فكان أبو بكر يصلّي قائما ، وكان رسول الله يصلّي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر ».
ورواه البخاري (١) ونحوه (٢).
وهو ـ كما تراه ـ صريح في أنّ أوّل صلاة صلّاها أبو بكر هي التي عزله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها.
وتدلّ عليه أخبار أخر أيضا (٣).
وأمّا الثاني ؛ وهو أنّها صبح يوم الاثنين ؛ فلما رواه الطبري (٤) ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : « لمّا كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عاصبا رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلّي بالناس.
فلمّا خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تفرّج الناس ، فعرف أبو بكر أنّ الناس لم يفعلوا ذلك إلّا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنكص عن مصلّاه فدفع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ظهره ، وقال : صلّ بالناس ؛ وجلس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى جنبه ، فصلّى قاعدا عن يمين أبي بكر.
فلمّا فرغ من الصلاة ، أقبل على الناس وكلّمهم رافعا صوته ، حتّى خرج صوته من باب المسجد ، يقول : يا أيّها الناس! سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله لا تمسكون عليّ شيئا ، إنّي لم
__________________
(١) في باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم ، من أبواب صلاة الجماعة [ ١ / ٢٨٧ ح ١٠٢ ]. منه قدسسره.
(٢) في باب قبل الباب المذكور [ ١ / ٢٨٧ ح ١٠١ ]. منه قدسسره.
(٣) انظر : سنن ابن ماجة ١ / ٥١٩ ح ١٦٢٤ ، مسند أحمد ٦ / ٢٥١ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ١٢٧ ح ٢٥٧.
(٤) في تاريخه ، ص ١٩٦ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٣١ ]. منه قدسسره.
أحلّ لكم إلّا ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أحرّم عليكم إلّا ما حرّم عليكم القرآن ... » .. الحديث.
وأمّا الثالث ؛ هو أنّها في يوم وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فلما حكاه في « كنز العمّال » (١) ، عن ابن جرير ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : « صلّى ـ أي : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في اليوم الذي مات فيه صلاة الصبح في المسجد ».
وما في « الكنز » أيضا (٢) ، عن أبي يعلى في « مسنده » ، وابن عساكر ، عن أنس ، قال : « لمّا مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضه الذي مات فيه ، أتاه بلال فآذنه بالصلاة ، فقال : يا بلال! قد بلّغت ، فمن شاء فليصلّ ، ومن شاء فليدع.
قال : يا رسول الله! فمن يصلّي بالناس؟
قال : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس.
فلمّا تقدّم أبو بكر رفعت الستور عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنظرنا إليه كأنّه ورقة بيضاء عليه خميصة (٣) سوداء ، فظنّ أبو بكر أنّه يريد الخروج ، فتأخّر ، فأشار إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن صلّ مكانك ، فصلّى أبو بكر ، فما رأينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى مات من يومه ».
__________________
(١) ص ٦٠ من الجزء الرابع [ ٧ / ٢٧٢ ح ١٨٨٥٢ ]. منه قدسسره.
(٢) ص ٥٧ ج ٤ [ ٧ / ٢٦١ ح ١٨٨٢٢ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند أبي يعلى ٦ / ٢٦٤ ح ٣٥٦٧ ، مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، مسند أحمد ٣ / ٢٠٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٧ ح ٢.
(٣) الخميصة : كساء أو ثوب خزّ أو صوف معلم أسود مربّع له علمان ، فإن لم يكن معلما فليس بخميصة ، وقيل : لا تسمّى إلّا ان تكون سوداء معلمة ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ مادّة « خمص ».
ومنه ما في « الكنز » أيضا (١) ، عن أبي الشيخ في الأذان ، عن عائشة ، قالت : « ما مرّ عليّ ليلة مثل ليلة مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول : يا عائشة! هل طلع الفجر؟
فأقول : لا يا رسول الله ؛ حتّى أذّن بلال بالصبح.
ثمّ جاء بلال ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته!
الصلاة يرحمك الله.
