منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

الفصل الثاني والأربعون

في سيرته عليه‌السلام

وفيه ٤٧ حديثا

٦٩٩ ـ (١) ـ الفتن : حدّثنا أبو معاوية ، عن داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : يخرج في آخر الزمان خليفة ، يعطي المال بغير عدد.

٧٠٠ ـ (٢) ـ الفتن : حدّثنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّه سيخرج الكنوز ، ويقسّم المال ، ويلقي الإسلام بجرانه.

٧٠١ ـ (٣) ـ الفتن : حدّثنا الوليد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : يحثي المال حثيا ، ولا يعدّه عدّا ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما.

__________________

(١) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩١.

(٢) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩٢ ؛ الملاحم والفتن : ص ٦٩ ب ١٤٦ ، وجاء فيه : «معمر بن قتادة» وهو وهم.

(٣) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩٢ ؛ الملاحم والفتن : ص ٦٩ ب ١٤٧ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٣ ب ٥٤ ح ٩٩ وقال : هذا حديث ثابت صحيح ؛ أخرجه الحافظ مسلم في صحيحه وقد جاء فيه : «من خلفائكم خليفة» ولم يذكر ذيل الحديث ؛ صحيح مسلم : ج ١٨ كتاب الفتن ص ٣٩ وجاء فيه : «من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا» ولم يذكر ذيل الحديث.

٣٢١

٧٠٢ ـ (٤) ـ غيبة النعماني : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح ، قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الحميري ، قال : حدّثني الحسن بن أيّوب ، عن عبد الكريم بن عمرو ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن أبان ، قال : حدّثنا عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء ، يعني : أبا عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر الجاهليّة ، ويستأنف الإسلام جديدا (١).

٧٠٣ ـ (٥) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبد الله بن عطاء ، قال : سألت أبا جعفر الباقر عليه‌السلام فقلت : إذا قام القائم عليه‌السلام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال : يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويستأنف الإسلام جديدا.

٧٠٤ ـ (٦) ـ قرب الإسناد : هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر

__________________

(٤) ـ غيبة النعماني : باب ما روي في صفته وسيرته ص ٢٣٠ ح ١٣ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٢٧ و ٦٢٨ ب ٣٧ في سيرته عليه‌السلام.

(١) المراد بهدمه ما قبله في هذه الرواية وغيرها : هدمه ما ظهر في الناس من السنن السيّئة ، والعادات الذميمة ، والقواعد الباطلة ، والقوانين الناقصة الظالمة الّتي تظهر في آخر الزمان. وقوله : «ويستأنف الإسلام جديدا» أي يدعو إلى الإقرار والعمل بما درس من شرائع الإسلام.

(٥) ـ غيبة النعماني : باب ما روي في صفته ص ٢٣٢ ح ١٧ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٢٩ ب ٣٧ في سيرته عليه‌السلام.

(٦) ـ قرب الإسناد : ص ٣٩.

٣٢٢

بالنزول على أهل الذمّة ثلاثة أيّام ، وقال : إذا قام قائمنا اضمحلّت القطائع فلا قطائع.

٧٠٥ ـ (٧) ـ الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن فضل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء في حديث عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام ـ قال : يا أبا عبيدة ، إذا قام قائم آل محمّد عليهم‌السلام حكم بحكم داود وسليمان ، لا يسأل بيّنة (١).

__________________

(٧) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٩٧ باب في الأئمّة عليهم‌السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود ح ١ ؛ البحار : ج ٢٣ ص ٨٥ و ٨٦ ب ٤ ح ٢٨ وجاء في آخره : «لا يسأل الناس بيّنة» ؛ بصائر الدرجات : ص ٢٥٩ ب ١٥ ح ٣ وجاء في آخره : «لا يسأل الناس بيّنة» ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٤٥ ح ٤٠٤ ب ٣٢ ؛ الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٨٦١ ذيل ح ٧٧ وجاء في آخره «لا يسأل الناس بيّنة».

(١) ممّا يناسب المقام دفع شبهة أوردها علينا بعض المخالفين ، وهي أنّ الإجماع قائم على أنّه لا نبيّ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنتم زعمتم أنّ القائم إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقّه في الدين ، ويأمر بهدم المساجد والمشاهد ، ويحكم بحكم داود ولا يسأل عن بيّنة ، وأشباه ذلك ، وهذا يكون نسخا.

