تهذيب اللغة - ج ١٢

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٢

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٥

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(أبواب) الضاد والدال

ض د ت ـ ض د ظ ـ ض د ذ ـ ض د ث :

مهملات.

ض د ر

استعمل من وجوهه : [رضد].

رضد : قرأتُ في «نوادر الأعراب» : رَضَدْتُ المتاعَ فارتَضد ، ورَضَمتُه فارتضم : إذا نَضَدّته. قالوا : ورَضَمْتُه فارتضم : إذا كَسَرته فانكسر.

ض د ل. مهمل.

ض د ن :

استعمل من وجوهه : [نضد ، ضدن].

ضدن : أما ضَدَن فإن اللّيثَ أهمله.

وقال ابنُ دُريد : ضَدَنْتُ الشيء ضَدْناً : إذا أصلحْتَه وَسهلتَه ، لغة يمانيّة ، تفرّد به.

نضد : قال الليث : يقال : نَضَد وضَمَد : إذا جَمع وضَمّ. ونَضَد الشيءَ بعضَه إلى بعض مُتّسِقاً ، أو بعضَه على بعضٍ.

والنَّضَدُ : الاسم ، وهو من حُرّ المتَاع ، يُنَضَّدُ بعضُه فوق بعض ، وذلك الموضعُ يُسمّى نَضَداً.

الحَرّانيُّ عن ابن السِّكّيت ، قال : النَّضَدُ : مصدر نَضَدْتُ المتاعَ أنضِده نضْداً.

والنَّضَدُ : متاعُ البيت ، والجميع أنضاد.

قال النابغة :

خَلَّتْ سبيلَ أَتِيٍّ كان يَحبِسُه

ورَفّعَتْه إلى السِّجْفيْن فالنَّضَدِ

وفي الحديث : «أن الوَحْيَ احتبس أيّاماً فلمّا نزل استبطأه النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر أن احتباسه كان لكلب تحت نَضَد لهم».

قالَ الليث : النَّضَدُ : السّريرُ في بيت النابغة ، وهو غلط ، إنما النَّضَدُ ما فسّره ابن السكّيت ، وهو بمعنى المنضود. قال الله جلّ وعزّ : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩)) [الواقعة : ٢٩] ، وقال في موضع آخر : (... لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) [قَ : ١٠].

قال الفَرّاء : يعني الكُفُرَّى ما دام في أكمامه فهو نضيد ، ومعناهُ منضودٌ بعضُه فوقَ بعض ، فإذا خَرج من أكمامه فليس بنَضِيد.

وقال غيره في قوله : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩)) : هو الذي نُضِد بالحَمْل من أوله إلى آخره أو بالوَرَق ليس دونَه سُوقٌ بارزة.

وقيل في قوله : «إن الكَلبَ كان تحتَ نَضَدٍ لهم» ، أي : أنه كان تحت مِشْجَب

٥

نُضّدت عليه الثيابُ والأثاثُ. وسُمّيَ السّريرُ نَضَداً لأنَ النَّضدَ عليه.

أبو عبيد عن الأصمعي قال : النَّضَدُ : هم الأعمامُ والأخوالُ ، قال الأعشى :

فقوْمُك إنْ يَضمنُوا جارةً

وكانوا بموضع أنْضادِها

أراد أنهم كانوا بموضع ذوِي شرفِها.

وأما قول رؤبة يصف جيشاً :

إذا تدانَى لم يُفَرَّج أَجَمُه

يُرْجِف أَنْضادَ الجبالِ هَزَمُه

فإن أنضادَ الجبالِ ما تراصَفَ من حجارتها بعضها فوق بعض.

ض د ف

أهمله اللّيْث.

ضفد : وقال ابن شُمَيل : المُضْفَئِدُّ من الناس والإبل : المُنْزَوِي الجلد ، البَطِينُ البادِن.

وقال الأصمعيُّ : اضْفَأَدَّ الرَّجلُ يَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً : إذا انتفَخَ من الغضب.

ض د ب : مهمل الوجوه.

ض د م

استعمل من وجوهه : [ضمد].

ضمد : قال الليث : ضَمَدْتُ رأسه بالضِّماد : وهي خِرقَةٌ تُلَفُّ على الرأس عند الادّهان والغَسْل ونحو ذلك. وقد يُوضع الضِّمادُ على الرأس للصُّداع يُضَمَّد به. قال : والمَضْدُ لغةٌ يمانيةٌ. وفي حديث طلحة : «أنه ضَمَد عينَه بالصبر».

قال شمِر : يقال : ضمَدْتُ الجُرْح : إذا جَعلتَ عليه الدواء. وقال : ضَمّدْتُه بالزَّعْفران والصبر ، أي : لطَخْتُه ، وضمّدتُ رأسَه : إذا لَفَفْتَه بخرقة.

ويقال : ضَمِد الدّمُ عليه ، أي : يَبِس وقَرِتَ. وأقرأَنا ابن الأعرابي للنابغة :

* وما هُرِيق على غَرِيّك الضَّمَدُ*

وفسره فقال : الضّمَدُ الذي ضُمِّد بالدم.

وقال الغَنَوِيّ : يقال : ضَمِد الدمُ على حلْق الشاة : إذا ذُبحت فسال الدمُ ويَبِس على جِلدها.

ويقال : رأيت على الدابة ضمْداً من الدّم وهو الذي قَرَتَ عليه وجَفّ. ولا يقال : الضَّمَدُ إلا على الدابة ، لأنه يجيء منه فيَجْمُد عليه.

قال : والغَرِيُّ في بيت النابغة مُشَبَّهٌ بالدابة.

وقال أبو مالك : اضْمُدْ عليك ثيابك ، أي : شُدّها. وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْل.

وقال ابن هانىء : هذا ضِمَادٌ ، وهو الدواء الذي يُضَمّدُ به الجرح ، وجمعهُ ضَمائد.

الحرّاني عن ابن السكيت : ضَمَدْتُ الجرحَ وغيرَه أضْمِدُه ضَمْداً. قال : والضَّمْدُ أيضاً : رَطْبُ النَّبْت ويابِسُه : إذا اختَلطا. يقال : الإبلُ تأكل من ضَمْد

٦

الوادي ، أي : من رَطْبِه ويابسه.

ويقال : أُعْطيك من ضَمْد هذه الغنم ، أي : من صغيرتِها وكبيرتها ، ودقيقِها وجَلِيلها.

وقد أَضْمَدَ العَرْفَجُ : إذا تَجَوّفَتْه الخُوصة ولم تَبْدُر منه ، أي : كانت في جوفه.

ويقال : ضَمِدَ عليه يَضْمَد ضَمَداً : إذا غَضِبت عليه.

