منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

غيبتان : إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم : قتل ، وبعضهم : ذهب ، ولا يطّلع على موضعه أحد من وليّ ولا غيره إلّا المولى الّذي يلي أمره.

ويدلّ عليه أيضا الحديث : ٢٥٤.

__________________

أقول : بل ويدلّ على صحّة هذه الأحاديث نفس تخريجها في الكافي الّذي صنّفه الكليني ـ قدس‌سره ـ في عصر الغيبة الصغرى ، وانقضاء عصرها وحصول الغيبة الثانية التامّة بعده ، فإنّ عليّ بن محمّد السمري ـ رضي‌الله‌عنه ـ هو آخر السفراء توفّي في شعبان سنة (٣٢٩ ه‍) والكليني توفّي في سنة (٣٢٨ ه‍) ، وعلى قول توفّي في سنة (٣٢٩ ه‍) في السنة الّتي توفي فيها السفير الرابع السمري فإنّه أيضا توفّي في النصف من شعبان من سنة (٣٢٩ ه‍) ، واحتمل بعضهم على فرض وقوع وفاة الكليني في سنة (٣٢٩ ه‍) وقوعها قبل وفاة السمري.

وكيف كان تخريج هذه الأحاديث في الكافي وانقضاء مدّة الغيبة القصرى ووقوع الغيبة الطولى التامّة بعده يؤكّد صحّة هذه الأحاديث ، بل بنفسه دليل على صحّتها.

هذا ولا يخفى عليك أنّ قصّة غيبة مولانا المهدي ـ بأبي هو وامّي ـ مذكورة في أشعار شعراء الشيعة كالحميري المتوفّى سنة (١٧٣ ه‍) ، وهو الّذي يقول في قصيدته الّتي خاطب بها مولانا الصادق عليه‌السلام (انظر الغدير : ج ٢ ص ٢٤٧) :

ولكن روينا عن وصيّ محمّد

وما كان فيما قال بالمتكذّب

بأنّ وليّ الأمر يفقد لا يرى

ستيرا كفعل الخائف المترقّب

فيقسم أموال الفقيد كأنّما

تعيّبه بين الصفيح المنصّب

فيمكث حينا ثمّ ينبع نبعة

كنبعة جدي من الافق كوكب

وأشهد ربّي أنّ قولك حجّة

على الخلق طرّا من مطيع ومذنب

بأنّ وليّ الأمر والقائم الّذي

تطلّع نفسي نحوه بتطرّب

له غيبة لا بدّ من أن يغيبها

فصلّى عليه الله من متغيّب

فيمكث حينا ثمّ يظهر حينه

فيملأ عدلا كلّ شرق ومغرب

٢٤١

الفصل الثامن والعشرون

في أنّ له غيبة طويلة الى أن يأذن الله تعالى له بالخروج

وفيه ١٠٠ حديث

٦٠٨ ـ (١) ـ كفاية الأثر : أحمد بن إسماعيل ، عن محمّد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة قال : كنت عند الصادق عليه‌السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئا على عصاه ، فسلّم فردّ أبو عبد الله الجواب ، ثمّ قال : يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبّلها ، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما يبكيك يا شيخ؟ قال : جعلت فداك [يا ابن رسول الله] أقمت على قائمكم منذ مائة سنة ، أقول هذا الشهر ، وهذه السنة ، وقد كبرت سنّي ، ورقّ [دقّ ـ خ] عظمي ، واقترب أجلي ، ولا أرى ما أحبّ [وأرى فيكم ما لا أحبّ ـ خ] أراكم مقتّلين [معتلين] مشرّدين ، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة ، فكيف لا أبكي؟ فدمعت عينا أبي عبد الله عليه‌السلام ثمّ قال :

__________________

(١) ـ كفاية الأثر : ص ٢٦٠ ـ ٢٦٢ ب ٣٤ ح ٣ ، البحار : ج ٣٦ ص ٤٠٨ ـ ٤٠٩ ب ٤٦ ح ١٧ ، العوالم : ج ١٥ ص ٢٨٠ ـ ٢٨١ ب ٧ ح ١٧ ، إثبات الهداة : ج ١ ص ٦٠٣ ب ٩ ح ٥٨٦ ، تبيين المحجّة : ص ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ح ٣١ ، الإنصاف : ص ٢٩٤ ـ ٢٩٦ ب الميم ٢٦٩.

