٣٥) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً أي ابتدأناهنّ ابتداء من غير ولادة القمّيّ قال الحور العين في الجنّة.

وعن الصادق عليه السلام : أنّه سئل من أيّ شيء خلقن الحور العين قال من تربة الجنّة النّورانية الحديث وقد مضى في سورة الحجّ.

(٣٦) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً يعني دائماً وفي كلّ إتيان.

وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام : سئل كيف يكون الحوراء في كلّ ما أتاها زوجها عذراء قال خلقت من الطّيب لا يعتريها عاهة ولا يخالط جسمها آفة ولا يجري في ثقبها شيء ولا يدنسها حيض فالرّحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الا حليل مجرى.

(٣٧) عُرُباً قيل متحنّنات (١) على أزواجهنّ متحبّبات إليهم جمع عروب والقمّيّ قال يتكلّمن بالعربيّة.

وفي المجمع في حديث فضل الغزاة.

عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّه سئل عن العروبة فقال هي الغنجة الرضيّة الشهيّة وقرئ بسكون الرّاء أَتْراباً لدات على سنّ واحد القمّيّ يعني مستويات الأسنان.

في المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : فضل الغزاة ووصف الجنّة على كلّ سرير أربعون فراشاً غلظ كلّ فراش أربعون ذراعاً على كلّ فراش زوجة من الحور العين عُرباً اتراباً.

__________________

(١) الحنين : الشوق وشدّة البكاء.

١٢٤

وفي الجوامع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : هنّ اللّواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطاء رمصاء جعلهنّ الله بعد الكبر اتراباً على ميلاد واحد في الاستواء كلّما أتاهنّ أزواجهنّ وجدوهنّ ابكاراً.

(٣٨) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ

القمّيّ : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

(٣٩) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ

قال : من الطبقة التي كانت مع النبيّ صلّى الله عليه وآله.

(٤٠) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ قال : بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله من هذه الأمّة.

وعن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عنها فقال ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ حزقيل مؤمن آل فرعون وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

وفي المجمع عن جماعة من المفسّرين اي جماعة من الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الأمّة وجماعة من مؤمني هذه الأمّة.

وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله مرفوعاً : انّ جميع الثلثين من أمّتي ثم ايّد للقول الأوّل بقوله : انّي لأرجو ان تكونوا شطر أهل الجنّة ثمّ تلا هذه الآية.

وفي الخصال عنه صلّى الله عليه وآله : أهل الجنّة مائة وعشرون صفّاً هذه الأمّة منها ثمانون صفّاً.

(٤١) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ.

(٤٢) فِي سَمُومٍ في حرّ نار ينفذ في المسام وَحَمِيمٍ ماء متناه في الحرارة.

(٤٣) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ من دخان اسود.

(٤٤) لا بارِدٍ كسائر الظلّ وَلا كَرِيمٍ ولا نافع القمّيّ قال : الشِّمالِ اعداء آل محمّد صلوات الله عليهم وأصحابهم الذين والوهم فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ قال السموم اسم النار والحميم ماء قد حمي وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ قال ظلة شديدة الحرّ لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ قال ليس بطيّب.

(٤٥) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ منهمكين في الشهوات.

١٢٥

(٤٦) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ الذنب العظيم قيل يعني الشرك.

(٤٧) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ.

(٤٨) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ وقرئ او بالسكون.

(٤٩) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.

(٥٠) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ الى ما وقّت به الدنيا وحدّ من يوم معيّن عند الله معلوم له.

(٥١) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ بالبعث.

(٥٢) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ.

(٥٣) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ من شدّة الجوع.

(٥٤) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ لغلبة العطش.

(٥٥) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ الإبل التي بها الهيام وهي داء يشبه الاستسقاء جمع اهيم وهيماء أو الرمال على أنّه جمع هيام بالفتح وهو الرمل الذي لا يتماسك.

في الفقيه والمحاسن والمعاني عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن الْهِيمِ قال الإبل.

وفي رواية : الْهِيمِ الرمل وقرئ شرب بضمّ الشين.

(٥٦) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ فما ظنّك بما يكون لهم بعد ما استقرّوا في الجحيم وفيه تهكّم بهم لأنّ النزل ما يعدّ للنّازل تكرمة له وقيل النّزل ما ينزل عليه صاحبه.