قال أبو يوسف : وسمعت منتعجاً الكلابيّ وأبا مَهْدِيّ يقولان : الضَّمَدُ : الغابرُ الباقي من الحق ؛ تقول : لنا عند بني فلان ضَمَدٌ ، أي : غابرٌ من حقّ ، من مَعْقُلَة أو دَيْن. قال : والضَّمَدُ : أن تُخالّ المرأةُ ذاتُ الزّوج رجلاً غير زوجها أو رجلين ؛ حكاه عن أبي عمرو ، وأنشد :

لا يُخْلِصُ الدهرَ خليلٌ عَشْراً

ذات الضِّماد أو يَزُورَ القبْرَا

إني رأيتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْراً

قال : لا يدوم رجلٌ على امرأته ، ولا امرأةٌ على زوجها إلّا قَدْرَ عَشْرِ ليالٍ للغَدْر في الناس في هذا العام ، لأنه رأَى الناس كذلك في ذلك العام فوصف ما رأَى.

وقال أبو ذُؤَيْب :

أرَدْتِ لَكَيْمَا تَضْمُدِيني وصاحِبي

ألا لا أحِبِّي صاحِبي ودَعِيني

قال : والضَّمَدُ : بفتح الميم في الأصل واللسان الحقد. يقال : ضَمِد عليه يَضمِد في الأصل واللسان ضَمَداً ، قال النابغة :

ومن عصاكَ فعاقِبْه معاقبةً

تنهي الظَّلومَ ولا تَقْعد على ضَمَدِ

سلمةُ عن الفراء قال : الضِّماد : أن تصادق المرأةُ اثنين أو ثلاثةً في القَحْط لتأكُلَ عند هذا وهذا لتَشْبَع ، والله أعلم.

(أبواب) الضاد والتاء

ض ت ظ ـ ت ذ ـ ض ت ث ـ ض ت ر ـ ض ت ل : مهملات.

ض ت ن

[نتض] : قال الليث : يقال : نَتَض المحارُ نَتُوضاً : إذا خرج به داءٌ فأثار القُوَباءَ ثم تقشَّر طرائق بعضها من بعض. قال : وأَنْتَضَ العُرْجون وهو شيء طويل من الكَمْأَة يَنْقشر أعاليه ، وهو ينتض عن نفسِه كما ننتض الكَمْأَةُ الكَمْأَةَ ، والسنُّ السنَّ إذا خرجتْ فرفعتْها عن نفسها ؛ لم يجيء إلّا هذا.

قلت : هذا صحيح ، وقد سمعتُ نحواً منه من العَرَب.

وقال أبو زيد : من مُعاياة العرب قولُهم : ضأنٌ بذِي تُنَاتِضَهُ تقطع رَدْغَةَ الماء بعَنَقٍ وإرخاء. قال : يسكِّنُون الرَّدْغة في هذه الكلمة وحدها.

ض ت ف ، ض ت ب ، ض ت م : مهملات.

٧

وأهملت [الضاد مع الظاء و] الضاد مع الذال إلى آخر الحروف.

(أبواب) الضاد والثاء

ض ث ر ـ ض ث ل ـ ض ث ن ـ ض ث ف : مهملات.

ض ث ب

استعمل من وجوهه : [ضبث].

ضبث : قال الليث : الضَّبْثُ : قَبضك بكفِّك على الشيء. والناقةُ الضَّبُوث : التي يُشَكّ في سِمَنها وهُزالها حتى تُضبثَ باليد ؛ أي : تُجَسّ باليد. وقال ابن شُميْل : الضَّبْثَةُ من سِمات الإبل إِنما هي حَلْقَةٌ ثم لها خطوطٌ من وَرائها وقُدّامها ، يقال : بعير مَضْبُوثٌ ، وبه الضَّبْثَة وقد ضَبَثه ضَبْثاً ، ويكون الضَّبْث في الفخذ في عُرْضها.

أبو عبيد عن الكِسائي : الضَّبْثُ : الضَّربُ ، وقد ضُبِث به.

وقال شَمِر : ضَبَث به : إذا قَبَض عليه وأَخَذَه ، ورَجل ضُبَاثيّ : شديدُ الضَّبْثة ، أي القبضة ، وأَسَدٌ ضُبَاثيٌ. وقال رؤبة :

* وكم تخطّتْ من ضُبَاثيٍ أضِمْ*

ض ث م

ضثم : قال اللّيث : الضَّيْثَم : اسمٌ من أسماء الأسَد ، فَيْعَل من ضَثَم.

قلت : لم أسمَع ضَيْثَم في أسماء الأسد بالياء ، وقد سمعتُ ضَبْثَم بالباء ، والميم زائدة ، أصله مِنَ الضَّبْث ، وهو القَبْض على الشيء ، وهذا هو الصحيح. والله أعلم.

(أبواب) الضاد والراء

ض ر ل : مهمل.

ض ر ن : استعمل منه : [نضر ، رضن].

نضر : روَيْنا عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «نَضَّر الله عبداً سَمِعَ مَقالتي فوَعاها ، ثم أدّاها إلى من لم يَسْمَعْها».

قال شَمِر : رَوَى الرُّواةُ هذا الحرف بالتخفيف. قال : ورُوِي عن أبي عُبيدة بالتخفيف ، وفسّره فقال : جعله الله ناضراً. قال : ورُوِي عن الأصمعي فيه التشديد ، نضَّر الله وجهَه ؛ وأنشد :

نَضَّر الله أعظُماً دَفَنُوها

بِسِجِسْتانَ طَلحةَ الطَّلَحاتِ

وأنشد شَمِر قولَ جرير :

* والوجْهُ لا حَسَناً ولا مَنْضورا*

لا يكون إلّا مِن : نَضَرَه الله بالتخفيف ، وفسّره وقال شَمِر : وسمعتُ ابن الأعرابي يقول : نَضَره اللهُ فَنَضر يَنْضُر ، ونَضِر يَنْضَر.

وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : نَضَر الله وجْهَه ، ونَضِر وأنضَر ، ونَضره الله بالتخفيف ، وأَنْضر.

٨

وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢)) [القيامة : ٢٢] ، قال مُشرِقةٌ بالنعيم : قال : وقوله : (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤)) [المطففين : ٢٤] ، قال : بَريقُه ونَداه.

وقال الزجاج في قول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣)) [القيامة : ٢٢ ، ٢٣] قال : نَضَرتْ بنعيم الجنة ، والنَّظرِ إلى ربها جلّ وعزّ.

قلتُ : ومعنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نضّر الله عبدا»، أي : نعَّم الله عبداً. والنَّضرةُ : النِّعمة.

وقال أبو عُبيد : أخْضَر ناضِرٌ : معناه : ناعم.

أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : النّاضِرُ في جميع الألوان.