٢٤٢

يا شيخ ، إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن ثقله ، فقال : [فقد قال عليه‌السلام ـ خ] إنّي مخلّف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فقال الشيخ : لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر ، قال : يا شيخ ، انّ قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب محمّد ، ومحمّد يخرج من صلب عليّ ، وعليّ يخرج من صلب ابني هذا ، وأشار إلى موسى عليه‌السلام ، وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون ، فقال الشيخ : يا سيّدي ، بعضكم أفضل من بعض؟ قال : لا ، نحن في الفضل سواء ، ولكن بعضنا أعلم من بعض ، ثمّ قال : يا شيخ ، والله لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج قائمنا أهل البيت ، ألا وإنّ شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته ، هناك يثبت [الله] على هداه المخلصين ، اللهم أعنهم على ذلك.

٦٠٩ ـ (٢) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن الحسن ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي ، قال : حدّثني إسحاق بن محمّد الصيرفي ، عن أبي هاشم ، عن فرات بن أحنف ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ،

__________________

(٢) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٠٢ ب ٢٦ ح ٩ ، غيبة الشيخ : ص ٣٤٠ ـ ٣٤١ ح ٢٩٠ ، تقريب المعارف : ص ١٨٩ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ، دلائل الإمامة : ب معرفة من شاهد صاحب الزمان عليه‌السلام ح ١٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١١٩ ب ٢ ح ١٩ وج ٥٢ ص ١٠١ ب ٢١ ح ١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٣ ب ٣٢ ح ١١٠ وص ٤٦٤ ح ١١٦ وص ٥١٠ ح ٣٣٣.

٢٤٣

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه ذكر القائم عليه‌السلام فقال : أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد حاجة.

٦١٠ ـ (٣) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي ، قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : للقائم منّا غيبة أمدها طويل ، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ، ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه ، فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثمّ قال عليه‌السلام : إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة ، فلذلك تخفى ولادته ، ويغيب شخصه.

حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي ، عن عبد الله بن موسى الروياني ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن محمّد بن عليّ الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام بهذا الحديث مثله سواء.

٦١١ ـ (٤) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي

__________________

(٣) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٣٠٣ ب ٢٦ ح ١٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١٠٩ ـ ١١٠ ب ٢ ح ١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٤ ب ٣٢ ح ١١٥.

(٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤١ ب ٣٣ ح ٢١ ، علل الشرائع : ص ٢٤٤ ب ١٧٩ ح ٣ ، دلائل الإمامة : ص ٢٩٠ ب ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة ، الكافي : ج ١ ص ٣٣٦ ب ١٣٨ ح ٤ نحوه ، مرآة العقول : ج ٤ ص ٣٧ ـ ٣٩ ح ٤ ، إعلام الورى : ر ٤ ق ٢ ب ٢ ف ٢ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٢ ب ٦ ح ١.

٢٤٤

نجران ، عن فضالة بن أيّوب ، عن سدير في حديث عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : إنّ إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتّى قال لهم : أنا يوسف ، فما تنكر هذه الامّة أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر [يبيّن خ] حجّته؟ لقد كان يوسف عليه‌السلام إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عزوجل أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيّام من بدوهم إلى مصر ، فما تنكر هذه الامّة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجّته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتّى يأذن الله عزوجل أن يعرّفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتّى قال لهم : (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي).

٦١٢ ـ (٥) ـ كمال الدين : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، قال : حدّثنا حمدان بن سليمان ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حيّان السرّاج ، عن السيّد ابن محمّد الحميري في حديث طويل يقول فيه : قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم‌السلام في الغيبة وصحّة كونها ، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه‌السلام : إنّ الغيبة

__________________

(٥) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٢ ب ٣٣ ح ٢٣ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ف ٥ ح ٩٦.

