منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

طلحة التّيمي ، عن طاوس ، قال : قال عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : هو فتى من قريش ، آدم ، ضرب من الرجال.

ويدلّ عليه الأحاديث : ٣٦٠ ، ٣٦٦ ، ٣٧٤ ، ٣٧٨ ، ٤١٤ ، ٤٢٨ ، ٤٣١ ، ٤٨٤ ، ٥١٨ ، ٥٧٧ ، ٦٩١ ، ٨١٢ ، ٨١٣ ، ٨١٤ ، ٨٣٥ ، ٨٣٦ ، ١١٩٨ ، ١٢١٧ ، ١٢٤٦.

__________________

الممشوق المستدقّ. لسان العرب : ج ١٢ ص ١١ مادّة «أدم» ، وج ١ ص ٥٤٩ مادّة «ضرب».

١٤١

الفصل السادس

في أنّه من ولد أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام

وفيه ٢٢٥ حديثا

٥١٠ ـ (١) ـ الفتن : حدّثنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم ، عن علي قال : هو [يعني : المهدي] رجل منّي.

٥١١ ـ (٢) ـ فرائد السمطين : بإسناده عن ثابت بن دينار ، عن

__________________

(١) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٩٨ في نسبة المهدي ، الملاحم والفتن : ص ٨٤ ب ١٨٩.

(٢) ـ فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٣٥ و ٣٣٦ ب ٦١ ح ٥٨٩ ، ينابيع المودّة : ص ٤٢٤ ب ٩٤ عن المناقب.

وروى في كتاب كشف اليقين : ص ١٩١ و ١٩٢ عن الحافظ المسمّى بنادرة الفلك محمّد بن أحمد بن علي النطنزي في كتابه ، عن أبي الحسن أحمد بن الحسين المقرئ ، عن علي بن شجاع بن علي الصيقلي ، عن الشريف أبي القاسم علي بن محمّد بن علي بن القاسم بن محمّد بن عبد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن الحسن بن إبراهيم بن محمّد بن هشام ، عن محمّد بن جعفر الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن محمّد بن الفرات ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ... نحوه.

وروى الصدوق في كمال الدين ج ١ ص ٢٨٧ ح ٧ : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن عثمان ، عن محمّد بن الفرات ، عن ثابت بن دينار ، عن ابن جبير ، عن ابن عبّاس ... نحوه.

وقال السيّد ابن طاوس : «من نظر في هذا الحديث المعظّم الّذي هو حجّة على من وصل إليه ـ ونظر في غيره من الأحاديث الكثيرة المذكورة في كتابنا هذا ـ عرف أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ترك لأحد حجّة عليه في علي سلام الله عليه ، وفي ولده المهدي ـ

١٤٢

سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّ عليّ بن أبي طالب إمام أمّتي ، وخليفتي عليها من بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ؛ والذي بعثني بالحقّ بشيرا إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر ، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال : إي وربي ليمحّص الله به الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، يا جابر إنّ هذا أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، علمه مطويّ عن عباده ، فإيّاك والشكّ فيه ، فإنّ الشكّ في أمر الله كفر.

٥١٢ ـ (٣) ـ دلائل الإمامة : وحدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن همام ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن سفيان بن المهدي ، عن أبان ، عن أنس بن مالك ، قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم فرأى عليا ، فوضع يده بين كتفيه ، ثمّ قال : يا علي! لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي ، يهدي الى الله عزوجل ، ويهتدي به العرب كما هديت أنت الكفّار والمشركين

__________________

صلوات الله عليه وطول غيبته ، وكان ذلك من آيات الله جلّ جلاله ، وحجج محمّد رسول الله صلوات الله عليه وآله ، أخبر بولادة آباء المهدي صلوات الله عليهم ، ثمّ أخبر بطول غيبة المهديّ عليه‌السلام قبل أن يعلم بما انتهت إليه حال المهدي عليه‌السلام في الغيبة إليه ، فلله جلّ جلاله ولمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله الحجّة البالغة على من ارسل إليه في دار الفناء ويوم الجزاء» انتهى عن كتاب اليقين باختصاص علي بإمرة المؤمنين ، البحار : ج ٣٨ ص ١٢٦ و ١٢٧ ب ٦١ ح ٧٦ عن كشف اليقين عن الحافظ محمّد بن أحمد النطنزي ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٦١٨ ب ٣٢ ح ١٧٧.

(٣) ـ دلائل الإمامة : معرفة وجوب القائم وأنّه لا بدّ أن يكون ص ٢٥٠ ح ٤٤ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٧٤ ب ٣٢ ح ٧١٦ ، وفيه صدر الرواية.

١٤٣

من الضلالة ، ثمّ قال : ومكتوب على راحتيه : بايعوه ، فإنّ البيعة لله عزوجل.

