لطف الله الصافي الگلپايگاني
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧
__________________
تقبل البقاء إلى ما لا نهاية له ، وأنّه في الإمكان أن يبقى الإنسان حيّا ألوفا من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته ، وقولهم هذا ليس مجرّد ظنّ ، بل هو نتيجة عمليّة مؤيّدة بالامتحان.
فقد تمكّن أحد الجرّاحين من قطع جزء من حيوان وإبقائه حيّا أكثر من السنين الّتي يحياها ذلك الحيوان عادة ، أي صارت حياة ذلك الجزء مرتبطة بالغذاء الّذي يقدم له بعد السنين التي يحياها ، فصار في الإمكان أن يعيش إلى الأبد ما دام الغذاء اللازم موفورا له.
وهذا الجرّاح هو الدكتور ألكسي كارل ، من المشتغلين في معهد (ركفلر) بنيويورك ، وقد امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج ، فبقيت تلك القطعة حيّة نامية أكثر من ثماني سنوات ، وهو وغيره امتحنا قطعا من أعضاء جسم الإنسان من أعضائه وعضلاته وقلبه وجلده وكليتيه ، فكانت تبقى حيّة نامية ما دام الغذاء اللازم موفورا لها ، حتّى قال الاستاذ ديمند وبرل من أساتذة جامعة جونس هبكنس : إنّ كلّ الأجزاء الخلويّة الرئيسيّة من جسم الإنسان قد ثبت إمّا أنّ خلودها بالقوّة صار أمرا مثبتا بالامتحان ، أو مرجّحا ترجيحا تامّا لطول ما عاشته حتّى الآن ، وهذا القول غاية في الصراحة والأهميّة على ما فيه من التحرّس العلميّ ، والظاهر أنّ أوّل من امتحن ذلك في أجزاء من جسم الحيوان هو الدكتور جاك لوب ، وهو من المشتغلين في معهد (ركفلر) أيضا ، فإنّه كان يمتحن توليد الضفادع من بيضها إذا كان غير ملقّح ، فرأى أنّ بعض البيض يعيش زمانا طويلا وبعضها يموت سريعا ، فقاده ذلك إلى امتحان أجزاء من جسم الضفدع ، فتمكّن من إبقاء هذه الأجزاء حيّة زمانا طويلا ، ثمّ أثبت الدكتور ورن لويس وزوجته أنّه يمكن وضع أجزاء خلوية من جسم جنين الطائر في سائل ملحيّ فتبقى حيّة ، وإذا اضيفت إليه قليل من بعض المواد الآلية جعلت تلك الأجزاء تنمو وتتكاثر ، وتوالت التجارب فظهر أنّ الأجزاء الخلويّة من أيّ حيوان كان يمكن أن تعيش وتنمو في سائل فيه ما يغذّيها ، ولكن لم يثبت ما ينفي موتها إذا شاخت ، فقام الدكتور كارل وجرّب التجارب المشار إليها آنفا ، فأثبت منها أنّ هذه الأجزاء لا تشيخ الحيوان الّذي اخذت منه ، بل تعيش أكثر ممّا يعيش هو عادة ، وقد شرع في التجارب المذكورة في شهر يناير سنة ١٩١٢ ، ولقي عقبات كثيرة في سبيله ، فتغلّب عليه هو ومساعدوه ، وثبت له :
أوّلا : أنّ هذه الأجزاء الخلويّة تبقى حيّة ما لم يعرض لها عارض يميتها ، إمّا من قلّة الغذاء ، أو من دخول بعض الميكروبات. ـ
٦٤٢ ـ (٢) ـ كمال الدين : علي بن أحمد الدقّاق ، ومحمّد بن أحمد الشيباني ، قالا : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه حمران بن أعين ، عن سعيد بن جبير ، قال : سمعت
__________________
وثانيا : أنّها لا تكتفي بالبقاء حيّة ، بل تنمو خلاياها وتتكاثر كما لو كانت باقية في جسم الحيوان.
وثالثا : أنّه يمكن قياس نموها وتكاثرها ، ومعرفة ارتباطها بالغذاء الّذي يقدّم لها.
