مع ظهور الضلال على صفحات أفعاله وأقواله ، من قتله النفوس البريئة ، وحربه لمن حربه حرب لله ورسوله ، وسبّه لمن سبّه سبّهما ، وإلحاقه العهار بالنسب مراغمة للشريعة الأحمدية ... إلى نحو ذلك من أخبار فضائلهم.
* * *
١١ ـ حديث : برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه
قال المصنّف ـ طاب رمسه ـ (١) :
الحادي عشر : روى الجمهور : أنّه لمّا برز إلى عمرو بن عبد ودّ العامري في غزاة الخندق ، وقد عجز عنه المسلمون ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه » (٢).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢١٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٦١ و ٢٨٥ ، حياة الحيوان الكبرى ـ للدميري ـ ١ / ٢٧٤ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٨١ ح ٢ وص ٢٨٤ ضمن ح ٧.
وقال الفضل (١) :
إنّه صحّ هذا أيضا في الخبر ، وهذا أيضا من مناقبه وفضائله التي لا ينكرها إلّا سقيم الرأي ، ضعيف الإيمان ، ولكنّ الكلام على النصّ ، وهذا لا يثبته.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٣٥.
وأقول :
لمّا جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا كلّ الإيمان ، دلّ على أنّه قوامه ، وأنّه أفضل إيمانا وأثرا من جميع المؤمنين ؛ إذ لم يقم لهم إيمان لولاه ، والأفضل أحقّ بالإمامة.
ويشهد لفضله عليهم في الأثر ما جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لضربة عليّ أفضل من عبادة الثقلين ، أو : لمبارزة عليّ لعمرو أفضل من أعمال أمّتي إلى يوم القيامة ، كما سبق في الآية الحادية والخمسين (١).
وهذا ممّا يؤيّده قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الساعي بالخير كفاعله (٢) ، ويقضي به العقل ؛ إذ بقتل أمير المؤمنين عليهالسلام لعمرو خمدت جمرة الكفر ، وانكسرت عزيمة الشرك ، فكان هو السبب في بقاء الإيمان واستمراره ، وهو السبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدين.
لكن هذا ببركة النبيّ الحميد ودعوته وجهاده في الدين ، فإنّ عليّا حسنة من حسناته ، فلا أفضل من سيّد الوصيّين إلّا سيّد المرسلين ، زاد الله في شرفهما ، وصلّى عليهما وعلى آلهما الطاهرين.
* * *
__________________
(١) راجع : ج ٥ / ٢٤٢ من هذا الكتاب.
(٢) كنز العمّال ٦ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ح ١٦٠٥٢ ـ ١٦٠٥٥.
١٢ ـ حديث سدّ الأبواب عدا باب عليّ
قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ (١) :
الثاني عشر : في مسند أحمد من عدّة طرق ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بسدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، فتكلّم الناس ، فخطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
أمّا بعد ، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ، فقال فيه قائلكم ، [ وانّي ] والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، وإنّما أمرت بشيء فاتّبعته (٢).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢١٧.
(٢) مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ وج ١ / ١٧٥ و ٣٣١ وج ٢ / ٢٦ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ابن حنبل ـ ٢ / ٧٢٠ ح ٩٨٥ ؛ وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٩ ح ٣٧٣٢ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١١٨ ـ ١١٩ ح ٨٤٢٣ ـ ٨٤٢٨ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٤٠٨ رقم ١٣٠٤ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٦٣ ح ٣٩٣٠ ، مسند البزّار ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦ وج ٣ / ٣٦٨ ح ١١٦٩ ، أخبار القضاة ـ لوكيع ـ ٣ / ١٤٩ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣١ ، حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ رقم ٢٥٨ ، تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٥ رقم ٣٦٦٩ ، مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٢٦ ـ ٢٣١ ح ٣٠٣ ـ ٣٠٩ من عدّة طرق ، تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٧ ـ ١٣٩ من عدّة طرق ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ ـ ١١٥.
وقال الفضل (١) :
كان المسجد في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متّصلا ببيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان عليّ ساكن بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لمكان ابنته ، وكان الناس من أبوابهم في المسجد يتردّدون ويزاحمون المصلّين ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسدّ الأبواب إلّا باب عليّ.