وقد ذكر جماعة من العلماء الجواب عن هذه الشبهة في كتبهم ، ونحن نقتصر في جوابها بما ذكره الشيخ الجليل الطبرسي في «إعلام الورى» قال : إنّا لا نعرف ما تضمّنه السؤال من أنّه لا يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وأنّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقّه في الدين ، فإن كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به ، وأمّا هدم المساجد والمشاهد فممّا سمعناه ، ويجوز أن يختصّ بهدم ما بني [من] ذلك على غير تقوى الله ، وعلى خلاف ما أمر الله به ، وهذا مشروع قد فعله النبيّ ، وأمّا ما روي أنّه يحكم بحكم داود لا يسأل عن بيّنة فهذا أيضا غير مقطوع به ، وإن صحّ فتأويله أنّه يحكم بعلمه ، وإذا علم الإمام أو الحاكم أمرا من الامور فعليه أن يحكم بعلمه ولا يسأل البيّنة ، وليس في هذا نسخ للشريعة ، على أنّ هذا الّذي ذكروه من ترك قبول الجزية واستماع البيّنة لو صحّ لم يكن ذلك نسخا للشريعة ، لأنّ النسخ هو ما تأخّر دليله عن حكم المنسوخ

٣٢٣

٧٠٦ ـ (٨) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبان ، قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي ، يحكم بحكومة آل داود ، ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها.

٧٠٧ ـ (٩) ـ الكافي : إسحاق ، قال : حدّثني الحسن بن ظريف ، قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمّد عليه‌السلام ، فكتبت أسأله عن القائم عليه‌السلام بما يقضي ، وأين مجلسه الّذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمّى الربع ، فأغفلت خبر الحمّى ، فجاء الجواب : سألت عن القائم ، فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه‌السلام لا يسأل البيّنة ، وكنت

__________________

ولم يكن مصاحبا له ، فأمّا إذا اصطحب الدليلان فلا يكون أحدهما ناسخا لصاحبه وإن كان يخالفه في الحكم ، ولهذا اتّفقنا على أن الله لو قال : الزموا السبت إلى وقت كذا وكذا ثمّ لا تلتزموه ، إنّ ذلك لا يكون نسخا ؛ لأنّ الدليل الرافع مصاحب للدليل الموجب ، وإذا صحّت هذه الجملة وكان النبيّ قد أعلمنا بأنّ القائم من ولده يجب اتّباعه وموافقته ، فنحن إذا صرنا إلى ما يحكم به فينا ، وإن خالف بعض الأحكام المتقدّمة غير عاملين بالنسخ ؛ لأنّ النسخ لا يدخل فيما يصطحب الدليل ، وهذا واضح ، انتهى.

(٨) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٩٧ و ٣٩٨ باب في الأئمّة أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود ح ٢.

(٩) ـ الكافي : ج ١ ص ٥٠٩ باب مولد أبي محمّد عليه‌السلام ح ١٣ ؛ الإرشاد : باب ذكر طرف من أخبار أبي محمّد عليه‌السلام ص ٣٤٣ وفيه : «قال : حدّثني الحسين بن ظريف» ، وليس في متنه قوله : «فإنّه يبرأ ... إلى : إن شاء الله» ، وفي آخره : «فأفاق وبرئ» ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٠٣ ب ٣١ ح ١٥ ؛ البحار : ج ٩٥ ص ٦٦ و ٦٧ ب ٥٥ ح ٤٦ وج ٥٠ ص ٢٦٤ ب ٣ ح ٢٤ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ٤٣١ مختصرا ؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٣١ و ٤٣٢ ح ١٠ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤١٣ ؛ إعلام الورى : ص ٣٥٧ ؛ الدعوات لقطب الدين الراوندي : ص ٢٠٩ الرقم ٥٦٧.

٣٢٤

أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم ، فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) ، فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد عليه‌السلام فأفاق.

٧٠٨ ـ (١٠) ـ التهذيب : محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، ومحمّد بن عبد الله بن هلال ، عن العلاء بن رزين القلا ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن القائم ـ عجّل الله فرجه ـ إذا قام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال : بسيرة ما سار به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يظهر الإسلام ، قلت : وما كانت سيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : أبطل ما كان في الجاهليّة واستقبل الناس بالعدل ، وكذلك القائم عليه‌السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل.

