منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

مُؤْمِنِينَ) ، ثمّ يقول : أنا بقيّة الله في أرضه ، وخليفته ، وحجّته عليكم ، فلا يسلّم عليه مسلّم إلّا قال : السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه ، فإذا اجتمع إليه [له] العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج ، فلا يبقى في الأرض معبود من دون الله عزوجل ، من صنم ، [ووثن] وغيره ، إلّا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.

٦٧٠ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، قال : حدّثني محمّد بن نصير ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، [عن حمّاد بن عيسى] ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ ذا القرنين كان عبدا صالحا ، جعله الله عزوجل حجّة على عباده ، فدعا قومه الى الله ، وأمرهم بتقواه فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا حتّى قيل : مات أو هلك ، بأيّ واد سلك؟ ثمّ ظهر ورجع الى قومه فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنّته ، وإنّ الله عزوجل مكّن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له [وآتاه ـ خ] من كلّ شيء سببا ، وبلغ المغرب والمشرق ، وإنّ الله تبارك وتعالى سيجري سنّته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الأرض وغربها ، حتّى لا يبقي منهلا ولا موضعا من سهل ولا جبل وطأه ذو القرنين إلّا

__________________

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٩٤ ب ٣٨ ح ٤ ؛ البحار : ج ١٢ ص ١٩٤ ـ ١٩٥ ب ٨ ح ١٩.

أقول : الظاهر كون محمّد بن نصير الراوي عن محمّد بن عيسى هو محمّد بن نصير الكشي ، الثقة ، جليل القدر ، كثير العلم ولا يشتبه مثله في مثل هذه الأحاديث وروايات الثقات بمحمّد بن نصير النميري.

٣٠١

ووطأه ، ويظهر الله عزوجل له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، فيملأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

٦٧١ ـ (٤) ـ تفسير العيّاشي : عن رفاعة بن موسى ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) قال : إذا قام القائم عليه‌السلام لا تبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله.

٦٧٢ ـ (٥) ـ تفسير العيّاشي : عن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : سئل أبي عن قول الله (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) (١) ، (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٢) ، فقال : إنّه لم يجيء تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغنّ دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بلغ الليل ، حتّى لا يكون شرك [مشرك] على ظهر الأرض كما قال الله.

٦٧٣ ـ (٦) ـ ينابيع المودّة : وعن زين العابدين ، وعن الباقر

__________________

(٤) ـ تفسير العيّاشي : ج ١ ص ١٨٢ ح ٨١ ؛ المحجّة : ص ٥ الآية ٤ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢١ ب ٧١ وفيه : «إذا قام القائم المهدي».

(٥) ـ تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ٥٦ ح ٤٨ ؛ وفي مجمع البيان : ج ٤ ص ٥٤٣ قال : وروى زرارة وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : لم يجئ تأويل هذه الآية ، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغنّ دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بلغ الليل ، حتّى لا يكون مشرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالى : (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) ، البحار : ج ٥١ ص ٥٥ ب ٥ ح ٤١ ؛ المحجّة : الآية ٢١ و ٢٥ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢٣ ب ٧١.

(١) التوبة : ٣٦.

(٢) الأنفال : ٣٩.

(٦) ـ ينابيع المودّة : ص ٤٢٣ ب ٧١ عن المحجّة.

٣٠٢

[عليهما‌السلام] رضي‌الله‌عنهما قال : إنّ الاسلام قد يظهره الله على جميع الأديان عند قيام القائم عليه‌السلام.

٦٧٤ ـ (٧) ـ ينابيع المودّة : عن أبي بصير ، عن جعفر الصادق [عليه‌السلام] رضي‌الله‌عنه قال : عند قيام القائم يفرح المؤمنون بنصر الله.

٦٧٥ ـ (٨) ـ تفسير علي بن إبراهيم : في تفسير قوله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) : حدّثني أبي ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن صالح بن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نزلت في القائم من آل محمّد عليهم‌السلام ، والله هو المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين دعا إلى الله فأجابه ويكشف السوء ، ويجعله خليفة في الأرض.

