تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

وكأنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقسيمةٍ

سَبقتْ عوارضها إليك من الفمِ

أراد بقوله بقسيمة ، أي : بفم امرأَة قسيمة وهي الحسناءُ.

أبو عبيد عن أبي عمرو : القَسامِيُ الذي يَطْوِي الثيابَ أَوَّلَ طَيِّها حتى تتكسَّرَ على طيِّهِ ، وأنشد :

طَيَ القسامِيِ بُرُودَ العصّاب

ثعلب عن ابن الأعرابي : إذا قرِحَ الفرسُ من جانب ، وهو من جانبِ رباعٍ فهو قسامِيٌ.

وقال الجعدي يَصِفُ فرساً :

أشَق قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِب

وقارحَ جَنْبٍ سُلّ أقرَحَ أشقرا

قال : القَسامِيُ الذي يكونُ بينَ شيئين ، والقَسامِيُ : الحسَنُ من القسامَةِ.

ثعلب عن ابن الأعرابي ، قال : القَسامَةُ : الهدنةُ بين العدوِّ وبين المسلمين ، وجمعها قساماتٌ ، والقسامَةُ الذين يحلفون على حقهم ويأخُذُونَ ، والقسامَةُ : الحسنُ التَّامُّ وجمعُها قَساماتٌ وقال غيره : القَسامُ : وقت الهاجِرَةِ في قول النابغة :

تَشفُّ بريرَهُ وتَرُودُ فيه

إلى دُبرِ النهار من القسام

وقال أبو زيد : جاءتْ قَسامةُ الرَّجل سمُّوا بالمصدر ، وقتل فلانٌ فلاناً بالقَسامة : باليمين ، وجاءتْ قسامةُ الرجل وأصله اليمين ، ثم جُعل قوماً ، والمُقْسَمُ القَسَم والمُقْسَمُ : الموضعُ يُحلف فيه ، والمُقْسِمُ : الرَّجل الحالف.

أبو منصور : القَسامةُ في الدّم أن يُقتل رجل لا يُشهد على قتل القاتل إيَّاه بِبَيِّنَة عادلة فيجيء أولياء المقتول فيدَّعوا على رجل بعينهِ أنه قتلهُ ويدلُو بلوثٍ من بيِّنة مثل أن يجدوه ملطخاً بدم القتيل أو يشهد رجلٌ واحد أو امرأة واحدة كل منهما عدلٌ ، أو يوجد المقتول في دار رجلٍ بينه وبين القتيل عداوةٌ ظاهرة ، فإِذا حصلت دلالةٌ من هذه الدَّلالات استُحلف أولياءُ القتل وورثة دمه فإِن حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية قتيلهم ، وإن نكلوا عن اليمين حلف المدَّعى عليه وبرئ ، وهذا قول الشافعي وأصحابه.

والقَسامةُ : اسم من الإقسام وضع موضع المصدر ثم قيل للذين يُقْسِمُون قسامةٌ أيضاً ، وإذا ادعى الورثة قِبَل رجل أنه قتل صاحبهم ولا لوث ولا بيِّنة استُحلف المدَّعى عليه خمسين يميناً أنه ما قتله فإِن حلفَ برئ وإن نكلَ حلفَ الورثة خمسين يميناً ، ثم يكونون بالخيارِ في قتلهِ أو أخذ الدِّية منه إذا كان القتل عمداً.

قال الليث : وحصاةُ القَسْم أنهم كانوا إذا قلَّ الماء عندهم لِلشُّقَّةِ في الفَلوات عمدوا إلى قعبٍ فألقوا تلك الحصاة فيه ، ثم

٣٢١

صبُّوا عليها الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك ، وتسمى تلك الحصاة المَقْلَةَ.

قال : والأقاسيمُ : الحُظوظُ المقسومة بين العباد ، والواحدة أُقْسُومَةٌ مثل : أُظفور وأظافيرَ ، وقيل : إن الأقاسيم جمع أقسامٍ ، والأقسامُ جمع قِسمٍ ، ووجهٌ مُقَسَّمٌ : أي : حسنٌ.

وقال العجاج :

وربِّ هذا الأثر المُقَسَّم

أي : المُحَسَّنِ ، يعني مقام إبراهيم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأخبرني المنذري عن المبرد أن الرياشي أنشده :

ويوماً تُوافينا بوجهٍ مُقَسَّمٍ

كأن ظبيةٌ تَعْطُو إلى ناضر السَّلم

قال الرياشي : سمعت أبا زيد يقول : سمعت العرب تنشده : كأن ظبيةً وكأن ظبيةٍ وكأن ظبيةٌ ، فمن نصب خفَّف كأن وأعملها ، ومن كسراد أراد كظبيةٍ ، ومن رفع أراد كأنها ظبيةٌ.

وقال أبو سعيد الضريرُ ، يقال : تركت فلاناً يَسْتَقْسِمُ أي : يفكِّرُ ويروي بين أمرين وهذا حُجَّة لما فسَّرته في الأزلامِ والاستِقسام بها ، ويقال : فلان جيد القَسْمِ أي : جيد الرأي.

سقم : قال الليث : السُّقْمُ والسَّقَمُ والسَّقامُ لُغاتٌ ، وقد سَقُمَ الرجل يَسْقُمُ فهو سقيمٌ ورجل مِسقامٌ ، إذا كان يعتريه السَقمُ كثيراً ويقال : أسْقَمَهُ الداءُ فَسقُمَ.

ومن العرب من يقول : سَقِمَ يَسْقَمُ سقَماً فهو سقيمٌ.

وقال إبراهيم عليه‌السلام فيما أخبر الله عنه : (إِنِّي سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩].

قال بعض المفسرين : أراد أنه طعينٌ أي : أصابه الطاعون ، وقيل معناه : أن سَيسْقمُ فيما يستقبل إذا نزل به الموت ، فأَوهمهم بمعارض الكلام أنه في تلك الحال سقيم.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)) [الزمر : ٣٠] ، معناه : أنك ستموت وأنهم سَيَمُوتُونَ.

وقال أبو زيد : السَّوْقَمُ : شجر يُشبه الخلاف.

وقال ابن دريد : سقامٌ : وادٍ بالحجاز.

مقس : أبو عبيد عن أبي زيد : تمَقَّسَتْ نفسي ولقِسَتْ بمعنى غَثَتْ غَثَياناً.

