منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

الفصل السابع والأربعون

في أنّ الله تعالى يظهر على يده معجزات الأنبياء

لإتمام الحجّة على الأعداء وأنّ معه مواريث الأنبياء

وراية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وفيه ١٥ حديثا

٧٣٦ ـ (١) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، قال : حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري ، قال : حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر ، قال : قال أبو جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام : إذا ظهر القائم عليه‌السلام ظهر براية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخاتم سليمان ، وحجر موسى وعصاه ، ثمّ يأمر مناديه فينادي : ألا لا يحملنّ رجل منكم طعاما ولا شرابا ولا علفا ، فيقول أصحابه : إنّه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابّنا من الجوع والعطش ، فيسير ويسيرون معه ، فأوّل منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف ، فيأكلون ويشربون دوابّهم ، حتّى ينزلوا النجف بظهر الكوفة.

__________________

(١) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣٨ ب ١٣ ح ٢٨ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٧٩ ب ١٩.

٣٤١

٧٣٧ ـ (٢) ـ الأمالي للشيخ المفيد : قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ـ رحمه‌الله ـ عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن مسكان ، عن بشير الكناسي ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : قال لي علي بن الحسين عليهما‌السلام : يا أبا خالد : لتأتينّ فتن كقطع الليل المظلم ، لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه ، اولئك مصابيح الهدى ، وينابيع العلم ، ينجّيهم الله من كلّ فتنة مظلمة ، كأنّي بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، وإسرافيل أمامه ، معه راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد نشرها ، لا يهوي بها إلى قوم إلّا أهلكهم الله عزوجل.

٧٣٨ ـ (٣) ـ غيبة فضل بن شاذان : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا حمّاد بن عيسى ، قال : حدّثنا عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلّا يظهر الله تبارك وتعالى مثلها على يد قائمنا ، لإتمام الحجّة على الأعداء.

٧٣٩ ـ (٤) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن عبد الله بن محمّد ، عن منيع بن الحجّاج البصري ، عن مجاشع ، عن

__________________

(٢) ـ الأمالي : ص ٤٥ المجلس السادس ح ٥.

(٣) ـ كفاية المهتدي (الأربعين) : ص ١٤١ ح ٣٧ ؛ كشف الحقّ (الأربعين) : ص ٦٧ ح ١٣ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٧٠٠ ب ٣٣ ف ٧ ح ١٣٧ عن كتاب الفضل بن شاذان.

(٤) ـ الكافي : ج ١ ص ٢٣١ باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم‌السلام ح ١ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٣٩ ب ٣٢ ح ٢ ؛ بصائر الدرجات : الجزء الرابع باب ما عند الأئمّة عليهم‌السلام من سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله و... ص ١٨٣ ح ٣٦ ، البحار : ج ٥٢ ص ٢٧ ص ٣١٨ و ٣١٩ ح ١٩ ، كمال الدين : ج ٢ ص ٦٧٤ ب ٥٨ ح ٢٧ ، حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٧٨ ب ١٩.

٣٤٢

معلّى ، عن محمّد بن الفيض ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كانت عصا موسى لآدم عليه‌السلام ، فصارت إلى شعيب ، ثمّ صارت إلى موسى بن عمران ، وإنّها لعندنا ، وإنّ عهدي بها آنفا ، وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها ، وإنّها لتنطق إذا استنطقت ، اعدّت لقائمنا عليه‌السلام ، يصنع بها ما كان يصنع موسى ، وإنّها لتروّع وتلقف ما يأفكون ، وتصنع ما تؤمر به ، إنّها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون ، يفتح لها شعبتان : إحداهما في الأرض ، والاخرى في السقف ، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.

٧٤٠ ـ (٥) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي سعيد الخراساني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إنّ القائم إذا قام بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير ، فلا ينزل منزلا إلّا انبعث عين منه ، فمن كان جائعا شبع ، ومن كان ظامئا روي ، فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.

٧٤١ ـ (٦) ـ كمال الدين : وبهذا الإسناد (١) ، عن أبان بن تغلب ،

__________________

(٥) ـ الكافي : ج ١ ص ٢٣١ باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم‌السلام ح ٣ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٧٩ ب ١٩ ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٧٠ و ٦٧١ ب ٥٨ ح ١٧ مع اختلاف ؛ كشف الحقّ : ص ٢٠٧ ح ٣٧ مختصرا مع اختلاف في السند ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٤ ب ٢٧ ح ٣٧ مع اخلاف يسير في اللفظ والسند ؛ إثبات الهداة : ج ٦ ص ٣٥١ ب ٣٢ ح ٣.

(٦) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٧١ و ٦٧٢ ب ٥٨ ح ٢٢ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٥ ب ٢٧ ح ٤٠ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦٤٢ ب ٤٤ مختصرا ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٩٣ ب ٣٢ ح ٢٤٤ و ٢٤٥ مختصرا.