٦٧٦ ـ (٩) ـ ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام : بالإسناد (عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن إبراهيم بن عبد الحميد) عن عبد الحميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) قال : هذه نزلت في القائم عليه‌السلام ، إذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع إلى ربّه ، فلا تردّ له راية أبدا.

٦٧٧ ـ (١٠) ـ ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام : حدّثنا

__________________

(٧) ـ ينابيع المودّة : ص ٤٢٦ ب ٧١ عن المحجّة.

(٨) ـ تفسير علي بن إبراهيم : ج ٢ ص ١٢٩ ؛ المحجّة : الآية ٧٣ ص ١٦٥.

(٩) ـ تأويل الآيات الظاهرة : ص ٣٩٩.

(١٠) ـ تأويل الآيات الظاهرة : ص ٦٦٣ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢٣ ب ٧١ مختصرا ؛ البحار : ج ٥١ ص ٦١ ب ٥ ح ٥٩.

٣٠٣

يوسف بن يعقوب ، عن محمّد بن أبي بكر المقري ، عن نعيم بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس في قوله عزوجل (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال : لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملّة إلّا الإسلام ، حتّى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحيّة ، وحتّى لا تقرض فأرة جرابا ، وحتّى توضع الجزية ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، و [هو] قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ، وذلك يكون عند قيام القائم عليه‌السلام.

٦٧٨ ـ (١١) ـ كمال الدين : وبهذا الإسناد (يعني علي بن حاتم ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن علي بن سماعة) عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مؤمن الطاق ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) ، قال : يحييها الله عزوجل بالقائم عليه‌السلام بعد موتها ـ يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميّت ـ.

٦٧٩ ـ (١٢) ـ غيبة النعماني : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، قال : حدّثنا عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر ، وهم خمسة آلاف ، ثلث على خيول شهب ، وثلث على خيول بلق ، وثلث على خيول حوّ ، قلت : وما الحوّ؟ قال : هي الحمر.

__________________

(١١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٦٨ ب ٥٨ ح ١٣.

(١٢) ـ غيبة النعماني : ص ٢٤٤ ب ١٣ ح ٤٤.

٣٠٤

٦٨٠ ـ (١٣) ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : في حديث أخرجه عن محمّد بن علي ما جيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريّان بن شبيب ، عن الرضا عليه‌السلام (والحديث طويل قال فيه) : يا ابن شبيب! إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم ، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه‌السلام فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يا لثارات الحسين عليه‌السلام.

٦٨١ ـ (١٤) ـ عيون المعجزات : روي عن عالم أهل البيت صلّى الله عليهم أنّ الله تعالى أهبط الى الحسين أربعة آلاف ملك ، هم الّذين هبطوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم بدر ، وخيّر بين النصر على أعدائه ولقاء جدّه ، فاختار لقاه ، فأمر الله تعالى الملائكة بالمقام عند قبره ، فهم شعث غبر ، ينتظرون قيام القائم من ولده صاحب الزمان عليه‌السلام.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١٦١ ، ٢٠٥ ، ٢٤٣ ، ٣٢٤ إلى ٣٣٢ و ٣٣٧ إلى ٣٣٩ ، ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، ٣٤٦ ، ٣٧٣ ، ٤١٩ ، ٤٢٣ ، ٤٣٢ ، ٤٣٥ ، ٥٢٥ ، ٥٢٩ ، ٥٣٦ ، ٥٣٨ ، ٥٤٨ ، ٥٥٣ ، ٧١٩ ، ٨٠٧ ، ٩٣٦ ، ١١٠٥ ، ١١٣٨ ، ١١٧٧ ، ١١٩٥ ، ١١٩٩.

__________________

(١٣) ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ب ٢٨ ح ٥٨.

(١٤) ـ عيون المعجزات : ص ٧٠.

٣٠٥

الفصل السابع والثلاثون

في أنّه يردّ الناس الى الهدى والقرآن والسنّة

وفيه أخبار كثيرة

٦٨٢ ـ (١) ـ نهج البلاغة : ومن خطبة له عليه‌السلام في ذكر

__________________

(١) ـ نهج البلاغة : ط مصر مطبعة الاستقامة ج ٢ خ ١٣٤ ، ينابيع المودّة : ص ٤٣٧ ب ٧٤ وفيه : «المهدي يعطف ...».