وقد صحّ في الصحيحين أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بسدّ كلّ خوخة في المسجد إلّا خوخة أبي بكر (٢) ، والخوخة : الباب الصغير (٣) ، فهذا فضيلة وقرب حصل لأبي بكر وعليّ.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٣٦.
(٢) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ ح ١٢٦ وج ٥ / ٦٦ ح ١٥٤ ، صحيح مسلم ٧ / ١٠٨.
(٣) انظر : لسان العرب ٤ / ٢٤٠ مادّة « خوخ ».
وأقول :
لا يخفى أنّ حقيقة الفضل في هذه الفضيلة ليس لمجرّد الاختصاص بعدم سدّ الباب ، بل لما يكشف عنه من طهارة عليّ عليهالسلام ، وأنّه يحلّ له أن يجنب في المسجد ويمكث فيه جنبا ، ولا يكره له النوم فيه كما كان ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فإنّ عمدة الغرض من سدّ الأبواب تنزيه المسجد عن الأدناس ، وتبعيده عن المكروهات والأمور البيتية.
وكان عليّ عليهالسلام كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تؤثّر فيه الجنابة والنوم دنسا معنويا ، وكان بيت الله كبيته ؛ لكونه حبيبه القريب منه ، فاستثني كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك ، كما ستعرفه.
وأمّا قوله : « كان عليّ ساكن بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... » إلى آخره.
فالظاهر أنّ غرضه به إنكار فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لأنّ المستثنى حينئذ هو باب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ البيت له ؛ إذ لا يتعلّق في المقام بهذه المقدّمة فائدة سوى هذا الغرض السوء ، وإن ناقض نفسه بجعل الاستثناء فضيلة لعليّ عليهالسلام يشارك بها أبا بكر ، فكان يلزمه أن يخصّ الفضيلة بأبي بكر وحده!
وفي كلا مقصديه ، من إنكار فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإثبات فضل أبي بكر نظر ..
أمّا الأوّل ؛ فلأنّ كون البيت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يمنع من اختصاص عليّ بباب منفرد ؛ كيف؟! وقد صرّحت الأخبار بأنّ الباب لعليّ ، حتّى تكلّم الناس في استثناء بابه ، ولو كان الباب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان محلّ
لكلامهم فيه ، ولا لحسدهم لعليّ عليهالسلام.
بل هذا ممّا يقرّب أنّ البيت ـ كالباب ـ مختصّ بعليّ عليهالسلام ، إمّا ملكا كما هو الظاهر ، أو بالسكنى فقط والملكية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وعليه ينبغي أن يقبضه أبو بكر كما قبض فدك ، فيتركهم بلا دار ولا عقار!
وأمّا الثاني ؛ فلأنّ الخوخة إذا كانت هي الباب الصغير ، كما يشهد له رواية البخاري للحديث في مناقب أبي بكر ، بلفظ : « الباب » بدل « الخوخة » (١) ، لزم كذب خبر استثناء باب أبي بكر ؛ لأنّه إذا أقرّ باستثناء باب عليّ عليهالسلام وهو متقدّم زمانا ـ كما ستعرف ـ ، فلا بدّ من العمل بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يبقى باب مفتوح سوى باب عليّ عليهالسلام ، وحينئذ لم يكن محلّ للأمر بسدّ الأبواب واستثناء باب أبي بكر.
مضافا إلى اشتمال خبر استثناء باب أبي بكر على أمور تشهد بكذبه ، كما ستعرفها إن شاء الله تعالى عند ذكر الفضل له في مقدّمة مآخذ أبي بكر.
فإن قلت : ما الدليل على تقدّم استثناء باب عليّ عليهالسلام؟ فلم لم يكونا في وقت واحد ، أو في وقتين متقاربين ، بحيث يكون الاستثناء الأخير قبل سدّ جميع الأبواب ، وحينئذ فلا يلزم التعارض والكذب؟
قلت : استثناء باب أبي بكر كان في وقت قرب موت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما زعموا (٢) ، واستثناء باب عليّ عليهالسلام في أيّام حمزة كما صرح به بعض أخبارهم (٣) ، ودلّ باقي الأخبار الآتية وغيرها على تقدّم زمانه.
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٥ / ٦٥ ـ ٦٦ ح ١٥٤.
(٢) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٠١ ح ١٢٦ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٤٠٨ رقم ١٣٠٤.
