منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك من بعدك؟ فقال : لله أمر هو بالغه ، ومضى ـ رضي‌الله‌عنه فهذا آخر كلام سمع منه.

٨٧٩ ـ (١٧) ـ غيبة الشيخ : وأخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن أبي عبد الله ، أحمد بن محمّد الصفواني ، قال : أوصى الشيخ أبو القاسم ـ رضي‌الله‌عنه ـ الى أبي الحسن ، علي بن محمد السمري ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقام بما كان الى أبي القاسم ، فلمّا حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده ، وسألته عن الموكّل بعده ، ولمن يقوم مقامه ، فلم يظهر شيئا من ذلك ، وذكر أنّه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن.

٨٨٠ ـ (١٨) ـ رجال الكشي : جعفر بن معروف الكشّي ، قال : كتب أبو عبد الله البلخي إليّ ، يذكر عن الحسين بن روح القمّي أنّ أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه في الحجّ ، فأذن له وبعث إليه بثوب ، فقال أحمد بن إسحاق : نعى إليّ نفسي ، فانصرف من الحج فمات بحلوان.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث ٧٨٩ ، ٧٩٣ ، ٨١١ ، ٨١٢ ، ٨٢١ ، ٨٢٢ ، ٨٢٥ ، ٨٤٩ ، ٨٦١.

__________________

(١٧) ـ غيبة الشيخ : ص ٣٩٤ ح ٣٦٣ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٣٦٠ ب ١٦ ؛ إعلام الورى : ص ٤١٧ ب ٣ ف ١.

(١٨) ـ رجال الكشي : ص ٥٥٧ رقم ١٠٥٢ طبع جامعة مشهد ، إثبات الهداة : ج ٧ ص ٣٦٣ ف ١٢ ب ٣٣ ح ١٤٨ ؛ معجم رجال الحديث : ج ٢ ص ٤٩ برقم ٤٣٣ ؛ البحار : ج ٥١ ص ٣٠٦ ب ١٥ ح ٢١.

٥٢١
٥٢٢

الباب السادس

في حالاته ومعجزاته في الغيبة الكبرى ،

وذكر بعض من تشرّف بزيارته

وفيه فصلان

٥٢٣
٥٢٤

الفصل الأول

في معجزاته في الغيبة الكبرى

وفيه ١٥ حديثا

٨٨١ ـ ٨٨٢ ـ «١ ، ٢» ـ كشف الغمة : أنا أذكر من ذلك قصّتين قرب عهدهما من زماني ، وحدّثني بهما جماعة من ثقات إخواني.

كان في البلاد الحليّة شخص يقال له إسماعيل بن الحسن الهرقلي ، من قرية يقال لها : هرقل ، مات في زماني وما رأيته ، حكى لي ولده شمس الدين ، قال : حكى لي والدي أنّه خرج فيه ـ وهو شابّ ـ على فخذه الأيسر توثة مقدار قبضة الإنسان وكانت في كلّ ربيع تشقّق ويخرج منها دم وقيح ، ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله ، وكان مقيما بهرقل فحضر الحلّة يوما ودخل الى مجلس السعيد رضى الدين على بن طاوس ـ رحمه‌الله ـ وشكا إليه ما يجده منها ، وقال : اريد أن أداويها ، فأحضر له أطبّاء الحلّة وأراهم الموضع ، فقالوا : هذه التوثة فوق العرق الأكحل ، وعلاجها خطر ، ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت ،

__________________

١ ، ٢ ـ كشف الغمة : ج ٢ ص ٤٩٣ ـ ٤٩٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٦١ ـ ٦٦ ب ١٨ ح ٥١ ؛ الأنوار النعمانية : ج ٢ ص ٤٤ ـ ٤٦.

