تفسير الصّافي - ج ٥

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]

تفسير الصّافي - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
المطبعة: خورشيد
الطبعة: ٣
ISBN الدورة:
964-6847-51-X

الصفحات: ٤٠٠

في المجمع قد روى الخاص والعام : انّ الآيات من هذه السورة وهي قوله إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ إلى قوله كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمّى فضّة والقصّة طويلة جملتها انّه مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما ووجوه العرب وقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً فنذر صوم ثلاثة أيّام ان شفاهما الله سبحانه ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك فضّة فَبرءا وليس عندهم شيء فاستقرض عليّ عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروي : أنّه أخذها ليغزل له صوفاً وجاء به الى فاطمة فطحنت منها صاعاً فاختبزته وصلّى عليّ عليه السلام المغرب وقرّبته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الّا الماء فلمّا كان اليوم الثاني أخذت صاعاً فطحنته واختبزته وقدمته الى عليّ عليه السلام فإذا يتيم على الباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الّا الماء فلمّا كان اليوم الثالث عمدت الى الباقي فطحنته واختبزته وقدّمته الى عليّ عليه السلام فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الّا الماء فلمّا كان اليوم الرّابع وقد قضوا نذورهم أتى عليّ عليه السلام ومعه الحسن والحسين عليهما السلام إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلّى الله عليه وآله ونزل جبرئيل عليه السلام بسورة هل اتى.

وفي رواية انّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام : آجر نفسه ليسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتّى أصبح فلمّا أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلمّا تمّ إنضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثمّ عمل الثلث الثاني فلمّا اتى إنضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه ثمّ عمل الثلث الثالث فلمّا اتى إنضاجه اتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك.

والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : كان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة فلمّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين رحمكم الله أطعمونا ممّا رزقكم الله فقام عليّ عليه السلام فأعطاه ثلثها فلم يلبث ان جاء يتيم

٢٦١

فقال اليتيم رحمكم الله فقام عليّ عليه السلام فأعطاه الثلث ثمّ جاء أسير فقال الأسير رحمكم الله فأعطاه عليّ عليه السلام الثلث الباقي وما ذاقوها فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم وهي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك لله عزّ وجلّ.

وفي المجالس عن الصادق عن أبيه عليهما السلام : ما يقرب ممّا ذكره.

في المجمع بالرواية الأولى ببسط من الكلام مع زيادات من حكاية أفعالهم وأقوالهم عليهم السلام وذكر فيه : وقال الصبيان ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيّام فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياماً وفي آخره : فهبط جبرئيل فقال يا محمّد خذ ما هنّأه الله لك في أهل بيتك قال وما آخذ يا جبرئيل قال هَلْ أَتى إلى قوله وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً وفي المناقب عن أكثر من عشرين من كبار المفسّرين.

وبرواية أهل البيت عن الباقر عليه السلام ما يقرب ممّا ذكره في المجالس : الّا انّه ليس فيه ذكر صيام الصبيين وفي آخره : فرآهم النبيّ صلّى الله عليه وآله جياعاً فنزل جبرئيل ومعه صفحة من الذّهب مرصّعة بالدرّ والياقوت مملوءة من الثّريد وعراق يفوح منها رائحة المسك والكافور فجلسوا وأكلوا حتّى شيعوا ولم ينقص منها لقمة واحدة وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته يهوديَّة يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذه أطعمنيها فمدّ يده الحسين عليه السلام ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ورفع الصّفحة إلى السماء فقال لو لا ما أراد الحسين عليه السلام من إطعام الجارية تلك القطعة والّا لتركت تلك الصفحة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة ونزل يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وكانت الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجّة ونزلت (هَلْ أَتى) في اليوم الخامس والعشرين منه.

(١١) فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً.

في المجالس عن الباقر عليه السلام : نَضْرَةً في الوجوه وَسُرُوراً في القلوب.

(١٢) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً قال جنّة يسكنونها وحريراً يفترشونه ويلبسونه.

