منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ٢

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٧

٤٣١ ـ (٧٩) ـ السنن الواردة في الفتن : حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان ، حدّثنا قاسم ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا القاسم بن الفضل ، حدّثني ابن عمير المهجري ، عن أبي الصدّيق قال : قال أبو سعيد الخدري وهو قاعد في أصل منبر النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وله حنين ، قلت : ما يبكيك؟ قال : تذكّرت النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ومقعده على هذا المنبر ، قال : إنّ من أهل بيتي الأقنى الأجلى يأتي الأرض وقد ملئت ظلما وجورا فيملأها قسطا وعدلا ، يعيش هكذا ، وأومأ بيده سبعا أو تسعا.

٤٣٢ ـ (٨٠) ـ الاحتجاج : في حديث طويل رواه بإسناده عن سيف ابن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة ابن محمّد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبته الطويلة في غدير خمّ : معاشر الناس ، النور من الله عزوجل فيّ مسلوك ، ثمّ في عليّ ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهديّ الّذي يأخذ بحقّ الله وبكلّ حقّ هو لنا ... إلى أن قال بعد التنصيصات الكثيرة على ولاية عليّ والأئمّة من ولده عليهم‌السلام : معاشر الناس ، إنّي نبيّ ، وعليّ وصيّ ، ألا إنّ خاتم الأئمّة منّا القائم المهديّ ، ألا إنّه الظاهر على الدين ، ألا إنّه المنتقم من الظالمين ، ألا إنّه فاتح الحصون وهادمها ، ألا إنّه قاتل كلّ قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنّه مدرك بكلّ ثأر لأولياء الله ، ألا إنّه الناصر لدين الله ، ألا إنّه الغرّاف في بحر عميق ، ألا إنّه يسم كلّ ذي فضل بفضله وكلّ ذي جهل بجهله ،

__________________

(٧٩) ـ السنن الواردة في الفتن : ج ٥ باب ما جاء في المهدي ح ٤.

(٨٠) ـ الاحتجاج : ص ٦٦ ـ ٨٤ «احتجاج النبيّ يوم الغدير».

١٠١

ألا إنّه خيرة الله ومختاره ، ألا إنّه وارث كلّ علم والمحيط به ، ألا إنّه المخبر عن ربّه عزوجل والمنبّه بأمر إيمانه ، ألا إنّه الرشيد السديد ، ألا إنّه المفوّض إليه ، ألا إنّه قد بشّر به من سلف بين يديه ، ألا إنّه الباقي حجّة ولا حجّة بعده ولا حقّ إلّا معه ولا نور إلّا عنده ، ألا انّه لا غالب له ولا منصور عليه.

٤٣٣ ـ (٨١) ـ البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان : عن محمّد بن

__________________

(٨١) ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : ص ١٤٤ ب ٦ ح ٨ من النسخة المطبوعة عن نسخة الحرم المكّي التي فرغ كاتبها أحمد بن الحسن الرشيدي سنة (١٢٧٢ ه‍) ، وعن النسخة المخطوطة التي استنسخها الشريف السيّد محمّد باقر السبزواري من النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة الحرم الشريف النبوي ، وفي مكتبة الجامع (مسجد أعظم) الذي بناه وشيّده سيّدنا الاستاذ آية الله البروجردي ـ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ـ نسخة مخطوطة ثالثة.

وأخرجه في كشف الأستار : ف ٢ ص ١٦٤ ، وقال : أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرّجاه ، إلّا أنّه قال : «إذا قال الرجل : الله ، قتل ، فيجمع الله تعالى قزعا كقزع السحاب ، يؤلّف الله بين قلوبهم ، لا يستوفون إلى أحد ، ولا يعرفون بأحد ، على عدّة أصحاب بدر».

ثمّ قال مؤلّف كشف الأستار : ولا يخفى أنّ قوله : «ذلك يخرج في آخر الزمان» يدلّ على أنّه عليه‌السلام عقد بيده تسعا عدد الأسماء التسعة من ولد الحسين عليه‌السلام ، فلمّا بلغ الى الحجّة بن الحسن عليهما‌السلام قال : ذلك يخرج في آخر الزمان وهو نصّ منه على أنّ المهدي عليه‌السلام التاسع من ولد الحسين عليه‌السلام ، فليتذكّر.

أقول : هذا تفسير مقبول لا بأس به ، والثابت في النسخة المطبوعة من المستدرك وتلخيصه : ج ٤ ص ٥٥٤ ، وكذا في عقد الدرر : ص ٥٩ ب ٤ ف ١ وص ١٣١ ب ٥ : «سبعا» بدل «تسعا» إلّا أنّك لا تجد محملا مقبولا له ، فيجب ردّ علمه الى أهله ، وعلى تلك النسخ يشكل فهم معنى الحديث ، ويمكن حمله على بيان سني ملكه وسلطانه ، إلّا أنّ المترجّح ـ بالنظر ـ صحّة النسخ المخطوطة الثلاث الموجودة من البرهان ، والنسخة المخطوطة من المستدرك التي أخرج الحديث عنها مصنّف «كشف الأستار» ، والله أعلم.