(٣) انظر : فضائل الخلفاء الأربعة ـ لأبي نعيم ـ : ٧٢ ـ ٧٣ ح ٦٠ و ٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.
مع أنّه لو كان زمانهما واحدا لقال : « سدّوا الأبواب إلّا باب عليّ وأبي بكر » ، ولاعتذر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن فتح باب أبي بكر كما اعتذر عن فتح باب عليّ عليهالسلام!
ويشهد لكون الاستثناء من خواصّ عليّ عليهالسلام ما رواه أحمد في مسنده (١) ، عن ابن عمر ، وصحّحه ابن حجر في « الصواعق » (٢) ، قال :
« كنّا نقول في زمن النبيّ : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خير الناس ، ثمّ أبو بكر ، ثمّ عمر ؛ ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ، لأنّ تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم : زوّجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابنته وولدت له ، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر ».
فإنّه صريح بأنّ الاستثناء أحد خواصّه الثلاثة ، ولا سيّما بعد ذكر أبي بكر المتخيّر بينهم.
وقد تمنّى قبل ابن عمر أبوه إحدى هذه الخصال ، كما رواه الحاكم في « المستدرك » وصحّحه (٣).
ونقله ابن حجر في « الصواعق » (٤) ، عن أبي يعلى ، عن أبي هريرة ، عن عمر.
__________________
(١) ص ٢٦ من الجزء الثاني. منه قدسسره.
وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٠٠ ح ٩٥٥.
(٢) في الفصل الثالث من الباب التاسع [ ص ١٩٦ ]. منه قدسسره.
(٣) ص ١٢٥ من الجزء السادس [ ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣٢ ]. منه قدسسره.
(٤) في الفصل المذكور [ ص ١٩٦ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند أبي يعلى ٩ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣ ح ٥٦٠١ ، زوائد أبي يعلى ـ للهيثمي ـ ٣ / ١٨٥ ح ١٣٢٩.
ونقله في « كنز العمّال » (١) ، عن ابن أبي شيبة ، عن ابن عمر ، عن أبيه ، [ و ] (٢) عن ابن أبي شيبة ، عن عليّ ، عن عمر ؛ قال فيه على الرواية الأخيرة : « وسكناه المسجد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يحلّ له فيه ما يحلّ له » كما في لفظ رواية الحاكم أيضا (٣) ، وقال في رواية أبي يعلى : « وسكناه المسجد ، لا يحلّ لي فيه ما يحلّ له » (٤).
فلا ريب أنّ هذا من خواصّ أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ إذ لا يتصوّر أن يظهر من عمر وابنه اختصاص عليّ عليهالسلام بهذا الأمر لو شاركه فيه أبو بكر ، الذي هو أساس شرفهم ، ومستند أمرهم ، والمتخيّر بينهم.
وقد تكلّف ابن عمر في تخيّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الناس ، حتّى على أبيه وصاحبه!
هذا ، مضافا إلى ضعف خبر استثناء خوخة أبي بكر ، لضعف سنده بجماعة ، منهم : فليح بن سليمان ، عدوّ آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي سبقت ترجمته في مقدّمة الكتاب (٥).
ونزيدك هنا بيانا لحاله بذكر ما في « ميزان الاعتدال » و « تهذيب التهذيب » مضافا إلى ما تقدّم في المقدّمة ..
قالا : قال ابن معين مرّة : لا يحتجّ به.
ومرّة : ضعيف ، ما أقربه من أبي أويس.
__________________
(١) ص ٣٩١ من الجزء السادس [ ١٣ / ١١٠ ح ٣٦٣٥٩ ]. منه قدسسره.
وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٠ ح ٣٦.
(٢) ص ٣٩٣ من الجزء المذكور [ ١٣ / ١١٦ ح ٣٦٣٧٦ ]. منه قدسسره.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣٢.
(٤) المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي ٣ / ١٨٤ ـ ١٨٥ ح ١٣٢٩.
(٥) راجع : ج ١ / ٢٢٠ رقم ٢٦٣.
وقال مرّة ، والنسائي وأبو حاتم : ليس بالقويّ.
وفي « التهذيب » أيضا : قال النسائي مرّة : ضعيف.
وقال ابن المديني : فليح وأخوه عبد الحميد ضعيفان (١).
