منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

قال : خرج إليّ من أبي محمّد عليه‌السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثمّ خرج إليّ قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده.

٥٦٧ ـ (٨) ـ الخرائج : ومنها ما روي عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عيسى بن مسيح ، قال : دخل الحسن العسكري عليه‌السلام علينا الحبس وكنت به عارفا ، فقال لي : لك خمس وستّون سنة وشهر ويومان ، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي ، وإني نظرت فيه فكان كما قال. قال : وقال : هل رزقت من ولد؟ قلت : لا ، قال : اللهمّ ارزقه ولدا يكون له عضدا ، فنعم العضد الولد ، ثمّ تمثّل :

من كان ذا عضد يدرك ظلامته

إنّ الذليل الّذي ليست له عضد

فقلت : ألك ولد؟ قال : إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا ، فأمّا الآن فلا ، ثمّ تمثّل :

لعلّك يوما إن تراني كأنّما

بنيّ حواليّ الاسود اللوابد

فإنّ تميما قبل أن يلد الحصى

أقام زمانا وهو في الناس واحد

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، ٥٦٨ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ١٢٣٠.

__________________

(٨) ـ الخرائج : ، ص ٧٢ ب ١٣ ح ١٧ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٠٣ ، وفيه وفي البحار : «ألك ولد؟ قال : إي والله سيكون لي ولد» ، البحار : ج ٥٠ ص ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ب ٣٧ ح ٤٨ وج ٥١ ص ١٦٢ ب ١٠ ح ١٥ ، الوسائل : ج ٢١ ص ٣٦٠ ـ ٣٦١ ، ب ٣ من أبواب أحكام الأولاد ح ٢٢٧٣٠٢) ، إثبات الهداة : ج ٢ ص ٤٢٢ ب ٣١ ح ٧٨. وفي الجميع غير كشف الغمّة : «عيسى بن صبيح» بدل «مسيح» ، وفي كشف الغمّة : «عيسى بن شج».

٢٠١

الفصل الثاني والعشرون

فيما يدلّ على أنّ اسم أبيه الحسن عليه‌السلام

وفيه ١٠٨ حديثا

٥٦٨ ـ (١) ـ مقتضب الأثر : قال : وممّا حدّثني به هذا الشيخ الثقة

__________________

(١) ـ مقتضب الأثر : ص ٣١ ، البحار : ج ٥١ ص ١١٠ ح ٤.

اعلم أنّه يظهر من هذا الباب وغيره من أبواب الكتاب أنّه لا اعتناء بما ورد في رواية أبي داود عن زائدة عن عاصم عن زرّ عن عبد الله عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلا منّي ، أو من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا» ؛ لدلالة هذه الأخبار الكثيرة المتواترة على أنّ اسم أبيه الحسن.

وذكر الكنجي في «البيان» أنّ الترمذي ذكر الحديث ولم يذكر قوله : «واسم أبيه اسم أبي» ، وأنّ الإمام أحمد مع ضبطه واتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدّة مواضع : «واسمه اسمي» ، ثمّ قال : وجمع الحافظ أبو نعيم طرق هذا الحديث من الجمّ الغفير في «مناقب المهدي» كلّهم عن عاصم بن أبي النجود عن زرّ عن عبد الله عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمنهم : سفيان بن عيينة وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : فطر بن خليفة وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : الأعمش وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : حفص بن عمر ، ومنهم : سفيان الثوري وطرقه بطرق شتّى ، ومنهم : شعبة وطرقه بطرق شتّى ، ومنهم : واسط بن الحارث ، ومنهم : يزيد بن معاوية أبو شيبة له فيه طريقان ، ومنهم : سليمان بن قرم وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم جعفر الأحمر

٢٠٢

أبو الحسين عبد الصمد بن علي ، وأخرجه إليّ من أصل كتابه وتاريخه في

__________________

وقيس بن الربيع وسليمان بن قرم وأسباط جمعهم في سند واحد ، ومنهم : سلام أبو المنذر ، ومنهم : أبو شهاب محمّد بن إبراهيم الكناني وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : عمرو بن عبيد التنافسي وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : أبو بكر بن عيّاش وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنه : أبو الحجّاف داود بن أبي العوف وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : عثمان بن شبرمة وطرقه عنه بطرق شتّى ، ومنهم : عبد الملك بن أبي عيينة ، ومنهم : محمّد بن عيّاش عن عمرو العامري وطرقه بطرق شتّى ، وذكر سندا وقال فيه : حدّثنا أبو غسّان ، حدّثنا قيس ولم ينسبه. ومنهم : عمرو بن قيس الملائي ، ومنهم : عمّار بن زريق ، ومنهم : عبد الله بن حكيم بن جبير الأسدي ، ومنهم : عمرو بن عبد الله بن بشير ، ومنهم : أبو الأحوص ، ومنهم سعد بن حسن بن اخت ثعلبة ، ومنهم : معاذ بن هشام ، قال : حدّثني أبي عن عاصم ، ومنهم : يوسف بن يونس ، ومنهم غالب بن عثمان ، ومنهم : حمزة الزيّات ، ومنهم شيبان ، ومنهم الحكم بن هشام ، ورواه غير عاصم عن زرّ وهو عمرو بن مرّة عن زرّ ، كلّ هؤلاء رووا : «اسمه اسمي» إلّا ما كان من عبيد الله بن موسى عن زائدة عن عاصم فإنّه قال فيه : «واسم أبيه اسم أبي» ، ولا يرتاب اللبيب أنّ هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الأئمّة على خلافها ، انتهى.