قلتُ : كأنه يُجيز أن يقال : أبيضُ ناضرٌ ، وأخضرُ ناضرٌ ، وأحمرُ ناضرٌ ، ومعناه : الناعم الذي له بَريقٌ من رَفِيفه ونَعْمته.

وقال اللّيثُ : نَضَر اللّوْنُ والورق والشجرُ يَنْضُر نَضْرةً ونُضوراً ونَضارةً ، وهو ناضرٌ : حَسَنٌ. وقد نَضَر ه‍ الله وأنضره.

ويقال : جارِيَةٌ غَضّةٌ نضرةٌ ، وغلامٌ غَضٌ نضِير. وقد أنْضر الشجرُ : إذا اخضَرّ ورقُه ؛ وربما صار النَّضْر نعتاً ، يقال : شيءٌ نَضْرٌ ونَضير وناضر. ويقال : أخضرُ ناضِر ، كما يقال : أبيضُ ناصِعٌ.

أبو عبيد : النّضِيرُ : الذّهَب.

وقال الأعشى :

إذا جُرِّدتْ يوماً حسِبْت خَمِيصةً

عليها وجِرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامصا

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : النَّضْرةُ : السَّبيكةُ من الذّهَب. والنَّضْرة : نعيمُ الوجه.

ابن شُمَيل عن أبي الهُذَيل : نَضر الله وجهَه ، ونَضر وجهُه سواء.

أبو عمرو : وهو النُّضار والنَّضْر والنَّضِير للذهب. وفي حديث إبراهيم : لا بأسَ أن يشرب في قَدَح النُّضار.

قال شَمِر : قال بعضهم : معنى النضار هذه الأقداحُ الحُمُر الجيشانيّة ، سُمِّيت نُضاراً.

قال : وقال ابن الأعرابي : النُّضار : النَّبْع.

قال : والنُّضارُ : شجرُ الأثْل. والنُّضارُ : الخالصُ من كل شيء. وقال يحيى بن نُجيم : كلُّ أثْلٍ ينبت في جَبَل فهو نُضَار.

وقال الأعشى :

تراموْا به غَرَباً أو نُضاراً

وقال المُؤَرِّج : النُّضار من الخلاف يُدفَن خشبُه حتى يَنْضر ، ثم يعمل فيكون أمكنَ لعامله في تَرْقيقه. وقال ذو الرُّمَّة :

نُقِّح جِسمي عند نُضار العُودِ

بعد اضطراب العُنُق الأُمْلُودِ

قال : نُضاره حُسْنُ عُودِه ، وأنشد :

* القَوْمُ نَبْع ونُضارٌ وعُشَرْ*

وزعم أن النُّضار تُتَّخَذ منه الآنية التي

٩

يُشْرب فيها. قال : وهي أجوَدُ العِيدان التي يُتَّخذ منها الأقداح.

وقال الليث : النُّضارُ : الخالصُ من جَوْهر التِّبر والْخشب ؛ وجمعه أنْضر. يقال : قَدحٌ نُضار ، يُتَّخذ من أَثْلٍ وَرْسِيّ اللَّوْن يكون بالغَوْر. قال : وذهبٌ نُضارٌ ؛ صار ههنا نعتاً. والنَّضْرُ : الذهبُ ، وجمعه أنْضر. وأنشد :

كَناحِلَةٍ من زَيْنها حَلْيَ أنْضُرٍ

بغير نَدى مَن لا يُبَالي اعْتِطالها

رضن : قال الليث : المرْضُون : شِبْه المنْضُود من حجارة أو نحوِ ذلك ، يُضَمّ بعضُها إلى بعض في بناء أو غيره. وفي «نوادر الأعراب» : رُضِن على قَبْره ، وضُمِد ونُضِدَ ورُثِدَ ، كلُّه واحد.

ض ر ف

ضفر ، ضرف ، فرض ، [رفض] ، رضف : مستعملة.

ضفر : قال الليثُ : الضفْرُ : حِقْفٌ من الرَّمْل عَرِيضٌ طويلٌ ؛ ومنهم من يُثَقِّل. وأنشد :

* عَرَانِكٌ من ضَفَرٍ مأْطُورِ*

أبو عُبيد عن أبي عَمرو : الضَّفْرة من الرمل : المنعقِّد بعضُه على بعض ؛ وجمعه ضَفِر.

وقال الأصمعي : أَفَر وضَفَر : إذا وَثَب في عَدْوِه ونحو ذلك.

قال أبو عمرو : وفي حديث عليّ : «أن طَلْحَة بن عُبيد الله نازعه في ضَفِيرة وكان عليٌ ضَفَرها في وادٍ ، وكانت إحدى عُدْوَتَي الوادي له ، والأُخرى لطلحة ؛ فقال طلحة : حَمَل علَى السُّيول وأَضَرَّ بي».

قال شَمِر : قال ابنُ الأعرابي : الضَّفِيرةُ مثل المُسَنّاة المستطيلة في الأرض ، فيها خَشَبٌ وحجارة ؛ ومنه الحديث : «فقام على ضَفِير السُّدّة».

قلت : أُخِذت الضَّفيرةُ من الضَّفْر ، وهو نَسجٌ قَوِيُّ الشّعر وإدخالُ بعضه في بعض معترضاً ؛ ومنه قيل للبِطَان المُعَرَّض : ضَفْرٌ وضَفِير.

ويقال للذُّؤابة : ضَفِيرة : وكلُّ خصلةٍ من خُصَل الشّعرِ تُضْفَر قُواها فهي ضفيرة وجمعها ضفائر. وفي حديث أمّ سَلَمة أنها قالت للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني امرأة أشُدّ ضَفْرَ رأسي أفأنقضُه للغُسْل؟» فقال : «إنما يَكفيك ثلاثُ حَثَيَاتٍ من الماء».

قال الأصمعي : الضفائر والضمائر والجمائر ، وهي غدائر المرأة ، واحدتها ضَفيرة وضَميرة وجَميرة. وقال ابن بُزُرْج : يقال : تضافر القومُ على فلان ، وتظافروا عليه ، وتظاهروا بمعنًى واحد ، كلّه إذا تعاونوا وتجمّعوا عليه وتضابَرُوا عليه مثلُه.

١٠

قال أبو زيد : الضفيرتان للرجال دون النساء ، والغدائرُ للنساء.

ضرف : ثَعلب عن ابن الأعرابي : الضَّرِفُ : شجرُ التِّين ، ويقال لثمرة البَلَس ؛ الواحدةُ ضَرفة.

قلت : وهذا غريب.

رضف : قال اللّيث : الرَّضْفُ : حجارةٌ على وجه الأرض قد حَمِيَتْ. وشِواءٌ مَرضوفٌ : يُشْوَى على تلك الحجارة.

والحَمَلُ المرضوفُ : تُلْقَى تلك الحجارةُ إذا احمرت في جوفه حتى ينشوي الحَمَل.