٥١٣ ـ (٤) ـ غيبة الشيخ : أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن مصبح ، عن أبي عبد الرحمن ، عمّن سمع ، عن وهب بن منبّه ، يقول عن ابن عباس (في حديث طويل) أنّه قال : يا وهب! ثمّ يخرج المهديّ ، قلت : من ولدك؟ قال : لا والله ما هو من ولدي ولكن من ولد عليّ عليه‌السلام ، وطوبى لمن أدرك زمانه ، وبه يفرّج الله عن الامّة حتّى يملأها قسطا وعدلا ... إلى آخر الخبر.

٥١٤ ـ (٥) ـ معاني الأخبار : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى العلوي بالبصرة ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما‌السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا (ثمّ ذكر خطبته التي ذكر فيها ما أنعم الله على نبيه وعليه ... وساق الكلام إلى أن قال :) ومن ولدي مهدي هذه الامّة.

٥١٥ ـ (٦) ـ غيبة الشيخ : أخبرني جماعة ، عن أبي جعفر

__________________

(٤) ـ غيبة الشيخ : ، ص ١٨٧ ح ١٤٦ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٦ ب ١ من أبواب النصوص ح ٣١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٤ ب ٣٢ ح ٣٠٢.

(٥) ـ معاني الأخبار : ص ٥٨ ـ ٦٠ ب ٢٧ ح ٩ ، إثبات الهداة : ج ١ ص ٤٨٨ ب ٩ ح ١٦٢.

(٦) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٥ ح ١٤٤ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٥ ب ١ من أبواب النصوص ح ٢٩ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٣ ب ٣٢ ح ٣٠٠.

أقول : الظاهر أنّ الصحيح : «ثبج أعوج» ، وقد مرّ معناه في ذيل الحديث ٣٩٤.

١٤٤

محمّد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري ، عن الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (في حديث طويل :) فعند ذلك خروج المهديّ ، وهو رجل من ولد هذا ، وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، به يمحق الله الكذب ويذهب الزمان الكلب ، وبه يخرج ذلّ الرقّ من أعناقكم [ثمّ قال :] أنا أوّل هذه الامّة ، والمهديّ أوسطها ، وعيسى آخرها ، وبين ذلك شيخ أعوج.

ويدل عليه الأحاديث ٨٠ ، ٨١ ، ١١٣ ، ١١٨ ، ١٢٠ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٢٩ ، ١٤٩ ، ١٥٣ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٦٠ ، ١٦٨ ، ١٧٠ ، ١٧٣ ، ١٧٦ ، ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٩١ ، ١٩٣ ، ١٩٦ ، ٢٠٥ إلى ٣٠٨ ، ٣٢٣ ، ٣٢٥ ، ٣٥٩ ، ٣٨٢ ، ٣٩٧ ، ٤١١ ، ٤١٧ ، ٤٢٨ ، ٤٥٠ ، ٤٥٨ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، ٤٦٧ ، ٤٦٩ ، ٤٧٢ ، ٤٩٢ ، ٤٩٧ إلى ٤٩٩ ، ٥٠٢ ، ٥٠٦ ، ٥١٦ إلى ٥٤٣ ، ٥٤٦ إلى ٥٤٨ ، ٥٥٠ إلى ٥٧٢ ، ٥٨٨ ، ٥٨٩ ، ٥٩٧ ، ٦٠٠ ، ٦٠٨ ، ٦١٢ ، ٦٢٣ إلى ٦٢٦ ، ٦٤١ ، ٦٧٠ ، ٦٨٥ ، ٧٥٧ ، ٧٦١ ، ٧٦٥ ، ٧٧٠ ، ٧٧٥ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩١٨ ، ٩٧٣ ، ١١٠٤ ، ١٢٣٠.

١٤٥

الفصل السابع

في أنّه من ولد سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها‌السلام

وفيه ٢٠٢ حديثا

٥١٦ ـ (١) ـ المستدرك على الصحيحين : في كتاب الفتن والملاحم ،

__________________

(١) ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٥٥٧ ، التلخيص : ج ٤ ص ٥٥٧ ، سنن أبي داود : ج ٤ ص ١٠٧ ح ٤٢٨٤ وجاء فيه : «المهديّ من عترتي من ولد فاطمة» ، البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ٩٩ وجاء فيه : «من عترتي من ولد فاطمة» ، نهاية البداية والنهاية : ج ١ ص ٤٠ وجاء فيه : «من عترتي من ولد فاطمة» ، الصواعق المحرقة : ص ٢٣٦ ب خصوصياتهم الدالّة على عظيم كراماتهم ، أخرجه عن أبي داود والنسائي وابن ماجة وآخرين ، وفيه : «من عترتي من ولد فاطمة» ، شرح الأخبار : ج ٣ ص ٣٩٥ الجزء الخامس عشر ح ١٢٧٤ ولفظه : «المهدي من عترتي من ولد فاطمة ابنتي» ، غيبة الشيخ : ١٨٥ ـ ١٨٦ ح ١٤٥ و ١٨٧ ـ ١٨٨ ح ١٤٨.