(١) أي : «ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان».

٣٤٣

قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : كأنّي أنظر إلى القائم عليه‌السلام على ظهر النجف ، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق ، بين عينيه شمراخ ، ثمّ ينتفض به فرسه ، فلا يبقى أهل بلدة إلّا وهم يظنّون أنّه معهم في بلادهم ، فإذا نشر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انحطّ إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثة عشر ملكا ، كلّهم ينتظر القائم عليه‌السلام ، وهم الذين كانوا مع نوح عليه‌السلام في السفينة ، والّذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه‌السلام حيث ألقي في النار ، وكانوا مع عيسى عليه‌السلام حيث رفع ، وأربعة آلاف مسوّمين ومردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر ، وأربعة آلاف ملك الّذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ، فلم يؤذن لهم فصعدوا في الاستئذان ، وهبطوا وقد قتل الحسين عليه‌السلام ، فهم شعث غبر ، يبكون عند قبر الحسين عليه‌السلام إلى يوم القيامة ، وما بين قبر الحسين عليه‌السلام إلى السماء مختلف الملائكة.

٧٤٢ ـ (٧) ـ كمال الدين : وبهذا الإسناد ، عن أبان بن تغلب ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : كأنّي أنظر الى القائم عليه‌السلام قد ظهر على نجف الكوفة ، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، [و] عمودها من عمد عرش الله تعالى ، وسائرها من نصر الله عزوجل ، ولا تهوى بها إلى أحد إلّا أهلكه الله تعالى ، قال : قلت : أو تكون معه أو يؤتى بها؟ قال : بلى ، يؤتى بها ، يأتيه بها جبرئيل عليه‌السلام.

__________________

(٧) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٧٢ ب ٥٨ ح ٢٣ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٦ ب ٢٧ ح ٤١ ؛ النوادر : ص ١٨٢ كتاب أنباء القائم عليه‌السلام ب ٦٦ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٩٣ ب ٣٢ ح ٢٤٥ مختصرا.

٣٤٤

٧٤٣ ـ (٨) ـ غيبة النعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم ، وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ، ومحمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قالوا جميعا : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : عصا موسى قضيب آس من غرس الجنّة ، أتاه بها جبرائيل عليه‌السلام لما توجّه تلقاء مدين ، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبريّة ، ولن يبليا ولن يتغيّرا حتّى يخرجهما القائم عليه‌السلام إذا قام.

٧٤٤ ـ (٩) ـ كامل الزيارات : حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن سعدان بن مسلم ، عن عمر بن أبان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كأنّي بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فينتفض هو بها فتستدير عليه ، فيغشاها بحداجة من استبرق ، ويركب فرسا أدهم بين عينه شمراخ ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد إلّا وهم يرون أنّه معهم في بلادهم ، فينشر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمودها من عمود العرش ، وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شيء أبدا إلّا هتكه الله ، فإذا هزّها لم يبق مؤمن إلّا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوّة أربعين رجلا ، ولا يبقى مؤمن إلّا دخلت عليه تلك الفرحة في

__________________

(٨) ـ غيبة النعماني : ص ٢٣٨ ب ١٣ ح ٢٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٥١ ح ١٠٤ ب ٢٧ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٤٠ ـ ٥٤١ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٥٠٨ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٧٩ ـ ٥٨٠ ب ١٩.

(٩) ـ كامل الزيارات : ص ١١٩ و ١٢٠ ب ٤١ ح ٥ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٢٨ ح ٤٨ وص ٣٩١ ب ٢٧ ح ٢١٤ عن الكتاب المذكور نحوه ؛ دلائل الإمامة : ص ٢٤٣ ب معرفة وجوب القائم مع اختلاف في بعض الألفاظ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٩٣ ب ٣٢ ح ٢٤٤ مختصرا ؛ العدد القوية : ص ٧٤.

٣٤٥

قبره ، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ، ويتباشرون بقيام القائم ، فينحطّ عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا ، قلت : كلّ هؤلاء الملائكة؟ قال : نعم ، الّذين كانوا مع نوح في السفينة ، والّذين كانوا مع إبراهيم حين القي في النار ، والّذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل ، والّذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه ، وأربعة آلاف ملك مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مسوّمين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريّين ، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه‌السلام فلم يؤذن لهم في القتال ، فهم عند قبره شعث غبر ، يبكونه إلى يوم القيامة ، ورئيسهم ملك يقال له : منصور ، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه ، ولا يودّعه مودّع إلّا شيّعوه ، ولا يمرض مريض إلّا عادوه ، ولا يموت ميّت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته ، وكلّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه‌السلام إلى وقت خروجه عليه صلوات الله والسلام.