وأنشد :

نفْسي تمَقَّسُ من سُماني الأقْبرُ

وقال الفراء نحوه.

وقال أبو سعيد وغيره : مَقسْتُهُ في الماء مَقساً وقمسْتُهُ فيه قَمْساً إذا غططته ، وقد انقمسَ في الماء انقماساً.

٣٢٢

وروى ابن الفرج لأبي عمرو : يقال : مَقِسَتْ نفسه تمقَسُ فهي ماقسة إذا أنِفَتْ وقال مرةً خَبُثَتْ وهي بمعنى لَقِسَتْ.

قمس : قال الليث : كل شيء يَنْغَطُّ في الماء ثم يرتفع فقد قَمَسَ ، وكذلك القنانُ والأكامُ إذا اضطرب السراب حولها ، قيلَ : قَمَسَتْ : أي : بدت بعد ما تخفي ، والولد إذا اضطرب في سُخدِ السَّلى قيل : قَمَسَ.

وقال رؤبة :

وقامِسٍ في آله مُكَفَّنِ

يَنْزُونَ نَزْو اللاعبين الزُّفَّنِ

ومن أمثالهم : قال فلان قولاً بلغ به قاموس البحر ، أي : قعره الأقصى.

وقال أبو عبيد الله : القاموسُ : أبعد موضع غوراً في البحر.

قال : وأصل القمْسِ : الغوصُ ، وأنشد لذي الرُّمة يصف غيثاً :

أصاب الأرض مُنْقمَسَ الثُّرَيَّا

بساحيةٍ وأتبعها طِلالٍا

أراد أن المطر كان عند نوءِ الثُّريا وهو منقسمها لغزارة ذلك النَّوءِ.

سمق : قال الليث : السَّمْقُ سَمْق النبات إذا طال ، وكذلك الشجر.

يقال : نخلةٌ سامقة طويلة جداً ، والسَّميقان والجميع الأسمقةُ ، وهي خشبات يُدخَلْنَ في الآلة التي ينقل عَلَيها اللبِنُ ، والسَّميقان في النِّير عُودان قد لُوقيَ بين طرفَيهما تحتَ غَبغَبِ الثَّوْرِ وأسِرَا بخيطٍ.

أبو منصور : وذكر الليث في كتاب «العيْن» هاتَين الخَشبَتينِ أنهما السَّمِيعان بالعين وجعلَهما هاهنا بالقاف ، والصواب ما قال في كِتاب «العين».

وقال الليث : السَّمْسَق : الياسمين.

وقال أبو زيد : كذِب سُماقٌ وحَلِفٌ سُماق : أي : بحْتٌ خالِصٌ ، ويقال : أحبكَ حُبّاً سُماقاً أي : خالصاً ، والميم خفيفة في هذا ، فأَما الحَبُّ الذي يقال له : السَّماق الحامِض فهو بتشديد الميم ، وقِدْرٌ سُمَّاقيَّة ، وهي التي يقال لها : العَبْرَبية والعَرَبْرَبية.

باب القاف والزاي

ق ز ط : أهملت (١) وجوهه.

ق ز د

أهمله الليث.

زدق  ـ  قزد : [مستعملة].

زدق : وقال أبو زيد : من العربِ من يقول : الزِّدْق بمعنى الصدق ، وهو أَزْدَق منه ،

__________________

(١) في المطبوعة : «أهملت من».

٣٢٣

أي : أصدق منه.

قزد : ويقولونَ : القزْدُ في موضع القصد.

وروى ابن شميل عن أعرابي أنه قال : خيرُ القول أزْدَقه.

وأنشد الأصمعي لمزاحم العقيلي :

فَلَاةُ فَلاً لمَّاعة من يجز بها

عَنِ القزْدِ تَجْحَفْهُ المنايا الجواحِفُ

هكذا رواه أبو حاتمٍ.

ق ز ت ،  ـ  ق ز ظ ،  ـ  ق ز ذ ،  ـ  ق ز ث : أهملت وجوهها.

ق ز ر

استعمل من وجوهه : زرق  ـ  رزق  ـ  [زقر  ـ  قرز  ـ  رقز].

زقر  ـ  قرز : أما زقر وقرز فإن الليث أهملهما.

وقال ابن دُريد : الزَّقْرُ : لُغةٌ في الصقْر لبعض العرب وقاله غيره.

قال : والقَرْزُ : قبضكَ الترابَ وغيرهُ بأطرافِ أصابِعِكَ نحو القبصِ.

قلتُ : كأنَّ القرزَ بمنزلهِ القرصِ.

رقز : والعربُ تقولُ : رَقَزَ ورَقَصَ وهو رَقّازٌ ورَقّاصٌ.

زرق : قال الليث : الزَّرْقةُ في العين ، تقول : زَرِقتْ عينهُ تَزْرَق زَرَقاً وزُرْقة وازْراقتِ ازْريقاقاً.

وقال الله جل وعز : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) [طه : ١٠٢] ، قيل في التفسير : عُمْياً ، وقيلَ : عِطاشاً.

وقال أبو إسحاق : يخرجونَ من قبورهم بُصَرَاءَ كما خُلِقوا أوَّلَ مرةٍ ويعْمَوْنَ في المحشرِ.

قال : وإنما قيل للعُمْيِ زُرْق لأن السَّوَادَ يَزْرَقُ إذا ذَهَبَتْ نواظرهم.

قال : ومن قال عِطَاشاً فَجَيِّدٌ أيضاً لأنهم من شِدَّةِ العطشِ يتغيَّرُ سوادُ أعينهم حتى يَزْرَق.

وقال غيره : يقال للمياهِ الصافيةِ : زُرْق.

وقال زهير :

فلما وردن الماء زُرقاً جِمَامُهُ

والماء يكونُ أزرَق ويكونُ أسْجَرَ ، ويكون أبيَضَ ويكونُ أخضرَ ويكونُ أسْوَدَ.

أبو عبيد عن الأصمعي ، يقال : زَرَق الطَّائِرُ يَزرُق ويَزْرِقُ إذا حذفَ بزرقِهِ حَذْفاً.

وقال غيره : الثريدةُ : الزُّرَيقاء التي تعمل بلبنٍ وزَيتٍ ، والزُّرَّق : طائِرٌ مِن الجوارِحِ بين البازِي والباشَق.

ويقال : زَرَقه بالمزرَاق زَرْقاً إذا رماه به فَطَعنه.

