تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

عن اللَّعِب : إنِّي من الصِّغْرَة ، أي : من الصغار.

قال : والتَّصغيرُ للاسم والنَّعت يكون تحقيراً ويكون شفقةً ويكون تخصيصاً

كقول الحُبَابِ بنِ المنذِر : أَنا جُذَيْلُها المحَكَّكُ وعُذَيْقها الْمُرَجَّبُ، وقد مرَّ تفسيرُه.

غ ص ل

صغل ، لصغ ، غلص ، صلغ : مستعملة.

صغل : قال الليث : الصَّغَلُ لُغةٌ في السَّغَل وهو سوءُ الغذاءِ ، قال : والسِّينُ فيه أكثرُ من الصاد.

وقال ابن شميل : الصِّيَّغْلُ من التمْر  ـ  الياء شديدة  ـ  المُخْتلطُ الآخِذُ بعضهُ ببعضٍ أخْذاً شديداً ، وطِينٌ صِيَّغلٌ أيضاً.

لصغ : قال الليث : لَصِغَ الْجِلْدُ يلْصَغ لُصوغاً إذا يَبِسَ عَلَى العظْم عَجَفاً.

غلص : قال الليث : الغَلْصُ قَطْعُ الغَلْصَمة ، يقال : غَلَصَهُ غَلْصاً.

صلغ : قال الليث : صَلَغَتِ الشاةُ تَصْلَغُ صُلُوغاً وسَلَغَتْ.

وقال أبو عبيد : قال أبو زيد : الشَّاةُ تَصْلَغُ في السنةِ السادسة ، والأنثَى صالِغٌ بغيرها.

وقال الأصمعيُّ : صَالِغٌ بالصَّاد ، وقال : تَصْلَغُ الشَّاةُ في السنةِ الخامسةِ وكذلك البقرة ، وليس بَعدَ الصُّلوغِ سِنٌّ.

المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : المِعْزَى سُلَّغٌ وصُلَّغٌ وسَوَالِغُ وصَوَالِغُ لِتمام خَمْسِ سِنينَ.

غ ص ن

[غنص]  ـ  غصن  ـ  نغص : [مستعملة].

غنص : أهملَ الليث غَنَصَ.

وقال أبو مالك عَمرو بن كِرْكِرَةَ : الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدر ، يقال : غَنِصَ به صدْرُه غنوصاً.

غصن : قال الليث : الغُصْنُ ما تَشَعَّبَ عن ساقِ الشَّجرة ، دِقَاقُها وغِلَاظها ، والجميعُ الغصونُ ويُجْمَعُ الغصنُ غِصَنَةً وأَغصاناً ، ويقال : غُصْنةٌ واحدةٌ والجميع غُصْنٌ.

وقال القِنانِيُّ : غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مَدَدْتَهُ إِليك فهو مَغصُونٌ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : غَصَنَنِي فلانٌ عن حاجتي يَغصنِني أي ثَنَانِي عنها وكَفّنِي ، قلت : هكذا أَقْرَأَنِيهِ المنذريُّ في «النوادرِ» ، وغيره ، يقول : غضَنَنِي بالضَّاد يَغْضِنُنِي.

نغص : قال الليث : يقال : نَغِصَ الرجل نَغَصاً إذا لم تتمّ له هناءته قال : وأكثره بالتشديدِ نُغِّص تنغيصاً.

وقال : نَغَّصَ علينا ، أي : قطعَ علينا ما كنا نحبُّ الاستكثار منه.

وأنشد غيره :

٦١

وطالما نُغِّصوا بالفجع ضاحيةً

وطال بالفجع والتنغيص ما طُرِقوا

وقيل : النَّغَص كدر العيش وقد تنغَّصَتْ عليه عيشتُه ، أي تكدرتْ.

غ ص ف

استعمل من وجوهه : صفغ  ـ  غفص.

صفغَ : أهملَ الليث صفغَ.

وقال ابن دريد : الصفْغُ عربيٌّ معروف ، قال : وقد ذكره أبو مالك ، وأنشد :

دونكِ بَوْغاء ترابِ الرَّفْغِ

فأَصْفِغيهِ فاكِ أيَ صَفْغِ

وإن تَرَيْ كفَّكِ ذاتَ نَفْغِ

شَفَيتِها بالنَّفْث أو بالْمَرغِ

قال : الصفغُ : القمح باليد ، يقال : قمحتُ الشيء وصفغتُه أصفغُه صفغاً ، قلت : وهذا حرفٌ صحيحٌ رواه عمرو بن كِرْكِرَة ، وهو ثقة.

قال : والرَّفْغُ تِبْنُ الذرَة ، والرَّفغُ أسفل الوادي ، والنفغ التنفُّط ، والمرغ الرِّيق.

غفص : قال الليث : غافصت فلاناً : أخذته على غرّة فركبته بمساءة ، قال : والغافصَة من أوازم الدهر ، وأنشد :

إذا نَزَلَتْ إِحْدَى الأُمورِ الْغَوَافصِ

وفي «نوادر الإعرابِ» : أخَذْتُهُ مُغَابَصَةٌ ومُغَافَصَةٌ ، أي : مُعَازَةٌ.

غ ص ب

غصب  ـ  غبص  ـ  صبغ  ـ  صغب : [مستعملة].

غبص : قلت : لم أجد في حَرْفِ غبص غيرَ مَا وَجَدْتُهُ في «نوادر الأعرابِ» أخَذْتُهُ مُغَابَصةً ومُغافَصَةً : أي : مُعَازَّةً.

غصب : قال الليث : الْغَصْبُ أخْذُ الشيء ظلماً وقهراً ، قلت : وسمعتُ العرب تقول : غَصَبْتُ الْجِلْدَ غَصْباً إذا كَدَدْتَ عنه شعره أو وبرَه قَسْراً ولم تعطنه حتى يسترخي عنه شعرُه أو صُوفهُ فَيُمْرَطَ ، وإذا أرادوا ذلك بَلُّوا الجِلْدَ بالماء وأبوال الإبل ، ثم أعملوه وهو مدرج مَطْوِيّ فيسترخي عنه شعره.

ويقال : اغتَصَبَ فلانٌ فلاناً مَالَهُ اغتِصاباً.

صغب : أهْمَلَهُ الليث.

وقال أبو تراب : سمعت الباهِليَّ يقول : يقال لِبيْضَةِ القَمْلَةِ صُغَابٌ وصُؤَابٌ.

ويقال للجائع سَاغِبٌ وسَغْبانُ وصَغبانُ.

صبغ : قال الليث : الصِّبغُ والصِّباغُ ما يلوَّنُ به الثِّيابُ والصَّبْغُ المصدَرُ ، والصِّبَاغَةُ حِرْفَةُ الصَّبَّاغِ.

قال : والصِّبغُ والصِّباغُ ما يُصْطَبَغُ به من الأُدْمِ.

قال الله جلَّ وعز في الزَّيْتُونِ : (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) [المؤمنون : ٢٠] ، يعني : دُهْنَه.

٦٢

وقال الفراء : يقول الآكلونَ يَصْطَبِغُونَ بالزَّيتِ ، فجعل الصِّبْغَ الزَّيتَ نفسه.

وقال الزجاج : أراد بالصِّبغِ الزَّيتونَ في قول اللهِ : (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) قلت : وهذا أجوَدُ القَوليْنَ ، لأنه قد ذكر الدُّهْنَ قبله قال : وقوله : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [المؤمنون : ٢٠] أي : تَنْبُتُ وفيها الدُّهنُ أو ومعها دُهنُ كَقَوْلِكَ : جَاءَني زيد بالسَّيفِ ، أي : جاءني ومعه السَّيْفُ.

وقال غيره : صَبِيغٌ : اسم رجل كان يَتَعَنَّتُ الناس بسُؤالاتٍ مشكلةٍ من القرآن فأمر عمر بن الخطاب بِتَأدِيبِه ونَفْيِهِ إلى البصرةِ وكتَبَ إلى أبي موسى أَنْ ينهى الناس عن مُجالَسَتِهِ.

وقال الليث : والأَصْبَغُ من الطير ما ابْيضَّ أَعلى ذَنبه.

وقال أبو عبيدة : إذا شابت ناصِيةُ الفَرَسِ فهو أسْعَفُ ، فإِذا ابْيَضَّتْ كلها فهو أصبغُ قال : والشَّعَلُ : بَيَاضٌ في عُرضِ الذَّنَبِ فإِن ابيض كلُّه أو أطْرَافه فهو أصبغ قال : والْكَسَع أن تَبْيَضَّ أطراف الثُّنَنِ فإِن ابيَضَّتِ الثُّنَنُ كلها في يَدٍ أو رجْلٍ ولم تَتَّصِلْ بِبَياض التَّحْجيِل فهو أصبغُ أيضاً.