وقال الشيخ محمّد عبده مفتي الديار المصريّة سابقا في شرح قوله : «يعطف ...» : خبر عن قائم ينادي بالقرآن ، ويطالب الناس باتّباعه ، وردّ كلّ رأي إليه. وقال في شرح قوله عليه‌السلام : «يأخذ الوالي ...» : إذا انتهت الحرب حاسب الوالي القائم كلّ عامل من عمّال السوء على مساوئ أعمالهم ، وإنّما كان الوالي من غيرها ، لأنّه بريء من جرمها. وقال في شرح قوله عليه‌السلام : «أفاليذ كبدها» : أفاليذ : جمع أفلاذ ، وأفلاذ جمع فلذة ، وهي القطعة من الذهب والفضّة ، وهذا كناية عمّا يظهر لمن يقوم بالأمر من كنوز الأرض ، وقد جاء ذلك في خبر مرفوع في لفظه : «وقاءت له الأرض أفلاذ كبدها» ، ومن الناس من يفسّر قوله تعالى : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) بذلك ، قاله ابن أبي الحديد ، انتهى.

وأمّا ابن أبي الحديد فقال في شرحه : هذا إشارة إلى إمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ، وهو الموعود به في الأخبار والآثار ، ومعنى «يعطف الهوى» يقهره ويثنيه عن جانب الإيثار والإرادة ، عاملا عمل الهدى ، فيجعل الهدى قاهرا له وظاهرا عليه ، وكذلك قوله : «ويعطف الرأي على القرآن» أي يقهر حكم الرأي والقياس والعمل بغلبة الظنّ عاملا على القرآن ، وقوله : «إذا عطفوا الهدى» و «اذا عطفوا القرآن» إشارة إلى الفرق المخالفين لهذا الإمام ، المشاقّين له ، الّذين لا يعملون بالهدى بل بالهوى ،

٣٠٦

الملاحم : يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي ، (ومنها :) حتّى تقوم الحرب بكم على ساق ، باديا نواجذها ، مملوءة أخلافها ، حلوا رضاعها ، علقما عاقبتها ، ألا وفي غد ، وسيأتي غد بما لا تعرفون ، يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها ، وتخرج له الأرض من أفاليذ كبدها ، وتلقي إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السيرة ، ويحيي ميّت الكتاب والسنّة.

ويدل عليه أخبار كثيرة جدّا ، وذلك لأنّ ردّ الناس إلى الكتاب والسنّة من أعظم أعمال المهدي عليه‌السلام ومن صفاته البارزة ، قلّما يوجد حديث لا يدل عليه بالالتزام أو المطابقة ، فلا يكون المهدي ، إلّا من يكون كذلك ، ولا يقوم إلّا لإقامة الحقّ ، ولا يقام الناس بردّ الناس إلى الكتاب والسنّة ولا يملأ الأرض من العدل والقسط إلّا به ، ولا يعلن أمر الله ولا يظهر الإسلام على الأديان إلّا بردّ الناس إلى الكتاب والسنة ، فكل أعماله الإصلاحية لا تتحقّق إلّا به ، فهو لا يظهر ولا يقوم ولا يخرج إلّا لإقامة الشرع والعمل بالكتاب والسنّة.

__________________

ولا يحكمون بالقرآن بل بالرأي ... ، وقال في قوله : «سيأتي غد بما لا تعرفون» : والمراد تعظيم شأن الغد الموعود بمجيئه ، ومثل ذلك في القرآن كثير ... إلى أن قال : والأفاليذ جمع أفلاذ ، وأفلاذ جمع فلذ ، وهي القطعة من الكبد ، وهذا كناية عن الكنوز الّتي تظهر للقائم بالأمر ، وقد جاء ذكر ذلك في خبر مرفوع في لفظة : «وقاءت له الأرض أفلاذ كبدها» ، وقد فسر قوله تعالى : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) بذلك في بعض التفاسير. شرح ابن أبي الحديد : ج ٩ ص ٤٠ ـ ٤٦.