وقال في «كشف الغمّة» : أمّا أصحابنا الشيعة فلا يصحّحون هذا الحديث ؛ لما ثبت عندهم من اسمه واسم أبيه عليهما‌السلام ، وأمّا الجمهور فقد نقلوا أنّ زائدة (راوي الحديث) كان يزيد في الأحاديث ، فوجب المصير الى أنّه من زيادته ليكون جمعا بين الأقوال والروايات ، انتهى.

هذا مختصر الكلام في سند الحديث ، ومعلوم أنّ مع ذلك لا يبقى مجال للاعتماد على نقل زائدة ، ويسقط عن الاعتبار بل تطمئنّ النفس بأنّ زائدة أو غيره من رواة الحديث زاد هذه الجملة فيه ، ويحتمل قريبا أن تكون تلك الزيادة من صنعة أهل السياسة والرئاسة ، فإنّ للأحاديث كانت شأنا عظيما في نجاح السياسات وتأسيس الحكومات في الصدر الأوّل ، فكانوا يأمرون بوضع الأحاديث ، ويتوسّلون بها الى جلب قلوب العامّة لحفظ حكومتهم ، ويشهد لذلك أعمال معاوية وشدّته على من يروي في فضل علي عليه‌السلام حديثا ومنقبة ، واعطاؤه الجوائز والصلات على من وضع حديثا في ذمّ عليّ وأهل البيت ، أو مدح عثمان وغيره من بني اميّة ، فاستأجر أمثال أبي هريرة من أهل الدنيا وعبدة الدنانير والدراهم لجعل الأحاديث ، وهكذا اجري الأمر في ابتداء

٢٠٣

سنة خمس وثمانين ومائتين ، سماعه من عبيد بن كثير أبي سعد العامري ،

__________________

خلافة بني العبّاس ، وتأسيس حكومتهم وثورتهم على الأمويين ، واستمرّ الأمر ، فوضع الوضّاعون بأمرهم أو تقرّبا إليهم أحاديث لتأييد مذاهبهم وآرائهم وسياستهم ، وتصحيح أعمالهم الباطلة ، وتقوية مواقعهم بين العامّة ، وممّا أخذه العبّاسيّون وسيلة لبناء حكومتهم على عقيدة دينيّة هذه البشائر الواردة في المهدي عليه‌السلام.

فإذن لا بعد في أن يكون الداعي إلى زيادة هذه الجملة تقوية حكومة محمّد بن عبد الله المنصور العبّاسي الملقّب بالمهدي ، أو تأييد دعوة محمّد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكيّة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ وهذا الاحتمال عندي قريب جدا ، وقد ذكر بعض المؤرّخين (كصاحب الفخري في الآداب السلطانية والدول الاسلاميّة) أنّ عبد الله المحض أثبت في نفوس طوائف من الناس أنّ ابنه محمّدا هو المهديّ الّذي بشّر به ، وأنّه يروي هذه الزيادة : «اسم أبيه اسم أبي» ، وأنّ الصادق عليه‌السلام قال لأبيه عبد الله المحض : إنّ ابنه لا ينالها ، فكيف كان ، لا اعتبار بهذه الزيادة سيّما في قبال الأخبار المتواترة القطعيّة المذكورة في كتب الأصحاب. هذا ، وقد ذكروا وجوها للجمع بين هذه الزيادة والأخبار المذكورة.

الأوّل : ما في كتاب «البيان» للكنجي الشافعي وهو احتمال التصحيف ، وأنّ الصادر منه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «واسم أبيه اسم ابني» يعني الحسن عليه‌السلام ، فإنّ تعبيره صلى‌الله‌عليه‌وآله عنه بابني وعنه وعن أخيه الحسين بابناي في نهاية الكثرة ، فتوهّم فيه الراوي فصحّف ابني بأبي ، ويؤيّد هذا الاحتمال الحديث المروي في البحار ج ٥١ ص ٦٧.

الثاني : ما ذكره كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي ، قال في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول» : لا بدّ قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبنى عليهما الغرض : الأوّل : إنّه شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجدّ الأعلى وقد نطق القرآن بذلك ، فقال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) ، وقال تعالى حكاية عن يوسف : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) ، ونطق بذلك النبي في حديث الإسراء ، انه قال : «قلت : من هذا؟ قال : أبوك إبراهيم» ، فعلم أنّ لفظة الأب تطلق على الجدّ وإن علا ، فهذا أحد الأمرين.