٧٠٩ ـ (١١) ـ التهذيب : محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حمزة بن زيد ، عن عليّ بن سويد ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : إذا قام قائمنا قال : يا معشر الفرسان! سيروا في وسط الطريق ، يا معشر الرجال! سيروا على جنبي الطريق ، فأيّما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلا عيب ألزمناه الدية ، وأيّما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له.

__________________

(١٠) ـ التهذيب : ج ٦ ص ١٥٤ باب سيرة الإمام ح ١ (٢٧٠) ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٧٧ ف ٢ ب ٣٢ ح ٧٦.

(١١) ـ التهذيب : ج ١٠ ص ٣١٤ ب ٢٨ ح ١٠ (١١٦٩) ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٧٩ ف ٢ ب ٣٢ ح ٨١ مختصرا.

٣٢٥

٧١٠ ـ (١٢) ـ التهذيب : عنه (يعني عن محمّد بن الحسن الصفّار) عن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لن تبقى الأرض إلّا وفيها منّا عالم يعرف الحقّ من الباطل ، قال : إنّما جعلت التقيّة ليحقن بها الدم ، فإذا بلغت التقيّة الدم فلا تقيّة ، وايم الله لو دعيتم لتنصرونا ، لقلتم : لا نفعل ، إنّما نتّقي ، ولكانت التقيّة أحبّ إليكم من آبائكم وامّهاتكم ، ولو قد قام القائم عليه‌السلام ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ، ولأقام في كثير منكم من أهل النفاق حدّ الله.

٧١١ ـ (١٣) ـ التهذيب : عنه (أي : الحسين بن سعيد) عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ لي أرض خراج وقد ضقت بها ، أفأدعها؟ قال : فسكت عنّي هنيئة ، ثمّ قال : إنّ قائمنا لو قد قام كان يصيبك من الأرض أكثر منها ، وقال : ولو قد قام قائمنا عليه‌السلام كان للإنسان أفضل من قطائعهم.

٧١٢ ـ (١٤) ـ الخصال : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ـ رضي‌الله‌عنهم ـ قالوا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ،

__________________

(١٢) ـ التهذيب : ج ٦ ص ١٧٢ ب ٧٩ ح ١٣ (٣٣٥).

(١٣) ـ التهذيب : ج ٧ ص ١٤٩ باب أحكام الأرضين ح ٦ (٦٦٠) ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٧٨ ب ٣٢ ف ٢ ح ٧٨.

(١٤) ـ الخصال : ج ٢ ص ٦٤٩ ح ٤٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٤٥٥ ح ٢٦١ ب ٣٢ ف ٨ ، وج ٧ ص ٩١ و ٩٢ ح ٥٣٩ مع اختلاف متنا وسندا ، وكذلك جاء في غيبة النعماني : ص ٣١٤ و ٣١٥ ح ٧.

٣٢٦

عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبان بن تغلب ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : سيأتي مسجدكم هذا ـ يعني مكّة ـ ثلاثمائة وثلاثة عشر ، يعلم أهل مكّة أنّهم لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم ، عليهم السيوف ، مكتوب على كلّ سيف كلمة تفتح ألف كلمة ، تبعث الريح ، فتنادي بكلّ واد : هذا المهديّ يقضي بقضاء آل داود ، لا يسأل عليه بيّنة.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ٣٦٨ ، ٣٨٣ ، ٤٠٣ ، ٤٠٥ ، ٤١٩ ، ٤٢٥ ، ٤٢٦ ، ٤٣٢ ، ٤٦٦ ، ٤٨١ ، ٤٨٤ ، ٥٣٥ ، ٥٨٣ ، ٦٨٢ ، ٦٨٩ ، ٦٩٢ إلى ٦٩٥ ، ٧١٣ إلى ٧١٨ ، ٧١٩ ، ٧٢٦ ، ٧٣٢ ، ١١١٥ ، ١١٩٩.

٣٢٧

الفصل الثالث والأربعون

في زهده عليه‌السلام

وفيه ٦ أحاديث

٧١٣ ـ (١) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مهران ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلّا السيف ، ما يأخذ منها إلّا السيف ، وما يستعجلون بخروج القائم؟ والله ما لباسه إلّا الغليظ ، وما طعامه إلّا الشعير الجشب ، وما هو إلّا السيف ، والموت تحت ظلّ السيف.