أبو عبيدة عن أبي زَيدٍ قال : إذا ابيَضَّ طَرَف ذَنَبِ النّعْجَةِ فهي صَبْغاءُ ، قلت : والصَّبغاءُ نَبْتٌ معروفٌ.

وجاء في الحديث : «هل رأيتم الصَّبغاءَ ، ما يلي الظِّل منها أصفَرُ أو أبيض» ، وذلك أن الطاقَةَ الغضَّةَ من الصَّبغاء حين تطلع الشمس يكون ما يَلي الشمس من أعاليها أبْيضَ وما يلي الظِّلَّ أخْضَرَ كأنَّها شُبِّهَتْ بالنَّعجةِ الصَّبْغاءِ.

وفي الحديث أنهُ قال : «فَيَنْبتون كما تَنْبتُ الحبَّة في حَمِيل السَّيْلِ ألم ترَوها ما يلي الظِّل منها أصيْفرٌ أو أبيض وما يلي الشمس منها أخَيضِرُ ، وإذا كانت كذلك فهي صبغاء، قال ابن قتَيبَة : شَبَّهَ نَباتَ لحومهم بعدَ إحْراقِها بِنَبات الطاقة من النَّبتِ حين تطلع وذلك أنها حين تطلع تكون صبغاءَ ، فما يلي الشمس من أعاليها أخضر وما يلي الظِّل أَبيض.

وقال ابن الأنباري في قولهم : قد صَبَغوني في عيْنِك.

قال : معناه : غيرُونِي عندَك وأخبرُوا أني قد تغيّرْتُ عما كنتُ عليه.

قال : والصَّبْغُ في كلام العرب التغييرُ ، ومنه صُبغَ الثوبُ إذا غُيِّرَ لونه وأُزيل عنْ حاله إلى حال سوادٍ أو حمرة أو صُفرة ، قالَ : وقيل : هو مأخوذ مِن قولهم : صَبغوني في عينِك وصَبغوني عندك ، أي أشارُوا إليكَ بأني موْضعٌ لما قصدتني به من قول العرب صَبَغْتُ الرجل بعيني ويدِي أي أشرتُ إليه.

قال الأزهري هذا غَلَطٌ ، إذا أرادَتِ

٦٣

العربُ الإِشارة بعَيْب أو غيره قالوا : صَبَعْتُ بالعين ، قاله أبو زيد ، قال أبو بكر : وقال أَبو العباس : قال الفراءُ : صَبَغتُ الثوب أصْبُغُه وأصْبَغُهُ وأصبِغه ثلاث لغاتٍ ويقال : ناقةٌ صابغٌ إذا امتلأ ضَرْعُهَا وحَسَنَ لونهُ ، وقد صَبُغَ ضَرْعُها صُبُوغاً وهي أجودها محلبةً وأحبها إلى الناس ، وصَبَغَتْ عضلَةُ فلان إذا طالت تَصْبُغُ وبالسين أيضاً ، وصَبَغَت الإبلُ في الرعي تَصْبُغُ فهي صَابِغة قال جَنْدَلٌ الطهوي يصفُ إبلاً :

قطَعْتها بِرُجَّع أبْلاءِ

إذا اغْتَمسْنَ مَلَثَ الظُّلماءِ

بالقوم لم يصبُغْن في عَشاءِ ويروى : لم يصبُؤونَ في عَشاء يقال : صَبأ في الطعام إذا وضَعَ فيه رأسَه.

وقال أبو حاتم : سمعتُ الأصمعيَّ وأبا زيد يقولانِ : صبغتُ الثوْبَ أصبُغه وأصبَغه صِبَغاً حسناً ، الصادُ مكسورةٌ والباءُ متحركة ، والذي يُصبغُ به الصبغُ بسكونِ الباء مثلُ الشِّبَع والشِّبْع.

وأنشد :

واصْبغ ثيابي صِبَغاً تحقيقاً

مِن جيِّد العُصْفُر لا تشرِيقا

والتشرِيقُ : الصَّبْغُ الخفيفُ.

وقال الله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) [البقرة : ١٣٨].

قال الفراء : إنما قيلَ : صبغةً لأن بعضَ النصارى كانوا إذا وُلدَ المولودُ جعلوه في ماءٍ لهم كالتطهير فيقولون هذا تَطهِيرٌ له كالختانةِ فقال اللهُ جل وعزّ : قل (صِبْغَةَ اللهِ) يأمرُ بها محمداً صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي الختانَةُ اخْتَتنَ إبراهيم وهي الصِّبغةُ ، فجرتِ الصِّبْغة على الخِتانة لصَبغهمُ الغلمانَ في الماء ونصبَ (صِبْغَةَ اللهِ) لأنه ردَّها على قوله : بل نتبع ملة إبراهيم ونتبعُ صبغةَ الله.

وقال غيرُ الفراء : أضمرَ لها فعلاً اعرِفوا صبغةَ الله وتدبَّرُوا صبغة الله وشِبه ذلك ، ويقال : صَبَغَتِ الناقة مشافِرَها في الماء إذا غَمَستها ، وصبغَ يدُه في الماء.

وقال الراجز :

قد صَبَغَتْ مشافِراً كالأشبار

تُرْبى عَلَى ما قُدَّ يفريه الفارْ

مَسْكَ شَبُوبَين لها بأَصبار

قلت : فَسَمَّت النصارى غَمْسَهم أولادَهم في ماء فيه صِبغٌ صَبغاً لغمْسِهم إياهمْ فيه ، والصَّبغُ الغمْسُ.

وقال اللحيانيُّ : تَصَّبَغُ فلانٌ في الدِّينِ تصبُّغاً وصِبْغةً حسنة.

وقال أبو عمرو : كلُّ مَا تُقرِّب به إلى الله فهوَ الصِّبغةُ.

أبو عبيد عن الأصمعي : إذا ألقتِ الناقةُ ولدَها وقد أشعرَ قيلَ : سبّغتْ فهي مُسَبِّغ.

٦٤

قلتُ : ومن العَربِ من يقول : صَبَّغتْ بالصاد فهيَ مُصَبِّغٌ ، والسينُ أكثرُ ، ويقال : أصبغتِ النخلةُ فهي مُصْبغ ، إذا ظهر في بُسرِها النضجُ ، والبسْرَةُ التي قد نضجَ بعضُها هي الصُّبغةُ تقول : نزعْتُ منها صُبغة أو صُبْغتين.

وقال أبو زيد : يقال : ما تركتُه بصِبْغ الثمن ، أيْ لم أتركهُ بثمنِه الذي هو ثمنُه ، ويقال : ما أخذتُه بصبْغ الثمنِ ، أي لمْ آخذْه بثمنِه الذي هو ثمنه ، ولكني أخذْتُه بِغلاءٍ.

غ ص م

صمغ  ـ  مغص  ـ  غمص : [مستعملة].

غمص : قال الليث : الغَمَصُ في العينِ ، والقطعة منه غمصة ، وإحدَى الشعرَيينِ يقال لها الغُمَيْصاءُ ، تقول العربُ في أحاديثها : إن الشِّعْرَى العبور قطعَتِ المجرَّة فسُمِّيت عبوراً ، وبكت الأخرى عَلَى أثرها حتى غَمِصَتْ فَسُمِّيت الغميصَاء ، وقد غمِصَ فلانٌ يغمَصُ غمصاً فهو أغمصُ.

وفي حديث مالك بن مُرارة الرَّهاوِيّ أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : إني أوتيتُ منَ الجمال ما ترَى وما يَسرُّني أنَّ أحداً يفضُلني بشِرَاكينِ فما فوقهما فهل ذلك منَ البغيِ ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما ذلك مَن سفه الحق ، وغمط الناس».

وفي رواية : وغمصَ الناس.

وفي حديث عمر : أنه قال لقَبيصةَ بن جابر حين استفْتاه في قتله الصَّيد وهو مُحْرِمٌ ، أتغمِصُ الفُتيَا ، وتَقْتُلُ الصَّيْدَ وأَنتَ مُحْرِمٌ.

قال أبو عبيد وغيره : غمصَ فلانٌ الناس وغَمَطَهمْ ، وهو الاحتقارُ لهمْ والازدراء بهمْ ، وكذلكَ غَمَصَ النِّعْمة وغمطَها إذا ازدرَى بها ، وفُلانٌ مغمُوصٌ عليه في حَسَبهِ ومغموزٌ أي مطعونٌ عليه ، واغتمَصْتُ فلاناً اغتماصاً إذا احتقرتُهُ.