٢٦٢

(١٣) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ قال الأريكة السرير عليه الحجلة لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً قيل يعني أنّه يمرّ عليهم هواء معتدل لا حارّ محمي ولا بارد مؤذي.

(١٤) دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها قريبة منهم وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً سهل التناول.

القمّيّ ذلّت عليهم ثمارها ينالها القائم والقاعد.

وفي الكافي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً من قربها منهم فيتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بعينه وهو متّكئ.

(١٥) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ القمّيّ الأكواب الأكواز العظام التي لا آذان لها ولا عرى كانَتْ قَوارِيرَا.

(١٦) قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ أي تكون جامعة بين صفا الزّجاجة وشفيفها وبياض الفضّة ولينها.

في المجمع عن الصادق عليه السلام والقمّيّ قال : ينفذ البصر في فضّة الجنّة كما ينفذ في الزّجاج وقرئ قواريراً بالتنوين فيهما وفي الأولى خاصّة وقَدَّرُوها تَقْدِيراً قيل أي قدّروها في أنفسهم فجاءت مقاديرها وأشكالها كما تمنّوها أو قدّروها بأعمالهم الصالحة فجاءت على حسبها أو قدّر الطائفون بها شرابها على قدر اشتهاهم.

والقمّيّ يقول صنعت لهم على قدر تقلّبهم لا تحجّر فيها ولا فضل.

(١٧) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً ما يشبه الزّنجبيل في الطعم قيل كانت العرب يستلذّون الشّراب الممزوج به.

(١٨) عَيْناً فِيها (١) تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً قيل لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة

__________________

(١) أي تمزج الخمر بالزنجبيل ، والزنجبيل من عين تسمى تلك العين سلسبيلاً.

٢٦٣

مساغها على أن تكون الباء زائدة والمراد به ان ينفى عنها لذع الزنجبيل.

في الخصال عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : أعطاني الله خمساً وأعطى عليّاً خمساً أعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل.

(١٩) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قيل دائمون والقمّيّ مسورون إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً من صفاء ألوانهم وانبثاثهم في مجالسهم وانعكاس شعاع بعضهم إلى بعض.

(٢٠) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً.

في الكافي والقمّيّ عن الباقر عليه السلام في حديث يصف فيه حال المؤمن إذا دخل الجنان والغرف انه قال في هذه الآية : يعني بذلك وليّ الله وما هو من الكرامة والنعيم والملك العظيم وانّ الملائكة من رسل الله ليستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلّا باذنه فذلك الملك العظيم وقد مضى تمام الحديث في الرعد والفاطر والزمر.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل ما هذا الملك الكبير الذي كبّره الله عزّ وجلّ حتّى سمّاه كبيراً قال إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة أرسل رسولاً الى وليّ من أوليائه فيجد الحجبة على بابه فتقول له قف حتّى نستأذن لك فما يصل إليه رسول ربّه إلّا باذنه فهو قوله وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً.

وفي المجمع عنه عليه السلام قال : أي لا يزول ولا يفنى.

(٢١) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ يعلوهم ثياب الحرير الخضر ما رقّ منها وما غلظ.

في المجمع عن الصادق عليه السلام والقمّيّ قال : يعلوهم الثياب فيلبسونها وقرئ عاليهم بالرفع وخضر بالجرّ وإستبرق بالرّفع وبالعكس وبالرفع فيهما وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً.

٢٦٤

في الكافي والقمّيّ عن الباقر عليه السلام في الحديث السابق : وعلى باب الجنّة شجرة انّ الورق منها ليستظلّ تحتها الف رجل من النّاس وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكّية قال فيسقون منها شربة فيطهّر الله بها قلوبهم من الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قول الله عزّ وجلّ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً من تلك العين المطهّرة.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال : يطهّرهم عن كلّ شيء سوى الله.

(٢٢) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً على إضمار القول وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً غير مضيّع.

(٢٣) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً مفرّقاً منجّماً.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : بولاية عليّ عليه السلام.

(٢٤) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ بتأخير نصرك على الأعداء وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً.

(٢٥) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً القمّيّ قال بالغداة ونصف النهار.