٧٤٥ ـ (١٠) ـ غيبة النعماني : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر القرشي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثنا محمّد بن سنان ، عن حمّاد بن أبي طلحة ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا ثابت! كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا ـ وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة ـ فإذا هو أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا هو نشرها انحطّت عليه ملائكة بدر ، قلت : وما راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : عمودها من عمد عرش الله ورحمته ، وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شيء إلّا أهلكه الله ،

__________________

(١٠) ـ غيبة النعماني : ص ٣٠٨ و ٣٠٩ ب ١٩ ح ٣ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٦١ و ٣٦٢ ب ٢٧ ح ١٣٠ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ب ٣٢ ح ٥٣٤.

٣٤٦

قلت : فمخبوّة عندكم حتّى يقوم القائم عليه‌السلام ، أم يؤتى بها؟ قال : بل يؤتى بها ، قلت : من يأتيه بها؟ قال : جبرئيل عليه‌السلام.

٧٤٦ ـ (١١) ـ غيبة النعماني : حدّثنا محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا أحمد بن مابنداذ ، قال : حدّثنا أحمد بن هلال ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي المغراء ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لمّا التقى أمير المؤمنين عليه‌السلام وأهل البصرة نشر الراية ـ راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فزلزلت أقدامهم ، فما اصفرّت الشمس حتّى قالوا : آمنّا يا ابن أبي طالب ، فعند ذلك قال : لا تقتلوا الأسرى ، ولا تجهزوا الجرحى ، ولا تتبّعوا مولّيا ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ولمّا كان يوم صفّين سألوه نشر الراية فأبى عليهم ، فتحمّلوا عليه بالحسن والحسين عليهما‌السلام وعمّار بن ياسر رضي‌الله‌عنه فقال للحسن : يا بنيّ ، إنّ للقوم مدّة يبلغونها ، وإنّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلّا القائم صلوات الله عليه.

٧٤٧ ـ (١٢) ـ الفتن : حدّثنا يحيى بن اليمان ، عن قيس ، عن عبد الله بن شريك ، قال : مع المهديّ راية رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المغلبة.

أقول : وفي هذا الباب عن كعب الأحبار روايات تركناها استغناء عن مثلها.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٣٧٣ ، ٥٥٥ ، ١٢١٣.

__________________

(١١) ـ غيبة النعماني : ص ٣٠٧ ب ١٩ ح ١ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ٣٦٧ ب ٢٧ ح ١٥١ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ب ٣٢ ح ٥٣٢.

(١٢) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩١.

٣٤٧

الفصل الثامن والأربعون

في أنّه لا يظهر إلّا بعد امتحان شديد

، ووقوع المؤمنين في المضائق الشديدة والبليّات العظيمة

وفيه ٤٢ حديثا

٧٤٨ ـ (١) ـ المصنّف : أخبرنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، قال : لتملأن الأرض ظلما وجورا ، حتّى لا يقول أحد الله الله ، يستعلق به ، ثمّ لتملأنّ بعد ذلك قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

٧٤٩ ـ (٢) ـ غيبة الشيخ : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، قال : حدّثني

__________________

(١) ـ المصنّف : ج ١١ باب المهدي ح ٢٠٧٧٦.

(٢) ـ غيبة الشيخ : ص ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ح ٢٨١ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١١٢ ب ٢١ ح ٢٣ مثله ؛ غيبة النعماني : ص ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ب ١٢ ح ١٦ مع اختلاف لفظي ، غير أنّه أخرجه عن محمّد بن منصور بن الصيقل عن أبيه (وقال :) دخلت على أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ... الحديث.

أقول : منصور بن الوليد الصيقل ، كوفي يكنّى أبا محمّد ، روى عنهما (جامع الرواة).

وفي طبقات رجال الكافي لاستاذنا الأكبر السيّد البروجردي قدس‌سره أنّه منصور بن عبد الله الصيقل ، من الخامسة يروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وابنه محمّد بن منصور من السادسة.

٣٤٨

علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان النيسابوري ، عن ابن أبي نجران ، عن محمّد بن منصور ، عن أبيه ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه‌السلام جماعة نتحدّث ، فالتفت إلينا فقال : في أيّ شيء أنتم؟ أيهات أيهات ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تغربلوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا [لا والله لا يكون ما تمدّون إليه اعينكم حتّى تتمحّصوا] لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم إلّا بعد إياس ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد.

٧٥٠ ـ (٣) ـ دلائل الإمامة : قال أبو علي النهاوندي : حدّثنا القاشاني ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا علي بن سيف ، قال : حدّثني أبي ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فشكى إليه طول دولة الجور ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : والله [لا يكون] ما تأملون حتّى يهلك المبطلون ، ويضمحلّ الجاهلون ، ويأمن المتّقون ، وقليل ما يكون ، حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه ، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميت [الميتة] عند صاحبها ، فبينا أنتم كذلك إذا جاء نصر الله والفتح ، وهو قوله عزوجل في كتابه : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) (١).