٧١٤ ـ (٢) ـ غيبة النعماني : أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار بقم ، قال : حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الكوفي ، عن معمّر بن خلاد ، قال : ذكر القائم عند

__________________

(١) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣٤ باب ١٣ ح ٢١ ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٧٩ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٥٠٤ مختصرا ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٢٩ و ٦٣٠ ب ٣٧.

(٢) ـ غيبة النعماني : ص ٢٨٥ ب ١٥ ح ٥ ، إثبات الهداة : ج ٧ ص ٨٥ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٥٢٧.

٣٢٨

أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، فقال : أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ ، قالوا : وكيف؟ قال : لو قد خرج قائمنا عليه‌السلام لم يكن إلّا العلق والعرق والنوم على السروج ، وما لباس القائم عليه‌السلام إلّا الغليظ ، وما طعامه إلّا الجشب.

٧١٥ ـ (٣) ـ غيبة النعماني : أخبرنا علي بن الحسين ، بإسناده عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : ما تستعجلون بخروج القائم؟ فو الله ما لباسه إلّا الغليظ ، ولا طعامه إلّا الجشب ، وما هو إلّا السيف ، والموت تحت ظلّ السيف.

٧١٦ ـ (٤) ـ الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام يوما : جعلت فداك ، ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم ، فقلت : لو كان هذا إليكم لعشنا معكم ، فقال : هيهات يا معلّى! أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلّا سياسة الليل ، وسياحة النهار ، ولبس الخشن ، وأكل الجشب ، فزوي ذلك عنّا ، فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها الله تعالى نعمة إلّا هذه.

٧١٧ ـ (٥) ـ غيبة النعماني : حدّثنا عبد الواحد بن عبد الله بن

__________________

(٣) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣٣ ب ١٣ ح ٢٠ ؛ غيبة الشيخ : ص ٢٧٧ بسند آخر وهو : «عنه ـ يعني الفضل ـ عن عبد الرحمن [بن] أبي هاشم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام» ، ومتنه كما في الغيبة إلّا أنّ فيه زيادة لفظ «الشعير» قبل «الجشب» ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٧٩ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٥٠٣ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٢٩ ب ٣٧.

(٤) ـ الكافي : ج ١ باب سيرة الإمام في نفسه ... إذا ولي الأمر ص ٤١٠ ح ٢.

(٥) ـ غيبة النعماني : ص ٢٨٦ و ٢٨٧ ب ١ ح ٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٥٩ ب ٢٧ ح ١٢٧ مع اختلاف في السند.

٣٢٩

يونس ، قال : حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري ، عن المفضّل بن عمر ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام بالطواف ، فنظر إليّ وقال لي : يا مفضّل مالي أراك مهموما متغيّر اللون؟ قال : فقلت له : جعلت فداك ، نظري إلى بني العبّاس وما في أيديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت ، فلو كان ذلك لكم لكنّا فيه معكم ، فقال : يا مفضّل! أما لو كان ذلك لم يكن إلّا سياسة الليل ، وسياحة النهار ، وأكل الجشب ، ولبس الخشن ، شبه أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وإلّا فالنار ، فزوي ذلك عنّا ، فصرنا نأكل ونشرب ، وهل رأيت ظلامة جعلها الله نعمة مثل هذا؟

٧١٨ ـ (٦) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أبو سليمان ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام في بيته ، والبيت غاصّ بأهله ، فأقبل الناس يسألونه ، فلا يسأل عن شيء إلّا أجاب فيه ، فبكيت من ناحية البيت ، فقال : ما يبكيك يا عمرو؟ قلت : جعلت فداك ، وكيف لا أبكي؟ وهل في هذه الامّة مثلك ، والباب مغلق عليك ، والستر مرخى عليك؟ فقال : لا تبك يا عمرو ، نأكل أكثر الطيب ، ونلبس اللين ، ولو كان الّذي تقول لم يكن إلّا أكل الجشب ، ولبس الخشن ، مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإلّا فمعالجة الأغلال في النار.