أقول : الحديث مشهور معروف ، راجع جوامع الحديث والكتب المؤلّفة في المهدي عليه‌السلام وفي أشراط الساعة ، ولذا لم نزد على ما ذكرناه من المصادر.

وأخرج في الفتن ج ٥ : ١٩٧ ـ ١٩٨ في نسبة المهدي عليه‌السلام بسنده عن قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيّب : المهدي حقّ هو؟ قال : هو حقّ ، قلت : ممّن هو؟ قال : من قريش ، قلت : من أيّ قريش ، قال : من بني هاشم ، قلت : من أيّ بني هاشم؟ قال : من بني عبد المطّلب ، قلت : من أيّ عبد المطلب؟ قال : من ولد فاطمة.

وأخرجه عقد الدرر ص ٢٣ ب ١ وفيه : «من أي ولد عبد المطلب» ، وفيه : «قلت : من أيّ ولد فاطمة؟ قال : حسبك الآن» قال : أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ، وأخرج نحوه في ص ٢٢ الى قوله : «من ولد فاطمة» عن المقرئ أو الداني.

١٤٦

أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، أنبأنا أبو المليح الرقّي ، حدّثني زياد بن بيان (وذكر من فضله) ، قال : سمعت عليّ بن نفيل يقول : سمعت سعيد بن المسيّب يقول : سمعت أمّ سلمة تقول : سمعت النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يذكر المهديّ فقال : نعم هو حقّ ، وهو من بني فاطمة.

[وحدّثناه] أبو أحمد بكر بن محمّد الصيرفي بمرو ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني ، حدّثنا أبو المليح ، عن زياد بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أمّ سلمة ـ رضي‌الله‌عنها ـ قالت : ذكر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم المهديّ فقال : هو من ولد فاطمة.

٥١٧ ـ (٢) ـ البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان : وأخرج أبو نعيم ، عن الحسين عليه‌السلام أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : يا بنيّة ، المهدي من ولدك.

__________________

وفي العرف الوردي : ج ٢ ص ٤٨ مختصرا ، وفي جواهر العقدين : ق ٢ ذ ٨. وفي شرح الأخبار : ج ٣ ص ٣٩٤ ـ ٣٩٥ الجزء الخامس عشر ح ١٢٧٣.

(٢) ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ٩٤ ب ٢ ح ١٧ ، العرف الوردي «الحاوي للفتاوي» : ج ٢ ص ١٣٧ ولفظه : «المهدي من ولدك» عن أبي نعيم ، عقد الدرر : ص ٢١ ـ ٢٢ ب ١ وفيه عن علي بن الحسين عن أبيه عليهما‌السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لفاطمة عليها‌السلام : «المهدي من ولدك» أخرجه عن أبي نعيم في صفة المهدي ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٤ عن أبي نعيم في الأربعين عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عليهما‌السلام مثل ما في عقد الدرر ، دلائل الإمامة : باب معرفة وجوب القائم وأنّه لا بدّ أن يكون ص ٢٣٤ ، ذخائر العقبى : في ذكر ما جاء أنّ المهديّ في آخر الزمان منها ص ١٣٦.

١٤٧

٥١٨ ـ (٣) ـ غيبة الشيخ : أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : المهديّ رجل من ولد فاطمة ، وهو رجل آدم.

٥١٩ ـ (٤) ـ الفتن : حدّثنا أبو هارون ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش سمع عليّا [عليه‌السلام] رضي‌الله‌عنه يقول : المهديّ رجل منّا ، من ولد فاطمة [عليها‌السلام] رضي‌الله‌عنها.

٥٢٠ ـ (٥) ـ الأمالي : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا محمّد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن المختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار ، قال : حدّثني أبي الفضل بن مختار ، عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، عن ثابت بن أبي صفيّة أبي حمزة ، قال : حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن سلمان الفارسيّ رضي‌الله‌عنه (في حديث طويل) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال

__________________

(٣) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٧ ح ١٤٧ ، البحار : ج ٥١ ص ٤٣ ب ٤ ح ٣٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٤ ب ٣٢ ح ٣٠٣.

(٤) ـ الفتن : ج ٥ في نسبة المهدي ص ٢٠١ ، كنز العمّال : ج ١٤ ص ٥٩١ ح ٣٩٦٧٥ ، منتخب كنز العمّال : ج ٦ ص ٣٤ ، الملاحم والفتن : ص ٧٥ ب ١٦٢ عن نعيم.

