دلائل الصدق لنهج الحق - ج ٦

الشيخ محمد حسن المظفر

دلائل الصدق لنهج الحق - ج ٦

المؤلف:

الشيخ محمد حسن المظفر


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: ٥٨١

وحكاه أيضا (١) ، عن البيهقي ، وابن ماجة ، والعقيلي ، عن فاطمة عليها‌السلام ..

وابن عساكر (٢) ..

وابن حبّان في « صحيحه » ، عن حذيفة (٣) ..

وابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (٤) ..

وأبي يعلى والطبراني ، عن أبي سعيد (٥) ..

وابن النجّار والطبراني ، عن أبي هريرة (٦) ..

وفي أكثر هذه الروايات ذكر أنّ « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ».

وروى الحاكم في « المستدرك » (٧) ، عن ابن عبّاس : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية.

ومثله في « مسند أحمد » عن ابن عبّاس (٨).

__________________

(١) ص ٢١٨ من الجزء السادس [ ١٢ / ١١٠ ح ٣٤٢٣٠ ]. منه قدس‌سره.

وانظر : الاعتقاد على مذهب السلف : ١٨٧ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٣٦٤ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١٨ ح ١٦٢١.

(٢) كنز العمّال ١٢ / ١٠٧ ـ ١٠٨ ح ٣٤٢١٧ ، وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٤.

(٣) كنز العمّال ١٢ / ١١٣ ح ٣٤٢٤٩ ، وانظر : الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٥٥ ح ٦٩٢١.

(٤) كنز العمّال ١٢ / ١١٠ ح ٣٤٢٣٣ ، وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ح ٥.

(٥) كنز العمّال ١٢ / ١١٥ ح ٣٤٢٦٠ ، وانظر : مسند أبي يعلى ٢ / ٣٩٥ ح ١٩٥ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٣ ح ١٠٠٥ وص ٤١٨ ـ ٤٢٠ ح ١٠٣١ ـ ١٠٣٤.

(٦) كنز العمّال ١٢ / ١١٧ ح ٣٤٢٧٤ ، وانظر : المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٣ ح ١٠٠٦.

(٧) ص ١٨٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ٢٠٥ ح ٤٨٥٢ ]. منه قدس‌سره.

(٨) ص ٢٩٣ ج ١. منه قدس‌سره.

٤٤١

وفي رواية أخرى للحاكم ، عن عائشة : سيّدات نساء أهل الجنّة : مريم ، وفاطمة ، وخديجة ، وآسية (١).

وروى حديثه الأوّل بسند آخر عن ابن عبّاس (٢).

وروى الحديث عن أنس ـ أيضا ـ من طريقين ، بلفظ : « حسبك من نساء العالمين ، مريم ، وخديجة ، وفاطمة ، وآسية » (٣).

ومثله في « صحيح الترمذي » ، في فضائل خديجة (٤).

وفي « مسند أحمد » ، عن أنس (٥).

وروي في « الاستيعاب » بترجمة خديجة ، حديث تفضيل الأربع ، من أربعة طرق ، عن ابن عبّاس (٦) ..

وثلاثة طرق ، عن أنس (٧) ..

وطريق ، عن أبي هريرة (٨) ..

ورواه بترجمة فاطمة بطرق أخر عن هؤلاء (٩).

ورواه جماعة آخرون يطول ذكرهم (١٠).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٢٠٥ ح ٤٨٥٣.

(٢) ص ١٦٠ ج ٣ [ ٣ / ١٧٤ ح ٤٧٥٤ ]. منه قدس‌سره.

(٣) ص ١٥٧ ج ٣ [ ٣ / ١٧١ ـ ١٧٢ ح ٤٧٤٥ و ٤٧٤٦ ]. منه قدس‌سره.

(٤) سنن الترمذي ٥ / ٦٦٠ ح ٣٨٧٨.

(٥) ص ١٣٥ ج ٣. منه قدس‌سره.

(٦) الاستيعاب ٤ / ١٨٢١ ـ ١٨٢٣.

(٧) الاستيعاب ٤ / ١٨٢٢.

(٨) الاستيعاب ٤ / ١٨٢١.

(٩) الاستيعاب ٤ / ١٨٩٤ ـ ١٨٩٦.

(١٠) انظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٨٠ ـ ٨١ ح ٨٢٩٨ وص ٩٤ ـ ٩٦ ح ٨٣٦٤ ـ ٨٣٦٨ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٩٤٦ ح ١٣٢٥ وص ٩٤٩ ح ١٣٣١ و ١٣٣٢

٤٤٢

وفي جملة هذه الروايات : « خير نساء العالمين أربع : مريم ، وآسية ، وخديجة ، وفاطمة عليها‌السلام ».

وذكر الحاكم (١) ، أنّ مسلما أخرج حديث أبي موسى ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « خير نساء العالمين أربع » ، ولم أجده في « صحيح مسلم » ، لا في فضائل خديجة! ولا في فضائل فاطمة عليها‌السلام!!

نعم ، روى في فضائل خديجة ، عن أبي موسى : « لم يكمل من النساء غير مريم وآسية ، وإنّ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » (٢).

فلعلّ النّساخ حرّفوا الحديث ، إيثارا لعائشة بالفضل ، كما يشهد له أنّ هذا الحديث لم يشتمل على ذكر خديجة ، فكيف أخرجه مسلم في فضائلها؟! (٣).

