منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

الفصل السادس عشر

في أنّه من صلب الإمام أبي إبراهيم

موسى بن جعفر عليهم‌السلام

وفيه ١٢١ حديثا

٥٤٨ ـ (١) ـ غيبة الشيخ : قال أبو عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل : يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا ، وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فيملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، وتصفو له الدنيا.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ١١٣ ، ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٠ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦١٢ ، ٦٤١ ، ٧٧٠ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩٧٣ ، ١٢١٦ ، ١٢٣٠.

__________________

(١) ـ غيبة الشيخ : ص ٤٢ ح ٢٣ ، البحار : ج ٤٩ ص ٢٦ ب ٢ ح ٤٤ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٢٤١ ب ٢٤ ح ٥٣.

١٨١

الفصل السابع عشر

في أنّه الخامس من ولد الإمام السابع

موسى بن جعفر عليه‌السلام

وفيه ١١٥ حديثا

٥٤٩ ـ (١) ـ الكافي : علي بن محمّد ، عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم ، لا يزيلنّكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، حتّى يرجع من هذا الأمر من كان يقول به ، إنّما هي محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه ، لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ، قال : قلت : يا سيّدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال : يا بنيّ! عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن

__________________

(١) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٣٦ ب ١٣٨ ح ٢ ، غيبة النعماني : ص ١٥٤ ب ١٠ ح ١١ ، كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ب ٣٤ ح ١ نحوه ، علل الشرائع : ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ح ١٢٨ ، غيبة الشيخ : ص ١٠٤ ، كفاية الأثر : ب ٣٥ ح ١ ص ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، البحار : ج ٥١ ص ١٥٠ ب ٧ ح ١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٦ ب ٣٢ ح ١٦٤ وفيه : بدل «يا بنيّ» «يا أخي» ، إعلام الورى : القسم الثاني من الركن الرابع ب ٢ ف ١ ، بشارة الإسلام : ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ب ٨ ح ١ ، إثبات الوصيّة : ص ٢٠٥.

١٨٢

حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه.

٥٥٠ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا أبي ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال : من أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوّته ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن المهديّ من ولدك؟ قال : الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ، ولا يحلّ لكم تسميته.

ورواه في باب آخر عن الحسين بن أحمد أيضا.

وروى عن عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن الصادق عليه‌السلام مثله ، إلّا أنّه قال : من أقرّ بجميع الأئمّة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله نبوّته ، فقلت : يا سيدي ، ومن المهدي؟ ... الحديث.

ورواه في موضع آخر عن علي بن أحمد بن محمّد بسنده عن ابن أبي يعفور.

٥٥١ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ : ص ٣٣٣ ب ٣٣ ح ١ وص ٣٣٨ ب ٣٣ ح ١٢ وص ٤١٠ و ٤١١ ب ٣٩ ح ٤ وص ٤١١ ب ٣٩ ح ٥ ، إعلام الورى : القسم الثاني من الركن الرابع ب ٢ ف ٢ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٥ ب ٦ ح ١٠ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ب ٣٢ ح ١٣٨.

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٦١ ب ٣٤ ح ٥ ، كفاية الأثر : ص ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ب ٣٥ ح ٢ ، إعلام الورى : القسم الثاني من الركن الرابع ب ٢ ف ٢ ، البحار : ج ٥١ ص ١٥١ ب ٧ ح ٦ وفيه بدل «بحبلنا» : «بحبنا» ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٧ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٦٨.

١٨٣

رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : دخلت على موسى بن جعفر عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله ، أنت القائم بالحقّ؟ فقال : أنا القائم بالحقّ ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله عزوجل ويملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه ، يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ، ثمّ قال عليه‌السلام : طوبى لشيعتنا ، المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، اولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم ، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة.