الحرَّانيُّ عن ابن السكيت ، قال : الغَمْصُ : مصدر غمصَ الإنسانَ يغمِصه غمصاً إذا لم يره شيئاً واستصغرَه ويقال : غمصتُ عليه قولاً قاله إذا عِبته عليه.

مغص : قال ابن شميلٍ : يقال : أنا متَمَغِّصٌ من هذا الخبر ومتوصِّم ومُمدئلُ ومُرَنَّحٌ وممغوث وذلك إذا كان خبراً يَسرُّه ويخاف ألا يكون حقاً أو يخافُه ويسوءه ولا يأمن أن يكون حقاً.

وقال الليث : المَغْصُ غلظٌ في المِعى ، ووَجَعٌ.

الحرَّانيُّ عن ابن السكيت في بطنِه مَغْصٌ ومغسٌ ولا تقل مَغَصٌ ولا مغَسٌ وقد مُغسَ الرَّجل يُمغس مَغْساً فهو ممغوس ، وإني لأجد في بطني مَغْساً ومَغْصاً ، وأما المغص محَرَّك العين فهوَ البيضُ من الإبل التي قد فارقتِ الكرْمَ الواحدَةُ مَغصةٌ قال

٦٥

ذلك الأصمعيُّ وغيره.

وقال ابن الأعرابي : هي المَعَص أيضاً بالعَينِ والمأَص.

وأنشد :

أنت وهبْتَ جلة جرْجوراً

أدْماً وعيساً مغصاً خُبورا

وقال أبو سعيد : في بطنِه مَعَصٌ ومَغَصٌ ، قال ابن الفرَج : وقد قاله بعض الأعراب.

ابن شميلٍ : الغَمَصُ الذي يكون مثل الزُّبْد في ناحية العيْن ، والرَّمَص الذي يكون في أصول الهدبِ يعني الأشفار.

صمغ : قال الليث : الصمغُ لَثًى يسيل من شجرة إذا جمدتِ القطعةُ منها فهي الصمغةُ ، والجميع الصمغ.

قال : والصِّمغان ملتقى الشفتين مما يلي الشدقيْن.

وقال أبو عبيدة : الصِّماغان منتهى الشدقين وهما الصامغان.

وقال ابن الأعرابي : هما مجتمع الرِّيق في جانب الشَّفة ويُسميهما العامة الصِّوارين.

قال أبو زيد : إذا حُلِبت الناقة عند ولادتها يُوجد في أحاليل ضرعها شيءٌ يابس يسمّى الصَّمَغ ، والصَّمْغ الواحدة صبغة وصمغة فإذا فُطرَ ذلك أفصحَ لبنُها أي طاب واحلوْلى.

[أبواب] الغين والسين

غ س ر

مهمل الوجوه.

غ س ط

أهمله الليث وهو مستعمل.

غطس : يقال : غطَسَ فلانٌ فلاناً في الماءِ وقَمَسَهُ إذا غمسه فيه ، وهما يتغاطسانِ في الماءِ ويتقامسان إذا تماقَلَا فيه.

غ س د ،  ـ  غ س ت ،  ـ  غ س ظ ،  ـ  غ س ذ ،  ـ  غ س ث  ـ  : مهملات.

غ س ر

غسر  ـ  غرس  ـ  رغس  ـ  [رسغ]  ـ  سرغ  ـ  سغر : [مستعملات].

غسر : قال الليث : تغسَّر الغزل إذا الْتبَسَ ، قلت : هذا حرف صحيح ، ومن العرب مسموع ، وكلُّ أَمر التبس وَعسرَ المخرجُ منه فقد تعسَّر وهذا أَمرٌ غَسِرٌ : أي مُلتبسٌ ملتاثٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الغَسْرُ : التَّشديدُ على الغريم بالغين مُعْجمةً ، وهو العَسْرُ أيضاً.

غرس : قال الليث : الْغِرَاسُ : وقت الْغَرْسِ ، والْمغْرِسُ : مَوْضِعُ الْغَرْسِ ، والفعل الْغَرْسُ والغِرَاسَةُ : فَسيلُ النَّخْلُ ، والغَرْسُ : الشَّجَرُ الذي يُغْرَسُ ويجمع على الأغْرَاس.

٦٦

الحرانيُّ عن ابن السكيت : الغَرْسُ غَرْسُكَ الشجرَ ، والغِرْسُ واحد الأغْراسِ. وهو جلدة رَقيقةٌ تخرج مع الولد إذا خرج من بطن أمه ، وأنشد

يتركنَ في كلِّ مناخٍ أَبْسِ

كلَّ جنين مُشعَرٍ في الغِرْس

وقال أبو حاتم : قال الأصمعيُّ : الغِراسُ ما يُغْرَسُ من الشجرِ ، وأما ما يخرجُ من شارب دَواءِ المَشِيِّ فهو الْغراسُ بفتح الغين.

وقال ابن الأعرابيّ : الغِرْسُ : المشيمةُ ، والغِرْسُ : الغراب الصغيرُ.

رغس : في الحديث : «أَنَّ رَجُلاً رَغسَهُ اللهُ مالاً».

قال أبو عبيد : قال الأموي : رَغَسَهُ : أكثر له منه وبارك له فيه ، ويقال : رَغسَهُ الله يَرْغَسُهُ رَغساً إذا كان ماله نامياً كثيراً ، وكذلك في الحسب وغيره.

قال العجاجُ يمدح بعض الخلفاء :

خليفةً ساسَ بغير تَعس

إمامَ رَغسٍ في نصابٍ رَغس

وأنشد غيره :

حتى رأينا وجههُ الْمَرغوسَا

وقال الليث : الرَّغْسُ : البركة والنَّماء ، وامرأةٌ مَرْغوسَة إذا كانت وَلُوداً ، ورجلٌ مَرْغوسٌ : كثيرُ الخير.

رسغ : قال الليث : الرُّسْغُ مفصلُ ما بين الساعد والكفِّ ، والساق والقدم ، ومثلُ ذلك كذلك من كل دابةٍ ، والرِّساغُ : مُرَاسَغَةُ الصَّرِيعَيْنِ في الصراع إذا أَخذا أرْساغهما.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : أَصابَنَا مَطَرٌ مُرَسَّغٌ إذا ثَرَّى الأرضَ حتى تبلغَ يد الحافر عنه إلى أَرْسَاغهِ.

وقال ابن بزرجَ : ارْتَسَغَ فلانٌ على عياله إذا وَسَّع عليهم النفقة ، ويقال : ارْتَسِغْ على عِيالك ولا تُقَتِّرْ.

وقال غيره : الرِّسَاغُ : حبلٌ يُشدُّ في رُسغي البعير إذا قُيِّدَ به.

وقال أبو مالكِ : عيشٌ رَسيغٌ : واسع ، وطعامٌ رَسيغٌ : كثيرٌ ، وإنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش أي موسع عليه.

سرغ : ثعلب عن ابن الأعرابي : سُرُوغُ الكرم قضبانه الرطبةُ ، الواحدُ سَرْغٌ.

وقال أبو نصرٍ عن الأصمعيّ في السُّرُوغِ مِثْلُه بالغين.

وقال ابن الأعرابيِّ : سَرِغ الرَّجلُ إذا أَكل القُطوفَ من العنب بأصولها.

وقال الليث : هي السُّرُوعُ بالعين ، قلت : الغين فيها لُغةٌ مَعْروفةٌ.

سغر : ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : السَّغْرُ النفيُ وقد سَغَرَه إذا نفاه.

٦٧

غ س ل

غسل  ـ  غلس  ـ  سلغ  ـ  سغل  ـ  لغس : [مستعملة].

غسل : قال الليث : الغُسْلُ : تمامُ غَسْلِ الجلد كله والمصدر : الغَسْلُ والغِسْل : الخِطميُّ ، والغَسُولُ : كلُّ شيءٍ غسَلْتَ به رأساً أو ثوباً أو غيره ، والغِسْلةُ آسٌ يُطَرَّى بأفاويه الطِّيبِ يمتشط به.

ورأى النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حنظلةَ بن أبي عامر الأنصاري يوم أُحد وقد اسْتُشهد والملائكةُ تُغَسِّلُهُ فسمِّيَ غسِيلَ الملائكة ، وأولاده ينسبون إليه ، فيقالُ : فلانٌ الغَسِيليُ وذلك أنه كان قد ألمَّ بأَهْلِه فأَعْجَلَه النَّدْبُ عن الاغتِسال وَحضرَ الوَقعةَ فاستُشْهدَ ورأى النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الملائكة يغسِّلُونَه فأخبر بهِ أهله فذكَرَتْ أنَّه كانَ أجنبَ منها.

وقول الله جلَّ وعزَّ : (إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ (٣٧)) [الحاقة : ٣٦ ، ٣٧].