الثاني : إنّ لفظة الاسم تطلق على الكنية وعلى الصفة ، وقد استعملها الفصحاء ودارت بها ألسنتهم ، ووردت في الأحاديث حتّى ذكرها الإمامان البخاري ومسلم ،

٢٠٤

قال : حدّثني نوح بن درّاج ، عن يحيى ، عن الأعمش ، عن زيد بن

__________________

كلّ منهما يرفعه إلى سهل بن سعد الساعدي أنّه قال : عن علي أنّ رسول الله سمّاه بأبي تراب ، ولم يكن له اسم أحبّ إليه منه. فاطلق لفظ الاسم على الكنية ، ومثل ذلك قال الشاعر :

اجلّ قدرك ان تسمى مؤنّثة

ومن كناك فقد سمّاك للعرب

ويروى «ومن يصفك» ، فأطلق التسمية على الكنية أو الصفة ، وهذا شائع ذائع في لسان العرب. فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين فاعلم ـ أيّدك الله بتوفيقه ـ أنّ النبيّ كان له سبطان : أبو محمّد الحسن ، وأبو عبد الله الحسين ، ولمّا كان الحجّة الخلف الصالح محمّد من ولد أبي عبد الله الحسين ، ولم يكن من ولد أبي محمّد الحسن ، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فاطلق النبيّ على الكنية لفظ الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حقّ أبيه ، أطلق على الجدّ لفظة الأب ، فكأنّه قال : يواطئ اسمه اسمي ، فهو محمّد وأنا محمّد ، وكنية جدّه اسم أبي ، إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله ، لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته ، وإعلام أنّه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز ، وحينئذ تنتظم الصفات ، وتوجد بأسرها مجتمعة للحجّة الخلف الصالح محمّد عليه‌السلام. فهذا بيان شاف وكاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه ، انتهى.

الثالث : ما نقل في البحار عن بعض معاصريه وهو أنّ كنية الحسن العسكري عليه‌السلام أبو محمّد ، وعبد الله أبو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أبو محمّد فتوافق الكنيتان ، والكنية داخلة تحت الاسم (وقد مرّ وجهه في الوجه الثاني).

الرابع : ما عن بعض الأفاضل قال : وأحسن الوجوه في جواب الخبر أن يقال : إنّ الخبر هكذا : «اسمه اسمي واسم أبي» لما مرّ في أخبار عديدة في كتاب «الغيبة» من أنّ للمهديّ ثلاثة أسماء ، منها : عبد الله وهو اسم أب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد مرّ في بعضها : «اسمه اسم أبي» بهذه العبارة ، فعلى هذا الخبر أيضا هكذا ورد : «واسمه اسمي واسم أبي» ، وإنّما زاد الراوي قوله : «اسم أبيه» حيث لم يفهم معنى الخبر ، ولم يحتمل أن يكون للمهدي ـ عجّل الله فرجه ـ اسمان ، فأراد تصحيح الخبر من عنده فزاد هذه الجملة ، وقد عرفت أنّ الخبر لا غبار عليه ؛ لأنّ له عليه‌السلام ثلاثة أسماء ، فقد بان عدم منافاة الخبر لأخبارنا بوجه ، وهذا أحسن الأجوبة ، ولم أر من تعرّض له على وضوحه ، انتهى.

الخامس : ما عن الفاضل المذكور أيضا قال : ويحتمل أن يكون الخبر هكذا : «اسمه اسمي واسم ابنه اسم أبي» ، لما يظهر من جملة من الأخبار أنّ من أولاده عليه‌السلام

٢٠٥

وهب ، عن ابن أبي جحيفة السوائي ـ من سواءة بن عامر ـ والحرث بن عبد الله الحارثي الهمداني والحرث بن شرب ، كلّ حدّثنا أنّهم كانوا عند علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فكان إذا أقبل ابنه الحسن عليه‌السلام يقول : مرحبا يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإذا أقبل الحسين يقول : بأبي أنت وامّي يا أبا ابن خيرة الإماء ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما بالك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين؟ ومن ابن خيرة الإماء؟ فقال : ذلك الفقيد الطريد الشريد : محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام ، هذا ووضع يده على رأس الحسين عليه‌السلام.

٥٦٩ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد الدقّاق ـ

__________________

عبد الله ، ويأتي في الباب الثالث عشر من هذا الكتاب أنّ من كناه عليه‌السلام أبا عبد الله ، فبدّل اسم ابنه باسم ابيه ، انتهى. وقد ذكرنا الرواية الّتي أشار إليها في (ب ٣ تحت الرقم ٣٩٧).

