دلائل الصدق لنهج الحق - ج ٦

الشيخ محمد حسن المظفر

دلائل الصدق لنهج الحق - ج ٦

المؤلف:

الشيخ محمد حسن المظفر


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: ٥٨١

التي يصلب على جذعها ؛ ففعل به ذلك عبيد الله بن زياد عليهما اللعنة (١).

وبقطع يدي رشيد الهجري ورجليه ، وصلبه ؛ ففعل ذلك به (٢).

وقتل قنبر ؛ فقتله الحجّاج (٣).

وبأفعال الحجّاج التي صدرت عنه (٤).

وجاء رجل إليه فقال : إنّ خالد بن عرفطة (٥) قد مات.

__________________

(١) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٣ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.

وميثم هو : ميثم بن يحيى التمّار ، من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن شرطة الخميس ، قتله عبيد الله بن زياد بسبب ولائه لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وحبّ أهل البيت عليهم السلام ، وذلك قبل قدوم الإمام الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيّام ، وقد صلبه على جذع نحلة بعد أن قطع يديه ورجليه ولسانه ، ثمّ ألجمه ، فكان أوّل من ألجم في الإسلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٥٨ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٣.

(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩٤.

ورشيد الهجري من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن شرطة الخميس ، قتله ابن زياد على حبّ عليّ عليه السلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٤١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٥.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٥١ ، المناقب المرتضوية ـ للكشفي الترمذي ـ : ٢٥١.

وقنبر هو : أبو فاختة قنبر ، من مضر ، مولى أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن خاصّة أصحابه والمقرّبين منه ، قتله الحجّاج لحبّه وموالاته للإمام عليّ عليه السلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٥٥ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٨.

(٤) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٩ ، منتخب كنز العمّال ـ المطبوع بهامش « مسند أحمد » ـ ٥ / ٤٥٤.

(٥) تقدّمت ترجمته في ج ١ / ١١٢ رقم ٨٣ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٣٦١

فقال عليه‌السلام : إنّه لم يمت ، ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة ، صاحب لوائه حبيب بن حماز (١).

فقام رجل من تحت المنبر فقال : يا أمير المؤمنين! إنّي لك شيعة ومحبّ.

فقال : من أنت؟

فقال : أنا حبيب بن حماز.

قال : إيّاك أن تحملها! ولتحملنّها وتدخل بها من هذا الباب ؛ وأومأ بيده إلى باب الفيل.

فلما كان زمان الحسين عليه‌السلام ، جعل ابن زياد خالد بن عرفطة على مقدّمة عمر بن سعد ، وحبيب بن حماز صاحب رايته ، فسار بها حتّى دخل من باب الفيل (٢).

__________________

(١) هو : أبو كثير حبيب بن حماز الأسدي الكوفي ، روى عن الإمام عليّ عليه‌السلام وأبي ذرّ ، وروى عنه سماك بن حرب وعبد الله بن الحارث.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٢٥١ رقم ٢٢٦١ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣١٥ رقم ٢٥٩٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ٩٨ رقم ٤٦١ ، الثقات ـ لابن حبّان ـ ٤ / ١٣٩ ، المؤتلف والمختلف ـ للأزدي ـ : ٧٠ ، أسد الغابة ١ / ٤٤٢ رقم ١٠٤١ ، الإكمال : ٨١ رقم ١٣٥ ، تبصير المنتبه ١ / ٢٦٠ ، الإصابة ٢ / ١٧ رقم ١٥٧٧.

نقول : كان اسم أبيه في الأصل ـ هنا وفي المواضع التالية ـ : « حمار » بالراء المهملة ، ويبدو أنّه تصحيف ، فقد ورد الاسم في أغلب المصادر مصحّفا بصور عديدة مختلفة ، وما أثبتناه وفقا لما هو مشهور في كتب التراجم والرجال ؛ فلاحظ!

(٢) انظر : مقاتل الطالبيّين : ٧٨ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، الإصابة ٢ / ٢٤٥ رقم ٢١٨٤ ترجمة خالد بن عرفطة ، بصائر الدرجات : ٣١٨ ح ١١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٩.

٣٦٢

وقال للبراء بن عازب (١) : يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره ؛ فقتل الحسين وهو حيّ لم ينصره (٢).