__________________

(٦) ـ غيبة النعماني : ص ٢٨٧ و ٢٨٨ ب ١٥ ح ٨ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٦٠ ب ٢٧ ح ١٢٨.

٣٣٠

الفصل الرابع والأربعون

في كمال عدالته ، وبسط العدل والأمنيّة في دولته

وفيه ١٧ حديثا

٧١٩ ـ (١) ـ الإرشاد : وروى علي بن عقبة ، عن أبيه ، قال : إذا قام القائم عليه‌السلام حكم بالعدل ، وارتفع في أيّامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، وردّ كلّ حقّ إلى أهله ، ولم يبق أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت الله سبحانه يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) «(١)» ، وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركاتها ، ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبرّه ، لشمول الغنى جميع المؤمنين ، ثمّ قال : إنّ دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

__________________

(١) ـ الإرشاد : ص ٣٦٤ و ٣٦٥ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٦٥ و ٤٦٦ وفيه : «وروى علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه‌السلام» ، إعلام الورى : ص ٤٣٢ ، البحار : ج ٥٢ ، ص ٣٣٨ ، ح ٨٣.

(١) آل عمران : ٨٣.

٣٣١

٧٢٠ ـ (٢) ـ المحجّة : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يقاتلون والله حتّى يوحّد الله ولا يشرك به شيئا ، وحتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد ، ويخرج الله من الأرض بذرها ، وينزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي عليه‌السلام ، الحديث.

٧٢١ ـ (٣) ـ الفتن : حدّثنا معتمر بن سليمان [معمر بن سليمان] ، عن جعفر بن سيّار الشامي ، قال : يبلغ من ردّ المهدي عليه‌السلام المظالم حتّى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتّى يردّه.

ويدلّ عليه الأحاديث : ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٤٥٥ ، ٥٠٥ ، ٥٣٨ ، ٥٥٤ ، ٥٨٤ ، ٧٢٦ ، ١٢٠٤ ، ١٢١٠ ، ١٢١٣ ، ١٢١٤ ، ١٢١٧ ، ١٢٤٦ ، وأحاديث كثيرة اخرى.

__________________

(٢) ـ المحجّة : ص ٧٩ ـ ٨٤ الآية ٢٢ ؛ ورواه في الينابيع : ص ٤٢٣ ب ٧١ عن زرارة عنه عليه‌السلام مع اختلاف لفظي يسير ، تفسير العيّاشي : والحديث طويل ، فيه بعض كيفيّات خروجه وتفاصيل اخرى راجعه إن شئت ج ٢ ص ٥٦ ـ ٦١.

(٣) ـ الفتن ص ١٩١ ح ٥ ؛ الملاحم والفتن ص ٦٨ ب ١٣٩ عن نعيم ؛ عقد الدرر : ص ٣٦ ب ٣ إلّا أنّه قال : «جعفر بن يسار الشامي».

٣٣٢

الفصل الخامس والأربعون

في علمه عليه‌السلام

وفيه ٦ أحاديث

٧٢٢ ـ (١) ـ عقد الدرر : عن الحارث بن المغيرة النضري [النصري] ، قال : قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه‌السلام : بأيّ شيء يعرف الإمام المهدي؟ قال : بالسكينة والوقار ، قلت : وبأيّ شيء قال : بمعرفة الحلال والحرام ، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد.

__________________

(١) ـ عقد الدرر : ص ٤١ ب ٣.

أقول : أبو عبد الله المروي عنه الحديث هو الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام ، لا مولانا الإمام أبو عبد الله الحسين السبط سيّد شباب أهل الجنّة عليه‌السلام ، وقد وقع السهو والاشتباه في ذلك في عدّة مواضع من كتاب عقد الدرر ، ولا أدري أنّ السهو من مؤلفه ، أو من كتاب أخرج الحديث منه ، أو من النسّاخ.

والحارث بن المغيرة نصري النسبة ، من بني نصر كما حكي في معجم رجال الحديث عن الكشّي ، روى عن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر ، وابنه الإمام جعفر بن محمّد ، وابنه الإمام موسى بن جعفر ، وزيد الشهيد عليهم‌السلام. وفي لسان الميزان ج ٢ ص ١٦٠ : «الحارث بن المغيرة النضري ـ بالنون ـ ، البصري ـ بالموحّدة ـ ، روى عن الباقر وأخيه زيد بن علي وجعفر بن محمّد رضي‌الله‌عنهم ، ذكره الطوسي وابن النجاشي في رجال الشيعة ووثّقاه ، وقال علي بن الحكم : كان من أورع الناس ، روى عنه : ثعلبة بن ميمون ، وهشام بن سالم ، وجعفر بن بشير ، وآخرون».