ولو لم يكن أصل لما ذكره الحاكم ، لتعقّبه الذهبيّ في « تلخيصه »! وكيف كان! فلا ريب عندنا أنّ فاطمة عليها‌السلام أفضل الأربع ، وسيّدة نساء العالمين أجمع ، كما قضت به أخبارنا (٤) ، وكذا أكثر أخبار القوم ؛

__________________

وص ٩٥٢ ـ ٩٥٣ ح ١٣٣٦ ـ ١٣٣٩ ، مسند الطيالسي : ١٩٦ ـ ١٩٧ ح ١٣٧٣ ، مصنّف عبد الرزّاق ١١ / ٤٣٠ ح ٢٠٩١٩ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٨ / ٢٢ ، مسند عبد بن حميد : ٢٠٥ ح ٥٩٧ ، أنساب الأشراف ٢ / ٢٢٥ ، مشكل الآثار ١ / ٣٥ ـ ٣٦ ح ٩٦ ـ ١٠١ ، حلية الأولياء ٢ / ٤٢ وج ٤ / ١٩٠ ، تاريخ بغداد ٩ / ٤٠٤ رقم ٥٠٠٨ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٨٤ ح ٤٧٩٨.

(١) ص ١٥٤ ج ٣ [ ٣ / ١٦٨ ح ٤٧٣٣ ]. منه قدس‌سره.

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٣٣.

(٣) انظر : ج ٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٢ من هذا الكتاب.

(٤) انظر : علل الشرائع ١ / ٢١٦ ب‍ ٢١٦ ح ١ ، الأمالي ـ للصدوق ـ : ٥٧٥ ، معاني

٤٤٣

لدلالتها على أنّها سيّدة نساء العالمين بلا استثناء (١) (٢).

__________________

الأخبار : ١٠٧ ح ١ ، دلائل الإمامة : ١١ و ٥٤ و ٥٦ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٧ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٥٧٥ ، إعلام الورى ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٦٩ ـ ٣٧١ ، عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٤٥ ح ٦٨٤ وص ٤٤٨ ـ ٤٤٩ ح ٦٩٢ ـ ٦٩٦.

(١) تقدّمت آنفا في الصفحات السابقة.

(٢) وبعضها مخصّصة بمريم ؛ ولا يبعد أنّه من الحسد لسيّدة النساء ، كما يشهد له أنّ بعض روايات التخصيص واهية اللفظ والمعنى ؛ قال فيها : « إلّا ما كان من مريم » أو « لمريم » ؛ إذ لا معنى للعدول عن استثناء مريم إلى ما كان منها!

وبعضها متنافية المراد ، كالتي رواها في « الاستيعاب » [ ٤ / ١٨٩٥ ] ، عن عمران ابن حصين ، قال : « قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة : أما ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟! قالت : فأين مريم؟! قال : تلك سيّدة نساء عالمها ، وأنت سيّدة نساء عالمك » ..

فإنّ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ... أنّك سيّدة نساء العالمين » دالّ ـ بلحاظ أنّ « العالمين » جمع محلّى باللام ـ على أنّ سيادتها لا تختصّ بعالمها ، وهو مناف لقوله : « أنت سيّدة نساء عالمك » ..

وإطلاق « العالمين » على العالم الواحد ـ مع مخالفته للظاهر ـ خال عن الفائدة في المقام ..

ولا يبعد أنّ في الحديث تحريفا بإبدال « العالمين » ب‍ « عالمك » ، فيكون آخر الحديث كأوّله مفيدا للعموم ولا يحصل التنافي ، ويكون موافقا لما ورد عندنا ، فإنّه جاء في أخبارنا [ كما في الهامش ٤ من الصفحة السابقة ] ، أنّ النبيّ قال : « فاطمة سيّدة نساء العالمين ؛ فقيل له : أليست تلك مريم؟! فقال : مريم سيّدة نساء عالمها ، وفاطمة سيّدة نساء العالمين ».

وأمّا قوله تعالى : وفضّلك ( عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ) ، فالمراد به : أكثر العوالم ، بقرينة ما سبق.

ثمّ إنّ بعض الرواة لم يكتف باستثناء مريم ، بل أضاف إليها غيرها! فقد نقل في « كنز العمّال » [ انظر : كنز العمّال ١٢ / ١١٠ ح ٣٤٢٣٣ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ب‍ ٣٣ ح ٥ ] ، عن ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنّ

٤٤٤

وقد رغب بعض القوم أن يعارض حديث سيادة الزهراء عليها‌السلام بما وضعه على لسان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » (١) ..

وهو ظاهر الوضع ؛ إذ لا يحسن نسبة هذا التشبيه الواهي إلى من أعطي جوامع الكلم ، وكان أفصح من نطق بالضاد.

وكيف لا يجزم بكذبه من عرف طريقة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في لطف كلامه ، وحسن بيانه ، وبديع تشبيهاته؟!

وأين هو من

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاطمة سيّدة نساء العالمين » (٢)؟!

وليت شعري ، أيكون الفضل جزافا ، وقد خالفت أمر الله في كتابه بقرارها في بيتها (٣) ، وخرجت على إمام زمانها الذي قال فيه رسول الله : « حربك حربي » (٤)؟!

__________________

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « فاطمة سيّدة نساء العالمين بعد مريم وآسية وخديجة » ..

وهو مناف لجميع أخبارهم! ويا ليتهم اكتفوا بذلك ولم يأتوا بما يناقضه في فضل عائشة!!

منه قدس‌سره.

(١) تقدّم في الصفحة السابقة عن « صحيح مسلم ».

(٢) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٦١٩ ح ٣٧٨١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٤٦ ـ ١٤٧ ح ٨٥١٥ ـ ٨٥١٧ ، مسند أحمد ٥ / ٣٩١ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٩٠ ح ١٤٠٦ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ح ٣ ، حلية الأولياء ٤ / ١٩٠ ، الاعتقاد على مذهب السلف : ١٨٧.