ورابعا : أن لا تأثير للزمن ، أي أنّها لا تشيخ وتضعف بمرور الزمن ، بل لا يبدو عليها أقلّ أثر للشيخوخة ، بل تنمو وتتكاثر هذه السنة كما كانت تنمو وتتكاثر في السنة الماضية وما قبلها من السنين ، وتدلّ الظواهر كلّها على أنّها ستبقى حيّة نامية ما دام الباحثون صابرين على مراقبتها وتقديم الغذاء الكافي لها ، فشيخوخة الأحياء ليست سببا بل هي نتيجة.
ولكن لما ذا يموت الانسان؟ ولما ذا نرى سنيه محدودة لا تتجاوز المائة إلّا نادرا جدّا ، وغايتها العادية سبعون أو ثمانون؟
والجواب : أنّ أعضاء جسم الحيوان كثيرة مختلفة ، وهي مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا محكما ، حتّى إنّ حياة بعضها تتوقّف على حياة البعض الآخر ، فإذا ضعف بعضها ومات لسبب من الأسباب مات بموته سائر الأعضاء ، ناهيك بفتك الأمراض الميكروبيّة المختلفة ، وهذا ممّا يجعل متوسط العمر أقلّ جدّا من السبعين والثمانين ، لا سيّما وأنّ كثيرين يموتون أطفالا. وغاية ما ثبت الآن من التجارب المذكورة أنّ الإنسان لا يموت لأنّه عمّر كذا من السنين ، سبعين أو ثمانين أو مائة أو أكثر ، بل لأنّ العوارض تنتاب بعض أعضائه فتتلفها ، ولارتباط أعضائه بعضها ببعض تموت كلّها ، فإذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض ، أو يمنع فعلها ، لم يبق مانع يمنع استمرار الحياة مئات من السنين ، كما يحيى بعض أنواع الأشجار ، وقلّما ينتظر أن تبلغ العلوم الطبيّة والوسائل الصحيّة هذه الغاية القصوى ، ولكن لا يبعد أن تدانيها فيتضاعف متوسط العمر ، أو يزيد ضعفين أو ثلاثة انتهى.
وإن شئت زيادة توضيح على ذلك فراجع كتابنا «الإمامة والمهدويّة».
(٢) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٢ ب ٣١ ح ٥ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٧ ب ١٣ ح ٥ ؛ الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٩٦٥ ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٩٩ ب ٣٢ ح ٢٥.
سيّد العابدين علي بن الحسين عليهالسلام يقول : في القائم سنّة من نوح ، وهو طول العمر.
٦٤٣ ـ (٣) ـ غيبة النعماني : عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، عن أحمد بن محمّد بن رباح الزهري ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسن بن أيّوب ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن محمّد بن الفضيل ، عن حمّاد بن عبد الكريم الجلّاب ، قال : ذكر القائم عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال : أما إنّه لو قد قام لقال الناس أنّى يكون هذا؟ وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا.
٦٤٤ ـ (٤) ـ الخرائج : عن الحسن العسكري عليهالسلام أنّه قال لأحمد بن إسحاق ـ وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده ، فلمّا رآه قال مبتدئا ـ : مثله مثل الخضر ، ومثله مثل ذي القرنين ، إنّ الخضر شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وإنّه ليحضر الموسم في كلّ سنة ، ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمن ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته ، فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار.
أقول : شباهته بذي القرنين من جهة بلوغه المشرق والمغرب ، ويحتمل أن تكون من جهة اخرى غيرها ؛ كالغيبة وطول العمر.
__________________
(٣) ـ غيبة النعماني : ص ١٥٥ ب ١٠ ح ١٤ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢٢٥ ب ١٣ ذيل ح ١٣ مع اختلاف يسير ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٦٦ و ٦٧ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٤٦٧.
(٤) ـ الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١١٧٤ ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٩٠ ب ٣٨ ح ٤ رواه عن الإمام الرضا عليهالسلام مع اختلاف في الراوي ، وهناك اختلاف يسير في الحديث ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٥٢ ب ٢٣ ح ٣ رواه عن الإمام الرضا عليهالسلام ، وج ١٣ ص ٢٩٩ ب ١٠ ح ١٧ كذلك رواه عن الإمام الرضا عليهالسلام ؛ منتخب الأنوار المضيئة : ص ٤٠ رواه عن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام.