٥٢٥

فقال له السعيد رضي الدين ـ قدس روحه ـ : أنا متوجّه الى بغداد ، وربّما كان أطباؤها أعرف وأحذق من هؤلاء فاصحبني ، فأصعد معه وأحضر الأطباء ، فقالوا كما قال اولئك ، فضاق صدره ، فقال له السعيد : إنّ الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب ، وعليك الاجتهاد في الاحتراس ، ولا تغرّر بنفسك فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله ، فقال له والدي : إذا كان الأمر على ذلك وقد وصلت الى بغداد فأتوجّه الى زيارة المشهد الشريف بسرّمن رأى على مشرّفه السلام ، ثم أنحدر إلى أهلي ، فحسّن له ذلك ، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين وتوجّه ، قال : فلمّا دخلت المشهد وزرت الأئمة عليهم‌السلام ، نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالإمام عليه‌السلام ، وقضيت بعض الليل في السرداب ، وبتّ في المشهد إلى الخميس ، ثمّ مضيت إلى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا ، وملأت إبريقا كان معي ، وصعدت أريد المشهد ، فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور ، وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم ، فالتقينا فرأيت شابّين أحدهما عبد مخطوط ، وكلّ واحد منهم متقلّد بسيف ، وشيخا منقّبا بيده رمح ، والآخر متقلّد بسيف ، وعليه فرجيّة ملوّنة فوق السيف وهو متحنّك بعذبته ، فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ووضع كعب الرمح في الأرض ، ووقف الشابّان عن يسار الطريق ، وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي ، ثمّ سلّموا عليه ، فردّ عليهم‌السلام ، فقال له صاحب الفرجيّة : أنت غدا تروح الى أهلك؟ فقال : نعم ، فقال له : تقدّم حتّى أبصر ما يوجعك؟ قال : فكرهت ملامستهم ، وقلت في نفسي : أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وأنا قد خرجت من

٥٢٦

الماء وقميصي مبلول ، ثمّ إنّي بعد ذلك تقدّمت إليه فلزمني بيده ومدّني إليه ، وجعل يلمس جانبي من كتفي الى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده ، فأوجعني ، ثمّ استوى في سرجه كما كان ، فقال لي الشيخ : أفلحت يا إسماعيل فعجبت من معرفته باسمي ، فقلت : أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله ، قال : فقال لي الشيخ : هذا هو الإمام ، قال : فتقدّمت إليه فاحتضنته وقبّلت فخذه.

ثمّ إنّه ساق وأنا أمشي معه محتضنه ، فقال : ارجع ، فقلت : لا أفارقك أبدا ، فقال : المصلحة رجوعك ، فأعدت عليه مثل القول الأوّل ، فقال الشيخ : يا إسماعيل! ما تستحيي؟ يقول لك الإمام مرّتين ارجع وتخالفه؟ فجبهني بهذا القول ، فوقفت ، فتقدّم خطوات والتفت إليّ ، وقال : إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر ـ يعني الخليفة المستنصر ـ رحمه‌الله ـ فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه ، وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض ، فإنّني أوصيه يعطيك الذي تريد ، ثم سار وأصحابه معه ، فلم أزل قائما أبصرهم إلى أن غابوا عنّي ، وحصل عندي أسف لمفارقته ، فقعدت إلى الأرض ساعة ثمّ مشيت إلى المشهد ، فاجتمع القوّام حولي وقالوا : نرى وجهك متغيّرا أوجعك شيء؟ قلت : لا ، قالوا : أخاصمك أحد؟ قلت : لا ، ليس عندي ممّا تقولون خبر ، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا : هم من الشرفاء أرباب الغنم ، فقلت : لا ، بل هو الإمام عليه‌السلام ، فقالوا : الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت : هو صاحب الفرجيّة ، فقالوا : أريته المرض الذي فيك؟ فقلت : هو قبضه بيده وأوجعني ، ثمّ كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا ، فتداخلني الشكّ

٥٢٧

من الدهش ، فأخرجت رجلي الاخرى فلم أر شيئا ، فانطبق الناس عليّ ومزّقوا قميصي ، فأدخلني القوّام خزانة ومنعوا الناس عنّي ، وكان ناظر بين النهرين بالمشهد ، فسمع الضجّة وسأل عن الخبر فعرّفوه ، فجاء الى الخزانة وسألني عن اسمي ، وسألني منذ كم خرجت من بغداد ، فعرّفته أنّي خرجت في أوّل الاسبوع ، فمشى عنّي وبتّ في المشهد وصلّيت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد ، ورجعوا عنّي ، ووصلت إلى أوانا فبتّ بها ، وبكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة ، يسألون من ورد عليهم من اسمه ونسبه وأين كان ، فسألوني عن اسمي ومن أين جئت ، فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ ومزّقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم ، وكان ناظر بين النهرين كتب الى بغداد وعرّفهم الحال ، ثمّ حملوني إلى بغداد ، وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام ، وكان الوزير القمّي ـ رحمه‌الله تعالى ـ قد طلب السعيد رضي الدين رحمه‌الله ، وتقدّم أن يعرّفه صحّة هذا الخبر.