(٢٦) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً قال صلاة اللّيل.

وفي المجمع عن الرضا عليه السلام : أنّه سئل وما ذلك التسبيح قال صلاة اللّيل وقيل بُكْرَةً صلاة الفجر وَأَصِيلاً الظهران وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ العشاءان وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً أي وتهجّد له طائفة طويلة من اللّيل.

(٢٧) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ امامهم أو خلف ظهورهم يَوْماً ثَقِيلاً.

(٢٨) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وأحكمنا ربط مفاصلهم بالاعصاب القمّيّ أي خلقهم وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً أهلكناهم وبَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ في

٢٦٥

الخلقة وشدّة الأسر يعني النشأة الآخرة والمراد تبديلهم بغيرهم ممّن يطيع في الدنيا.

(٢٩) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً تقرّب إليه بالطاعة.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : الولاية.

(٣٠) وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ.

في الخرائج عن القائم عليه السلام : أنّه سئل عن المفوّضة قال كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله عزّ وجلّ فإذا شاء شئنا ثمَّ تلا هذه الآية

وقرئ يشاؤن بالياء إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً لا يشاء الّا ما يقتضيه علمه وحكمته.

(٣١) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ بالهداية والتوفيق للطاعة.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام قال : في ولايتنا وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام : من قرأ هل أتى على الإِنسان كلّ غداة خميس زوّجه الله من الحور العين ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيّب وكان مع محمّد صلّى الله عليه وآله.

وفي الأمالي عن الهادي عليه السلام : من أحبّ أن يقيه الله شرّ يوم الاثنين فليقرأ في أوّل ركعة من صلاة الغداء هل أتى على الإنسان ثمّ قرأ فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ الآية.

٢٦٦

سُورة المُرْسِلات

مكيّة وهي خمسون آية بلا خلاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً.

(٢) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً.

(٣) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً.

(٤) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً.

(٥) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً.

(٦) عُذْراً أَوْ نُذْراً أقسم بطوائف من الملائكة ارسلهنّ الله بالمعروف من أوامره ونواهيه.

كذا في المجمع عن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قيل فعصفن عصف الرياح في امتثال أمره أو عصفن الأديان الباطلة بمحوها ونشرن الشرايع والعلوم وآثار الهدى في الأرض ففرقن بين الحقّ والباطل فألقين الى الأنبياء ذِكْراً عُذْراً للمحقّين ونُذْراً للمبطلين والعذر والنذر مصدران لعذر إذا محا الإساءة وانذر إذا خوّف أو جمعان لعذير ونذير بمعنى المعذرة والانذار أو بمعنى العاذر والمنذر وقرئ بسكون الذّال.

والقُمّي وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً قال آيات يتبع بعضها بعضاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً قال القبر وَالنَّاشِراتِ نَشْراً قال نشر الأموات فَالْفارِقاتِ فَرْقاً قال الدّابة فَالْمُلْقِياتِ

٢٦٧

ذِكْراً قال الملائكة عُذْراً أَوْ نُذْراً قال أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم.

أقولُ : كأنّه أشار بذلك إلى الملائكة المرسلة بآيات الرّجعة وأشراط الساعة ولاثارة التراب من القبور ونشر الأموات منها وإخراج دابّة الأرض وتفريق المؤمن من الكافر وإلقاء الذكر في قلوب الناس.

(٧) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ جواب القسم ومعناه أنّ الذي توعدونه من مجيء القيامة كائن لا محالة.

(٨) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ القمّيّ قال يذهب نورها.

وعن الباقر عليه السلام : طموسها ذهاب ضوئها.

(٩) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ القمّيّ قال تنفرج وتنشق.

(١٠) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ جعلت كالرمل والقمّيّ أي تقلع.

(١١) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ القمّيّ قال اي بعثت في أوقات مختلفة.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : مثله أريد عين لها وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على الأمم وقرئ وقّتت.

(١٢) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ القمّيّ أخّرت قيل أي يقال لأي يوم أخّرت وضرب لهم الأجل لجمعهم ليشهدوا على الأمم وهو تعظيم لليوم وتعجيب من هو له.