ويدلّ عليه بالمطابقة أو الالتزام أيضا الروايات : ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، ٥٣٥ إلى ٥٣٩ ، ٥٤٧ ، ٥٤٩ ، ٥٥١ إلى ٥٥٧ ، ٥٥٩ ، ٥٦١ ، ٥٦٢ ، ٥٦٤ ، ٥٧٤ ، ٥٧٥ ، ٥٨٠ ، ٥٨٩ ، ٥٩٩ ، ٦٠٠ ، ٦٠٢ إلى ٦٠٥ ، ٦٠٧ إلى ٦١٠ ، ٦١٢ ، ٦١٣ ، ٦١٨ ، ٦١٩ ، ٦٢٣ إلى ٦٢٦ ، ٦٣٢ ، ٦٤٥ إلى ٦٥٠ ، ٦٦٩ ، ٦٨٦ ، ولو اضيف إلى هذه الأحاديث ـ بقرينة الروايات الواردة في أنّ الأرض لا تخلو من الحجّة والإمام ، والأدلّة العقلية القطعية المذكورة في الكتب الكلاميّة ـ جميع الروايات المذكورة في البابين الأوّل والثاني ، فإنّها دلّت على انحصار الأئمّة والحجج بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الاثني عشر ، وأنّ أوّلهم عليّ عليهالسلام وآخرهم المهدي عليهالسلام وأنّ تاسعهم قائمهم والتاسع من ولد الحسين وأنّه ابن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام يصير عدد هذه الطائفة من الأحاديث ٣٦٣ حديثا لدلالة الجميع على هذا على بقائه وحياته منذ زمان ولادته إلى الآن ، والله على ما يشاء قدير وهو الحكيم العليم.
الفصل الثاني والثلاثون
في أنّه شاب المنظر لا يهرم بمرور الأيّام
وفيه ١٠ أحاديث
٦٤٥ ـ (١) ـ كمال الدين : محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل بن علي القزويني ، عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم الثقفي الطحّان ، قال : دخلت على أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام وأنا اريد أن أسأله عن القائم من آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم ، فقال لي مبتدئا : يا محمّد بن مسلم ، إنّ في القائم من آل محمّد سنّة [شبهة ، شبها ـ خ] من خمسة من الرسل : يونس بن متّى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمّا سنّة [شبهه ـ خ] من يونس بن متّى فرجوعه من غيبته وهو شابّ بعد كبر السنّ ، وأمّا سنّة [شبهه ـ خ] من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصّته وعامّته ، واختفاؤه من إخوته ، وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبيّ عليهالسلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته ، وأمّا سنّة
__________________
(١) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٧ ب ٣٢ ح ٧ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٧ ـ ٢١٨ ب ١٣ ح ٦.
أقول : لعلّ الوجه في إشكال أمره على أبيه عليهماالسلام أنّ الله تعالى لم يعلم أباه ببعض شئونه وحالاته ، مثل مدّة غيبته ، ووقت ظهوره.
[شبهه ـ خ] من موسى فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عزوجل في ظهوره ونصره ، وأيّده على عدوّه ، وأمّا سنّة [شبهه ـ خ] من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتّى قالت طائفة : ما ولد ، وقالت طائفة : مات ، وقالت طائفة : قتل وصلب ، وأمّا سنّة [شبهه ـ خ] من جدّه المصطفى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فتجريده السيف [فخروجه بالسيف ـ خ] وقتله أعداء الله ، وأعداء رسوله ، والجبّارين ، والطواغيت ، وأنّه ينصر بالسيف والرعب ، وأنّه لا تردّ له راية ، وإنّ من علامات خروجه عليهالسلام خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني [من اليمن] وصيحة من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي من السماء باسمه واسم أبيه.
٦٤٦ ـ (٢) ـ كمال الدين : محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : ما علامات القائم عليهالسلام منكم إذا خرج؟ قال : علامته أن يكون شيخ السنّ ، شابّ المنظر ، حتّى إنّ الناظر ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وإنّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام والليالي حتى يأتيه أجله.