٢٤٥

ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم بالحقّ بقيّة الله في الأرض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه ، لم يخرج من الدنيا حتّى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٦١٣ ـ (٦) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا أبي ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : أما والله ليغيبنّ عنكم مهديّكم حتّى يقول الجاهل منكم : ما لله في آل محمّد حاجة ، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

٦١٤ ـ (٧) ـ الكافي : علي بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن

__________________

(٦) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤١ و ٣٤٢ ب ٣٣ ح ٢٢ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٢ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٤٩ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٥ ب ٦ ح ١١.

(٧) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٤١ ح ٢٢ ب في الغيبة ، ونحوه ح ٢٣ ، غيبة النعماني : ص ١٥٠ ب ١٠ ح ٦ بأحد طريقيه و ٧ مثلهما عن الكليني ، ونحوه بطريق آخر : ص ١٤٩ ب ١٠ ح ٦ بطريقه الآخر ، غيبة الشيخ : ص ١٥٩ ح ١١٦ نحوه ، ينابيع المودّة : ص ٤٣٠ نحوه.

وأخرج الصدوق في كمال الدين : ج ١ ص ٣٣٠ ح ١٤ : «بسنده عن إبراهيم بن عطيّة ، عن أمّ هاني الثقفيّة ، قالت : غدوت على سيّدي محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام ، فقلت له : يا سيّدي ، آية في كتاب الله عزوجل عرضت بقلبي فاقلقتني وأسهرت ليلي ، قال : فسلي يا أمّ هاني : قالت : قلت : يا سيّدي قول الله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) قال : نعم المسألة سألتيني يا أمّ هاني ، هذا مولود في آخر الزمان ، هو المهدي من هذه العترة ، تكون له حيرة ، وغيبة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام ، فيا طوبى لك إن أدركتيه ، ويا طوبى لمن أدركه».

إثبات الوصيّة : ص ٢٠١ «بسنده عن أمّ هاني ، قالت : لقيت أبا جعفر عليه‌السلام

٢٤٦

موسى بن جعفر البغدادي ، عن وهب بن شاذان ، عن الحسن بن أبي الربيع ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أمّ هاني ، قالت : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهما‌السلام عن قول الله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) ، قالت : فقال : إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ثمّ يظهر كالشهاب ، يتوقّد في الليلة الظلماء ، فإن أدركت زمانه قرّت عينك.

٦١٥ ـ (٨) ـ كمال الدّين : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صالح بن محمّد ، عن هانئ التمّار ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتّق الله عبد وليتمسّك بدينه.

٦١٦ ـ (٩) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن يحيى بن المثنّى ، عن عبد الله بن بكير ، عن

__________________

فسألته عن هذه الآية ()(فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) ، قال : إمام يفقد في سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يبدو كالشهاب الوقّاد ، فإن أدركت زمانه قرّت عيناك».

إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٦٩ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٣٦ ، البحار : ج ٥١ ص ٥١ ب ٥ ح ٢٦ ، تأويل الآيات الظاهرة عن تفسير محمّد بن العبّاس ، تفسير نور الثقلين ، والبرهان ، والمحجّة ، والصافي ، وغيرها ذيل الآية.

(٨) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٣ ب ٣٣ ح ٢٥.

(٩) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٣٧ ب ١٣٨ ح ٦ ، غيبة النعماني : ص ١٧٥ ح ١٤ وفيه : «المواسم» ، مرآة العقول : ج ٤ ص ٤٢ ح ٦ ، كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٦ ب ٣٣ ح ٣٣ ، دلائل الإمامة : ص ٢٥٩ ب معرفة وجوب القائم ح ٦٤ وص ٢٩٠ ب معرفة ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة ح ٦ ، غيبة الشيخ : ص ١٦١ ح ١١٩ ، البحار : ج ٥٢ ص ١٥١ ب ٢٣ ح ٢ ، حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٤٦ ب ١١ وص ٦٠٦ ب ٢٩ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٨٥ ب ٣٢ ف ١ ح ٢٠٥ وص ٥٠٠ ف ١٢ ح ٢٧٩ ، وفي طريق آخر : أخرج النعماني عن عبيد ولفظه : «يفتقد الناس إماما يشهد المواسم ، يراهم ولا يرونه».

٢٤٧

عبيد بن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : يفقد الناس إمامهم ، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.