وانظر ما مرّ آنفا في الصفحات السابقة ، وكذا ما تقدّم في ج ٤ / ٢٣١ من هذا الكتاب.

(٣) إشارة إلى قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٤) تقدّم تخريجه في الصفحة ٤٣٢ ه‍ ١ من هذا الجزء ؛ فراجع!

٤٤٥

وجاهرت بعداوته (١) ، وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه : « من عاداك عاداني ، ومن عاداني عادى الله » (٢).

واستمرّت على بغضه (٣) ، وقد جعل الرسول بغضه دليل

__________________

(١) وذلك بيّن من حملها الناس وقيادة الجيوش لقتال الإمام عليّ عليه‌السلام يوم الجمل فتسبّبت بشقّ كلمة المسلمين وقتل الآلاف منهم!

وكذا لمّا جاءها خبر مبايعة الناس لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام خليفة للمسلمين قالت : « لوددت أنّ السماء انطبقت على الأرض إن تمّ هذا الأمر »!

وقد وصف أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام عداوتها له بقوله : « ضغن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إليّ ، لم تفعل ».

انظر : تاريخ الطبري ٣ / ١٢ ، الإمامة والسياسة ١ / ٧١ ، تذكرة الخواصّ : ٦٤ ، نهج البلاغة : ٢١٨ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٢١٥.

وراجع الصفحات ١٤٩ ـ ١٥١ من هذا الجزء!

(٢) لم نعثر عليه بهذا اللفظ ، وقد جاء فيه عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلفظ : « اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه » ضمن حديث الغدير ؛ فراجع تخريجه مفصّلا في كتابنا هذا في : ج ١ / ١٩ ـ ٢١ ه‍ ١ ، وفي مبحث آية ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ... ) في ج ٤ / ٣١٤ ـ ٣٣٢ ، وفي مبحث آية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ... ) في ج ٥ / ١٦٥ ه‍ ١.

كما ورد بلفظ : « عادى الله من عادى عليّا » ؛ انظر : أسد الغابة ٢ / ٤٢ رقم ١٥٨٩ ، الجامع الصغير : ٣٣٢ رقم ٥٣٦٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠١ ح ٣٢٨٩٩ ، ينابيع المودّة ٢ / ٧٧ ح ٦٩.

(٣) نذكر من ذلك مثلا :

قول ابن عبّاس رضي الله عنه : إنّ عائشة لا تطيب لعليّ نفسا بخير.

انظر : مسند أحمد ٦ / ٣٤ و ٢٢٨ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ١٧٩ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٢٦.

ونكرانها وصيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ في مرضه الذي توفّي فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

انظر : صحيح البخاري ٦ / ٣٧ ح ٤٤٢ ، صحيح مسلم ٥ / ٧٥ ، سنن النسائي ٦ / ٢٤١ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١٩ ح ١٦٢٦.

وروايتها افتراء على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ عليّا والعبّاس يموتان على غير ملّته ،

٤٤٦

النفاق (١) ، وقال فيه : « من أبغضك أبغضني ، ومن أبغضني أبغض الله » (٢).

وكيف تكون أفضل النساء وقد ضرب الله سبحانه مثلها وصاحبتها في كتابه المجيد بقوله تعالى : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ) ادْخُلَا ( النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٣)؟!

ثمّ إنّه بعد ثبوت حديث سيادتها الجامع لأصناف الفضل ، لا نحتاج إلى إثبات الحديث الذي ذكره المصنّف رحمه‌الله في زفافها ؛ فإنّه من بعض ما يقتضيه سيادتها وشرفها ، ولا سيّما بعدما زوّجها الله تعالى في السماء من

__________________

وأنّهما من أهل النار.

انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٤ / ٦٣ ـ ٦٤.

وسجدت لله شكرا لمّا سمعت باستشهاد الإمام عليّ عليه السلام ، وتمثّلت قائلة :

فألقت عصاها واستقرّ بها النوى

كما قرّ عينا بالإياب المسافر

ثمّ قالت : من قتله؟ فقيل : رجل من مراد ؛ فقالت :

فإن يك نائيا فلقد بغاه ( نعاه )

غلام ليس في فيه التّراب

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٥٩ ، مقاتل الطالبيّين : ٥٥.

وراجع الصفحات ١٤٩ ـ ١٥١ من هذا الجزء!

(١) انظر تفصيل ذلك في مبحث حديث : « لا يحبّك إلّا مؤمن » ، في الصفحات ١٤٧ ـ ١٥١ من هذا الجزء.

(٢) انظر : تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢ رقم ٦٩٨٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٩ ـ ١٣٢ ، كنز العمّال ١٣ / ١٠٩ ح ٣٦٣٥٨.

وراجع الصفحة ٤٣٢ من هذا الجزء.

(٣) سورة التحريم ٦٦ : ١٠.

٤٤٧

عليّ سيّد الأولياء ، ولكنّي رأيته مصادفة في « ميزان الاعتدال » بترجمة توبة بن عبد الله (١) ، وقال عداوة ودفعا بالصدر : « هذا كذب [ صراح ] » (٢).

ولنذكر عوضه ما هو أعظم منه ، بل أعظم من حديث سيادتها ، وهو ما رواه الحاكم (٣) ، وصحّحه على شرط الشيخين ، عن عائشة ، قالت : « ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة.

وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها ورحّب بها ، وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه.

وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قامت إليه مستقبلة وقبّلت يده ».