ولمّا اجتاز بكربلاء في وقعة « صفّين » بكى وقال : هذا والله مناخ ركابهم ، وموضع قتلهم ؛ وأشار إلى ولده الحسين وأصحابه (٣).

وأخبر بعمارة بغداد (٤) ..

وملك بني العبّاس وأحوالهم (٥) ..

__________________

(١) هو : البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الخزرجي ـ وقيل : الأوسي ـ ، غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربع عشرة غزوة ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ردّه يوم بدر لصغره ، وهو من أصفياء الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، وأحد رواة حديث الغدير ، وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وشهد مع أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام الجمل وصفّين والنهروان ، وكان الإمام عليّ عليه‌السلام قد بعثه إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيّام ، فلمّا أبوا سار إليهم ؛ ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ، ومات أيّام مصعب ابن الزبير.

وروي أنه كان أحد الثلاثة ـ أو الأربعة ـ الّذين امتنعوا عن الشهادة بحديث الغدير حين ناشدهم أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ذلك في الرحبة ؛ وفي ذلك نظر!

وقد كفّ بصره في آخر عمره ، ولعلّ هذا هو سبب عدم توفيقه لنصرة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام.

انظر : جمهرة النسب ٢ / ٣٩٥ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٣٢٤ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٨٦ ، تاريخ بغداد ١ / ١٧٧ رقم ١٦ ، الاستيعاب ١ / ١٥٥ رقم ١٧٣ ، أسد الغابة ١ / ٢٠٥ رقم ٣٨٩ ، الإصابة ١ / ٢٧٨ رقم ٦١٨ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣١٥ ، معجم رجال الحديث ٤ / ١٨٤ رقم ١٦٦١.

(٢) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٣٠ ، شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٥.

(٣) وقعة صفّين : ١٤١ ـ ١٤٢ ، دلائل النبوّة ـ لأبي نعيم ـ ٢ / ٥٨٢ ح ٥٣٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٩٨ و ٣٠٨.

(٥) الكامل في اللغة والأدب ١ / ٣٦٧ وفيه عن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، ولا بدّ أنّه أخذه عن أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، منتخب كنز العمّال ٥ / ٤٢٥.

٣٦٣

وأخذ المغول الملك منهم (١).

وبواسطة هذا الخبر سلمت الحلّة والكوفة والمشهدان من القتل في وقعة هلاكو ؛ لأنّه لمّا ورد بغداد كاتبه والدي (٢) والسيّد ابن طاووس (٣) والفقيه ابن أبي المعزّ (٤) ، وسألوا الأمان قبل فتح بغداد ،

__________________

(١) نهج البلاغة : ١٨٦ الخطبة ١٢٨ ، شرح نهج البلاغة ٨ / ٢١٨ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٠٩.

(٢) هو : الشيخ سديد الدين أبو المظفّر يوسف بن عليّ بن محمّد بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى نحو سنة ٦٦٥ ه‍ ، والد العلّامة الحلّي ، عالم فاضل ، فقيه متبحّر ، نقل ولده العلّامة أقواله وفتاويه وأدرجها في مصنّفاته ، وذكر حفيده فخر المحقّقين مصنّفات جدّه في إحدى إجازاته.

انظر : الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ٢٠٩ ، معجم رجال الحديث ٢١ / ١٨٤ رقم ١٣٨٢٨.

(٣) هو : السيّد رضيّ الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني العلوي الفاطمي ، ولد في مدينة الحلّة سنة ٥٨٩ ه‍ ، وتوفّي سنة ٦٦٤ ه‍.

لقّب بذي الحسبين ؛ لأنّ نسبه ينتهي إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من طرف أبيه ، وإلى الإمام الحسين عليه السلام من طرف أمّه.

وهو من أعلام الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، نقيّ الكلام ، وحاله في العلم والفضل والعبادة والزهد والورع أشهر من أن تذكر ، وكان كذلك شاعرا أديبا منشئا بليغا ، وصاحب كرامات ، وقد ولي نقابة الطالبيّين سنة ٦٦١ ه‍ وبقي فيها إلى حين وفاته ، وله كتب كثيرة حسنة ، منها : سعد السعود ، فرج المهموم ، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، إقبال الأعمال ، جمال الأسبوع ، الملهوف على قتلى الطفوف ، الدروع الواقية.