فقال النبيّ : ما هذا؟
فقلت : بلال.
فقال : مري أباك أن يصلّي بالناس »
فقد ثبت من جميع ما ذكرنا ، أنّ أوّل صلاة تقدّم فيها أبو بكر هي التي عزله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها ، وأنّها صبح يوم الاثنين الذي توفّي فيه ، ولم يتقدّم في غيرها.
فما في بعض أخبار عائشة ، من أنّ الصلاة التي تأخّر فيها أبو بكر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هي الظهر ، وأنّه صلّى بالناس في مرض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّاما (٢) ، مردودة بالأخبار المذكورة.
مع أنّها ليست حجّة علينا ، ولا سيّما أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نبز عائشة وصاحبتها بأنّهما صواحب يوسف (٣) ، وهي أيضا محلّ التهمة في حقّ
__________________
(١) ص ٥٨ ج ٤ [ ٧ / ٢٦٦ ح ١٨٨٣٤ ]. منه قدسسره.
(٢) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ح ٧٨ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٠ ـ ٢١ ، سنن النسائي ٢ / ١٠١ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٣ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ح ٢١١٣ ، مسند أبي عوانة ١ / ٤٤٠ ح ١٦٣٢.
(٣) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٧٣ ح ٦٩ و ٧٠ وص ٢٨٧ ح ١٠١ و ١٠٢ وص ٢٨٩ ح ١٠٥ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٢ ـ ٢٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٧٣ ح ٣٦٧٢.
أبيها.
وأقرّت بكذبها في المقام بما أظهرته من سبب الاستعفاء ؛ فإنّها تقول في كثير من أخبارهم : « ما حملني على كثرة مراجعتي إلّا أنّي كنت أرى أنّه لن يقوم أحد مقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا تشاءم الناس به » (١).
فمع هذا ونحوه ، كيف تعتبر روايتها وتقدّم على ما يخالفها؟!
كما لا نعتبر خبرها بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الآمر بتقديم أبي بكر ، بل إنّما أمر أن يصلّي بالناس بعضهم ، فانتهزت عائشة الفرصة فأمرت بتقديم أبي بكر ؛ كما يشهد له خبر عائشة السابق في رواية أبي الشيخ ، حيث أخبرت في آخره بأنّ النبيّ قال : « مري أباك أن يصلّي بالناس » (٢) ، فإنّه كاشف عن أنّ الأمر بتقديم أبيها قد صدر منها ، لكن ادّعت أنّه عن أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم!
ويشهد لعدم تعيين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للمصلّي ، ما في « الاستيعاب » بترجمة أبي بكر ، عن عبد الله بن زمعة (٣) ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « مروا
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٦ / ٣٣ ح ٤٣٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٢ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٨ / ١٥٢.
(٢) تقدّم آنفا في الصفحة السابقة.
(٣) هو : عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي ، أمّه : قريبة بنت أبي أميّة بن المغيرة ، أخت أمّ سلمة أمّ المؤمنين رضوان الله عليها.
قتل أبوه زمعة وعمّه عقيل يوم بدر كافرين ، وأبوهما : الأسود ، كان من المستهزئين الّذين قال الله تعالى فيهم : ( إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) سورة الحجر ١٥ : ٩٥.
وقتل هو سنة ٣٥ ه مع عثمان بن عفّان في داره يوم هجم عليه المسلمون.
انظر : معرفة الصحابة ٣ / ١٦٥٣ رقم ١٦٣٨ ، الاستيعاب ٣ / ٩١٠ رقم ١٥٣٧ ، أسد الغابة ٣ / ١٤١ رقم ٢٩٤٩ ، الإصابة ٤ / ٩٥ رقم ٤٦٨٧.
من يصلّي بالناس ».
لكن زعم ابن زمعة أنّه أمر عمر بالصلاة ، فلمّا كبّر سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صوته ، قال : « فأين أبو بكر؟! يأبى الله ذلك والمسلمون! » (١).