__________________

(٣) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥١ ـ ٢٥٢ باب معرفة وجوب القائم ... ح ٤٩ ؛ إلزام الناصب : ج ١ ص ٦٨ الآية السادسة والثلاثون من قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) ، المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة : الآية الحادية والثلاثون ص ١٠٧.

(١) يوسف : ١١٠.

٣٤٩

٧٥١ ـ (٤) ـ نهج البلاغة : ومن خطبة له عليه‌السلام : ألا بأبي وامّي هم ، من عدّة أسماؤهم في السماء معروفة ، وفي الأرض مجهولة ، ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم ، وانقطاع وصلكم ، واستعمال صغاركم ، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حلّه ، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطي ، ذاك حيث تسكرون من غير شراب ، بل من النعمة والنعيم ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج ، ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير ، ما أطول هذا العناء ، وأبعد هذا الرجاء!

٧٥٢ ـ (٥) ـ غيبة الشيخ : أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : أما والله لا يكون الّذي تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا ، حتّى لا يبقى منكم إلّا الأندر ، ثمّ تلا : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) ويعلم الصّابرين.

٧٥٣ ـ (٦) ـ غيبة الشيخ : عن جابر الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : متى يكون فرجكم؟ فقال : هيهات هيهات! لا يكون فرجنا حتّى تغربلوا ، ثمّ تغربلوا ، ثمّ تغربلوا ـ يقولها ثلاثا ـ حتّى يذهب الله تعالى الكدر ويبقي الصفو.

٧٥٤ ـ (٧) ـ غيبة الشيخ : وعنه (يعني محمّد بن عبد الله بن جعفر

__________________

(٤) ـ نهج البلاغة لصبحي الصالح : خ ١٨٧ ص ٢٧٧.

(٥) ـ غيبة الشيخ : ص ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ح ٢٨٣ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١١٣ ب ٢١ ح ٢٤.

(٦) ـ غيبة الشيخ : ص ٣٣٩ ح ٢٨٧ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١١٣ ب ٢١ ح ٢٨.

(٧) ـ غيبة الشيخ : ص ٣٤٠ ح ٢٨٩ ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١٠١ و ١٠٢ ب ٢١ ح ٣ ؛ غيبة النعماني : ص ٢٠٧ ب ١٢ ح ١٣ مع زيادة : «عن الربيع ، عن مهزم وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام».

٣٥٠

الحميري) عن أبيه ، عن أيّوب بن نوح ، عن العبّاس بن عامر ، عن الربيع بن محمّد المسلي ، قال : قال [لي] أبو عبد الله عليه‌السلام : والله لتكسرنّ كسر الزجاج ، وإنّ الزجاج يعاد فيعود كما كان ، والله لتكسرنّ كسر الفخار ، وإنّ الفخار لا يعود كما كان ، [والله لتميزنّ] ، والله لتمحصنّ ، والله لتغربلنّ كما تغربل الزوان (١) من القمح.

٧٥٥ ـ (٨) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، والحسن بن محمّد [الحسن بن علي ـ خ] ، عن جعفر بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن جعفر بن محمّد الصيقل ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا منصور! إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلّا بعد إياس ، ولا والله حتّى تميّزوا ولا والله حتّى تمحّصوا ، ولا والله حتّى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١١٣ ، ٢٤٥ ، ٢٥٤ ، ٢٨٦ ، ٣٢٧ ، ٣٣٧ ، ٣٤٢ ، ٤٠٧ ، ٤١١ ، ٤٢٧ ، ٤٣٣ ، ٤٥٦ ، ٥١١ ، ٥٢٧ ، ٥٣٤ ، ٥٣٨ ، ٦١٧ ، ٦١٨ ، ٦١٩ ، ٦٤١ ، ٦٦٩ ، ٩٠٨ ، ٩١١ ، ٩١٢ ، ٩٧١ ، ١٠١٥ ، ١٠١٧ ، ١٠١٨ ، ١٠١٩ ، ١٠٢٢ ، ١٠٢٣ ، ١٠٢٤ ، ١١٣٠ ، ١١٩٥.

__________________

(١) الزوان : ما يخرج من الطعام فيرمى به ، وهو الرديء منه (لسان العرب : مادّة : زون).

(٨) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٧٠ ب ١٤١ ح ٣ ؛ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٦ ب ٣٣ ح ٣٢ مع اختلاف يسير في اللفظ عن محمّد بن الفضيل عن أبيه عن منصور وفيه : «حتّى تمحّصوا» ، البحار : ج ٥٢ ص ١١١ ب ٢١ ح ٢٠.