انظر : عمدة الطالب : ١٩٠ ، أمل الآمل ٢ / ٢٠٥ رقم ٦٢٢ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٥ رقم ٨٤ ، الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ١٦٥ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٠٢ رقم ٨٥٤٦.

(٤) كذا في الأصل ، وجاء في بعض المصادر : « العزّ » ، وفي بعضها : « الغرّ ».

٣٦٤

فطلبهم ، فخافوا ، فمضى والدي إليه خاصّة ، فقال : كيف أقدمت على المكاتبة قبل الظفر؟!

فقال له والدي : لأنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام أخبر بك وقال : « إنّه يرد الترك على الأخير من بني العبّاس ، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم ، جهوري الصوت ، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها ، ولا ترفع له راية إلّا نكسها ، الويل الويل لمن ناوأه ، فلا يزال كذلك حتّى يظفر » (١).

والأخبار بذلك كثيرة (٢).

* * *

__________________

والظاهر أنّه : محمّد بن أبي العزّ الحلّي ، المعاصر للمحقّق الحلّي ـ المتوفّى سنة ٦٧٦ ه‍ ـ ، وهو الذي وقّع على فتاوى المحقّق الحلّي وكتب عليها ـ في مسألة المقدار الواجب من المعرفة ـ : « هذا صحيح » ، وقد رأى المحقّق الكركي ـ المتوفّى سنة ٩٤١ ه‍ ـ هذه الفتاوى وكتب هو أيضا فتاوى نفسه في هذه المسألة مع فتاوى علماء الحلّة.

وقد كتب الشيخ شرف الدين عليّ المازندراني هذه الفتاوى عن خطّ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي ، الذي كتبها عن خطّ علماء الحلّة ، ومنها فتوى المحقّق مع توقيع صاحب الترجمة عليه.

انظر : الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ١٦٥.

(١) انظر : كشف اليقين : ٨٠ ـ ٨٢.

(٢) انظر : مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٩١ ـ ٣١٣ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥.

٣٦٥

وقال الفضل (١) :

من ضروريات الدين أنّ علم الغيب مخصوص بالله ، والنصوص في ذلك كثيرة ..

( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلأَهُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ ... ) (٢)الآية ..

( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ... ) (٣) الآية ..

فلا يصحّ لغير الله أن يقال : إنّه يعلم الغيب.

ولهذا لمّا قيل عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرجز :

وفينا نبيّ يعلم ما في الغد

أنكر على قائله وقال : دع هذا! وقل غير هذا! (٤)

وبالجملة ، لا يجوز أن يقال لأحد : فلان يعلم الغيب.

نعم ، الإخبار بالغيب بتعليم الله جائز ، وطريق هذا التعليم إمّا الوحي ، أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلى علم الغيب.

فإن صحّ أنّ أمير المؤمنين أخبر بالمغيّبات ، فلا بدّ أن يقال :

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٢ الطبعة الحجرية.

(٢) سورة الأنعام ٦ : ٥٩.

(٣) سورة لقمان ٣١ : ٣٤.

(٤) انظر : صحيح البخاري ٧ / ٣٣ ح ٧٩ كتاب النكاح ، سنن أبي داود ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ح ٤٩٢٢ ، سنن الترمذي ٣ / ٣٩٩ ح ١٠٩٠ ، سنن ابن ماجة ١ / ٦١١ ح ١٨٩٧ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٣ / ٣٣٢ ح ٥٥٦٣ ، مسند أحمد ٦ / ٣٥٩ و ٣٦٠.

٣٦٦

إنّه كان بتعليم الله ؛ إمّا بالإلهام كما يكون للأولياء ، أو بالسماع من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وبعض الناس على أنّه كان يعلم بالعلم الموسوم بالجفر والجامعة (١) ، وهو ـ أيضا ـ من تعليم الله.

فكان ينبغي له أن يبيّن حقيقة هذا ، ولا يطلق القول بالإخبار بالغيب ، فإنّه يوهم أنّ البشر يمكن له الإخبار بالغيب.