قال ابن المظفر : غِسْلِينٌ : شديدُ الحر.

وقال الفرّاء : يقال : إنَّهُ ما يَسيل منْ صَديدِ أهْلِ النَّار.

وقال الزجاجُ : اشْتِقاقه ممّا يَنْغَسل من أَبدان أهل النار.

قلت : وهو على تقدير فِعْلينٍ فجعِل اسماً واحداً لما يَسِيل منهم.

وقال الليث : المُغتَسَل : موضع الاغتِسال ، وتصغيره مُغَيْسلٌ ، والجميع : الْمغاسِلُ ، قلت : وهذا قول النّحْويينَ أجمعينَ.

اللحيانيُّ : فحلٌ غُسْلَةٌ ومِغْسلٌ وغِسِّيلٌ إذا كان كثير الضِّراب.

وقال شمر : قال الكسائيُّ : فحلٌ غُسَلَةٌ ومِغْسلٌ وهو الذي يضربُ ولا يُلقِحُ.

وروي عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنَّه قال : «مَنْ غَسَّلَ يومَ الجمعة واغتَسَلَ وبكَّرَ وابتَكَرَ فبهَا ونعِمت».

قال القتيبيُّ : أكْثرُ النّاس يذهبُ إلى أنَّ مَعْنَى غسَّلَ أي جامَعَ أهله قبل خروجه إلى الصَّلاةِ لأنَّه لا يُؤمَنُ عليه أن يرَى في طريقهِ ما يشغلُ قلبه.

قال : ويذهب آخرون إلى أنه أراد بقوله : غَسَّل توضأ للصلاةِ فَغَسَلَ جوارحَ الوضوءِ وثقَّل الفعل لأنه أراد غسْلاً بعد غسْل لأنه إذا أسبغ الطهورَ غسَل كلَّ عضوٍ ثلاث مراتٍ ثمّ اغتَسَل بعد ذلك غسلَ الجمعة.

قلت : ورواه بعضهم مخففاً من غسَلَ بالتخفيف فإن صَحّتِ الرواية فهو من قولك : غسَلَ الرجل امرأتَه ، وعَسَلَها إذا جامَعَها ، ومنه قِيلَ فحلٌ غُسَلةٌ ، والغَسُول ما يُغسل به الرأس من خطمي وغيره ، ويقال : غسُّولٌ بالتشديد.

وأنشدَ شمر :

ترعى الرَّوائم أحرارَ البقولِ ولا

ترعَى كرَعْيكم طلحاً وغَسُّولا

٦٨

قال : أرادَ بالغسُّولِ الأشنانَ وما أشبهه من الحمضِ.

قال : والغِسل والغَسول والغِسلة ما يغسلُ بِهِ الرأسُ من خطميِّ وطينٍ وأشنانٍ.

وقال ابن شميلِ : الغُسْلُ الاسمُ من الاغتسالِ والغَسلُ : المصدرُ من غسلْتُ.

سغل : أبو عبيد عن الكسائي : السَّغِل والوغِل : السّيّء الغِذَاءِ.

وقال سلامة بن جندلٍ :

ليس بأَسَفى ولا أقْنى ولا سَغِلِ

وقال الليث : السَّغِلُ : الدّقيق القوائمِ الصغير الجثَّةِ.

سلغ : قال الليث : يقال : سَلَغتِ الشَّاة إذا طلع نابها ، ونَعجةٌ سالغٌ.

قلت : وقد مرَّ تفسيره في باب صلغ من كِتاب الصّاد.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الأسلغُ مِن اللحم النيء.

ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : يقال : رأيتهُ كاذياً ماتعاً أسلغ منسلِخاً : كله الشديدُ الحُمرة.

لغس : أبو عبيد عن الفراء : اللُّغوَس : الذِّئبُ الحريصُ الشره.

وقال اللَّيث : ذئبٌ لغوَسٌ وذئابٌ لَغاوِسُ ؛ ولصٌ لَغْوَسٌ : ختولٌ خبيثٌ ، وأنشد :

وماءٍ هتكت السّتر عنه ولم يرد

روايَا الفراخ والذِّئاب اللَّغاوس

وأما قول ابن أحمر يصف ثوراً :

فَبَدَرْتُهُ عيناً ولجَّ بِطَرْفِهِ

عنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَزَيِّدِ

فمعناه : أني نظرتُ إليه وشغَلَتْهُ عنِّي ، لُعاعة لَغْوَسٍ ، وهو نبت ناعم ريَّان.

غلس : قال الليث : الغَلَسُ الظلامُ من آخر الليل. يقال : غَلَّسْنا أي سرنا بِغَلَسٍ ، قلت : الغَلَسُ : أوَّلُ الصبح الصادقِ المنتشر في الآفاق ، وكذلك الغَبَسُ ، وهما سوادٌ يخالطهُ بياضٌ يضربُ إلى الحُمْرة قليلاً ، وكذلك الصُّبْحُ ، وحَرَّةُ غَلَّاسٍ مَعْروفة ، وهي إحدى الحرار في بلاد العرب.

أبو عبيد عن أبي زيدٍ : وقع فلانٌ في أُغْوِيَّةٍ وفي وامئَة وفي تُغُلِّسَ ، وهُنَّ جميعاً الدَّاهية.

غ س ن

غسن  ـ  نسغ  ـ  سغن : [مستعملة].

سغن : أهمله الليث : ورَوى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الأسْغانُ : الأغذيةُ الرديئة (١).

__________________

(١) جاء في «اللسان» (سغن): «ويقال باللام أيضاً».

٦٩

غسن : قال أبو زيد تقول : لقد علمت أن ذاك من غَسَّانِ قلبك : أي من أقصى نفسك.

وروى ابن هانىء عنه يقال : ما أنت من غيْسانِ فلان : أي لست من رجاله.

وبعضهم يقول : لست من غسَّانِهِ ، قال : والغَيْسانَةُ : الناعمة ، والغَيْسانُ الناعم.

وقال أبو وجزة :

غيْسانَةٌ ذلك من غيسانها

أبو عبيد عن أبي عبيدة : الغَيْسانُ : الشَّباب.

قال : ويقال : كان ذلك في غَيْسانِ شبابه : أي في نعمة شبابه وطرائِه.

وقال شمر : كان ذلك في غيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِهِ بمعنى واحد ، وأنشد :

بَيْنَا الفتى يَخْبِطُ في غيسانِهِ

وقال الليث : يقال للفرس الجَميل ذُو غُسَنٍ ، وللرجل الجميلِ جدّاً : غسَّانِيّ.

وقال الأصمعي : الغُسَنُ : خُصَلُ الشَّعرِ من المرأةِ والفَرَسِ وهي الغَدائر.

وقال غيره : الغُسنَ شعرُ الناصية ، فَرَسٌ ذو غسَنٍ.

وقال عدي بن زيد يصفُ فرساً :

مُشْرِفُ الهادي له غسَنٌ

يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إحضارا

أي يسبقهما إذا أحضر.

وقال ابن الفرج : قال حصين السُلَميّ : فلانٌ على أغسانٍ من أبيهِ وأعْسانٍ : أي أخلاق ، وغسَّانُ : ماءٌ نزل عليه قومٌ من أهل مأْربَ إليه نُسِبَ ملوك غسَّان.

نسغ : أبو عبيد عن الأموي : نَسَغَ في الأرض وحَدَسَ ، إذا ذهب في الأرض.

وقال غيره : انْتَسَغَتِ الإبِلُ انْتِساغاً إذا تفرقت في مراعيها وتباعدت قاله ابن الأعرابي ، وقال الأخطل :

رَجَنَّ بحيث تَنْتَسِغُ المطايا

فلا بَقّاً تخافُ ولا ذُبابَا

أبو عبيد عن أبي عمرو : النَّسِيغُ : العَرَقُ.

قال أبو عبيد : وقال الأصمعيُّ : يقال للْفَسِيلَةِ إذا أخرجت قُلبها : قد أنْسَغَتْ.

قال : وإذا قُطعتِ الشجرةُ ثم نبتت ، قيل : قد أنسغت.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : هيَ المِنْسَغَة والمِنْزَغَةُ لِلبَرْكِ الذي يُغْرَزُ به الخُبْزُ.

وقال الليث : المِنْسَغَةُ إضبارةٌ من ذَنَبِ طائرٍ يَنْسَغُ بها الخَبَّازُ الخُبْزَ.

قال : والنَّسْغُ : تَغْرِيزُ الإبرةِ وذلك أن الواشِمَةَ إذا وَشَمتْ يدها ضَبَّرَتْ عِدَّةَ إبَرٍ فَنَسَغَتْ بها يدها ، ثم أَسَغَّتْه النَّؤُور فإذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُهُ عن سوادٍ قد رَصُنَ.