(١٣) لِيَوْمِ الْفَصْلِ بيان ليوم التّأجيل.

(١٤) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ.

(١٥) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بذلك.

(١٦) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ.

(١٧) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ.

(١٨) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ بكلّ من أجرم.

٢٦٨

في الكافي عن الكاظم عليه السلام : يقول وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ يا محمّد بما أوحيت إليك من ولاية عليّ عليه السلام قال الأوّلين الذين كذّبوا الرّسل في طاعة الأوصياء بالمجرمين قال من أجرم الى آل محمّد صلوات الله عليهم وركب من وصيّه ما ركب.

(١٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ تأكيد.

(٢٠) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ نطفة قذرة ذليلة القمّيّ منتّن.

(٢١) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ في الرّحم.

(٢٢) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ الى مقدار معلوم من الوقت قدّره الله للولادة.

(٢٣) فَقَدَرْنا على ذلك وقرئ بالتشديد اي فقدّرناه فَنِعْمَ الْقادِرُونَ نحن.

(٢٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بقدرتنا.

(٢٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً.

(٢٦) أَحْياءً وَأَمْواتاً

القمّيّ قال : الكفات المساكن قال نظر أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من صفّين الى المقابر فقال هذه كفات الأموات اي مساكنهم ثمّ نظر إلى بيوت الكوفة فقال هذه كفات الأحياء ثمّ تلا هذه الآية.

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : مثله وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية قال : دفن الشّعر والظّفر.

(٢٧) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ القمّيّ قال جبالاً مرتفعة وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً عذباً بخلق الأنّهار والمنابع فيها.

(٢٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بأمثال هذه النعم.

(٢٩) انْطَلِقُوا أي يقال لهم انطلقوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ من العذاب.

٢٦٩

(٣٠) انْطَلِقُوا خصوصاً إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ القمّيّ قال فيه ثلاث شعب من النّار.

وعن الباقر عليه السلام قال : بلغنا والله أعلم أنّه إذا استوى أهل النّار إلى النّار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النّار فيقال لهم ادخلوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ من دخان النّار فيحسبون انّها الجنّة ثمّ يدخلون النّار أفواجاً وذلك نصف النهار واقبل أهل الجنّة فيما اشتهوا من التحف حتّى يعطوا منازلهم في الجنّة نصف النّهار.

(٣١) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ.

(٣٢) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ في عظمها القمّيّ قال شرر النّار كالقصور والجبال.

(٣٣) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ جمع جمال جمع جمع جمل صُفْرٌ القمّيّ أي سود قيل وذلك لأنّ سواد الإبل يضرب إلى الصفرة والأول تشبيه في العظم وهذا في اللّون والكثرة والتتابع والاختلاط وسرعة الحركة وقرئ جمالة.

(٣٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

(٣٥) هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ من فرط الحيرة والدهشة يعني في بعض مواقفه كما ورد.

(٣٦) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ عطف على يؤذن ليس بجواب له ليوهم انّ لهم عذاراً.

في الكافي عن الصادق عليه السلام : الله أجلّ واعدل وأعظم من أن يكون لعبده عذر لا يدعه يعتذر به ولكنّه فلج فلم يكن له عذر.

(٣٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

(٣٨) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ بين المحقّ والمبطل جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ.

٢٧٠

(٣٩) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا وإظهار لعجزهم يَوْمَئِذٍ.

(٤٠) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ إذ لا حيلة لهم في التخلّص من العذاب.

(٤١) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ.

(٤٢) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ مستقرّون في أنواع الترفه القمّيّ قال فِي ظِلالٍ من نور أنور من الشمس.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام في هذه الآية قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملّة إبراهيم عليه السلام غيرنا وسائر النّاس منها براء.

(٤٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي مقولاً لهم ذلك.

(٤٤) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.

(٤٥) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

(٤٦) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ يقال لهم ذلك تذكيراً لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النّعيم المقيم.

(٤٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ حيث عرضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتّع القليل.