٣٠٧

الفصل الثامن والثلاثون

في أنّه ينتقم من أعداء الله وأعداء رسوله والأئمّة عليهم‌السلام

وفيه ١٣ حديثا

٦٨٣ ـ (١) ـ دلائل الإمامة : أخبرني علي بن هبة الله ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى القمّي ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى بن محمّد الدقّاق ، ومحمّد بن محمّد بن عصام ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، عن القاسم بن العلاء ، قال : حدّثنا إسماعيل الفزاري ، قال : حدّثني محمّد بن جمهور العمّي ، عن ابن أبي نجران ، عمّن ذكره ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي ، قال : سألت أبا جعفر

__________________

(١) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٣٩ ف معرفة وجوب القائم وأنّه لا بدّ أن يكون ح ١٤ ، علل الشرائع : ص ١٦٠ ب ١٢٩ ح ١ بسنده عن الثمالي نحوه ، وذكر بعد قوله : «ألستم كلّكم قائمين بالحقّ؟» : «قال : بلى ، قلت : فلم سمّي القائم قائما؟ قال : لمّا قتل ... الحديث» ، البحار : ج ٣٧ ص ٢٩٤ ب ٥٤ ح ٨.

أقول : أخرج المجلسي ـ قدس‌سره ـ قبل هذا الحديث حديثا آخر نحوه في وجه تسمية أمير المؤمنين عليه‌السلام بهذا اللقب ، وذكر وجوها لهذا المعنى ، أظهرها الثالث منها ، وهو : أن يكون المعنى أنّ أمراء الدنيا إنّما يسمّون بالأمير لكونهم متكفّلين لميرة الخلق ، وما يحتاجون إليه في معاشهم بزعمهم ، وأمّا أمير المؤمنين عليه‌السلام فإمارته لأمر أعظم من ذلك ؛ لأنّه يميرهم ما هو سبب لحياتهم الأبديّة ، وقوتهم الروحانيّة وإن شارك سائر الأمراء في الميرة الجسمانيّة ، وهذا أظهر الوجوه ، انتهى كلامه.

٣٠٨

محمّدا الباقر عليه‌السلام ، فقلت : يا ابن رسول الله ، لم سمّي علي عليه‌السلام أمير المؤمنين ، وهو اسم لم يسمّ به أحد قبله ، ولا يحلّ لأحد بعده؟ فقال : لأنّه ميرة العلم ، يمتار منه ، ولا يمتار من أحد سواه ، قلت : فلم سمّي سيفه ذا الفقار؟ قال : لأنّه ما ضرب به أحدا من أهل الدنيا إلّا أفقره به أهله وولده ، وأفقره في الآخرة الجنّة ، فقلت : يا ابن رسول الله ، ألستم كلّكم قائمين بالحقّ؟ قال : لمّا قتل جدّي الحسين عليه‌السلام ضجّت الملائكة بالبكاء والنحيب ، وقالوا : إلهنا! أتصفح عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله إليهم : قرّوا ملائكتي ، فو عزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين ، ثمّ كشف لهم عن الأئمّة من ولد الحسين ، فسرّت الملائكة بذلك ، ورأوا أحدهم قائما يصلّي ، فقال سبحانه : بهذا القائم أنتقم منهم.

٦٨٤ ـ (٢) ـ الأمالي : أخبرنا محمّد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن حمران ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لما كان من أمر الحسين بن علي عليهما‌السلام ما كان ضجّت الملائكة الى الله تعالى ، وقالت : يا ربّ! يفعل هذا بالحسين صفيّك ، وابن نبيّك؟ قال : فأقام الله لهم ظلّ القائم عليه‌السلام ، وقال : بهذا أنتقم له من ظالميه.

٦٨٥ ـ (٣) ـ غيبة النعماني : محمّد بن همّام ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن إسحاق بن سنان ، عن عبيد بن خارجة ، عن عليّ بن عثمان ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن آبائه

__________________

(٢) ـ أمالي الشيخ الطوسي : ج ٢ ص ٣٣ ؛ البحار : ج ٤٥ ص ٢٢١ ب ٤١ ح ٣.

(٣) ـ غيبة النعماني : ص ١٤٠ ـ ١٤١ ب ١٠ ح ١.