٦٤٧ ـ (٣) ـ عقد الدرر : عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهماالسلام أنّه قال : لو قام المهدي لأنكره الناس ؛ لأنّه يرجع إليهم شابّا
__________________
(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٥٢ ب ٥٧ ح ١٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٢٨٥ ح ١٦ ؛ الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١١٧٠ ذيل ح ٦٥ ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٤ ف ٤ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٧٣٣ ب ٣٤ ف ٨ ح ٩١.
(٣) ـ عقد الدرر : ص ٤١ ـ ٤٢ ب ٣ ؛ ينابيع المودّة مختصرا : ص ٤٩٢.
موفقا ، وإنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّا وهم يحسبونه شيخا كبيرا.
٦٤٨ ـ (٤) ـ غيبة النعماني : (عن أبي عبد الله عليهالسلام في رواية) : وإنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّا وهم يحسبونه شيخا كبيرا.
٦٤٩ ـ (٥) ـ غيبة النعماني : حدّثنا علي بن الحسين المسعودي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : لو قد قام القائم لأنكره الناس ؛ لأنّه يرجع إليهم شابّا موفقا ، لا يثبت عليه إلّا من قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل.
٦٥٠ ـ (٦) ـ غيبة الشيخ : روي في خبر آخر أنّ في صاحب الزمان شبها من يونس : رجوعه من غيبته بشرخ الشباب (١).
وبما ذكرناه من الأحاديث وما تقدّم وما يأتي يفصّل ويفسّر بعض الأحاديث مثل حديث :
٦٥١ ـ (٧) ـ غيبة الشيخ : سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى
__________________
(٤) (٤ ، ٥) ـ غيبة النعماني : ص ١٨٨ ب ١٠ ح ٤٣ ؛ غيبة الشيخ : ص ٤٢٠ ح ٣٩٨ نحوه ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٣٦ ب ٣٢ ح ٤٨٣ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٨٣ ب ٢١ ح ٢.
(٦) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٢١ ح ٣٩٩ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥١٢ ب ٣٢ ح ٣٤١.
(١) شرخ الشباب : أوّله.
(٧) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٧٠ ح ٤٨٧ ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٤ ف ٤ ؛ الإرشاد : في فصل صفة القائم عليهالسلام ح ١ ؛ كشف الغمة : ج ٢ ص ٤٦٤ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٣٦ ب ٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٧٣٠ ب ٣٤ ف ٦ ح ٧١ ، عقد الدرر : ص ٤١ ب ٣ نحوه مختصرا.
ابن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال : أمّا اسمه فإنّ حبيبي شهد [عهد] إليّ أن لا احدّث باسمه حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته؟ قال : هو شابّ مربوع ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء.
ومثل ما في :
٦٥٢ ـ (٨) ـ إسعاف الراغبين : قال : وورد أيضا في حليته أنّه شابّ ، أكحل العينين ، أزجّ (١) الحاجبين ، أقنى الأنف ، كثّ اللحية ، على خدّه الأيمن خال ، وعلى يده اليمنى خال.
فالمراد بتوصيفه عليهالسلام بأنّه شابّ كذا طراوة حداثة السنّ ونضارتها ، ونشاط الشبّان ، وحسن وجههم وقوتهم فيه ، فكأنّه وصف شبابه بكونه مربوعا حسن الوجه ... دون حداثة السن.
ويدلّ عليه أيضا الحديثان : ٥٣٩ ، ٥٥٥.
__________________
(٨) ـ اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار : ب ٢ ، ص ١٣٥.
(١) قال في النهاية : «في صفته صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أزجّ الحواجب ، الزجج ـ : تقوّس في الحاجب مع طول طرفه وامتداد» ، وقال أيضا : «في صفته عليهالسلام : كثّ اللحية ، الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة».