٣٣٣

٧٢٣ ـ (٢) ـ كمال الدين : علي بن أحمد بن موسى ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مالك ، عن محمّد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : إنّ العلم بكتاب الله عزوجل وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته ، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوّة ومعدن العلم وموضع الرسالة.

٧٢٤ ـ (٣) ـ غيبة النعماني : حدّثنا علي بن أحمد ، قال : حدّثني عبيد الله بن موسى العلوي ، عن أبي محمّد موسى بن هارون بن عيسى المعبدي ، قال : حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدّثنا سليمان بن بلال ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، نبّئنا بمهديّكم هذا؟ فقال : إذا درج الدارجون ، وقلّ المؤمنون ، وذهب المجلبون ، فهناك هناك ، فقال : يا أمير المؤمنين ممّن الرجل؟ فقال : من بني هاشم ، من ذروة طود العرب ، وبحر مغيضها إذا وردت ، ومخفر أهلها إذا اتيت ، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت ، لا يجبن إذا المنايا هكعت ، ولا يخور إذا المنون اكتنعت ، ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت ، مشمّر ، مغلولب ، ظفر ،

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٥٣ ب ٥٧ ح ١٨ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٥٧ ب ١٥ وجاء فيه : «حتّى يلقاه» بدل «حتّى يراه» ، وص ٦٣٩ ب ٤٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣١٧ و ٣١٨ ب ٢٧ ح ١٦.

(٣) ـ غيبة النعماني : ص ٢١٢ ـ ٢١٤ ب ١٣ ح ١.

٣٣٤

ضرغامة ، حصد ، مخدش ، ذكر ، سيف من سيوف الله ، رأس ، قثم ، نشوء رأسه في باذخ السؤدد ، وعارز مجده في أكرم المحتد ، فلا يصرفنّك عن بيعته صارف عارض ، ينوص إلى الفتنة كلّ مناص ، إن قال فشرّ قائل ، وإن سكت فذو دعائر.

ثمّ رجع إلى صفة المهدي عليه‌السلام فقال : أوسعكم كهفا ، وأكثركم علما ، وأوصلكم رحما ، اللهمّ فاجعل بعثه خروجا من الغمّة ، واجمع به شمل الامّة ، فإن خار الله لك فاعزم ، ولا تنثن عنه إن وفّقت له ، ولا تجوزنّ عنه إن هديت إليه ، هاه ـ وأومأ بيده الى صدره ـ شوقا إلى رؤيته.

٧٢٥ ـ (٤) ـ سنن الداني : قال ابن شوذب : إنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام ، يستخرج منه أسفار التوراة ، يحاجّ بها اليهود ، فيسلم على يديه جماعة من اليهود.

ويدلّ عليه الحديثان : ٧٢٦ و ١١٨٢.

__________________

(٤) ـ عقد الدرر : ص ٤٠ و ٤١ ب ٣ ، البرهان : ص ١٥٧ ب ٨ ح ٧ ؛ وفي إسعاف الراغبين ص ١٣٩ ب ٢ : وجاء في روايات : «... ، وأنّ المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية ، وأسفار التوراة من جبل بالشام يحاجّ بها اليهود ، فيسلم كثير منهم».

أقول : جاء ترجمة «ابن شوذب» ، وهو عبد الله بن شوذب الخراساني في «تهذيب التهذيب» ، وإنّما ذكرنا قوله في الأحاديث بناء على أنّهم كانوا لا يقولون في مثل هذه الأمور الّتي لا يعلمها إلّا من اوتي علمها من الله تعالى ، إلّا بما وصل إليهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع ذلك حيث ورد نحو هذا عن كعب الأحبار المعلوم حاله ، يحتمل أن يكون هو الأصل فيما قاله ابن شوذب وغيره من غير اعتماد على حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلا اعتماد بقوله.