وهو غير مقبول منه ؛ لأنّه يقتضي قطع صلاة عمر ، وتأخيره ، وتقديم أبي بكر ؛ وهو حادث كبير ، لو صحّ لشاع.
ويشهد أيضا لعدم تعيين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للمصلّي بالناس ، ما أخبر به أنس في الرواية المذكورة ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يا بلال! قد بلّغت ، فمن شاء فليصلّ ، ومن شاء فليدع » (٢).
فإنّ مراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو التخيير في أمر الجماعة والإمامة ، لا أصل الصلاة بالضرورة ، وحينئذ فيكون خبر الراوي في تتمّة الحديث بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « مروا أبا بكر فليصلّ بالناس » (٣) من الإضافات التي قضت بها السياسة!
وكيف يجتمع زعمهم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الآمر بتقديم أبي بكر ، وأنّه صلّى بالناس أيّاما ، مع جعله من جيش أسامة ، ولعن من تخلّف عنه؟! (٤).
وأيضا : لو كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الآمر المصرّ على تقديم أبي بكر ، وقد قصد التلويح إلى خلافته ، فما معنى خروجه صلىاللهعليهوآلهوسلم بأوّل صلاة صلّاها
__________________
(١) الاستيعاب ٣ / ٩٦٩ ـ ٩٧٠.
(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦٢.
(٣) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦٠.
(٤) راجع الصفحة ٥٥٧ ه ١ من هذا الجزء.
أبو بكر وعزله عن الجماعة ، وهو بتلك الحال الشديدة المشجية ، تخطّ رجلاه في الأرض ، ويتهادى بين رجلين ، حتّى صلّى بالناس من جلوس صلاة المضطرّين؟!
فلا بدّ أن يكون مريدا بخروجه المستغرب رفع ما لبسوه على الناس ، من أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الآمر بتقديمه.
وأيضا : لو كانت صلاته بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصلّى بالناس أيّاما ، لا صلاة الصبح فقط ، فلم لم يحضر صلاة النهار يوم وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل كان بمنزله في السّنح (١)؟!
وأيضا : لو كانت صلاته بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومرغوبة له ، ومريدا بها التلويح إلى خلافته التي يعلم بوقوعها ، وأنّهاعلى الهدى كما زعموا ، فما الذي حدث حتّى خرج على تلك الحال ، وخطب تلك الخطبة العالية ، وقال : « سعّرت النار ، وأقبلت الفتن » (٢)؟!
فالمنصف يعلم من هذا أنّ صلاة أبي بكر لم تكن عن أمره ، بل كانت فتنة اتّخذها أولياؤه حجّة ، وكانت أوّل نار سعّرت على الحقّ ، وفتنة مظلمة!
ولذا لم يعتدّ بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصلّى مبتدئا ؛ فإنّه لو صلّى إماما لهم من حيث وصل إليه أبو بكر ، لخلت صلاته ـ على الأقل ـ من
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبري ٢ / ٢٣١ و ٢٣٢ ، تاريخ دمشق ٢ / ٥٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١٨٤ ـ ١٨٦ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣٦.
والسّنح : هي إحدى محالّ المدينة المنوّرة ، وهي في طرف من أطرافها ، بينها وبين منزل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ميل ، كان بها منزل أبي بكر.
انظر : معجم البلدان ٣ / ٣٠١ رقم ٦٦٧٥.
(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦١.
تكبيرة الافتتاح ، فتبطل!
فإذا كان مبتدئا تعيّن أن يكون الناس قد ابتدأوا معه غير معتدّين بصلاة أبي بكر ، وإلّا كانوا سابقين على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض أفعال الصلاة ، وهو غير جائز في الجماعة (١).
ومن الواضح أنّ عدم اعتداد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بصلاة أبي بكر ، دليل على أنّها ليست بأمره ، وأنّها أوّل فتنة أصابت الإسلام.
هذا ، ومن الأوهام والخيالات زعمهم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قدّمه في الصلاة تلويحا إلى خلافته (٢) ..