٥٥٢ ـ (٤) ـ مقتضب الأثر : محمّد بن جعفر الآدمي من أصل كتابه ، وأثنى ابن غالب الحافظ عليه ، قال : حدّثني أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي ، عن همّام بن الحرث ، عن وهب بن منبّه ، قال : إنّ موسى نظر ليلة الخطاب إلى كلّ شجرة في الطور ، وكلّ حجر ونبات ينطق بذكر محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واثني عشر وصيّا له من بعده ، فقال موسى : إلهي ، لا أرى شيئا خلقته إلّا وهو ناطق بذكر محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك؟ قال : يا ابن عمران ، إنّي خلقتهم قبل خلق الأنوار ، وجعلتهم في خزانة قدسي ، يرتعون في رياض مشيئتي ،

__________________

(٤) ـ مقتضب الأثر : ص ٤١ ح ٢٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٩ ب ٢٦ ح ٢٤ ، إثبات الهداة : ج ١ ص ٧١٢ ب ٩ ف ١٨ ح ١٦١.

أقول : لم نذكر هذا الخبر اعتمادا على وهب ، بل اعتمادا على ما فيه من إخبار الإمام الصادق عليه‌السلام به.

١٨٤

ويتنسّمون روح جبروتي ، ويشاهدون أقطار ملكوتي ، حتّى إذا شئت مشيّتي أنفذت قضائي وقدري ، يا ابن عمران ، إنّي سبقت بهم السباق حتّى ازخرف بهم جناني ، يا ابن عمران ، تمسّك بذكرهم فإنّهم خزنة علمي ، وعيبة حكمتي ، ومعدن نوري.

قال الحسين بن علوان : فذكرت ذلك لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام فقال : حقّ ذلك ، هم اثنا عشر من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليّ ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ ، ومن شاء الله ، قلت : جعلت فداك ، إنّما أسألك لتفتيني بالحقّ ، قال : أنا وابني هذا ، وأومأ الى ابنه موسى ، والخامس من ولده يغيب شخصه ، ولا يحلّ ذكره باسمه.

٥٥٣ ـ (٥) ـ كمال الدين : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران ـ رضي‌الله‌عنه ـ : قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ سنن الأنبياء عليهم‌السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، قال أبو بصير : فقلت له : يا ابن رسول الله ، ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال : يا أبا بصير ، هو الخامس من ولد ابني موسى ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ، ثمّ يظهره الله عزوجل فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح الله

__________________

(٥) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ب ٣٣ ح ٣١ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٦ ب ٦ ح ١٤ وفيه : «ما وقع عليهم من الغيبات جارية» ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٣ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٥٢ وفيه : «بما وقع عليهم» وفيه : «جارية في القائم ...».

١٨٥

عيسى بن مريم عليه‌السلام فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ولا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلّا عبد الله فيها ، ويكون الدين كلّه لله ولو كره المشركون.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦١٢ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩٧٣ ، ١٢١٦ ، ١٢٣٠.

١٨٦

الفصل الثامن عشر

في أنّه الرابع من ولد الإمام أبي الحسن

عليّ بن موسى الرضا عليهم‌السلام

وفيه ١١١ حديثا

٥٥٤ ـ (١) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، قال : قال علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، إنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة ، فقيل له : يا ابن رسول الله إلى متى؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال : الرابع من ولدي ، ابن سيّدة الإماء ، يطهّر الله به الأرض من كلّ جور ، ويقدّسها من كلّ ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧١ ـ ٣٧٢ ب ٣٥ ح ٥ ، كفاية الأثر : ص ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ب ٣٦ ح ١ ، فرائد السمطين : ب ٦١ من السمط الثاني ص ٣٣٦ و ٣٣٧ ح ٥٩٠ ، ينابيع المودّة : ص ٤٤٨ ب ٧٨ و ٤٨٩ ب ٩٤ ، البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ب ٢٧ ح ٢٩ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٧ ـ ٤٧٨ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٧٢ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢.

١٨٧

ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره [بنور ربّها ـ خ] ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا ، و [هو] الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلّ ، وهو الذي ينادي مناد من السماء ، يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه ، يقول : ألا إنّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه ، فإنّ الحقّ معه وفيه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (١).