والرَّضْفَةُ : سِمَةٌ تُكْوَى برضفةٍ من حجارة حيثُما كانت.

والرَّضْفُ : جِرْمُ عظامٍ في الرُّكْبة ، كالأصابع المضمومة قد أخذَ بعضُها بعضاً ؛ والواحدة رَضْفَةٌ. ومنهم من يُثَقِّل فيقول : رَضَفة.

أبو عُبَيد عن أبي عُبيدة : جاء فلانٌ بمُطْفِئَة الرّضْف.

وقال الليث : مُطْفِئةُ الرَّضْف : شَحْمةٌ إذا أصابت الرَّضْفَة ذابت فأخْمَدَته.

قال : وأصلُها أنها داهيةٌ أنْسَتْنا التي قبلها فأطفأتْ حرّها.

قلت : والقولُ ما قال أبو عُبَيْدة.

وقال شَمِر : قال الأصْمَعِيّ : الرَّضْفُ : الحجارةُ المُحْماة بالنار أو الشمس ؛ واحدتُها رَضْفة. قال الكُمَيْت بن زيد :

أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النَّطَّاسِيِّ واحذَرُوا

مُطَفِّئَةَ الرَّضْفِ التي لا شِويَ لها

قال : وهي الحيّةُ التي تمُرُّ على الرّضْف فيُطْفِىءُ سَمُّهُ نارَ الرّضف.

قال أبو عمرو : الرّضْفُ : حجارةٌ يُوقَد عليها حتى إذا صارت لَهَباً أُلْقِيَتْ في القِدْرِ مع اللحم فأنْضَجَتْه. وقال الكُمَيْت :

ومَرْضُوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخ طاهياً

عَجِلتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرَا

وفي حديث حُذيفة أنه ذكر فِتَناً فقال : «أتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمِي بالنَّشَف ، ثم التي تليها تَرْمي بالرَّضْف».

قلت : ورأيت الأعراب يأخذون الحجارةَ فيُوقدون عليها فإذا حَمِيَت رَضَفُوا بها اللّبن الحَقِين الذي قد بَرَد. ورُبّما رَضَفُوا الماءَ للخيل إذا بَرَد الزّمان.

قال النَّضرُ في كتاب «الخيل» : وأما رَضْفُ رُكبَتَي الفرسِ فما بين الكُراع والذّراع ، وهي أعظمٌ صغارٌ مجتمعةٌ في أعلى رأسِ الذراع.

وقال شَمِر : سمعت أعرابيّاً يصف الرضائف وقال : يُعمَد إلى الْجَدْيِ فيُلْبَأُ من لبن أمّه حتى يمتلىء ثم يذبح فيُزَقَّق من قِبل قفاه ، ثم يُعمَد إلى حجارة فتُحرق بالنار ، ثم توضع في بطنه حتى يَنْشويَ.

١١

وأنشد بيت الكُميت الذي كتبناه.

فرض : قال الله عزوجل : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) [النور : ١] ، وقُرىء : (وفَرَّضناها) فمن خفّف أراد : ألزمناكم العملَ بما فُرِض فيها. ومن شدد فعلى وجهين : أحدهما على التكثير على معنى : إنّا فرَضنا فيها فُروضاً ؛ ويكون على معنى بيّنا وفصّلنا ما فيها من الحلال والحرام والحدود.

وقال جلّ وعزّ : (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) [التحريم : ٢] ، أي : بيّنها.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الفَرْضُ : الحَزُّ في القِدْح وفي الزَّنْد وفي البُسْر وغيره. قال : ومنه فرضُ الصلاة وغيرها إنما هو لازمٌ للعبد كلزوم الحَزّ للقِدْح.

قال : والفَرضُ ضربٌ من التمر ؛ وأنشد :

* إذا أكلتُ سمكاً وفَرْضاً*

قال : والفَرْضُ : الهِبَة. يقال : ما أعطاني قَرضاً ولا فَرْضاً.

قال : والفَرْضُ : القراءة. يقال : فرَضْتُ جُزئي ، أي : قرأتُه.

قال : والفَرضُ : السُّنة. فرَض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أي : سنّ.

وقال غيره : فرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أي : أوجب وجوباً لازماً. وهذا هو الظاهر.

أبو عُبَيْد : الفَرضُ : التُّرسُ.

وأنشد :

أرِقْتُ له مِثلَ لَمْعِ البَشير

قَلَّبَ بالكَفِ فَرضاً خَفيفَا

وقال الله جلّ وعزّ : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ) [البقرة : ١٩٧] ، أي : أوجبه على نفسه بإحرامه.

وقال الليث : الفَرْضُ : جُنْدٌ يَفترِضون.

وقال الأصمعي : يقال : فرض له في العطاء يَفرِض فَرضاً. قال : وأفرض له : إذا جعل له فريضة.

والفَرْضُ : مصدر كلِّ شيءٍ تَفْرِضه فتوجبه على إنسان بقدْرٍ معلوم ؛ والاسم الفريضة.

وقال الأصمعيّ : فَرَض مِسواكه فهو يَفرضُه فَرضاً : إذا قَرضه بأسنانه.

قال : والفارِضُ : الضَّخْمُ من كلّ شيء ؛ الذَّكَر والأنثى فيه سواء ، ولا يقال : فارضةٌ.

قال الله جلّ وعزّ : (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ) [البقرة : ٦٨].

قال الفرّاء : الفارِضُ : الهَرِمةُ ، والبِكر : الشَّابَّةُ.

ويقال من الفارض : فَرَضَتْ وفَرُضَت ، ولم يُسمع بِفَرَضَ.

وقال الكسائي : الفارض : الكبيرةُ العظيمة ؛ وقد فَرَضت تفرِض فُروضاً.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الفارض : الكبير.

١٢

وقال أبو الهيثم : الفارضُ : المُسِنّة.

وقال الأصمعي : الفُرْضةُ : المَشْرَعةُ ، وجمعُها فِراض. يقال : سقاها بالفِراض ؛ أي : من فُرْضَة النهر. والفُرْضةُ : هي الثُّلْمةُ التي تكون في النهر. وفُرضَةُ القوْس : الحَزُّ الذي يقع عليه الوَتر.

وفرضةُ الزَّنْد : الحَزُّ الذي فيه.

وأخبرني المُنْذِرِيُّ عن أبي الهيْثم أنه قال : فرائضُ الإبل : التي تحت الثَّنِيِّ والرُّبُع.

يقال للقَلُوص التي تكون بنتَ سنةٍ وهي تؤخذ في خمس وعشرين : فريضةٌ. وللتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لبون بنت سنتين : فريضةٌ. وللتي تؤخذ في سِتّ وأربعين وهي حِقّةٌ وهي بنتُ ثلاثِ سنين : فريضةٌ ، وللتي تُؤخذ في إحدى وستين : جَذَعَةٌ ، وهي فريضتُها ، وهي بنتُ أربع سنين ؛ فهذه فرائضُ الإبل.