ويقال للأسنةِ : زرْق لبصيصِ لونِهَا.

وقال الأصمعي يقال : زَرَقه ببصره.

٣٢٤

قال : وانزَرقَ الرجلُ انزِرَاقاً إذا استلقى على ظهرِه.

وقال الراجز :

يزعُمُ زَيْدٌ أنَّ رَحْلي مُنزَرِق

يكفِيكه الله وحَبْلٌ في العُنُق

قال : والمنزرِق : المُسْتلقي وراءَه ، والبازي يكونُ أزرق وهي الزُّرق. للبُزاة ، وقال ذو الرمة :

منَ الزُّرْق أَوْ صقع كأنَّ رؤوسها

منَ الِقهزِ والقُوهيِّ بيضُ المقانع

وقال أبو عبيد : الزَّرَق تحجيلٌ يكون دُون الأشاعر.

قال : وقال آخر : الزَّرَق : بياضٌ لا يُطيف بالعَظمِ كلِّه ، ولكنه وضَحٌ في بعضه.

وقال جرير :

تزَوْرَقْتَ يا ابنَ الْقَينِ مِنْ أكلِ فيرَةٍ

وأكلِ عويثٍ حينَ أسْهَلَكَ البَطْنُ

يقال : تزَوْرَق الرّجُل إذا رمى ما في بطنه ، والزّوْرق مأخوذٌ منه.

وقال أبو عمرو : الزَّرقاء : الخمر ، وسمعت العَرب تقول للبعير الذي يُؤخِّر حمله فلا يستقيم على ظهره جملٌ مِزراق ورأيتُ جملاً من جمالهم اسمُه مِزراق وكان يرمي بحمله إلى مُؤخَّرِه.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي في قوله : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) [طه : ١٠٢].

قال : عُمياناً ، ويقال : عِطاشاً ، ويقال : طامعينَ فيما لا ينالونه.

رزق : قال الليث : الرزق معروف ، ورَزَق الأمير جُندهُ فارتزقُوا ارتزاقاً.

وقال غيره : الرّازق والرَّزَّاقُ من صفة الله جلّ وعز لأنه يرزق الخلقَ أجمعين.

قال الله عزوجل : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) [هود : ٦].

وأرزاق بني آدم مكتوبة مقدّرة لهم ، وهي واصلة إليهم ، جَدُّوا في طلبها أو قَصَّرُوا.

وقال جلَّ وعزّ : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢)) [الذاريات : ٢٢].

وقال : (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)) [الذاريات : ٥٨].

وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن الله تعالى يبعثُ الملك إلى كلِّ من اشْتَمَلتْ عليه رَحِمُ أُمِّه فيقول لهُ اكتُبْ رِزْقه وأَجَلهُ وعملهُ وشقيٌّ أوْ سعيدٌ فيُخْتَمُ له عَلى ذلك».

وقال مجاهدٌ في قوله : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢)). قال المطر : وقال في قوله : (ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧)) [الذاريات : ٥٧].

يقول : بل أنَا أرزقُهم وما خلقتهم إلّا ليعبُدون.

يقول : ما خلقتهم إلا لآمرهم بعبادتي.

٣٢٥

وقال في قوله : (وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً) [آل عمران : ٣٧] : عنباً في غير حينه.

ويقال : رزق الله الخلق رِزقاً ورَزقاً ، فالرزق اسمٌ والرزق مصدر ، وقد يوضعُ الاسمُ موضعَ المصدر.

ويقال : رُزق الجُنْد رَزقةً واحدةً ، ورُزقوا رزقتين أيْ مرّتين.

وقوله : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)) [الواقعة : ٨٢] معناه : تجعلون شكر رزقكم التكذيب ، فيقولون : مُطِرنا بنوء الثريَّا.

وارتزق القومُ : إذا أخَذوا أرزاقهم.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الرازقية : ثيابُ كَتانٍ بيضٌ.

وقال غيره : الرّازقي من الأعنابِ هو المُلَاحِيُّ.

ق ز ل

قزل  ـ  قلز  ـ  زلق  ـ  لقز  ـ  زقل  ـ  لزق.

لزق : قال الليث : يقال : لَزِق الشيءُ بالشيء يلزَق لُزُوقاً ، والتزَق التزَاقاً.

قال : واللزَق هو اللَّوَى تلتزِق الرِّئة بالجنب ، ويقال : هذه الدارُ لزيقة هذه ، وهذِه بِلْزِق هذِه ، واللَّزُوق واللازُوق دواءٌ يُسَوَّى للقرحة يلزمها حتى تبرأ بإذن الله.

أبو منصور : ويقال له : اللَّصُوق واللَّسوق وقد لزِق ولَصِق ولَسِق بمعنًى واحد ، والعربُ تُكنى باللِّزاق عن الجِمَاع.

وأنشد بعضهم :

دَلْوٌ فَرَتْها لكَ مِن عَناق

لمّا رَأَت أَنَّكَ بئس الساقي

وجَرّبت ضعفكَ في اللِّزاق

أرادَ في مجامعته إياها.

يقول : لمّا رأَتْكَ ضعيفاً خرزت لك دَلْواً صغيرةً من جِلدِ عَنَاق.

وقال أبو الهيثم ، قال الأصمعي : الإلْزَاق أن يكبَرَ الرجُلُ فَيَلْزَق ذَكرُه ببَيضَته ، يقال : ألزق الرجُلُ وأقزَن إذا صارَ إلى هذه الحالَةِ.

لقز : قال ابن دُريد : يقال : لقزَه ووكزه بمعنًى واحد.

زلق : قال الليث : الزَّلَقُ : المكانُ الْمَزْلَقَةُ ، والزلق : العَجُز من كلِّ دابة.

وقال رؤبة :

كأنهَا حَقْباءُ بَلقاءُ الزّلق

قال : وأزلقتِ الفرَسُ إذا ألْقتْ ولدَها تامّاً فهي مُزلق ، وفرَسٌ مِزلاق إذا كثر ذلك منها.

وروى أبو عبيد عن الأصمعي : إذا ألْقتِ الناقةُ ولدَها قبْل أن يَسْتبين خلقه وقبل الوقتِ قيلَ أزلقت وأجهضت ، وهيَ مُزلق ومُجْهضٌ. أبو منصور : وهذا هو الصوابُ لا ما قال

٣٢٦

الليث ، إذ لا يكون الإزلاق إلا قبل التَّمامِ.