القمّيّ قال هذا ثوابهم يوم المجازاة.

(٥٧) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ بالخلق أو البعث.

(٥٨) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ ما تقذفونه في الأرحام من النّطف.

(٥٩) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ تجعلونه بشراً سويّاً أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ.

١٢٦

(٦٠) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ قسّمناه عليكم واقتنا موت كلّ بوقت معيّن.

وقرئ بتخفيف الدّال وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ بِمغلوبين.

(٦١) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ ان نبدّل منكم اشباهكم فنخلق بدلكم وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ في نشأة لا تعلمونها.

(٦٢) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ انّ من قدر عليها قدر على النّشأة الأخرى.

في الكافي عن السجّاد عليه السلام : العجب كلّ العجب لمن أنكر النّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى.

(٦٣) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ تبذرون حبّه.

(٦٤) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ تنبتونه أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ المنبتون.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لا يقولنّ أحدكم زرعت وليقل حرثت.

(٦٥) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً هشيماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ تتحدّثونه فيه تعجّباً وتندّماً على ما أنفقتم فيه والتفكّه التنقّل بصنوف الفاكهة قد استعير للتنقل بالحديث.

(٦٦) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ لملزمون غرامة ما أنفقنا أو مهلكون لهلاك رزقنا من الغرام.

وقرئ أانّا على الاستفهام.

(٦٧) بَلْ نَحْنُ قوم مَحْرُومُونَ حرمنا رزقنا.

(٦٨) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أي العذب الصالح للشرب.

(٦٩) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ من السّحاب أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ بقدرتنا.

(٧٠) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً قيل ملحاً والقمّيّ أي زعاقاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ أمثال هذه النعم الضرورية.

١٢٧

(٧١) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ تقدحون.

(٧٢) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ يعني الشجرة التي منها الزناد.

(٧٣) نَحْنُ جَعَلْناها جعلنا نار الزّناد تَذْكِرَةً القمّيّ لنا يوم القيامة.

وعن الصادق عليه السلام : انّ ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنّم وقد اطفأت سبعين مرّة بالماء ثمّ التهب ولو لا ذلك ما استطاع آدميّ ان يطفأها وانّها لتؤتى يوم القيامة حتّى توضع على النّار فتصرخ صرخة حتّى لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل الّا جثا على ركبتيه فزعاً من صرختها وَمَتاعاً ومنفعة لِلْمُقْوِينَ الذين ينزلون القواء وهي القفر أو للّذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام من أقوت الدار إذا خلت من ساكنيها كذا قيل والقمّيّ قال المحتاجين.

(٧٤) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فأحدث التسبيح بذكر اسمه.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لمّا نزلت هذه الآية قال اجعلوها في ركوعكم.

وفي الفقيه : مثله.

(٧٥) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ بمساقطها وقرئ بموقع القمّيّ قال معناه فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ.

وفي المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام : انّ مواقع النجوم رجومها للشياطين فكان المجرمون يقسمون بها فقال سبحانه فلا اقسم بها فقال.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : كان أهل الجاهليّة يحلفون بها فقال الله عزّ وجلّ فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ قال عظم امر من يحلف بها.

(٧٦) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ.

في الفقيه عن الصادق عليه السلام : يعني به اليمين بالبراءة من الأئمّة عليهم

١٢٨

السلام يحلف بها الرجل انّ ذلك عند الله عظيم قال وهذا الحديث في نوادر الحكمة.

(٧٧) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ كثير النفع لاشتماله على أصول العلوم المهمّة في إصلاح المعاش والمعاد.

(٧٨) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ مصون وهو اللّوح كما في حديث تفسير ن وَالْقَلَمِ.

(٧٩) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ لا يطلع على اللّوح الّا المطهرون من الكدورات الجسمانيّة أو لا يمسّ القرآن الّا المطهّرون من الأحداث فيكون نفياً بمعنى نهي.