٥٥٥ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ، وإنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبّان ، قويّا في بدنه ، حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان عليهما‌السلام ، ذاك الرابع من ولدي ، يغيّبه الله في ستره ما شاء ، ثمّ يظهره فيملأ [به] الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

__________________

(١) الشعراء : ٤.

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٦ ب ٣٥ ح ٧ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٢٤ وزاد في آخره : «كأنّي بهم آيس ما كانوا اذ نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة للعالمين وعذابا للكافرين» إلّا أنّ الظاهر أنّه من حديث آخر ، وهو الحديث الثالث من الباب المذكور من كمال الدين ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٨ ب ٣٢ ح ١٧٣.

١٨٨

٥٥٦ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي الرضا عليّ بن موسى عليهما‌السلام قصيدتي الّتي أوّلها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلمّا انتهيت الى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه‌السلام بكاء شديدا ، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي : يا خزاعي ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ، ومتى يقوم؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلّا أنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلا [كما ملئت جورا] ، فقال : يا دعبل ، الإمام بعدي محمّد ابني ، وبعد محمّد ابنه عليّ ، وبعد عليّ ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم ، المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزوجل ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، وأمّا «متى» فإخبار عن الوقت ، فقد حدّثني ، أبي عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيل له : يا رسول الله ، متى يخرج القائم

__________________

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٢ و ٣٧٣ ب ٣٥ ح ٦ ، كفاية الأثر : ص ٢٧٥ ـ ٢٧٧ ب ٣٦ ح ٢ ، فرائد السمطين : ج ٢ ص ٦١ من السمط الثاني ص ٣٣٧ و ٣٣٨ ح ١٩١ ، الإتحاف بحبّ الأشراف : ص ٦٢ ب ٥ ، ينابيع المودّة : ص ٤٥٤ ب ٨٠ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ ح ٣٥ ، إعلام الورى : ر ٣ ب ٧ ف ٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١٥٤ ب ٨ ح ٤.

١٨٩

من ذرّيّتك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثله مثل الساعة التي (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) لا يأتيكم إلّا بغتة.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩٧٣ ، ١٢٣٠.

__________________

(١) الأعراف : ١٨٧.

١٩٠

الفصل التاسع عشر

في أنّه من ولد الإمام محمّد بن عليّ الرضا عليهم‌السلام

وفيه ١٠٩ حديثا

٥٥٧ ـ (١) ـ كمال الدين : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي ، قال : حدّثنا أبو تراب عبد الله بن موسى الروياني ، قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله ابن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام [الحسني] ، قال : دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام وأنا اريد أن أسأله عن القائم ، أهو المهدي أو غيره؟ فابتدأني فقال لي : يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي ، والّذي بعث محمّدا بالنبوّة

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٧ ح ١ ، كفاية الأثر : ص ٢٨٠ ـ ٢٨١ ب ٣٧ ح ١ ، إعلام الورى : ق ٢ ر ٤ ب ٢ ف ٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٣٨٦ ب ٢٧ ف ٢ ح ١٩ ، البحار : ج ٥١ ص ١٥٦ ب ٩ ح ١.

أقول : «أبو تراب عبد الله بن موسى» في بعض نسخ كمال الدين ، وإسناد غير هذا الحديث ، وفي التوحيد : ب ٨ ح ١٩ وب ٢٨ ح ٧ وفي كفاية الأثر : «عبيد الله بن موسى» ، وفي البحار : «الدقّاق عن محمّد بن هارون الروياني عن عبد العظيم» ، والظاهر أنّه سقط عنه كلمة «عن» بين «هارون» و «الروياني».

١٩١

وخصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وإنّ الله تبارك وتعالى ليصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبيّ. ثمّ قال عليه‌السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩٧٣ ، ١٢٣٠.