ورواه أيضا (٤) إلى قوله : « فأجلسها في مجلسه » ، وصحّحه أيضا على شرط الشيخين ، وأقرّ الذهبيّ بصحّته لكن لا على شرطهما.

وروى الترمذي نحو الأوّل ، في فضل فاطمة ، وحسّنه ، ثمّ قال : « وروي [ هذا الحديث ] من غير وجه عن عائشة » (٥).

__________________

(١) كذا في الأصل ، وهو سهو ، فإنّ الحديث جاء في ترجمة « توبة بن علوان » ، ويبدو أنّ الشيخ المظفّر قدس‌سره قد سبق نظره إلى ترجمة « توبة بن عبد الله » التي جاءت قبل ترجمة « ابن علوان » مباشرة ؛ فلاحظ!

انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ٧٩ ـ ٨٠ رقمي ١٣٥١ و ١٣٥٢.

(٢) نقول : إنّ مراد الشيخ المظفّر قدس‌سره هنا أنّ حديث زفاف سيّدة نساء العالمين الزهراء البتول عليها‌السلام ـ الذي أورده العلّامة الحلّي قدس‌سره ـ هو من المسلّمات ، وهو فرع لحديث سيادتها عليها‌السلام ، فهو في غنى عن الإثبات لو لا جرأة من كذّبه!

(٣) ص ١٦٠ من الجزء الثالث [ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٤ ح ٤٧٥٣ ].

منه قدس‌سره.

(٤) ص ١٥٤ ج ٣ [ ٣ / ١٦٧ ح ٤٧٣٢ ]. منه قدس‌سره.

(٥) سنن الترمذي ٥ / ٦٥٧ ـ ٦٥٨ ح ٣٨٧٢.

٤٤٨

وروي أيضا في « الاستيعاب » نحوه (١).

فانظر إلى ما فيه من الدلالة على الفضل الباذخ والشرف الشامخ ؛ إذ ليس من شأن البنت أن يقوم لها أبوها ويتنحّى عنها ويجلسها في مجلسه ، لا سيّما وهو سيّد النبيّين وخير الأوّلين والآخرين.

ولعلّه يريد بذلك من أمّته تعظيمها بعده ، ورعاية حرمتها ، علما منه بما تلقاه منهم من التقصير بحقّها ، وغصبها ميراثها ، والهجوم على بيتها ، إلى أن ماتت غضبى عليهم.

وقد كان من تعظيمه لها أنّه إذا جاء من سفر أتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ ثنّى بفاطمة عليها‌السلام ، كما رواه في « المستدرك » عن أبي ثعلبة (٢).

وروى أيضا (٣) ، عن ابن عمر ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة ، وإذ قدم من سفر كان أوّل الناس به عهدا فاطمة.

* * *

__________________

(١) الاستيعاب ٤ / ١٨٩٦ ، وانظر : سنن أبي داود ٤ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ح ٥٢١٧ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٩٦ ح ٨٣٦٩ ، الأدب المفرد : ٢٥٥ ح ٩٧٤ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ١٠١.

(٢) ص ١٥٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٦٩ ح ٤٧٣٧ ]. منه قدس‌سره.

(٣) ص ١٥٦ ج ٣ [ ٣ / ١٦٩ ـ ١٧٠ ح ٤٧٣٩ ]. منه قدس‌سره.

وانظر : سنن أبي داود ٤ / ٨٥ ح ٤٢١٣ ، مسند أحمد ٥ / ٢٧٥ ، المعجم الكبير ٢ / ١٠٣ ح ١٤٥٣ ، حلية الأولياء ٢ / ٣٠ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١ / ٢٦ ، الاستيعاب ٤ / ١٨٩٥ ، ذخائر العقبى : ٧٩.

٤٤٩

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ (١) :

وكان سبطاه الحسنان أشرف الناس بعده ..

روى أخطب خوارزم ، بإسناده إلى ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (٢).

وعن البراء ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حامل الحسن وهو يقول : « اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه » (٣).

وقال أبو هريرة : « رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمصّ لعاب الحسن والحسين كما يمصّ الرجل التمر » (٤).

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٥٥ ـ ٢٥٩.

(٢) مقتل الحسين عليه‌السلام ١ / ١٤٢ ح ١٤ ، مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام : ٢٩٤ ح ٢٨٣.

(٣) صحيح البخاري ٣ / ١٣٨ ـ ١٣٩ ح ٧٣ وج ٥ / ١٠١ ح ٢٣٧ وج ٧ / ٢٩١ ح ١٠٠ ، صحيح مسلم ٧ / ١٣٠ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢٠ ح ٣٧٨٣ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٩ ح ٨١٦٣ ـ ٨١٦٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ح ١٤٢ ، مسند أحمد ٢ / ٢٤٩ و ٣٣١ و ٥٣٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥١٤ ح ١٨ و ١٩ ، الأدب المفرد : ٤٥ ح ٨٦ باب حمل الصبي على العاتق ، المعجم الكبير ٣ / ٣١ ح ٢٥٨٢ ـ ٢٥٨٥ ، المعجم الأوسط ٢ / ٩١ ح ١٣٧١ وص ٣٢٦ ح ١٩٩٣ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٥٤ ح ٩٦٠ وج ١١ / ٢٧٩ ح ٦٣٩١ ، مسند الحميدي ٢ / ٤٥١ ح ١٠٤٣ ، الجعديات ٢ / ٦٦ ح ٢٠٢٣ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٥٦ ح ٦٩٢٣ و ٦٩٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٥ ح ٤٧٩١ وص ١٩٥ ح ٤٨٢١ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١٠ / ٢٣٣ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٩ رقم ٢ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٨٦ ح ٤٨٠٣ و ٤٨٠٤ ، شرح السنّة ٨ / ١٠١ ـ ١٠٢ ح ٣٩٣١ و ٣٩٣٢ ، تاريخ دمشق ١٣ / ١٨٦ ـ ١٩٥.