في التهذيب عن الكاظم عليه السلام قال : المصحف لا تمسّه على غير طهر ولا جنباً ولا تمسّ خيطه ولا تعلّقه انّ الله تعالى يقول لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وفي الاحتجاج : لما استخلف عمر سأل عليّاً عليه السلام ان يدفع إليهم القرآن فيحرّفوه فيما بينهم فقال يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذي جئت به الى أبي بكر حتّى نجتمع عليه فقال هيهات ليس إلى ذلك سبيل انّما جئت به الى أبي بكر لتقوم الحجّة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة انّا كنّا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به فانّ القرآن الذي عندي لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ والأوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لإظهاره معلوم قال عليّ عليه السلام نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل النّاس عليه فتجزي السّنة به.

أقولُ : وفي التحقيق لا مُنافاة بين المعنيين لجواز الجمع بينهما وإرادة كلّ منهما أو يكون أحدهما تفسيراً والآخر تأويلاً.

(٨٠) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ.

(٨١) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ يعني القرآن أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ متهاونون.

(٨٢) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أي شكر رزقكم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي بمن أنزله عليكم ورزقكم إيّاه حيث تنسبون الأشياء الى الانواء.

القمّيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه قرأ الواقعة فقال تَجْعَلُونَ شكركم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ فلمّا انصرف قال إنّي قد عرفت انّه سيقول قائل لم قرأ هكذا قراءتها

١٢٩

انّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقرؤها كذلك وكانوا إذا أمطروا قالوا أمطرنا نبؤ كذا وكذا فأنزل الله وَتَجْعَلُونَ شكركم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ.

وعن الصادق عليه السلام : في قوله وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ قال بل وهي تجعلون شكركم.

(٨٣) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ أي النّفس.

(٨٤) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ الخطاب لمن حول المحتضر.

(٨٥) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ الى المحتضر مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ.

(٨٦) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ غير مجزيين يوم القيامة أو غير مملوكين مقهورين.

(٨٧) تَرْجِعُونَها ترجعون النفس الى مقرّها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في تكذيبكم وتعطيلكم والمعنى ان كنتم غير مملوكين مجزيين كما دلّ عليه جحدكم أفعال الله وتكذيبكم بآياته فلو لا ترجعون الأرواح الى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : انّها إذا بلغت الحلقوم أري منزله من الجنّة فيقول ردّوني إلى الدنيا حتّى أخبر أهلي بما أرى فيقال له ليس إلى ذلك سبيل.

(٨٨) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ أي ان كان المتوفّى من السّابقين.

(٨٩) فَرَوْحٌ فله استراحة وقرئ بضمّ الرّاء.

ونَسَبَها في المجمع إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله والباقر عليه السلام وفسّر بالرحمة والحياة الدائمة وَرَيْحانٌ ورزق طيّب وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ذات تنعّم.

في الأمالي والقمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ يعني في قبره وَجَنَّةُ نَعِيمٍ يعني في الآخرة.

(٩٠) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ.

١٣٠

(٩١) فَسَلامٌ لَكَ يا صاحب اليمين مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ أي من إخوانك يسلّمون عليك كذا قيل والقمّيّ يعني من كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام فَسَلامٌ لَكَ يا محمد مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ان لا يعذّبوا.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام : يا علي هم شيعتك فسلّم ولدك منهم ان يقتلوهم.

(٩٢) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ يعني أصحاب الشمال انّما وصفهم بأفعالهم زجراً عنها واشعاراً بما أوجب لهم ما أوعدهم به.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في حديث : فهؤلاء مشركون والقمّيّ اعداء آل محمّد صلوات الله عليهم.

(٩٣) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ.

(٩٤) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ.

في الأمالي والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ يعني في قبره وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ يعني في الآخرة.

(٩٥) إِنَّ هذا أي الذي ذكر في السورة أو في شأن الفرق لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ أي حق الخبر اليقين.

(٩٦) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فنزّهه بذكر اسمه عمّا لا يليق بعظمة شأنه.

في ثواب الأعمال عن الباقر عليه السلام : من قرأ الواقعة كلّ ليلة قبل أن ينام لقي الله عزّ وجلّ ووجهه كالقمر ليلة البدر.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : من قرأها كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبداً.

