تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الثلاثي الصحيح من حرف الكاف

أبواب الكاف والجيم

(ك ج ش) ـ (ك ج ض) ـ (ك ج ص):

أهملت وجوهها.

ك ج س

كسج : أهملت غير الكَوْسَج ، وهو مُعَرَّبٌ لا أصل له في العربية.

ك ج ز ـ ك ج ط : أهملت وجوهُها.

ك ج د

أهمله الليث.

[كدج] : وقال أبو عمرو : كَدَجَ الرجل إذا شرب من الشراب كفايته.

ك ج ت ـ ك ج ظ : مهملات.

ك ج ذ

[كذج] : أهملت غير الكَذَج بمعنى المأوى وهو مُعرّبٌ.

ك ج ث

أهمله الليث.

[كثج] : وقال أبو عمروٍ : كَثَجَ الرجل إذا أكل من الطعام ما يكفيه.

ك ج ر

كرج ، جكر : مستعملان.

كرج : الكُرَّج : دخيلٌ معرَّب لا أصل له في العربية.

قال جرير :

لَبِسْتُ سِلَاحِي والفرَزْدَقُ لُعبةٌ

عليها وِشَاحَا كُرّجٍ وجَلَاجِلُه

وقال أيضاً :

أَمْسَى الفرَزْدَقُ في جَلَاجِلِ كَرَّج

بَعْدَ الأُخَيْطِلِ ضَرَّةً لجرِير

وقال الليث : الكُرَّجُ يُتخذ مثلَ المُهْر يُلعب عليه.

والكَرَجُ : اسم كورة معروفةٍ.

وتَكرّجَ الطعامُ إذا أصابهُ الكَرَجُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): كَرِجَ الشيء إذا فسد.

وقال : الكَارِج : الخبزُ المكرّج ، يقال :

٥

كرِج الخبزُ ، وأكرَج ، وكرّج ، وتكرَّج.

جكر : أهمله الليث.

وقال ابن الأعرابي : الجُكَيْرَةُ : تصغيرُ الجَكْرَةِ وهي اللَّجاجة.

وقال في موضع آخر : أَجْكَرَ الرجُل إذا لجَّ في البيع ، وقد جَكِرَ يَجْكَرُ جَكَراً.

ك ج ل

أهمله الليث.

[كلج] : وقال ابن الأعرابي : الكُلُجُ : الأشِدَّاء من الرجال.

والكَلَجُ الضبيُّ : كانَ رجلاً شجاعاً.

ك ج ن ـ ك ج ف ـ ك ج ب : مهملات.

ك ج م

[كمج] : أهمله الليث. وهذا البيت رأيته في شعر طرفة بن العبد :

وبفَخْذَىْ بَكْرةٍ مَهْرِيَّةٍ

مِثلِ دِعْصِ الرّمْل مُلْتفِ الكمَجْ

قيل في تفسير الكمَج : إنه طَرَف مَوْصِل الفخِذ في العَجُز.

أبواب الكاف والشين

ك ش ض : مهمل.

ك ش ص

أهملَ إلا قولهم : [شكص] : رجلٌ شكِصٌ وشكِسٌ ، والسين أكثر والصاد لغةٌ لبعضهم.

ك ش س

شكس : ومحلةٌ شكْسٌ : ضيقةٌ ، قال عبد منافٍ الهذلي :

وأَنَا الذي بَيَّتُّكُمْ في فِتْيَةٍ

بمحلَّةٍ شكْسٍ ولَيْلٍ مُظلم

قال الليث : الشَّكِسُ : السِّيءُ الخُلُق في المبايعةِ وغيرها ، وقد شَكِسَ يشكَسُ شَكَساً.

(أبو عبيد عن أبي زيد): الشكِسُ والشِرسُ جميعاً : السيءُ الخُلق.

وقال الفراء : رجلٌ شكِسٌ عَكِصٌ.

وقال الليث : الليلُ والنهار يتشاكسان أي يتضادَّان ، وقال أبو إسحاق في قول الله سبحانه : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) [الزمر : ٢٩] وتفسيرُ هذا المثل أنه مصروفٌ لِمَن وحَّد الله جل وعز ولمنْ جعلَ معه شركاء. فالذي وحَّد الله مثله مثل السالم لرجل لَا يشرَكه فيه غيره ، يقال : سَلِم فُلانٌ لفلان أي خلصَ له ، ومثل الذي عبد مع اللهِ غيرَه مَثلُ صاحبِ الشركاءِ المتشاكِسين ، والشركاء المتشاكِسون : العَسِرون المختلفون الذين لا يتفقون ، وأَراد بالشركاء الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله.

٦

وقال الفراء ، في قوله تعالى : (فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) : مختلفون. وقال في تفسير الآية نحواً مما فسَّرْنا.

ك ش ز

شَكَزَ : [مستعملة].

شكز : قال الليث الأُشْكُزُّ كالأديم إلا أنه أبيضُ يؤكد به السرُوجُ.

قلت : هو معربٌ وأَصلهُ بالفارسية أَذْرَنْج ، وفي «نوادر الأعراب» : شكزَ فلانٌ فلاناً وذرَبه ونسَرَه ، وخلبه ، وخدَبه ، وبذحَه إذا جرحه بلسانه.

وأخبرني المنْذِرِيُّ عن أبي الهيثم أنه قال : يقال : رجلٌ شكَّازٌ : إذا حدّث المرأة أنزلَ قبل أن يخالطها ثم لا ينتشرُ بعد ذلك لجماعِها.

قلت : هو عند العرب الزُّمَّلِقُ والذَّوْذَخ والثَّمُوتُ.

ك ش ط

كشط : [مستعمل].

كشط : قال الله جل وعز : (وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١)) [التكوير : ١١].