١٠٢

الحنفيّة ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : كنّا عند عليّ عليه‌السلام فسأله رجل عن المهديّ ، فقال : هيهات هيهات ، ثمّ عقد بيده تسعا ، فقال : ذلك يخرج في آخر الزمان ، إذا قيل للرجل : الله الله ، قيل [قتل ـ ظ] ، فيجمع الله له قوما قزعا كقزع السحاب ، يؤلّف بين قلوبهم ، لا يستوحشون على أحد ، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم ، على عدّة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأوّلون ، ولا يدركهم الآخرون ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر معه.

٤٣٤ ـ (٨٢) ـ عقد الدرر : عن سالم الأشلّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام يقول : نظر موسى عليه‌السلام في السفر [الأوّل ـ خ] إلى ما يعطى قائم آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، فقال موسى : ربّ اجعلني قائم آل محمّد ، فقيل له : إنّ ذلك من ذرّيّة أحمد ، فنظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك ، فقال مثل ذلك ، فقيل له مثل ذلك ، ثمّ نظر في السفر الثالث فرأى مثله ، فقال مثله ، فقيل له مثله.

٤٣٥ ـ (٨٣) ـ مسند أبي يعلى : حدّثنا أبو بكر بن أبي النصر ، حدّثنا

__________________

وممّا يؤيّد ذلك ما ذكره بعض علماء أهل السنّة ، وهو محمّد بن پاينده الساوي في رسالته التي النسخة المخطوطة منها تاريخ كتابتها (٩٧٩ ه‍) وهي ملحقة بكتاب البرهان ، قال محمّد بن پاينده : رأيت في كتب التواريخ : أنّ يوما جاء محمّد بن الحنفيّة عند علي عليه‌السلام سأل عنه : متى ظهور المهدي؟ فقال : هيهات ، ثمّ عقد بيده تسعا وقال : في آخر الزمان.

(٨٢) ـ عقد الدرر : ص ٢٦ ب ١.

(٨٣) ـ مسند أبي يعلى : ج ١٢ ص ١٩ ح ٨٢٥ (٦٦٦٥) ، مجمع الزوائد : ج ٧ ص ٣١٥ ب ما جاء في المهدي عليه‌السلام ، المطالب العالية : ج ٤ ص ٣٤٣ ق ٤٥٥٤ ، المقدّمة لابن خلدون : ص ٣٧٩ ، إبراز الوهم المكنون : ص ٥٥٧ ، العرف الوردي (الحاوي

١٠٣

أبو النضر قال : حدّثني المرجّى بن رجاء اليشكري ، حدّثنا عيسى بن هلال ، عن بشير بن نهيك ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : حدّثني خليلي أبو القاسم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال : لا تقوم الساعة حتّى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ ، قال : قلت : وكم يكون؟ قال : خمس واثنين ، قال : قلت : وما خمس واثنين؟ قال : لا أدري.

٤٣٦ ـ (٨٤) ـ كنز العمّال : عن عديّ بن حاتم ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّه لا تقوم الساعة حتّى يفتح القصر الأبيض الّذي في المدائن ، ولا تقوم الساعة حتّى تسير الظعينة من الحجاز إلى العراق آمنة لا تخاف شيئا ـ فقد رأيتهما جميعا ـ ولا تقوم الساعة حتّى يكون على الناس إمام يحثي المال حثيا (ابن النجّار).

٤٣٧ ـ (٨٥) ـ مسند أبي يعلى : حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار أبو أيّوب ، حدّثنا سهل بن عامر ، حدّثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يكون في آخر الزمان على تظاهر العمر ، وانقطاع من الزمان ، إمام يكون أعطى الناس ، يجيئه الرجل فيحثو له في حجره ، يهمّه من يقبل عنه صدقة ذلك المال ما بينه وبين أهله ، لما يصيب الناس من الخير.

__________________

للفتاوي) : ج ٢ ص ١٣١ الى قوله «خمسا واثنين».

أقول : الظاهر أنّ قوله : «وما خمس واثنين» سؤال راوي الحديث عن أبي هريرة أو غيره ممّن روى الحديث في الطبقات المتتالية ، بل لا يبعد كون قوله : «إلى الحقّ» تمام الحديث ، وكان السؤالان من بعض الرواة عن البعض ، والله أعلم.

(٨٤) ـ كنز العمّال : ج ١٤ ص ٥٧٢ ح ٣٩٦٣٥.

(٨٥) ـ مسند أبي يعلى : ج ٢ ص ٣٥٦ و ٣٥٧ ح ١٣١ (١١٠٥) ، ونحوه في كنز العمّال : ج ١٤ ح ٣٨٧٠٣ عن أبي يعلى وابن عساكر.

١٠٤

٤٣٨ ـ (٨٦) ـ الفتن : حدّثنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن الحرث بن يزيد ، قال : سمعت عبد الله بن زرير الغافقي يقول : سمعت عليّا ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول : الفتن أربع : فتنة السرّاء ، وفتنة الضرّاء ، وفتنة كذا ، فذكر معدن الذهب ، ثمّ يخرج رجل من عترة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يصلح الله على يديه أمرهم.