الفصل الثالث والثلاثون
في أنّه خفيّ الولادة
وفيه ١٣ حديثا
٦٥٣ ـ (١) ـ كفاية الأثر : أخبرنا أبو عبد الله الخزاعي ، قال : أخبرنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : قلت لمحمّد بن علي بن موسى : إنّي لأرجوك أن تكون القائم من أهل بيت محمّد الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فقال عليهالسلام : يا أبا القاسم ، ما منّا إلّا قائم بأمر الله ، وهاد إلى دين الله ، ولكنّ القائم الّذي يطهّر الله عزوجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلا وقسطا ، هو الّذي يخفى على الناس ولادته «(١)» ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم
__________________
(١) ـ كفاية الأثر : ص ٢٧٧ ح ٢ ب ما جاء عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا عليهماالسلام ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٧ ب ٣٦ ح ٢ مع زيادة في آخره ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ مع الزيادة المذكورة في آخره ؛ الاحتجاج : ج ٢ ص ٤٤٩ ؛ كفاية المهتدي : ص ١٠٠ ـ ١٠١ ح ٢٦ عن كمال الدين.
(١) السرّ في خفاء ولادته هو أنّ بني العبّاس لمّا علموا من الأخبار المرويّة عن النبيّ والأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام أنّ المهديّ عليهالسلام هو الثاني عشر من الأئمّة ، وهو الّذي يملأ الأرض عدلا ، ويفتح حصون الضلالة ، ويزيل دولة الجبابرة ، ويقتل الطواغيت ، ويملك الأرض شرقها وغربها ، أرادوا إطفاء نوره بقتله ، فلذا عيّنوا
تسميته ، وهو سمي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنيّه ، وهو
__________________
العيون والجواسيس والقوابل للتفتيش عن بيت والد الحجّة الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام ، ولكن يأبى الله إلّا أن يتمّ نوره ، فأخفى عزوجل حمل امّه نرجس عن الناس ، حتّى نقلوا أنّ المعتمد بعث القوابل سرّا وأمرهنّ أن يدخلن دور بني هاشم سيما دار العسكري عليهالسلام بلا استئذان في أيّ وقت كان ، لتفتيش أمره واستعلام حاله وخبره ، فلم يقفن على شيء ، وأبى الله إلّا أن يجري في حجّته سنّة نبيّه موسى ، كما أنّ أعداءه ركبوا سنّة فرعون واتّخذوا السياسة الفرعونيّة ، حيث علم أن زوال ملكه يكون بيد رجل من بني إسرائيل ، فعيّن المفتّشين على الحوامل ، وأخذ المواليد تحت المراقبة الشديدة ، فإذا كان المولود ذكرا ذبحوه ، وإن كان انثى يستحيونها ، فقتلوا ألوفا من المواليد في طلب موسى ، قال الله عزوجل : (يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) ، ومع ذلك جعل الله تعالى نبيّه في حفظه ، وأخفى عنهم ولادته ، قال الله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ، وقد ذكر في الروايات الكثيرة شباهته عليهالسلام بإبراهيم وموسى عليهماالسلام أيضا.
ونقل في «إلزام الناصب» عن بعض مؤلّفات العالم الفاضل محمّد يوسف الدهخوارقاني الّذي ألّفه في عصر الشاه عبّاس الثاني أنّه كان عليهالسلام يوما من الأيّام في حجر والدته في صحن الدار إذا أحسّت نرجس بالقوابل ، فاضطربت اضطرابا شديدا ولم تجد فرصة حتّى تخفي ذلك النور ، فهتف هاتف بها أن ألقي حجّة الله القهّار في البئر الّتي في صحن الدار ، فألقته في البئر ، وقد سمعت القوابل صوت الطفل فدخلن الدار بسرعة ، فبالغن في التفحّص فلم يجدن منه أثرا ، فخرجن والهات حائرات ، فلمّا فرغت الدار عن الأغيار أقبلت نرجس إلى البئر لكي تعلم ما جرى على قرّة عينها ، فلمّا أشرفت على البئر رأت الماء يفور إلى أن ساوى أرض الدار ، وحجّة الله فوق الماء صحيحا سالما كالبدر الطالع ، والقماط الّذي عليه لم يبتلّ أبدا ، فتناولته وأرضعته وحمدت الله وسجدت له شكرا ... الخ.