(٥) ـ أمالي الشيخ : ج ٢ ص ٢١٩ مج ١٠ ، البحار ج ٢٢ ص ٥٠٢ ـ ٥٠٣ ب ١ ح ٤٨ وج ٤٠ ص ٦٦ ـ ٦٧ ب ٩١ ح ١٠٠ وفيهما : «ومن ذرّيتك المهدي» والظاهر أنّ النسخة التي كانت عند العلامة المجلسي أصح من النسخة المطبوعة الموجودة عندنا ، ولذلك أخرجنا الحديث في هذا الباب ، وعلى كلتا النسختين يدلّ الحديث على أنّه من ولدها عليها‌السلام.

١٤٨

لفاطمة : إنّ الله تعالى اختارني من أهل بيتي ، واختار عليّا والحسن والحسين واختارك ، فأنا سيّد ولد آدم ، وعلي سيّد العرب ، وأنت سيّدة النساء ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، ومن ذرّيّتكما المهديّ ، يملأ الله عزوجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا.

٥٢١ ـ (٦) ـ تفسير فرات الكوفي : عن محمّد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن سلمان الفارسي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (في حديث طويل ذكر فيه فضائل عليّ عليه‌السلام) أنّه قال لفاطمة عليها‌السلام : المهديّ الذي يصلّي عيسى خلفه منك ومنه.

٥٢٢ ـ (٧) ـ المناقب : قال عبد الملك للزهري : هل علمت من أمر المنادى باسمه (يعني : القائم عليه‌السلام) من السماء شيئا؟ قال الزهري : أخبرني علي بن الحسين أنّ هذا المهدي من ولد فاطمة.

٥٢٣ ـ (٨) ـ السيرة الحلبيّة : قال : وقد جاء أنّ المهدي من عترة

__________________

(٦) ـ تفسير فرات الكوفي : في تفسير سورة الواقعة ص ١٧٩.

(٧) ـ المناقب : ج ١ ص ٢٨٨.

(٨) ـ السيرة الحلبيّة : ج ١ ص ٢٢٧.

أقول : قد اتّفقت كلمات أكابر الحفّاظ والمحدّثين من العامّة على أنّ المهدي من ولد فاطمة عليهما‌السلام ، وقول من قال غير ذلك من بني اميّة وبني العبّاس وأذنابهم مردود إليهم ، قد أبطلوه كمال الإبطال ، ويدفعه الأخبار المتواترة المخرجة في الصحاح والمسانيد والجوامع الّتي يجب على الامّة اتّباعها والاعتقاد بها.

وفي عقد الدرر : ص ١٥٣ و ١٥٤ ب ٧ : ذكر الحافظ عبد الرحمن النخعي السهيلي في كتاب «شرح سيرة الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم» في تفضيل فاطمة عليها‌السلام على نساء العالمين ، فذكر قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّما فاطمة بضعة منّي» ، وقوله عليه‌السلام : «هي خير بناتي» وشبه ذلك ، ثمّ ذكر سؤددها وتفضيلها على غيرها ، فذكر أسبابا كثيرة منها أنّها قال : ومن سؤددها أنّ المهدي المبشّر به في آخر

١٤٩

النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، من ولد فاطمة.

٥٢٤ ـ (٩) ـ شرح الأخبار : من رواية مخنف بن عبد الله بإسناده عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : المهدي من نسل فاطمة سيّدة نساء العالمين طالت الأيّام أم قصرت ، يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، ويطيب العيش في زمانه ، ويصيح صائح بلعنة بني اميّة وشيعتهم ، والصلاة على محمّد ، والبركة على علي وشيعته ، فيومئذ يؤمن الناس كلّهم أجمعون.

٥٢٥ ـ (١٠) ـ بحار الأنوار : ما (أى الأمالي) : الحفّار ، عن

__________________

الزمان من ذرّيّتها ، فهي مخصوصة بهذه الفضيلة دون غيرها عليها‌السلام.

أقول : في النسخة المخطوطة العتيقة : «الحافظ عبد الرحمن الحنفي» ، ولعلّ الصحيح «الخثعمي» كما جاء في مصادر ترجمته ، مثل تذكرة الحفّاظ ووفيات الأعيان.

(٩) ـ شرح الأخبار : ج ٣ ص ٣٩٤ الجزء الخامس عشر ح ١٢٧٢.

(١٠) ـ بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ٤٥ ـ ٤٦ ب ٢ ح ٨ ، ج ٥١ ص ٦٧ ب ١ من أبواب النصوص ح ٧ عن الأمالي.