٣٥١

الفصل التاسع والأربعون

في أنّه يؤمّ عيسى بن مريم ، ويصلّي عيسى خلفه عليهما‌السلام

وفيه ٣٦ حديثا

٧٥٦ ـ (١) ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : أخبرنا الحافظ يوسف بحلب ، أخبرنا القاضي أبو المكارم ، أخبرنا [أبو الحسن بن أحمد] أبو علي الحسن بن أحمد ، أخبرنا الحافظ [أبو الفرج] أبو نعيم ، أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن شعبة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين بن مخارق ، عن الخليل بن لطيف ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : منّا الّذي يصلّي عيسى بن مريم عليه‌السلام خلفه.

قلت : أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب «مناقب المهدي عليه‌السلام» ، وكتابه أصل.

٧٥٧ ـ (٢) ـ غاية المأمول للطبراني : يلتفت المهدي ، وقد نزل

__________________

(١) ـ البيان : ص ١١٦ ب ٧ ؛ كنز العمّال : ج ١٤ ب ٢٦٦ ح ٣٨٦٧٣ أخرجه عن أبي نعيم في كتاب المهدي عن أبي سعيد ؛ منتخب كنز العمّال : ج ٦ ص ٣٠ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧٠٦ ح ٧٣ ب ٥٤ ؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ١٥٨ ب ٩ ح ١.

(٢) ـ غاية المأمول (شرح التاج الجامع للاصول) : ج ٥ ص ٣٦٥ ؛ إسعاف الراغبين : ص ١٤٧ وقال : في صحيح ابن حبّان في «إمامة المهدي» نحوه ، العرف الوردي

٣٥٢

عيسى بن مريم عليه‌السلام ، كأنّه يقطر من شعره الماء ، فيقول له المهدي : تقدّم صلّ بالناس ، فيقول : إنّما اقيمت لك الصلاة ، فيصلّي خلف رجل من ولدي وهو المهدي رضي‌الله‌عنه.

٧٥٨ ـ (٣) ـ الفتن : عن غير واحد ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : المهديّ الّذي ينزل عليه عيسى بن مريم ، ويصلّي خلفه عيسى عليهما‌السلام.

٧٥٩ ـ (٤) ـ الفتن : حدّثنا أبو اسامة ، عن هشام ، عن محمّد ، قال : المهديّ من هذه الامّة ، وهو الّذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما‌السلام.

٧٦٠ ـ (٥) ـ المصنّف لابن أبي شيبة : حدّثنا أبو اسامة ، عن هشام ، عن ابن سيرين ، قال : المهديّ من هذه الامّة ، وهو الّذي يؤمّ عيسى بن مريم عليهما‌السلام.

__________________

(الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٥٨ «عن أبي عمرو الداني في سننه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يلتفت المهدي ...» ، الصواعق المحرقة : في الآية الثانية عشرة من الآيات الواردة فيهم (في أهل البيت عليهم‌السلام) ص ١٦٤ عن الطبراني وصحيح ابن حبّان ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٣٣ و ٤٦٩ ب ٧٣ و ٨٥ ؛ جواهر العقدين : ق ٢ ذ ٨ عن حذيفة ، وقال : أخرجه الطبراني ، وفي صحيح ابن حبّان من حديث عقبة بن عامر في إمامة المهدي نحوه ؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ١٦٠ ب التاسع ح ٩ عن أبي عمرو الداني في سننه ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٩ ب ٥٤ ح ١٢١ مختصرا عن معجم الطبراني ومناقب المهدي لأبي نعيم.

(٣) ـ الفتن : ج ٥ ص ٢٠٠.

(٤) ـ الفتن : ج ٥ ص ٢٠٠ ب نسبة المهدي ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٩ ب ٥٤ ح ١٢٣ ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٤٩ ب ٧٨.

(٥) ـ المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٥ ص ١٩٨ كتاب الفتن ح ١٩٤٩٥ ؛ الإعلام بحكم عيسى عليه‌السلام (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ٢٩٩ وهو آخر ما في الإعلام ، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٣٥.

٣٥٣

٧٦١ ـ (٦) ـ الفتن لأبي صالح السليلي : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن خراش ، قال : سمعت حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر حديث الفتن بطوله ثمّ قال : ـ قد أفلحت أمّة أنا أوّلها ، وعيسى آخرها ، فيصلّي خلف رجل من ولدي ... الحديث.

٧٦٢ ـ (٧) ـ الدرّ المنثور : وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والحاكم وصحّحه ، عن عثمان بن أبي العاص : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول ... فذكر الحديث إلى أن قال : فينزل عيسى عند صلاة الفجر ، فيقول له أمير الناس : تقدّم يا روح الله فصلّ بنا ، فيقول : إنّكم معشر هذه الامّة امراء بعضكم على بعض ، تقدّم أنت فصلّ بنا ، فيتقدّم فيصلّي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجّال ، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص ، فتقع حربته بين ثندوته فيقتله ، ثمّ ينهزم أصحابه ، فليس شيء يومئذ يجنّ أحدا منهم ، حتّى إنّ الحجر يقول : يا مؤمن! هذا كافر فاقتله ، والشجر يقول : يا مؤمن! هذا كافر فاقتله.