والحال أنّ إمامة الصلاة عندهم لا يعتبر فيها العدالة ، فضلا عن الاجتهاد ونحوه من شروط الإمامة العامّة (٣) ، فكيف تكون تلويحا إلى الزعامة العظمى والرياسة الكبرى؟!
وأعجب من ذلك ، ما كذبوا فيه على أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه قال ـ كما في « الاستيعاب » ـ : « رضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لديننا » (٤) ..
إذ مع معلوميّة تظلّم أمير المؤمنين منهم وسخطه عليهم إلى حين وفاته ، كيف يجعل الخلافة من أمر الدنيا ، ويجعل الرضا بها تابعا للرضا
__________________
(١) انظر : الأمّ ١ / ٣١٠ ، الحاوي الكبير ٢ / ٤٣٠ ـ ٤٣١ ، حاشية ردّ المحتار ١ / ٥٠٨ ، بداية المجتهد ٢ / ٣١٢ ـ ٣١٣.
(٢) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.
(٣) انظر : المدوّنة الكبرى ١ / ٨٣ ، الحاوي الكبير ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، النكت والفوائد السنيّة ١ / ١٦٩ ، الفتاوى الكبرى ١ / ٧١ وج ٢ / ٣٦ ، نصب الراية ٢ / ٣٤.
(٤) الاستيعاب ٣ / ٩٧١ رقم ١٦٣٣.
بإمامة الصلاة التي تجوز حتّى للفاجر بزعم القوم؟!
وأعجب من الجميع ، زعم الفضل معارضة ما دلّ على خلافة أمير المؤمنين بما أشير فيه إلى خلافة أبي بكر ..
فإنّ هذا من أخبارهم ، فلا يكون حجّة على خصومهم حتّى يوجب المعارضة ، ولا سيّما أنّهم أقرّوا بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يخلّف أبا بكر ، ورووه عن عمر مستفيضا (١) ، فيلزم تكذيب ذلك أو تأويله ، ويبقى ما دلّ على خلافة أمير المؤمنين بلا معارض!
مع أنّ ما زعموا الإشارة فيه إلى خلافة أبي بكر نادر لا يصلح للمعارضة ، وغير دالّ على مرادهم أصلا ؛ إذ لا دلالة أصلا في خبر جبير ابن مطعم (٢) على أنّ الشيء الذي كلّمت المرأة فيه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأشياء التي مرجعها السلطان.
كما لا دلالة بقولها : « لم أجدك » على إرادة الموت ، وقول جبير : « كأنّها تريد الموت » ، ظنّ أو احتمال ، والظنّ لا يغني من الحقّ شيئا.
وأمّا ما رواه عن عائشة ، من قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه : « ادعي لي
__________________
(١) إشارة إلى ما رووه عن عمر عندما قيل له : ألا تستخلف؟! فقال : إن أترك فقد ترك من هو خير منّي ، رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وإن استخلف فقد استخلف من هو خير منّي ، أبو بكر.
انظر : صحيح البخاري ٩ / ١٤٥ ح ٧٥ ، صحيح مسلم ٦ / ٤ ـ ٥ ، سنن أبي داود ٣ / ١٣٣ ح ٢٩٣٩ ، سنن الترمذي ٤ / ٤٣٥ ح ٢٢٢٥ ، مسند أحمد ١ / ٤٣ و ٤٦ و ٤٧ ، مصنّف عبد الرزّاق ٥ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩ ح ٩٧٦٣ ، مسند البزّار ١ / ٢٥٧ ح ١٥٣ ، مسند الطيالسي : ٦ ـ ٧ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٦١ ، مسند عمر ـ لابن النجاد ـ : ٧٣ ح ٤٢ وص ٩٠ ح ٧٠.
(٢) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.
أباك وأخاك ... » (١) إلى آخره ..
فقد كفانا أمره عمر بقوله : « إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وحاشاه ـ يهجر » (٢).
مع احتمال أن يريد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعطيه مالا ويكتب له فيه ، أو يكتب له في الصلاة بالناس التي زعموا أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بها ، أو نحو ذلك.