وممّا ذكرنا ظهر وجه اختصاص الحجّة بستر الولادة دون آبائه الطاهرين ، وهو صدور هذه البشائر في شأنه دونهم ، وأنّه هو الفاتح للحصون ، وهادم أبنية الشرك والنفاق ، ووارث الأرض وسلطانها في آخر الزمان ، وأنّ أعداء آبائه كانوا يعرفون من رأيهم التقيّة ، وتحريم الخروج بالسيف حتّى يسمع النداء من السماء ، وتظهر الآيات والعلامات ، ويخرج المهديّ الّذي هو آخر الأئمّة وخاتمهم بالسيف ، ويرفع التقيّة ، ويقتل أعداء الله ، ويطهّر الأرض من الشرك ومن الجبابرة وأهل الظلم والإلحاد.
الّذي تطوى له الأرض ، ويذلّ له كلّ صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ، ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عزوجل : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الاخلاص [الأرض ـ خ] أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتّى يرضى الله تبارك وتعالى ، قال عبد العظيم : قلت له : يا سيّدي ، وكيف يعلم أنّ الله قد رضي؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة ... الحديث بتمامه.
٦٥٤ ـ (٢) ـ كمال الدين : وهذا الإسناد ـ يعني حدّثنا علي بن أحمد الدقّاق ومحمّد بن أحمد الشيباني ـ رضياللهعنهما ـ قالا : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه حمران بن أعين ، عن سعيد بن جبير ـ قال : قال عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليهماالسلام : القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتّى يقولوا : لم يولد بعد ، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة.
٦٥٥ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي ، وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب ، وجعفر بن محمّد بن مسرور
__________________
(٢) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ب ٣١ ح ٦ ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ؛ البحار : ج ٥١ ص ١٣٥ ب ٤ ح ٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٦ ب ٣٢ ح ١٢٦.
(٣) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٥ ب ٣٢ ح ٢ ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٢٢ ـ ٥٢٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٧ ب ٣٢ ح ١٢٩.
أقول : بهذا المعنى وردت روايات أخر ، فراجع إن شئت الكافي : ج ١ ص ٣٤٢ ب ١٣٨ ح ٢٦ ؛ وغيبة النعماني : ص ١٦٧ و ١٦٨ ح ٧ و ٨ و ٩ ؛ والبحار : ج ٥١ ص ١٢٨.
وجعفر بن الحسين ـ رضياللهعنهم ـ قالوا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أيّوب بن نوح ، عن العبّاس بن عامر القصباني ؛ وحدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ، قال : حدّثني جدّي الحسن بن علي بن عبد الله ، عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن موسى بن هلال الضبّي ، عن عبد الله بن عطاء! قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن شيعتك بالعراق لكثيرون ، فو الله ما في أهل بيتك مثلك ، فكيف لا تخرج؟ فقال : يا عبد الله بن عطاء ، قد أمكنت الحشو من اذنيك ، والله ما أنا بصاحبكم ، قلت فمن صاحبنا؟ قال : انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم.
٦٥٦ ـ (٤) ـ كمال الدين : عبد الواحد بن محمّد العطّار ، عن أبي عمرو الليثي ، عن محمّد بن مسعود ، عن جبرائيل بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق ، كي لا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ويصلح الله عزوجل أمره في ليلة [واحدة].
٦٥٧ ـ (٥) ـ غيبة النعماني : الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسوقه الله إليك عفوا بغير سيف ، فقد بويع لك ، وقد ضربت الدراهم باسمك ، فقال : ما منّا أحد اختلفت الكتب إليه ، واشير إليه بالأصابع ، وسئل عن
__________________
(٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٨٠ ح ٥ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٩٦ ب ٢٠ ح ١٥.
(٥) ـ غيبة النعماني : ص ١٦٨ ب ١٠ ح ٩ ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٠ ب ٣٥ ح ١ نحوه.
المسائل ، وحملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه ، حتّى يبعث الله لهذا الأمر غلاما (١) منّا ، خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه.
٦٥٨ ـ (٦) ـ إثبات الوصيّة : عن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : القائم من تخفى ولادته عن الناس.