وأمّا ما ذكر من الإخبار بوقائع خروج الترك وخراب بغداد ، فقد

__________________

(١) انظر : شرح المواقف ٦ / ٢٢ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ ـ : ٢٢٣ ، نور الأبصار : ١٦٠ ـ ١٦١ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٢٢.

والجفر : إهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّى أرش الخدش ، وسلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والكتب ، ومصحف فاطمة عليها‌السلام.

وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرّي بقوله :

لقد عجبوا لأهل البيت لمّا

أتاهم علمهم في مسك جفر

ومرآة المنجّم وهي صغرى

أرته كلّ عامرة وقفر

والجامعة : هي صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من فلق فيه وإملائه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ الإمام عليّ عليه السلام بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيء يحتاج الناس إليه ، حتّى أرش الخدش.

انظر مثلا : الكافي ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٧ ح ١ و ٣ و ٤ ـ ٦ ، بصائر الدرجات : ١٧٠ ـ ١٨١ ب‍ ١٤ ح ١ ـ ٣٤ ، كتاب من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٠٠ ح ٩١٠ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ١٩٢ ب‍ ١٩ ح ١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ٢ / ١٨٦ ، الغيبة ـ للطوسي ـ : ١٦٨ ، مجمع البحرين ٣ / ٢٤٨ مادّة « جفر » وج ٤ / ٣١٤ مادّة « جمع ».

وانظر الشعر في : لزوم ما لا يلزم ١ / ٥٥٣ ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٤٠ ، نسمة السحر ١ / ٢٦٨.

هذا ، وقد نسب علم الجفر ـ في بعض المصادر الجمهور ـ إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، ولا منافاة ـ في ذلك ـ مع نسبته إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ؛ لأنّ علم الإمام الصادق عليه السلام من علم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

٣٦٧

جاء في بعض الأحاديث الإخبار عنه (١) ، وهو بتعليم الله ، كما يقتضيه نصوص الكتاب وضرورة الدين.

* * *

__________________

(١) انظر : كنز العمّال ١٤ / ٥٧١ ح ٣٩٦٣٠.

٣٦٨

وأقول :

من نظر إلى مفتتح كلامه تخيّل أنّ المصنّف رحمه‌الله جاء بذنب لا يغفر! وما برح بعد القعقعة (١) حتّى كانت نتيجة كلامة أنّه ينبغي للمصنّف رحمه‌الله أن يبيّن الحقيقة ، ولا يطلق القول بالإخبار بالغيب.

وليت شعري ، أيّ جواب في هذا عن كون أمير المؤمنين عليه‌السلام ذا الفضيلة على غيره بالإخبار بالمغيّبات ، القاضي بامتيازه على غيره وبإمامته دون من سواه؟!

ثمّ أيّ ضرر في الإطلاق ، وهو ممّا لا إيهام فيه ؛ لمعلوميّة المراد منه عند الجاهل فضلا عن الفاضل؟!

على أنّ المصنّف رحمه‌الله ذكر من الأحاديث ما يدلّ على أنّ إخبار أمير المؤمنين عليه‌السلام بالغيب كان من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيرتفع الإيهام لو وجد.

وقد نقل ابن أبي الحديد كثيرا ممّا ذكره المصنّف رحمه‌الله ، ومن غيره ، في عدّة صحائف (٢).

__________________

(١) القعقعة : هي حكاية أصوات السلاح والتّرسة والجلود اليابسة والحجارة والرعد والبكرة والحليّ ونحوها ؛ انظر مادّة « قعع » في : لسان العرب ١١ / ٢٤٦ ، القاموس المحيط ٣ / ٧٤ ، تاج العروس ١١ / ٣٩٠.

والمعنى هنا على المجاز أنّ ما اعترض به ابن روزبهان على العلّامة لا طائل وراءه ولا محصّل منه.

(٢) أوّلها ص ٢٠٨ من المجلّد الأوّل [ ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥ ] ، وذكر غيرها في ص ١٧٥

٣٦٩

ويشهد لعلمه بالغيب إيصاؤه بدفنه خفية (١) ، مع كون السلطان لهم بالفعل ، فإنّه لم يقع مثله عادة ، ولا يحسن أن يفعله بنوه لو لا علمه وعلمهم باستيلاء معاوية وبني أميّة على البلاد ، وهم غير مأمونين من إهانة قبره الشريف بنبش أو نحوه.