١٩٢

الفصل العشرون

في أنّه من ولد الإمام أبي الحسن

علي بن محمّد بن علي بن موسى الرضا عليهم‌السلام

وفيه ١٠٧ حديثا

٥٥٨ ـ (١) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد الموصلي ، قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعت علي بن محمّد بن علي الرضا عليهم‌السلام يقول : إنّ الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٥٥٩ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن العبدوس العطّار ـ رضي‌الله‌عنه ـ : قال : حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٨٣ ب ٣٧ ح ١٠ ، كفاية الأثر : ص ٢٩٢ ب ٣٨ ح ٤ ، إعلام الورى : ق ٢ ر ٤ ب ٢ ف ٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٣٩٤ ب ٣٠ ف ١ ح ١٧ ، البحار : ج ٥٠ ص ٢٣٩ ف ٢ من أبواب تاريخ الإمام أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ح ٤.

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٨ ب ٣٦ ح ٣ ، إعلام الورى : ق ٢ ر ٤ ب ٢ ف ٢ ، كفاية الأثر : ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ب ٣٧ ح ٣ ، البحار : ج ٥١ ص ٣٠ ب ٢ ح ٤.

١٩٣

النيسابوري ، قال : حدّثنا حمدان بن سليمان ، قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما‌السلام يقول : إنّ الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثمّ سكت ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى عليه‌السلام بكاء شديدا ثمّ قال : إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، لم سمّي القائم؟ قال : لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته ، فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟ قال : لأنّ له غيبة يكثر أيّامها ، ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلمون.

ويدلّ عليه أيضا الروايات : ٢٤٢ إلى ٣٠٨ ، ٥٥٨ إلى ٥٧١ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ١٢٣٠.

١٩٤

الفصل الحادي والعشرون

في أنّه خلف خلف أبي الحسن

وابن أبي محمّد الحسن عليهم‌السلام

وفيه ١٠٧ حديثا

٥٦٠ ـ (١) ـ الكافي : علي بن محمّد ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن

__________________

(١) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٢٨ ب ١٣٣ ح ١٣ ، وص ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ب ١٣٦ ح ١ ، كمال الدين : ج ٢ ص ٣٨١ ب ٣٧ ح ٥ «قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد العلوي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام يقول : الخلف من بعدي ابني الحسن ... الحديث» ، إلّا أنّه قال : «لأنّكم» ، علل الشرائع : ص ٢٤٥ ب ١٧٩ ح ٥ ، غيبة الشيخ : ص ٢٠٢ ح ١٦٩ مثل كمال الدين ، كفاية الأثر : ص ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ب ٣٨ ح ٢ ، الإرشاد : ص ٣٧٦ ، إعلام الورى : ق ٢ ر ٤ ب ٢ ف ٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٣٩٣ ب ٣٠ ف ١ ح ١٥ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ١٧٠ ق ٣ ب ١٠ وص ٢٣١ ب ١١ ف ٣ ، البحار : ج ٥٠ ص ٢٤٠ ب ٢ ح ٥ وج ٥١ ص ٣١ ب ٣ ح ٢ ورمزه (ني) ويظهر من سنده أنّه سهو ، وص ١٥٨ ـ ١٥٩ ب ٩ ح ١ ، إثبات الوصيّة : ص ١٨٦ ، تقريب المعارف : ص ١٨٤ و ١٩٢ ، مرآة العقول : ج ٣ ص ٣٩٣ ، روضة الواعظين : ص ٢٦٢ ، الوافي : ج ٢ ص ٤٠٣ ب ٤٥ ح ٩٠٣ ـ ١ ، مستدرك الوسائل : ج ١٢ ص ٢٨١ ح ٥ ، عيون المعجزات : ص ١٤١ ، كشف الغمّة : في ذكر الامام الثاني عشر ، باب ما جاء من النّص ... ص ٤٠٦ ، الوسائل (ط آل البيت) : ج ١٦ ص ٢٣٩ ب ٣٣ (٢١٤٥٨).

١٩٥

أحمد العلوي ، عن داود بن القاسم ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك؟ فقال : إنّكم لا ترون شخصه ، ولا يحلّ لكم ذكره باسمه ، فقلت : فكيف نذكره؟ فقال : قولوا : الحجّة من آل محمّد عليهم‌السلام.