اعلم أنّه قد اختلف لفظ الحديث حسب النسخ التي راجعنا إليها ، فيظهر من البحار أنّ النسخة الموجودة عند العلامة المجلسي من الأمالي كان لفظها : «اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم ابني» ، فقد أخرج الحديث في موضعين من البحار عن الأمالي باللفظ المذكور ، كما أخرجه بهذا اللفظ المحدّث العاملي في إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥١٨ ف ١٢ ب ٣٢ ح ٣٧٩ عن الأمالي أيضا ، وأخرجه في البحار : ج ٣٧ ص ١٩١ ـ ١٩٣ ب ٥٢ ح ٧٥ عن الطرائف ، وليس فيه : «واسم أبيه كاسم ...» ، وهذا موافق للنسخة المطبوعة من الطرائف : ص ٥٢٢ ولفظه : «اسمه كاسمي ، وهو من ولد ابنتي» ، وموافق أيضا لينابيع المودّة للفاضل القندوزي الحنفي : ص ١٣٤ ـ ١٣٥ ب ١٤٥ عن مناقب الخوارزمي ، وهنا نسخ من الأمالي ومناقب الخوارزمي وكشف الغمّة والطرائف في طبعته الجديدة فيها : «واسم أبيه اسم أبي» ، ولا ريب أنّه لا يثبت بكلّ هذه النسخ واحد من اللفظين وإن كان المظنون بالظنّ القويّ أنّ جملة «واسم أبيه ...» إمّا لم تكن في الحديث ، أو كانت «واسم أبيه كاسم ابني» فصحّحه بعض النسّاخ على زعمه ، حملا لها على حديث زائدة الّذي سيأتي الكلام فيه في الفصل

١٥٠

عثمان بن أحمد ، عن أبي قلابة ، عن بشر بن عمر ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن إسماعيل بن أبان ، عن أبي مريم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال أبي : دفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ففتح الله عليه ، ثمّ ذكر نصبه عليه‌السلام يوم الغدير ، وبعض ما ذكر فيه من فضائله عليه‌السلام ... الى أن قال : ثمّ بكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل : ممّ بكاؤك يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبرئيل عليه‌السلام أنّهم يظلمونه ، ويمنعونه حقّه ، ويقاتلونه ، ويقتلون ولده ، ويظلمونهم بعده ، وأخبرني جبرئيل عليه‌السلام عن ربّه عزوجل أنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم ، وعلت كلمتهم ، وأجمعت الامّة على محبّتهم ، وكان الشانئ لهم قليلا ، والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغيّر البلاد ، وتضعف العباد ، والإياس من الفرج ، وعند ذلك يظهر القائم فيهم ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اسمه كاسمي ، واسم أبيه كاسم ابني ، وهو من ولد ابنتي ، يظهر الله الحقّ بهم ، ويخمد الباطل بأسيافهم ، ويتّبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف لهم ، قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : معاشر المؤمنين ، أبشروا بالفرج ، فإنّ وعد الله لا يخلف ، وقضاءه لا يردّ ، وهو الحكيم الخبير ، فإنّ فتح الله قريب ، اللهمّ إنّهم أهلي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، اللهمّ اكلأهم ، واحفظهم ، وارعهم ، وكن لهم ، وانصرهم ، وأعنهم ، وأعزّهم ، ولا تذلّهم ، واخلفني فيهم ، إنّك على كلّ شيء قدير.

__________________

الثاني والعشرون ص ٢١٩ ، مضافا إلى أنّه يردّ كون اللفظ «واسم أبيه كاسم أبي» الأحاديث الكثيرة الدالّة على أنّ اسم أبيه هو «الحسن». وكيف كان فلا اعتماد على هذه الجملة أيّا ما كان لفظها بعد اختلاف النسخ.

١٥١

ويدلّ عليه الأحاديث : ٨٠ ، ١١٨ ، ١٢٠ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٢٩ ، ١٥٨ ، ١٦٨ ، ١٧٠ ، ١٧١ ، ١٧٣ ، ١٧٦ ، ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٩١ ، ١٩٣ ، ١٩٦ ، ٢٠٥ إلى ٣٠٨ ، ٣٢٣ ، ٣٥٩ ، ٣٨٢ ، ٣٩٧ ، ٤١٤ ، ٤١٧ ، ٤٢٨ ، ٤٥٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٧ ، ٤٧٠ ، ٤٩٢ ، ٤٩٧ إلى ٤٩٩ ، ٥٢٦ إلى ٥٤٣ ، ٥٤٦ إلى ٥٤٨ ، ٥٥٠ إلى ٥٧٢ ، ٥٨٨ ، ٥٨٩ ، ٦٠٠ ، ٦٠٨ ، ٦١٢ ، ٦٢٤ ، ٦٤١ ، ٦٧٠ ، ٧٦٥ ، ٧٧٠ ، ٧٧١ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧ ، ٨٥٩ ، ٩١٨ ، ٩٧٣ ، ١١٠٤ ، ١٢٣٠.

١٥٢

الفصل الثامن

في أنّه من أولاد السبطين الحسن والحسين عليهما‌السلام

وفيه ١٢٥

حديثا ٥٢٦ ـ (١) ـ ذخائر العقبى : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يولد منهما ـ يعني : الحسن والحسين ـ مهديّ هذه الامّة.