١٣١

سُورة الحديد مدنيّة

عدد آيها تسع وعشرون آية عراقي وثمان في الباقين اختلافها

آيتان مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ والْإِنْجِيلَ بصريّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قيل ذكر هاهنا وفي الحشر والصفّ بلفظ الماضي وفي الجمعة والتغابن بلفظ المضارع إشعاراً بأنّ من شأن ما أسند إليه أن يسبّحه في جميع أوقاته لأنّه دلالة جبليّة لا تختلف باختلاف الحالات ومجيء المصدر مطلقاً في بني إسرائيل أبلغ من حيث إنّه يشعر باطلاقه على استحقاق التسبيح من كلّ شيء وفي كلّ حال فانّما عدّي باللّام وهو متعدّ بنفسه اشعاراً بأنّ إيقاع الفعل لأجل الله وخالصاً لوجهه وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اشعار بما هو المبدأ للتسبيح.

(٢) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فانّه الخالق لها والمتصرّف فيها يُحْيِي وَيُمِيتُ. وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

(٣) هُوَ الْأَوَّلُ قبل كلّ شيء وَالْآخِرُ بعد كلّ شيْء وَالظَّاهِرُ على كلّ شيء بالقهر له وَالْباطِنُ الخبير بباطن كلّ شيء وهو الأوّل والآخر أيضاً يبتدئ منه الأسباب وينتهي إليه المسبّبات والظاهر والباطن الظاهر وجوده من كلّ شيء والباطن حقيقة ذاته فلا يكتنهها العقول.

في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال في خطبة له : الّذي ليست لأوليّته نهاية ولا لآخريَّته حدّ ولا غاية وقال : الذي بطن من خفيّات الأمور وظهر في العقول بما يرى في خلقه من علامات التدبير وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يستوي عنده الظاهر والخفي.

(٤) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ قد

١٣٢

مرّ تفسيره في سورة الأعراف يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ كالبذور وَما يَخْرُجُ مِنْها كالزروع وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ كالامطار وَما يَعْرُجُ فِيها كالابخرة وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ لا ينفكّ علمه وقدرته عنكم بحال وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فيجازيكم عليه.

(٥) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ذكره مع الإعادة كما ذكره مع الإبداء لأنّه كالمقدّمة لهما وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ.

(٦) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ بمكنوناتها.

(٧) آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ من الأموال التي جعلكم الله خلفاء في التصرف فيها فهي في الحقيقة له لا لكم أو التي استخلفكم عن من قبلكم في تملّكها والتصرّف فيها وفيه توهين للإنفاق على النّفس فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وعد فيه مبالغات.

(٨) وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ أي عذر لكم في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه بالحجج والآيات وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ وقد أخذ الله ميثاقكم بالايمان قبل ذلك وقرئ على البناء للمفعول إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ لموجب ما فانّ هذا موجب لا مزيد عليه.

(٩) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ من ظلمات الكفر الى نور الايمان وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.

(١٠) وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا وأيّ شيء لكم في ان لا تنفقوا فِي سَبِيلِ اللهِ فيما يكون قربة إليه وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يرث كلّ شيء فيهما ولا يبقى لأحد مال وإذا كان كذلك فانفاقه بحيث يستخلف عوضاً يبقى وهو الثواب كان أولى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ بيان لتفاوت المنفقين والمقاتلين باختلاف أحوالهم من السبق وقوّة اليقين وتحرّي الحاجة وقسيمه محذوف لوضوحه ودلالة ما بعده عليه والفتح فتح مكّة إذ عزّ الإسلام به وكثر اهله وقلّت الحاجة الى

١٣٣

المقاتلة والإنفاق أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ من بعد الفتح وَقاتَلُوا وَكُلًّا وقرئ بالرفع وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى المثوبة الحسنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ بظاهره وباطنه فيجازيكم على حسبه.

(١١) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ينفق ماله في سبيله رجاء ان يعوّضه وحسنه بالإخلاص وتحرّي الحلال وأفضل الجهات له ومحبّة المال ورجاء الحياة فَيُضاعِفَهُ لَهُ فيعطى اجره اضعافاً وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ وذلك الأجر كريم في نفسه وان لم يضاعف وقرئ فيضاعفه بالنّصب ويضعّفه مرفوعاً ومنصوباً.

في الكافي والقمّيّ عن الكاظم عليه السلام : نزلت في صلة الإمام.

وفي رواية في الكافي : في صلة الإمام في دولة الفسّاق.