٧٠

غ س ف

مهمل.

غ س ب

غبس  ـ  سبغ  ـ  سغب : [مستعملة].

غبس : قال الليث : الغَبَسُ : لون الرّماد ، يقال : ذئبٌ أَغبَسُ.

وقال اللحياني يقال : غبَسٌ وغبَشٌ لوقت الغَلَسِ ، وأصله من الغُبْسَةِ لونٌ بين السواد والصُّفرةِ وحمارٌ أغبَسُ إذا كان أدْلَمَ.

أبو عبيد عن الأموي : لا آتيكَ ما غَبَا غُبَيْسٌ ، وأنشد :

وفي بني أُمِّ زُبَيْرٍ كيْسُ

على المتاع ما غبا غبَيْسُ

وقال ابن الأعرابي : معنى ما غبا غبَيْسٌ أي : ما بقي الدَّهر ونحو ذلك قال أبو عبيد.

سبغ : قال الليث : سَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغتِ الدِّرْعُ وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأرض فهو سابغٌ وناقةٌ سابِغَةُ الضلُوع ، وعَجِيزَةٌ سابغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغَةٌ : وثيجَةٌ ، ومطرٌ سابِغٌ ، ونعمةٌ سابِغَةٌ وقد أسْبَغها الله ، وإنهم لفي سَبْغَةٍ وسعةِ عيشٍ ، وإسْباغُ الوضوءِ : المبالغةُ فيه. قال : وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً فهي مُسَبِّغٌ إذا كانت كلما نبت على ولدِها في بَطْنها الوَبَرُ أجْهَضَتْهُ ، وكذلك من الحوامل كلِّها.

أبو عبيد عن الأصمعي : إذا ألْقَتِ الناقَةُ ولدها وقد أشعر قيل : سَبَّغَتْ فهي مُسَبِّغٌ.

وقال النضر : تَسْبِغةُ البَيْضة رُفُوفُها من الزّرَدِ أسفل البيضةِ يَقي بها الرّجلُ عنقه ، ويقال لذلك المِغفَرُ أيضاً ، والدِّرْعُ السابغةُ التي تجرها في الأرض أو على كعْبَيْك طولاً وسعة.

قال شمر : ويقال لها صابغةٌ بالصاد.

قال : وقال ابن الأعرابي : رجلٌ سُبُغٌ : عليه درعٌ سابغةٌ. وقد أسبَغ فلانٌ ثوبه : أي : أوسعه.

وقال أبو وجزة في التَّسْبِغَةِ :

وتَسْبِغةٍ يغشَى المناكبَ ريْعُها

لداوُدَ كانت ، نَسْجُها لم يهلهل

وأنشد شمر لعبد الله بن الزُّبيرِ الأسدي :

وسابغةٍ تغشى البَنان كأنها

أضاةٌ بِضَحْضاحٍ من الماءِ ظاهِر

وقال أبو عَمْرو : سَبَّطَت الإبلُ أولادَها وسَبَّغَتْ إذا أَلْقتْها.

سغب : قال الليث : سَغِبَ الرَّجل يَسْغَبُ سَغَباً فهو ساغِبٌ ذُو مَسْغَبةٍ.

وقال الفراء في قوله جلَّ وعزَّ : (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) [البلد : ١٤] ، أي : ذي مجاعة ، وأَسغَبَ الرجُل فهو مُسْغِبٌ إذا دخل في المجاعةِ ، ورَجلٌ سَغْبَانُ لَغْبانُ وساغبٌ لاغِبٌ.

٧١

غ س م

غمس  ـ  غسم  ـ  سغم  ـ  مغس.

سغم : قال الليث : فلانٌ يَسْغَمُ فلاناً أي يُبْلِغُ إلى قلبه الأذى.

وقال الأصمعي : أسْغِمَ فلانٌ إسغاماً إذا أُحْسِنَ غذاؤه وهو مُسْغَمٌ.

وقال رؤبة :

وَيْلٌ له إنْ لمْ تُصِبْه سُلْتُمِهْ

مِن جُرَعِ الغيْظِ الذي يُسَغِّمُهْ

قال ابن الأعرابي : يُسَغِّمُهُ : يُرَبِّيه ، يقال : سَغَّمْتُ فَصِيلِي إذا سمَّنْتُه والمُسَغَّمُ : الحَسنُ الغذاءِ مِثل المُخَرْفَج.

ورَوى ثعلب عنه أنه قال : يُقال للغلام المُمْتَلِىءِ البَدَن نعمَةً مُنَتَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسغَّمٌ ومُثَدَّنٌ.

وقال ابنُ شميل : سَغَمَ الرَّجلُ جاريتَهُ إذا ناكَها ، قال : والسَّغْمُ كأنه رجُل لا يحِبُّ أن يُنْزِلَ فيها فيُدْخِلُه الإدْخالةَ ثمَّ يُخْرِجُه.

مغس : قال اللحيانيُّ في بَطْنِه مَغْسٌ ومَغَسٌ ومَغْصٌ ومَغَصٌ ، وقد مُغِسَ مَغْساً ومَغِسَ مغَساً ، وبطْنٌ مَمْغوسٌ.

وقال الليث : المَغْسُ : تقطِيعٌ يأْخُذُ في البَطْن.

غمس : قال الليث : الغَمْسُ : إِرْسابُ الشيء في الشيء النَّدِيّ في ماءٍ أو صِبْغٍ حتى اللُّقْمَةِ في الخلِّ ، قال : والمُغامَسَةُ أن يَرْمِي الرَّجلُ بنفسِه في سِطَةِ الخَطْب ، والغَمَّاسَةُ في طَيْرِ الماء غطَّاطٌ يَنْغَمِسُ كثيراً.

ويقال : اخْتَضَبَتِ المرأةُ غَمْساً إذا غمَسَت يَدَيها خِضاباً مستوِياً من غير تصوير ، والغَميسُ : الغَمِير تحت اليَبِيس ، ويمينٌ غمُوسٌ ، وهي التي لا استثناء فيها.

وقال غيرُه : هي اليمين الكاذبةُ يَقتطعُ بها الحالفُ مالَ امرىءٍ مسْلِم.

أبو عبيد : والطَّعنةُ النَّجْلاءُ الواسعة ، والغَمُوس مِثلُها.

قال أبو زُبيد :

بِغَمُوسٍ أو طَعْنةٍ أُخْدُودِ

وقال ابنُ شميل : الغَمُوسُ وجمْعُها غُمُسٌ : الغَدَوِيُّ ، وهي التي في صُلْب الفحْل من الغنم كانوا يَتبايعون بها.

ورَوى الأثْرَمُ عن أبي عبيدة قال : المَجْرُ ما في بَطنِ الناقة ، والثاني حَبَلُ الحَبَلةِ والثالث الغَمِيسُ.

ورُوي عن ابن مسعود أنه قال : أَعظمُ الكبائرِ اليَمِينُ الغَمُوسُ ، وهي أَن يَحلف الرَّجل وهو يَعلمُ أَنَّه كاذِب ليَقْتَطِع بها مالَ أخيه.

وقال شمِر : الغَمُوسُ الشديدُ من الرِّجال الشُّجاع ، وكذلك الْمُغامِس ، يقال : أَسَدٌ مُغامِسٌ ورجُل مُغامِس وقد غامَس في القِتال وغَامَرَ ، وأنشد :

٧٢

أَخُو الحَرْبِ أَمَّا صادِراً فَوَسِيقُهُ

جميل وأَمَّا وَارِداً فَمُغامِسُ

وقال ابن شميل : الغَمِيسُ الذي لمْ يَظهر للناس ولَمْ يُعْرَف بَعد.

يقال : قصيدة غَمِيسٌ ، والليلُ غَمِيسٌ والأَجَمَةُ وكلُّ مُلْتَفٍ يُغْتَمَسُ فيه أي : يُسْتَخْفَى غَمِيسٌ.

وقال أبو زبيد يَصفُ أَسَداً :

رَأَى بِالمُسْتَوِي سَفْراً وَعِيْراً

أُصَيْلالاً وَجُنَّتُهُ الغَمِيسُ

وقيل : الغَمِيسُ : الليلُ هاهنا.

