وقال الفضل (١) :
المشهور بين الشيعة أنّ أمير المؤمنين ولد في الكعبة ، ولم يصحّحه علماء التواريخ ، بل عند أهل التواريخ أنّ حكيم بن حزام ولد في الكعبة ، ولم يولد فيها غيره.
وأمّا ما ذكره من أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنسبة إليه في صغره ، فلا يصحّ به نقل إلّا ما ذكره.
ولا ردّ عليه إلّا في قوله : « وخليفتي » إن أريد به الخلافة بعده ..
وإن أريد أنّه من الخلفاء ، فهذا صحيح لا شكّ فيه.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٣٧ الطبعة الحجرية.
وأقول :
يكفي في الجزم بولادة أمير المؤمنين عليهالسلام بالكعبة ، موافقة بعض الجمهور فيها ، وروايتهم لها (١) ، فإنّها منقبة تنكرها أسماع أعداء فضله ، وتتداعى لدرسها نفوس حسّاد مجده ؛ إذ بها الشرف الأعلى ، والدلالة على أنّه محلّ عناية الله سبحانه من يوم ولادته ، وأنّه قد طهّره بطهارته ، حتّى جعل مولده أعظم بيوت عبادته.
فإذا رواه واحد منهم كانت حجّة عليهم ، فكيف وقد ادّعى الحاكم في « المستدرك » تواترها؟! ..
فإنّه روى (٢) في مناقب حكيم ، عن مصعب بن عبد الله ، أنّ أمّ حكيم ولدته في الكعبة ، ضربها المخاض وهي في جوفها فولدته فيها ، وحملت في نطع (٣).
قال مصعب : ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.
فقال الحاكم : « وهم مصعب في الحرف الأخير ، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه
__________________
(١) انظر مثلا : تاريخ الموصل ـ للأزدي ـ : ٥٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٥٠ ح ٦٠٤٤ ، مروج الذهب ٢ / ٣٤٩ ، مطالب السؤول : ٦٣ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٥٨ ح ٣ ، كفاية الطالب : ٤٠٦ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ المالكي ـ : ٣٠ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، نور الأبصار : ٨٥.
(٢) ص ٤٨٣ من الجزء الثالث [ ٣ / ٥٥٠ ح ٦٠٤٤ ]. منه قدسسره.
(٣) النّطع : بساط من الأديم ؛ انظر : تاج العروس ١١ / ٤٨٢ مادّة « نطع ».
في جوف الكعبة ».
وأقول :
الحقّ أنّ حكيما لم يولد في الكعبة ، لكنّ المنحرفين عن الإمام المطهّر ذكروا ذلك لينقضوا فضله!
فعن ابن الصبّاغ المالكي ، في كتابه « الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة » ، ص ١٤ ، قال : « لم يولد أحد قبله في البيت سواه » (١).
ونحوه عن الكنجي الشافعي ، في كتابه « كفاية الطالب » ، ص ٣٦١ (٢).
__________________
(١) الفصول المهمّة : ٣٠.
وابن الصبّاغ هو : نور الدين عليّ بن محمّد بن حمد بن عبد الله السفاقسي ، الغزّي ، المكّي ، المالكي.
ولد سنة ٧٨٤ ه بمكّة المكرّمة ، ونشأ بها ، حفظ القرآن ، وأخذ النحو والفقه عن جملة من العلماء ، فكان من أعلام المحدّثين وكبار فقهاء المالكية ، قال عنه السخاوي : « أجاز لي » ؛ وله مؤلّفات ، منها : الفصول المهمّة ، العبر في من شفّه النظر.
وكتابه « الفصول المهمّة » من المصادر المعتمدة ، فقد نقل عنه الصفوري الشافعي في « نزهة المجالس » ، والسمهودي في « جواهر العقدين » ، وبرهان الدين الحلبي في « إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون » ، وغيرهم ممّن ألّف في مناقب أهل البيت عليهمالسلام وفضائلهم.
توفّي سنة ٨٥٥ ه ودفن بالمعلّاة من مكّة.
انظر : الضوء اللامع ٥ / ٢٨٣ رقم ٩٥٨ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، كشف الظنون ٢ / ١٢٧١ ، هديّة العارفين ٥ / ٧٣٢ ، الأعلام ٥ / ٨ ، معجم المؤلّفين ٢ / ٤٩٢ رقم ٩٨٧١ ، نفحات الأزهار ١٩ / ٢١٧ ـ ٢٢٣ رقم ٢٧.