وعن الصادق عليه السلام : انّ الله لم يسأل خلقه ممّا في أيديهم قرضاً من حاجة به إلى ذلك وما كان لله من حقّ فانّما هو لوليّه.

(١٢) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ ما يهتدون به إلى الجنّة بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ من حيث يؤتون صحائف أعمالهم بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ يقال لهم ذلك تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

(١٣) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا انتظرونا أو انظروا إلينا وقرئ انْظِرُنا أي أمهلونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ إلى الدنيا فَالْتَمِسُوا نُوراً بتحصيل المعارف الإلهيّة والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة فانّ النور يتولّد منها فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ بحائط لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ لأنّه يلي الجنة وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ من جهته الْعَذابُ لأنّه يلي النّار.

(١٤) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ يريدون موافقتهم في الظاهر قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بالنفاق والقمّيّ قال بالمعاصي وَتَرَبَّصْتُمْ بالمؤمنين الدوائر وَارْتَبْتُمْ وشككتم في الدين وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وهو الموت وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ الشيطان أو الدنيا.

(١٥) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ فداء وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ظاهراً وباطناً مَأْواكُمُ

١٣٤

النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ القمّيّ قال هي أولى بكم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ النّار القمّيّ قال : يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم يقسم للمنافق فيكون نوره بين إبهام رجله اليسرى فينظر نوره ثمّ يقول للمؤمنين مكانكم حتّى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فيرجعون فيضرب بينهم بسور قال والله ما عني بذلك اليهود ولا النصارى وما عني به الّا أهل القبلة.

(١٦) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ الم يأت وقته وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ أي القرآن وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ وقرئ بالياء فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ الزمان فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن دينهم.

في الإكمال عن الصادق عليه السلام قال : نزلت هذه الآية في القائم عليه السلام وَلا يَكُونُوا الآية.

أقولُ : لعلّ المراد انّها نزلت في شأن غيبة القائم عليه السلام وأهلها المؤمنين.

(١٧) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها.

في الإكمال عن الباقر عليه السلام قال : يُحييها الله تعالى بالقائم عليه السلام بعد موتها يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميّت.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : العدل بعد الجور وقيل تمثيل لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ كي يكمل عقولكم.

(١٨) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ أي المتصدّقين والمتصدّقات وقرئ بتخفيف الصاد اي الذين صدقوا الله ورسوله وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ.

(١٩) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ.

١٣٥

في التهذيب عن السجّاد عليه السلام : ان هذا لنا ولشيعتنا.

وفي المحاسن عن أبيه عليهما السلام قال : ما من شيعتنا الّا صدّيق شهيد قيل انّى يكون ذلك وعامّتهم يموتون على فرشهم فقال أما تتلو كتاب الله في الحديد وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ قال لو كان الشهداء كما يقولون كان الشهداء قليلاً.

وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام : الميّت من شيعتنا صدّيق صدّق بأمرنا وأحبّ فينا وابغض فينا يريد بذلك الله عزّ وجلّ يؤمن بالله وبرسوله ثمّ تلا هذه الآية.

والعيّاشي عن الباقر عليه السلام قال : العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهدوا في سبيل الله مع القائم عليه السلام بسيفه ثمّ قال بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بسيفه ثمّ قال الثالثة بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في فسطاطه وفيكم آية من كتاب الله قيل وأيّ آية قال قول الله وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ الآية ثمّ قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربّكم.

وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام قال : انّ الميت منكم على هذا الامر شهيد قيل وإن مات على فراشه قال إي والله وإن مات على فراشه حيّ عند ربّه يرزق وعن الحكم بن عتيبة قال : لمّا قتل أمير المؤمنين عليه السلام الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين عليه السلام طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك هؤلاء الخوارج فقال أمير المؤمنين عليه السلام والذي فلق الحبّة وبريء النّسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آبائهم ولا أجدادهم بعد فقال الرجل وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا قال بل قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلّمون لنا فاولئك شركاؤنا فيه حقّاً حقّاً وفي رواية قال : انّما يجمع النّاس الرضا والسخط فمن رضي امراً فقد دخل فيه ومن سخط فقد خرج منه لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ أجر الصديقين والشهداء ونورهم وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ.