٣٠٩

عليهم‌السلام قال : زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فركب هو وابناه الحسن والحسين عليهم‌السلام ، فمرّ بثقيف فقالوا : قد جاء عليّ يردّ الماء ، فقال علي عليه‌السلام : أما والله لاقتلنّ أنا وابناي هذان ، وليبعثنّ الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا ، وليغيبنّ عنهم تمييزا لأهل الضلالة ، حتّى يقول الجاهل ما لله في آل محمّد من حاجة.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١٠٩ ، ٢٥٥ ، ٢٥٨ ، ٢٦٦ ، ٢٧٠ ٢٩٣ ، ٣٠٥ ، ٤٢٤ ، ٤٣٢ ، ٥١٥.

٣١٠

الفصل التاسع والثلاثون

في أنّ فيه سننا من الأنبياء ومنها الغيبة

وفيه ٢٣ حديثا

٦٨٦ ـ (١) ـ كمال الدين : الشريف أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن محمّد بن همام ، عن أحمد بن محمّد النوفلي ، عن أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح [نجح ـ خ] ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام يقول : في القائم سنن من سبعة أنبياء : سنة من أبينا آدم ، وسنّة من نوح ، وسنّة من إبراهيم ، وسنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من أيّوب ، وسنّة من محمّد صلوات الله عليهم ، فأمّا من آدم ونوح فطول العمر ، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأمّا من موسى فالخوف والغيبة ، وأمّا من عيسى فاختلاف الناس

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢١ ب ٣١ ح ٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٦ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٢٤ مع بعض الاختلاف ؛ إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ وجاء فيه : «سنن من ستّة من الأنبياء» وليس فيه : «من سبعة أنبياء» ، كما جاء فيه : «وسنّة من نوح» وليس فيه : «سنّة من أبينا آدم وسنّة من نوح» ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٧ ب ١٣ ح ٤.

٣١١

فيه ، وأمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى ، وأمّا من محمّد فالخروج بالسيف.

٦٨٧ ـ (٢) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل ، وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسين ، ومحمّد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم الجواليقي ، عن يزيد الكناسي ، قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه‌السلام يقول : إنّ صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف ، ابن أمة سوداء ، يصلح الله له أمره في ليلة.

٦٨٨ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي [ومحمّد بن الحسن] ـ رضي‌الله‌عنه [ما] ، قال [قالا] : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا المعلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور وغيره ، عن [محمّد] بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : في القائم سنّة [شبه ـ خ] من موسى بن عمران عليه‌السلام ، فقلت : وما سنّة [شبه] موسى بن عمران؟ فقال : خفاء

__________________

(٢) ـ غيبة النعماني : ص ١٦٣ ب ١٠ ح ٣ ؛ كمال الدين : ج ١ ص ٣٢٩ ب ٣٢ ح ١٢ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٨ ب ١٣ ح ٨ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٩ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٣٥ عن كمال الدين ، ولفظه هكذا : «صاحب هذا الأمر فيه سنّة من يوسف [ابن أمة ـ خ] يصلح الله أمره في ليلة واحدة».

قال في البحار : قوله : «ابن أمة سوداء» يخالف كثيرا من الأخبار الّتي وردت في وصف أمّه عليه‌السلام ظاهرا ، إلّا أن يحمل على الامّ بالواسطة أو المربّية.

أقول : هذه الجملة غير موجودة في نسخة كمال الدين المترجمة بالفارسية ونسخة طبع النجف سنة ١٣٨٩ ص ٣٢٠ ، راجع : ج ١ ص ٤٤٥ ، هذا مضافا إلى أنّ شبهه من يوسف الغيبة والسجن ، وعلى هذا لا يبعد احتمال الزيادة في الحديث ، والله أعلم.

(٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٠ ب ٣٣ ح ١٨ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٦ ب ١٣ ح ٢ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧١ ـ ٤٧٢ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٤٧.

٣١٢

مولده ، وغيبته عن قومه ، فقلت : وكم غاب موسى بن عمران عليه‌السلام عن قومه وأهله؟ فقال : ثماني وعشرين سنة.

٦٨٩ ـ (٤) ـ كمال الدين : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ في صاحب هذا الأمر سنن من الأنبياء : سنّة من موسى بن عمران ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنّة من محمّد صلوات الله عليهم ، فأمّا سنّة من موسى بن عمران فخائف يترقّب ، وأمّا سنّة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى ، وأمّا سنّة من يوسف فالستر يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه ، وأمّا سنّة من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهتدي بهداه ، ويسير بسيرته.