وقال الليث : ناقةٌ زُلوق زُلوجٌ : أي : سريعةٌ.

قال : والتَّزَلُّقُ : صَبْغُكَ البَدن بالأدهان ونحوها ، والتّزْليق : تَمليسُكَ الموضعَ حتى يَصيرَ كالمَزْلقة ، وإن لم يَكن فيه ماءٌ.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) [القلم : ٥١].

قرأَهَا نافعٌ : لَيزْلِقونَكَ مِن زَلَقْتُ.

وقال الفرَّاءُ : العربُ تقولُ للذي يحلِق الرّأس قد زَلَقه وأزْلقهُ.

قال : ومعنى قوله لَيُزْلِقُونَكَ : أي : ليَرْمُون بك ويُزِيلونكَ عن موضعك بأَبصارهم كما تقولُ : كاد يَصرعُني شدَّةُ نظره ، وهو بَيِّنٌ من كلام العرب كثيرٌ.

وقال أبو إسحاق : مذهبُ أهل اللغة في مثل هذا أنَّ الكفّارَ من شدة إبْغَاضهم لكَ وعَداوَتهم يكادون بنظرهم إليكَ نظرَ البَغْضاء أن يَصْرَعوك. يقال : نظر فلانٌ إليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصرَعُنِي.

وقال القُتيبيُّ : أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظراً شديداً بالْعداوَةِ والبَغْضَاء يكاد يُسْقِطُكَ.

وأنشد :

يَتَقَارَضُون إذا الْتقوْا في مَوْطِنٍ

نظَراً يُزيل مَواطِىءَ الأَقدامِ

أبو منصورٍ : وقد قال بعضُ أهلِ التفسير في قوله لَيُزْلِقُونَكَ أي : يُصِيبُونَك بعُيونهم كما يصيبُ العائنُ مَعِينَه.

وقال الفرَّاء : كانت العربُ إذا أراد أحدهم أن يَعتَانَ مالَ رجلٍ بعيْنه تَجوَّعَ ثلاثاً ثم تعرَّض لذلك المال ، فقال : تاللهِ ما رأيتُ مالاً أكثر ولا أَحسن فيتساقطُ فأَرادوا برسول الله مِثلَ ذلك ، فقالوا : ما رأيْنا مثل حُجَجِه ونظروا إليه ليَعينوه.

قال الله جلَّ وعزّ : (فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) [الكهف : ٤٠].

قال الفرَّاء : زَلَقاً لا نباتَ فيه.

وقال الأخفش : لا يَثبُت عليه القدمان ، والعرب تقول : رجلٌ زَلِق وزُمَّلِق ، وهو الشَّكّاز الذي يُنْزِلُ إذا حدَّثَ المرأة من غير جِمَاع.

وأنشد الفرَّاء :

إنّ الجُلَيْدَ زَلِق وزُمَّلِقْ

جاءتْ به عَنْسٌ من الشام تَلِقْ

ويقال : زلَق رأسَه وأَزْلقه وزلّقه إذا حَلقه ، ثلاثُ لُغاتٍ.

وفي حديث عليٍّ عليه‌السلام : أنّه رأَى رجلين خرجا من الحمَّام مُتَزلِّقين ؛ فقال : مَن أنتُما ، قالا : من المهاجرين ، قال : كذَبتُما ، ولكنكما من المُفَاخِرين.

٣٢٧

يقال : تَزلق فلانٌ وتَزيَّق إذا تنعَّم حتى يَكونَ للونِه بَصِيصٌ ولبَشَرته بَرِيق.

ويقال للمصْنَعة : زلَقةٌ وزَلفَةٌ بالقاف والفَاء.

قلز : قال الليث : القَلْزُ : ضرْبٌ من الشُّرْب.

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابي قال : القلْزُ : قَلْزُ الغُراب والعُصفور في مِشيَتِه.

قال : وكلُّ ما لا يَمشي مشياً فهو يَقلِزُ.

قال : ومنه قولُ الشُّطَّار : قَلز في الشَّرَاب أي قذف بيدِه النَّبيذَ في فمِه كما يَقلِزُ الْعُصفور. وأنشد :

يَحْجُلُ فيها مَقلز الحُجُولِ

نَعْباً عَلَى شِقَّيْهِ كالمشْكُولِ

يَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصولِ

زقل : أهمله الليث.

وقال ابنُ دُريد : الزَّقْلُ منه اشتِقاق الزّوَاقيلِ ، وهم قومٌ بناحيةِ الْجزيرة وما حولها ، وزَوْقلَ فلانٌ عِمامتَه إذا أَرْخَى لها طرَفيْن من ناحَيَتَيْ رأسه.

قزل : أبو عبيد. عن أبي عمرو : قزَل الرجلُ يَقزِلُ : إذا مشَى مِشية المقطوع الرِّجْل.

قال : والْقزَلُ : أسْوَأُ الْعَرَج.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : الأقزَلُ : الدّقيق السَّاق الأعرَج ، لا يَكونُ أَقزَلَ حتى يجمَعَهما وقد قزِلَ يَقزَلُ قزَلاً فهو أقزَل.

ق ز ن

قنز  ـ  نقز  ـ  نزق  ـ  زنق  ـ  زقن  ـ  قزن أهمل الليث : زقن وقنز. وهما معروفان في كلام العرب.

زقن : فأما زقن فإن أبا عبيد روى عن الأموي أنه قال : زَقنْتُ الحِمْلَ أَزْقُنه : حَمَلْتُه ، وأَزْقَنْتُ الرّجُل : أَعَنتُه عَلَى الحِمْل.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : أَزْقنَ زيدٌ عمْراً إذا أعانه على حِمْلهِ ليَنْهض ، ومِثله : أَبْطَغَهُ وأبْدَغَه وعدّلَه وأَوّنه وأَسْمَغه وأَنّاهُ ، وبَوّاه وحَوّله ، كلُّه بمعنًى واحد.

قنز : قال ابن الأعرابي : أَقنزَ الرجلُ إذا شربَ بالإقنِيزِ طَرَباً ، وهو الدَّنّ الصغير ، قال : وَجِلْفَةُ الإقنِيزِ طِينَتُه.

وقال أبو عمرو : الْقِنْزُ : الرَّاقودُ الصغيرُ.

وقال أبو حاتم : الْقَنَزُ لُغَة في الْقنص.