قال : فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبي ، فردّ أصحابه الناس عنّي ، فلمّا رآني قال : أعنك يقولون؟ قلت : نعم ، فنزل عن دابّته وكشف عن فخذي فلم ير شيئا ، فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي ، ويقول : يا مولانا! هذا أخي ، وأقرب الناس إلى قلبي ، فسألني الوزير عن القصّة ، فحكيت له ، فأحضر الأطبّاء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها ، فقالوا : ما دواءها إلّا القطع بالحديد ، ومتى قطعها مات ، فقال لهم الوزير : فبتقدير أن تقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا : في شهرين ، وتبقى في مكانها حفيرة

٥٢٨

بيضاء لا ينبت فيها شعر ، فسألهم الوزير : متى رأيتموه؟ قالوا : منذ عشرة أيّام ، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم وهي مثل اختها ليس فيها أثر أصلا ، فصاح أحد الحكماء : هذا عمل المسيح ، فقال الوزير : حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.

ثم إنّه احضر عند الخليفة المستنصر ـ رحمه‌الله تعالى ـ فسأله عن القصّة فعرّفه بها كما جرى ، فتقدّم له بألف دينار ، فلمّا حضرت قال : خذ هذه فأنفقها ، فقال : ما أجسر آخذ منه حبّة واحدة ، فقال الخليفة : ممّن تخاف؟ فقال : من الذي فعل معي هذا ، قال : لا تأخذ من أبي جعفر شيئا ، فبكى الخليفة وتكدّر وخرج من عنده ولم يأخذ شيئا.

قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته علي بن عيسى ـ عفا الله عنه ـ : كنت في بعض الأيّام أحكي هذه القصّة لجماعة عندي ، وكان هذا شمس الدين محمّد ولده عندي ، وأنا لا أعرفه ، فلمّا انقضت الحكاية قال : أنا ولده لصلبه ، فعجبت من هذا الاتّفاق ، وقلت : هل رأيت فخذه وهي مريضة؟ فقال : لا لأنّي أصبوا عن ذلك ، ولكنّي رأيتها بعد ما صلحت ولا أثر فيها ، وقد نبت في موضعها شعر ، وسألت السيّد صفي الدين محمّد بن محمّد بن بشر العلوي الموسوي ، ونجم الدين حيدر بن الأيسر ـ رحمهما‌الله تعالى ـ وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم ، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي ، فأخبراني بصحّة هذه القصّة ، وأنّهما رأياها في حال مرضها وحال صحّتها. وحكى لي ولده هذا أنّه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه‌السلام ، حتّى إنّه جاء الى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء ، وكان كلّ أيّامه يزور سامراء ويعود الى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرّة طمعا أن يعود له الوقت الذي

٥٢٩

مضى أو يقضي له الحظّ بما قضى ، ومن الذي أعطاه دهره الرضا ، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء ، فمات ـ رحمه‌الله ـ بحسرته ، وانتقل الى الآخرة بغصّته ، والله يتولاه وإيّانا برحمته بمنّه وكرامته.

وحكى لي السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسيني أن أباه عطوة كان به أدرة ، وكان زيدي المذهب ، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإماميّة ، ويقول : لا اصدّقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجيء صاحبكم ـ يعني المهدي ـ فيبرئني من هذا المرض ، وتكرّر هذا القول منه ، فبينا نحن مجتمعون عند وقت عشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا ؛ فأتيناه سراعا ، فقال : الحقوا صاحبكم ، فالساعة خرج من عندي ، فخرجنا فلم نر أحدا ، فعدنا إليه وسألناه ، فقال : إنّه دخل إليّ شخص ، وقال : يا عطوة! فقلت : من أنت؟ فقال : أنا صاحب بنيك ، قد جئت لابرئك ممّا بك ، ثمّ مدّ يده فعصر قروتي ومشى ، ومددت يدي فلم أر لها أثرا ، قال لي ولده : وبقي مثل الغزال ليس به قلبة ، واشتهرت هذه القصّة ، وسألت عنها غير ابنه فأخبر عنها فأقرّ بها.