٧٦٣ ـ (٨) ـ سنن ابن ماجة : حدّثنا علي بن محمّد ، حدّثنا

__________________

(٦) ـ الملاحم والفتن : ص ١٥٣ ب ٨٣ ممّا أخرجه عن كتاب الفتن لأبي صالح السليلي.

(٧) ـ الدرّ المنثور : ج ٢ ص ٢٤٣ ؛ الإعلام بحكم عيسى عليه‌السلام (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ٢٩٨ ؛ مجمع الزوائد : ج ٧ ص ٣٤٢ ب ما جاء في الدجّال نحوه ؛ مسند أحمد : ج ٤ ص ٢١٦ و ٢١٧ نحوه ؛ التصريح بما تواتر في نزول المسيح : ص ١٦٢ ـ ١٦٤ ح ١٢ نحوه ؛ المستدرك : ج ٤ ص ٤٧٨.

(٨) ـ سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٣٥٩ ـ ١٣٦٢ ح ٤٤٠٧ ، سنن أبي داود : ج ٤ ص ١١٧ ؛ صحيح ابن خزيمة (مخطوط) ؛ المستدرك : ج ٤ ص ٥٣٦ وأقرّه الذهبي في تلخيص

٣٥٤

عبد الرحمن المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع أبي رافع ، عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو ، عن أبي امامة الباهلي ، قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فكان أكثر خطبته حديثا حدّثناه عن الدجّال وحذّرناه ... ثمّ ذكر الحديث إلى أن قال : وإمامهم رجل صالح ، فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح ، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى يصلّي بالناس ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثمّ يقول له : تقدّم فصلّ ، فإنّها لك اقيمت ، فيصلّي بهم إمامهم ... الحديث.

٧٦٤ ـ (٩) ـ عيون المعجزات : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه أخبر الأئمّة بخروج المهدي خاتم الأئمّة ، الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنّ عيسى عليه‌السلام ينزل عليه وقت خروجه وظهوره ، ويصلّي خلفه ، [قال :] وهذا خبر قد اتفقت عليه الشيعة ، والعلماء ، وغير العلماء ، والسنّة ، والخاصّ ، والعامّ ، والشيوخ ، والأطفال لشهرة هذا الخبر.

__________________

المستدرك ؛ فتح الباري : ج ٦ ص ٣٥٨ و ٤٥٠ وج ١٣ ص ٨٣ و ٨٤ و ٨٧ و ٨٨ و ٩٣ ؛ تفسير ابن كثير : ج ١ ص ٥٨١ ؛ التصريح بما تواتر في نزول المسيح : ص ١٤٢ ـ ١٥٦ ح ١٣ ؛ عقد الدرر : ص ٢٣١ ب ١٠ ؛ حلية الأولياء : ج ٢ ص ٧١٢ ح ٩٤ مختصرا وج ٦ ص ١٠٨ ؛ الإعلام بحكم عيسى عليه‌السلام (الحاوي للفتاوي) : ج ٣ ص ٢٩٨.

أقول : لا صراحة لهذا الحديث على أنّ عيسى يصلّي خلف المهدي عليهما‌السلام ، إلّا أنّه يستظهر منه بقرينة سائر الروايات ذلك ، كما يستظهر منه بالقرينة المقاميّة ذلك ، فإنّ إعراض عيسى عن الصلاة جماعة وتركه الاقتداء به والصلاة مع المسلمين بعيد جدّا ، فكأنّه اختصرت الحكاية واكتفي بوضوح الحال.

البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان : ص ١٦٠ ب ٩ ح ٦ ؛ نور الأبصار : ص ١٨٨.

(٩) ـ عيون المعجزات : ص ١٤١.

٣٥٥

٧٦٥ ـ (١٠) ـ عيون المعجزات : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والّذي نفسي بيده إنّ مهديّ هذه الإمامة [الامّة ـ ظ] الّذي يصلّي خلفه عيسى عليه‌السلام منّا ؛ ثمّ ضرب بيده على منكب الحسين عليه‌السلام وقال : من هذا ، من هذا.

٧٦٦ ـ (١١) ـ التفضيل : وممّا نقلته الشيعة ، وبعض محدّثي العامّة أنّ المهدي صلّى الله عليه إذا ظهر أنزل الله تعالى المسيح عليه‌السلام ، فإنّهما يجتمعان ، فإذا حضرت صلاة الفرض قال المهديّ للمسيح : تقدّم يا روح الله ، يريد تقدّم الإمامة ، فيقول المسيح : أنتم أهل البيت لا يتقدّمكم أحد ، فيتقدّم المهدي ثمّ يصلّي المسيح خلفه صلّى الله عليهما.