على أنّ هذا الحديث مقطوع الكذب ؛ إذ كيف يتصوّر أن يأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة بدعوة أبيها ـ وتحتمل أن يكتب له بالخلافة ـ فلا تحضره ، والحال أنّها تدعوه بلا دعوة!
أخرج الطبري في « تاريخه » (٣) ، عن الأرقم بن شرحبيل ، قال : « سألت ابن عبّاس : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال : لا.
قلت : فكيف ذلك؟!
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ابعثوا إلى عليّ فادعوه!
فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر؟
وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر؟
فاجتمعوا عنده جميعا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انصرفوا! فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ؛ فانصرفوا ».
__________________
(١) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.
(٢) قد تقدّم تخريج ذلك مفصّلا في ج ٤ / ٩٣ ه ٢ من هذا الكتاب ؛ وانظر إضافة إلى ذلك : صحيح البخاري ٤ / ٢١١ ـ ٢١٢ ح ١٠ وج ٦ / ٢٩ ح ٤٢٢ ، البداية والنهاية ٥ / ١٧٣ أحداث سنة ١١ ه.
(٣) ص ١٩٥ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٣٠ ]. منه قدسسره.
ونقل السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن الدارقطني ، أنّه أخرج عن عائشة ، قالت : « لمّا حضر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الموت قال : ادعوا لي حبيبي!
فدعوت له أبا بكر ، فنظر ، ثمّ وضع رأسه ، فقال : ادعوا لي حبيبي!
فدعوا له عمر ، فنظر إليه ، ثمّ وضع رأسه ، وقال : ادعوا لي حبيبي!
فقلت : ويلكم! ادعوا له عليّ بن أبي طالب ، فو الله ما يريد غيره.
فلمّا رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ، ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل محتضنه حتّى قبض ويده عليه » (١).
ثمّ نقل السيوطي ، عن ابن الجوزي ، أنّه قال : « موضوع » (٢).
ولم يذكر له دليلا!
ثمّ نقل عن الدارقطني ، أنّه قال : « غريب ، تفرّد به مسلم بن كيسان الأعور ، وتفرّد به عن ابنه (٣) إسماعيل بن أبان الورّاق » (٤).
ثمّ قال السيوطي : « مسلم : روى له الترمذي ، وابن ماجة ، وهو متروك ، وإسماعيل بن أبان من شيوخ البخاري » (٥).
ثمّ قال : « وله طريق آخر » وأنهاه إلى عبد الله بن عمرو ، قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال في مرضه : ادعوا لي أخي! فدعوا له أبا بكر ، فأعرض عنه!
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢ ، الموضوعات ١ / ٣٩٢.
(٣) أي تفرّد إسماعيل عن ابن مسلم ، وهو عبد الله. منه قدسسره.
(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢.
(٥) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢.
ثمّ قال : ادعوا لي أخي! فدعوا له عمر ، فأعرض عنه!
ثمّ قال : ادعوا لي أخي! فدعوا له عثمان ، فأعرض عنه!
ثمّ قال : ادعوا لي أخي! فدعوا له عليّ بن أبي طالب ، فستره بثوب وأكبّ عليه.
فلمّا خرج من عنده قيل له : ما قال؟
قال : علّمني ألف باب ، يفتح لي من كلّ باب ألف باب » (١).
أقول :
مضمون الحديث معتبر ؛ لاعتضاد طرقه بعضها ببعض ، ولا سيّما أنّ مناقشة الدارقطني بإسماعيل ليست في محلّها ؛ لأنّه ممّن احتجّ به البخاري في صحيحه ، ووثّقه عامّة علمائهم حتّى الدارقطني في إحدى الروايتين عنه ، كما في « تهذيب التهذيب » (٢).
وأمّا مسلم بن كيسان ، فدعوى أنّه متروك ، غير مسموعة ..