(٤٨) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ

روي : أنّها نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلّى الله عليه وآله بالصلاة فقالوا لا نحني

وفي رواية : لا نجبّي فإنها سبّة رواها في المجمع قال : فقال لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود

أقول لا نحني بالمهملة والنّون أي لا نعطف ظهورنا وعلى الرواية الثانية بالجيم والباء الموحدة والمشدّدة اي لا ننكبّ على وجوهنا وهما متقاربان والقمّيّ قال إِذا قِيلَ لَهُمُ تولّوا الإِمام لم يتولوه.

(٤٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ.

٢٧١

(٥٠) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ بعد القرآن القمّيّ بعد هذا الذي أحدّثك به يُؤْمِنُونَ إذا لم يؤمنوا به.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ والمرسلات عرفاً عرف الله بينه وبين محمّد صلّى الله عليه وآله.

٢٧٢

سورة عمَّ

تُسمّى سورة النّبأ

وهي مكيّة عدد آيها احدى وأربعون آية مكيّ بصريّ

وأربعون في الباقين اختلافهما عَذاباً قَرِيباً مكيّ بصريّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) عَمَ أصله عن ما يَتَساءَلُونَ يسأل بعضهم بعضاً في هذا الاستفهام تفخيم لشأن ما يتساءلون عنه صلّى الله عليه وآله.

(٢) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.

(٣) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ بيان لشأن المفخّم قيل كانوا يتساءلون عن البعث.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قال النَّبَإِ الْعَظِيمِ الولاية وعن الباقر عليه السلام : سئل عن تفسير عَمَّ يَتَساءَلُونَ فقال هي في أمير المؤمنين عليه السلام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول ما لله عزّ وجلّ آية هي أكبر منّي ولا لله نبأ أعظم منّي.

والقمّيّ عن الرضا عليه السلام : أنّه سئل عنه قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ما لله نبأ أعظم منّي وما لله آية أكبر منّي ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقرّ لفضلي.

وفي العيون عنه عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ عليهم السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام : يا عليّ أنت حجّة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى الحديث.

٢٧٣

وفي الكافي في خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين عليه السلام : إنّي النَّبَإِ الْعَظِيمِ وعن قليل ستعلمون ما توعدون.

(٤) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ردع عن التسائل ووعيد عليه.

(٥) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ تكرير للمبالغة فثمّ للاشعار بأنّ الوعيد الثاني أشدّ وقرئ بالتّاء.

(٦) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً للنّاس.

(٧) وَالْجِبالَ أَوْتاداً للأرض.

(٨) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً ذكراً وأنثى.

(٩) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً قطعاً عن الاحساس والحركة استراحة للقوى.

(١٠) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً غطاء يستر بظلمته من أراد الاختفاء والقمّيّ قال يلبس على النّهار.

(١١) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً وقت معاش تتقلّبون فيه لتحصيل ما تعيشون به.

(١٢) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً سبع سماوات أقوياء محكمات لا يؤثّر فيها مرور الدهور.

(١٣) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً متلألئاً وقّاداً يعني الشمس.

(١٤) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ قيل السحائب إذا عصرت اي شارفت ان تعصرها الرّياح فتمطر والقمّيّ قال من السحاب ماءً ثَجَّاجاً منصبّاً بكثرة.

(١٥) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً ما يقتات به وما يعتلف من التبن والحشيش.

(١٦) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً ملتفّة بعضها ببعض.

(١٧) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً حدّاً يوقّت به من الدنيا وتنتهي عنده أو حدّاً للخلائق ينتهون إليه.