٥٢٧ ـ (٢) ـ المعجم الكبير : حدّثنا محمّد بن رزيق بن جامع

__________________

(١) ـ ذخائر العقبى : في ذكر ما جاء أنّ المهدي في آخر الزمان منهما ص ١٣٦.

أقول : لا يخفى عليك أنّ أمّ الإمام أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام هي السيّدة فاطمة بنت السبط الأكبر الإمام المجتبى عليه‌السلام ، فمولانا الباقر ومن بعده من الأئمّة الاثني عشر إلى الإمام المهدي عليهم‌السلام من نسل الحسن والحسين عليهما‌السلام كما أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا من إخباره بالغيب ، وأحد أعلام نبوّته.

(٢) ـ المعجم الكبير : ج ٣ ص ٥٧ ـ ٥٨ ح ٢٦٧٥ ، صفة المهدي للحافظ أبي نعيم أخرجه عنه في عقد الدرر : ١٥١ ـ ١٥٣ ب ٧ و ٢١٧ ـ ٢١٨ ب ٩ ف ٣ ، مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٥ ـ ١٦٦ ، البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ٥٥ ب ١ ح ١ ، ذخائر العقبى : في ذكر ما جاء أنّ المهدي في آخر الزمان منهما ص ١٣٥ و ١٣٦ ، وقال : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمداني في أربعين حديثا في المهدي ، كشف الغمّة عن الحافظ أبي نعيم في الأحاديث الأربعين : ج ٢ ح ٥ ص ٤٦٨ ، ينابيع المودّة : ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ وص ٤٣٦ ب ٧٣ ، فرائد السمطين : ج ٢ ص ٨٤ ح ٤٠٣ ، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ٩٤ ـ ٩٥ ب ٢ ح ١٩ ، عبقات الأنوار : حديث الطير المجلّد الرابع من المنهج الثاني ص ٨٦ ط

١٥٣

المصري ، حدّثنا الهيثم بن حبيب ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن علي بن علي المكّي الهلالي ، عن أبيه قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في شكاته التي قبض فيها ، فإذا فاطمة [عليها‌السلام] رضي‌الله‌عنها عند رأسه قال : فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ، ما الّذي يبكيك؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك ، فقال : يا حبيبتي ، أما علمت أنّ الله عزوجل اطّلع الى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه

__________________

الهند ، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٣٧ مختصرا عن الطبراني في الكبير ، الإذاعة : ص ١٣٦ ، اسد الغابة : ج ٤ ص ٤٢ أخرجه مختصرا عن أبي نعيم وأبي موسى ، والإصابة أيضا وأخرج في القول المختصر : ص ٢٧ أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لفاطمة [عليها‌السلام] : «والّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ منهما (يعني : الحسن والحسين) مهدي هذه الامّة».

هذا ولا يخفى أنّ حكم مثل الذهبي في ميزانه على الخبر بالبطلان ليس بعجيب منه وهو الّذي يردّ الأحاديث الصحاح المشهورة في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ومثالب أعدائهم ، وهذا الحديث حيث لا يوافق هواه حكم عليه بالبطلان واتّهم الهيثم به ، ولم يأت بأيّ شاهد يثبت على الهيثم هذا الاتّهام ، أو يدلّ على بطلان الخبر ، غير أنّه لا يتحمّل ما في فضائلهم ، ولو كان موافقا لهواه المائل عن أهل البيت عليهم‌السلام إلى أعدائهم مثل معاوية لكان ذلك عنده شاهدا على صحّة المتن والسند ، وأنّ راويه من أهل السنّة ، فانّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.

أمّا عندنا فالحديث في كمال الاعتبار من حيث المضمون ، ولا غرابة فيه أصلا ، وله شواهد كثيرة ، مثل : حديث عباية عن أبي أيّوب الأنصاري ، وحديث أبي سعيد الخدري الّذي أخرجه في ينابيع المودّة : ص ٤٩٠ عن فضائل الصحابة للسمعاني عن أبي سعيد. ثمّ بعد ذلك كلّه إنّ الّذي يقوى عند النظر هو اتّحاد هذا الهيثم مع الهيثم بن حبيب الصيرفي الكوفي الّذي هو أخو عبد الخالق بن حبيب الّذي قال فيه أحمد : ما أحسن أحاديثه وأشدّ استقامتها ، وتأخّر الأوّل عن هذا غير ثابت وإن ادّعاه ابن حجر.

وأظنّ أنّ القوم حيث رأوا أنّه لا يوجّه لهم القول في هذا الحديث بعد ما كان راويه مثل الهيثم الذي أثنى عليه أحمد بمثل ما أثنى لجئوا إلى القول بتعدّدهما.