وقال معنُ بنُ سَوَادَةَ : الغَمُوسُ الناقةُ التي يُشَكُّ في مُخِّها ، أَرِيرٌ أَمْ قَصِيد وأنشد :

مُخْلِص وَفِيٌّ لَيْسَ بِالغَمُوسِ

وقال أبو مالك : يقالُ : غامِس في أَمْرِي : أي اعْجَلْ ، قال : والمُغامِسُ : العَجْلانُ ، وقال قعنبُ :

إِذا مُغَمَّسَةٌ قِيلَتْ تَلَقَّفَها

ضَبٌّ وَمِنْ دُونِ مَن يَرمِي به عَدَنُ

أبو داود عن ابن شميل قال : الغَمُوسُ مِن الإبل التي في بطْنِها وَلَدٌ ، وهي لا تَشُولُ فتُبِين.

غسم : قال أبو عَمْرو : الغَسَمُ : السَّوادُ ، ومنه قول رُؤبة :

مُخْتَلِطاً غبارُهُ وغسَمُهُ

وقال الْهُذلِيّ :

فظَلَّ يَرْقُبُه حتى إذا دَمَسَتْ

ذاتُ الأصِيلِ بأَثْناءٍ من الغَسَمِ

يعني : ظُلمةَ الليل ، ولَيْلٌ غاسم : مُظْلم ، وقال رؤبة أيضاً :

عن أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكُمْ لا يَغْسِمُهْ

أبو تراب عن الأصمعي : غسَمَ الليلُ وأَغسَمَ إِذا أَظلم.

قال : والغَسَمُ والطَّسَمُ عِند الإِمْسَاءِ ، وفي السماءِ غُسَمٌ من سَحَابٍ وأَغْسَامٌ ، ومِثْلُه أَطْسَامٌ من سَحَابٍ ودُسَمٌ وأدْسامٌ وطَلَسٌ من سَحَابٍ وقد أَغسَمْنَا في آخِرِ العَشِيِّ.

[أبواب] الغين والزاي

غ ز ط

مهمل.

غ ز د

غزد (١)  ـ  زغد : [مستعملة].

غزد : قال الليث : الْغِزْيَدُ : الشديدُ الصوتِ ، والْغِزْيَدُ الناعمُ من النباتِ وأنشد :

هَزَّ الصَّبَا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَداً

قلت : لا أعرِفُ الْغِزْيَدَ بمعنى الشديد الصوت ، وأحسبهُ أراد الغِرِّيدَ بالراء فإنهُ المعروف بهذا المعنى ، وأما قولُهُ : الْغِزْيَدُ

__________________

(١) في المطبوع : «غزد» مكررة.

٧٣

من النباتِ الناعمُ فإني لا أعرفه ولا أدْري من أين جاء به.

زغد : قال الليث : الزَّغْدُ : الهديرُ الشديدُ وهو الزَّغْدَبُ والزُّغادِبُ ، وأنشد :

بِرَجْسِ بَغْبَاغٍ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ

قال : والزَّغْدُ تَزَغُّدُ الشِّقْشِقَةِ وهو الزَّغْدَبُ ، قلت أنا : الزَّغدُ تقصيرُ الفحلِ هديرَهُ ، وهديرٌ زَغّادٌ ، وقال رؤبة :

دارِي وَقَبْقَابَ الْهَدِيرِ الزَّغّادْ

وقال أيضاً :

وَزَبَداً مِنْ هَدْرِهِ زُغادِبا

يُحْسَبُ في أَرْآدِهِ غنَادِبا

والغُنْدُبَةُ : لحْمةٌ صلبةٌ حوالي الْحُلْقومِ.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : إذا أفْصَحَ الْفَحْلُ بالهدير قيلَ : هَدَرَ يَهْدِرُ هدراً ، قال : فإذ جَعَل يهدرُ هديراً كأنه يعصره قيل : زَغَدَ يَزْغَدُ زَغْداً.

وقال غيره : نَهْرٌ زغاد : كثير الماء ، وقد زَغَدَ وزخر وزغر بمعنى واحد.

وقال أبو صخر الهذلي :

كأنّ من حل في أعْياص دوحته

إذا تَوَلّج في أعياص آساد

إن خاف ثم رواياه على فلح

من فضله يعجب الآذى زَغّاد

أبو العباس عن ابن الأعرابي يقال للزُّبْدَةِ الزَّغيدَةُ والنهيدَةُ.

غ ز ت ،  ـ  غ ز ظ ،  ـ  غ ز ذ ،  ـ  غ ز ث : مهملات.

غ ز ر

[غزر]  ـ  غرز  ـ  زغر  ـ  رزغ : [مستعملة].

غزر : قال الليث : غزُرت الناقةُ والشاةُ وهي تَغْزُرُ غزارةً فهي غزيرةٌ : كثيرةُ اللبن ، وعيْنُ ، غزيرةُ الماء ، ومطر غزير ، ومعروف غزير ، قلت : ويقال : ناقةٌ ذات غُزْرٍ أي ذات غزارة وكثرة لبن.

ثعلب عن ابن الأعرابي : المغازَرَةُ : أن يُهْدِيَ الرجلُ شيئاً تافهاً لآخر ليضاعفهُ بها.

ورُوي عن بعض التابعين أنه قال : يثابُ الْجَانِبُ الْمُسْتَغزِرُ : أراد بالجانب الذي لا قرابة بينك وبينه يُهدى لك شيئاً لتثيبه من هديته أكثرَ مما أهدى ، واستغزر : إذا طلب أكثر مما أعطى.

غرز : قال الليث : الغرْزُ : غرزُكَ إبرةً في شيءٍ ، قال : والغرْزُ : ركابُ الرِّحال ، وكذلك ما كان مساكاً لِلرِّجْلين في المركب يُسَمَّى غرْزاً.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الغَرْزُ للنَّاقَةِ مثل الحزَامِ لِلْفرَسِ.

قال : والغَرْزُ للجملِ مثل الرِّكابِ للبغلِ ، قال : ويقال : الْزَمْ غَرْزَ فلانٍ : أي : أمرهُ ونَهْيَهُ.

٧٤

وقال لَبِيدٌ في غَرْز النّاقَةِ :

وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أجْمَرَتْ

أوْ قِرَابِي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ

وجرَادَةٌ غارزٌ ، ويقال : غارزةٌ إذا رزَّتْ ذنبَها في الأرض لتسرَأَ بَيضها ، ومَغْرِزُ الأضلاع : مُركَّبُ أصولها ، وكذلك مَغارزُ الرِّيشِ ونحوه ، والغريزة الطبيعة من خُلقٍ صالحٍ ورديء ، وأنشد :

إِنَّ الشجاعةَ في الفَتَى

والْجُود من كَرَمِ الغَرائزْ

وغَرَزَتِ النَّاقَةُ غِرَازاً فهي غارِزٌ : إذا قلَّ لبنها وقد غَرَّزَها صاحِبها إذا ترك حَلبَها أو كسع ضَرْعها بماء بارِدٍ لينقطِعَ لبنُها.

أبو عبيد عن الأصمعي : الغارِزُ : النَّاقَةُ التي جَذَبَتْ لبنُها فَرَفَعَتْهُ ، والغَرَزُ مُحَرَّكاً نبتٌ رَأَيتهُ في البادِية ينبتُ في سهولة الأرض ، وروي عن عمر أنه قال ورأى في رَوْثِ فرسٍ شعيراً في عامِ الرَّمادَةِ فقال : لئنْ عِشْتُ لأجعلنَّ له مِنْ غَرَز النَّقِيع ما يغنيه عن قُوتِ المسلمين، عَنى بالغَرَزِ هذا النَّبتَ ، والنَّقيعُ : موضعٌ حَمَاهُ عمر لنعمِ الفيْءِ وللخَيْل المعَدَّةِ للسَّبيل.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : اغتَرَزَ السير اغتِرازاً إذا دَنَا مَسيره.

قال أبو عبيدة ، من أمثالهم : «اشدد يديك بغرزه» ، إِذا حُثّ على التمسُّك به ، قاله الأصمعي.

أبو عبيد عن الأصمعي قال : التّغريزُ للناقة : أن تَدَعَ حَلبةً بين حَلْبَتَيْنِ ، وذلك إذا أدْبَرَ لبنُها.

وقال أبو زيد : غنَم غوارِزُ وعيونٌ غوارز : ما تجري لهنَّ دُموعٌ.

وفي الحديث أن أهل التوحيد إذا أُخْرجُوا من النار وقد امْتَحشوا فيها ينبتون كما تَنبتُ التّغَازِيرُ.

قال القُتبيُّ : يقال : هو ما حُوِّلَ من فَسِيلِ النّخل وغيره ، سُمِّيَ بذلك لأنه يحول فَيُغْرَزُ في فِقره ، وهو التّغريزُ والتنبيتُ.

قال : ورواه بعضهم : كما تنبتُ التّناويرُ وهي مثل الطَّراثيثِ.

ويقال : هي الثآليلُ.

ويقال : غرَزْتُ عُوداً في الأرض وَرَكَزْتهُ بمعنى واحد.