١٣٦

(٢٠) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ لما ذكر حال الفريقين حقّر أمور الدنيا يعني ما لا يتوصّل به منها الى سعادة الآخرة بأن بيّن انّها أمور وهميّة عديمة النفع سريعة الزوال وانّما هي لعب يتعب النّاس فيه أنفسهم جدّاً اتعاب الصبيان في الملاعب من غير فائدة ولهو يلهون به أنفسهم عمّا يهمّهم وزينة من ملابس شهيّة ومراكب بهيّة ومنازل رفيعة ونحو ذلك وتفاخر بالأنساب والاحساب وتكاثر بالعدد والعُدد وهذه ستّة أمور جامعة لمشتهيات الدنيا ممّا لا يتعلّق منها بالآخرة مترتّبة في الذكر ترتّب مرورها على الإنسان غالباً كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً ثم قرّر تحقير الدنيا ومثّل لها في سرعة تقضيها وقلّة جدواها بحال نبات أنبته الغيث واستوى فاعجب به الحرّاس أو الكافرون بالله لأنّهم أشدّ اعجاباً بزينة الدنيا لأنّ المؤمن إذا رأى معجباً انتقل فكره الى قدرة صانعه فاعجب بها والكافر لا يتخطّى فكره عمّا احسّ به فيستغرق فيه اعجاباً ثمّ هاج اي يبس بعاهة فاصفرّ ثمّ صار حطاماً اي هشيما وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ ثمّ عظم أمور الآخرة وأكّد ذلك تنفيراً عن الانهماك في الدنيا وحثّاً على ما يوجب كرامة العقبى وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ أي لمن اقبل عليها ولم يطلب الآخرة بها.

(٢١) سابِقُوا سارعوا مسارعة السابقين في المضمار إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ الى موجباتها وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ كعرض مجموعهما إذا بسطت.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام : انّ ادنى أهل الجنّة منزلاً من لو نزل به الثقلان الجنّ والإنس لوسعهم طعاماً وشراباً الحديث وقد سبق في سورة الحجّ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

(٢٢) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ كجدب وعاهة وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ كمرض وآفة إِلَّا فِي كِتابٍ الّا مكتوبة مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها نخلقها.

القمّيّ عن الصادق عليه السلام قال : صدق الله وبلّغت رسله كتابه في السماء علمه بها وكتابه في الأرض علومنا في ليلة القدر وفي غيرها.

١٣٧

وفي العلل عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّ ملك الأرحام يكتب كل ما يصيب الإنسان في الدنيا بين عينيه فذلك قول الله عزّ وجلّ ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ الآية إِنَّ ذلِكَ ان ثبته في كتاب عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لاستغنائه فيه عن العدّة والمدّة.

(٢٣) لِكَيْلا تَأْسَوْا أي اثبت وكتب لئلّا تحزنوا عَلى ما فاتَكُمْ من نعم الدنيا وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ أعطاكم الله منها فانّ من علم انّ الكلّ مقدّر هان عليه الأمر وقرئ فما أتاكم من الإتيان ليعادل ما فاتَكُمْ في نهج البلاغة : الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.

وفي الكافي والقمّيّ عن السجّاد عليه السلام : ألا وإنّ الزهد في آية من كتاب الله ثمّ تلا هذه الآية.

وعن الباقر عليه السلام : نزلت في أبي بكر وأصحابه واحدة مقدّمة وواحدة مؤخّرة لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ممّا خصّ به عليّ بن أبي طالب عليه السلام وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ فيه اشعار بأنّ المراد بالاسى الاسى المانع عن التسليم لأمر الله وبالفرح الفرح الموجب للبطر والاحتيال إذ قلّ من يثبت نفسه حال الضرّاء والسرّاء.

(٢٤) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ بدل من كلّ مختال فانّ المختال بالمال يضنّ به غالباً أو مبتدأ خبره محذوف لدلالة ما بعده عليه وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ومن يعرض عن الإنفاق فانّ الله غنيّ عنه وعن إنفاقه محمود في ذاته لا يضرّه الاعراض عن شكره ولا ينتفع بالتقّرب إليه بشيء من نعمه وفيه تهديد واشعار بأنّ الأمر بالإنفاق لمصلحة المنفق وقرئ فانّ الله الغنيّ.