(٢) كفاية الطالب : ٤٠٧.
وعن الشّبلنجي ، في « نور الأبصار » ، ص ٧٦ (١).
ومحمّد بن طلحة الشافعي ، في كتابه « مطالب السؤول » ، ص ١١ (٢).
__________________
والكنجي هو : أبو عبد الله فخر الدين محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي.
كان من أهل العلم ، فقيها حافظا محدّثا ، فاضلا أديبا ، وله نظم حسن ، ونسبته إلى بلدة « كنج » بين أصبهان وخوزستان ، له مصنّفات عديدة ، منها : كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، البيان في أخبار صاحب الزمان.
أثنى عليه كلّ من ترجم له ، واتّهمه بعضهم بالرفض والتشيّع لما ألّفه في مناقب أهل البيت عليهمالسلام!
قتله أهل دمشق في جامعها سنة ٦٥٨ ه بعد صلاة الصبح!
انظر : تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٤١ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٨٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٧٥ ، كشف الظنون ١ / ٢٦٣ وج ٢ / ١٤٩٧ ، هديّة العارفين ٦ / ١٢٧ ، الأعلام ٧ / ١٥٠ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٧٨٧ رقم ١٦٤٨٢ ، مقدّمة تحقيق كفاية الطالب : ١٢ ـ ٣٥.
(١) نور الأبصار : ٨٥.
والشبلنجي هو : مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي.
ولد سنة ١٢٥٢ ه ، وكان حيّا سنة ١٣٢٢ ه ؛ فقد ذكر إسماعيل باشا كتابه « فتح المنّان » وقال : « وهو الآن ـ أعني في سنة ١٣٢٢ ـ موجود بالأزهر ».
فاضل من أهل شبلنجة ، وهي قرية من قرى مصر ، قرب بنها العسل ، تعلّم في الأزهر ، وأقام في جواره ، وأخذ عن علماء عصره ، كان يميل إلى العزلة ، ويألف زيارة القبور والمشاهد ، ذا خلق رفيع ، له عدّة مصنّفات ، منها : نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار ، فتح المنّان في تفسير غريب القرآن ، مختصر « عجائب الآثار » للجبرتي.
انظر : إيضاح المكنون ٤ / ١٧٤ و ٦٨٣ ، هديّة العارفين ٦ / ٤٨٣ ، الأعلام ٧ / ٣٣٤ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٩٤١ رقم ١٧٤٤٤ ، مقدّمة نور الأبصار : ٣ ـ ٤.
(٢) مطالب السؤول : ٦٣.
وقد تقدّمت ترجمة ابن طلحة في ج ٥ / ١٦٠ ه ٢ من هذا الكتاب ؛ فراجع!
ولو سلّم ولادة حكيم بالكعبة ، فهي من باب الاتّفاق ، كما يدلّ عليه خبر ولادته ، لا لكرامة له ، فإنّه من مسلمة الفتح ، ومن المؤلّفة قلوبهم ، كما ذكره في « الاستيعاب » (١).
وهذا بخلاف ولادة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ فإنّها كجنابته في المسجد ، من طهارته وعناية الله به ، كما يشهد له ما رواه صاحب كتاب « بشائر المصطفى » على ما حكاه عنه في « كشف الغمّة » ، قال :
ومن « بشائر المصطفى » ، مرفوعا إلى يزيد بن قعنب ، قال : كنت جالسا مع العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من بني عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكانت حاملا به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : يا ربّ! إنّي مؤمنة بك ، وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ، وإنّه بنى بيتك العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت ، والمولود الذي في بطني ، إلّا ما يسّرت عليّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب : فرأيت البيت قد انشقّ من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا ، وعاد إلى حاله ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك من أمر الله تعالى.
ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.
ثمّ قالت : إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء ؛ لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله سرّا في موضع لا يحبّ الله أن يعبد فيه إلّا اضطرارا.
__________________
(١) الاستيعاب ١ / ٣٦٢ رقم ٥٣٥.
وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطبا جنيّا.
وإنّي دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها ، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة! سمّيه عليّا ، فهو عليّ ، والله العليّ الأعلى يقول : شققت اسمه من اسمي ، وأدّبته بأدبي ، وأوقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ، ويقدّسني ، ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه (١).