وكذا يعلم بكثرة الخوارج بعد ، وعداوتهم له ، فخاف منهم ما خافه من بني أميّة ، أو علمه منهم جميعا ، فأوصى سيّدي شباب أهل الجنّة ـ العالمين بما يعلم ـ أن يدفناه ليلا ولا يظهرا قبره ، فأخفياه حتّى قام الرشيد ببنائه وإظهاره ؛ لكرامة ذكرها المؤرّخون (٢).

* * *

__________________

من المجلّد الثاني وفي ما بعدها [ ٧ / ٤٧ ] ، وفي ص ٥٠٨ من هذا المجلّد [ ١٠ / ١٣ ـ ١٥ ]. منه قدس‌سره.

وانظر كذلك : شرح نهج البلاغة ٥ / ٣ وما بعدها.

(١) انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٦٥ ـ ٥٦٦ ، كفاية الطالب : ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، حياة الحيوان ـ للدميري ـ ١ / ٤٧.

(٢) انظر مثلا : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٢٦ ـ ٢٨ ، كفاية الطالب : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

٣٧٠

شجاعته

قال المصنّف ـ أجزل الله ثوابه وأجره ـ (١) :

المطلب الرابع : في الشجاعة

وقد أجمع الناس كافّة على أنّ عليّا عليه‌السلام كان أشجع الناس بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتعجّبت الملائكة من حملاته (٢) ، وفضّل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قتله لعمرو بن عبد ودّ على عبادة الثقلين (٣).

ونادى جبرئيل :

لا سيف إلّا ذو الفقا

ر ، ولا فتى إلّا عليّ (٤)

وروى الجمهور أنّ المشركين كانوا إذا أبصروا عليّا في الحرب ، عهد بعضهم إلى بعض (٥).

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٤.

(٢) انظر : ربيع الأبرار ١ / ٨٣٣ ، شرح نهج البلاغة ١٤ / ٢٥١.

وراجع الصفحتين ١٣٣ ـ ١٣٤ من هذا الجزء.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٤ ح ٤٣٢٧ ، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩ ذيل رقم ٦٩٧٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٥.

(٤) راجع الصفحة ٢٠١ ه‍ ١ ، والصفحة ٢٠٢ ه‍ ١ ، من هذا الجزء.

(٥) انظر : مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١١٠ ح ١٠٦ ، محاضرات الأدباء ٢ / ١٥١ ، المستطرف في كلّ فنّ مستظرف ١ / ٢٢١.

٣٧١

وقال الفضل (١) :

شجاعة أمير المؤمنين أمر لا ينكره إلّا من أنكر وجود الرمح السّماك (٢) في السماء ، أو حصول درع السمك في الماء ، مقدام إذ الأبطال تحجم ، لبّاث إذ الملاحم تهجم.

وهذا ممّا يسلّمه الجمهور ، وليس هذا محلّ نزاع حتّى يقام عليه الدليل.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

(٢) السّماك الرامح : هو أحد السّماكين ؛ والسّماكان : هما الأعزل والرامح : نجمان نيّران في السماء.

وسمّي الأعزل أعزلا لأنّه لا شيء بين يديه ، أي لا كوكب أمامه ، كالأعزل لا رمح معه ، ويقال : لأنّه إذا طلع لا يكون في أيّامه ريح ولا برد ، وهو إلى جهة الجنوب ، وهو من منازل القمر.

والسّماك الرامح : ليس من منازل القمر ، ولا نوء له ، إنّما النوء للأعزل ، وهو إلى جهة الشمال ، وهو نجم معروف قدّام الفكّة ، وليس من منازل القمر ، سمّي بذلك لأنّه يقدمه كوكب يقولون : هو رمحه ، وهو أشدّ حمرة من الأعزل ، ويقال له كذلك : السّماك المرزم.

انظر : تاج العروس ٤ / ٥٤ مادّة « رمح » وج ١٣ / ٥٨٥ مادّة « سمك ».

٣٧٢

وأقول :

سبق أنّ الشجاعة شرط في الإمام ، فإذا ثبتت أشجعيّة أمير المؤمنين كان أولى بالإمامة.