وأنشد في صَيْدِ الصَّيَّاد للضّبِّ :

ثمَّ اعتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبْذَةً

خَرَرْتُ منها لِقفَايَ أَرْتَمِزْ

فقلتُ حقاً صادقاً أقولُه

هذا لعَمْرُ اللهِ من شرِّ الْقَنَزْ

قال : ويقال للقانصِ وَالقنَّاص قانزٌ وقنّاز.

قزن : أهمل الليث قزن.

وقد روى أبو العباس عن ابن الأعرابي

٣٢٨

أنه قال : أقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامهِ إذا كسرها.

نقز : قال الليث : النَّقَزُ والنَّقَزَانُ كالْوَثَبانِ صُعُداً في مكانٍ واحد.

أبو عبيد عن الأصمعي : وقعَ في الغَنَمِ نُزَاءٌ ونُقَازٌ ، وهما جميعاً داءٌ يأخذها فَتَنْزُو منه وتنقُزُ حتى تموتَ.

وقال شمر : تَنْقُزُ.

وقال الليث : النَّقّازُ الصغيرُ من العصافير ، والنَّقَزُ من الناس صغارهم ورُذَالتهُمْ.

وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : أَنقَزَ الرجلُ إذا دامَ على شُرْبِ النَّقِزِ ، ونَقِزُ الماءِ : العذبُ الصافي ، وأنقَزَ إذا وقعَ في إبلهِ النُّقَازُ ، وهو داءٌ ، وأنقَزَ عَدُوَّهُ إذا قتلهُ قتلاً وحِيّاً ، وأَنقَزَ إذا اقتنى النَّقَزَ من رديء المالِ ، ومثله أقْمَزَ وأغْمَزَ.

وقال أبو عمرو : انْتَقَزَ لهُ شرَّ الإبلِ ، أي اختار له شَرَّها ، وعطاءٌ ناقِزٌ وذو ناقِزٍ : إذا كان خسيساً ، وأنشد :

لا شَرَطٌ فيها ولا ذُو نَاقِزِ

قاظَ القَرِيَّاتِ إلى العجالِزِ

عمرو عن أبيه ، قال : النَّقَزُ : اللَّقبُ ، والنَّقِزُ : الماءُ الصافي.

زنق : قال الليث : الزَّنَقَة : مَيلٌ في جدارٍ أو في سِكَّةٍ أو في ناحِيةٍ من الدَّار أو في عُرْقُوبٍ من الوادي يكونُ فيه التواءٌ كالمدخل ، والالتواءُ اسمٌ كذلك بلا فعلٍ.

قال : والزِّناقةُ : حلقةٌ تُجعَلُ في الْجُلَيْدَةِ تحتَ الحنكِ الأسفل ، ثم يجعلُ فيها خَيْطٌ يُشَدُّ في رأسِ البغلِ الجموح.

قال : وكلُّ رباطِ تحت الحنكِ في الجلدِ فهو زناقٌ ، وما كان في الأنف مثقوباً فهو عِرانٌ ، وبَغْلٌ مَزْنُوق ، وقد زَنَقْتُهُ زنقاً ، وأنشد :

فإِن يظهرْ حديثُكَ يُؤْتِ عَدْواً

برأسِكَ في زِناق أو عِرانِ

وقال ابن شميل في الزِّناق مثله ، ويقال : أمْرٌ زَنِيقٌ أي محكم مُسْتَوْثَقٌ منه ، ورأْيٌ زَنِيقٌ رصين محكم.

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال : أزْنَق وزَنَق وزَنَّق وزهَدَ وزهَّدَ وأزْهَدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأقْوَتَ ، كلُّهُ إذا ضَيَّق على عيالهِ فقراً أو بخلاً.

قال : والزُّنُقُ : العُقولُ التّامّةُ.

قال : وقيل لعاقلٍ : ما علامَةُ العاقِلِ ، فقال : تمييزُهُ بين الحق والباطِلِ.

وقال ابن دريد : زَنَقْتُ الفَرَسَ أزْنقُهُ زنقاً إذا شَكَّلْتُهُ في أربعِ قوائمِهِ ، وبذلك سُمِّيَ زِناق المرأةِ ، وهو ضربٌ من حُلِيِّها.

نزق : قال الليث : النَّزَق : خِفّةٌ في كلِّ أمرٍ وعجلةٌ في جهلٍ وحُمْق ، ورجلٌ نَزِق وامرأةٌ نَزِقَةٌ ، والفعل نَزِق يَنْزَق نزَقاً.

٣٢٩

ثعلب عن ابن الأعرابي : أنْزَق الرجلُ : إذا سَفِهَ بعدَ حلمٍ ، وأنْزَق إذا نَزَّق فَرَسَهُ حتى يَثِبَ نهْزاً.

أبو عبيد عن الأصمعي : نَزِق الإنسانُ وغيرهُ يَنْزَق إذا نزا.

ومنه قيل : نزَّقْتُ الفرسَ إذا ضربتهُ حتى ينزُو.

قال : ونَزِق الرجلُ يَنْزَق من الطَّيْشِ والخِفّةِ.

وقال أبو زيد : النَّزْقُ أن تملأ الإناءَ إلى رأسهِ ، ويقال : مُطِرَ مكانُ كذا وكذا حتى نَزِقَتْ نهاؤُه.

وقال أبو زيد : أنْزَق الرجلُ في ضحكهِ وأَهْزَق إذا أفْرَطَ فيه.

ق ز ف

قفز  ـ  زقف : [مستعملة].

زقف : أهمله الليث.

وهو عربيٌّ صحيحٌ ، قرأتُ بخط شمر فيما ألّف من غريب الحديث فقال : بَلَغَ عمرَ ابن الخطاب أن معاوية قال : لو بلغَ هذا الأمر إلينا بني عبد منافٍ ، يعني الخلافةَ تَزَقَفْنَاهُ تَزَقُّفَ الأُكْرَةِ.

قال شمر : التَّزَقفُ كالتّلَقُّفِ ، يقال : تَزَقفْتُ الكُرَة وتَلَقَّفْتُها بمعنى واحد ، وهو أخذُها باليد أو بالفم بين السماء والأرض.

قال ، وفي حديث ابن الزبير قال : لما اصْطَفَّ الصَّفّانِ يومَ الجَمَلِ كان الأشترُ زَقَفنِي منهم فاتَخَذْنا فوقعنا إلى الأرض ، فقلتُ اقتلوني

ومالكاً.