رزغ : قال الليث : الرَّزَغَةُ أشدُّ من الرَّدَغَةِ ، قال : والرَّزغُ : المرتطِمُ فيه ، يقال : أرْزَغْتُ فلاناً : إذا لطَّختُهُ بِعيْبٍ.

وقال رُؤْبةُ :

وثُمَّة أَعْطَى الذُّلَّ كفّ المُرْزغ

أبو عبيد عن أبي زيد : أرْزغتُ فيه إرْزاغاً وأغمزت : فيه إغمازاً إذا اسْتَضعَفتُه.

وأنشد :

ومن يطع النساءَ يلاق منها

إِذا أغمزن فيه الأقورينا

٧٥

وفي حديث عبد الرحمن بن سَمرة أنه قال في يوم جمعة : ما خَطَبَ أَميركم ، فقيل له : أما جَمَّعْتَ ، قال : منعنا هذا الرَّزَغُ ، قال أبو عبيد. قال أبو عمرو وغيره : الرَّزَغُ هو الطِّين والرُّطوبةُ ، يقال : قد أرْزغت السماءُ وأرْزغ المطر : إذا كان فيه مَا يبلُّ الأرض.

وقال طَرَفَةُ يمدح رجلاً :

وأنت على الأدنى صباً غير قرَّة

تذاءب منها مرزغ ومسيل

فهذا الرَّزَغُ ، وأما الرَّدَغَةُ فهي بالهاء ، وهي الماءُ والطين والوحل ، وجَمْعها رِداغ.

زغر : قال اللحياني : زخرَتْ دجلةُ وزَغَرتْ أي مدَّت ، وزَغْرُ كلِّ شيء : كثرته ، والإفراطُ فيه.

وقال أبو صخر :

بل قد أتاني ناصحٌ عن كاشح

بعداوة ظهرت وزَغْرِ أقاولِ

وزُغَرُ : قريةٌ بمشارفِ الشام ، وإياها عنى أبو دُواد :

ككتَابة الزُّغَرِيِ زَينها

من الذهب الدُّلامِص

قال أبو منصور : وبهذه القرية عينٌ غزيرة الماء يقال لها : عَينُ زُغر.

وقيل : زُغَرُ : اسمُ بنت لوطٍ نزلت بهذه القرية فنُسبت إليها فسمِّيت باسمها.

غ ز ل

غزل  ـ  زغل  ـ  لغز  ـ  زلغ : [مستعملة].

زلغ : أما زلغَ فإني رأيتُه في كتاب الليث أنه مستَعملٌ.

وقال : تزلَّغَتْ رِجلي : أي : تشققت ، والتزلُّغُ الشُّقاق.

قلتُ : والمعروفُ تزلَّعتْ يدُه ورجْلُه إذا تشقَّقتْ بالعين غير مُعجمة وقد مَرَّ في «كتاب العينِ» ، ومن قال : تزلَّغتْ بمعنى تشقَّقتْ فهو عندي تصحيفٌ.

غزل : قال الليث : غزَلَتِ المرأةُ فهي تغزِلُ بالمِغزَل غزلاً.

وأنشد :

منَ السيْل والغُثَّاء فلكةُ مِغزل

وروى الحرّانيُّ عن ابن السكيت عن الفراء أنه قال : يقال مِغزلٌ ومُغزَلٌ للذي يُغزلُ به.

قال الفراء : وحكى الكسائيُّ : مَغزِلٌ.

وقال غيره : إنما هو مَغزَلٌ من الغزْل.

وقال الفراء : وقد استثقلتِ العرَبُ الضمةَ في حروفٍ فكسرَتْ مِيمَها وأصلُها الضمُّ من ذلك قولهُم مِصْحفٌ ومِخدَعٌ ومِجْسدٌ ومِطرَف ومِغزلٌ لأنها أُخِذتْ في المعنى مِن أُصحف أي جُمِعت فيه الصحفُ وكذلك المِغزَلُ إما هو من أغزِلَ أي أُديرَ

٧٦

وفُتِل ، فهو مُغزَل.

وقال الليث : الغَزَل : حديثُ الفِتيان والفَتياتِ ، يقال : غازلها مُغازلة والتغزُّلُ : تكلُّفُ ذلك.

وأنشد :

صُلبُ العصا جافٍ عن التغزُّل

قال : والغزالُ : الشادنُ حين يتحركُ ويمشي قبل الإثْناء وتشبَّهُ به الجارية في التشبيبِ فيُذكَّرُ النعتُ والفعل على تذكير التشبيه.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : أُخِذ الغَزَلُ من غزَلِ الكلبِ ، وهو أن يطلُبَ الغزالَ فإذا أحسّ بالكلب خرِقَ أي لَصقَ بالأرضِ فلَهِيَ عنه الكلبُ وانصرف فيقال : غَزِلَ والله كلبُكَ وهو كلبٌ غَزِلٌ ، ويقال للضعيفِ الفارِّ على الشيء غزِلٌ ، ومنه رجلٌ غَزِلٌ لصاحب النساء لضعفهِ عن غير ذلك.

أبو عبيد : الغزالة : الشمسُ إذا ارتفع النهارُ ، ويقال : طلعتِ الغزالة ولا يقال : غابتِ الغزالة ، ويقال : ظَبية مُغزِلٌ : معها غزالها.

والغزَّالُ : الذي يبيع الغزلَ.

زغل : قال أبو عبيد عن الأحمر يقال : أزغلتِ المرأةُ ولدَها فهيَ مُزغل إذا أَرْضعتْ ، قال شمر : وأرْغلتْ بمعناه.

وأنشد :

فأزغلَتْ في حلقِه زغلة

لم تخطىءِ الحلقَ ولم تشفتر

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الحسن الصيداوِيِّ عن الرِّياشيِّ قال : يقال : رغلَ الجدْيُ أُمهُ وزغلها رغلاً وزغلاً إذا رضِعَها.

قلتُ : وسمعت أعرابيّاً يقول لآخر : اسقني زُغلةً منَ اللبنِ : أرادَ قدرَ ما يملأُ فمَه.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الزُّغلولُ : من الرجال.

قلت : وجمعُه الزغاليلُ.

وقال غيره : يقال للصِّبيان الخفافِ : الزغاليلُ ، واحدُهم زغلول.

وقال الليث : زغلتِ المرأةُ من عزلاء المزادةِ الماءَ : إذا صبَّتْه.

وقال ابن دُريد : زغلتُ الشيءَ وأزغلتُه إذا صَبَبتُه صَبّاً عنيفاً.

قلتُ : وسماعي من العرب أزغَلَ مِن عزلاءِ المزادة ، الماء إذا دفَقَه.

لغز : قال الليث : اللُّغز ما ألغزتُ من كلام فشبهْت معناه ، مثل قول الشاعر. أنشده الفرَّاءُ :

ولما رَأيت النَّسرَ عزَّ ابنَ داية

وعشَّشَ في وكرَيه جاشتْ له نفسي

أراد بالنسرِ الشَّيبَ شبهه به لِبياضه وشبَّه

٧٧

الشباب بابن دايةٍ ، وهو الغراب الأسود ، لأن شعْرَ الشابِّ أسود.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم أنه قال : اللُّغْزُ واللَّغْزُ واللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإلغازُ حفرة يحفِرها اليرْبوع في جحرهِ تحت الأرض ، يقال : ألْغز اليربوع إلغازاً فيحفر في جانبٍ منه طريقاً ويحفر في الجانبِ الآخر طريقاً ، وكذلك في الجانبِ الثالث والرابع فإذا طلبه البدويُّ بعصاه من جانبٍ نفقَ من الجانبِ الآخر.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابي قال : اللُّغْزُ : الحَفر الملتوِي واللُّغزُ الكلامُ الملبَّس ، قال : وهيَ اللُّغَزُ واللَّغَز واللغيزَى ، ومن أمثالِ العرب فلان أنكحُ مِن ابن ألْغَز ، وكان أوتي حظّاً من الباءَة وبسطةً في الفَيشَة فضربته العربُ مثلاً في هذا الباب على التشبيهِ.

غ ز ن

استعمل من وجوهه : نزغ  ـ  [غزن].

[غزن] : وأما غَزْنَةُ فهي اسم قرية في بلادِ العَجَم.

نزغ : قال الليث : النَّزْغُ : أن تنْزَغ بين قوم فتحملَ بعضَهم عَلَى بعضٍ بفسادِ ذاتِ بينهمْ.

قلت : النزغ شِبهُ الوَخْز والطعن.

وقال الفراء فيما روى سلمة عنه يقال للبِرَك المنزغةُ والمنسغة والمَيزَغَةُ والْمِبْزَغَةُ والمندغة.