٧٦٧ ـ (١٢) ـ حاشية فتح المبين : وفي رواية ينزل بعد شروع المهدي في الصلاة ، فيرجع المهدي القهقرى ليتقدّم عيسى عليه‌السلام ، فيضع عيسى عليه‌السلام يده بين كتفيه ويقول له : تقدّم. ـ وقال قبل نقل هذه الرواية ـ : ونزوله يكون عند صلاة الفجر.

٧٦٨ ـ (١٣) ـ أنوار التنزيل : في الحديث : ينزل عيسى على ثنيّة

__________________

(١٠) ـ عيون المعجزات : ص ٦٤.

(١١) ـ التفضيل : ص ٢٤.

(١٢) ـ حاشية فتح المبين : ص ٧٦ ط مصر سنة ١٣٠٧ ه‍ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٧١٢ ب ٥٤ ح ٩٤ نقلا عن الحافظ أبي عبد الله.

(١٣) ـ أنوار التنزيل (في تفسير قوله تعالى : وإنّه لعلم للساعة) : ج ٢ ص ٣٧٠ ، السيرة الحلبيّة : ج ١ ص ٢٢٦ ط مصر مطبعة مصطفى محمّد ، روح البيان والكشّاف في تفسير الآية المذكورة ، روح المعاني : ج ٢٥ ص ٩٥ ؛ الإعلام بحكم عيسى عليه‌السلام (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ٢٩٧ ـ ٢٩٩.

أقول : جاء في بعض ما روي من طرق العامّة أنّ عيسى على نبيّنا وآله وعليه‌السلام يقتل الدجّال ، ودلّت الأحاديث المعتبرة المرويّة من طرق أهل البيت عليهم‌السلام أنّ المهدي عليه‌السلام هو الّذي يقتل الدجّال ، (راجع : ج ٣ ص ف ٧ ب ٧) ويمكن

٣٥٦

بالأرض المقدّسة يقال لها : أفيق ، وبيده حربة يقتل بها الدجّال ، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح ، فيتأخّر الإمام ، فيقدّمه عيسى ويصلّي خلفه على شريعة محمّد عليه الصلاة والسلام.

وقال علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في السيرة الحلبيّة : نزوله يكون عند صلاة الفجر ، فيصلّي خلف المهدي بعد أن يقول له المهدي : تقدّم يا روح الله! فيقول : تقدّم فقد اقيمت لك.

وقال نحوه في روح البيان في تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) (١) ، وذكر في الكشّاف أيضا نحوه.

وفي تفسير روح المعاني : المشهور نزوله بدمشق والناس في صلاة الصبح ، فيتأخّر الإمام وهو المهدي ، فيقدّمه عيسى عليه‌السلام ويصلّي خلفه ، ويقول : إنّما اقيمت لك.

وقال السيوطي في الإعلام بحكم عيسى عليه‌السلام ردّا على من أنكر صلاة عيسى خلف المهدي عليه‌السلام ، وقال في توجيه ذلك : «إنّ النبيّ أجلّ مقاما من أن يصلّي خلف غير نبيّ» : وهذا من أعجب العجب ، فإنّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة ، بإخبار الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وهو الصادق المصدّق الّذي لا يخلف خبره ... ثمّ ذكر طائفة من هذه الأحاديث وساق الكلام إلى أن قال : ولست أعجب من إنكار من لا يعرف ، إنّما أعجب من إقدامه على تسطير ذلك في ورق يخلد بعده!

__________________

الجمع بينهما ببناء «يقتل» في الحديث على المجهول ، أو أنّ المراد أنّه يعين المهدي عليه‌السلام على قتله ، أو أنّه يباشر قتله بأمر المهدي عليه‌السلام.

(١) الزخرف : ٦١.

٣٥٧

٧٦٩ ـ (١٤) ـ تفسير القمّي : حدّثني أبي ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن أبي حمزة ، عن شهر بن حوشب ، قال : قال لي الحجّاج بأنّ آية في كتاب الله قد أعيتني ، فقلت : أيّها الأمير ، أيّة آية هي؟ فقال : قوله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ، والله إنّي لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه ، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد ، فقلت : أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت ، قال : وكيف هو؟ قلت : إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة يهودي ولا نصراني إلّا آمن به قبل موته ، ويصلّي خلف المهدي ، قال : ويحك أنّي لك هذا ، ومن أين جئت به؟ فقلت : حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فقال : جئت بها والله من عين صافية.