٦٩٠ ـ (٥) ـ الإمامة والتبصرة : عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : في صاحب هذا الأمر أربعة سنن من أربع

__________________

(٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥٠ ب ٣٣ ح ٤٦ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ب ١٣ ح ١٠ وفيه : «سننا من الأنبياء» ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٤ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٥٩.

(٥) ـ الإمامة والتبصرة : ص ٩٣ ـ ٩٤ ح ٨٤ ؛ غيبة الشيخ : ص ٤٢٤ ح ٤٠٨ وفيه : «وأمّا سنّة من يوسف عليه‌السلام فالغيبة» ، وفي موضع آخر منه : (ص ٦٠ ح ٥٧) جاء : «فالسجن» ، والظاهر أنّ المراد منه الغيبة ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٩٩ ب ٣٢ ف ١٢ ح ٢٧٧ ، وج ٣ ص ٤٦٠ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٠١ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٢١٦ و ٢١٧ ب ١٣ ح ٣ ؛ كمال الدين : ج ١ ص ١٥٢ ـ ١٥٣ ب ٦ ح ١٦ وفيه : «والسجن» ، وأيضا ج ١ ص ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ب ٣٢ ح ٦ وفيه : «فالحبس».

٣١٣

أنبياء : سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنّة من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمّا سنّة من موسى ، فخائف يترقّب ، وأمّا سنّة من يوسف فالسجن ، وأمّا سنّة من عيسى فقيل : إنّه مات ولم يمت ، وأمّا سنة من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فالسيف.

٦٩١ ـ (٦) ـ إثبات الوصيّة : الحميري ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي نصر [أبي بصير ـ خ] قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء : سنّة من موسى في غيبته ، وسنّة من عيسى في خوفه ومراقبة اليهود وقولهم مات ولم يمت وقتل ولم يقتل ، وسنّة من يوسف في جماله وسخائه ، وسنّة من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السيف يظهر به.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٦٩ ، ٢٤٩ ، ٢٨٦ ، ٥٤٠ ، ٥٥٣ ، ٥٥٧ ، ٥٦٤ ، ٥٧٥ ، ٦٢٠ ، ٦٢٦ ، ٦٢٨ ، ٦٣٢ ، ٦٤١ ، ٦٤٢ ، ٦٤٤ ، ٦٤٥ ، ٦٥٠.

__________________

(٦) ـ إثبات الوصيّة : ص ٢٠٢ طبعته الاولى.

٣١٤

الفصل الأربعون

في أنّه يقوم بالسيف

وفيه ١٠ أحاديث

٦٩٢ ـ (١) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال في قول الله عزوجل : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) (١) ، فقال عليه‌السلام : الآيات هم الأئمّة ، والآية المنتظرة القائم عليه‌السلام ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم‌السلام.

٦٩٣ ـ (٢) ـ غيبة النعماني : علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن حسان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن

__________________

(١) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٨ وج ٢ ص ٣٣٦ ب ٣٣ ح ٨ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٥١ ب ٥ ح ٢٥ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٢٢ ب ٧١.

(١) الأنعام : ١٥٨.

(٢) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣١ ب ١٣ ح ١٤ ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٧٧ و ٧٨ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٥٠٠ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٥٣ ب ٢٦ ح ١٠٩.

٣١٥

أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبيه ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : صالح من الصالحين ، سمّه لي اريد القائم عليه‌السلام ، فقال : اسمه اسمي ، قلت : أيسير بسيرة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال : هيهات هيهات يا زرارة! ما يسير بسيرته ، قلت : جعلت فداك لم؟ قال : إنّ رسول الله سار في امته باللين [بالمنّ ـ خ] كان يتألّف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذاك امر في الكتاب الّذي معه أن يسير بالقتل ، ولا يستتيب أحدا ، ويل لمن ناواه (١).