٦٥٩ ـ (٧) ـ غيبة النعماني : حدّثنا علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد القلانسي بمكّة سنة سبع وستّين ومائتين ، قال : حدّثنا علي بن الحسن ، عن العبّاس بن عامر ، عن موسى بن هلال ، عن عبد الله بن عطاء المكّي ، قال : خرجت حاجّا من واسط فدخلت على أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام ، فسألني عن الناس والأسعار ، فقلت : تركت الناس مادّين أعناقهم إليك ، لو خرجت لاتّبعك الخلق ، فقال : يا ابن عطاء! قد أخذت تفرش اذنيك للنوكى ، لا
__________________
(١) قال في لسان العرب : يقال : فلان غلام الناس وإن كان كهلا ، كقولك : فلان فتى العسكر وإن كان شيخا ، وأنشد :
سيرا ترى منه غلام الناس |
|
مقنّعا وما به من بأس |
وقال : والعرب يقولون للكهل غلام نجيب ، وهو فاش في كلامهم ، وقوله أنشده ثعلب :
تنحّ يا عسيف عن مقامها |
|
وطرح الدلو إلى غلامها |
قال : غلامها : صاحبها. (لسان العرب : ج ١٢ ص ٤٤٠).
وفي المصباح المنير : قال الأزهري : وسمعت العرب تقول للمولود حين يولد ذكرا غلاما ، وسمعتهم يقولون للكهل غلام ، وهو فاش في كلامهم ، المصباح المنير : ج ٢ ص ٦١٩.
(٦) ـ إثبات الوصيّة : ص ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
أقول : المراد بالناس غير الشيعة ، فإنّ في الروايات كثيرا ، عبّروا عن غير الشيعة بالناس.
(٧) ـ غيبة النعماني : ص ١٦٨ ب ١٠ ح ٨.
أقول : المراد بالناس كما أشرنا إليه غير الشيعة.
والله ما أنا بصاحبكم ، ولا يشار إلى رجل منّا بالأصابع ، ويمطّ إليه بالحواجب ، إلّا مات قتيلا أو حتف أنفه ، قلت : وما حتف أنفه؟ قال : يموت بغيظه على فراشه ، حتّى يبعث الله من لا يؤبه لولادته ، قلت : ومن لا يؤبه لولادته؟ فقال : انظر من لا يدري الناس أنّه ولد أم لا ، فذاك صاحبكم.
ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٥٣٩ ، ٥٧٤ ، ٦١٠ ، ٦٤٥ ، ٦٨٦ ، ٦٨٨.
الفصل الرابع والثلاثون
في أنّه ليس في عنقه بيعة لأحد
وفيه ١٢ حديثا
٦٦٠ ـ (١) ـ غيبة النعماني : علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن حسّان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لأحد.
٦٦١ ـ (٢) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : يقوم القائم وليس لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا بيعة.
٦٦٢ ـ (٣) ـ إثبات الوصيّة : الحميري ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن عثمان بن نشيط ، عن أمير المؤمنين
__________________
(١) ـ غيبة النعماني : ص ١٩١ ب ١٠ ح ٤٥.
(٢) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٤٢ كتاب الحجّة ب في الغيبة ح ٢٧ ، غيبة النعماني : ص ١٧١ ب ١٠ ح ٤.
(٣) ـ إثبات الوصيّة : ص ٢٢٣.
عليهالسلام قال : صاحب هذا الأمر ليس لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا ذمّة.
٦٦٣ ـ (٤) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على [هذا] الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج.
٦٦٤ ـ (٥) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن ـ رضياللهعنهما ـ قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد.
٦٦٥ ـ (٦) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، والحسن بن ظريف جميعا ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يقوم القائم عليهالسلام وليس لأحد في عنقه بيعة.
ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٥٣٩ ، ٦٠١ ، ٦١٠ ، ٦٣٤ ، ٦٥٤ ، ٦٥٦.
__________________
(٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٧٩ ب ٤٤ ح ١.
(٥) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٧٩ و ٤٨٠ ب ٤٤ ح ٢ ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٤٣٥ ب ٣٢ ح ٢٠٨.
(٦) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٨٠ ب ٤٤ ح ٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٤٣٦ ب ٣٢ ح ٢٠٩.