٦١٧ ـ (١٠) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، والحسن بن محمّد جميعا ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن صالح بن خالد ، عن يمان التمّار ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه‌السلام جلوسا ، فقال لنا : إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ـ ثمّ قال هكذا بيده ـ فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتّق الله عبد وليتمسّك بدينه.

٦١٨ ـ (١١) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ، ومحمّد بن الحسن ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، وأحمد بن إدريس جميعا ، قالوا : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وعبد الله بن عامر بن سعد الأشعري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ،

__________________

(١٠) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ب ١٣٨ ح ١ ، مرآة العقول : ج ٤ ص ٣٣ ح ١ ، كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٦ ب ٣٣ ح ٣٤ ، غيبة النعماني : ص ١٦٩ ب ١٠ ح ١١ ، إثبات الوصيّة : ص ٢٢٦ ط المكتبة المرتضويّة ، دلائل الإمامة : ص ٢٩٠ بسند آخر ، اثبات الهداة : ج ٦ ص ٤١١ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٥٣ مع اختلاف يسير.

(١١) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٧ ب ٣٣ ح ٣٥ ، الكافي : ج ١ ص ٣٣٨ و ٣٣٩ ب في الغيبة ح ١١ من قوله عليه‌السلام : «أما والله ليغيبنّ» نحوه ، غيبة النعماني : ص ١٥١ و ١٥٢ ب ١٠ ح ٩ نحوه وفيه : «والله ليغيبنّ سبتا من الدهر» بدل «سنينا» أو «شيئا» ، وهذا أظهر وأنسب. غيبة الشيخ : ص ٢٠٤ و ٢٠٥ نحوه ، إثبات الوصيّة : ص ٢٠٠ ، دلائل الإمامة : ص ٢٩٢ ب ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة.

٢٤٨

قال : سمعته يقول : إيّاكم والتنويه (١) ، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ ، حتّى يقال : مات أو هلك ، بأيّ واد سلك؟ ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يدرى أيّ من أيّ ، قال : فبكيت ، فقال [لي] : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت : وكيف لا أبكي وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ ، فكيف نصنع؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة ، فقال : يا أبا عبد الله ، ترى هذه الشمس؟ قلت : نعم ، قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.

__________________

(١) قال المجلسي في البحار ج ٥٢ ص ٢٨٢ : التنويه : التشهير ، أي لا تشهّروا أنفسكم ، ولا تدعوا الناس إلى دينكم ، أو لا تشهّروا ما نقول لكم من أمر القائم عليه‌السلام وغيره ممّا يلزم إخفاؤه عن المخالفين. «وليمحص» على بناء التفعيل المجهول ، من التمحيص ، بمعنى الابتلاء والاختبار ، ونسبته إليه عليه‌السلام على المجاز ، أو على بناء المجرّد المعلوم ، من محص الظّبي كمنع إذا عدا ، ومحص منّي أي هرب. وفي بعض نسخ الكافي على بناء المجهول المخاطب من التفعيل مؤكّدا بالنون ، وهو أظهر. وقد مرّ في النعماني «وليخملنّ» ، ولعلّ المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق نبيّه وأهل بيته مع ميثاق ربوبيّته كما مرّ في الأخبار. «وكتب في قلبه الإيمان» إشارة إلى قوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) ، والروح هو روح الإيمان كما مرّ ، «مشتبهة» أي على الخلق ، أو متشابهة يشبه بعضها بعضا ظاهرا و «لا يدرى» على بناء المجهول ، «أي» مرفوع به ، أي لا يدرى أيّ منها حقّ متميّزا من أيّ منها هو باطل ، فهو تفسير للاشتباه ، وقيل : «أيّ» مبتدأ ، و «من أيّ» خبره ، أي كلّ راية منها لا يعرف كونه من أيّ جهة من جهة الحقّ أو من جهة الباطل ، وقيل : لا يدرى أيّ رجل من أي راية لتبدو النظام منهم ، والأوّل أظهر ، انتهى.

اثبات الهداة : ج ٦ ، ص ٤١١ ، ب ٣٢ ، ف ٥ ، ح ١٥٤ مختصرا.