٦٩٤ ـ (٣) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا علي بن الحسن ، عن محمّد بن خالد ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن الحسن بن هارون بيّاع الأنماط ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام جالسا ، فسأله المعلّى بن خنيس : أيسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي عليه‌السلام؟ فقال : نعم ، وذاك أنّ عليّا سار بالمنّ والكفّ ؛ لأنّه علم أنّ شيعته سيظهر عليهم من بعده ، وأنّ القائم اذا قام سار فيهم بالسيف والسبي ، وذلك أنّه يعلم أنّ شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبدا.

٦٩٥ ـ (٤) ـ تفسير القرطبي : في قوله تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ

__________________

(١) لا منافاة بين هذا الحديث وما يدلّ على أنّه يسير بسيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ المراد من أنّه يسير بسيرته شباهته به في قيامه بالسيف ، وعدم شباهته في ذلك بمثل عيسى عليه‌السلام من الأنبياء ، وشباهته به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هدمه آثار الكفر ، وإزالة العادات الذميمة ، والقواعد والقوانين الباطلة الّتي تظهر في آخر الزمان.

(٣) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣٢ ب ١٣ ح ١٦ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٥٣ ب ٢٦ ح ١١١ ؛ علل الشرائع : ج ١ ص ٢١٠ مع اختلاف في السند ، حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٢٨ و ٦٢٩.

(٤) ـ تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) : ج ١٤ ص ١٠٧ ، تفسير الآلوسي (روح المعاني) : ج ٢١ ص ١٢١.

٣١٦

الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) (١) روي عن جعفر بن محمّد [عليهما‌السلام] أنّه (أي العذاب الأكبر) خروج المهديّ بالسيف ، والأدنى : غلاء السعر.

وفي تفسير الآلوسي أيضا ما هذا لفظه : وعن جعفر بن محمّد ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أنّه خروج المهدي بالسيف.

__________________

وفي روح البيان : ج ٢١ ص ١٢٤ عن اللباب ، عن تفسير النقّاش ، أنّ الأدنى غلاء الأسعار ، والأكبر خروج المهديّ بالسيف. ولفظه بالفارسيّة هذا : «در لباب از تفسير نقّاش نقل كرده كه «أدنى» غلاء أسعار است ، و «أكبر» خروج مهديّ به شمشير آبدار».

وفي التبيان : ج ٨ ص ٣٠٦ عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّ العذاب الأدنى هو القحط ، والأكبر خروج المهدي بالسيف.

وفي المحجّة ص ١٧٣ عن المفضّل بن عمر : «الأدنى» عذاب السفر (القبر) ، و «الأكبر» المهديّ بالسيف.

وعن محمّد بن الحسن الشيباني في كشف البيان : «الأدنى» القحط والجدب ، و «الأكبر» خروج القائم المهدي عليه‌السلام بالسيف في آخر الزمان.

أقول : يجوز أن يكون تفسير «العذاب الأدنى» بالقحط وغيره ما يقع من ذلك قبل ظهور المهدي ـ بأبي هو وامّي ـ وكونه من مصاديقه ، فلا ينافي هذا التفسير تفسيره بغير هذا أيضا ممّا جاء في التفاسير ، كما يجوز الجمع بين تفسير «الأكبر» بخروجه بالسيف وبغيره أيضا ، لكونه من مصاديقه ، فلا يعارض تفسير «الأكبر» بعذاب الآخرة تفسيره بخروجه عليه‌السلام ، مضافا إلى أنّ ما يحتجّ به عند اختلاف المفسّرين هو ما جاء من طرق أهل البيت عليهم‌السلام ، كما بيّنّاه في كتابنا : «أمان الامّة من الضلال والاختلاف».

وجاء في بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٥٩ ، وتأويل الآيات الظاهرة : ص ٤٣٧ ، قال : («الأدنى» غلاء السعر ، و «الأكبر» المهدي بالسيف).

وجاء في إلزام الناصب : «الأدنى» عذاب السقر ، و «الأكبر» المهدي عليه‌السلام بالسيف في آخر الزمان.

(١) السجدة : ٢١.

٣١٧

٦٩٦ ـ (٥) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : وجدنا في كتاب عليّ عليه‌السلام (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (١) أنا وأهل بيتي الّذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمّرها ، وليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها ، فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الّذي تركها ، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها ، حتّى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنعها ، إلّا ما كان في أيدي شيعتنا ، فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم.