ثمّ ذكر فعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم معه وقوله فيه ، كما ذكره المصنّف رحمهالله (٢).
ونقل أيضا في « كشف الغمّة » خبر ولادته عليهالسلام في الكعبة عن ابن المغازلي (٣).
ورواه سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ » (٤).
__________________
(١) كشف الغمّة ١ / ٦٠.
(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٣٠٠.
(٣) كشف الغمّة ١ / ٥٩ ، وانظر : مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٥٨ ح ٣.
وقد تقدّمت ترجمة ابن المغازلي في الصفحة ٢٠ ه ١ من هذا الجزء ؛ فراجع!
(٤) تذكرة الخواصّ : ٢٠.
وسبط ابن الجوزي هو : أبو المظفّر شمس الدين يوسف بن قزغلي ـ أو : قزأغلي ـ بن عبد الله ، التركي ، البغدادي ، الحنبلي ثمّ الحنفي.
ولد ببغداد سنة ٥٨١ أو ٥٨٢ ه ، ونشأ بها ، ربّاه جدّه أبو الفرج ، سمع من جدّه وطائفة ، وحدّث عنه كثيرون ، انتقل إلى دمشق سنة ٦٠٧ ه فاستوطنها حتى آخر حياته.
كان محدّثا فقيها مؤرّخا واعظا ، انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ والإفتاء ، وافر الحرمة عند الملوك والعامّة ، كان أوّل أمره حنبليا ثمّ تحوّل
وقال عبد الباقي العمري (١) مادحا لأمير المؤمنين عليهالسلام [ من البسيط ] :
أنت العليّ الذي فوق العلى رفعا |
|
ببطن مكّة وسط البيت إذ وضعا (٢) |
وقال الحميري (٣) في مدحه عليهالسلام ومدح والدته الطاهرة [ من
__________________
حنفيا ، له مصنّفات عديدة ، منها : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ، تفسير كبير ، إيثار الإنصاف في آثار الخلاف ـ في الفقه على المذاهب الأربعة ـ ، مناقب أبي حنيفة ، تذكرة الخواصّ.
ترجم له الذهبي في بعض كتبه وأثنى عليه ثناء جميلا ، ثمّ عدّه في الضعفاء فقال : « ثمّ إنّه ترفّض ، وله مؤلّف في ذلك ، نسأل الله العافية »! ولم يضعّفه إلّا لتأليفه في تاريخ أهل البيت عليهمالسلام وسيرتهم! فانظر إلى مدى غلّ الذهبيّ وحقده ، بل تعصّبه ونصبه!!
توفّي سنة ٦٥٤ ه بمنزلة بسفح جبل قاسيون ، ودفن هناك ، وشيّعه السلطان والقضاة.
انظر : وفيات الأعيان ٣ / ١٤٢ رقم ٩٦ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٦ رقم ٢٠٣ ، العبر ٣ / ٢٧٤ ، ميزان الاعتدال ٧ / ٣٠٤ رقم ٩٨٨٨ ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٣ / ٦٣٣ رقم ١٨٥١ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٩٧ ، مرآة الجنان ٤ / ١٠٤ ، طبقات المفسّرين ـ للداودي ـ ٢ / ٣٨٣ رقم ٧٠٠.
(١) هو : عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمريّ الموصلي ، أديب ، وشاعر ، ومؤرّخ.
ولد بالموصل عام ١٢٠٤ ، كان من وجهاء الموصل ، تولّى المناصب العالية ، فقد عيّن معاونا للوالي العثماني ، وانتقل إلى بغداد وولي بها أعمالا حكومية ، وتوفّي فيها عام ١٢٧٨ ه ، وله مؤلّفات عديدة منها : الباقيات الصالحات ـ قصائد في مدح أهل البيت عليهمالسلام ـ ، الترياق الفاروقي ـ وهو ديوان شعره ـ ، نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر ، وغيرها.
انظر : معجم المؤلفين ٢ / ٤٢ رقم ٦٥٠٧ ، الأعلام ٣ / ٢٧١.
(٢) الترياق الفاروقي : ٩٦.
(٣) تقدّمت ترجمته في ج ٤ / ٣٤١ ه ٦ من هذا الكتاب ؛ فراجع!