وقال غيره : سُمِّيت فريضةً لأنها فُرِضَتْ ، أي : أُوجِبت في عددٍ معلوم من الإبل ، فهي مَفروضةٌ وفريضة ، وأُدخِلت الهاء فيها لأنها جُعلت اسماً لا نعتاً.

وقال الليثُ : لِحْيَةٌ فارضةٌ : إذا كانت ضخمةً.

ويقال : أضمر عَلَيَّ ضِفْناً فارضاً ، وضفينَةً فارضاً بغير هاءٍ ، أي : عظيماً كأنه ذو فَرْض ، أي : حَزّ. وقال الرّاجز :

* يا رُبَّ ذي ضِفْن عليّ فارض *

ورجالٌ فُرَّضٌ ضخام ، واحدُهم فارض.

أبو عُبَيد عن أبي زيد : الفَرْض : العَطِيَّة وقد أفرضتُه إفراضاً.

ابن السِّكِّيت : يقال : ما لهم إلا الفريضتان ، وهما الجَذَعةُ من الغنم ، والحِقّةُ من الإبل.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لذَكَر الخَنَافس : المُفَرَّض والحَوّازُ والكَبَرْتَلُ.

أبو عبَيد : يقال للرجل إذا لم يكن عليه ثوب : ما عليه فِرَاض. وقال أبو الهيثم : معناه : ما عليه سِتر.

رفض : قال الليث : الرَّفْضُ : تركُك الشيءَ ، تقول : رفَضَني فرفَضتُه. قال : والروافض : جنودٌ تركوا قائدَهم وانصرفوا ، فكلّ طائفة منهم رافضة. والنَّسَب إليهم رافِضِيّ.

وذكر عُمر بن شَبَّة عن الأصمعي أنه قال : سُمُّوا رافضةً لأنهم كانوا بايعوا زيدَ بنَ عليّ ثم قَالوا له : ابْرَأْ من الشَّيْخَيْن نُقاتلْ معك ، فأبى ، وقال : كانَا وزيرَيْ جَدِّي ، فلا أَبرَأُ منهما ، فرفَضوه وارْفَضُّوا عنه ، فسُمُّوا رافضة.

وقال ابنُ السكّيت : في القِرْبةِ رَفْضٌ من الماء ، وفي المَزادة رَفضٌ من الماء ، وهو الماءُ القليلُ ، هكذا رَفْض بسكون الفاء.

وأمّا أبو عُبَيد فإنه رَوَى عن أبي زيد أنه قال : في القِرْبة رَفَضٌ من ماء ومن لَبَن مثل الجُزْعة ، وقد رَفَّضْتُ فيها تَرْفيضاً.

١٣

قال : وقال الفرّاء : الرَّفَض : الماءُ القليل.

وقال ابن السكّيت : يقال : رَفَضْتُ إبلي أَرْفِضُها رفضاً : إذا تركتَها وخلّيتَها وتركتَها تَبَدَّد في مَرعاها وتَرعَى حيث أحبّت ، ولا تَثْنِيها عن وجهٍ تريده ، وهي إبلٌ رافضة ، وإبلٌ رافِض وإرْفاض رَفَضتْ تَرفِض ، أي : ترعَى وحدَها والراعي يُبصِرها قريباً منها أو بعيداً لا تُتعِبُه ولا يَجمعها ، وقال الراجز :

سَقْياً بحيثُ يُهمَل المُعَرَّض

وحيثُ يَرْعَى وَرَعِي وأرفِضُ

وقال غيره : رُمحٌ رَفيض : إذا تقصَّد وتكسَّر. وأنشد :

ووَالَى ثلاثاً واثنتَيْن وأربعاً

وغادرَ أُخرى في قناةِ رَفِيضِ

وارفَضّ الدمعُ ارفِضَاضاً : إذا تتابَع سَيَلانُه وقَطَرانه ، ويقال : راعٍ وقُبَضَةٌ رُفَضَة ، فالقُبَضَة. التي يسوقُها ويجمَعُها ، فإذا صارت إلى الموضع الذي تحبه وتهواه تركَها ترعَى كيف شاءت ، فهي إبلٌ رَفَضٌ.

وسمعتُ أعرابياً يقول : القومُ رَفَضٌ في البيوت ، أراد أنهم تفرّقوا في بيوتِهم.

والناسُ أَرفاض في السَّفر ، أي : متفرِّقون ويقال : لشَرَك الطريق إذا تفرّقتْ. رِفَاضٌ.

وقال رُؤْبة :

* بالعِيسِ فوقَ الشَّرَك الرِّفَاض *

وهي أخاديدُ الجادّة المتفرِّقة. ومَرافِض الأرض : مَساقِطُها من نواحي الجبال ونحوِها الواحد مَرْفَض. وترفَّض الشيءُ : إذا تكسَّر.

أبو عُبَيد عن الفرّاء : أَرفَض القومُ إبلَهم : إذا أرسلوها بلا رِعاء ، وقد رفَضَت الإبلُ إذا تفرّقتْ.

ض ر ب

ضرب ، ضبر ، رضب ، ربض ، برض ، بضر : مستعملة.

ضرب : ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الضَّربُ : الشكْلُ في القَدّ والخَلْق.

الحرّانيّ عن ابن السِّكِّيت قال : الضَّربُ الصِّنف من الأشياء ؛ يقال : هذا من ضَربِ ذاك ، أي : من نحوه ، وجمعُه ضروب. قال : والضَّربُ : الرجلُ الخفيف اللّحم. وأنشد قَول طرَفة :

أنا الرجلُ الضَّرْب الذي تعرفونه

خَشَاشٌ كرأْسِ الحيَّة المتوقِّدِ

قال : والضربُ : مصدر ضربتُه ضَرْباً.

وضربْتُ في الأرض : أَبتغِي الخيرَ من الرِّزق. وقال الله تعالى : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) [النساء : ١٠١] ، أي : سافرتُم.

والضرْبُ أيضاً من المطَر : الخفيفُ.

وقال الله جلّ وعزّ : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ

١٤

الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥)) [الزخرف : ٥] ، معناه : أفنضرب القرآنَ عنكم ولا ندعوكم إلى الإيمان به (صَفْحاً) ، أي : معرضين عنكم. أقامَ (صَفْحاً) ـ وهو مَصدر ـ مقام صافِحين ، وهذا تقريعٌ لهم وإيجابُ الحجة عليهم وإن كان لفظُه لفظَ استفهام.