(٤) مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٩٨ ح ٤٢٠ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢٢٣

٤٥٠

وعن أسامة بن زيد ، قال : « قلت : يا رسول الله! ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فإذا هو حسن وحسين على ركبتيه.

فقال : هذان ابناي وابنا بنتي ، اللهمّ إنّك تعلم أنّي أحبّهما فأحبّهما » ثلاث مرّات (١).

وعن جابر ، قال : دخلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول : « نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما » (٢).

وروى صاحب كتاب « [ نهاية ] الطلب وغاية السؤول » الحنبلي (٣) ، بإسناده إلى ابن عبّاس ، قال : « كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى فخذه الأيسر

__________________

وج ١٤ / ١٦٩ ، ميزان الاعتدال ١ / ٣٦٥ رقم ٨٢٠ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٥٠ ح ٣٧٦٤٥ ، وانظر : مسند أحمد ٤ / ٩٣ ، المعجم الكبير ٣ / ٥٠ ـ ٥١ ح ٢٦٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٨٠ ـ ١٨١.

(١) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٦١٤ ح ٣٧٦٩ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٤٩ ح ٨٥٢٤ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥١٢ ح ٨ ، المعجم الصغير ١ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٥٨ ح ٦٩٢٨ ، مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٩٩ ح ٤٢١ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٩٤ ح ٤٨٢٩ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٥٥ ، أسد الغابة ١ / ٤٨٩ بترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام ، مشكاة المصابيح ٣ / ٣٧٤ ح ٦١٦٥ ، موارد الظمآن : ٥٥٢ ح ٢٢٣٤ ، كنز العمّال ١٢ / ١١٤ ح ٣٤٢٥٥ وج ١٣ / ٦٧١ ح ٣٧٧١١.

(٢) المعجم الكبير ٣ / ٥٢ ح ٢٦٦١ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ٢ / ٦ ، مقتل الحسين عليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٦٧ ح ٧٤ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢١٧ ، التدوين في أخبار قزوين ٣ / ١٩١ رقم ٢٥٥٢ ، ذخائر العقبى : ٢٢٦ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٨٢ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٦٣ ح ٣٧٦٨٧ وص ٦٦٤ ح ٣٧٦٨٩ و ٣٧٦٩٠.

(٣) هو : إبراهيم بن عليّ بن محمّد الدينوري الحنبلي ، له من المصنّفات : نهاية الطلب وغاية السؤول في مناقب آل الرسول.

انظر : الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ٣٠٢ رقم ٣٨٨.

٤٥١

ابنه إبراهيم ، وعلى فخذه الأيمن الحسين ، وهو يقبّل هذا تارة ، وهذا أخرى ، إذ هبط جبرئيل فقال : يا محمّد! إنّ الله يقرأ عليك السلام ، وهو يقول : لست أجمعهما لك ، فافد أحدهما بصاحبه.

فنظر إلى ولده إبراهيم وبكى ، ونظر إلى الحسين وبكى ، ثمّ قال : إنّ إبراهيم أمّه أمة ، إذا مات لم يحزن عليه غيري ، وأمّ الحسين فاطمة ، وأبوه عليّ ابن عمّي ، لحمه لحمي ، ودمه دمي ، ومتى مات حزنت عليه ابنتي ، وحزن ابن عمّي ، وحزنت ، أنا أوثر حزني على حزنهما ؛ يقبض إبراهيم ، فقد فديت الحسين به ؛ فقبض إبراهيم بعد ثلاث.

وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رأى الحسين مقبلا قبّله ، وضمّه إلى صدره ، ورشف ثناياه ، وقال : فديت من فديته بابني إبراهيم » (١).

وفي « صحيح مسلم » ، في تفسير قوله تعالى : ( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ ) (٢) ، قال : « لمّا قتل الحسين بن عليّ بكت السماء ، وبكاؤها حمرتها » (٣).

__________________

(١) كشف اليقين : ٣٢١ نقلا عن كتاب « نهاية الطلب وغاية السؤول » ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٤ رقم ٦٣٥.

(٢) سورة الدخان ٤٤ : ٢٩.

(٣) عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٦٧ ح ٧٦١ عن صحيح مسلم ، وانظر : المعجم الكبير ٣ / ١١٣ ـ ١١٤ ح ٢٨٣٦ ـ ٢٨٤٠ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٤٧١ ، المحاسن والمساوئ ـ للبيهقي ـ : ٦٣ ، تفسير السدّي الكبير : ٤٤٠ ، تفسير الطبري ١١ / ٢٣٧ ح ٣١١٢٠ ، تفسير الثعلبي ٨ / ٣٥٣ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٤ / ٣٣٠ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٨ ، تفسير القرطبي ١٦ / ٩٤ ، تذكرة الخواصّ : ٢٤٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١٤٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٧ ، الدرّ المنثور ٧ / ٤١٣ ، جواهر العقدين : ٤١٦.

٤٥٢

وفي مسند أحمد بن حنبل ، أنّ من دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة ، أو قطرت قطرة ، بوّأه الله عزّ وجلّ الجنّة (١).

وفي تفسير الثعلبي ، بإسناده قال : « مطرنا دما أيّام قتل الحسين عليه‌السلام » (٢).

وكان مولانا زين العابدين عليّ بن الحسين أعبد أهل زمانه وأزهدهم ، يحجّ ماشيا والمحامل تساق معه (٣).