الكامل ] :
ولدته في حرم الإله وأمنه |
|
والبيت حيث فناؤه والمسجد |
بيضاء طاهرة الثياب كريمة |
|
طابت وطاب وليدها والمولد |
في ليلة غابت نحوس نجومها |
|
وبدت مع القمر المنير الأسعد |
ما لفّ في خرق القوابل مثله |
|
إلّا ابن آمنة النبيّ محمّد (١) |
وهذا كاشف عن معلومية ولادته بالكعبة في الصدر الأوّل ، كما هو كذلك في جميع الأوقات (٢).
* * *
__________________
(١) ديوان السيّد الحميري : ١٥٥.
(٢) هذا ، وقد أفاض الشيخ محمّد عليّ الغروي الأوردبادي رحمهالله الكلام عن تواتر حديث ولادة أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام في الكعبة المشرّفة ، وشهرته بين الأمّة جمعاء ، ولا سيّما بين المحدّثين والمؤرّخين والشعراء ؛ فراجع كتابه : « عليّ وليد الكعبة ».
كما فنّد شاكر شبع مزعمة ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، في مقاله : « الولادة في الكعبة المعظّمة فضيلة لعليّ عليهالسلام خصّه بها ربّ البيت » ، المنشور في مجلّة « تراثنا » ، العدد ٢٦ ، السنة السّابعة ، المحرّم ١٤١٢ ه ، ص ١١ ـ ٤٢ ، وأعلّها بالإرسال والنكارة والشذوذ والتحريف والوضع ، وغير ذلك ؛ فراجع!
وكذا فعل الشيخ محمّد باقر الإلهي القمّي ، في مقاله : « المسك الفتيق في ولادة عليّ عليهالسلام بالبيت العتيق » ، المنشور في مجلّة « تراثنا » ، العدد المزدوج ٦٣ ـ ٦٤ ، السنّة السادسة عشرة ، رجب ١٤٢١ ه ص ٤٨ ـ ٨٤ ؛ فراجع!
فضائله بعد الولادة
من فضائله النفسانية : إيمانه
قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ (١) :
وإمّا بعد ولادته :
فأقسامها ثلاثة : نفسانية ، وبدنية ، وخارجية.
أمّا النفسانية : فينظمها مطالب :
الأوّل : الإيمان
وبواسطة سيفه تمهّدت قواعده ، وتشيّدت أركانه (٢) ..
وبواسطة تعليمه الناس حصل لهم الإيمان ، أصوله وفروعه (٣) ..
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٣٤.
(٢) وفي هذا المعنى قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٤ / ٨٤ :
ولو لا أبو طالب
وابنه |
|
لما مثّل الدّين
شخصا فقاما |
فذاك بمكّة آوى
وحامى |
|
وهذا بيثرب جسّ
الحماما |
(٣) ذكر ابن أبي الحديد أنّ جميع العلوم ؛ من العلم الإلهي ، والفقه ، والقضاء ، والتفسير ، وعلم الطريقة ، وعلوم النحو والعربية ، كلّها تنتهي إلى الإمام عليّ عليهالسلام ، وأنّ جميع الفرق الإسلامية أخذت علومها عنه ، من المعتزلة والأشاعرة ، والشيعة ، وغيرهم.
انظر : شرح نهج البلاغة ١ / ١٧ ـ ٢٠.
لم يشرك بالله طرفة عين ، ولم يسجد لصنم ، بل هو الذي كسر الأصنام لمّا صعد على كتف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ..
( وهو أوّل الناس إسلاما ) (٢) ؛ روى أحمد بن حنبل ، أنّه أوّل من أسلم ، وأوّل من صلّى مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وفي « مسنده » ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لفاطمة : « أما ترضين أنّي
__________________
(١) راجع الحديث ٢٣ في الصفحة ١٩٩ وما بعدها من هذا الجزء.
(٢) ما بين القوسين لم يرد في « نهج الحقّ ».