قال شمر : الكُرَةُ أعْرَبُ ، وقد جاء الأُكْرةُ في الشِّعْرِ ، وأنشد :

تَبِيتُ الفِراخُ بأكنافِها

كأَنَّ حواصِلَهُنَّ الأُكر

وقال مزاحمٌ العقَيلي :

ويضرِبُ إضرابَ الشُّجَاعِ وعنده

إذا ما التَقَى الزَّحْفانِ خَطفٌ مُزاقَف

قفز : قال الليث : القَفْزُ والقَفَزَانُ ويقال لِلأَمَةِ قَفَّازَةٌ لقلة استقرارها ، والقَفِيزُ : مكيالٌ ، وهو أيضاً مقدارٌ من مساحة الأرض ، والقُفَّاز : لباس الكف ، ويقال للخيل السِّراع التي تثبُ في عدوها قافزةٌ وقوافزُ.

وأنشد :

بِقَافِزاتٍ تحتَ قافِزينا

وقال شمر في حديث رواه عن عائشة : أنها رخَّصت لِلمُحْرمةِ في القُفَّازَين.

قال شمر : القُفَّازَانِ شيء تلبسه نساء الأعراب في أيديهنَّ يُغَطِّي أصابعها ويدها مع الكف.

وقال خالد بن جنبة : القُفَّازَان تُقَفِّزهُما المرأة إلى كعوب المرفقين ، فهو سترة لها وإذا لبست برقُعها وقُفَّازها وخُفَّيْها فقد

٣٣٠

تكَنَّنَتْ ، والقفَّازُ : يُتَّخَذ من القطن فيُحشى بطانةً وظهارةً ومن اللُّبود والجلود.

وقال ابن دريد : القُفَّازُ : ضربٌ من الحُلِيّ تتخذه المرأة ليديها ورجليها ومن ذلك يقال : تَقَفَّزَتْ بالحِناء إذا نَقشَتْ به يديها ورجليها.

وأنشد :

قُولَا لذاتِ القُلْبِ والقفَّازِ

أما لِمَوْعُودِكِ من نجازِ

عمرو بن أبي عمرو عن أبيه في «شِيات الخيل» قال : إذا كان البياض في يديه فهو مُقفَّزٌ ، وإذا ارتفع إلى رُكبتيه فهو مُجَبَّبٌ.

وقال أبو عبيدة : إذا كان البياض في يديه إلى مرفقيه دون الرِّجلين ، فهو أقْفَز.

أبو منصور : والقُفَّيْزَى من لِعَبِ صبيان العرب ينصبون خَشبة ثم يَتَقَافزون عليها.

وقال ابن المبارك : قَفِيزُ الطحّان منهيٌّ عنه ، وهو أن يقول : أطحنُ بكذا وكذا وزيادة قَفِيزٍ من نفس الطَّحين.

ق ز ب

قبز  ـ  زقب  ـ  زبق  ـ  بزق  ـ  قزب.

أهمل الليث : قزب قبز وزبق وهي مستعملة.

زبق : أبو عبيد عن أبي زيد : زَبَقَ شعره إذا نتفه يَزْبِقُه زَبْقاً.

وقال الأصمعي : زَبَقْتُهُ في السِّجن أي حبستهُ. والزَّابوقةُ : دَغَلٌ في بيت أو بناء تكون زواياها مُعْوَجَّةً.

وقال ابن بزرج : زَبَقتْ المرأة بولدها إذا رمت به.

وقال الفراء : انْزَبقَ في البيت ، إذا انْكَرَسَ فيه.

وقال رؤبة :

وقد بَنَى بيتاً خفيّ المُنْزَبَقْ

قبز : عمرو عن أبيه : القِبْزُ : الرَّجل القصير النحيل.

قزب : أبو العباس عن ابن الأعرابي : القازِبُ : التاجرُ الحريص مرّة في البرِّ ومرة في البحر. والقِزْبُ : اللقب ، قاله اللحياني.

زقب : قال الليث : زَقَبَهُ في جحره فانزقبَ فيه ، قال : والزَّقَبُ : مَطْرَبةٌ ضيّقةٌ ، والواحدة زَقَبَةٌ.

وأنشد أبو عبيد لأبي ذؤيب في الزَّقَبِ وهي الطُّرق الضيِّقة :

ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْق الرأْس تخلِجُه

مطاربٌ زَقَبٌ أميالُها فِيحُ

قال أبو عبيد : المطاربُ طرق ضيِّقة ، واحدتها مَطربةٌ ، قال : والزَّقبُ : الضيِّقة.

قال : وقال الفراء : انزقبَ في البيت إذا دخل فيه وانزلق مثله.

وقال أبو زيد ، يقال : زَقَّبَ المكّاءُ تزقيباً إذا صاح. وأنشد :

٣٣١

وما زَقَّبَ المُكَّاء في سورة الضحى

بنورٍ من الوَسْمِيِّ يَهْتَزُّ مائد

وقال آخر :

إذا زَقَّبَ المُكّاءُ في غير روضةٍ

فَوَيلٌ لأهل الشاءِ والحمراتِ

بزق : قال الليث : بَزَق وبصق واحد ، وهو البُزاق والبصاق ، قال : ولُغة لأهل اليمن : بَزَقوا أرضهم إذا بذروها ، وقد قاله ابن شميل.

ق ز م

زمق  ـ  قزم  ـ  قمز  ـ  زقم  ـ  مزق.

قمز : أهمل الليثُ : قَمَزَ.

وسمعت العرب تقول : رأيت الكَلأ في أرض بني فلان قُمزاً قُمزاً ، وذلك إذا لم يتوافر [ولكنه نبت متفرِّقاً](١) وكانت هاهنا لُمعَةٌ [وهاهنا لمعة](٢) ثم تنقطع ثم ترى لُمعةٌ أخرى ، وكذلك الحصى إذا اجتمع منها في مكان صُوبة فهي قُمزَةٌ أيضاً [وجمعها : قمزٌ ، وقال ابنُ مُقبل :

يَرْمي النَّجادَ بِحَيْدارِ الحصَا قُمَزا

في مشيةٍ سُرُح خلط أفانينا](٣)

قزم : قال الليث : القزَمُ : اللئيم الدَّنيءُ الصغير الحبَّةِ.