ويقال : ضرَبْتُ فلاناً عن فلان ، أي : كفَفْتُه عنه ، فأَضرَبَ عنه إضراباً : إذا كفّ والأصل فيه : ضرْبُ الرجل دابّتَه أو راحلتَه عن وجهٍ نَحَاهُ : إذا صرفه عن وجهٍ يريده ، وكذلك قَرَعه وأقْرَعه مثلُه.

وقال الليث : أضرَبَ فلانٌ عن الأمر فهو مُضرِب : إذا كَفَّ. وأنشد :

أصبحتُ عن طلب المعيشةِ مُضرِباً

لمَّا وثِقتُ بأن مالَكَ مالي

قال : والمُضرِب : المقيمُ في البيت ، يقال : أضرَب فلانٌ في بيته ، أي أقام فيه. ويقال : أضرَبَ خُبْزُ المَلَّة فهو مُضْرِب : إذا نَضج وآن له أن يُضرَب بالعصا. ويُنفَض عنه رمادُه وترابُه.

وقال ذو الرُّمة يصف خُبْزةً :

ومضروبةٍ في غير ذنبٍ بريئةٍ

كسرتُ لأصحابي على عَجَلٍ كسراً

ابن السكيت : يقال : أضرب عن الأمر إضراباً. أضرب في بَيْته : إذا أقام ؛ حكاها أبو زيد. قال : وسمعتُها من جماعة من الأعراب.

وقد أَضرب الرجُل الفَحل الناقةَ يُضْرِبها إضراباً ، فضربها الفحلُ يَضربها ضَرْباً وضِراباً وقد ضَرب العِرق يضرب ضرباناً وَضَرب في الأرض ضَرباً.

وقال اللّيث : ضَربتِ المخَاضُ : إذ شالتْ بأَذنابها ، ثم ضَربتْ بها فُروجها ومَشَت ؛ فهي ضَوَارِبُ.

وقال أبو زيد : ناقةٌ ضارب : وهي التي تكون ذَلُولاً ، فإذا لَقِحَتْ ضربَتْ حالِبَها من قُدّامها ؛ وأنشد :

* بأَبْوَالِ المخَاضِ الضَّوَارِبِ *

وقال أبو عبيدة : أراد جمع ناقةٍ ضارِب ؛ روَاه ابنُ هانىء.

وقال اللّيث : ضربَ يده إلى عمل كذا ، وضرب على يَدِ فلان : إذا مَنعه عن أمرٍ أَخذ فيه ؛ كقولك : حَجَرَ عليه.

قال : والطَّيْر الضَّوارب : المخترقاتُ في الأرض ؛ الطالباتُ أرزاقَها.

وضرب الدهرُ من ضربَاته ، إن كان كَذَا وكذا.

وضربَ العِرْق ضرباً وضربَاناً : إذا آلمه.

وقال : الضَّريبةُ : كلُّ شيء ضربته بسَيْفك من حَي أو ميِّت ؛ وأَنشد لجرير :

وإذا هَزَزْتَ ضريبةً قطَّعتها

فضيْتَ لا كَزِماً ولا مَبْهُوراً

١٥

وقال ابن السكيت : الضّريبة : الصُّوف أو الشَّعر يُنفش ثم يُدْرَج ليُغزَل ؛ فهي ضرائبُ والضريبةُ : الخليقة ؛ يقال : خُلق الإنسانُ على ضرائب شتى ، وقولُ الله عزوجل : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١)) [الكهف : ١١] ، معناه : أَنمنَاهم. والأصل في ذلك : أنَّ النائم لا يسمَع إذا نام ، وفي الحديث «فَضَرَبَ اللهُ عَلَى أَصْمِخَتِهِم»، أي : ناموا فلم ينتبهوا.

والصِّماخ : ثَقْب الأُذُن.

ويقال : ضرب البعير جهَازه : وذلك إذا نَفَرَ فلم يَزلْ يَلتبط يَنْزُو حتى طَوَّحَ عن ظهره كلَّ ما عليه من أدَاته وحِمْله.

شمر عن ابن الأعرابي : ضُربت الأرض وجُلدت وصُفِعت ، وقد ضرِب البَغْلُ وجَلِدَ وصَقِع.

قال : وأضربَ الناسُ وأُجلدوا وأُصقعوا كلّ هذا من الضّريب والصقيع والجليد الّذي يقعُ بالأرض.

وقال اللّيث : أَضربت السَّمائمُ الماء حتى أنشفته الأرضُ. والرِّيحُ والبَرْد يُضرب النباتَ إضراباً ، وقد ضرب النباتُ ضرباً فهو نباتٌ ضرب ، أضرَّ به البَرْد.

أبو زيد : أرضٌ ضربةٌ : إذا أصابَها الجَليدُ فأحرق نباتَها. وقد ضَربت الأرضُ ضَرباً ، وأَضربهَا الضّريب إضراباً.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : إذا صُبَّ بعضُ اللّبن على بعض فهو الضريب.

قال : وقال بعض أهل البادية : لا يكون ضريباً إلّا مِنْ عِدّةٍ من الإبل ، فمنه ما يكون رَقيقاً ، ومنه ما يكون خاثراً.

وقال ابن أحمر :

وما كنتُ أَخشى أن تكونَ منيّتي

ضَريبَ جلاد الشَّوْلِ خَمْطاً وصافِيا

وذكر اللّحياني أسماءَ قِداح المَيْسر الأوّل والثاني ثمّ قال : والثالث الرَّقيب ، وبعضُهم يسمِّيه الضَّرِيب ؛ وفيه ثلاثة فُروض ، وله غُنْم ثلاثة أنصباءَ إن فازَ ، وعليه غُرْمُ ثلاثة أنصباء إن لم يَفُز.

وقال غيرُه : ضَريبُ القِداح هو الموكَّل بها ، وأَنشدَ للكُمَيت :

وعَدَّ الرَّقيبُ خِصَالَ الضريبِ

لا عَنْ أَفَانِينَ وَكْساً قِمارَا

ويقال : فلان ضَريبُ فلان ، أي : نظيرُه.

قال : والضريبُ : الشهيد ؛ وأنشد بعضُهم قَول الجميح يَمدَح قوماً :

يَدِبُّ حُمَيَّا الكأسِ فيهمْ إذا انْتَشَوْا

دَبيبَ الدُّجى وَسْطَ الضريب المُعَسّلِ

وقال ابن السّكيت : الضربُ : العسلُ الأبْيض الغليظ ؛ يقال : قد استضرب العسلُ : إذا غَلُظَ ؛ وأَنشَد :

* كأَنَّما رِيقَتُه مِسْكٌ عليه ضربُ*

والضرَبُ : يُذكَّر ويؤنَّث ، وقال الهذَلي في تأنيثه :

١٦

فما ضَرَبٌ بيضاءُ يأوِي مَلِيكُها

إلى طُنُفٍ أَعيَا بِرَاقٍ ونازِلِ

وقال الليث : الاضطرابُ : تَضرُّبُ الوَلَد في البَطْن. ويقال : اضطَرب الحَبْلُ بين القوم : إذا اختلفتْ كَلِمتُهم.