٣٣٥

الفصل السادس والأربعون

في جوده عليه‌السلام ، وأنّه يقسّم المال ولا يعدّه

وفيه ٢٩ حديثا

٧٢٦ ـ (١) ـ علل الشرائع : حدّثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : أقبل رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام وأنا حاضر ، فقال : رحمك الله ، اقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في موضعها ، فإنّها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين ، وفي إخوانك من المسلمين ، إنّما يكون هذا إذا قام قائمنا ، فإنّه يقسّم بالسويّة ، ويعدل في خلق الرحمن ، البرّ منهم والفاجر ، فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، فإنّما سمّي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفيّ ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية ، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع

__________________

(١) ـ علل الشرائع : ج ١ ب ١٢٩ ص ١٦١ ح ٣ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢٩ ح ٢ ؛ غيبة النعماني : ص ٢٣٧ ب ١٣ ح ٢٦ بسنده عن جابر نحوه ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٥٠ و ٣٥١ ب ٢٧ ح ١٠٣ مع اختلاف ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٥٦ ب ١٤.

٣٣٦

إليه أموال الدنيا كلّها ، ما في بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس ، تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماء ، وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئا لم يعط أحد كان قبله ، قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو رجل منّي ، اسمه كاسمي ، يحفظني الله فيه ، ويعمل بسنّتي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ونورا بعد ما تمتلئ ظلما وجورا وسوءا.

٧٢٧ ـ (٢) ـ المصنّف : أخبرنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : يكون على الناس إمام ، لا يعدّ لهم الدراهم ولكن يحثو.

٧٢٨ ـ (٣) ـ صحيح مسلم : حدّثنا زهير بن حرب ، وعليّ بن حجر ـ واللفظ لزهير ـ قالا : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، قال : كنّا عند جابر بن عبد الله ، فقال : يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك؟ قال : من قبل العجم يمنعون ذاك. ثمّ قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي ، قلنا : من أين ذاك؟ قال : من قبل الروم ، ثمّ سكت هنيئة ، ثمّ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يكون في آخر أمّتي خليفة يحثي المال حثيا ، لا يعدّه عددا.

قال : قلت لأبي نضرة وأبي العلاء : أتريان أنّه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا : لا.

وحدّثنا ابن المثنّى ، حدّثنا عبد الوهاب ، حدّثنا سعيد ـ يعني :

__________________

(٢) ـ المصنّف : ج ١١ ب المهدي ح ٢٠٧٧٤.

(٣) ـ صحيح مسلم : ج ٨ ص ١٨٥ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٣ ب ٥٤ ح ٩٨ مع اختصار ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٨٢ ، وجاء بدل «يجبى» : «يجيء» ، وبدل «مدي» : «مدّ» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ١٢١ ب ١٠.

٣٣٧

الجريري ـ بهذا الإسناد نحوه.

٧٢٩ ـ (٤) ـ صحيح مسلم : حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدّثنا بشر ـ يعني : ابن المفضّل ـ ح ؛ وحدّثنا علي بن حجر السعدي ، حدّثنا إسماعيل ـ يعني ابن علية ـ كلاهما عن سعيد بن يزيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا ، لا يعدّه عددا.

وفي رواية ابن حجر : يحثي المال.

٧٣٠ ـ (٥) ـ صحيح مسلم : حدّثني زهير بن حرب ، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدّثنا أبي ، حدّثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله ، قالا : قال رسول الله صلّى الله عليه

__________________

(٤) ـ صحيح مسلم : ج ٨ ص ١٨٥.

أقول : في حاشية صحيح مسلم (النسخة المطبوعة الّتي أخرجنا الحديث منها) ما لفظه : «وفي الآبي ذكر الترمذي وأبو داود هذا الخليفة ، وسمّياه بالمهدي ، انتهى». ولا ريب في أنّ هذا الخليفة هو المهدي عليه‌السلام ، سيّما بقرينة سائر الروايات الّتي جاء فيها : «في آخر أمّتي» ، و «في آخر الزمان» كما لا يخفى على أحد من الحذّاق في علم الحديث أنّ ما جاء في إمام يقوم في آخر الزمان ، أو خليفة ، أو من يملأ الأرض قسطا وعدلا ، أو من يفعل كذا وكذا كلّها يرجع إلى شخص واحد متّصف بجميع هذه الصفات ، وهو المهدي عليه‌السلام.