والأخبار عنه عليه‌السلام في هذا الباب كثيرة ، وأنّه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز وغيرها فخلّصهم ، وأوصلهم الى حيث أرادوا ، ولو لا التطويل لذكرت منها جملة ، ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.

٨٨٣ ـ (٣) ـ جنّة المأوى : الحكاية الثانية والثلاثون : في شهر جمادى الاولى من سنة ألف ومائتين وتسعة وتسعين ، ورد الكاظمين عليهما‌السلام رجل اسمه آقا محمّد مهدي ، وكان من قاطني بندر ملومين

__________________

(٣) ـ جنّة المأوى المطبوع مع المجلّد ٥٣ من البحار : ص ٢٦٥ ـ ٢٦٩.

٥٣٠

من بنادر ماجين وممالك برمه ، وهو الآن في تصرّف الإنجريز ، ومن بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند ، إليه مسافة ستّة أيّام من البحر مع المراكب الدخانيّة ، وكان أبوه من أهل شيراز ولكنّه ولد وتعيّش في البندر المذكور ، وابتلي قبل التاريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد ، فلمّا عوفي منه بقي أصمّ أخرس ، فتوسّل لشفاء مرضه بزيارة أئمّة العراق عليهم‌السلام ، وكان له أقارب في بلدة الكاظمين عليهما‌السلام من التجّار المعروفين ، فنزل عليهم وبقي عندهم عشرين يوما ، فصادف وقت حركة مركب الدخان إلى سرّ من رأى لطغيان الماء ، فأتوا به إلى المركب وسلّموه الى راكبيه ، وهم من أهل بغداد وكربلاء ، وسألوهم المراقبة في حاله والنظر في حوائجه ، لعدم قدرته على إبرازها ، وكتبوا الى بعض المجاورين من أهل سامراء للتوجّه في اموره.

فلمّا ورد تلك الأرض المشرّفة والناحية المقدّسة ، أتى إلى السرداب المنوّر بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخرة من السنة المذكورة ، وكان فيه جماعة من الثقات والمقدّسين ، إلى أن أتى إلى الصفّة المباركة فبكى وتضرّع فيها زمانا طويلا ، وكان يكتب قبيله حاله على الجدار ، ويسأل من الناظرين الدعاء والشفاعة ، فما تمّ بكاؤه وتضرّعه إلّا وقد فتح الله تعالى لسانه ، وخرج بإعجاز الحجّة عليه‌السلام من ذلك المقام المنيف مع لسان ذلق ، وكلام فصيح ، وأحضر في يوم السبت في محفل تدريس سيّد الفقهاء وشيخ العلماء رئيس الشيعة ، وتاج الشريعة ، المنتهية إليه رئاسة الإماميّة ، سيّدنا الأفخم واستاذنا الأعظم الحاجّ الآميرزا محمّد حسن الشيرازي متّع الله المسلمين بطول بقائه ، وقرأ عنده متبرّكا السورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحّته وحسن قراءته ،

٥٣١

وصار يوما مشهودا ومقاما محمودا.

وفي ليلة الأحد والاثنين اجتمع العلماء والفضلاء في الصحن الشريف فرحين مسرورين ، وأضاءوا فضاءه من المصابيح والقناديل ، ونظموا القصّة ونشروها في البلاد ، وكان معه في المركب مادح أهل البيت عليهم‌السلام الفاضل اللبيب الحاجّ ملّا عباس الصفّار الزنوزي البغدادي ، فقال وهو من قصيدة طويلة ، ورآه مريضا وصحيحا :