٢٧٤

(١٨) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً جماعات من القبور الى المحشر.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه سئل عن هذه الآية فقال يحشر عشرة أصناف من أمّتي أشتاتاً قد ميّزهم الله من المسلمين وبدّل صورهم فبعضهم على صورة القرد وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكوسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثمّ يسحبون عليها وبعضهم عمي يتردّدون وبعضهم صم بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم يسيل القيح من أفواههم لعاباً يتقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار وبعضهم أشدّ نتناً من الجيف وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم فأمّا الذين على صورة القردة فالقتّات من النّاس وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت وامّا المنكوسون على رؤوسهم فآكلة الربا والعمي الجائرون في الحكم والصمّ البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون ألسنتهم العلماء والقضاة الذي خالف أعمالهم أقوالهم والمقطّعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران والمصلّبون على جذوع من نار فالسّعاة بالنّاس الى السلطان أشدّ نتناً من الجيف فالذين يتمتّعون بالشهوات واللذات ويمنعون حقّ الله تعالى في أموالهم والذين هم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

(١٩) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً قيل شقّتْ شقوقاً والقمّيّ قال انفتح أبواب الجنان.

(٢٠) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً قال تسيّر الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.

(٢١) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً موضع رصد القمّيّ قائمة.

(٢٢) لِلطَّاغِينَ مَآباً مرجعاً ومأوى.

(٢٣) لابِثِينَ فِيها وقرئ لبثين أَحْقاباً دهوراً متتابعة القمّيّ قال الأحقاب السنون والحقب السنة والسنة عددها ثلاثمائة وستّون يوماً واليوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

٢٧٥

وفي المعاني عن الصادق عليه السلام قال : الأحقاب ثمانية حقب والحقب ثمانون سنة والسنة ثلاث مائة وستّون يوماً واليوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : لا يخرج من النّار من دخلها حتى يمكث فيها احقاباً والحقب بضع وستّون سنة والسنة ثلاثمائة وستّون يوماً كلّ يوم كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ فلا يتكلنّ أحد على أن يخرج من النّار.

وعن العيّاشي عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال هذه في الذين يخرجون من النّار.

(٢٤) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً.

(٢٥) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً قيل المراد بالبرد ما يروّحهم وينفّس عنهم حرّ النّار والقمّيّ برداً اي نوماً قال البرد النّوم والغسّاق قد مضى تفسيره في سورة ص وقرئ بالتشديد.

(٢٦) جَزاءً وِفاقاً موافقاً لِأعمالهم وعقائدهم.

(٢٧) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً.

(٢٨) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً تكذيباً.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : كذاباً بالتخفيف بمعنى الكذب

قيل وانما أقيم مقام التكذيب للدلالة على انّهم كذَّبوا في تكذيبهم.

(٢٩) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ (١) كِتاباً اعتراض.

(٣٠) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً لكفركم بالعذاب وتكذيبكم بالآيات.

ومجيئه على طريق الالتفات للمبالغة ورد هذه الآية أشدّ ما في القرآن على أهل النار.

(٣١) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً القمّيّ قال يفوزون

وعن الباقر عليه السلام : هي الكرامات.

__________________

(١) أي وكل شيء من الأعمال بينّاه في اللوح المحفوظ.

٢٧٦

(٣٢) حَدائِقَ وَأَعْناباً بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة.

(٣٣) وَكَواعِبَ نساء فلكت ثديهنّ أَتْراباً لدات على سنّ واحد.

القمّيّ عن الباقر عليه السلام : وَكَواعِبَ أَتْراباً أي الفتيات النّاهدات.

(٣٤) وَكَأْساً دِهاقاً ممتلئة.

(٣٥) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً وقرئ بالتّخفيف اي كذباً أو مكاذبة أي لا يكذب بعضهم بعضاً.

(٣٦) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ بمقتضى وعده عَطاءً حِساباً كافياً.

في الأمالي عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال : حتّى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشرة أمثالها الى سبع مائة ضعف قال الله تعالى جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً وقال فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا.

(٣٧) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ وقرئ بالرفع فيهما الا ثواب أو عقاب لأنّهم مملوكون له على الإطلاق فلا يستحقّون عليه اعتراضاً وذلك لا ينافي الشفاعة باذنه.

(٣٨) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً القمّيّ قال الرُّوحُ ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل عليهما السلام كان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو مع الأئمّة عليهم السلام.