١٥٤

برسالته ، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلك ، وأوحى إليّ أن انكحك إيّاه ، يا فاطمة ، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ، ولا يعطى أحد بعدنا : أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيّين على الله وأحبّ المخلوقين إلى الله عزوجل وأنا أبوك ، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم الى الله وهو حمزة بن عبد المطّلب وهو عمّ أبيك وعمّ بعلك ومنّا من له جناحان أخضران يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك وأخو بعلك ، ومنّا سبطا هذه الامّة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما ـ والذي بعثني بالحقّ ـ خير منهما ، يا فاطمة ، والّذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الامّة ، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن ، وتقطّعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقّر كبيرا ، فيبعث الله عزوجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان ، ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ، يا فاطمة ، لا تحزني ولا تبكي ، فإنّ الله عزوجل أرحم بك وأرأف عليك منّي ؛ وذلك لمكانك منّي وموضعك من قلبي ، وزوّجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتك حسبا ، وأكرمهم منصبا ، وأرحمهم بالرعيّة ، وأعدلهم بالسويّة ، وأبصرهم بالقضيّة ، وقد سألت ربّي عزوجل أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي. قال عليّ [عليه‌السلام] رضي‌الله‌عنه : فلمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم تبق فاطمة [عليها‌السلام] رضي‌الله‌عنها بعده إلّا خمسة وسبعين يوما حتّى ألحقها الله تعالى به صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

١٥٥

٥٢٨ ـ (٣) ـ أمالي الشيخ : في حديث طويل بإسناده عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام جاء فيه تعظيم جابر للحسن والحسين عليهما‌السلام ... إلى أن قال : فأنشأ جابر يحدّث ، قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم في المسجد وقد حفّ من حوله إذ قال لي : يا جابر! ادع لي حسنا وحسينا ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شديد الكلف بهما ، فانطلقت فدعوتهما وأقبلت أحمل هذا مرّة وهذا مرّة حتّى جئته بهما ، فقال لي ـ وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من حنوي عليهما وتكريمي إيّاهما ـ : أتحبّهما يا جابر؟ قلت : وما يمنعني من ذلك فداك أبي وامّي وأنا أعرف مكانهما منك ، قال : أفلا اخبرك عن فضلهما؟ قلت : بلى بأبي أنت وامّي ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى لمّا أحبّ [أراد ـ خ] أن يخلقني خلقني نطفة بيضاء طيّبة ، فأودعها صلب أبي آدم عليه‌السلام ، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم عليهما‌السلام ، ثمّ كذلك الى عبد المطّلب ، فلم يصبني من دنس الجاهليّة شيء ، ثمّ افترقت تلك النطفة شطرين : إلى عبد الله وأبي طالب ، فولدني أبي فختم الله بي النبوّة ، وولد عليّ فختمت به الوصيّة ، ثمّ اجتمعت النطفتان منّي ومن علي فولدنا الجهر والجهير ـ الحسنان ـ فختم بهما أسباط النبوّة ، وجعل ذرّيّتي منهما ، وأمرني بفتح مدينة ـ أو قال : مدائن ـ الكفر ومن ذرّيّة هذا ـ وأشار إلى

__________________

(٣) ـ أمالي الشيخ : ج ٢ الجزء الثامن عشر ص ١١٣ ـ ١١٤ ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ٤٤ ـ ٤٧ ، ب ٥٠ ح ٢٢.

أقول : لعلّه كان الأولى ذكر هذا الحديث في الباب الآتي إلّا أنّا أخرجناه هنا بملاحظة نسخة البحار ، ولعلّه كان أصحّ والله أعلم. وفيه : «وجعل ذرّيّتي منهما ، والّذي يفتح مدينة ـ أو قال : مدائن ـ الكفر ، ويملأ الأرض ...».

١٥٦

الحسين عليه‌السلام ـ رجل يخرج في آخر الزمان ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فهما طاهران مطهّران ، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، طوبى لمن أحبّهما وأباهما وامّهما ، وويل لمن حاربهم وأبغضهم.

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٩٤ إلى ١٦٠ ، ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، ٥٤٣ ، ٥٤٦ إلى ٥٤٨ ، ٥٥٠ إلى ٥٧١ ، ٥٩٠ ، ٦٠٨ ، ٦٤١ ، ٧٧٠ ، ٧٨٦ إلى ٨٠٧.