٤٣٩ ـ (٨٧) ـ السنن الواردة في الفتن : حدّثنا عبد الرحمن بن عثمان ، حدّثنا قاسم ، حدثنا أحمد بن زهير ، عن عمّار الدهني ، عن سالم بن أبي الجعد قال : خرجنا حجّاجا فجئت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال : من [أين] أنتم يا رجل؟ قال : قلت : من أهل العراق ، قال : فكن إذا من أهل الكوفة ، قال : فقلت : أنا منهم ، قال : فإنّهم أسعد الناس بالمهديّ.

٤٤٠ ـ (٨٨) ـ السنن الواردة في الفتن : حدّثنا عبد الله بن فضيل ، حدّثنا عباب بن هارون ، قال : حدّثنا الفضل بن عبيد الله ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا بن يحيويه النيسابوري ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن سلمة ، عن أبي الواصل بن عبيد ، قال : قال جابر بن عبد الله : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لا تزال طائفة من

__________________

(٨٦) ـ الفتن : ج ١ ص ١٩ و ٢٠ ب تسمية الفتن التي هي كائنة ، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٣٨ ، وقال : أخرج نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» بسند صحيح على شرط مسلم.

(٨٧) ـ السنن الواردة في الفتن : ج ٥ ص ٩٩ ب ما جاء في المهدي ح ٣ ، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٣٨ عن ابن سعيد وابن أبي شيبة.

(٨٨) ـ السنن الواردة في الفتن : ج ٦ ص ١٤٢ ب ما جاء في نزول عيسى ح ٥ ، العرف الوردي (الحاوي للفتاوي) : ج ٢ ص ١٦٢ ، التصريح بما تواتر في نزول المسيح : ص ٢٧٤ ح ٥ ، ونحوه ح ٤ وح ٦ عن جابر.

١٠٥

أمّتي تقاتل عن الحقّ حتّى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهديّ ، فيقال له : تقدّم يا نبيّ الله فصلّ بنا ، فيقول إنّ هذه الامّة أمين بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عزوجل.

٤٤١ ـ (٨٩) ـ الفتن : حدّثنا عبد الله بن مروان ، عن العلاء بن عتبة ، عن الحسن : أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتّى يبعث الله راية من المشرق سوداء ، من نصرها نصره الله ، ومن خذلها خذله الله ، حتّى يأتوا رجلا اسمه كاسمي ، فيولّيه أمرهم فيؤيّده الله بنصره.

٤٤٢ ـ (٩٠) ـ الفتن : حدّثنا سعيد أبو عثمان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة ، فإذا ظهر المهديّ بمكّة بعث إليه بالبيعة.

٤٤٣ ـ (٩١) ـ الفتن : حدّثنا الوليد ورشدين ، عن ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن أبي رومان ، عن عليّ ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : يلتقي السفياني والرايات السود فيهم شابّ من بني هاشم في كفّه اليسرى خال ، وعلى مقدّمته رجل من بني تميم يقال له : شعيب بن صالح بباب اصطخر ، فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود ويهرب خيل السفياني ، فعند ذلك يتمنّى الناس المهديّ ويطلبونه.

٤٤٤ ـ (٩٢) ـ الفتن : حدّثنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله التيهرتي ،

__________________

(٨٩) ـ الفتن : ج ٤ ص ١٦٧ وقد مرّ ذكره تحت الرقم ٤٠٩.

(٩٠) ـ الفتن : ج ٤ ص ١٦٨ ب الرايات السود للمهدي بعد رايات بني العبّاس.

(٩١) ـ الفتن : ج ٥ ص ١٧٢ ب أوّل انتقاض أمر السفياني ، ونحوه ح ١ ص ١٦٨.

(٩٢) ـ الفتن : ج ٤ ص ١٦٨ ، الملاحم والفتن : ص ٥٥ ب ١٠٢ وجاء فيه : «التاهرتي» بدل «البهترتي».

١٠٦

عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، عن مسلم بن يسار ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : تخرج من المشرق رايات سود لبني العبّاس ، ثمّ يمكثون ما شاء الله ، ثمّ تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ، يؤدّون الطاعة إلى المهديّ.

٤٤٥ ـ (٩٣) ـ نهج البلاغة : حتى يطلع الله لكم من يجمعكم ويضمّ نشركم ، فلا تطمعوا في غير مقبل ، ولا تيأسوا من مدبر ، فإنّ المدبر عسى أن تزلّ به إحدى قائمتيه ، وتثبت الاخرى فترجعا حتّى تثبتا جميعا ، ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى الله عليهم كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون.

٤٤٦ ـ (٩٤) ـ شرح نهج البلاغة (لابن ميثم) : يا قوم اعلموا علما يقينا

__________________

(٩٣) ـ نهج البلاغة : خ ١٠٠.

قال ابن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة (ج ٧ ص ٩٣) : واعلم أنّ هذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه‌السلام في الجمعة الثالثة من خلافته.

وقال في شرح قوله عليه‌السلام : ... يطلع الله لهم من يجمعهم ويضمّهم» : يعني من أهل البيت عليهم‌السلام ، وهذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت ... الخ (ج ٧ ص ٩٤).