(٣) انظر : مسند أحمد ١ / ٩٩ و ١٤١ وج ٤ / ٣٦٨ و ٣٧١ وج ٥ / ٢٦ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٢٨ ـ ٧٣٠ ح ٩٩٧ ـ ١٠٠٠ وص ٧٣٢ ح ١٠٠٣ و ١٠٠٤ وص ٧٥٤ ح ١٠٤٠ ؛ وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٨ وص ٦٠٠ ح ٣٧٣٤ و ٣٧٣٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٣ ـ ٤٤ ح ٨١٣٧ وص ١٠٥ ـ ١٠٧ ح ٨٣٩١ ـ ٨٣٩٦ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، مسند الطيالسي : ٩٣ ح ٦٧٨ وص ٣٦٠ ح ٢٧٥٣ ، مصنّف عبد الرزّاق ٥ / ٣٢٥ ، ضمن ح ٩٧١٩ وج ١١ / ٢٢٧ ح ٢٠٣٩٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ و ٢٢ وص ٥٠٣ ح ٤٩ وص ٥٠٥ ح ٦٨ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥ ، مسند البزّار ٢ / ٣٢٠ ح ٧٥١ و ٧٥٢ ، مسند أبي يعلى ١ / ٣٤٨ ح ٤٤٦ و ٤٤٧ ، المعجم الكبير ٥ / ١٧٦ ـ ١٧٧ ح ٥٠٠٢ وج ١١ / ٢١ ح ١٠٩٢٤ وص ٣٢١ ح ١٢١٥١ وج ١٩ / ٢٩١ ح ٦٤٨ وج ٢٢ / ٤٥٢ ح ١١٠٢ ، المعجم الأوسط ٧ / ٣٠٢ ح ٧٤٢٧ ، الأوائل ـ للطبراني ـ : ٧٨ ـ ٧٩ ح ٥١ ـ ٥٣ ، المغازي النبوية ـ للزهري ـ : ٤٦ ، السير والمغازي ـ لابن إسحاق ـ : ١٣٧ ـ ١٣٨ ، السيرة النبويّة ـ لابن هشام ـ ٢ / ٨٤ ـ ٨٥ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٩ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٣٧ ـ ٥٣٩ ، العقد الفريد ٣ / ٣١٢ ، السيرة النبوية ـ لابن حبّان ـ : ٦٧ ، الأوائل ـ للعسكري ـ : ٩١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٢٨ ح ٥٩٦٣ وص ٥٧١ ح ٦١٢١ ، حلية الأولياء ١ / ٦٦ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٦ / ٢٠٦ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٠ ـ ١٠٩٦ ، تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ رقم ١٩٤٧ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٤ ـ ٦٧ ح ١٧ ـ ٢٢ ، فردوس الأخبار ١ / ٣٤ ح ٣٩ وص ٤٠ ح ٩٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٦ ـ ٤٥.
زوّجتك أقدم أمّتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما » (١).
وحديث الدار يدلّ عليه أيضا (٢).
* * *
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٢٦ ؛ وانظر : المعجم الكبير ٢٠ / ٢٣٠ ح ٥٣٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ و ١١٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٤ و ٣٢٩٢٦ وج ١٣ / ١٣٥ ح ٣٦٤٢٣.
(٢) راجع مبحث الحديث الثاني ، في الصفحات ٢٣ ـ ٤٦ من هذا الجزء.
وقال الفضل (١) :
ما ذكر أنّ عليّا أوّل الناس إسلاما ، فهذا أمر مختلف فيه ، وأكثر العلماء على أنّ أوّل الناس إسلاما هو خديجة.
وقال بعضهم : أبو بكر.
وقال بعضهم : زيد بن حارثة.
وحاكم بعضهم فقال : أوّل الناس إسلاما من الرجال أبو بكر ، ومن الصبيان عليّ ، ومن النساء خديجة ، ومن العبيد زيد بن حارثة (٢).
وقد حقّقنا هذا في « تلخيص كتاب كشف الغمّة ».
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٣٨ الطبعة الحجرية.
(٢) تاريخ الطبري ١ / ٥٤٠ ـ ٥٤١ ، الكامل في التاريخ ١ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٥ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ١ / ٤٣٢ ، الأوائل ـ للطبراني : ٨٢.
وأقول :
تعرّضه لتقدّم الإسلام خاصّة ، ظاهر في تسليمه ما عداه ـ ممّا ذكره المصنّف رحمهالله ـ ، وهو كاف في المطلوب ، ومن رام المناقشة في شيء من ذلك فقد كشف عن قصوره.
وأمّا ما ذكره من الخلاف في تقدّم إسلام أيّ الجماعة فلا يضرّنا ؛ لأنّا نحتجّ على الخصوم برواياتهم بلا حجّة لهم علينا.