١٥٧

الفصل التاسع

في أنّه من ولد الحسين عليه‌السلام

وفيه ٢٠٨ أحاديث

٥٢٩ ـ (١) ـ صفة المهدي : عن حذيفة ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال :

__________________

(١) ـ عقد الدرر : ص ٢٤ و ٢٥ ب ١ وقال : «أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي» ، ذخائر العقبى : ص ١٣٦ و ١٣٧ قال : فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدّم على هذا المقيّد ، يعني حمل ما ورد من أنّه من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته ، ومن ولد فاطمة ، ونحو ذلك على هذا المقيّد ، وأنّه من ولد الحسين عليه‌السلام. ينابيع المودّة : ص ٤٨٨ و ٤٩٠ ب ٩٤ ، كشف الغمّة عن أبي نعيم في الأحاديث الأربعين : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٦ ، فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ح ٥٧٥ ، لسان الميزان : ج ٣ ص ٢٣٨ ، أخرج عن ابن حبّان عن العبّاس بن بكّار الضبي البصري قال : ومن مصائبه : حدّثنا عبد الله بن زياد الكلبي ، عن الأعمش ، عن زرّ ، عن حذيفة رضي‌الله‌عنه مرفوعا في المهدي ... فقال سلمان : يا رسول الله فمن أيّ ولدك؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين [عليه‌السلام]. وحكى عن ابن حبّان ذلك الذهبيّ في ميزانه (٤١٦٠).

أقول : لا ذنب لمثل العبّاس بن بكار عندهم إلّا أنّه حدّث ببعض أحاديث فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ، ولم يكتمه طمعا للدنيا وجوائز أهل السلطة والسياسة ، ولا خوفا من السجن والسوط والقتل ، وقد كان على ذلك ـ أي كتمان فضائلهم وترك الرواية عنهم ـ علماء الدولة ومحدّثوها. وأمّا ابن حبّان فهو مطعون عندهم بإنكاره النبوّة بقوله : «النبوّة علم وعمل» فحكموا عليه بالزندقة وهجروه ، وكتبوا فيه إلى الخليفة فأمر بقتله ، ورجل مثل هذا وبهذه العقيدة لا يقبل منه في مثل هذه الانباءات النبويّة الغيبيّة.

١٥٨

خطبنا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بما هو كائن ، ثمّ قال : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله عزوجل ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا من ولدي ، اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقال : يا رسول الله من أيّ ولدك؟ قال : هو من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين عليه‌السلام.

وبلفظ آخر في عقد الدرر (١) عن حذيفة أيضا قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي ، وخلقه خلقي ، يكنّى أبا عبد الله.

[قال] : أخرجه الحافظ أبو نعيم في «صفة المهديّ». وروي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتمّ من هذا ، عن حذيفة أيضا ، عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي ، وخلقه خلقي ، يكنّى أبا عبد الله ، يبايع له الناس بين الركن والمقام ، يردّ الله به الدين ، ويفتح له فتوح ، فلا يبقى على وجه الأرض إلّا من يقول لا إله إلّا الله ، فقام سلمان فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك؟ قال : من ولد ابني هذا ، وضرب بيده على الحسين.

٥٣٠ ـ (٢) ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : بإسناده عن

__________________

(١) عقد الدرر : ص ٣١ و ٣٢ ب ٢ ، البيان : ص ١٢٩ ب ١٣ بسنده عن حذيفة.

(٢) ـ البيان في أخبار صاحب الزمان عليه‌السلام : ب ٩ الّذي عقده في تصريح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّ المهدي عليه‌السلام من ولد الحسين عليه‌السلام ص ١٢١ و ١٢٢ ، الفصول المهمّة : ص ١٩٥ و ١٩٦ ، البحار : ج ٣٨ ص ١٠ و ١١ ب ٥٦ ح ١٧ وج ٥١ ص ٩١ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٨١ ـ ٤٨٢ ، دلائل الإمامة مختصرا : ص ٢٣٤.

١٥٩

الدارقطني ، بسنده عن سهل بن سليمان ، عن أبي هارون العبدي ، قال : أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له : هل شهدت بدرا؟ فقال : نعم ، فقلت : ألا تحدّثني بشيء ممّا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عليّ عليه‌السلام وفضله؟ فقال : بلى اخبرك ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرض مرضة نقه منها ، فدخلت عليه فاطمة عليها‌السلام تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا رأت ما برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الضعف خنقتها العبرة حتّى بدت دموعها على خدّها ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يبكيك يا فاطمة؟ أما علمت أنّ الله تعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحتك إيّاه واتّخذته وصيّا ، أما علمت أنّك بكرامة الله تعالى إيّاك زوّجك أعلمهم علما ، وأكثرهم حلما ، وأقدمهم سلما ، فضحكت واستبشرت ، فأراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يزيدها مزيد الخير كلّه الذي قسّمه الله لمحمّد وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لها : يا فاطمة ، ولعليّ ثمانية أضراس ـ يعني مناقب ـ : إيمان بالله ورسوله ، وحكمته ، وزوجته ، وسبطاه الحسن والحسين ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، يا فاطمة ، إنّا أهل بيت أعطينا ستّ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين ، ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت : نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك ، ومنّا سبطا هذه الامّة وهما ابناك ، ومنّا مهديّ هذه الامّة الّذي يصلّي عيسى خلفه ، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال : من هذا مهديّ الامّة.

١٦٠