قال الشيخ علي ناصف في «غاية المأمول» ج ٥ ص ٣١١ : هذا هو المهدي ـ رضي‌الله‌عنه ـ بدليل الحديث الآتي (المذكور فيه المهدي عليه‌السلام تصريحا) وذلك لكثرة الغنائم والفتوحات ، مع سخاء نفسه ، وبذله الخير لكلّ الناس.

حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٣ ب ٥٤ ح ٩٩ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٨٣ ؛ البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ١٢٢ ب ١٠ ، ومصادر اخرى.

(٥) ـ صحيح مسلم : ج ٨ ص ١٨٥ ، حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٣ ب ٥٤ ح ١٠٠ ؛ البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ١٢٢ و ١٢٣ ؛ مسند أحمد بن حنبل : ج ٣ ص ٣٣٣ وص ٣٨ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٨٣.

٣٣٨

[وآله] وسلّم : يكون في آخر الزمان خليفة يقسّم المال ولا يعدّه.

وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو معاوية ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، عن النّبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بمثله.

٧٣١ ـ (٦) ـ سنن الترمذي : حدّثنا محمّد بن بشّار ، حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا شعبة ، قال : سمعت زيدا العمّي قال : سمعت أبا الصدّيق الناجي يحدّث عن أبي سعيد الخدري ، قال : خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث ، فسألنا نبيّ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال : إنّ في أمّتي المهديّ ، يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ـ زيد الشاكّ ـ قال : قلنا : وما ذاك؟ قال : سنين ، قال : فيجيء إليه رجل فيقول : يا مهديّ! أعطني أعطني ، قال : فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد ، عن النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. وأبو الصدّيق الناجي اسمه : بكر بن عمرو ، ويقال : بكر بن قيس.

٧٣٢ ـ (٧) ـ الفتن : حدّثنا فضيل بن عيّاض وابن عيينة جميعا ، عن ليث ، عن طاوس ، قال : علامة المهديّ أن يكون شديدا على العمّال ، جوادا بالمال ، رحيما بالمساكين.

٧٣٣ ـ (٨) ـ الفتن : حدّثنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن قتادة ،

__________________

(٦) ـ سنن الترمذي : ج ٤ ص ٥٠٦ ؛ كتاب الفتن (٣٤) ب ٥٣ ح ٢٢٣٢ ؛ مصابيح السنّة : ج ٢ ص ١٩٤ ب أشراط الساعة ؛ كنز العمّال : ج ١٤ ص ٢٦٢ ح ٣٨٦٥٤ ؛ منتخب كنز العمّال : ج ٦ ص ٢٩ ، ينابيع المودّة : ص ٤٣١ و ٤٣٥ ؛ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٧٨.

(٧) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩١ ؛ عقد الدرر : ص ١٦٧ ب ٨.

(٨) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩٣.

٣٣٩

قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّه ـ يعني : المهديّ عليه‌السلام ـ سيخرج الكنوز ، ويقسّم المال ، ويلقي الإسلام بجرانه.

٧٣٤ ـ (٩) ـ الفتن : حدّثنا ابن عيينة ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : قال طاوس : وددت أنّي لا أموت حتّى أدرك زمان المهدي ، يزاد المحسن في إحسانه ، ويتاب على المسيء.

(وفيه أيضا قال :) حدّثنا حميد الرواسي ، عن محمّد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس قال : إذا كان المهديّ زيد المحسن في إحسانه ، وتيب على المسيء من إساءته ، وهو يبذل المال ، ويشدّ على العمّال ، ويرحم المساكين.

٧٣٥ ـ (١٠) ـ الفتن : حدّثنا يحيى ، عن سيف بن واصل ، عن أبي يونس ، عن أبي رؤبة ، قال : المهديّ كأنّما يلعق المساكين الزبد.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١٦٠ ، ٣٥٨ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨٣ إلى ٣٨٩ ، ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ٤٥٣ ، ٥٠٣ ، ٥٨٣ ، ٦٩٩ ، ٧٠٠ ، ٧٠١.

__________________

(٩) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩٣ ؛ عقد الدرر : ص ١٤٣ ب ٧.

(١٠) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩١ ؛ عقد الدرر : ص ٢٢٧ ب ٩ ف ٣.

٣٤٠