بل يظهر من بعضهم الإجماع على تقدّم إسلام أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما ذكره ابن حجر في « الصواعق » (١) ، قال : « قال ابن عبّاس ، وأنس ، وزيد بن أرقم ، وسلمان الفارسي ، وجماعة : إنّه أوّل من أسلم ؛ ونقل بعضهم الإجماع عليه (٢) ».
أقول :
ويظهر من نفس الحاكم في « المستدرك » (٣) دعوى الإجماع عليه ، فإنّه روى عن زيد بن أرقم : « إنّ أوّل من أسلم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ ».
__________________
(١) في أوّل الفصل الأوّل من الباب التاسع [ ص ١٨٥ ]. منه قدسسره.
(٢) انظر : المعيار والموازنة : ٦٦ ، معرفة علوم الحديث : ٢٢ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٢ ، شرح نهج البلاغة ١ / ٣٠ ، تاريخ الخلفاء : ١٩٧.
(٣) ص ١٣٦ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٧ ح ٤٦٦٣ ]. منه قدسسره.
ثمّ قال : « هذا حديث صحيح الإسناد ، وإنّما الخلاف في هذا الحرف أنّ أبا بكر الصدّيق كان أوّل الرجال البالغين إسلاما ، وعليّ بن أبي طالب تقدّم إسلامه قبل البلوغ ».
فإنّ معنى هذا الكلام ، أنّ عليّا عليهالسلام تقدّم إسلامه قبل البلوغ على الناس جميعا بلا خلاف ، وإنّما الخلاف في تقدّم إسلام أبي بكر على البالغين لا على عليّ عليهالسلام (١).
وأمّا ما زعمه الفضل من المحاكمة ، فخطأ ؛ لأنّ حمل الأخبار المستفيضة في تقدّم إسلام عليّ على تقدّمه على الصبيان من المضاحك ، ولا يتفوّه به ذو رأي ؛ إذ أيّ صبيان أسلموا في ذلك الوقت حتّى يكون إسلام عليّ عليهالسلام متقدّما لهم؟!
مع أنّ من جملة ما ورد في تقدّم إسلامه ، ما دلّ على تفضيل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له به على الأمّة ، كما في خطابه لفاطمة عليهاالسلام ، وما اشتمل على افتخار عليّ عليهالسلام به على الناس (٢) ، فإنّ التفضيل والافتخار إنّما يناسبان تقدّم إسلامه على جميع الأمّة ، لا على الصبيان لو فرض إسلامهم.
كما أنّ أكثر الأخبار صريح في سبق إسلامه على المسلمين جميعا (٣).
__________________
(١) هذا فضلا عن أنّهم رووا بإسناد صحّحوه ورجال وثّقوهم ، أنّ أبا بكر أسلم بعد أكثر من خمسين أسلموا قبله ؛ فانظر : تاريخ الطبري ١ / ٥٤٠ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٤.
وكان خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة أحد هؤلاء الّذين أسلموا قبل أبي بكر ؛ انظر : المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ١٦٨.
(٢) انظر ما تقدّم آنفا في الصفحة ٣١١.
(٣) تقدّم تفصيله في الصفحة ٣١٠ ه ٣.
على أنّ تلك المحاكمة لو صحّت في نفسها لم تمنع من تقدّم إسلام أمير المؤمنين عليهالسلام على أبي بكر وخديجة وزيد ؛ لأنّ تقدّم إسلامهم على أمثالهم لا ينافي تقدّم إسلام صبيّ على إسلامهم ، كما صرّح بعض الأخبار بتقدّم إسلامه على إسلام أبي بكر (١).
والحقّ أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام ولد مسلما مقرّا بشهادة : أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كالنبيّ ، فإنّهما معصومان طاهران من حين ولادتهما.
أترى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان غير مؤمن بربّه ، ولا عارفا بنبوّته ، كما يتخيّله الجاهلون ، حتّى زعموا أنّ خديجة وورقة علّماه نبوّته ، كما سبق في آخر « مباحث النبوّة » (٢)؟!
كيف لا؟! وقد خلقهما الله سبحانه نورا واحدا قبل أن يخلق آدم كما مرّ (٣) ..