كيف؟! وقد أخرج له الترمذي وابن ماجة في صحيحيهما (٣) ، وروى عنه عدّة عديدة وفيهم أكابر رواتهم ، كشعبة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وعليّ بن مسهر ، والأعمش ، وسفيان بن عيينة ، وابن فضيل ، وإسرائيل ، وشريك ، وورقاء ، ومحمّد بن جحادة ، وزياد ، وعليّ بن
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢ ، وانظر : المجروحين ـ لابن حبّان ـ ٢ / ١٤ ، العلل المتناهية ١ / ٢٢١ ح ٣٤٧.
(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٦ رقم ٤٤٣ ، وانظر : صحيح البخاري ٢ / ٣١١ ح ٢٣٩.
(٣) انظر : سنن الترمذي ٣ / ٣٣٧ ح ١٠١٧ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٨٢٥ ح ٢٤٦٩ وص ١١٨٤ ح ٣٥٧٧.
عابس ، وجرير بن عبد الحميد ، وغيرهم ، كما في « تهذيب التهذيب » (١) (٢).
وأمّا قوله : « والإجماع فضل زائد ... » إلى آخره ..
فقد سبق ما في دعوى الإجماع ، في أوائل مباحث الإمامة (٣).
وأمّا قوله : « ولمّا سمع المنافق أنّ هؤلاء مطعونون فرح ... » إلى آخره ..
ففيه : إنّ المنافق يعلم أنّ صاحب الدّين ومؤسّسة هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصّة ، فلا طعن في الدّين إلّا بالطعن به نفسه ، دون آحاد أمّته أو جميعها ؛ ولذا طعن الله سبحانه بالأمّة فما كان منه نقصا في نبيّه الكريم ، قال سبحانه : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ ... ) (٤) الآية ؛ ونحن ما زدنا على هذا الطعن!
على أنّ المنافق لا يرى فرقا بين المشايخ الثلاثة ، وعبد الملك ، والمنصور والرشيد ، وأشباههم ممّن فتحوا الفتوح ، ومصّروا الأمصار ، واتّخذهم القوم أئمّة وأمراء للمؤمنين.
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٨ / ١٥٨ رقم ٦٩١٢ ، وانظر : تهذيب الكمال ١٨ / ٨٤ رقم ٦٥٣٠.
(٢) نقول : وقد توسّع السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاه ـ في دراسة وبحث هذه الأخبار ، سندا ودلالة ، في مقاله : « استخلاف النبيّ أبا بكر في الصلاة » ، المنشور أوّلا في مجلّة « تراثنا » ، العدد ٢٤ ، السنة ٦ ، رجب ١٤١١ ه ، ص ٧ ـ ٧٦ ؛ وثانيا ضمن كتابه « الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة » ، فكان الرسالة الرابعة منها ، بعنوان : « رسالة في صلاة أبي بكر » ؛ فراجع!
(٣) راجع : ج ٤ / ٢٤٩ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
فكما لا يجوز منّا ترك القول بالحقّ في الآخرين لأجل أن لا يفرح المنافق ، لا يجوز منّا تركه في الأوّلين ، ولو أنصف المنافق لرأى أنّ من دلائل صحّة الإسلام فساد أمرائه ، وهو لا يزداد إلّا رفعة وسناء.
ثمّ إنّ الطعن لو صحّ لم يختصّ بأمّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل هو جار في الأمم السالفة ، كما في أمر السامري (١) ، وبلعم (٢) ، وغيرهما (٣).
وكلّ ما جرى في أمّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم جرى في الأمم السابقة ، حذو
__________________
(١) قال تعالى : ( قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ * ... قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) سورة طه ٢٠ : ٨٥ ـ ٩٧.
انظر ما جرى للسامريّ مع نبيّي الله موسى وهارون عليهماالسلام ، في تفسير الآيات المذكورة من كتب التفسير.
وانظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٥٠ ـ ٢٥٣ ، الكامل في التاريخ ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، البداية والنهاية ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٤ ، المنتظم ١ / ٢٣٥.
(٢) قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَالَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ * وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الأعراف ٧ : ١٧٥ و ١٧٦.