وقد روى البخاري هذا الحديث أيضا في أواخر الجزء الثاني ، في باب هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه إلى المدينة (٢) ، وفي سنده إسماعيل بن عبد الله ، الكذّاب الوضّاع ، كما عرفت بعض ترجمته في المقدّمة (٣).
فإذا كان خبر استثناء باب أبي بكر بهذا الحال من الضعف ، لم يصلح للاحتجاج به على استثنائه ، فضلا عن أن يعارض به أخبار استثناء باب أمير المؤمنين المستفيضة أو المتواترة.
وأعجب من القول بمعارضته لها دعوى ابن الجوزي وضعها لأجله ، لكنّه ذكر منها ثمانية ، كما ستعرف (٤).
وذكر السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ما يزيد على ثلاثين حديثا منها هذه الثمانية (٥).
ولنذكر منها ما يدلّ على أنّ استثناء باب عليّ عليهالسلام ؛ لطهارته وجواز أن يجنب في المسجد أو يمرّ فيه جنبا ، ولكونه من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣ رقم ٦٧٨٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ رقم ٥٦٣١ ، وانظر : معرفة الرجال ـ ليحيى بن معين ـ ١ / ٦٩ رقم ١٥٦ ، الضعفاء والمتروكين ـ للنسائي ـ : ١٩٧ رقم ٥١٠ ، الجرح والتعديل ـ لابن أبي حاتم ـ ٧ / ٨٤ ـ ٨٥ رقم ٤٧٩.
(٢) صحيح البخاري ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ح ٣٨٦.
(٣) راجع : ج ١ / ٧٦ رقم ٢٣.
(٤) انظر : الموضوعات ١ / ٣٦٣ ـ ٣٦٧.
(٥) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٧ ـ ٣٢٤.
هارون من موسى ؛ لتعرف عدم صحّة استثناء باب أبي بكر.
فمنها : ما حكاه عن ابن حجر في « القول المسدّد » ، عن أحمد والنسائي ، بسنديهما عن ابن عبّاس ، قال في حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ : « فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق آخر ».
ثمّ قال ابن حجر : وأخرجه الكلاباذي في « معاني الأخبار » ، ثمّ ذكر له طريقا آخر.
وأخرجه ابن الجوزي في « الموضوعات » ، من طريق أبي نعيم ، ثمّ ذكر له طريقا آخر أيضا (١).
ومنها : ما حكاه عن ابن حجر أيضا ، عن الطبراني في « الكبير » ، بسنده عن جابر بن سمرة ، قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسدّ الأبواب كلّها غير باب عليّ ، فقال العبّاس : يا رسول الله! قدر ما أدخل وحدي [ واخرج ]؟!
قال : ما أمرت بشيء من ذلك ؛ فسدّها [ كلّها ] غير باب عليّ.
قال : وربّما مرّ وهو جنب (٢).
ومنها : ما حكاه عن أبي نعيم في « فضائل الصحابة » ، بسنده عن بريدة الأسلمي ، قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسدّ الأبواب ، فشقّ ذلك على أصحابه ، فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا الصلاة جامعة ، حتّى إذا
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩ ، وانظر : القول المسدّد : ٥٥ ، مسند أحمد ١ / ٣٣١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١١٩ ح ٨٤٢٨ ، الموضوعات ١ / ٣٦٤ ، حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ رقم ٢٥٨.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، وانظر : القول المسدّد : ٥٥ ـ ٥٦ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١.
اجتمعوا صعد المنبر ، ولم نسمع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحميدا وتعظيما في خطبة مثل يومئذ ، فقال :
أيّها الناس! ... ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدّها.
ثمّ قرأ : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلأَوَحْيٌ يُوحى ) (١).
فقال رجل : دع لي كوّة تكون في المسجد؟
فأبى ، وترك باب عليّ مفتوحا ، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (٢).
ومنها : ما حكاه أيضا عن أبي نعيم في « الفضائل » ، بسنده عن ابن مسعود ، قال : « انتهى إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات ليلة ونحن في المسجد جماعة من الصحابة ، فينا أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وحمزة ، وطلحة ، والزبير ، وجماعة من الصحابة بعدما صلّيت العشاء ، فقال : ما هذه الجماعة؟!
قالوا : يا رسول الله قعدنا نتحدّث ، منّا من يريد الصلاة ، ومنّا من ينام.