وهما خيرة الله من أرضه ؛ روى الحاكم في « المستدرك » (٤) ، عن أبي هريرة ، وصحّحه على شرط الشيخين ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أما ترضين أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ».
__________________
(١) المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٣ ، الرياض النضرة ٣ / ١١٠ ، ذخائر العقبى : ١١١ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٢٠٠ و ٢٢٨ ، كنز العمّال ١٣ / ١٦٤ ح ٣٦٤٩٨.
(٢) راجع : ج ٤ / ١٣٧ ـ ١٤١ من هذا الكتاب.
(٣) تقدّم في مبحث حديث النور ، في الصفحات ٥ ـ ٢٢ من هذا الجزء.
(٤) ص ١٢٩ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٠ ح ٤٦٤٥ ]. منه قدسسره.
وحكاه في « كنز العمّال » (١) عن الحاكم ، عن أبي هريرة ؛ وعن الطبراني ، والحاكم ، والخطيب ، عن ابن عبّاس.
وحكى في « الكنز » أيضا ـ قبل هذا بحديث ـ ، عن الطبراني ، عن أبي أيّوب ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لفاطمة : « أمّا علمت أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّا » (٢).
وحكى في « الكنز » الحديث الأوّل أيضا (٣) ، عن الخطيب ، وقال : « سنده حسن ».
ونقله ابن أبي الحديد (٤) ، عن أحمد في « مسنده » (٥).
فكيف يتصوّر في من اختاره الله تعالى من جميع بريّته ـ حتّى الأنبياء ـ أن لا يكون مؤمنا عالما بالحقّ حين ولادته ، وقد كان عيسى ـ وهما مختاران عليه ـ مؤمنا عالما بأنّه رسول الله ساعة الولادة؟!
وحينئذ ، فهل يمكن أن يسبق عليّا في الإسلام غيره ممّن نشأ على عبادة الأوثان؟!
وكيف يتصوّر أن يكون مسبوقا وقد امتاز على الناس بالصلاة قبلهم
__________________
(١) ص ١٥٣ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٥ ]. منه قدسسره.
وانظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٠ ح ٤٦٤٥ أ ، المعجم الكبير ١١ / ٧٧ ح ١١١٥٣ و ١١١٥٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٩٦ رقم ١٨٨٦.
(٢) كنز العمّال ١١ / ٦٠٤ ح ٣٢٩٢٣ ؛ وانظر : المعجم الكبير ٤ / ١٧١ ح ٤٠٤٦.
(٣) ص ٢٩١ ج ٦ [ ١٣ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ح ٣٦٣٥٥ ]. منه قدسسره.
وانظر : تاريخ بغداد ٤ / ١٩٥ رقم ١٨٨٦.
(٤) ص ٤٥١ من المجلّد الثاني [ ٩ / ١٧٤ ]. منه قدسسره.
وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦.
(٥) لم نعثر عليه في « المسند » المطبوع ، ولعلّه كان ضحية الإسقاط والحذف!
بسبع سنين؟! ..
روى الحاكم في « المستدرك » (١) ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : « إنّي عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها أحد بعدي إلّا كاذب ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة ».
ونقله في « الكنز » (٢) ، عن ابن أبي شيبة ، والنسائي في « الخصائص » ، وأبي نعيم ، وغيرهم.
وروى الحاكم ـ بعد الحديث المذكور ـ ، أنّ عليّا عليهالسلام قال : « عبدت الله مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة » (٣).
ونقله في « الكنز » ، عن الحاكم وابن مردويه (٤).
ونقل أيضا عن الطبراني ، وأحمد وأبي يعلى في « مسنديهما » ، والحاكم في « المستدرك » ، أنّ عليّا قال : « اللهمّ ما أعرف أنّ عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك ـ ثلاث مرّات ـ ، لقد صلّيت قبل
__________________
(١) ص ١١٢ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٤ ]. منه قدسسره.
(٢) ص ٣٩٤ من الجزء السادس [ ١٣ / ١٢٢ ح ٣٦٣٨٩ ]. منه قدسسره.
وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ ، خصائص الإمام عليّ عليه السلام ـ للنسائي ـ : ٢١ ـ ٢٢ ح ٦ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم : ٥٨٤ ح ١٣٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٤ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ١ / ٨٦ ح ٣٣٩ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٦ ح ٨٣٩٥ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٢٦ ح ٩٩٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٣٧ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٨ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ٢ / ٨١ ، الأوائل ـ للعسكري ـ : ٩١ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٨٥.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٥.