وقال في شرح قوله : «فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع» : ثمّ وعدهم بقرب الفرج فقال : إنّ تكامل صنائع الله عندكم ، ورؤية ما تأملونه أمر قد قرب وقته ، وكأنّكم به وقد حضر وكان ، وهذا على نمط المواعيد الإلهيّة بقيام الساعة ، فإنّ الكتب المنزلة كلّها صرّحت بقربها وإن كانت بعيدة عندنا ، لأنّ البعيد في معلوم الله قريب ، وقد قال سبحانه : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً).

(٩٤) ـ شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج ٣ ص ٩.

جاء بهذا الخبر في ضمن شرحه لقوله عليه‌السلام : «فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم

١٠٧

أنّ الّذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليّتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من أمر جاهليّتكم ، وذلك أنّ الامّة كلّها يومئذ جاهليّة إلّا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخرق بكم ، واعلموا أنّ الرفق يمن ، وفي الأناة بقاء وراحة ، والإمام أعلم بما ينكر ، ولعمري لينزعنّ عنكم قضاة السوء ، وليقبضنّ عنكم المراضين ، وليعزلنّ عنكم امراء الجور ، وليطهّرنّ الأرض من كلّ غاشّ ، وليعملنّ فيكم بالعدل ، وليقومنّ فيكم بالقسطاس المستقيم ، وليتمنّينّ أحياؤكم لأمواتكم الكرّة عمّا قليل ، فيعيشوا إذا ، فإنّ ذلك كائن ، لله أنتم بأحلامكم ، كفّوا ألسنتكم ، وكونوا من وراء معايشكم ، فإنّ الحرمان سيصل إليكم وإن صبرتم واحتسبتم وائتلفتم ، إنّه طالب وتركم ، ومدرك لثأركم ، وآخذ بحقّكم ، واقسم بالله قسما حقّا (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).

٤٤٧ ـ (٩٥) ـ الدرّ المنثور : أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : أصحاب الكهف أعوان المهدي.

وفي تفسير الثعلبي في قصّة أصحاب الكهف كما نقل عنه في «عقد الدرر» و «البرهان» و «العمدة» و «الطرائف» قال : وأخذوا

__________________

الصنائع» ، فقال : وقوله : «فكأنّكم ... إلى آخره» إشارة الى منّة الله عليهم بظهور الإمام المنتظر ، وإصلاح أحوالهم بوجوده.

ثمّ قال : ووجدت له عليه‌السلام في أثناء بعض خطبه في اقتصاص ما يكون بعده فصلا يجري مجرى الشرح لهذا الوعد ، وهو أن قال : يا قوم اعلموا ... الى آخر ما ذكرناه في المتن.

(٩٥) ـ الدرّ المنثور : ج ٤ ص ٢١٥ ، عقد الدرر : ص ١٤١ و ١٤٢ ب ٧ ، العمدة : ص ٢٢٣ و ٢٢٤ ، البرهان : ص ٨٧ ب ١ ح ٤٤ ، الطرائف : ص ٨٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١٠٥ ب ١ ح ٤٠ ، وج ٣٩ ص ١٥٠ ب ١٧ ح ١٤.

١٠٨

مضاجعهم ، فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهديّ عليه‌السلام ، فقال : إنّ المهديّ يسلّم عليهم فيحييهم الله عزوجل له ، ثمّ يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة.

٤٤٨ ـ (٩٦) ـ عقد الدرر : عن سيف بن عمير ، قال : كنت عند أبي جعفر المنصور فقال لي ابتداء : يا سيف بن عمير لا بدّ من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب ، فقلت : جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟ قال : إي والذي نفسي بيده لسماع اذناي له ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا ، فقال : يا سيف ، إنّه الحقّ ، وإذا كان (كذلك) فنحن أولى من يجيبه ، أما إنّ النداء إلى رجل من بني عمّنا ، فقلت : رجل من ولد فاطمة عليها‌السلام؟ ، قال : نعم يا سيف ، لو لا أنّي سمعته من أبي جعفر محمّد بن عليّ وحدّثني به أهل الأرض كلّهم ما قبلته ، ولكنّه محمّد بن عليّ عليهما‌السلام.

٤٤٩ ـ (٩٧) ـ الأمالي : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين [الحسن] الكناني ، عن جدّه ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : إنّ الله عزوجل أنزل على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا قبل أن يأتيه الموت ، فقال : يا محمّد ، هذا الكتاب وصيّتك إلى النجيب من أهلك ، فقال : ومن النجيب من أهلي يا جبرئيل؟ فقال : عليّ بن أبي طالب ، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّ الى

__________________

(٩٦) ـ عقد الدرر : ص ١١٠ و ١١١ ب ٤ ف ٣ ، الإرشاد : ص ٣٥٨ في ذكر علامات ظهوره بسنده عن سيف بن عميرة نحوه ، غيبة الشيخ : ص ٢٦٥ و ٢٦٦ ، روضة الكافي : ص ١٧٨ ح ٢٥٥ عن سيف نحوه.

(٩٧) ـ الأمالي للصدوق : المجلس ٦٣ ص ٣٢٨ ح ٢.