(٢٥) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ بالحجج والمعجزات وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ.

في الكافي عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية الكتاب الاسم الأكبر الذي يعلم به علم كلّ شيء الذي كان مع الأنبياء قال وانّما عرف ممّا يدعى الكتاب التوراة

١٣٨

والإنجيل والفرقان فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فأخبر الله عزّ وجلّ إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى عليهما السلام فأين صحف إبراهيم عليه السلام إنّما صحف إبراهيم الاسم الأكبر وصحف موسى عليه السلام الاسم الأكبر وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ بالعدل القمّيّ قال الْمِيزانَ الإمام عليه السلام.

وفي الجوامع روي : أنّ جبرئيل نزل بالميزان فدفعه الى نوح عليه السلام وقال مُرْ قومك يزنوا به وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ فانّ آلات الحروب متّخذة منه.

وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام : يعني السلاح.

وفي الاحتجاج عنه : انزاله ذلك خلقه له وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ إذ ما من صنعة الّا والحديد آلتها.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : أنّ الله عزّ وجلّ انزل أربع بركات من السماء إلى الأرض انزل الحديد والنار والماء والملح وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ باستعمال الاسلحة في مجاهدة الكفّار والعطف على محذوف دلّ عليه ما قبله فانّه يتضمّن تعليلاً إِنَّ اللهَ قَوِيٌ على إهلاك من أراد إهلاكه عَزِيزٌ لا يفتقر إلى نفسه وانّما أمرهم بالجهاد لينتفعوا به ويستوجبوا ثواب الامتثال فيه.

(٢٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ فمن الذرّيّة مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن الطريق المستقيم والعدول عن سنن المقابلة للمبالغة في الذم والدلالة على أنّ الغلبة للضلال.

(٢٧) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أي أرسلنا رسولاً بعد رسول حتّى انتهى الى عيسى عليه السلام والضمير لنوح عليه السلام وإبراهيم عليه السلام ومن أرسلا إليهم أو من عاصرهما من الرسل لا للذرّية فانّ الرسل المقفّى بهم من الذرّية وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها قيل هي للمبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس منسوبة الى الرّهبان وهو المبالغ في الخوف من وهب.

١٣٩

في الكافي والفقيه والعيون عن أبي الحسن عليه السلام قال : صلاة اللّيل ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ما فرضناها عليهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ولكنّهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فَما رَعَوْها أي فما رعوا جميعاً حَقَّ رِعايَتِها لتكذيبهم بمحمّد صلّى الله عليه وآله.

كذا في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله مرفوعاً فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ خارجون عن الاتباع.

في المجمع عن ابن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله قال يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها اثنتان وهلك سايرهنّ فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى عليه السلام فقتلوهم وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك ولا ان يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم الى دين الله تعالى ودين عيسى عليه السلام فساحوا في البلاد وترهبوا وهم الذين قال الله عزّ وجلّ وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ثمّ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : من آمن بي وصدّقني واتبعني فقد رعاها حقّ رعايتها ومن لم يؤمن بي فاولئك هم الهالكون.

وفي رواية قال : ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليه السلام يعملون بمعاصي الله فغضب أهل الايمان فقاتلوهم فهزم أهل الإيمان ثلاث مرّات فلم يبق منهم الّا القليل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق من الذين آمنوا أحد يدعو إليه فتعالوا نتفرّق في الأرض الى أن يبعث الله النبيّ صلّى الله عليه وآله الذي وعدنا عيسى عليه السلام يعنون محمّداً صلّى الله عليه وآله فتفرّقوا في غيران الجبال وأحدثوا رهبانيّة فمنهم من تمسّك بدينه ومنهم من كفر ثمّ تلا هذه الآية.

(٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ نصيبين مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ القمّيّ قال نصيبين مِنْ رَحْمَتِهِ أحدهما ان لا يدخله النّار وثانيهما ان يدخله الجنّة وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً يعني الإِيمان.

وفي الكافي والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ قال الحسن والحسين عليهما السلام ونُوراً تَمْشُونَ بِهِ يعني اماماً تأتمّون به وفي المناقب قال : والنور

١٤٠