انظر تفصيل ما جرى لبلعم بن باعوراء ، في تفسير الآيتين المذكورتين من كتب التفسير.
وانظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، الكامل في التاريخ ١ / ١٥٣ ، البداية والنهاية ١ / ٢٨٠ ، المنتظم ١ / ٢٣٧.
(٣) مثل : طالوت وجالوت ، وأقوام نوح عليهالسلام وصالح عليهالسلام ولوط عليهالسلام ، وغيرهم ممّن ذكرهم القرآن الكريم.
النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة (١) ، كما صرّحت به أخبارنا (٢) وأخبارهم (٣) ..
فهل يحسن من الخصم ترك القول في السامريّ وأمثاله ، لئلّا يفرح المنافق حتّى يحسن منّا ترك القول بأشباههم؟!
ثمّ ما باله لم يوجّه الاعتراض أوّلا إلى إمامه معاوية ، حيث نسب إلى أخي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونفسه ، ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى ، كلّ مكروه ، وسبّه على المنائر والمنابر؟!
فكان اللازم عليه أن يدعو أوّلا بعدم الفلاح على معاوية ، وسائر بني أميّة وأشياعهم ، ولو دعا لأمّنّا وحمدنا الله على ذلك!
* * *
تمّ الجزء الثاني ،
ويليه الجزء الثالث (٤).
* * *
__________________
(١) القذّة : ريش السهم ، وجمعها : قذذ وقذاذ ؛ والحديث الشريف يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان ؛ انظر مادّة « قذذ » في : لسان العرب ١١ / ٧١ ـ ٧٢ ، تاج العروس ٥ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩.
(٢) انظر : من لا يحضره الفقيه ١ / ١٣٠ ح ٦٠٩ ، الخصال ٢ / ٤٦٣ ح ٤ ، علل الشرائع ١ / ٢٤٧ ح ١٢ ، قرب الإسناد : ٣٨١ ح ١٣٤٣ ، كفاية الأثر : ١٥ ، دعائم الإسلام ١ / ١.
(٣) تقدّمت تخريجاته مفصّلة في ج ٣ / ٢٠٢ ه ١ وج ٤ / ٢٦٩ ه ١ و ٢ وص ٢٨٣ ه ٧ من هذا الكتاب ؛ فراجع!
(٤) طبقا لتقسيم الشيخ المظفّر قدسسره.
فهرس المحتويات
تعيين إمامة عليّ عليهالسلام بالسّنّة
١ ـ حديث النور................................................................. ٥
رد الفضل بن روزبهان............................................................ ٧
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ١٢
٢ ـ حديث : ويكون خليفتي ، ويكون معي في الجنّة............................... ٢٣
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٢٤
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٢٦
٣ ـ حديث الوصيّة............................................................. ٤٧
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٤٨
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٤٩
٤ ـ حديث : من أحبّ أصحابك؟ وإن كان أمرٌ كنّا معه........................... ٥٣
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٥٤
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٥٥
٥ ـ حديث : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث............................................ ٥٧
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٥٨
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٥٩
٦ ـ حديث : لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك................................ ٦١
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٦٢
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٦٤
٧ ـ حديث اختصاص المناجاة بعليّ عليهالسلام......................................... ٧١
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٧٢
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٧٣
٨ ـ حديث المباهلة............................................................. ٧٤
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٧٥
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٧٦
٩ ـ حديث المنزلة.............................................................. ٨٠
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٨٢
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٨٣
١٠ ـ حديث : إنّي دافع الراية غدا.............................................. ٨٩
رد الفضل بن روزبهان.......................................................... ٩١
ردّ الشيخ المظفّر............................................................... ٩٢
١١ ـ حديث : برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه.................................. ١٠٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٠٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٠٤
١٢ ـ حديث سدّ الأبواب عدا باب عليّ...................................... ١٠٥
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٠٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٠٧
١٣ ـ حديث المؤاخاة......................................................... ١٢٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٢٤
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٢٥
١٤ ـ حديث : إنّ عليّا منّي وأنا من عليّ....................................... ١٣٣
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٣٥
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٣٦
١٥ ـ حديث : إنّ فيك مثلا من عيسى........................................ ١٤٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٤٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٤٤
١٦ ـ حديث : لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق........................ ١٤٧
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٤٨
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٤٩
١٧ ـ حديث : ... ولكنّه خاصف النعل....................................... ١٥٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٥٤
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٥٥
١٨ ـ حديث الطائر.......................................................... ١٥٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٦١
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٦٢
١٩ ـ حديث : أنا مدينة العلم وعليّ بابها...................................... ١٧١
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٧٢
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٧٣
٢٠ ـ حديث : من آذى عليّا فقد آذاني........................................ ١٨٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٨٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٨٤
٢١ ـ حديث تزويج عليّ من فاطمة الزهراء عليهماالسلام............................. ١٨٧
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٨٨