١٠٩

عليّ عليه‌السلام وأمره أن يفكّ خاتما منها ويعمل بما فيه ، ففكّ عليه‌السلام خاتما وعمل بما فيه ، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن عليه‌السلام ففكّ خاتما وعمل بما فيه ، ثمّ دفعه إلى الحسين عليه‌السلام ففكّ خاتما فوجد فيه : أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلّا معك ، واشتر نفسك لله عزوجل ، ففعل ، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين ففكّ خاتما فوجد فيه : اصمت والزم منزلك واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين ، ففعل ، ثمّ دفعه إلى محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ففكّ خاتما فوجد فيه : حدّث الناس وأفتهم ، ولا تخافنّ إلّا الله فإنّه لا سبيل لأحد عليك ، ثمّ دفعه إليّ ففككت خاتما فوجدت فيه : حدّث الناس وأفتهم ، وانشر علوم أهل بيتك وصدّق آباءك من الصالحين ، ولا تخافنّ أحدا إلّا الله ، وأنت في حرز وأمان ، ففعلت ، ثمّ أدفعه إلى موسى بن جعفر ، ثمّ يدفعه موسى إلى الذي من بعد ، ثمّ كذلك أبدا إلى قيام المهديّ عليه‌السلام.

٤٥٠ ـ (٩٨) ـ الأمالي : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعد الخفّاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربّي جلّ جلاله : يا محمّد ، أنت عبدي وأنا ربّك ، فلي فاخضع ، وإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكّل ، وبي فثق ، فإنّي قد رضيت بك عبدا وحبيبا

__________________

(٩٨) ـ الأمالي للصدوق : المجلس ٩٢ ص ٥٠٤ ح ٤ ، النوادر للفيض : كتاب النبوّة والإمامة ص ٧٠ ب ٤١ ، البحار : ج ٥١ ص ٦٥ و ٦٦ ب ١ ح ٣.

١١٠

ورسولا ونبيّا ، وبأخيك عليّ خليفة وبابا ، فهو حجّتي على عبادي ، وإمام لخلقي ، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميّز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي ، وبك وبه وبالأئمّة من ولده أرحم عبادي وإمائي ، وبالقائم منكم أعمّر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وبه اطهّر الأرض من أعدائي واورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا ، وبه احيي عبادي [وبه اخبر عبادي بعلمي واحيي بلادي ـ خ] وبلادي بعلمي ، وله اظهر الكنوز والذخائر بمشيّتي ، وإيّاه اظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي ، وامدّه بملائكتي لتؤيّده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليّي حقّا ، ومهديّ عبادي صدقا.

٤٥١ ـ (٩٩) ـ الأمالي للشيخ : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يسار بن أبي العجوز السمسار ، قال : حدّثنا مجاهد بن موسى الختلي ، قال : حدّثنا عبّاد بن عبّاد ، عن مجالد ابن سعيد ، عن جبر [جبير ـ خ] بن نوف أبي الودّاك ، قال : قلت لأبي سعيد الخدري : والله ما يأتي علينا عام إلّا وهو شرّ من الماضي ، ولا أمير إلّا وهو شرّ ممّن كان قبله ، فقال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ما تقول ، ولكن سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : لا يزال بكم الأمر حتّى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف عندها [غيرها ـ خ] ، حتّى تملأ الأرض جورا فلا يقدر أحد يقول : الله ، ثمّ يبعث الله عزوجل رجلا منّي ومن عترتي ، فيملأ

__________________

(٩٩) ـ الأمالي للشيخ : ج ٢ ص ١٢٦ ، البحار : ج ٥١ ص ٦٨ ب ١ ح ٩ ، النوادر : ك الفتن ب ٤٦ إلّا أنّه قال : «من لا يعرف غيرها» ، وقال : «حين يضرب الإسلام بجرانه».

١١١

الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا ، ويخرج له أفلاذ كبدها (١) ، ويحثو المال حثوا ولا يعدّه عدّا ، وذلك حتّى يضرب الإسلام بجرانه.

٤٥٢ ـ (١٠٠) ـ غيبة الشيخ : وأخبرني جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلّعكبريّ ، عن أبي عليّ الرازي ، عن ابن أبي دارم ، عن عليّ بن العبّاس السندي المقانعي ، عن محمّد بن هاشم القيسي ، عن سهل بن تمام البصري ، عن عمران القطّان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهديّ يخرج في آخر الزمان.

٤٥٣ ـ (١٠١) ـ غيبة الشيخ : عنه (يعني : محمّد بن إسحاق) عن المقانعي ، عن بكّار بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين ، عن تليد ، عن أبي الجحّاف ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبشروا بالمهديّ ـ قال [قالها ـ خ] ثلاثا ـ يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يملأ قلوب عباده عبادة ، ويسعهم عدله.

٤٥٤ ـ (١٠٢) ـ غيبة الشيخ : بالإسناد المذكور عن الحسن بن الحسين ،

__________________

(١) تشبيه الكنوز التي استودعتها بطون الأرض في هذا الحديث وغيره بأفلاذ الكبد وهي شعبها وقطعها من الاستعارات العجيبة ؛ لأنّ شعب الكبد من شرائف الأعضاء الرئيسة ، فكذلك الكنوز من جواهر الأرض النفيسة. هكذا أفاد السيّد الرضي ـ قدس‌سره ـ في مجازات الآثار النبويّة ح ٢٣١.