السادس : ذكر الفاضل المتتبّع المولى محمّد رضا الإمامي في «جنّات الخلود» أنّ للإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام اسمين : أحدهما : الحسن ، والثاني : عبد الله ، وذكر ذلك أيضا من علمائنا صاحب «كفاية الموحّدين» ، ومن العامّة ملك العلماء القاضي شهاب الدين الدولت آبادي صاحب التفسير المسمّى بالبحر الموّاج ومناقب السادات وهداية السعداء كما في النجم الثاقب ، والمولى معين الهروي صاحب تفسير «أسرار الفاتحة» نقل ذلك عنه في «العبقري الحسان» ، وعلى هذا يندفع الإشكال.

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٣٤ ب ٣٣ ح ٤ ، إعلام الورى : ص ٤٠٤ وفيه : «والخلف المنتظر م ح م د بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى عليهم‌السلام».

أقول : كأنّ فيه اشارة إلى أنّ «الخلف» من ألقاب المهدي عليه‌السلام ، قال ابن الأثير : «الخلف ـ بالتحريك والسكون ـ كلّ من يجيء بعد من مضى ، إلّا أنّه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشرّ ، يقال : خلف صدق وخلف سوء». ولعلّ اختصاصه عليه‌السلام بهذا اللقب لأنّه خلف جميع الأنبياء والأئمّة عليهم‌السلام ، ويجيء بعد الجميع.

٢٠٦

رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن المفضّل بن عمر ، قال : دخلت على سيّدي جعفر بن محمّد عليهما‌السلام فقلت : يا سيّدي ، لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي : يا مفضّل ، الإمام من بعدي ابني موسى ، والخلف المأمول المنتظر «م ح م د» بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى عليهم‌السلام.

٥٧٠ ـ (٣) ـ المناقب : وممّا كتب عليه‌السلام (يعني : أبا محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام) إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي : اعتصمت بحبل الله ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، والعاقبة للمتّقين ، والجنّة للموحّدين ، والنار للملحدين ، ولا عدوان إلّا على الظالمين ، ولا إله إلّا الله أحسن الخالقين ، والصلاة على خير خلقه محمّد وعترته الطاهرين ، ومنها : عليك بالصبر وانتظار الفرج ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج ، ولا يزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الّذي بشّر به النبيّ ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي ، وامر جميع شيعتي بالصبر ، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتّقين ، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته ، وصلّى الله على محمّد وآله.

٥٧١ ـ (٤) ـ إثبات الوصيّة : أبو الحسن محمّد بن جعفر الأسدي ،

__________________

(٣) ـ المناقب : ج ٤ ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦ ، مستدرك الوسائل : ج ٣ الطبعة الاولى ص ٥٢٧ ، رياض العلماء : ج ٤ ص ٧ ، روضات الجنّات : ج ٣ الطبعة الاولى ص ٣٧٧ ، مجالس المؤمنين : المجلس الخامس ص ١٩٥ ، الكنى والألقاب : ص ٢١٧.

(٤) ـ إثبات الوصيّة : ص ٢٠٦ الطبعة القديمة ، كمال الدين : ج ٢ ص ٥٠١ ب ٤٥ ح ٢٧

٢٠٧

قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم ، قال : دخلت على خديجة بنت محمّد بن علي الرضا عليهما‌السلام ، اخت أبي الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام في سنة اثنين وستّين ومائتين بالمدينة ، فكلّمتها من وراء حجاب ، وسألتها عن دينها ، فسمّت لي من تأتمّ بهم ، ثمّ قالت : والخلف الزكيّ ابن الحسن بن علي أخي ، فقلت لها : جعلني الله فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت : خبرا عن ابن أخي (أبي محمّد) عليه‌السلام كتب به الى امّه ، فقلت لها : فأين الولد؟ فقالت : مستور ، قلت : فإلى من تفزع الشيعة؟ قالت : الى الجدّة أمّ أبي محمّد ، فقلت لها : اقتداء بمن وصيّته إلى امرأة ، فقالت لي : اقتداء بالحسين بن علي عليه‌السلام ؛ لأنّه أوصى إلى اخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج من علي بن الحسين في زمانه من علم ينسب الى زينب بنت علي عمّته سترا على عليّ بن الحسين وتقيّة وإبقاء عليه ، ثمّ قالت : إنّكم قوم أصحاب أخبار ورجال وثقات ، أما رويتم أنّ التاسع من ولد الحسين يقسم ميراثه وهو حيّ باق ... الحديث.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ إلى ٥٦٧ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ١١٦٦ ، ١٢٣٠.

__________________

نحوه ، وفي نسخة : «خديجة» ، وفي بعضها : «حليمة» ، وفي بعضها : «حكيمة» ، والأصحّ : «خديجة». الغيبة : ص ٢٣٠ ح ١٩٦ بسندين ، وفيه : «خديجة» لكن محقّق الطبعة الأخيرة صحّحها على البحار وغيره بزعمه فجعلها «حكيمة» وهو وهم منه ، فالاعتماد على نسخ الكتاب ، البحار : ج ٥١ ص ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ب ١٦ ح ١١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٦ ب ٣٢ ح ٣١٣ عن كتاب الغيبة وفيه أيضا : «خديجة».