وولده الباقر ؛ سلّم عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ قال لجابر : أنت تدرك ولدي محمّد الباقر ، إنّه يبقر العلم بقرا ، فإذا رأيته فأقرئه عنّي السلام (٤).

والصادق ؛ أعلم أهل زمانه وأزهدهم ، وكان يخبر بالغيب ، ولا أخبر

__________________

(١) لم نجده في « مسند أحمد » ، وفي فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٨٤١ ح ١١٥٤ ما لفظه : « كان حسين بن عليّ يقول : من دمعت عيناه فينا دمعة ، أو قطرت عيناه فينا قطرة ، أثواه الله عزّ وجلّ الجنّة » ، وانظر : ذخائر العقبى : ٥٢ ، رشفة الصادي : ٥٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ١١٧ ح ٣٣٧ وص ٣٧٣ ح ٥٦.

(٢) تفسير الثعلبي ٨ / ٣٥٣ ، وانظر : تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٧ و ٢٢٩ ، ذخائر العقبى : ٢٤٨ و ٢٤٩ ، مقتل الحسين عليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ ٢ / ١٠٢ ح ١٦ ، تذكرة الخواصّ : ٢٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٢ ، مختصر تاريخ دمشق ٧ / ١٥٠ ، الصواعق المحرقة : ٢٩٥ ، ينابيع المودّة ٣ / ١٥ ح ١٨ ، جواهر العقدين : ٤١٦.

(٣) حلية الأولياء ٣ / ١٣٦ و ١٤١ ، تاريخ دمشق ٤١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ، كفاية الطالب : ٤٤٩ ـ ٤٥٠ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ٧٥ رقم ٧١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٦٧٠ ـ ٦٧١ رقم ٤٨٥٥ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ المالكي ـ : ٢٠١ ، الصواعق المحرقة : ٣٠٢ ، نور الأبصار : ١٥٤.

(٤) انظر : عيون الأخبار ١ / ٣١٢ ، المعجم الأوسط ٦ / ٦٤ ح ٥٦٥٥ ، تاريخ دمشق ٥٤ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ، تذكرة الخواصّ : ٣٠٣ ، مطالب السؤول : ٢٨١ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠٤ رقم ١٥٨ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٢٢ ، الصواعق المحرقة : ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

٤٥٣

بشيء إلّا وقع ؛ فلهذا سمّوه الصادق (١).

وكان الكاظم أزهد أهل زمانه وأعلمهم (٢) ، وكذا ولده الرضا (٣) ، والجواد (٤) ، والهادي (٥) ، والعسكري (٦) ، والمهدي (٧).

فهؤلاء الأئمّة الاثنا عشر لم يسبقهم سابق ، ولم يلحقهم لاحق ،

__________________

(١) انظر : مروج الذهب ٣ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، مقاتل الطالبيّين : ١٨٦ ، الصواعق المحرقة : ٣٠٥ ـ ٣٠٧ ، نور الأبصار : ١٦١ ـ ١٦٢.

(٢) انظر : تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧ ـ ٣٢ رقم ٦٩٨٧ ، مطالب السؤول : ٢٨٩ ـ ٢٩٣ ، تذكرة الخواصّ : ٣١٢ ـ ٣١٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٧١ ـ ٢٧٤ رقم ١١٨ ، مرآة الجنان ١ / ٣٠٥ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ ـ : ٢٣١ ـ ٢٤٢ ، جواهر العقدين : ٤٤٥ ـ ٤٤٦ ، الصواعق المحرقة : ٣٠٧ ـ ٣٠٩.

(٣) انظر : التدوين في أخبار قزوين ٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧٢ رقم ٢٧٠٩ ، مطالب السؤول : ٢٩٥ ـ ٣٠٢ ، تذكرة الخواصّ : ٣١٥ ـ ٣٢٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ رقم ٤٢٣ ، فرائد السمطين ٢ / ١٨٨ ح ٤٦٥ وص ١٩٠ ح ٤٦٧ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٨٧ ـ ٣٩٣ رقم ١٢٥ ، مرآة الجنان ٢ / ١٠ ـ ١١ ، الفصول المهمّة : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، الصواعق المحرقة : ٣٠٩ ـ ٣١١.

(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٥٤ ـ ٥٥ رقم ٩٩٧ ، مطالب السؤول : ٣٠٣ ـ ٣٠٥ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢١ ، منهاج السنّة ٤ / ٦٨ ، مرآة الجنان ٢ / ٦٠ ـ ٦١ ، الفصول المهمّة : ٢٦٥ ـ ٢٧٥ ، الصواعق المحرقة : ٣١١ ـ ٣١٢ ، ينابيع المودّة ٣ / ١٧٠.

(٥) انظر : تاريخ بغداد ١٢ / ٥٦ ـ ٥٧ رقم ٦٤٤٠ ، مطالب السؤول : ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢١ ـ ٣٢٣ ، مرآة الجنان ٢ / ١١٩ ، الفصول المهمّة : ٢٧٧ ـ ٢٨٣ ، الصواعق المحرقة : ٣١٢ ـ ٣١٣.

(٦) انظر : تاريخ بغداد ٧ / ٣٦٦ رقم ٣٨٨٦ ، مطالب السؤول : ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ رقم ١٦٩ ، مرآة الجنان ٢ / ١٢٧ ، الفصول المهمّة : ٢٨٤ ـ ٢٩٠ ، الصواعق المحرقة : ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٧) انظر : مطالب السؤول : ٣١١ ـ ٣١٦ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢٥ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٧٦ رقم ٥٦٢ ، الفصول المهمّة : ٢٩١ ، الأئمّة الاثنا عشر ـ لابن طولون ـ : ١١٧ ، الصواعق المحرقة : ٣١٤ ، الإتحاف بحبّ الأشراف : ١٧٩ ، ينابيع المودّة ٣ / ١٧١ ، سبائك الذهب ـ للسويدي ـ : ٧٨.