(١٠٠) ـ غيبة الشيخ : ص ١٧٨ ح ١٣٥ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٢ و ٧٤ ح ٢٢ ب ١ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٢ ب ٣٢ ح ٢٩١.

(١٠١) ـ غيبة الشيخ : ص ١٧٩ ح ١٣٧ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٤ ب ١ ح ٢٤ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٢ ب ٣٢ ح ٢٩٣.

(١٠٢) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٠ ح ١٣٨ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٤ ب ١ ح ٢٥ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٢ ب ٣٢ ح ٢٩٤.

١١٢

عن سفيان الجريري ، عن عبد المؤمن ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عمارة بن جوين العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول على المنبر : إنّ المهديّ من عترتي من أهل بيتي ، يخرج في آخر الزمان ، ينزل له السماء قطرها ، وتخرج له الأرض بذرها ، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأها القوم ظلما وجورا.

٤٥٥ ـ (١٠٣) ـ غيبة الشيخ : محمّد بن إسحاق ، عن المقانعي ، عن جعفر بن محمّد الزهري ، عن إسحاق بن منصور ، عن قيس بن الربيع وغيره ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تذهب الدنيا حتّى يلي أمّتي رجل من أهل بيتي يقال له : المهديّ.

٤٥٦ ـ (١٠٤) ـ غيبة الشيخ : أخبرني جماعة ، عن أبي جعفر محمّد ابن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيشابوري ، عن الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث طويل : فعند ذلك خروج المهديّ ، وهو رجل من ولد هذا ، وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، به يمحق الله الكذب ، ويذهب الزمان الكلب ،

__________________

(١٠٣) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٢ ح ١٤١ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٥ ب ١ ح ٢٨ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٣ ب ٣٢ ح ٢٩٧.

(١٠٤) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٥ ح ١٤٤ ، البحار : ج ٥١ ص ٧٥ ب ١ ح ٢٩ إلّا أنّه قال : «وبين ذلك تيح أعوج» ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٣ ب ٣٢ ح ٣٠٠ إلّا أنّه قال : «وبين ذلك شحّ أعوج».

١١٣

وبه يخرج ذلّ الرقّ من أعناقكم ، ثمّ قال : أنا أوّل هذه الامّة ، والمهديّ أوسطها ، وعيسى آخرها ، وبين ذلك شيخ أعوج.

٤٥٧ ـ (١٠٥) ـ الأمالي للصدوق : ابن المتوكّل ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :

لكلّ اناس دولة يرقبونها

ودولتنا في آخر الدهر تظهر

٤٥٨ ـ (١٠٦) ـ دلائل الإمامة : حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سمرة بن حجر ، عن حمزة النصيبي ، عن زيد بن رفيع ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ مرّ فتية من بني هاشم كأنّ وجوههم المصابيح ، فبكى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قلت : ما يبكيك يا رسول الله؟ قال : إنّا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وسيصيب أهل بيتي قتل وتطريد وتشريد في البلاد ، حتّى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق يهزّها

__________________

(١٠٥) ـ أمالي الصدوق : ص ٣٩٦ المجلس ٧٤ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٣ ب ٦ ح ٣.

وفي أمالي الطوسي ج ١ ص ١٨٢ الجزء السابع ح ١ : «بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن اسماعيل الجعفي ، قال : دخل رجل على أبي جعفر محمّد بن علي عليه‌السلام ومعه صحيفة مسائل شبه الخصومة ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : هذه صحيفة تخاصم على الدين الذي يقبل الله فيه العمل ، فقال : رحمك الله هذا الذي اريد ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : اشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وتقرّ بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت ، والبراءة من عدوّنا ، والتسليم لنا والتواضع والطمأنينة ، وانتظار أمرنا ، فإنّ لنا دولة إن شاء الله تعالى جاء بها».

(١٠٦) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٣٥ ف معرفة وجوب القائم ح ٦ ، وروى روايات اخرى بهذا المضمون ، انظر : ص ٢٢٣ و ٢٢٤ و ٢٢٦.

١١٤

هزّ ، ومن يشاقّها يشاقّ ، ثمّ يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي وخلقه كخلقي ، تؤوب إليه أمّتي كما تؤوب الطير إلى أوكارها ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

وروي أيضا عن ابن مسعود نحو من هذا الحديث بطرق مختلفة.

٤٥٩ ـ (١٠٧) ـ دلائل الإمامة : أخبرني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن مسلم بن البراء الجعابي ، قال : حدّثنا أبو الحسن عبد الله بن محمّد بن العبّاس الرازي القمي ، عن أبيه ، قال : حدّثني عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين ، عن أخيه الحسن ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقوم الساعة حتّى يقوم قائم الحقّ ، وذلك حتّى يأذن الله عزوجل له ، من تبعه نجا ، ومن تخلّف عنه هلك ، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبوا على الثلج ، فإنّه خليفة الله وخليفتي.

٤٦٠ ـ (١٠٨) ـ دلائل الإمامة : وبإسناده (يعني : أبا الحسين محمّد بن هارون بن موسى ، عن أبيه) ، عن أبي عليّ النهاوندي ، قال : حدّثنا إسحاق ، عن يحيى بن سليم ، عن هشام بن حسّان ، عن المعلّى بن أبي المعلّى ، عن أبي الصدّيق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبشروا بالمهديّ ، فإنّه يأتي في

__________________

(١٠٧) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٣٩ و ٢٤٠ ف معرفة وجوب القائم ح ١٥ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٦٠ ح ٢٣٠.