٢٠٨

الفصل الثالث والعشرون

في أنّه ابن سيّدة الإماء وخيرتهنّ

وفيه ١١ حديثا

٥٧٢ ـ (١) ـ شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحديد) : قال : ومنها (يعني من خطبته التي ذكر بعضها الرضي قدس‌سره) : فانظروا أهل بيت

__________________

(١) ـ شرح نهج البلاغة : ج ٢ ص ١٧٩ ينابيع المودّة : ص ٤٩٨ ب ٩٦.

قال ابن أبي الحديد في شرحه : فإن قيل : فمن يكون من بني اميّة في ذلك الوقت موجودا حتّى يقول عليه‌السلام في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم حتّى يودّوا لو أنّ عليّا عليه‌السلام كان المتولّي لأمرهم عوضا عنه؟ قيل : أمّا الإماميّة فيقولون بالرجعة ، ويزعمون أنّه سيعاد قوم بأعيانهم من بني اميّة وغيرهم إذا ظهر إمامهم المنتظر ، وأنّه يقطع أيدي أقوام وأرجلهم ، ويسمل عيون بعضهم ، ويصلب قوما آخرين ، وينتقم من أعداء آل محمّد عليه‌السلام المتقدّمين والمتأخّرين. ثمّ ردّ ابن أبي الحديد هذا الإشكال على مذهب أصحابه ـ بعد التصريح بأنّه عليه‌السلام من ولد فاطمة ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وينتقم من الظالمين ، وينكل بهم أشدّ النكال ، وأنّه ابن أمّ ولد كما قد ورد في هذا الأثر وغيره ، وأنّ اسمه محمّد ـ بأنّه إنّما يظهر بعد أن يستولي على كثير من الاسلام ملك من أعقاب بني اميّة وهو السفياني الموعود به في الخبر الصحيح من ولد أبي سفيان بن حرب بن اميّة ، وأنّ الإمام الفاطمي يقتله ويقتل أشياعه من بني اميّة وغيرهم ، وحينئذ ينزل المسيح عليه‌السلام من السماء ، وتبدو أشراط الساعة ، وتظهر دابّة الأرض ... الخ.

غيبة النعماني : ص ٢٢٩ ب ١٣ ح ١١ نحوه ، البحار : ج ٥١ ص ١٢١ ذيل ح ٢٣.

٢٠٩

نبيّكم ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم ، فليفرّجنّ الله الفتنة برجل منّا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء ، لا يعطيهم إلّا السيف هرجا هرجا ، موضوعا على عاتقه ثمانية أشهر حتّى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه الله ببني اميّة حتّى يجعلهم حطاما ورفاتا (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ، سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً).

٥٧٣ ـ (٢) ـ ينابيع المودّة : روى المدائني في كتاب صفّين ، قال : خطب عليّ عليه‌السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، فذكر طرفا من الملاحم ، وقال : ذلك أمر الله ، وهو كائن وقتا مريحا ، فيا ابن خيرة الإماء ، متى تنتظر؟ أبشر بنصر قريب من ربّ رحيم ، فبأبي وامّي من عدّة قليلة ، أسماؤهم في الأرض مجهولة ، قد دنا حينئذ ظهورهم ، يا عجبا كلّ العجب بين جمادى ورجب ، من جمع أشتات ، وحصد نبات ، ومن أصوات بعد أصوات ، ثمّ قال : سبق القضاء سبق.

قال رجل من أهل البصرة الى رجل من أهل الكوفة في جنبه : أشهد أنّه كاذب ، قال الكوفي : والله ما نزل عليّ من المنبر حتّى فلج الرجل فمات من ليلته.

ولو أردنا استقصاء أخباره عن الغيوب الصادقة التي شاهدوا صدقها عيانا لبلغ كراريس كثيرة ، انتهى الشرح.

٥٧٤ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي

__________________

(٢) ـ ينابيع المودّة : ص ٥١٢ ب ٩٩.

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٦٨ و ٣٦٩ ب ٣٤ ح ٦ ، كفاية الأثر : ص ٢٦٦ ب ما جاء عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ح ٣ عن محمّد بن عبد الله بن حمزة عن عمّه الحسن بن حمزة عن علي بن إبراهيم بن هاشم. البحار : ج ٥١ ص ١٥٠ و ١٥١ ح ٢ ب ٧.

٢١٠

أحمد محمّد بن زياد الأزدي ، قال : سألت سيّدي موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل : «وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة» فقال عليه‌السلام : النعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب ، فقلت له : ويكون في الائمّة من يغيب؟ قال : نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ، يسهّل الله له كلّ عسير ، ويذلّل له كلّ صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرّب له كلّ بعيد ، ويبير به [يتبر ـ خ ، يفني به من ـ خ] كلّ جبّار عنيد ، ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء الّذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره الله عزوجل ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٥٧٥ ـ (٤) ـ كمال الدين : حدّثنا علي بن أحمد بن عمران ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ سنن الأنبياء عليهم‌السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة (١) ، قال

__________________

(٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٥ و ٣٤٦ ح ٣١.