٥٦١ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي عليهما‌السلام يقول : كأنّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنّ المقرّ بالأئمّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنكر نبوّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمنكر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كمن أنكر جميع أنبياء الله لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا ، أما إنّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلّا من عصمه الله عزوجل.

٥٦٢ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثني أبو علي بن همّام ، قال : سمعت محمّد بن عثمان العمري ـ قدّس الله روحه ـ يقول : سمعت أبي يقول : سئل

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٠٩ ب ٣٨ ح ٨ ، كفاية الأثر : ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ب ٣٩ ح ٥ ، البحار : ج ٥١ ص ١٦٠ ب ٩ ح ٦ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢٣٢ ب ١١ ف ٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٨٢ ب ٣٢ ح ١٨٨.

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٠٩ ب ٣٨ ح ٩ ، كفاية الأثر : ص ٢٩٦ ب ٣٩ ح ٦ ، البحار : ج ٥١ ص ١٦٠ ب ٩ ح ٧ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢٣٢ ب ١١ ف ٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٨٢ ب ٣٢ ح ١٨٩.

١٩٦

أبو محمّد الحسن بن علي عليهما‌السلام وأنا عنده عن الخبر الّذي روي عن آبائه عليهم‌السلام : أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه الى يوم القيامة ، وأنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، فقال عليه‌السلام : إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن الحجّة والإمام بعدك؟ فقال : ابني محمّد ، هو الإمام والحجّة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.

٥٦٣ ـ (٤) ـ ينابيع المودّة : في المناقب عن واثلة بن الأسقع بن

__________________

(٤) ـ ينابيع المودّة : ص ٤٤٢ و ٤٤٣ ب ٧٦ ، و «ابن قرخاب» فيه لعلّه مصحّف «أبو قرصافة» كنية «واثلة». البحار : ج ٣٦ ص ٣٠٤ ـ ٣٠٦ ب ٤١ ح ١٤٤ ، كفاية الأثر : ص ٥٦ ـ ٦١ ب ٧ ح ٢.

أقول : وفي النسخة الّتي هي بأيدينا من كفاية الأثر تهافت ما بين بعض ألفاظ الحديث لا يضرّ بالمقصود وقد تفطّن به العلامة المجلسي وحمله على وقوع التصحيف ، وكيف كان فما في الينابيع سالم عن هذا التهافت.

تبيين المحجّة الى تعيين الحجّة : ص ٢٦١ ـ ٢٦٤.

وأخرج بعض ذيل الحديث في المحجّة : ص ١٧ ، إلّا أنّه رواه عن ابن بابويه ، ولم أجده فيما بأيدينا من كتبه ، وكأنّه زعم كون كفاية الأثر من الصدوق.

ولا يخفى عليك ما وقع من السهو في الينابيع ، فإن الآية (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) كما هو هكذا في كفاية الأثر الّذي هو من المصادر الأوّليّة من الحديث ممّا بأيدينا وفي البحار وغيرهما ، فليصحّح الحديث على هذه المصادر. وأيضا المذكور في كفاية الأثر والبحار وسائر الكتب الّتي راجعناها غير ينابيع المودّة «جندب (جندل ـ خ) بن جنادة اليهودي من خيبر». كما أنّ في الكفاية وغيره غير الينابيع المنع عن التصريح باسمه ، ولفظه : «ثمّ يغيب عنهم إمامهم ، قال : يا رسول الله هو الحسن؟ قال : لا ، ولكن ابنه الحجّة ، قال : يا رسول الله فما اسمه؟ قال : لا يسمّى حتّى يظهره الله ... الحديث» وفيه زيادات اخرى.