وفي عامها جئت والزائرين

الى بلدة سرّ من قد رآها

رأيت من الصين فيها فتى

وكان سميّ إمام هداها

يشير إذا ما أراد الكلام

وللنفس منه ... (١) براها

وقد قيّد السقم منه الكلام

وأطلق من مقلتيه دماها

فوافا إلى باب سرداب من

به الناس طرّا ينال مناها

يروم بغير لسان يزور

وللنفس منه دهت بعناها

وقد صار يكتب فوق الجدار

ما فيه للروح منه شفاها

أروم الزيارة بعد الدعاء

ممّن رأى أسطري وتلاها

لعلّ لساني يعود الفصيح

وعليّ أزور وأدعو الإلها

إذا هو في رجل مقبل

تراه ورى البعض من أتقياها

تأبط خير كتاب له

وقد جاء من حيث غاب ابن طه

فأومى إليه ادع ما قد كتب

وجاء فلمّا تلاه دعاها

وأوصى به سيّدا جالسا

أن ادعوا له بالشفاء شفاها

فقام وأدخله غيبة الإ

مام المغيّب من أوصياها

وجاء إلى حفرة الصفّة

التي هي للعين نور ضياها

__________________

(١) ـ كذا في المصدر.

٥٣٢

وأسرج آخر فيها السراج

وأدناه من فمه ليراها

هناك دعا الله مستغفرا

وعيناه مشغولة ببكاها

ومذ عاد منها يريد الصلاة

قد عاود النفس منه شفاها

وقد أطلق الله منه اللسان

وتلك الصلاة أتمّ أداها

ولمّا بلغ الخبر إلى خرّيت صناعة الشعر ، السيّد المؤيد ، الأديب اللبيب ، فخر الطالبيّين ، وناموس العلويّين ، السيد حيدر بن السيّد سليمان الحلّي ـ أيّده الله تعالى ـ بعث الى سرّ من رأى كتابا صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم ، لمّا هبّت من الناحية المقدّسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبير هاتيك الكرامة ، فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله عند ما قام عندها في تضرّعه وابتهاله ، أحببت أن أنتظم في سلك من خدم تلك الحضرة ، في نظم قصيدة تتضمّن بيان هذا المعجز العظيم ونشره ، وأن أهنّئ علامة الزمن وغرّة وجهه الحسن ، فرع الأراكة المحمّديّة ، ومنار الملّة الأحمديّة ، علم الشريعة ، وإمام الشيعة ، لأجمع بين العبادتين في خدمة هاتين الحضرتين ، فنظمت هذه القصيدة الغرّاء ، وأهديتها إلى دار إقامته وهي سامرّاء ، راجيا أن تقع موقع القبول ، فقلت ومن الله بلوغ المأمول :