فقال : إنّ مسجدي لا ينام فيه ، انصرفوا إلى منازلكم ، ومن أراد الصلاة فليصلّ في منزله راشدا ، ومن لم يستطع فلينم ، فإنّ صلاة السرّ تضعف على صلاة العلانية.
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ١ ـ ٤.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢١ ، وانظر : فضائل الخلفاء الأربعة ـ لأبي نعيم ـ : ٧١ ـ ٧٢ ح ٥٩.
فقمنا فتفرّقنا وفينا عليّ بن أبي طالب ، فقام معنا ، فأخذ بيد عليّ وقال : أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي ، ويحرم عليك ما يحرم عليّ.
فقال له حمزة بن عبد المطّلب : يا رسول الله! أنا عمّك ، وأنا أقرب إليك من عليّ.
قال : صدقت يا عمّ ، إنّه والله ما هو عنّي ، إنّما هو عن الله عزّ وجلّ » (١).
ومنها : ما حكاه عن ابن الجوزي في « الموضوعات » ، عن أبي نعيم (٢) ، بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده لهارون وذرّيّته ، وإنّي سألت الله أن يطهّر مسجدي لك ولذرّيّتك من بعدك.
ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك ، فاسترجع ... وقال : سمعا وطاعة ؛ فسدّ بابه.
ثمّ [ أرسل ] إلى عمر ... كذلك.
ثمّ صعد المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ، ولا فتحت باب عليّ ، ولكنّ الله سدّ أبوابكم وفتح باب عليّ (٣).
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٢ ، وانظر : فضائل الخلفاء الأربعة ـ لأبي نعيم ـ : ٧٢ ـ ٧٣ ح ٦٠.
(٢) كذا في الأصل ، وهو سهو ، فلم ينقله ابن الجوزي عن أبي نعيم ، وربّما جاء هذا نتيجة استطراد الشيخ المظفّر قدسسره في النقل عمّن نقل عن أبي نعيم كما في الموردين السابقين ، كما إنّنا لم نجد الحديث عند أبي نعيم ؛ فلاحظ!
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٧ ـ ٣١٨ ، وانظر : الموضوعات ١ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥.
ومنها : ما حكاه أيضا عن ابن الجوزي ، عن ابن مردويه ، بسنده عن أبي سعيد ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ : لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (١).
ثمّ حكاه السيوطي ، عن الترمذي ، وعن البيهقي في « سننه » من طريقين (٢).
قال البيهقي (٣) : وقد ورد من طرق.
ثمّ حكاه السيوطي ، عن البزّار ، بسنده عن سعد (٤).
أقول : وقد وجدت الحديث في فضائل عليّ عليهالسلام من سنن الترمذي وحسّنه (٥).
ومنها : ما حكاه عن ابن منيع في « مسنده » ، عن جابر ، قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن مضطجعون في المسجد ، فضربنا بعسيب (٦) كان بيده رطبا وقال : ترقدون في المسجد؟! إنّه لا يرقد فيه!
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٢ ، وانظر : الموضوعات ١ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣ ، وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٧ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ٦٦ كتاب النكاح / باب دخوله المسجد جنبا.
(٣) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ، والصواب « السيوطي » ، انظر اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣.
(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣ ، وانظر : مسند البزّار ٤ / ٣٦ ح ١١٩٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.
(٥) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٧.
(٦) العسيب : جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها ، والعسيب من السعف : فويق الكرب ممّا لا ينبت عليه الخوص ؛ انظر : لسان العرب ٩ / ١٩٧ ـ ١٩٨ مادّة « عسب ».
فانجفلنا (١) وانجفل معنا عليّ ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عليّ! إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي (٢).
ومنها : ما حكاه عن ابن أبي شيبة ، بسنده عن أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا إنّ مسجدي حرام على كلّ حائض من النساء ، وكلّ جنب من الرجال ، إلّا على محمّد وأهل بيته : عليّ وفاطمة والحسن والحسين (٣).
ويعضد هذه الأخبار ويفيد مفادها أخبار عديدة ، منها : حديث عمر السابق المروي بطرق كثيرة ، كما سمعت (٤).
فظهر حلّيّة المسجد لعليّ عليهالسلام جنابة ونوما ؛ وليس هو إلّا لطهارة نفسه القدسيّة طهارة لا يدنّسها ما يدنّس غيره ؛ فكيف يستثنى باب أبي بكر ، وهو من سائر الناس؟!