(١) أخرج الحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان : ج ١ ص ٣٧ بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم باعا فباعا ، وذراعا فذراعا ، وشبرا فشبرا ، حتّى لو دخلوا جحر ضبّ ، قال : لدخلتموه معهم ، قال : قيل : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ، قال : فمن إذن».

(قال الحاكم :) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرّجاه بهذا اللفظ ، انتهى.

أقول : روي هذا الحديث بألفاظ مختلفة في كتب الفريقين.

٢١١

أبو بصير : فقلت يا ابن رسول الله ، ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال : يا أبا بصير ، هو الخامس من ولد ابني موسى ، ذلك ابن سيّد الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ، ثمّ يظهره الله عزوجل فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه‌السلام فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ولا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلّا عبد الله عزوجل فيها ، ويكون الدين كلّه لله ولو كره المشركون.

٥٧٦ ـ (٥) ـ غيبة النعماني : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح الزهري ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الحميري ، قال : حدّثنا الحكم أخو مشمعلّ الأسدي ، قال : حدّثني عبد الرحيم القصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول أمير المؤمنين عليه‌السلام «بأبي ابن خيرة الإماء» أهي فاطمة؟ فقال : إنّ فاطمة عليها‌السلام خيرة الحرائر ، ذاك المبدح بطنه (١) ، المشرب حمرة ، رحم الله فلانا.

٥٧٧ ـ (٦) ـ غيبة الشيخ : سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن

__________________

(٥) ـ غيبة النعماني : ص ٢٢٨ و ٢٢٩ ب ١٣ ح ٩.

(١) أي واسعه وعريضه.

(٦) ـ غيبة الشيخ : ص ٢٨١ فصل في ذكر طرف من صفاته ح ٥ ، البحار ج ٥١ ص ٣٦ ب ٤ ح ٦ عن النعماني والشيخ وفيه : «عهد» ، كمال الدين : ج ٢ ص ٤٦٨ ب ٥٦ ح ٣ أخرج صدره مع بعض الاختلاف في اللفظ ، إعلام الورى : ص ٤٣٤ ، الخرائج : ج ٣ ص ١١٥٢ مختصرا ، الإرشاد للمفيد : ص ٣٦٣ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٦٤ وفيه : «عهد» بدل «شهد» ، روضة الواعظين : ج ٢ ص ٢٦٦ وفيه أيضا «عهد» ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٧٣٠ ب ٣٤ ف ٦ ح ٧١ وفيه : «عهد». واعلم أنّه لا منافاة بين مثل هذا الحديث والأحاديث الكثيرة الدالّة علي طول عمره عليه‌السلام ، فالجمع أنّه كناية عن زهر لونه وحسن منظره وأنّه بحالة الشباب ونشاط الشابّ ، وصورته لا يهرم بمرور الأيّام.

٢١٢

عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ فقال : أمّا اسمه فإنّ حبيبي شهد إليّ أن لا احدّث باسمه حتّى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته؟ قال : هو شابّ مربوع ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٥٣٩ ، ٥٥٣ ، ٥٥٤ ، ٥٦٨ ، ٦٥١.

٢١٣

الفصل الرابع والعشرون

في أنّه إذا توالت ثلاثة أسماء ، محمّد وعليّ والحسن

كان الرابع هو القائم

وفيه حديثان

٥٧٨ ـ (١) ـ دلائل الإمامة : وحدّثنا أبو المفضّل ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الكوفي ، عن محمّد بن عبد الله الفارسي ، عن يحيى بن ميمون الخراساني ، عن عبد الله بن سنان ، عن أخيه محمّد بن سنان الزاهري ، عن سيّدنا أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه الحسين ، عن عمّه الحسن ، عن أمير المؤمنين ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال لي : يا علي ، إذا تمّ من ولدك أحد عشر إماما فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.

وبهذا الإسناد عن رسول الله أنّه قال : إذا توالت أربعة أسماء من الأئمّة من ولدي محمّد وعلي والحسن فرابعها هو القائم المأمول المنتظر.

__________________

(١) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٣٦ ب معرفة وجوب القائم ح ٩ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ١٠٣ ح ٨٣٢ ف ٦٩ ب ٩ عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهم‌السلام بإسناده عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٢١٤

٥٧٩ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا أحمد بن ما بنداذ ، قال : أخبرنا أحمد بن هلال ، قال : حدّثني اميّة بن علي القيسي ، عن أبي الهيثم التميمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا توالت ثلاثة أسماء : محمّد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم (١).