كذا يظهر المعجز الباهر

ويشهده البرّ والفاجر

وتروى الكرامة مأثورة

يبلّغها الغائب الحاضر

يقرّ لقوم بها ناظر

ويقذي لقوم بها ناظر

فقلب لها ترحا واقع

وقلب بها فرحا طائر

أجل طرف فكرك يا مستدلّ

وأنجد بطرفك يا غائر

تصفّح مآثر آل الرسول

وحسبك ما نشر الناشر

٥٣٣

ودونكه نبأ صادقا

لقلب العدوّ هو الباقر

فمن صاحب الأمر أمس استبان

لنا معجز أمره باهر

بموضع غيبته مذ ألمّ

أخو علّة داؤها ظاهر

رمى فمه باعتقال اللسان

رام هو الزمن الغادر

فأقبل ملتمسا للشفاء

لدى من هو الغائب الحاضر

ولقّنه القول مستأجر

عن القصد فى أمره جائر

فبيناه في تعب ناصب

ومن ضجر فكره حائر

إذ انحلّ من ذلك الاعتقال

وبارحه ذلك الضائر

فراح لمولاه في الحامدين

وهو لآلائه ذاكر

لعمري لقد مسحت داءه

يد كلّ خلق لها شاكر

يد لم تزل رحمة للعباد

لذلك أنشأها الفاطر

تحدّر وإن كرهت أنفس

يضيق شجى صدرها الواغر

وقل إنّ قائم آل النبيّ

له النهي وهو هو الآمر

أيمنع زائره الاعتقال

ممّا به ينطق الزائر

ويدعوه صدقا إلى حلّه

ويقضي على أنّه القادر

ويكبو مرجّيه دون الغياث

وهو يقال به العاثر

فحاشاه بل هو نعم المغيث

إذا نضنض الحارث الفاغر

فهذي الكرامة لا ما غدا

يلفّقه الفاسق الفاجر

أدم ذكرها يا لسان الزمان

وفي نشرها فمك العاطر

وهنّ بها سرّ من را ومن

به ربعها آهل عامر

هو السيد الحسن المجتبى

خضمّ الندى غيثه الهامر

وقل يا تقدّست من بقعة

بها يهب الزلّة الغافر

٥٣٤

كلا اسميك في الناس باد له

بأوجههم أثر ظاهر

فأنت لبعضهم سرّ من

رأى وهو نعت لهم ظاهر

فأنت لبعضهم ساء من

رأى وبه يوصف الخاسر

لقد أطلق الحسن المكرمات

محيّاك فهو بهيّ سافر

فأنت حديقة زهو به

وأخلافه روضك الناضر

عليم تربّى بحجر الهدى

ونسج التقى برده الطاهر

 ... إلى أن قال ـ سلّمه الله تعالى ـ :

كذا فلتكن عترة المرسلين

وإلّا فما الفخر يا فاخر

٨٨٤ ـ (٤) ـ تنبيه الخواطر (المعروف بمجموعة ورّام) : حدثني السيّد الأجلّ الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني ، قال : حدّثني علي بن نما ، قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن علي بن حمزة الأقساني في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي ، قال : كان بالكوفة شيخ قصّار ، وكان موسوما بالزهد ، منخرطا في سلك السياحة ، متبتّلا للعبادة ، مقتفيا للآثار الصالحة ، فاتّفق يوما أنّني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدّثه وهو مقبل عليه ، قال : كنت ذات ليلة بمسجد جعفي ، وهو مسجد قديم ، وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة ، فإذا أقبل عليّ ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد ، فلمّا توسّطوا صرحته جلس أحدهم ثمّ مسح الأرض بيده يمنة ويسرة ، فحصحص الماء ونبع ، فأسبغ الوضوء منه ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء فتوضّئا ، ثمّ تقدّم فصلّى بهما إماما ، فصلّيت معهم مؤتمّا به ، فلمّا سلّم وقضى صلاته بهرني حاله ، واستعظمت فعله

__________________

(٤) ـ تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ٣٠٣ ـ ٣٠٥ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٥٥ و ٥٦ ب ١٨ ح ٣٩ ؛ إثبات الهداة : ج ٧ ص ٣٦٥ ف ١٥ ب ٣٦٤ ح ١٥١.

٥٣٥

من إنباع الماء ، فسألت الشخص الذي كان منهما إلى يميني عن الرجل ، فقلت له : من هذا؟ فقال لي : هذا صاحب الأمر ولد الحسن عليه‌السلام ، فدنوت منه وقبّلت يديه ، وقلت له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله! ما تقول في الشريف عمر بن حمزة ، هل هو على الحقّ؟ فقال : لا ، وربّما اهتدى ، إلّا أنّه ما يموت حتّى يراني ، فاستطرفنا هذا الحديث ، فمضت برهة طويلة فتوفّي الشريف عمر ولم يشع أنّه لقيه ، فلمّا اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها ، وقلت له مثل الرادّ عليه : أليس كنت ذكرت أنّ هذا الشريف عمر لا يموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إليه ، فقال لي : ومن أين لك أنّه لم يره؟ ثمّ إنّني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبى المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده ، فقال : إنّا كنّا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه ، وقد سقطت قوّته وخفت صوته والأبواب مغلقة علينا إذ دخل علينا شخص هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤاله ، فجلس الى جنب والدي وجعل يحدّثه مليّا ووالدي يبكي ، ثمّ نهض ، فلمّا غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال : أجلسوني ، فأجلسناه وفتح عينيه وقال : أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا : خرج من حيث أتى ، فقال : اطلبوه ، فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلقة ولم نجد له أثرا ، فعدنا إليه فأخبرناه بحاله وأنّا لم نجده ، ثمّ إنّا سألناه عنه ، فقال : هذا صاحب الأمر ، ثمّ عاد إلى ثقله في المرض واغمي عليه ، تمّ الحديث.

٨٨٥ ـ (٥) ـ السلطان المفرج عن أهل الإيمان : ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة سبعمائة وتسع وخمسين حكى لى المولى الأجلّ الأمجد ،

__________________

(٥) ـ البحار : ج ٥٢ ص ٧٣ ب ١٨ ضمن ح ٥٥ عن الكتاب المذكور.