الفصل الخامس والثلاثون
في أنّه يقتل أعداء الله ، ويطهّر الأرض من الشرك
ومن كلّ جور وظلم ، ويزيل ملك الجبابرة ، ويقاتل على التأويل
كما قاتل رسول الله صلىاللهعليهوآله على التنزيل
وفيه ١٨ حديثا
٦٦٦ ـ (١) ـ كمال الدين : جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام (في حديث) قال : القائم لم يظهر أبدا حتّى يخرج ودائع الله عزوجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم.
٦٦٧ ـ (٢) ـ كمال الدين : المظفّر بن جعفر بن المظفّر ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ـ أو قال له رجل ـ :
__________________
(١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٤١.
(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٤١ و ٦٤٢ ؛ نور الثقلين : ج ٥ ص ٧٠ ؛ تفسير القمّي : ج ٢ ص ٣١٦ ؛ المحجّة : الآية الثامنة والثلاثون ص ٢٠٦ ، علل الشرائع : ج ١ ص ١٤٧ ح ٣.
أصلحك الله ، ألم يكن عليّ عليهالسلام قويّا في دين الله عزوجل؟ قال : بلى ، قال : فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم ، وما يمنعه من ذلك؟ قال : آية في كتاب الله عزوجل منعته ، قال : قلت : وأيّة آية هي؟ قال : قوله عزوجل : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ، إنّه كان لله عزوجل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن عليّ عليهالسلام ليقتل الآباء حتّى يخرج الودائع ، فلمّا خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتّى تظهر ودائع الله عزوجل ، فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله.
ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٨٣ ، ٤٢٣ ، ٤٣٢ ، ٤٤٦ ، ٤٥٠ ، ٤٦٣ ، ٥٢٩ ، ٥٣٥ ، ٥٣٧ ، ٥٥١ ، ٥٥٣ ، ٥٥٤ ، ٥٧٤ ، ٦٤٥ ، ٦٥٣ ، ١١٩٥.
الفصل السادس والثلاثون
في أنّه يعلن أمر الله ، ويظهر دين الحقّ ، ويميت البدع والباطل
، ويؤيّد بنصر الله ، وينصر بملائكة الله ،
ويبسط الإسلام على الأرض ، ويصير سلطانا عليها ،
ويحيي الله به الأرض بعد موتها
وفيه ٥١ حديثا
٦٦٨ ـ (١) ـ كتاب فضل بن شاذان : حدّثنا فضالة بن أيّوب ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال : حدّثنا عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن السلطان العادل ، قال : هو من افترض الله طاعته بعد الأنبياء والمرسلين ، على الجنّ والإنس أجمعين ، وهو سلطان بعد سلطان إلى أن ينتهي إلى السلطان الثاني عشر ، فقال رجل من أصحابه : صف لنا من هم يا ابن رسول الله؟ قال : هم الّذين قال الله تعالى فيهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، والّذين خاتمهم الّذي ينزل في زمن دولته عيسى عليهالسلام ، ويصلّي خلفه ، وهو الّذي يقتل الدجّال ، ويفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ويمتدّ سلطانه الى يوم القيامة.
__________________
(١) ـ كفاية المهتدي (الأربعين) : ذيل ح ٣٩ ، كشف الحقّ (الأربعين) : ح ٣٤.
٦٦٩ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، قال : حدّثنا القاسم بن العلاء ، قال : حدّثني إسماعيل بن علي القزويني ، قال : حدّثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام يقول : القائم منّا ، منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا قد عمّر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهالسلام فيصلّي خلفه ، قال : قلت [فقلت ـ خ] : يا ابن رسول الله ، متى يخرج قائمكم؟ قال : إذا تشبّه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردّت شهادات العدول ، واستخفّ الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا ، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخروج السفياني من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الركن والمقام ، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكيّة ، وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
__________________
(٢) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٣١ ب ٣٢ ح ١٦ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٩١ ـ ١٩٢ ب ٢٥ ح ٢٤.
أقول : تقدّم نحوه في الفصل الأوّل تحت الرقم ٣٢٧ عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، وفيه : «اسمه محمّد بن محمّد ، ولقبه النفس الزكيّة».