٤٥٤

اشتهر فضلهم وزهدهم بين المخالف والمؤالف ، وأقرّوا لهم بالعلم ، ولم يؤخذ عليهم في شيء ألبتّة كما أخذ على غيرهم!

فلينظر العاقل بعين البصيرة ، هل ينسب هؤلاء الزهّاد المعصومون العلماء إلى من لا يتوقّى المحارم ، ولا يفعل الطاعات؟!

* * *

٤٥٥

وقال الفضل (١) :

ما ذكر من فضائل فاطمة صلوات الله على أبيها وعليها وعلى سائر آل محمّد والسلام ، أمر لا ينكر ؛ فإنّ الإنكار على البحر برحمته ، وعلى البرّ بسعته ، وعلى الشمس بنورها ، وعلى الأنوار بظهورها ، وعلى السحاب بجوده ، وعلى الملك بسجوده ، إنكار لا يزيد المنكر إلّا الاستهزاء به.

ومن هو قادر على أن ينكر على جماعة ، هم أهل السداد ، وخزّان معدن النبوّة ، وحفّاظ آداب الفتوّة ، صلوات الله وسلامه عليهم؟!

ونعم ما قلت فيهم منظوما [ من المتقارب ] :

سلام على المصطفى المجتبى

سلام على السيّد المرتضى

سلام على ستّنا فاطمة

من اختارها الله خير النّسا

سلام على المسك أنفاسه

على الحسن الألمعيّ الرضا

سلام على الأروعيّ الحسين

شهيد برى جسمه كربلا

سلام على سيّد العابدين

عليّ بن الحسين المجتبى

سلام على الباقر المهتدي

سلام على الصادق المقتدى

سلام على الكاظم الممتحن

رضيّ السجايا إمام التّقى

سلام على الثامن المؤتمن

عليّ الرضا سيّد الأصفيا

سلام على المتّقي التقي

محمّد الطيّب المرتجى

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٦٣ الطبعة الحجرية.

٤٥٦

سلام على الأريحيّ النقي

عليّ المكرّم هادي الورى

سلام على السيّد العسكري

إمام يجهّز جيش الصفا

سلام على القائم المنتظر

أبي القاسم القرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسق

ينجّيه من سيفه المنتضى

يرى يملأ الأرض من عدله

كما ملئت جور أهل الهوى

سلام عليه وآبائه

وأنصاره ما تدور السّما

* * *

٤٥٧

وأقول :

إنّ سيّد المرسلين وآله خيرة الله من العالمين ، لغنيّون بمدح الله لهم في كتابه العزيز (١) ، عن مدحهم بمثل هذا الذي سمّاه منظوما ، لكنّا نشكره عليه ، فإنّه غاية مقدوره ، ومبلغ علمه.

وينبغي التعرّض لهذه الأخبار التي ذكرها المصنّف رحمه‌الله ، لكنّها كثيرة يطول المقام ببيان من رواها ، فإن شئت أن تعرفها فارجع إلى « كنز العمّال » ، و « جامع الترمذي » ، و « صواعق » ابن حجر ، ونحوها ، تجدها وأضعافها (٢).

نعم ، لا يجمل الإخلال بذكرها أصلا ، فالأولى أن نتعرّض لبعضها بنحو الإشارة إلى من رواها من الصحابة ، ومن أخرجها ، كحديث أنّ الحسنين عليهما‌السلام سيّدا شباب أهل الجنّة ، « وكلّ الصّيد في جوف الفرا » (٣).

__________________

(١) كآية التطهير وآية المودّة وآية المباهلة ، وسورة هل آتى ؛ تجدها في ج ٤ / ٣٥١ و ٣٨١ و ٣٩٩ وج ٥ / ٥٠ من هذا الكتاب ، وكذا غيرها تجدها في محالّها من الجزءين الرابع والخامس من هذا الكتاب ؛ فراجع!

(٢) انظر : كنز العمّال ١٢ / ١١٢ ـ ١٢٣ ح ٣٤٢٤٦ ـ ٣٤٣٠٠ وج ١٣ / ٦٥٨ ـ ٦٧١ ح ٣٧٦٧٠ ـ ٣٧٧١٢ ، سنن الترمذي ٥ / ٦١٤ ـ ٦٢٠ ح ٣٧٦٨ ـ ٣٧٨٤ ، الصواعق المحرقة : ٢١١ ـ ٢١٣ وص ٢٩٠ ـ ٢٩٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٩ ـ ١٨٥.

(٣) مثل مشهور ، يضرب لمن يفضّل على أقرانه ، الذي يقوم مقام الكثير لعظمه.

وقد تألّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان بهذا المثل حين استأذن على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحجب قليلا ثمّ أذن له.

٤٥٨

فنقول : رواه من الصحابة عليّ عليه‌السلام ، وعمر ، وابنه ، وابن مسعود ، وأبو سعيد ، وجابر ، وحذيفة ، والبراء ، وأسامة ، وأنس ، وأبو هريرة ، وقرّة ، ومالك بن الحويرث ، وابن أبي رمثة ، وغيرهم (١) ..

وأخرجه الترمذي في « صحيحه » (٢) ..

والنسائي في « الخصائص » (٣).

والحاكم في « المستدرك » (٤) ..

وأحمد في « المسند » (٥) ..

والضياء في « المختارة » (٦) ..