٧٧٠ ـ (١٥) ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : حدّثنا تميم بن

__________________

(١٤) ـ تفسير القمّي : ج ١ ص ١٥٨ ضمن سورة النساء آية : ١٥٩ ؛ الأربعين للمجلسي : ص ٤١١ ح ٢٨ نحوه عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ؛ مجمع البيان : ج ٢ ص ١٣٧ ، وقال في تفسير الآية : «اختلف فيه على أقوال : أحدها : أنّ كلا الضميرين يعودان إلى المسيح ، أي ليس يبقى أحد من أهل الكتاب ـ من اليهود والنصارى ـ إلّا ويؤمننّ بالمسيح قبل موت المسيح إذا أنزله الله إلى الأرض وقت خروج المهدي في آخر الزمان لقتل الدجّال ، فتصير الملل كلّها ملّة واحدة ، وهي ملّة الإسلام الحنيفيّة دين إبراهيم ؛ عن ابن عبّاس ، وأبي مالك ، والحسن ، وقتادة ، وابن زيد ، وذلك حين لا ينفعهم الإيمان ، واختاره الطبري قال : والآية خاصّة لمن يكون منهم في ذلك الزمان. وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ أباه حدّثه عن سليمان بن داود المنقري ... ثمّ ذكر الحديث». تفسير الصافي : ج ١ ص ٤١١ ... مثله ؛ تفسير نور الثقلين : ج ١ ص ٤٧٣ ؛ تفسير البرهان : ج ١ ص ٤٢٦ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٦١٩ ب ٣٤ ؛ المحجّة : ص ٦٢.

(١٥) ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٢ ب ٤٦ ح ١.

أقول : قد جاء في هذا الحديث الشريف ذكر الرجعة ، وقد دلّت عليها الأحاديث

٣٥٨

عبد الله بن تميم القرشي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة ، فسأله بعضهم فقال له : يا ابن رسول الله! بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال : بالنصّ والدليل ... وساق الحديث الشريف إلى أن قال : فمن ادّعى للأنبياء وادّعى للأئمّة ربوبيّة أو نبوّة ، أو لغير الأئمّة إمامة فنحن منه برآء في الدنيا والآخرة ، فقال المأمون : يا أبا الحسن ، فما تقول في الرجعة؟ فقال الرضا عليه‌السلام :

__________________

الصحيحة والمتواترة معنى وإجمالا من طرق أهل البيت عليهم‌السلام ، بل دلّ عليه الكتاب المجيد ؛ مثل قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) ، فإنّه لا ريب في أنّ هذا اليوم ليس يوم القيامة الكبرى ، لأنّه يحشر فيه جميع الأمم كما قال تعالى : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) ، وقد أفرد في إثباتها جمع من قدماء الأصحاب ، وعلى هذا يجب الاعتقاد بها على سبيل الإجمال دون التفاصيل الّتي جاءت في أخبار الآحاد ، إلّا ما ثبت بالأخبار المتواترة أو المحفوفة بالقرائن الّتي يحصل القطع واليقين بها.

ومراده عليه‌السلام بنطق القرآن بالرجعة في الأمم السالفة آيات ناطقة بها ، مثل قوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) ، وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) ، وقوله تعالى لعيسى عليه‌السلام : (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) ، وقوله عزوجل في قصّة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه : (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، وقوله عزّ من قائل في استجابته لأيّوب : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) هذا ، وتمام الكلام في الرجعة ، وما قيل فيها ، وما تأوّل

بها ما ورد في وقوعها في آخر الزمان ، وما اجيب عنه ، وغير ذلك ممّا يتعلّق بها يطلب من الكتب المفردة فيها ، وغيرها من الكتب المفصّلة والموسوعات كالبحار : ج ٥٣ ص ٣٩ ـ ١٤٤ باب (٢٩) الرجعة ، والأربعين للمجلسي : ص ٤٠٠ ـ ٤٤٨ ح ٢٨.

٣٥٩

إنّها لحقّ ، قد كانت في الامم السالفة ، ونطق به القرآن ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يكون في هذه الامّة كلّ ما كان في الامم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، قال عليه‌السلام : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام فصلّى خلفه.

٧٧١ ـ (١٦) ـ البرهان في تفسير القرآن : عن ابن بابويه بإسناده ، عن معمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في حديث طويل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ومن ذرّيّتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته ، وقدّمه وصلّى خلفه.

ولا يخفى عليك انّ الأخبار بهذا المضمون لا تنحصر فيه ولكننا اكتفينا به لئلّا يطول الباب.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ١١٨ ، ١٥٣ ، ٢١٩ ، ٢٨٤ ، ٣٢٧ ، ٣٦١ ، ٣٩٩ ، ٤٢٩ ، ٥٣٠ ، ٥٣٩ ، ٥٥٣ ، ٥٨٢ ، ٦٦٨ ، ٦٦٩ ، ٩١٠ ، ١٠٦٦ ، ١٠٧١ ، ١٠٨١ ، ١٠٨٣ ، ١١٠٥.

__________________

(١٦) ـ البرهان في تفسير القرآن : ج ١ ص ٨٩ ح ١٤.

٣٦٠