٢٤٩

٦١٩ ـ (١٢) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن علي بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي ، قال : حدّثنا أحمد بن طاهر [القمّي] ، قال : حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني ، قال : أخبرنا عليّ بن الحارث ، عن سعيد بن منصور الجواشني ، قال : أخبرنا أحمد بن عليّ البديلي ، قال : أخبرنا أبي ، عن سدير الصيرفي ، قال : دخلت أنا ، والمفضّل بن عمر ، وأبو بصير ، وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبريّ مطوّق بلا جيب ، مقصّر الكمّين ، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحريّ ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيير في عارضيه ، وأبلى الدموع محجريه ، وهو يقول : سيّدي غيبتك نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وابتزّت منّي راحة فؤادي ، سيّدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد ، فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني ، وأنين يفتر من صدري ، عن دوارج الرزايا ، وسوالف البلايا ، إلّا مثّل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها ، وبواقي أشدّها وأنكرها ، ونوائب مخلوطة بغضبك ، ونوازل معجونة بسخطك.

قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها ، وتصدّعت قلوبنا جزعا ، من ذلك الخطب الهائل ، والحادث الغائل ، وظننا أنّه سمت لمكروهة قارعة ،

__________________

(١٢) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٥٢ ـ ٣٥٧ ب ٣٣ ح ٥٠ ، غيبة الشيخ : ص ١٦٧ ـ ١٧٣ ح ١٢٩ نحوه ، البحار : ج ٥١ ص ٢١٩ ـ ٢٢٣ ب ١٣ ح ٩ ، ينابيع المودّة : ص ٤٤٤ مختصرا عن المناقب ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٥ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٦٢ قطعة منه ، كما أورده تامّا أو مختصرا ، بعضا أو كلا في الصراط المستقيم ، ونور الثقلين ، وإعلام الورى ، والايقاظ من الهجعة ، وغاية المرام ، وحلية الأبرار ، وغيرها.

٢٥٠

أو حلّت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك ، من أيّة حادثة تستنزف دمعتك ، وتستمطر عبرتك؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟ قال : فزفر الصادق عليه‌السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتدّ عنها خوفه ، وقال : ويلكم ، نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا ، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الّذي خصّ الله به محمّدا والأئمّة من بعده عليهم‌السلام ، وتأمّلت منه مولد غائبنا وغيبته وإبطائه ، وطول عمره ، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدّس ذكره : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) ـ يعني الولاية ـ فأخذتني الرقّة ، واستولت عليّ الأحزان ، فقلنا : يا ابن رسول الله ، كرّمنا وفضّلنا بإشراكك إيّانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك ، قال : إنّ الله تبارك وتعالى أدار للقائم منّا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرّسل عليهم‌السلام : قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه‌السلام ، وقدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه‌السلام ، وقدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه‌السلام ، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح ـ أعني الخضر عليه‌السلام ـ دليلا على عمره ، فقلنا له : اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني ، قال عليه‌السلام : أمّا مولد موسى عليه‌السلام ، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلّوه على نسبه ، وأنّه يكون من بني إسرائيل ، ولم يزل يأمر أصحابه بشقّ بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طلبه نيّفا وعشرين ألف مولود ، وتعذّر عليه

٢٥١

الوصول الى قتل موسى عليه‌السلام بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه ، وكذلك بنو اميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوال ملكهم وملك الامراء والجبابرة منهم على يد القائم منّا ناصبونا العداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله [أهل بيت رسول الله ـ خ] ، وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ، ويأبى الله عزوجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلّا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون.

وأمّا غيبة عيسى عليه‌السلام ، فإنّ اليهود والنصارى اتّفقت على أنّه قتل فكذّبهم الله جلّ ذكره بقوله : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) ، كذلك غيبة القائم ، فإنّ الامّة ستنكرها لطولها ، فمن قائل يهذي بأنّه لم يلد ، وقائل يقول : إنّه يتعدّى إلى ثلاثة عشر وصاعدا ، وقائل يعصي الله عزوجل بقوله : إنّ روح القائم ينطق في هيكل غيره.