وقول الفضل : « شجاعة أمير المؤمنين ... » إلى آخره ، دون أن يقول : أشجعيّته ؛ غفلة أو تغافل ، إلّا أن يرى أن لا شجاعة لغيره ـ ولو بالنسبة إليه ـ ، فيكون حسنا.

* * *

٣٧٣

زهده

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ (١) :

المطلب الخامس : في الزهد

لا خلاف في أنّه أزهد أهل زمانه ، طلّق الدنيا ثلاثا (٢).

قال قبيصة بن جابر : « ما رأيت في الدنيا أزهد من عليّ بن أبي طالب ، كان قوته الشعير غير المأدوم ، ولم يشبع من البرّ ثلاثة أيّام » (٣).

قال عمر بن عبد العزيز : « ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الأمّة بعد النبيّ أزهد من عليّ بن أبي طالب » (٤).

وروى أخطب خوارزم ، عن عمّار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « يا عليّ! إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحبّ إليه منها ، زهّدك في الدنيا ، وبغضها إليك ، وحبّب إليك الفقراء ، فرضيت بهم أتباعا ، ورضوا بك إماما.

يا عليّ! طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك (٥) ، والويل لمن

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٤.

(٢) انظر : نهج البلاغة : ٤٨٠ رقم ٧٧ ، الأمالي ـ لأبي علي القالي ـ ٢ / ١٤٧ ، حلية الأولياء ١ / ٨٤ ـ ٨٥ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٧ ـ ١١٠٨.

(٣) انظر : الزهد ـ لابن أبي الدنيا ـ : ١٦٦ ح ٤٠٣.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٠٨ نقلا عن اللؤلؤيات.

(٥) في المصدر : « بك ».

٣٧٤

أبغضك وكذب عليك.

أمّا من أحبّك وصدق عليك فإخوانك في دينك ، وشركاؤك في جنّتك.

وأمّا من أبغضك وكذّب عليك ، فحقيق على الله أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين » (١).

* * *

__________________

(١) مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١١٦ ح ١٢٦ ؛ وانظر : أسد الغابة ٣ / ٥٩٨ رقم ٣٧٨٣.

٣٧٥

وقال الفضل (١) :

أمّا زهد أمير المؤمنين فهو مسلّم عند الجمهور ، ولو أخذنا في الحكايات الدالّة على زهده ممّا رواه جمهور أصحابنا لطال الكتاب.

وهذا الرجل يزعم أنّ أهل السنّة والجماعة ينكرون فضائل أمير المؤمنين ـ حاشاهم عن ذلك ـ ، إنّما ينكر فضائل الشمس الخفافيش.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

٣٧٦

وأقول :

ليس الغرض بيان زهد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فإنّه أشهر وأظهر من أن يذكر ، وإنّما الغرض أزهديّته الكاشفة عن فضله الذاتي على من سواه ، وقربه الأقرب إلى الله تعالى ؛ فإن أقرّ القوم بذلك ، فنعم الوفاق ، وإلّا فليأتوا بسورة من مثله.

وتنزيه الفضل لأصحابه لا حقيقة له ؛ فإنّهم أنكروا أعظم فضائله وأجمعها للمزايا ، وهي خلافته بنصّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنكروا عصمته وفضله على من سواه ، الذي هو من أظهر الضروريّات.

والفضل بنفسه لم يستطع أن يقرّ لأمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، بالأفضلية في العلم ، والشجاعة ، والزهد ؛ بل أثبت له ـ كما رأيت ـ أصل هذه الأمور فقط.

فهل يرى أنّ إنكار فضائله إنّما هو بإنكار علمه ، وشجاعته ، وزهده؟! فهذا لا يقدر عليه حتّى الخوارج!!

ثمّ إنّ الحديث الذي حكاه المصنّف رحمه‌الله عن أخطب خوارزم قد حكاه في « كنز العمّال » (١) ، ونقله ابن أبي الحديد في « شرح النهج » (٢) ، كلاهما عن أبي نعيم في « الحلية » ، بسنده عن عمّار ، ولفظه هكذا :

« يا عليّ! إنّ الله قد زيّنك بزينة ، لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إليه

__________________

(١) ص ١٥٩ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٢٦ ح ٣٣٠٥٣ ]. منه قدس‌سره.