٥٣٦

العالم الفاضل ، القدوة الكامل ، المحقّق المدقّق ، مجمع الفضائل ، ومرجع الأفاضل ، افتخار العلماء في العالمين ، كمال الملّة والدين ، عبد الرحمن بن العمّاني ، وكتب بخطّه الكريم ، عندي ما صورته :

قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمن بن ابراهيم القبائقي : إنّي كنت أسمع في الحلة السيفيّة ـ حماها الله تعالى ـ أنّ المولى الكبير المعظّم جمال الدين ابن الشيخ الأجلّ الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر بن الزهدري كان به فالج ، فعالجته جدّته لأبيه بعد موت أبيه بكلّ علاج للفالج ، فلم يبرأ ، فأشار عليها بعض الأطبّاء ببغداد فأحضرتهم فعالجوه زمانا طويلا فلم يبرأ ، وقيل لها : ألّا تبيّتينه تحت القبّة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه‌السلام ، لعلّ الله تعالى يعافيه ويبرئه ، ففعلت وبيّتته تحتها ، وإنّ صاحب الزمان عليه‌السلام أقامه وأزال عنه الفالج.

ثمّ بعد ذلك حصل بيني وبينه صحبة حتّى كنّا لم نكد نفترق ، وكان له دار المعشرة ، يجتمع فيها وجوه أهل الحلّة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم ، فاستحكيته عن هذه الحكاية ، فقال لي : إنّي كنت مفلوجا وعجز الأطبّاء عنّي ، وحكى لي ما كنت أسمعه مستفاضا في الحلّة من قضيّته ، وأنّ الحجّة صاحب الزمان عليه‌السلام قال لي وقد أباتتني جدّتي تحت القبّة : قم ، فقلت : يا سيّدي لا أقدر على القيام منذ سنتي ، فقال : قم بإذن الله تعالى ، وأعانني على القيام ، فقمت وزال عنّي الفالج ، وانطبق عليّ الناس حتّى كادوا يقتلونني ، وأخذوا ما كان علي من الثياب تقطيعا وتنتيفا يتبرّكون فيها ، وكساني الناس من ثيابهم ، ورحت إلى البيت ،

٥٣٧

وليس بي أثر الفالج ، وبعثت الى الناس ثيابهم ، وكنت أسمعه يحكي ذلك للناس ولمن يستحكيه مرارا حتّى مات رحمه‌الله.

٨٨٦ ـ (٦) ـ السلطان المفرّج عن أهل الإيمان : ومن ذلك ما أخبرني من أثق به ، وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغروي ـ سلّم الله تعالى على مشرّفه ـ ما صورته : إنّ الدار التي هي الآن ـ سنة سبعمائة وتسع وثمانين ـ أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير والصلاح يدعى حسين المدلّل ، وبه يعرف ساباط المدلّل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة ، وهو مشهور بالمشهد الشريف الغروي عليه‌السلام ، وكان الرجل له عيال وأطفال ، فأصابه فالج فمكث مدّة لا يقدر على القيام وإنّما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته ، ومكث على ذلك مدّة مديدة ، فدخل على عياله وأهله بذلك شدّة شديدة ، واحتاجوا الى الناس واشتدّ عليهم الناس ، فلما كان سنة عشرين وسبعمائة هجريّة في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله فانتبهوا في الدار ، فإذا الدار والسطح قد امتلأ نورا يأخذ بالأبصار ، فقالوا : ما الخبر؟ فقال : إنّ الإمام عليه‌السلام جاءني وقال لي : قم يا حسين! فقلت : يا سيّدي ، أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني فذهب ما بي ، وها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي ، وقال لي : هذا الساباط دربي الى زيارة جدّي عليه‌السلام فأغلقه في كلّ ليلة ، فقلت : سمعا وطاعة لله ولك يا مولاي ، فقام الرجل وخرج الى الحضرة الشريفة الغرويّة ، وزار الإمام عليه‌السلام ، وحمد الله تعالى على ما حصل له من الإنعام ، وصار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات ،

__________________

(٦) ـ البحار : ج ٥٢ ص ٧٣ و ٧٤ ب ١٨ ضمن ح ٥٥ عن الكتاب المذكور.

٥٣٨

فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الإمام القائم عليه‌السلام.