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٣٤ ب ٣٢ ح ٣ ، ونحوه ح ٢ ص ٣٣٣ ـ ٣٣٤ ، وأخرجه في مقدّمة كمال الدين عن ابن قبة في أجوبته عن اعتراضات ابن بشّار ولفظه : «إذا توالت ثلاثة أسماء محمّد وعلي والحسن فالرابع القائم» ص ٥٥ ج ١ ، كفاية الأثر : ص ٢٨٠ ذيل الحديث الرابع من باب ما جاء عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما‌السلام : بإسناده عن أبي الهيثم التميمي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إذا توالت ثلاثة أسماء كان رابعهم قائمهم محمّد وعلي والحسن». غيبة النعماني : ص ١٧٩ ح ٢٦ ، إعلام الورى : ص ٤٠٣ وجاء بدل «توالت» : «اجتمعت».

(١) المراد من الأسماء الشريفة معلوم : محمّد هو الإمام محمّد بن عليّ بن موسى الرضا ، وعليّ ابنه الإمام عليّ بن محمّد بن علي بن موسى الرضا ، والحسن ابنه الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليهم أجمعين.

٢١٥

الفصل الخامس والعشرون

فيما يدلّ على أنّه الثاني عشر من الأئمّة وخاتمهم عليهم‌السلام

وفيه ١٥١ حديثا

٥٨٠ ـ (١) ـ غيبة الفضل بن شاذان : حدّثنا صفوان بن يحيى ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : دخلت على سيّدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فقلت : يا ابن رسول الله ، أخبرني بالّذين فرض الله تعالى طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد

__________________

(١) ـ كفاية المهتدي (الأربعين) : ص ٩٢ ـ ٩٣ ح ٢٠ ، وفيه بعض الأغلاط الظاهرة ، مثل قوله : «والتوكيل بحرم أبيه جهاد منه برتبته» ، ومثل : «أفضل من كلّ أهل زمان» صحّحناها على سائر المصادر. كمال الدين : ج ١ ص ٣١٩ ـ ٣٢٠ ب ٢١ ح ٢ بطريقين عن السيّد عبد العظيم الحسنيّ رضي‌الله‌عنه عن صفوان بن يحيى ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٣١٧ ـ ٣١٨ وفيهما : «من أعظم الفرج» ، قصص الأنبياء : ص ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ف ١٥ إلى قوله : «سرّا وجهرا» ، البحار : ج ٣٦ ص ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ب ٤٤ ح ١ وفيه : «ومن أعظم الفرج» ، وج ٥٠ ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ب ٦ ح ٢ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ١ ف ٢ ص ٢٣٤ إلى قوله : «سرا وجهرا» ، إثبات الهداة : ج ١ ص ٥١٤ ـ ٥١٥ ب ٩ ح ٢٤٧ عن الفضل بن شاذان في إثبات الغيبة وعن الصدوق في كمال الدين والطبرسي في الاحتجاج والراوندي في قصص الأنبياء وفيه : «من أعظم» ، الإنصاف : ص ٥٥ ـ ٥٧ ح ٤٧ وفيه : «من أفضل العمل».

٢١٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا كابلي ، إنّ أولي الأمر الّذين جعلهم الله عزوجل أئمّة للناس ، وأوجب عليهم طاعتهم : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن عمّي ، ثمّ الحسين أبي ، ثمّ انتهى الأمر إلينا وسكت ، فقلت له : يا سيّدي ، روي لنا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله عزوجل على عباده ، فمن الحجّة والإمام بعدك؟ فقال : ابني محمّد واسمه في الصحف الاولى باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق ، فقلت له : يا سيّدي ، فكيف صار اسمه الصادق وكلّكم صادقون؟ فقال : حدّثني أبي عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الّذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء على الله وكذبا عليه ، فهو عند الله جعفر الكذّاب ، المفتري على الله والمدّعي ما ليس له بأهل ، المخالف لأبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الّذي يروم كشف سرّ الله جلّ جلاله عند غيبة وليّ الله ، ثمّ بكى علي بن الحسين بكاء شديدا ، ثمّ قال : كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله ، والمغيب في حفظ الله ، والموكّل بحرم أبيه ، جهلا منه بولادته ، وحرصا منه على قتله إن ظفر به ، وطمعا في ميراث أخيه حتّى يأخذه بغير حقّ ، فقال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله ، وإنّ ذلك لكائن؟ فقال : إي وربّي إن ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله! ثمّ

٢١٧

يكون ما ذا؟ قال : ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعده ، يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته ، والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلّ زمان ، فإنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسيف ، اولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا ، والدعاة الى دين الله عزوجل سرّا وجهرا ، وقال : انتظار الفرج من أفضل الفرج.