١٩٧

قرخاب ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (في حديث ذكر فيه دخول جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإيمانه بالله ورسوله ، وما سأل عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستجوابه له) قال (جندل) : إنّي رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه‌السلام فقال : يا جندل ، أسلم على يد محمّد خاتم الأنبياء ، واستمسك أوصياءه من بعده ، فقلت : أسلم ، فلله الحمد أسلمت وهداني بك ، ثمّ قال : أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لا تمسّك بهم ، قال : أوصيائي الاثنا عشر ، قال جندل : هكذا وجدناهم في التوراة ، وقال : يا رسول الله ، سمّهم لي ، فقال : أوّلهم سيّد الأوصياء أبو الأئمّة عليّ ، ثمّ ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم ، ولا يغرّنك جهل الجاهلين ، فإذا ولد عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه ، فقال جندل : وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء عليهم‌السلام إيليا وشبّرا وشبيرا ، فهذه اسم علي والحسن والحسين ، فمن بعد الحسين وما أساميهم؟ قال : إذا انقضت مدّة الحسين فالإمام ابنه عليّ ويلقّب بزين العابدين ، فبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه عليّ يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمّد يدعى بالتقيّ والزكيّ ، فبعده ابنه عليّ يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجّة ، فيغيب ثمّ يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبّتهم ، اولئك الّذين وصفهم الله في كتابه وقال : (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ

١٩٨

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ، ثمّ قال تعالى : (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، فقال جندل : الحمد لله الذي وفّقني بمعرفتهم ، ثمّ عاش إلى أن كانت ولادة عليّ بن الحسين فخرج الى الطائف ومرض وشرب لبنا ، وقال : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن ، ومات ودفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة.

٥٦٤ ـ (٥) ـ كمال الدين : حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وأنا اريد أن أسأله عن الخلف [من] بعده ، فقال لي مبتدئا : يا أحمد بن إسحاق ، إنّ الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه‌السلام ، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزّل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض عليه‌السلام مسرعا فدخل البيت ، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لو لا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سميّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيّه ، الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الامّة مثل الخضر

__________________

(٥) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ب ٣٨ ح ١ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٥٢٦ ب ٢ ف ٣ ح ١ ، ينابيع المودّة : ص ٤٥٨ ب ٨١ ، البحار : ج ٥٢ ص ٢٣ ـ ٢٤ ب ١٨ ح ١٦ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٣ ، الصراط المستقيم : ج ٢ ص ٢٣١ ـ ٢٣٢ ف ٣ ب ١١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٩ ـ ٤٨٠ ب ٣٢ ح ١٨٠.

١٩٩

عليه‌السلام ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلّا من ثبّته الله عزوجل على القول بإمامته ، ووفّقه [فيها] للدعاء بتعجيل فرجه ، فقال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام عليه‌السلام بلسان عربيّ فصيح فقال : أنا بقيّة الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق ، فقال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسرورا فرحا ، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول الله ، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال : طول الغيبة يا أحمد ، قلت : يا ابن رسول الله ، وإنّ غيبته لتطول؟ قال : إي وربّي ، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، ولا يبقى إلّا من أخذ الله عزوجل عهده لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، يا أحمد بن إسحاق ، هذا أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في علّيّين.

٥٦٥ ـ (٦) ـ تاريخ مواليد أهل البيت (لابن الخشّاب) : قال : ـ «ذكر الخلف الصالح عليه‌السلام» : حدّثنا صدقة بن موسى ، حدّثنا أبي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن عليّ ، وهو صاحب الزمان ، وهو المهديّ.

٥٦٦ ـ (٧) ـ الكافي : علي بن محمّد ، عن محمّد بن علي بن بلال ،

__________________

(٦) ـ كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٧٥ ، ينابيع المودّة : ص ٤٩١ ب ٩٤.

(٧) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٢٨ ب ١٣٤ ح ١ ، الوافي : ج ٢ ص ٣٩١ ـ ٣٩٢ ب ٤٢ ح ٨٨٠ ـ ١ ، مرآة العقول : ج ٤ ص ١ ب ١٣٤ ح ١ ، الإرشاد : ص ٣٧٥ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٣.

٢٠٠