٨٨٧ ـ (٧) ـ قبس المصباح : أخبرنا الشيخ الصدوق ، أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي ، المعروف بابن الكوفي ببغداد في آخر شهر ربيع الأوّل سنة اثنين وأربعين وأربعمائة ، وكان شيخا بهيّا ثقة ، صدوق اللسان عند الموافق والمخالف ، رضي‌الله‌عنه وأرضاه ، قال : أخبرني الحسن بن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه ، قال : حكى لي أبو الوفاء الشيرازي وكان صديقا ، أنّه قبض عليّ أبو على إلياس صاحب كرمان فقيّدني ، وكان الموكلون بي يقولون : إنّه قد همّ فيك بمكروه ، فقلقت من ذلك وجعلت أناجي الله تعالى بالنبي والائمة عليهم‌السلام ، ولمّا كانت ليلة الجمعة فرغت من صلواتي ونمت ، فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في نومي وهو يقول : لا تتوسّل بي ولا بابنتي ولا ابني لشيء من أغراض الدنيا إلّا لما تبتغيه من طاعة الله تعالى ورضوانه ، فأمّا أبو الحسن أخي فإنّه ينتقم لك ممّن ظلمك ، قال : فقلت : يا رسول الله! كيف ينتقم ممّن ظلمني وقد لبّب في حبل فلم ينتقم ، وغصب على حقّه فلم يتكلّم؟ قال : فنظر إليّ عليه‌السلام كالمتعجّب وقال : ذلك عهد عهدته إليه ، وأمر أمرته به ، فلمّا يجز له إلّا القيام به ، وقد أدّى الحقّ فيه ، إلّا أنّ الويل لمن تعرّض لوليّ الله ، وأمّا عليّ بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين ، وأمّا محمد بن علي وجعفر بن محمّد عليهما‌السلام فللآخرة

__________________

(٧) ـ الكلم الطيّب : ص ٦٣ ـ ٦٦ عن قبس المصباح للشيخ الصهرشتي.

أقول : ذكر السيّد الأجلّ السيّد علي خان ـ قدس‌سره ـ فى الكلم الطيّب عن الصهرشتي دعاء للتوسّل بالنبي والائمة عليهم‌السلام ، وبعده دعاء أيضا للتوسّل بهم عليهم‌السلام.

٥٣٩

وما تبتغيه من طاعة الله عزوجل ، وأمّا موسى بن جعفر عليهما‌السلام فالتمس به العافية من الله عزوجل ، وأمّا عليّ بن موسى عليهما‌السلام فاطلب به السلام في البراري والبحار ، وأمّا محمّد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى ، وأمّا علي بن محمّد عليهما‌السلام فللنوافل وبرّ الإخوان وما تبتغيه من طاعة الله تعالى ، وأمّا الحسن بن علي عليهما‌السلام فللآخرة ، وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف ، ووضع يده على حلقه ، فاستعن به فإنّه يعينك ، فناديت في نومي : يا صاحب الزمان أدركني فقد بلغ مجهودي ، قال أبو الوفاء : انتبهت من نومي والموكلون يأخذون قيودي.

٨٨٨ ـ (٨) ـ كشف الأستار : ... قد ظهر في هذه الأيّام كرامة باهرة من المهدي عليه‌السلام في متعلقات أجزاء الدولة العلية العثمانية المقيمين في المشهد الشريف الغروي ، وصارت في الظهور والشيوع كالشمس فى رابعة النهار ، ونحن نتبرّك بذكرها بالسند الصحيح العالي : حدّث جناب الفاضل الرشيد السيّد محمّد سعيد أفندي الخطيب فيما كتبه بخطّه : كرامة لآل الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام ينبغي بيانها لإخواننا أهل الإسلام ، وهي : أنّ امرأة اسمها ملكة بنت عبد الرحمن ، زوجة ملّا أمين المعاون لنا في المكتب الحميدي الكائن في النجف الأشرف ، ففي الليلة الثانية من شهر ربيع الأوّل من هذه السنة ـ أي سنة ١٣١٧ ه‍ ليلة الثلاثاء ، صار معها صداع شديد ، فلمّا أصبح الصباح فقدت ضياء عينيها ، فلم تر شيئا قط ، فأخبروني بذلك ، فقلت لزوجها المذكور :

__________________

(٨) ـ كشف الأستار : ص ٢٠٦ ـ ٢٠٦.

٥٤٠