ورواه في المجمع عن القمّيّ عن الصادق عليه السلام وفيه عنه عليه السلام وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام : نحن والله المأذُونون لهم يوم القيامة والقائلون صَواباً قيل ما تقولون إذا تكلّمتم قالا نمجّد ربّنا ونصلّي على نبيّنا ونشفع لشيعتنا ولا يردّنا ربّنا.

٢٧٧

(٣٩) ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ الكائن لا محالة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً بالإِيمان والطاعة.

(٤٠) إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يعني عذاب الآخرة وقربه لتحقّقه فانّ ما هو آت قريب ولا مبدأه الموت القمّيّ قال في النّار.

(٤١) يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ من خير أو شرّ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً في الدنيا فلم أخلق ولم اكلّف أو في هذا اليوم فلم ابعث.

وفي العلل عن ابن عبّاس : انّه سئل لم كنّى رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً أبا تراب قال لأنّه صاحب الأرض وحجّة الله على أهلها بعده وله بقائها وإليه سكونها قال ولقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول انّه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما اعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة عليّ من الثواب والزُّلفى والكرامة قال يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً أي من شيعة عليّ عليه السلام وذلك قول الله عزّ وجلّ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً والقمّيّ : ما يقرب من معناه.

في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : من قرأ عمّ يتساءلون لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كلّ يوم يزور بيت الله الحرام إن شاء الله.

٢٧٨

سورة النّازعات

مكّيّة عدد آيها سِتّ وأربعون كوفيّ وخمس في الباقين آيتان

وَلِأَنْعامِكُمْ حجازي كوفي طَغى عراقي شاميّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(١) وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً

(٢) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً.

(٣) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً

(٤) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً

(٥) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً هذه صفات ملائكة الموت اقسم الله بهم على قيام الساعة وانّما حذف لدلالة ما بعده عليه وهم الذين ينزعون أرواح الكفّار من أبدانهم بالشدّة غَرْقاً أي اغراقاً في النّزع كما يغرق النازع في القوس فيبلغ به غاية المدّ وينشطون أرواحهم اي ينزعونها ما بين الجلد والاظفار حتّى يخرجونها من أجوافهم بالكرب والغمّ ويقبضون أرواح المؤمنين يسلّونها سلّا رفيقاً ثمّ يدعونها حتّى يستريح كالسّابح بالشيء في الماء يرمي به فتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنّة وتدبّر الملائكة امر العباد من السّنة إلى السنة.

كذا في المجمع عن عليّ عليه السلام وعن الصادق عليه السلام : هو الموت تنزع النفوس.

والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً يعني أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم إلى الجنّة.

٢٧٩

(٦) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ القمّيّ قال تنشقّ الأرض بأهلها.

(٧) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قال الرادفة الصيحة.

(٨) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ شديدة الاضطراب من الوجيف.

(٩) أَبْصارُها خاشِعَةٌ أي ابصار أصحابها ذليلة من الخوف ولذلك أضافها الى القلوب.

(١٠) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ في الحالة الأولى يعنون الحياة بعد الموت من قولهم رجع فلان في حافرته اي طريقته التي جاء فيها فحفرها اي اثر فيها بمشيته القمّيّ قال قالت قريش أنرجع بعد الموت؟.

(١١) أَإِذا كُنَّا وقرئ إذا كنّا على الخبر عِظاماً نَخِرَةً بالية وقرئ نخرة وهي أبلغ.

(١٢) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ذات خسران والقمّيّ انّها ان صحّت فنحن إذاً خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم القمّيّ قال قالوا هذا على حدّ الاستهزاء.

(١٣) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ أي لا تستصعبوها فما هي إلّا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية.

(١٤) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ فإذا هم احياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في بطنها وبِالسَّاهِرَةِ الأرض البيضاء المستوية القمّيّ قال الزجرة النفخة الثانية في الصور والساهرة موضع بالشّام عند بيت المقدس.

وعن الباقر عليه السلام : في قوله أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ يقول في الخلق الجديد وامّا قوله فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ والساهرة الأرض وكانوا في القبور فلمّا سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.

(١٥) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى أليس قد أتاك حديثه فيسلّيك على تكذيب

٢٨٠