٥٨١ ـ (٢) ـ كفاية الأثر : حدّثنا علي بن الحسين بن محمّد ، قال : حدّثنا هارون بن موسى ببغداد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا أحمد [محمّد ـ خ] [بن مخزوم ـ خ] بن محمّد المقري مولى بني هاشم في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة قال أبو محمّد : وحدّثنا أبو حفص عمر [عمرو ـ خ] بن الفضل الطبري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الفرغاني ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو البلوي. قال أبو محمّد : وحدّثنا عبد الله [عبيد الله] بن الفضل بن هلال الطائي بمصر ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمر [عمرو] بن محفوظ البلوي ؛ قال : حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا ، قال : حدّثني محمّد بن بكير ، قال : دخلت على زيد بن علي عليه‌السلام وعنده صالح بن بشر ، فسلّمت عليه وهو يريد الخروج الى العراق ، فقلت له : يا ابن رسول الله! حدّثني بشيء سمعته من أبيك عليه‌السلام ، فقال : نعم ، حدّثني أبي عن جدّه [أبي عن

__________________

(٢) ـ كفاية الأثر : فيما روي عن [أبي الحسين] زيد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام في آخر الكتاب ص ٢٩٨ ـ ٣٠١ ب ٤٠ ح ١ ، إرشاد القلوب : ص ٤١٤ مختصرا ، البحار : ج ٤٦ ص ٢٠١ ـ ٢٠٣ ب ١١ ح ٧٧.

٢١٨

أبيه عن جدّه ـ خ] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله عزوجل ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر [الله ، ومن حزنه أمر] فليقل : لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، فقلت : زدني يا ابن رسول الله! قال : نعم ، حدّثني أبي عن جدّه [أبي عن أبيه عن جدّه ـ خ] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربعة أنا لهم الشفيع [أنا شفيع لهم ـ خ] يوم القيامة : المكرم لذرّيّتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه ، قال : فقلت : زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عليكم ، قال : نعم ، حدّثني أبي [عن أبيه] عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبّنا أهل البيت في الله حشر معنا ، وأدخلناه معنا الجنّة ، يا ابن بكير! من تمسّك بنا فهو معنا في الدرجات العلى ، يا ابن بكير! انّ الله تبارك وتعالى اصطفى محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واختارنا له ذرّيّة ، فلولانا لم يخلق الله تعالى الدنيا والآخرة ، يا ابن بكير! بنا عرف الله ، وبنا عبد الله ، ونحن السبيل الى الله ، ومنّا المصطفى ، و [منّا] المرتضى ، ومنّا يكون المهدي ، قائم هذه الامّة ، قلت : يا ابن رسول الله! هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ قال : يا ابن بكير! إنّك لن تلحقه ، وإنّ هذا الأمر تليه ستّة من الأوصياء بعد هذا ، ثمّ يجعل [الله] خروج قائمنا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فقلت : يا ابن رسول الله! ألست صاحب هذا الأمر؟ فقال : أنا من العترة ، فعدت فعاد إليّ ، فقلت : هذا الّذي تقوله عنك أو عن رسول الله؟ فقال : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ، لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ أنشأ

٢١٩

يقول :

نحن سادات قريش

وقوام الحقّ فينا

نحن الأنوار الّتي

من قبل كون الخلق كنّا

نحن منّا المصطفى المختار

والمهديّ منّا

فبنا قد عرف الله

وبالحقّ [أ] قمنا

سوف يصلاه سعير [ا]

من تولّى اليوم عنّا

قال علي بن الحسين : وحدّثنا محمّد بن الحسين البزوفري بهذا الحديث في مشهد مولانا الحسين بن علي عليهما‌السلام ، قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، عن صالح [صلح ـ خ] قال : كنت عند زيد بن علي عليه‌السلام فدخل عليه [إليه] محمّد بن بكير ... وذكر الحديث.

٥٨٢ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي ـ

__________________

(٣) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٣١ ـ ٣٣٢ ب ٣٢ ح ١٧ ، إثبات الهداة : ج ١ ص ٥١٦ ب ٩ ح ٢٥١ وفيه : «عليك سنته والقرآن الحكيم» ، البحار : ج ٥١ ص ١٣٧ ب ٥ ح ٥ ، وفي النسخة المطبوعة بطبع المكتبة الإسلاميّة ص ٤٤٨ ج ١ ذكر : «أبو لبيد» بدل «أبو أيّوب» ، وذكر «الّذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام عند سنة يس والقرآن الحكيم» ، وهذا اللفظ موافق لما في الانصاف (ص ٩ ، ب الهمزة ، ح ١٢) إلّا أنّ الظاهر أنّ ذلك لوقوع التّصحيف ووهم النّساخ ، فإنّ لفظ الحديث على النّسخة الّتي نقلناه منها وهي النسخة المصحّحة على نسخ مخطوطة «عليك بسنّته والقرآن الحكيم» ، لكن ذكر مصحّحها أنّ لفظه في نسخة ثمينة بدون «عليك» فيكون المعنى أنّ عيسى ـ على نبيّنا وآله وعليه‌السلام ـ يعمل بشرع الإسلام ويصلّي خلفه بسنّته ، أي سنّة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو سنة الإمام عليه‌السلام التي هي أيضا ليست غير سنّة النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبالقرآن الكريم ، وهذه النسخ الّتي فيها «عليك» توافق البحار وإثبات الهداة ، إلّا أنّ الأخير ذكر «الحكيم» بدل «الكريم».

٢٢٠