وأمّا إبطاء نوح عليه‌السلام ؛ فانّه لمّا استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عزوجل الروح الأمين عليه‌السلام بسبع نويات ، فقال : يا نبيّ الله ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول لك : إنّ هؤلاء خلائقي وعبادي ، ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلّا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجّة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك ، فإنّي مثيبك عليه ، واغرس هذه النوى ، فإنّ لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشّر بذلك من تبعك من المؤمنين ، فلمّا نبتت الأشجار وتأزّرت وتسوّقت وتغصّنت وأثمرت وزها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ، ويؤكّد الحجّة على قومه ، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل ، وقالوا :

٢٥٢

لو كان ما يدّعيه نوح حقّا لما وقع في وعد ربّه خلف ، ثمّ إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كلّ مرّة بأن يغرسها مرّة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرّات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتدّ منه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيّف وسبعين رجلا ، فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه ، وقال : يا نوح ، الآن أسفر الصبح عن اللّيل لعينك حين صرح الحقّ عن محضه ، وصفا [الأمر والإيمان] من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة ، فلو أنّي أهلكت الكفّار وأبقيت من قد ارتدّ من الطوائف الّتي كانت آمنت بك لما كنت صدّقت وعدي السابق للمؤمنين الّذين أخلصوا التوحيد من قومك ، واعتصموا بحبل نبوّتك بأن أستخلفهم في الأرض ، وامكّن لهم دينهم ، وابدّل خوفهم بالأمن ، لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشكّ من قلوبهم ، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالأمن منّي لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الّذين ارتدّوا ، وخبث طينهم ، وسوء سرائرهم الّتي كانت نتائج النفاق وسنوح الضلالة ، فلو أنّهم تسنّموا منّي الملك الّذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ، ولاستحكمت سرائر نفاقهم ، [و] تأبّدت حبال ضلالة قلوبهم ، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة ، وحاربوهم على طلب الرئاسة ، والتفرّد بالأمر والنهي ، وكيف يكون التمكين في الدّين وانتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب ، كلا ()(وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا).

قال الصادق عليه‌السلام : وكذلك القائم ، فإنّه تمتدّ أيّام غيبته ليصرح الحقّ عن محضه ، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الّذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسّوا

٢٥٣

بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم عليه‌السلام ، قال المفضّل : فقلت : يا ابن رسول الله ، فإنّ [هذه] النواصب تزعم أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ عليه‌السلام ، فقال : لا يهدي الله قلوب الناصبة ، متى كان الدين الّذي ارتضاه الله ورسوله متمكّنا بانتشار الأمن في الامّة ، وذهاب الخوف من قلوبها ، وارتفاع الشكّ من صدورها في عهد واحد من هؤلاء ، وفي عهد عليّ عليه‌السلام ، مع ارتداد المسلمين والفتن الّتي تثور في أيّامهم ، والحروب الّتي كانت تنشب بين الكفّار وبينهم؟! ثمّ تلا الصادق عليه‌السلام : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا).

وأمّا العبد الصالح ـ أعني الخضر عليه‌السلام ـ فإنّ الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بلى ، إنّ الله تبارك وتعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم عليه‌السلام في أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك ، إلّا لعلّة الاستدلال به على عمر القائم عليه‌السلام ، وليقطع بذلك حجّة المعاندين ، لئلا يكون للنّاس على الله حجّة.

٦٢٠ ـ (١٣) ـ كمال الدين : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن

__________________

(١٣) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٦١ ب ٣٤ ح ٤ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٧٦ ـ ٤٧٧ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٦٧.

٢٥٤

محمّد بن خالد البرقي ، عن علي بن حسّان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن صاحب هذا الأمر ، قال : هو الطريد ، الوحيد ، الغريب ، الغائب عن أهله ، الموتور بأبيه عليه‌السلام.

٦٢١ ـ (١٤) ـ كمال الدين : حدّثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن الريّان بن الصلت ، قال : سمعته يقول : سئل أبو الحسن الرضا عليه‌السلام عن القائم عليه‌السلام ، فقال : لا يرى جسمه ، ولا يسمّى باسمه.

٦٢٢ ـ (١٥) ـ كمال الدين : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي العمري السمرقندي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهم‌السلام يقول : إنّ الخضر عليه‌السلام شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وإنّه ليأتينا [ليلقانا ـ خ] فيسلّم ، فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنّه ليحضر حيث ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه ، وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة فيقضي جميع المناسك ، ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته.