ورجلٌ مضطربُ الخَلْق : طويلٌ غيرُ شديدِ الأَسر.

والضَّاربُ : السابح في الماء ؛ وقال ذو الرُّمّة :

* كأنّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَجِبُ*

قال : والضَّرْب يقع على جميع الأعمال إلّا قليلاً : ضَرْبٌ في التّجارة ، وفي الأرض ، وفي سبيل الله.

والضَّريبةُ : الغَلَّة تُضرَب على العبد ؛ يقال : كم ضريبةُ عبدِك في كلّ شهر.

والضَّريبة : الصُّوفُ يُضرَب بالمِطرَق.

والضَّرِيبة : الطبيعة ؛ يقال : إنه لكَريم الضَّرائب.

والضَّرائبُ : ضرائبُ الأَرَضين في وظائف الخَراج عليها.

والضاربُ : الوادِي الكثيرُ الشجَر ؛ يقال : عليك بذلك الضارِب فانْزِلْه ؛ وأَنشَد :

لَعمرُك إنّ البيتَ بالضارِبِ الّذي

رأيتَ وإن لَم آتِهِ ليَ شائِقُ

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : ضَرّبَتْ عَيْنُه وسَدّت وحَجَّلت ، أي : غارت.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : الدِّيمةُ : مَطرٌ يدوم مع سكون ؛ والضَرْب فوق ذلك قليلاً.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المَضارِبُ : الحَيلُ في الحُروب. قال : والتّضريبُ : تحريضُ الشُّجاع في الحَرْب ؛ يقال : ضرَبَه وحرَّضه.

قال : والمِضْرَبُ : فُسْطاطُ المَلِك.

ويقال : ضَربتْ فيه فلانةُ بِعرْقٍ ذِي أَشَبٍ : إذا عَرَّقت فيه عِرْقَ سَوْء.

والمُضارَبَة : أن تعطِيَ إنساناً من مالِك ما يتجّر فيه ، على أن يكون الرِّبْح بينكما ؛ وكأنّه مأخوذٌ من الضَّرْب في الأرض لطَلَب الرِّزق ، قال الله تعالى : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ) [المزمل : ٢٠] ، وعلى قياسِ هذا المعنى.

يقال للعامل : ضارِب ؛ لأنّه هو الّذي يَضرِبُ في الأرض.

وجائزٌ أن يكون كلُّ واحد منهما يُضارِبُ صاحبَه ، وكذلك المُقَارِض.

وقال النَّضر : المُضارِبُ : صاحبُ المال والّذي يأخذ المالَ كلاهما مُضارِب ، هذا يُضارِبُه وذاكَ يُضارِبُه. وبساطٌ مُضَرَّبٌ : إذا كان مَخِيطاً وفلانٌ يَضرِب المجدَ ، أي : يَكسِبُه ويَطْلُبه. وقال الكُمَيت :

رَحْبُ الغِناءِ اضطرابُ المَجدِ رَغْبَتُهُ

والمجدُ أنفعُ مضروب لِمُضْطَرِبِ

١٧

ويقال للرّجل إذا خاف شيئاً فخَرِق في الأرض جُبْناً : قد ضَرَب بذَقَنه الأرض.

وقال الرّاعي يصف غِرْباناً ، خافتْ صَقْراً :

ضَواربُ بالأَذقان مِن ذي شَكِيمَةٍ

إذا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ المتوقِّدِ

أي : مِنْ صَقْر ذي شَكِيمة ، وهو شدّةُ نفسه.

ويقال : رأيتُ ضَرْبَ نِساءٍ ، أي : رأيت نساء. وقال الراعي :

وضَرْبَ نِساءٍ لو رآهنّ ضارِبٌ

له ظُلّةٌ في قُلَّةٍ ظَلَّ رانِيَا

وقال أبو زيد : يقال : ضَرَبتُ له الأرضَ كلَّها ، أي : طَلَبْته في كلّ الأرض. ويقال : جاءَ فلانٌ يَضرِب ، أي : يُسرع. وقال المُسيّب :

فإنَّ الذي كنتُم تَحذَرونْ

أَتَتْنَا عيونٌ به تَضرِبُ

قلتُ : ومِن هذا قولُ عليّ رضي‌الله‌عنه حين ذَكَر فِتنةً. وقال : فإذا كان ذلك ضَرَب يَعسوبُ الدِّين بذَنَبه، أي : أَسرَع الذَّهابَ في الأرضِ فراراً من الفِتَن ؛ وأنشَدني بعضُهم :

ولكنْ يُجابُ المستغيثُ وخَيْلُهمْ

عليها كُمَاةٌ بالمنِيّة تَضرِبُ

أي : تُسرع. يقال : جاءنا راكبٌ يَضرِب ويُذَبِّب ، أي : يُسرع.

وقال ابنُ السكّيت : يقال للنّاقة إذا كانت مَهزولةً : ما يُرِمُّ فيها مَضرَبْ. يقول : إذا كُسِر قَصَبُها لَم يُصَبْ فيه مُخّ. ويقال : ما لفِلان مَضْرَبُ عَسَلةٍ ، ولا يُعرَف له مَضرِبُ عَسَلةٍ : إذا لم يكن له نَسَبٌ معروف ، ولا يُعرف إعراقُه في نَسَبه.

وقال أبو عبيدة : ضَرَبَ الدهرُ بيننا ، أي : بَعَّد ما بيننا. وقال ذو الرّمة :

فإن تَضرِب الأيّامُ يا مَيَّ بينَنَا

فلا ناشِرٌ سِرّاً ولا متغيِّرُ

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : ضَرْبُ الأَرضِ : البولُ والغائطُ في حُفَرها.

قال : والضارب : المتحرِّك ، والضارِب : الطويل من كلّ شيء ؛ ومنه قوله :

* ورابَعَتْني تحتَ ليلٍ ضارِبِ *

وفي الحديث : النَّهْيُ عن ضَرْبة الغائص، وهو أن يقول الغَائِصُ للتاجر : أغُوص غَوْصَةً فما أخرجتُه فهو لك بكذا ؛ فيتَّفقان على ذلك ، ونَهَى عنه لأنّه غَرَر ، وقولُ الله جلّ وعزّ : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) [يس : ١٣]. قال أبو إسحاق : معنى قوله : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) : اذكر لهم مثلا.

ويقال : عِنْدي من هذا الضَّرْب ، أي : على هذا المِثال. فمعنى : (اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) : مَثِّل لَهُم مَثَلاً.

قال : و «مَثَلاً» منصوبٌ لأنّه مفعولٌ به.