(١٠٨) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٤٩ و ٢٥٠ ف معرفة وجوب القائم ح ٤١.

١١٥

آخر الزمان على شدّة وزلازل ، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا.

٤٦١ ـ (١٠٩) ـ دلائل الإمامة : وعنه (يعني : محمّد بن هارون بن موسى) ، عن أبيه أبي محمّد هارون بن موسى ، قال : حدّثني أبو علي الحسن بن محمّد النهاونديّ ، قال : حدّثني أحمد بن زهير ، قال : حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي ، قال : حدّثنا عبد الله بن عبد القدّوس ، عن الأعمش ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من ولدي يوافق اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

٤٦٢ ـ (١١٠) ـ دلائل الإمامة : وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون قال : حدّثنا أبي هارون ابن موسى ، قال : حدّثنا محمّد بن جرير الطبري ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدّثنا يحيى ابن يعلى الأسلمي ، وعليّ بن القاسم الكندي ، ويحيى بن المساور ، عن عليّ بن المساور ، عن عليّ بن الحزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة (في حديث عن علي عليه‌السلام قال في آخره :) والمهديّ منّا في آخر الزمان ، لم يكن في أمّة من الامم مهديّ ينتظر غيره.

٤٦٣ ـ (١١١) ـ غيبة الشيخ : أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن الفضل ، عن أحمد بن عثمان ، عن أحمد بن رزّاق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ينتج الله تعالى في هذه الامّة

__________________

(١٠٩) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٥ ف معرفة وجوب القائم عليه‌السلام ح ٥٤.

(١١٠) ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٦ و ٢٥٧ ف معرفة وجوب القائم عليه‌السلام ح ٥٧.

(١١١) ـ غيبة الشيخ : ص ١٨٨ ح ١٤٩ ، البحار : ج ٥١ ص ١٤٦ ب ٦ ح ١٦ ، إثبات الهداة : ج ٣ ص ٥٠٤ ب ٣٢ ح ٣٠٥.

١١٦

رجلا منّي وأنا منه ، يسوق الله تعالى به بركات السماوات والأرض فتنزل السماء قطرها ، وتخرج الأرض بذرها ، وتأمن وحوشها وسباعها ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، ويقتل حتّى يقول الجاهل : لو كان هذا من ذريّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرحم.

٤٦٤ ـ (١١٢) ـ الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي ، يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها.

٤٦٥ ـ (١١٣) ـ الإرشاد : أبو القاسم ؛ جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ؛ وعليّ بن محمّد القاساني جميعا ، عن زكريّا بن يحيى بن النعمان البصري ، قال سمعت عليّ بن جعفر بن محمّد يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين ، فقال في حديثه : لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه‌السلام لمّا بغى عليه إخوته وعمومته (وذكر حديثا طويلا حتّى انتهى إلى قوله :) فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ، وقلت له : أشهد أنّك إمامي عند الله عزوجل ، فبكى الرضا عليه‌السلام ثمّ قال : يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة (١) ، يكون من ولده الطريد الشريد الموتور

__________________

(١١٢) ـ الكافي : ج ١ ص ٣٩٧ و ٣٩٨ ب أنّ الأئمّة إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود ح ٢ ، البحار : ج ٥٢ ص ٢٣٠ ب ٢٧ ح ٢٢.

(١١٣) ـ الإرشاد للمفيد : ص ٣٤٠ في النصّ على إمامة الإمام الجواد عليه‌السلام ح ١ ، إعلام الورى : ص ٣٣٠ ب ٨ ف ٢ ، البحار : ج ٥٠ ص ٢١ ب ٢ ح ٧.

(١) المراد بها أمّ الإمام محمّد بن عليّ الرضا عليهما‌السلام كانت نوبيّة يقال لها سبيكة ، وليس المراد بابن خيرة الإماء النوبيّة مولانا المهدي عليه‌السلام كما قاله صاحب

١١٧

بأبيه وجدّه صاحب الغيبة فيقال : مات أو هلك ، أو أيّ واد سلك ، فقلت : صدقت جعلت فداك.

٤٦٦ ـ (١١٤) ـ نفس المهموم : عن الكامل البهائي ، عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام في خطبته المعروفة التي خطبها بدمشق : إنّ الله تعالى أعطانا الحلم ، والعلم ، والشجاعة ، والسخاوة ، والمحبّة في قلوب المؤمنين ، ومنّا : رسول الله ، ووصيّه ، وسيّد الشهداء ، وجعفر الطيّار في الجنّة ، وسبطا هذه الامّة ، والمهديّ الذي يقتل الدجّال.