٦٢٣ ـ (١٦) ـ غيبة النعماني : حدّثنا عليّ بن الحسين ، قال : حدّثنا

__________________

(١٤) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٧٠ ب ٣٥ ح ٢ ، البحار : ج ٥١ ص ٣٣ ب ١٣ ح ١٢.

(١٥) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٩٠ ب ٣٨ ح ٤ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٨٠ ب ٣٢ ف ٥ ح ١٨١ مختصرا.

(١٦) ـ غيبة النعماني : ص ١٥٦ ح ١٨ ب ١٠ ، غيبة الشيخ : ص ٤٢٥ ح ٤٠٩ ، «عن

٢٥٥

محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي ، عن محمّد بن علي الكوفي ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : صاحب هذا الأمر من ولدي ، هو الّذي يقال : مات أو هلك ، لا بل في أيّ واد سلك؟.

٦٢٤ ـ (١٧) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والّذي بعثني بالحقّ بشيرا ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود إليه منّي ، حتّى يقول أكثر الناس : ما لله في آل محمّد حاجة ، ويشكّ آخرون في ولادته ، فمن أدرك زمانه فليتمسّك بدينه ، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكّه فيزيله عن ملّتي ، ويخرجه من ديني ، فقد أخرج أبويكم من الجنّة من قبل ، وإنّ الله عزوجل جعل الشياطين أولياء للّذين لا يؤمنون.

٦٢٥ ـ (١٨) ـ علل الشرائع : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي

__________________

الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : صاحب هذا الأمر من ولدي (الّذي) يقال : مات ، قتل ، لا بل هلك ، لا بل بأيّ واد سلك» ، البحار : ج ٥١ ص ١١٤ ب ٢ ح ١١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٣٣ ب ٣٢ ف ٢٧ ح ٤٦٨.

(١٧) ـ كمال الدين : ج ١ ص ٥١ ، البحار : ج ٥١ ص ٦٨ ب ١ ح ١٠ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٥٩ ب ٣٢ ف ٥ ح ٩٧.

(١٨) ـ علل الشرائع : ج ١ ص ٢٤٥ ب ١٧٩ ح ٧ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٨٧ ب ٣٢ ف ٥ ح ٢١٢ عن كمال الدين والعلل ، المحجّة : ص ٢٤٦ مختصرا.

٢٥٦

ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن مسعود ، وحيدر بن محمّد السمرقندي جميعا ، قالا : حدّثنا محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا جبرائيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، قال : حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال : إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها ، فقلت له : ولم ذاك يا ابن رسول الله؟ قال : إنّ الله عزوجل أبى إلّا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم‌السلام في غيباتهم ، وأنّه لا بدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله عزوجل : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي سننا على سنن من كان قبلكم.

٦٢٦ ـ (١٩) ـ غيبة النعماني : حدّثنا محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدّثنا إسحاق بن سنان ، قال : حدّثنا عبيد بن خارجة ، عن علي بن عثمان ، عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فركب هو وابناه الحسن والحسين عليهما‌السلام فمرّ بثقيف ، فقالوا : قد جاء عليّ يردّ الماء ، فقال علي عليه‌السلام : أما والله لاقتلنّ أنا وابناي هذان ، وليبعثنّ الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا ، وليغيبنّ عنهم تمييزا لأهل الضلالة ، حتى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد من حاجة.

٦٢٧ ـ (٢٠) ـ غيبة الشيخ : روى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : في القائم شبه من يوسف ، قلت : وما هو؟ قال : الحيرة

__________________

(١٩) ـ غيبة النعماني : ص ١٤٠ ب ١٠ ح ١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٣٢ ب ٣٢ ح ٤٦٢.

(٢٠) ـ غيبة الشيخ ص ١٦٣ ـ ١٦٤ ، ح ١٢٥ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠١ ب ٣٢ ف ٥ ح ٢٨٤.

٢٥٧

والغيبة.