وقال الله جل وعز : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) [فصلت : ٣٦] ، ونزغ الشيطانِ : وساوسه ونخسهُ في القلب بما يسوِّل للإنسان منَ المَعاصي.

ورَوى أبو عبيد عن أبي زيد : نَزَغْتُ بَين القوم ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ ، كلُّ هذا من الإفساد بينهم ، وكذلك دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ.

غ ز ف

استعمل من وجوهه : زغف.

زغف : قال الليث : الزَّغْفُ : الدِّرْعُ المُحْكَمة ، يقال : درعٌ زَغْفٌ ، ودُروع زَغْفٌ ، وأنشد :

تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوق جِلْدِي نَثْرَةٌ

زَغْفٌ تَرُدُّ السيْفَ وهو مُثَلَّم

أبو عبيد عن أَبي عَمرو : الزَّغْفَةُ : الواسعة من الدُّروع.

وقال شمر : أَنكَرَ ابنُ الأعرابي تفسير أبي عمرو في الزَّغْفَةِ وقال : هي الصغيرةُ الحَلَق.

وقال ابن شميل : هي الدَّقيقةُ الحَسَنةُ السلاسل.

وقال شمر : يقالُ : هي زَغْفٌ وزَغَفٌ قال : ومنه قول ابن أبي الحُقَيق :

٧٨

رُبَّ عَمٍّ لِيَ لوْ أَبْصَرْتَهُ

حسن المِشْيَةِ في الدِّرْع الزَّغَف

وقال ابن السكيت : الزَّغْفُ من الدُّرُوع الواسعةُ الطويلة الليِّنَة ، قال : ونظُنُّهُ من قولهم : زَغَفَ لنا فلانٌ ، وذلك إذا حَدَّثَ فزاد في الحديث وكذَب فيه.

وقال أبو مالك : رَجُلٌ زَغَّافٌ ، وقد زَغفَ كلاماً كثيراً : إذا كان كثيرَ الكلام.

وقال أبو عبيدة : زَغَفَ في الحديث إذا زاد فيه وكذَب.

وقال أبو زيد : زَغَف لنا مالاً كثيراً. أي : غَرَفَ لنا مالاً كثيراً.

وقال الليث : رجُل مِزْغَفٌ ، وهو الجُرَافُ المنْهُومُ الرَّغِيبُ يَزْدَغِفُ كلَّ شيء ، قال : والزَّغَفُ دُقَاقُ الحَطب ، قال : وازْدَغَفَ الشيءَ وازْدَلَمَهُ : أي أَخَذَه.

غ ز ب

زغب  ـ  بغز  ـ  بزغ : مستعملة.

زغب : قال الليث : الزَّغَبُ دُقَاقُ الرِّيش الذي لَا يَجُودُ ولا يَطُول ، ورجُل زَغِبُ الشَّعَرِ ، ورقبةٌ زَغْباءُ ، والزَّغَبُ ما يعلو ريشَ الفرْخ ، والزُّغابة : أَصْغرُ الزَّغب ، تقول : ما أَصَبتُ منه زُغَابةً ، وقد زغَّبَ الفرخ تَزْغِيباً ، والزَّغَبُ : شعرُ المُهر أوَّلَ ما يَنبُت ، وأنشد :

كان لنا وهو فُلُوٌّ نَرْبُبُهْ

مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطِيرُ زَغبُهْ

وفي الحديث : أنه أُهْدِيَ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قِنَاعٌ من رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغبٌ ، فالقِناع الرُّطب ، والأجْرِي هاهَنا : صِغارُ القِثَّاءِ ، شُبِّهَتْ بصغار أولاد الكلاب لنَعْمتِها وطَرَاءتها ، واحدُها جَرْوٌ. وكذلك جِرَاءُ الحنظل : صغارُها ، والزُّغبُ من القثَّاء التي يعلوها مثل زَغب الوبَر حين تَنبتُ صغاراً في شجرِها ، فإذا كبِرَت القثَّاءَةُ وصَلُبَت تَسَاقط عنها زَغبُها وامْلَاسَّتْ ، وواحدُ الزُّغْبِ أَزغَبُ وزَغباءُ.

بغز : قال الليث : البَغْزُ : ضَرْبٌ بالرِّجْل والعصا.

وقال ابن مقبل :

واستَحْمَلَ الهَمُّ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً

تَخَالُ باغزَها باللَّيل مجنُونا

قلتُ : جَعل الليث البَغْزَ ضرْباً بالرِّجْل وحَثّاً ، وكأنه جَعل الباغزَ الراكب الذي يَرْكُلها برجله.

وقال غيرُه : بَغَزَت الناقةُ إذا ضربَت برجلها الأرضَ في سَيرها مرحاً ونشاطاً.

وقال أبو عمرو في قوله : تَخَالُ باغزَها أي نشاطها ، وقد بغزَها باغزُها : أي حَرَّكها مُحَرِّكُها من النشاط.

وقال بعض العرب : ربَّما ركبْتُ الناقة الجَوَادَ فبَغَزها باغزُها فتَجري شَوْطاً ، وقد تقحَّمَتْ بي فَلأْياً ما أَكُفُّها فيقال : بها باغزٌ من النشاط.

٧٩

أبو عبيد عن أبي عمرٍو قال : البَاغزيَّةُ : ثيابٌ ، لمْ يَزِدْ على هذا ، ولا أدْرِي ، أيُّ جِنْسٍ هي من الثِّياب.

بزغ : قال الليث : بَزَغت الشمسُ بُزوغاً : إذا بَدَا منها طلوع ، ونجومٌ بَوازِغُ ، قلت : يقال : بزغت الشمسُ بُزوغاً في ابتداءِ طلوعها ، وبزَغ النَّجمُ والقمر في ابتداء طلوعهما كأنه مأخوذ من البزْغ ، وهو الشَّقُّ ، كأنها تَشقُّ بنورها الظلْمةَ شقّاً.

ومن هذا يقال : بَزغ البَيْطَارُ أَشَاعِرَ الدَّابَّةِ ورَهَصها : إذا شقَّ ذلك المكان منها بمِبْضَعِه.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ

ويقال لذلك الحديدِ : مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ ، ويقال للسِّنِّ : بازِغةٌ وبازِمةٌ.

وقال الفرَّاء : يقالُ لِلْبِرَكِ مِبْزَغةٌ ومِيزَغةٌ.

غ ز م

استعمل من وجوهه : غمز  ـ  زغم.

زغم : قال الليث : التَّزَغمُ : التَّغَضُّبُ وتَرَمْرُمُ الشَّفَةِ في بَرْطَمَةٍ وتزغَّمَتِ الناقةُ.

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشدَه :

فأَصْبَحْنَ ما يَنطِقْنَ إلَّا تَزَغُّماً

علَيَّ إذا أَبْكَى الوليدَ وَلِيدُ

يَصفُ جَوْرَهُنَّ إذا أَبْكَى صبيٌّ صبيّاً غضِبْنَ عليه تَجَنِّياً.

وقال أبو عبيد : التَّزغُّمُ : التَّغضُّبُ مع كلامٍ لا يُفْهَمُ.

قال لَبِيدُ :

على خيْرِ ما يَلْقَى به مَن تَزَغمَا

قال : ويُرْوَى من ترَغَّما بالرَّاء.

وقال غيرُهُ : التَّزَغمُ : الصَّوت الضَّعِيفُ.

وأنشد البَعِيثُ :

وقد خَلَّفَتْ أَسْرَابَ جُون من القَطَا

زَوَاحِفَ إلّا أَنَّها تتَزَغمُ

وأما التَّرغمُ بالرَّاء فهو التّغضبُ وإن لم يكن معه كلام.

غمز : قال الليث : الغمْزُ : الإشارة بالجَفنِ والْحَاجبِ ، والغمْزُ : العصرُ باليد.

قال : والغميزَة : ضعْفَةٌ في العمل وجَهْلةٌ في العقل ، تقول : سمعت منه كلمةً فاغتَمَزْتُها في عقله.

قال : والْمَغامِزُ : المَعايبُ ، وتقول : ما في هذا الأمر مغمَزٌ ، أي : مطمعٌ. والغمْزُ في الدَّابَّةِ الظلْعُ من قِبَلِ الرِّجلِ ، والفعل يغمِزُ غمزاً ، وهو ظلعٌ خفيٌّ.

أبو عبيد عن أبي زيد : أغمَزْتُ فيه إغمازاً إذا استضعفته ، وأنشد :

ومن يطع النساء يلاق منها

إذا أغمزنَ فيه الأقْوَرِينا

غيره : ناقَةٌ غَمُوزٌ : إذا صار في سَنامِها

٨٠