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٨٩
٢٢ ـ حديث : إجلس يا أبا تراب............................................. ١٩٤
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ١٩٥
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ١٩٦
٢٣ ـ أحاديث : كسر الأصنام ، وصكّ الولاية ، وردّ الشمس ،................ ١٩٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٠٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٠٤
٢٤ ـ حديث : الحقّ مع عليّ.................................................. ٢٢٧
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٢٩
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٣١
٢٥ ـ حديث الثّقلين وما بمعناه................................................. ٢٣٥
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٣٨
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٤٠
٢٦ ـ حديث الكساء......................................................... ٢٥١
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٥٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٥٤
٢٧ ـ حديث : أهل بيتي أمان لأهل الأرض..................................... ٢٥٥
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٥٧
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٥٨
٢٨ ـ حديث : اثنا عشر خليفة................................................ ٢٦٤
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٦٨
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٧١
المبحث الخامس
في بعض فضائل عليّ عليهالسلام قبل الولادة........................................... ٢٨٣
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٢٨٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٢٨٩
فضائله حال الولادة............................................................ ٣٠٠
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٠١
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٠٢
فضائله بعد الولادة..................................................................
من فضائله النفسانية :...............................................................
المطلب الأوّل : الإيمانه عليهالسلام.................................................... ٣٠٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣١٢
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣١٣
المطلب الثاني : علمه عليهالسلام...................................................... ٣١٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٢١
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٢٢
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٣٢٦
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٢٧
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٢٨
العلوم كلّها مستندة إليه عليهالسلام................................................... ٣٣١
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٣٤
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٣٥
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٣٤٠
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٤٣
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٤٤
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٣٤٦
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٤٧
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٤٨
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٣٥١
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٥٢
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٥٣
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٣٥٤
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٥٧
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٥٨
إخباره عليهالسلام بالمغيّبات................................................................
المطلب الثالث : الإخبار بالغيب................................................. ٣٥٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٦٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٦٩
المطلب الرابع : الشجاعة عليهالسلام.................................................. ٣٧١
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٧٢
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٧٣
المطلب الخامس : في الزهد عليهالسلام................................................ ٣٧٤
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٧٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٧٧
المطلب السادس : كرمه........................................................ ٣٧٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٨٠
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٨١
المطلب السابع : في استجابة دعائه عليهالسلام......................................... ٣٨٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٨٥
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٨٧
من فضائله البدنية...................................................................
المطلب الأوّل : عبادته عليهالسلام.................................................... ٣٩٢
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٣٩٤
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٣٩٥
المطلب الثاني : جهاده عليهالسلام..................................................... ٣٩٨
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٤٠٧
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٤١٠
من فضائله الخارجية..................................................................
المطلب الأوّل : في نسبه عليهالسلام................................................... ٤٢٩
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٤٣١
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٤٣٢
المطلب الثاني : في زوجته وأولاده عليهمالسلام......................................... ٤٣٦
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٤٣٨
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٤٣٩
كلام العلامة الحلّي............................................................. ٤٥٠
رد الفضل بن روزبهان........................................................ ٤٥٦
ردّ الشيخ المظفّر.............................................................. ٤٥٨