بل في بعض الأخبار أنّ عليّا عليهالسلام مطهّر للمسجد ؛ ففي « كنز العمّال » (٥) ، عن البزّار ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيدي فقال : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون ، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذريّتك.
__________________
(١) إنجفل القوم انجفالا : هربوا بسرعة وانقلعوا كلّهم ومضوا ؛ انظر : لسان العرب ٢ / ٣٠٩ مادّة « جفل ».
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣ ؛ وانظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ٦٥ ، تاريخ أصبهان ١ / ٣٤٤ رقم ٦٢٥ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٦٦ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠١ ح ٣٤١٨٢ و ٣٤١٨٣.
(٤) راجع الصفحتين ١٠٩ و ١١٠ من هذا الجزء.
(٥) ص ٤٠٨ من ج ٦ [ ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢١ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند البزّار ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.
ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك ، فاسترجع ثمّ قال : سمعا وطاعة ؛ فسدّ بابه ، ثمّ أرسل إلى عمر ، ثمّ أرسل إلى العبّاس ، بمثل ذلك ، ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليّ ، ولكنّ الله فتح باب عليّ وسدّ أبوابكم.
وبالجملة ، لا وجه لاستثناء باب أبي بكر ، وهو ليس ممّن طهّرهم الله من الرجس حتّى يحسن دخوله المسجد جنبا ، ولا هو من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة هارون من موسى حتّى يجمل إلحاقه به.
فيكون ما دلّ على استثناء بابه باطلا ، ولا سيّما مع ضعفه سندا ، ومعارضته بالأخبار المصرّحة بسدّ بابه وباب من هو أولى منه بالرعاية والكرامة ، وهو حمزة أسد الله وأسد رسوله ، والعبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى إنّ العبّاس طلب فتح بابه قدر ما يدخل وحده فمنعه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنع حتّى الكوّة (١).
وبذلك علم فضل أمير المؤمنين عليهالسلام على جميع الصحابة ، فيكون أولاها بالإمامة.
واعلم أنّه قد تضمّن كلام السيوطي في « اللآلئ » الجواب عن دعوى ابن الجوزي وضع الأحاديث الدالّة على استثناء باب عليّ عليهالسلام ، وذكر في الأثناء ردّ ابن حجر لابن الجوزي ، فلنذكر ما بيّنه السيوطي ملخّصا ..
فإنّه نقل فيها عن ابن الجوزي في « الموضوعات » ثمانية أحاديث :
__________________
(١) الكوّة ـ بالضمّ ـ : هي نقب البيت ، أو الخرق في الحائط والثقب بالبيت ، أو الموضع الضيّق ونحوه.
انظر مادّة « كوى » في : الصحاح ٦ / ٢٤٧٨ ، الفائق في غريب الحديث ٣ / ٢٨٥ ، لسان العرب ١٢ / ١٩٨.
حديثان منها لأحمد في مسنده ، أحدهما عن سعد بن أبي وقّاص ، والآخر عن ابن عمر (١) ..
وحديثان للنسائي ، أحدهما عن سعد ، والآخر عن زيد بن أرقم (٢) ..
وحديثان لأبي نعيم ، كلاهما عن ابن عبّاس (٣) ..
وحديث للخطيب ، عن جابر بن عبد الله (٤) ..
وحديث لابن مردويه ، عن أبي سعيد (٥).
وقد زعم ابن الجوزي أنّ هذه الأحاديث جميعا باطلة موضوعة ، قال : « هي من وضع الرافضة ، قابلوا بها حديث أبي بكر في الصحيح » (٦).
ثمّ نقل السيوطي عن ابن حجر في « القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد » أنّه قال : « قول ابن الجوزي في الحديث إنّه باطل [ وانّه ] موضوع ، دعوى لم يستدل عليها إلّا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين ، وهذا إقدام على ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرّد التوهّم ».
ثمّ قال : « وهذا الحديث مشهور ، له طرق متعدّدة ، كلّ طريق منها
__________________
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٧ ، الموضوعات ١ / ٣٦٣ و ٣٦٤ ، وانظر : مسند أحمد ١ / ١٧٥ و ٢ / ٢٦.