ويدلّ عليه الأحاديث : ٤٢٣ ، ٤٢٦ ، ٥٧٢ ، ٧١٣ ، ٧١٥.

__________________

(٥) ـ الكافي : ج ١ ص ٤٠٧ و ٤٠٨ ح ١ ب أنّ الأرض كلّها للإمام عليه‌السلام ؛ تفسير نور الثقلين : ج ٢ ص ٥٦ ح ٢٢٢ من تفسير سورة الأعراف ؛ تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ٢٥ ح ٦٦ ، تفسير الصافي : ج ٢ ص ٢٢٨ من تفسير سورة الأعراف ؛ تفسير البرهان : ج ٢ ص ٢٨ من تفسير سورة الأعراف ؛ البحار : ج ١٠٠ ص ٥٨ ب ٩ ح ٢.

(١) الأعراف : ١٢٨.

٣١٨

الفصل الحادي والأربعون

فيما يدلّ على تمكين الناس لسلطانه

وفيه ٣ أحاديث

٦٩٧ ـ (١) ـ سنن ابن ماجة : حدّثنا حرملة بن يحيى المصري ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، قالا : حدّثنا أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي ، عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي ، يعني : سلطانه.

__________________

(١) ـ سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٣٦٨ ب خروج المهدي ، من كتاب الفتن ب (٣٤) ح ٤٠٨٨.

أقول : قال السندي في حاشيته : قوله : «فيوطّئون للمهدي» أي يمهّدون.

عقد الدرر : ص ١٢٥ ب ٥ أخرجه عن ابن ماجة في سننه وعن البيهقي ، إلّا أنّه قال : «اناس» ، وأخرجه في التذكرة : ص ٢٤٠ عن أبي داود إلّا أنّه قال : «فيوطّئون للمهدي كرسي سلطانه» ، فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٣٣ ب ٦١ ، معجم الطبراني الأوسط : ج ١ ص ٢٠٠ ح ٢٨٧ باختلاف قليل ، المنار المنيف : ص ١٤٥ ف ٥٠ ح ٣٣٢ ، نهاية البداية والنهاية : ج ١ ص ٤١ ، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ١٤٧ ب ٧ ح ٢ وفيه : «فيوطّئون للمهدي سلطانه» ، مختصر تذكرة القرطبي للشعراني : ص ٤٠ ، وفيه «اناس» و «فيوطّئون للمهدي كرسي سلطانه» ، الإذاعة : ص ١٢٤ ، كنز العمّال : ج ١٤ ص ٢٦٣ ح ٣٨٦٥٧ ، مجمع الزوائد : ج ٧ ص ٣١٨ ، ومصادر كثيرة اخرى.

٣١٩

٦٩٨ ـ (٢) ـ سنن أبي داود : قال هارون : حدّثنا عمرو بن أبي قيس ، عن مطرف بن طريف ، عن أبي الحسن ، عن هلال بن عمرو ، قال : سمعت عليّا ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول : قال النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يخرج رجل من وراء النهر ، يقال له : الحارث بن الحراث ، على مقدّمته رجل يقال له : منصور ، يوطّئ أو يمكّن لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وجب على كلّ مؤمن نصره ، أو قال : إجابته.

ويدلّ عليه أيضا الحديث : ٧٢٠.

__________________

(٢) ـ سنن أبي داود : ج ٤ ص ١٠٨ و ١٠٩ كتاب المهدي ح ٤٢٩٠ ؛ مصابيح السنّة في باب اشتراط الساعة : ج ٢ ص ١٩٤ ؛ عقد الدرر : ص ١٣٠ ب ٥ عن أبي داود وسنن النسائي ، وعن البيهقي والمصابيح ؛ جمع الجوامع : ج ١ ص ٩٩٧ عن أبي داود ؛ التذكرة : ص ٢٤٠ إلّا أنّه قال : «يخرج رجل من وزراء المهدي يقال له الحرث بن الحراث» ، وقال : «أو قال : إعانته» ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٣٠ ب ٧٢ ؛ التاج الجامع للاصول : ج ٥ ص ٣٤٤ ومصادر كثيرة اخرى.

٣٢٠