ونَصَب قولَه : «أَصْحابَ الْقَرْيَةِ» لأنّه بَدَلٌ

١٨

من قوله : «مَثَلاً» ؛ كأنه قال : اذكرْ لهم أصحابَ القَرْية ، أي : خَبَر أصحابَ القَرْية.

رضب : قال الليث : الرُّضابُ : ما يَرْضُبُ الإِنسانَ مِن رِيقه ؛ كأنّه يمتصّه. وإذا قَبَّل جاريتَه رَضَبَ ريقَتَها.

وقال ابن الأعرابيّ : الرُّضَابُ : فُتاتُ المِسْك. والرَّضْب : الفِعْل. قال : والمَراضِبُ : الأَرْياقُ العَذْبة.

وقال أيضاً : الرُّضابُ : قِطَعُ الثَّلْج والسُّكّر والبَرَد ؛ قاله عُمارة بنُ عَقيل.

والرُّضاب : لُعاب العَسَل ، وهو رَغْوَتُه.

وقال اللّيث : الراضِبُ : ضَرْبٌ من السِّدْر ، والواحدة راضِبَة.

وقال أبو عمرو : رَضَبَت السماءُ وهَضَبَتْ ، ومطرٌ رَاضب ، أي : هاطِل.

قال الأصمعيّ : رُضاب الفَم : ما تَقطَّع من رِيقِه. ورُضاب النَّدَى : ما تَقطَّع منه على الشَّجَر ، ورُضابُ المِسْك : قِطَعُه.

برض : أبو عُبَيد عن الأصمعيّ : البُهمَى أوّلُ ما يَبدُو منها البارِض ؛ فإذا تَحرَّك قليلاً فهو جَمِيم ، وقال لَبيد :

يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً فِي النَّدَى

مِن مَرابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ

وقال اللّيث : يقال : بَرَض النَّباتُ يبرُض بُرُوضاً ، وهو أوّل ما يُعرَف ويتناوَل منه النَّعَم.

أبو عبيد عن أبي زيد قال : إذا كانت العَطيَّة يسيرةً قلتَ : بَرَضْتُ له أبْرُض بَرْضاً. ويقال : إنّ المال لَيَتَبرَّض النّباتَ تبرُّضاً ، وذلك قبلَ أن يَطول ويكون فيه شِبَع المال ، فإذا غَطَّى الأرضَ ووَفَّى فهو جَميم.

وتَبرَّضْتُ ماءَ الحِسْيِ : إذَا أخذتَه قليلاً قليلاً. وتبرَّضْتُ فلاناً : إذا أصبْتَ منه الشيءَ بعد الشيء وتَبلَّغْتَ به. وأمّا قولُ امرىء القَيْس :

* ... فانتَحَى لليَرِيض*

فإن اليَريض بياءيْن والراء بينهما ، وهو وادٍ بعينِه. ومن رَواه : البَريض بالباء قَبْلَ الرّاء فقد صَحَّف. وقولُه :

وقد كنتُ بَرّاضاً لها قبلَ وصْلها

فكيف ولَدَّتْ حَبْلها بحِباليَا

معناه : أنَّه كان يُنيلُها الشيءَ بعد الشيء قبل أن واصَلَتْه ، فكيف وقد عَلِقْتُها الآن وعَلِقَتْني.

والبَرّاضُ بنُ قيس : أحدُ فُتَّاكِ العَرب معروفٌ ، وبفتْكه بعُرْوة الرَّحّال هاجَتْ حربُ الفِجار بين كِنانة وقيسِ غَيْلان.

وقال الليث : التبرُّضُ : التبلُّغُ بالبُلْغة من العَيْش ، والتطلُّبُ له من هُنا وهنا قليلاً قليلاً.

وتَبرّضتُ سَمَلَ الحَوضِ : إذا كان ماؤُه

١٩

قليلاً ، فأخذتُه قليلاً قليلاً.

وقال الشاعر :

وفي حِياض المَجْد فامتلأَتْ به

بالرّيّ بعدَ تَبرُّض الأسْمال

قال المبْرِض والبَرَّاض : الذي يأكل كلّ شيء من مالِه ويُفْسِده.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : رجل مَبْروض ، ومَضْفُوهٌ ومَطْفُوهٌ ومَضْيُوفٌ ومَحْدُودٌ : إذا نَفِد ما عندَه من كثرة عَطائه.

ربض : أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ قال : الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ : الزَّوجةُ أو الأم أو الأخْت تُقرِّب ذا قرابَتِها.

قال : ويقال في مَثَل : مِنْك رَبضُك وإن كان سماراً.

قال : والرّبَضُ : قيّم بيته.

والرَّبَضُ : امرأةٌ تُرْبضه ويأْوِي إليها ، وأنشد البيت :

جاء الشّتاءُ ولمّا اتَّخِذْ رَبضاً

يا وَيْحَ كَفِّيَ من حَفْر القَراميصِ

قال : والرّبْضُ والرُّبْض : وسَطُ الشيء.

والرَّبَضُ : حَريمُ المسجد ، وقال اللَّحياني نحوه. قال : ويقال : ما ربض امرؤٌ مثلَ أخت.

أبو عبيد عن الأصمعي قال : رَبضُ الرجل ، ورُبضُه امرأته.

وقال اللحياني : يقال : إنه لرُبُضٌ عن الحاجات وعن الأسفار ـ على فُعُل ـ أي : لا يخرج فيها. قال : والرَّبض فيما قال بعضُهم : أساسُ المدينة والبناء والرّبَض : ما حولَه من خارج.

وقال بعضهم : هما لُغَتان. قال : والرِّبْضَة : الجماعة من الغَنَم والناس ؛ يقال : فبها رِبْضَةٌ مِن الناس ، ويقال : أتانا بتَمْرٍ مثل رُبضَة الخَروف ، أي : قَدْرَ الخَروف الرابض.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «مثل المنافِقَ مَثلُ الشّاة بين الرَّبْضَين ، إذا أتتْ هذه نطحَتْها» ، وبعضُهم رواه : «بين الرَّبِيضَيْن»، فمن قال : «بين الربضين» أراد مربضي غنمين ، إِذا أتت مَربِض هذه الغنم نطحها غنمه ، وإذا أتت مَرْبَض الأخرى نطحها غنمه. ومن رواه : «بين الربيضين» فالرَّبَض : الغَنَمُ نفسُها ، ومنه قول الحارث بن حِلِّزة :

عنتا باطِلاً وظُلْماً كما يُعْتَرُ

عن حَجْرة الرَّبِيضِ الظِّباءُ

أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا المَثَل قولَ الله جلّ ثناؤه : (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ) [النساء : ١٤٣].

وقال الليث : الرَّبيضُ : شاء برُعاتِها اجتَمعتْ في مَربِضها.

قال : والرُّبُوضُ : مَصْدَرُ الشيء الرَّابض ،

٢٠