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٧ و ٣١٨ ، الموضوعات ١ / ٣٦٣ و ٣٦٥ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١١٨ ح ٨٤٢٣ ـ ٨٤٢٦.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٧ ، الموضوعات ١ / ٣٦٤ ، وانظر : حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ رقم ٢٥٨ ترجمة عمرو بن ميمون الأسدي.
(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٨ ، الموضوعات ١ / ٣٦٥ ، وانظر : تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٥ رقم ٣٦٦٩.
(٥) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٢ ، الموضوعات ١ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٧.
(٦) الموضوعات ١ / ٣٦٦.
على انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن ، ومجموعها ممّا يقطع بصحّته على طريقة كثير من أهل الحديث » (١).
ثمّ نقل ابن حجر عن البزّار أنّ الروايات فيه جاءت من وجوه بأسانيد حسان (٢).
ثمّ ذكر ابن حجر جملة أخرى من طرق الحديث ، تزيد على الطرق التي ذكرها ابن الجوزي ، وقد صحّح هو بعضها (٣) ، وصحّح الحاكم بعضها (٤) ، وروى أحمد بعضها (٥) ، والضياء في « المختارة » (٦) ، وغيرهم من عظماء علمائهم (٧).
وفي أثناء ذلك تعرّض للجواب عن طعن ابن الجوزي في أسانيد الأخبار التي ذكرها وخطّأه في ما أعلّها به ، وذكر أنّ بعضا من رجال هذه الأسانيد قد صحّح له الترمذي ، ووثقه غير واحد ، وبعضهم من رجال مسلم (٨).
ثمّ قال : « فهذه الطرق المتضافرة بروايات الثقات تدلّ على أنّ
__________________
(١) القول المسدّد : ٥٣ ، وانظر : اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٢) القول المسدّد : ٥٣ ، وانظر : اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩.
(٣) القول المسدّد : ٥٢ ـ ٥٨ ، اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.
(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٥ ح ٤٦٣١ و ٤٦٣٢ ، اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩.
(٥) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣١٩ و ٣٢١ ، مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ وج ٢ / ٢٦ وج ١ / ١٧٥ و ٣٣١.
(٦) كما في القول المسدّد : ٥٤.
(٧) انظر الصفحة ١٠٥ ه ٢ من هذا الجزء.
(٨) القول المسدّد : ٥٤.
الحديث صحيح » (١).
إلى أن قال : « ولو فتح هذا الباب لردّ الأحاديث لأدّعى (٢) في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان ، ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون » (٣).
ثمّ ذكر السيوطي بعد انتهاء هذا الكلام من ابن حجر سبعة طرق أخر للحديث ، ثمّ نقل بعدها حديث ابن مردويه الذي ذكره ابن الجوزي في « الموضوعات » (٤) الذي أشرنا إليه (٥).
ثمّ أورد له ثمانية طرق أخر ، فكان جميع طرق الحديث في « اللآلئ المصنوعة » ما يناهز الأربعين طريقا ، مسندة إلى جماعة من الصحابة ، منهم : أمير المؤمنين عليهالسلام ، وابن عبّاس ، وسعد بن أبي وقّاص ، وزيد بن أرقم ، وجابر بن عبد الله ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وأبو سعيد ، وأنس ابن مالك ، وبريدة الأسلمي ، وجابر بن سمرة ، وأمّ سلمة ، وعائشة (٦) ...
مضافا إلى البراء بن عازب ، وحذيفة بن أسيد ، على ما في حديث ابن المغازلي ، المشتمل سنده عليهما وعلى جماعة آخرين ممّن عرفت ، وقد ذكره في الباب السابع عشر من « ينابيع المودّة » مع عدّة أخبار ، ومضافا إلى عمر ، كما سمعته في رواية الحاكم وغيره من طرق مرويّة عنه (٧).
__________________
(١) القول المسدّد : ٥٦ ، وانظر : اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٠.
(٢) كذا الأصل ، ولعلّه تصحيف ؛ وفي المصدر : لأدّعي.
(٣) القول المسدّد : ٥٧ ، وانظر : اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٠.
(٤) الموضوعات ١ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨.
(٥) انظر الصفحة ١١٨ ه ٥ من هذا الجزء.
(٦) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٠ ـ ٣٢٤.
(٧) مناقب الإمام عليّ عليهالسلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٢٦ ـ ٢٣١ ح ٣٠٣ ـ ٣٠٩ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٥٧ ـ ٢٦٠ ح ١ ـ ١٠.