(٢) ص ٤٤٩ من المجلّد الثاني [ ٩ / ١٦٦ ]. منه قدس‌سره.

٣٧٧

منها ، هي زينة الأبرار عند الله ، الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ (١) من الدنيا شيئا ، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حبّ المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما » (٢).

ثمّ قال ابن أبي الحديد : « وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في ( المسند ) : فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك » (٣).

وروى الحاكم هذه الزيادة فقط (٤) ، وقال : « هذا حديث صحيح الإسناد ».

ونقلها أيضا في « الكنز » ، عن الطبراني ، والخطيب ، مع الحاكم (٥).

* * *

__________________

(١) يقال : ما رزأ فلانا شيئا ، أي ما أصاب من ماله شيئا ولا نقص منه ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٢٠٠ مادّة « رزأ »

والمعنى هنا : أنّك لا تصيب ولا تأخذ من الدنيا شيئا ، ولا الدنيا تصيب منك أو تستحوذ عليك أو تأخذ منك مأخذها.

(٢) حلية الأولياء ١ / ٧١.

(٣) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٧ ؛ وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٤٦ ح ١١٦٢.

(٤) ص ١٣٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٥ ح ٤٦٥٧ ]. منه قدس‌سره.

وانظر : مسند أبي يعلى ٣ / ١٧٩ ح ١٦٠٢.

(٥) ص ١٥٨ من الجزء السابق [ ١١ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٠ ]. منه قدس‌سره.

وانظر : المعجم الأوسط ٢ / ٤٠٣ ح ٢١٧٨ ، موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ رقم ٣٥٠ ، تاريخ بغداد ٩ / ٧٢ رقم ٤٦٥٦.

٣٧٨

كرمه

قال المصنّف ـ ضاعف الله أجره ـ (١) :

المطلب السادس : في الكرم

لا خلاف في أنّه كان أسخى الناس ، جاد بنفسه فأنزل الله في حقّه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) (٢) (٣).

وتصدّق بجميع ماله في عدّة مرار (٤).

وجاد بقوته ثلاثة أيّام (٥).

وكان يعمل بيده حديقة حديقة ويتصدّق بها (٦).

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٥.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.

(٣) انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥ ح ٤٢٦٣ و ٤٢٦٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٦٧ ـ ٦٨ ، تفسير الفخر الرازي ٥ / ٢٢٢ ، تفسير القرطبي ٣ / ١٦.

وراجع : ج ٤ / ٣٩٣ ـ ٣٩٨ من هذا الكتاب.

(٤) انظر : أسد الغابة ٣ / ٥٩٨ رقم ٣٧٨٣ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٢٢ و ٢٦ وج ١٥ / ١٤٧ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٨٤ ـ ٩٤ و ١٠٨ ـ ١٢٠.

(٥) انظر : تفسير الفخر الرازي ٣٠ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، تفسير البغوي ٤ / ٣٩٧ ، الكشّاف ٤ / ١٩٧ ، فتح القدير ٥ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ ، الدرّ المنثور ٨ / ٣٧١ ، أسباب النزول : ٢٤٧.

وراجع مبحث سورة ( هَلْ أَتى ) في ج ٥ / ٥٠ من هذا الكتاب.

(٦) انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٥ / ١٤٧ ، وفاء الوفا ٤ / ١١٥٠ و ١٢٧١.

٣٧٩

وقال الفضل (١) :

جود أمير المؤمنين أشهر من سخاء البحر والسحاب ، وأظهر من موج القاموس العباب (٢) ، فهو أسخى من مدرار الهواطل إذا فاض على الرمال ، وأجود من سيل دمث (٣) يسيل بين الجبال.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

(٢) القاموس : وسط البحر ومعظمه ، وقيل : قعر البحر الأقصى ، وقيل : أبعد موضع غورا في البحر ؛ انظر : لسان العرب ١١ / ٣٠٢ مادّة « قمس ».

والعباب : كثرة الماء وارتفاع موجه ؛ انظر : لسان العرب ٩ / ٧ مادّة « عبب ».

(٣) الدّمث : السّهل اللّيّن ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٤٠٠ مادّة « دمث ».

٣٨٠