٤٦٧ ـ (١١٥) ـ مقاتل الطالبيين : (في ذكر مقتل زيد بن عليّ والسبب فيه) قال : أخبرنا عليّ بن الحسين ، قال : فحدّثني الحسن بن عليّ الآدمي ، قال : حدّثنا أبو بكر الجبلي ، قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن العنبري ، قال : حدّثنا موسى بن محمّد ، قال : حدّثنا الوليد بن محمّد الموقري ، قال : كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعّابين ، فقال لي : يا وليد ، انظر ما هذا؟ فأشرفت من كوّة في بيته ،

__________________

الوافي ، فقال : «يعني به المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه ، كأنّه انتسبه الى جدّته أم أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ... الخ» وإنّما ذهب إلى ذلك اعتمادا على نسخة الكافي ، والظاهر أنّه سقط عنها قوله : «يكون من ولده الطريد الشريد» ، والاعتماد على نسخة الإرشاد التي يستقيم بها فهم المراد من دون حاجة الى التأويل.

(١١٤) ـ نفس المهموم : ص ٢٤٢ و ٢٤٣.

ولا يخفى عليك أنّ الكامل مؤلّف بالفارسيّة ، وفيه ترجمة خطبة الإمام عليه‌السلام ، وإليك لفظه : «پس به آخر گفت : حقتعالى حلم ، وعلم ، وشجاعت ، وسخاوت بما داد ، ومحبّت بر دل مؤمنان نهاد ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّ او وسيّد الشهداء وجعفر طيار در بهشت ودو سبط اين امّت ومهدي كه دجّال را بكشد از ما است». الكامل : ج ٢ ص ٢٩٩ ـ ٣٠٢.

(١١٥) ـ مقاتل الطالبيين : ص ١٤٣ ، دلائل الإمامة : ص ٢٣٤ ف معرفة وجوب القائم وأنّه لا بدّ أن يكون ح ٥.

١١٨

فقلت : هذا رأس زيد بن عليّ ، فاستوى جالسا ثمّ قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة ، فقلت له : أو يملكون؟ قال : حدّثني عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن فاطمة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لها : المهديّ من ولدك.

٤٦٨ ـ (١١٦) ـ الأمالي (الشهيرة بالأمالي الخميسيّة) : في حديث أخرجه بسنده عن عليّ عليه‌السلام : والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم يطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك الأرض رجل منّي ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فإذا كان ذلك لم تظنّوا فيه برمح ، ولم تضربوا فيه بسيف ، ولم ترموا فيه بحجر ، فاحمدوا الله ، فإذا كان كذلك ورأيتم الرجل من بني اميّة غرق في البحر فطؤوه على رأسه ، فو الّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو لم يبق منهم إلّا رجل واحد لبغى لدين الله عزوجل شرّا.

٤٦٩ ـ (١١٧) ـ قرب الإسناد : محمّد بن عيسى ، عن عبد الله بن ميمون القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه ، قال : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : منّا سبعة ، خلقهم الله عزوجل لم يخلق في الأرض مثلهم : منّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيّد الأوّلين والآخرين وخاتم النبيّين ، ووصيّه خير الوصيّين ، وسبطاه خير الأسباط : حسنا وحسينا ، وسيّد الشهداء حمزة عمّه ، ومن قد طاف [من طار ـ خ] مع الملائكة جعفر ، والقائم.

٤٧٠ ـ (١١٨) ـ كامل الزيارات : [قال :] وبالأسانيد السابقة عن أبي

__________________

(١١٦) ـ الأمالي الشهيرة بالأمالي الخميسيّة : ج ٢ ص ٨٤.

(١١٧) ـ قرب الإسناد : ص ١٣ و ١٤.

(١١٨) ـ كامل الزيارات : ص ٥٢ ب ١٤ ح ١٠.

١١٩

القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني جماعة مشايخي منهم : أبي ، ومحمّد بن الحسن ، وعليّ بن الحسين جميعا ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن أبي عبد الله زكريّا المؤمن ، عن ابن مسكان ، عن زيد مولى ابن هبيرة ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خذوا بحجزة هذا الأنزع ، فانّه الصدّيق الأكبر ، والهادي لمن اتّبعه ، من سبقه مرق عن الدين ، ومن خذله محقه الله ، ومن اعتصم به اعتصم بحبل الله ، ومن أخذ بولايته هداه الله ، ومن ترك ولايته أضلّه الله ، ومنه سبطا أمّتي الحسن والحسين وهما ابناي ، ومن ولد الحسين عليه‌السلام الأئمّة الهداة والقائم المهديّ عليهم‌السلام ، فأحبّوهم وتولّوهم ، ولا تتّخذوا عدوّهم وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم ، وذلّة في الحياة الدنيا ، وقد خاب من افترى.

٤٧١ ـ (١١٩) ـ مختصر بصائر الدرجات : محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسين الميثمي ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه‌السلام ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (١).

__________________

(١١٩) ـ مختصر بصائر الدرجات : ص ١٨ ، إيقاظ الهجعة : ص ٢٨٢ ب ٩ ح ١٠٠.

(١) يوم الكرّة : يوم الرجعة ، وهو اليوم الذي يقول الله تعالى فيه : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) ، فلا يحشر في هذا اليوم إلّا فوج من المكذّبين وفوج من المؤمنين كما جاء بعض تفاصيله في الروايات المتواترة ، وأمّا يوم القيامة فهو الساعة الكبرى ويوم يحشر الناس فيه جميعا لقوله تعالى : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) ، ولقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) ، (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) ، (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ

١٢٠