تقول العرب : رجل قزَمٌ وامرأة قزَمٌ وهو ذو قزَمٍ ، ولُغة أخرى : رجل قَزَمٌ ، ورجلان قَزَمَانِ ورجال أقْزَامٌ وامرأة قَزَمَةٌ ، وامرأتان قزَمَتانِ ونساءٌ قزَماتٌ ، ورجال قزَمُون ، ويقال للِرُّذَالةِ من الأشياء قَزَمٌ [والجميع : قُزمُ] (١).

وأنشد :

لا بخل خالطهُ ولا قزَم

وقال غيره : غَنَمٌ قزَمٌ أي رُذالٌ لا خير فيها ، وإن شئت : غنمٌ أقْزَامٌ ، وكذلك الرُّذالة من الإبل قزَمٌ.

زقم : قال ابن دريد : الزَّقم : شُرْبُ اللبنِ والإفراطُ فيه.

ويقال : باتَ يَتزَقَّمُ اللبنَ.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤)) [الدخان : ٤٣ ، ٤٤.

وقال في موضع آخر : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥)) [الصافات : ٦٤ ، ٦٥] ، وذكر هذه الشجرة في موضع آخر ، فقال : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) [الإسراء : ٦٠] ، وهي هي.

وافتتنَ بها المشرِكون. فقال اللعين أبو جهل : ما نعرفُ الزَّقوم إلا أكل التَّمر بالزُّبد فتزَقموا [وقال لجاريته : زقّمينا] (١).

__________________

(١) الزيادة من : «مستدركات التهذيب» بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

(١) الزيادة من : «مستدركات التهذيب» بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

(١) الزيادة من : «مستدركات التهذيب» بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

(١) الزيادة من : «مستدركات التهذيب» بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

(١) الزيادة من : «مستدركات التهذيب» بتحقيق الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي.

٣٣٢

وقال بعض المشركين : النارُ تأكلُ الشجرَ فكيف ينبت فيها الشجرُ.

ولذلك قال الله : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) [الإسراء : ٦٠] ، وما جعلنا هذه الشجرة إلا فتنة للكفارِ.

وقال الليث : الزقَمُ : الفعلُ من أكلِ الزَّقُّومِ ، والازدِقامُ كالابتلَاعِ.

قال : ولما نَزَلتْ آية الزقُّوم لم تعْرِفهُ قُريشٌ فقدم رجلٌ من إفريقِيَّةَ وسُئلَ عن الزقُّوم. فقال الإفريقيُّ : الزقوم بِلُغَةِ إفريقية الزبد بالتمر. فقال أبو جهل : هاتي يا جاريةُ زبداً وتمراً نزدَقمه فجعلوا يأكلون منه ويتزقمون ويقولون : أفبهذا تُخَوِّفُنا يا مُحَمَّدُ. فأنزل الله : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤)) [الصافات : ٦٤].

وقال الكسائي وأبو عمرو : الزقْمُ واللقمُ واحدٌ ، والفعل زقَمَ يزقُمُ ولقِمَ يلقَمُ حكى ذلك عنهما إسحاقُ بن الفرج.

مزق : قال الليث : المزق : شق الثِّيابِ.

ويقال : صار الثوبُ مزقاً أي : قطعاً ولا يكادونَ يقولونَ مِزقةً للقطعةِ وكذلك مِزَقُ السَّحابِ قطعهُ.

ويقال : ثَوْبٌ مَزِيقٌ مَمْزوقٌ مُتَمزِّق مُمَزَّق ، ومَزْقُ العِرضِ شتمه.

أبو عبيد عن الأصمعي : مزَق الطائرُ وذَرَق يمزق ويذرُق إذا رمى به.

قال الليث : ناقَةٌ مِزاقٌ : سَرِيعة جدّاً يكادُ جلدُها يتمزّق مِنْ سرعتها ، وأنشد :

فَجاءَ بِشَوْشَاةٍ مِزَاق ترى بهَا

نُدُوباً مِنَ الأَنْسَاع فذّاً وتَوْأَمَا

أبو عبيد : ناقَةٌ شَوْشاةٌ : مِزاقٌ سريعةٌ ، وجعل ذُو الرُّمَّةِ الفرَسَ مِزاقاً أي سرِيعةً خفيفةً فقال :

أفاؤُوا كلَّ شاذبة مِزَاق

بَرَاها القَوْدُ واكْتَسَتِ اقورارا

وفي «النوادِرِ» : مازَقْتُ فلاناً ونازَقتهُ منازَقَةً وممازقة : أي : سابقته في العَدوِ ، ومُزيقياءُ لقب عمرو بن عامر جدّ الأنصارِ.

وقيل : إنهُ لُقبَ بمزيقياء لأنه كانَ يلبسُ كلَّ يومٍ ثوباً فإذا أمْسَى مزَّقه عنه ووهبه وهو القائل :

أنَا ابنُ مُزَيقيا عمرو وجَدِّي

أبوه عامرٌ ماءُ السَّماءِ

وقال ابن دريد : المزقَةُ : طائرٌ صغيرٌ وليس بثبت.

وقال : مَزَقَ لِحْيته وزَبقها إذا نتفَها.

زمق : قال ابن دريد : زمق لحيتهُ وزبقها إذا نتفها.

٣٣٣

المنهج العام لكتاب تهذيب اللغة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١  ـ  يتَّبع مخارج الحروف. وتأليفها :

ع ح ه خ غ / ق ك / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ذ ث / ر ل ن / ف ب م / و ا ي.

وقد نظمها أبو الفرج سلمة بن عبد الله المعافري في قوله :

يا سَائِلِي عَنْ حُرُوفِ العَيْنِ دُوْنَكَهَا

في رُتْبَةٍ ضَمَهَّا وَزْنٌ وإِحْصَاءُ

العَيْنُ والحَاءُ ثُمَّ الهَاءُ والخَاءُ

والغَيْنُ والقَافُ ثُمَّ الكَافُ أَكْفَاءُ

والجيْمُ والشِّيْنُ ثُمَّ الضَّادُ يَتْبَعُهَا

صَادٌ وسِيْنٌ وَزايٌ بَعْدَهَا طَاءُ

والَّدالُ والتَّاءُ ثُمَّ الظَّاءُ مُتَّصِلٌ

بِالظَّاءِ ذَالٌ وثَاءٌ بَعْدَهَا رَاءُ

واللَّامُ والنُّوْنُ ثُمَّ الفَاءُ والبَاءُ

والمِيْمُ والوَاوُ والمَهْمُوْزُ واليَاءُ

٢  ـ  يجري نظام أبواب الكتاب على الوجه التالي :

أولاً : المضاعف.