(٤) كنز العمّال ١٣ / ١٢٢ ح ٣٦٣٩٠.
أن يصلّي الناس سبعا » (١).
... إلى غيرها من الأخبار (٢).
وليت شعري ، كيف يدّعى أنّ أحدا أسبق من أمير المؤمنين عليهالسلام في الإسلام ، وهو كان من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة هارون من موسى؟!
* * *
__________________
(١) كنز العمّال ١٣ / ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠ ، وانظر : المعجم الأوسط ٢ / ٢٤٠ ح ١٧٦٧ ، مسند أحمد ١ / ٩٩ ، مسند أبي يعلى ١ / ٣٤٨ ح ٤٤٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٦ ، مسند البزار ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ح ٧٥١ ، مسند الطيالسي : ٢٦ ح ١٨٨ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٨٤٨ ح ١١٦٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣١ ـ ٣٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢.
(٢) انظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٥ ـ ١٠٧ ح ٨٣٩١ ـ ٨٣٩٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٠ ح ٤٥٨٢ وص ١٤٧ ح ٤٦٦٢ ، حلية الأولياء ١ / ٦٦ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨١ رقم ٤٥٩ وج ٤ / ٢٣٣ رقم ١٩٤٧ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩١ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي : ٦٧ ح ٢٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦ و ٤٢ و ٤٤ و ٤٥ و ٨١ و ١٣٢ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٢٢٥ ، الرياض النضرة ٣ / ١١١ ، فرائد السمطين ١ / ٢٤٥ ح ١٩٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ و ١٠٢ و ١١٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٦.
علمه عليهالسلام
قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ (١) :
المطلب الثاني : العلم
والناس كلّهم ـ بلا خلاف ـ عيال عليه في المعارف الحقيقية ، والعلوم اليقينيّة ، والأحكام الشرعيّة ، والقضايا النقليّة (٢) ؛ لأنّه عليهالسلام كان في غاية الذكاء والحرص على التعلّم ، وملازمته لرسول الله ـ وهو أشفق الناس عليه ـ ، لا ينفكّ عنه ليلا ولا نهارا ؛ فيكون بالضرورة أعلم من غيره.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّه : « أقضاكم عليّ » (٣) ، والقضاء يستلزم العلم والدين.
وروى الترمذي في « صحيحه » ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » (٤).
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٣٥.
(٢) راجع ما مرّ في الصفحة ٣١١.
(٣) انظر : سنن ابن ماجة ١ / ٥٥ ح ١٥٤ ، المعجم الصغير ١ / ٢٠١ ، أخبار القضاة ـ لوكيع ـ ١ / ٨٨ ـ ٩٠ ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم : ١٢٧ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٢ ، الفقيه والمتفقّه ـ للخطيب البغدادي ـ ٢ / ٢٩١ ح ٩٩٢ ، التبصير في الدين ـ للأسفراييني ـ : ١٧٩ ، مفردات ألفاظ القرآن ـ للراغب ـ : ٤٢٢ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٨٠ ح ٤٧٨٧ ، تاريخ دمشق ٤٧ / ١١٢ ، أسد الغابة ٣ / ٥٩٧ ، شرح نهج البلاغة ١ / ١٨.
(٤) انظر : جامع الأصول ٨ / ٦٥٧ ح ٦٥٠١ ، مطالب السؤول : ٦٩ و ٩٨ ، منهاج
وذكر البغوي في « الصحاح » ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « أنا دار الحكمة وعليّ بابها » (١).
* * *
__________________
السنّة ٧ ٥١٥ / ، تاريخ الخلفاء : ٢٠٢ ، جواهر العقدين : ٥٧ ، الصواعق المحرقة : ١٨٩ ، شرح المواهب اللدنّيّة ـ للزرقاني ـ ٤ / ٢١٥ ، مرقاة المفاتيح ١٠ / ٤٧٠ ، كلّهم عن الترمذي بلفظ : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».
وسيأتي الكلام على رواية الترمذي هذه في الصفحة ٣٢٤ ، وراجع مبحث الحديث ١٩ في الصفحات ١٧١ ـ ١٨١ من هذا الجزء.
(١) مصابيح السنّة ٤ / ١٧٤ ح ٤٧٧٢.