٦٢٨ ـ (٢١) ـ كتاب تاريخ قم : عن محمّد بن قتيبة الهمداني ، والحسن بن علي الكشمارجاني [الكمشارجاني ـ خ] ، عن علي بن النعمان ، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله احتجّ بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتجّ ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجنّ والإنس ، ولم يدع الله قم وأهله مستضعفا بل وفّقهم وأيّدهم ، ثمّ قال : إنّ الدين وأهله بقم ذليل ، ولو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجّة على سائر البلاد ، وإذا كان كذلك لم تستقرّ السماء والأرض ، ولم ينظروا طرفة عين ، وانّ البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجّة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا عليه‌السلام إلى ظهوره ، ولو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها ، وانّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبّار بسوء إلّا قصمه قاصم الجبّارين ، وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوّ ، وينسي الجبّارين في دولتهم ذكر قم كما نسوا ذكر الله.

٦٢٩ ـ (٢٢) ـ الكافي : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت

__________________

(٢١) ـ البحار : ج ٥٧ ص ٢١٢ ـ ٢١٣ ب ٣٦ ح ٢٢.

(٢٢) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٣٨ ب ١٣٨ ح ١٠ ، وفي ص ٣٤٠ ب ١٣٨ ح ١٥ عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ... مثله. مرآة العقول : ج ٤ ص ٤٦ و ٥٠ ح ١٠ و ١٥ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٤٤ ب ٣٢ ح ٢٢.

٢٥٨

أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها.

٦٣٠ ـ (٢٣) ـ الكافي : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة.

٦٣١ ـ (٢٤) ـ غيبة الشيخ : وأخبرني جماعة عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها.

__________________

(٢٣) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٤٠ ب ١٣٨ ح ١٦ ، مرآة العقول : ج ٤ ص ٥٠ ح ١٦ ، قال المجلسي ـ قدس‌سره ـ : «في بعض النسخ : ولا له في غيبته أي ليس في غيبته معتزلا عن الخلق ، بل هو بينهم ولا يعرفونه ، والأوّل أظهر ، وموافق لما في سائر الكتب. والطيبة بالكسر : اسم المدينة الطيّبة (إلى أن قال :) وما بثلاثين من وحشة أي هو عليه‌السلام مع ثلاثين من مواليه وخواصّه». البحار : ج ٥٢ ص ١٥٧ ب ٢٣ ح ٢٠ وقال العلامة المجلسي ـ قدس‌سره ـ أيضا : الطيبة اسم المدينة «الطيّبة ، فيدلّ على كونه عليه‌السلام غالبا فيها وفي حواليها ، وعلى أنّ معه ثلاثين من مواليه وخواصّه إن مات أحد قام آخر مقامه.

غيبة النعماني : ص ١٨٨ ب ١٠ ح ٤١ ، غيبة الشيخ : ص ١٦٢ ح ١٢١ «بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير نحوه قال : لا بدّ لصاحب هذا الأمر من عزلة ، ولا بدّ في عزلته من قوّة ، وما بثلاثين من وحشة ، ونعم المنزل طيبة» ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٤٤٥ ب ٣٢ ح ٢٧.

(٢٤) ـ غيبة الشيخ : ص ١٦٠ ـ ١٦١ ح ١١٨ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٦ ب ٦ ح ١٥ ، ومرّ نحوه عن محمّد بن مسلم.

٢٥٩

ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٢٠٥ ، ٢٤٢ ، ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، ٢٥٤ ، ٢٥٧ ، ٢٦١ ، ٣٠٥ إلى ٣٠٨ ، ٣١٧ ، ٤٦٥ ، ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، ٤٩٩ ، ٥١١ ، ٥٣٥ إلى ٥٣٩ ، ٥٤١ ، ٥٤٧ ، ٥٤٩ إلى ٥٥٧ ، ٥٥٩ إلى ٥٦٤ ، ٥٧٤ ، ٥٧٥ ، ٥٨٠ ، ٥٨٩ ، ٥٩٥ ، ٥٩٩ إلى ٦٠٧ ، ٦٣٢ إلى ٦٣٥ ، ٦٣٧ ، ٦٤١ ، ٦٤٣ ، ٦٤٤ ، ٦٤٥ ، ٦٤٧ ، ٦٤٩ ، ٦٥٣ ، ٦٦٩ ، ٦٨٥ ، ٦٨٦ ، ٦٨٨ إلى ٦٩١ ، ٨٠٦ ، ٨١٠ ، ١١٠٤ ، ١١٠٥.

٢٦٠