ثانياً : أبواب الثلاثي الصحيح.

ثالثاً : أبواب الثلاثي المعتل

رابعاً : أبواب اللفيف.

خامساً : الرباعي مرتباً على أبوابه.

سادساً : الخماسي بدون أبواب.

٣٣٤
٣٣٥

فهرس الابواب اللغوية للجزء الثامن من تهذيب

كتاب حرف الغين من تهذيب اللغة................................................ ٥

باب الغين مع القاف............................................................. ٥

باب الغين مع الشين............................................................. ٥

باب الغين مع الضاد............................................................. ٦

باب الغين والصاد................................................................ ٨

باب الغين والسين................................................................ ٨

باب الغين والزاي................................................................. ٩

باب الغين والطاء............................................................... ١٠

باب الغين والدال............................................................... ١١

باب الغين والتاء................................................................ ١٢

باب الغين والظاء............................................................... ١٣

باب الغين والذال............................................................... ١٣

باب الغين والثاء................................................................ ١٤

باب الغين والراء................................................................ ١٤

باب الغين واللام............................................................... ٢٠

باب الغين والنون............................................................... ٢٤

باب الغين والفاء............................................................... ٢٤

باب الغين والباء................................................................ ٢٥

باب الغين والميم................................................................ ٢٥

كتاب الثلاثي الصحيح من حرف الغين أبواب الغين والقاف......................... ٣٠

باب الغين والفاف مع السين..................................................... ٣٠

٣٣٦

باب الغين والقاف مع الدال..................................................... ٣٢

باب الغين والقاف مع الراء...................................................... ٣٣

باب الغين والقاف واللام........................................................ ٣٥

باب الغين والقاف والنون........................................................ ٣٧

باب الغين والقاف والفاء........................................................ ٣٧

باب الغين والقاف والباء......................................................... ٣٧

باب الغين والقاف والميم......................................................... ٣٨

أبواب الغين والكاف وما يثلثهما.................................................. ٣٩

أبواب الغين والجيم.............................................................. ٣٩

أبواب الغين والشين............................................................. ٤٠

أبواب الغين والضاد............................................................. ٤٨

أبواب الغين والصاد............................................................. ٥٩

أبواب الغين والسين............................................................. ٦٦

أبواب الغين الزاي.............................................................. ٧٣

أبواب الغين والطاء.............................................................. ٨١

أبواب الغين والدال............................................................. ٨٧

أبواب الغين والتاء.............................................................. ٩٧

أبواب الغين والظاء.............................................................. ٩٩

أبواب الغين والذال............................................................. ٩٩

أبواب الغين والثاء............................................................. ١٠١

أبواب الغين والراء............................................................. ١٠٧

أبواب الغين واللام............................................................ ١٣١

أبواب الغين والنون............................................................ ١٣٧

أبواب الغين والفاء............................................................ ١٤٢

باب الغين والباء والميم......................................................... ١٤٣

٣٣٧

كتاب معتل حرف الغين....................................................... ١٤٤

باب الغين والقاف............................................................ ١٤٤

باب الغين والجيم............................................................. ١٤٤

باب الغين والشين............................................................ ١٤٥

باب الغين والضاد............................................................ ١٤٦

باب الغين والصاد............................................................ ١٤٧

باب الغين والسين............................................................ ١٤٩

باب الغين والزاي............................................................. ١٥٠

باب الغين والطاء............................................................. ١٥١

باب الغين والدال............................................................. ١٥٤

باب الغين والتاء.............................................................. ١٥٦

باب الغين والظاء............................................................. ١٥٧

باب الغين والذال............................................................. ١٥٧

باب الغين والثاء.............................................................. ١٥٨

باب الغين والراء.............................................................. ١٦٠

باب الغين واللام.............................................................. ١٦٧

باب الغين والنون............................................................. ١٧٤

باب الغين والفاء.............................................................. ١٧٦

باب الغين والباء.............................................................. ١٧٩

باب الغين والميم.............................................................. ١٨٣

باب اللفيف من الغين......................................................... ١٨٦

أبواب الرباعي من حرف الغين.................................................. ١٩٠

باب الغين والقاف............................................................ ١٩٠

باب الغين والجيم............................................................. ١٩١

باب الغين والشين............................................................ ١٩٢

٣٣٨

باب الغين والضاد............................................................ ١٩٣

باب الغين والصاد............................................................ ١٩٥

باب الغين والسين............................................................ ١٩٥

باب الغين والزاي............................................................. ١٩٧

باب الغين والطاء............................................................. ١٩٨

باب الغين والدال............................................................. ١٩٩

باب الغين والذال............................................................. ٢٠٠

باب الغين والثاء.............................................................. ٢٠١

باب الغين والراء.............................................................. ٢٠١

كتاب حرف القاف من تعذيب اللغة............................................ ٢٠٣

باب القاف والجيم............................................................ ٢٠٣

باب القاف والشين........................................................... ٢٠٣

باب القاف والضاد........................................................... ٢٠٧

باب القاف والصاد........................................................... ٢٠٩

باب القاف والسين........................................................... ٢١٢

باب القاف والزاي............................................................ ٢١٤

باب القاف والطاء............................................................ ٢١٥

باب القاف والدال............................................................ ٢١٨

باب القاف والتاء............................................................. ٢٢٢

باب القاف والذال............................................................ ٢٢٢

باب القاف والثاء............................................................. ٢٢٤

باب القاف والراء............................................................. ٢٢٤

باب القاف واللام............................................................ ٢٣٢

باب القاف والنون............................................................ ٢٣٥

باب القاف والفاء............................................................. ٢٣٦

٣٣٩

باب القاف والباء............................................................. ٢٣٨

باب القاف والميم............................................................. ٢٤١

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف القاف........................................ ٢٤٤

باب القاف والجيم............................................................ ٢٤٤

باب القاف والشين........................................................... ٢٤٥

باب القاف والضاد........................................................... ٢٤٦

أبواب القاف والصاد.......................................................... ٢٧٤

باب القاف والسين........................................................... ٢٩٨

باب القاف والزاي............................................................ ٣٢٣

٣٤٠