وابن عبد البرّ في « الاستيعاب » (٧) ..

والطبراني في « الكبير » و « الأوسط » (٨) ..

__________________

والفرا : حمار الوحش ، وليس ممّا يصيده الناس شيء أعظم منه.

انظر : مجمع الأمثال ٣ / ١١ ـ ١٢ رقم ٣٠١٠ ، جمهرة الأمثال ٢ / ١٦٢ ـ ١٦٣ رقم ١٤٥٠ ، المستقصى في أمثال العرب ٢ / ٢٢٤ رقم ٧٥٦.

(١) انظر : الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة : ١٥٦ ح ٢١٤ ، الشذرة في الأحاديث المشتهرة ١ / ٢٥٥ ح ٣٥٩ ، لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة :

١٤٩ ـ ١٥١ ح ٤٥ ، كشف الخفاء ومزيل الإلباس ١ / ٣٥٨ ح ١١٣٩.

كما أخرجه السيوطي في « الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة » من خمسة عشر طريقا.

(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦١٤ ح ٣٧٦٨ وص ٦١٩ ح ٣٧٨١.

(٣) خصائص الإمام عليّ عليه‌السلام : ٩٩ ح ١٢٤ و ١٢٥ وص ١٠٤ ـ ١٠٥ ح ١٣٥ ـ ١٣٧.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٢ ح ٤٧٧٨ ـ ٤٧٨٠.

(٥) مسند أحمد ٣ / ٣ و ٦٢ و ٦٤ و ٨٢ وج ٥ / ٣٩١ و ٣٩٢.

(٦) انظر : كنز العمّال ١٢ / ١٢٠ ح ٣٤٢٨٨ عن « المختارة » للضياء المقدسي.

(٧) الاستيعاب ١ / ٣٩١.

(٨) المعجم الكبير ٣ / ٣٥ ـ ٤٠ ح ٢٥٩٨ ـ ٢٦١٨ وج ١٩ / ٢٩٢ ح ٦٥٠ وج

٤٥٩

وأبو يعلى ، والبزّار ، وأبو نعيم ، وابن النجّار ، وابن مندة ، وابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وابن شاهين ، والديلمي ، وابن عساكر ، وغيرهم (١).

وربّما أخرجه الواحد منهم من نحو عشرة طرق عن جماعة من الصحابة (٢).

ويعلم الكثير من هذا من مراجعة ما أشرنا إليه من محالّ روايات سيادة أمّهما فاطمة عليها‌السلام ؛ فإنّ كثيرا ممّن يروي سيادتها يروي سيادة

__________________

٢٢ / ٤٠٢ ـ ٤٠٣ ح ١٠٠٥ ، المعجم الأوسط ١ / ١٧٤ ح ٣٦٨ وج ٣ / ٨ ح ٢٢١١ وج ٤ / ٥٢٠ ح ٤٣٣٢ وج ٥ / ٣٨٨ ح ٥٢٠٨ وج ٦ / ٦٠ ح ٥٦٤٤.

(١) مسند أبي يعلى ٢ / ٣٩٥ ح ١١٦٩ ، مسند البزّار ٣ / ١٠٢ ح ٨٨٥ ، تاريخ أصفهان ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ رقم ١٨٤٧ ، فضائل الخلفاء : ١١٨ ـ ١١٩ ح ١٢٩ و ١٣٠ ، معرفة الصحابة ٢ / ٦٥٥ ح ١٧٤١ ـ ١٧٤٢ وص ٦٦٤ ح ١٧٧١ ، حلية الأولياء ٤ / ١٣٩ ـ ١٤٠ وج ٥ / ٥٨ و ٧١ ، كنز العمّال ١٢ / ١١٧ ـ ١١٨ ح ٣٤٢٧٤ عن ابن النجّار وج ١٣ / ٦٦١ ح ٣٧٦٨٠ عن ابن شاهين وص ٦٦٥ ح ٣٧٦٩٣ عن ابن مندة ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥١٢ ح ٢ و ٥ ، ترجمة الإمام الحسن عليه‌السلام من الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ : ٤٧ ـ ٥٠ ح ٥٤ ـ ٥٨ ، ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ : ٢٨ ح ٢١١ ، فردوس الأخبار ١ / ٣٥٥ ح ٢٦٢٤ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢٠٧ ـ ٢١٢ وج ١٤ / ١٣٠ ـ ١٣٧.

وانظر : سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١١٨ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٥٠ ح ٨١٦٩ وص ٩٥ ح ٨٣٦٥ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٦٨ ح ١٣٦٠ وص ٩٧٢ ح ١٣٦٨ وص ٩٧٩ ح ١٣٨٤ وص ٩٩٠ ح ١٤٠٦ ، مشكل الآثار ٢ / ٢٦٩ ح ٢١٠٣ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٥٥ ح ٦٩٢٠ و ٦٩٢١ ، تاريخ بغداد ١ / ١٤٠ رقم ٢ وج ٢ / ١٨٥ رقم ٥٩٨ وج ٤ / ٢٠٧ رقم ١٨٩٦ وج ٦ / ٣٧٢ رقم ٣٣٩٧ وج ٩ / ٢٣١ و ٢٣٢ رقم ٤٨٠٤ وج ١١ / ٩٠ رقم ٥٧٧٨ وج ١٢ / ٤ رقم ٦٣٥٢ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٩٣ ح ٤٨٢٧ وص ١٩٦ ح ٤٨٣٥ ، شرح السنّة ٨ / ١٠٤ ح ٣٩٣٥.

(٢) كالطبراني في المعجمين الكبير والأوسط ، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

٤٦٠