قال الفراء : يعني نُزعت فطُويتْ ، وفي قراءة عبد الله (قُشِطَتْ) بالقاف والمعنى واحد ، والعرب تقول : القافور والكافور ، والقُسْطُ والكُسْطُ ، وإذا تقاربَ الحرفان في المخرَج تعاقبا في اللغات.

وقال الزَّجاج : معنى كُشِطَتْ وقُشِطَتْ : قُلِعَتْ كما يُقْلَعُ السَّقْفُ.

وقال الليث : الكَشْطُ : رَفْعُكَ شيئاً عن شَيْءٍ قد غطاهُ وغَشِيهُ من فوقِه ، كما يُقْشَطُ الجِلْدُ عن السَّنامِ وعن المسلوخةِ.

قال : وإذا كُشِطَ الجِلْدُ عن الجَزُورِ سُمِّي الجلدُ كِشَاطاً بعد أن يُكْشَطَ. ثمَّ رُبَّمَا غُطّى عليها به فيقولُ القائلُ : ارفع عنها كِشَاطَها لأنظُرَ إلى لحمها ، يقال : هذا في الجَزورِ خَاصَّةً.

قال : والكَشَطَةُ : أَرْبابُ الجَزُورِ المكْشُوطَةِ ، وانتهى أعرابيٌّ إلى قومٍ قد سلخوا جزُوراً وقد غَطَّوها بكِشَاطِها فقال : مَنِ الكَشَطَةُ؟ وهو يريدُ أَن يستَوْهِبَهمْ. فقال بعض القومِ : وعاءُ المَرَامِي ومثَابِتُ الأفرانِ وأَدنى الجزاءِ من الصدقةِ يعني فيما يُجْزِئ من الصدقةِ ، فقال الأعرابيّ : يا كِنَانَةُ ويَا أَسدُ ويا بكرُ أَطْعِموا من لحمِ الجَزُورِ.

وقال ابن السكّيت : كَشَط فلانٌ عنْ فرسهِ الجُلَّ وقَشَطَهُ ونضاهُ بِمعنىً واحدٍ.

ك ش د

كشد ، كدش ، شكد : مستعملة.

كشد : قال الليثُ : الكَشْدُ : ضربٌ من الحلْب بثلاثِ أَصابعَ.

يقال : كَشَدَها يَكْشِدُهَا كَشْداً ، وناقةٌ كَشُود وهي التي تحلبُ كَشْداً فَتَدرُّ.

٧

وقال شمر : قال ابن شميلٍ : الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ : سواءٌ وهو الحلب بالسَّبَّابة والإِبهَام.

قال والكَشُودُ : الضيقةُ الإِحليل منَ النوق القصيرةُ الخِلْفِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الكُشُد : الكَثِيرُ والكسبِ الكادُّونَ على عيالاتهمِ الواصلونَ أَرحامهمْ ، واحدُهُمْ كاشِدٌ ، وكَشُودٌ وكَشَدٌ.

شكد : قال الليث : الشُّكْدُ بلغة أهل اليمن كالشُّكْرِ ، يقال : إِنه لشَاكِرٌ شَاكِدٌ.

قال : والشُّكْدُ بلغتهم أيضاً : ما أعْطَيت من الكُدْسِ عند الكَيْلِ ، ومن الحُزَمِ عندَ الحصد. تقولُ : اسْتَشكدَني فأَشْكدْتُه.

(أبو عبيدٍ) : سمعتُ الأمويَّ يقول : الشُّكْدُ : العطاء.

وقال والشُّكْمُ الجَزَاءُ ، وقد شَكدْتُه أَشْكُدُهُ.

قال : وقال الأصمعيّ ، مِثله ، والمصدرُ : شَكْداً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): أَشْكدَ الرجلُ إِذا اقَتنَى رَديءَ المال ، وكذلك أسْوَكَ وأكْوَسَ ، وأَقمزَ وأَغمزَ.

كدش : قال الليث : الكَدْشُ : الشَّوْق ، وقد كَدَشْت إليهِ.

(قلتُ) : غيّرَ الليثُ تفسيرَ الكدْش فجعله الشَّوْقَ بالشينِ وصوابُه السَّوْقُ والطَّرْدُ بالسين.

يقال : كَدَشْتُ الإبلَ أكْدِشُها كَدْشاً إذا طردتها. وقال رؤبة : شَلًّا كَشلِ الطَّرَد المكْدُوش

وأما الكَدْسُ ـ بالسين ـ : فهو إِسراعُ الإبل في سَيْرِها ، يقال : كدَسَتْ تكْدِسُ.

ورَوَى أبو تراب ، عن عقبة السُّلَميّ أنه قال : كَدَشْتُ من فلانٍ شَيئاً ، وَاكْتَدَشْتُ ، وامْتَدَشْتُ : إِذا أَصبتَ منه شيئاً.

ك ش ت ـ ك ش ظ ـ ك ش ذ : أهملت وجوهه.

ك ش ث

كشث : ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : الكَشُوثَاءُ : الفَقَدُ وهو الزُّحْموكُ.

وقال الليث : الكَشُوثُ : نباتٌ مُجْتَثٌّ لا أَصلَ له ، وهو أصفرُ يَتعلَّقُ بأَطرافِ الشَّوْكِ وغيرِه ويُجْعَلُ في النَّبيذِ. وهو من كلام أَهلِ السَّوَادِ ، ويقولون : كَشُوثاءُ.

ك ش ر

كشر ، كرش ، شكر ، شرك ، رشك : مستعملة.

كشر : قال الليثُ : الكَشْرُ : بُدوُّ الأسنَان عند التَّبسُّم ، وأنشد :

إِنَّ منَ الإخوَانِ إخوَانَ كِشْرَةٍ

واخوانَ كيفَ الحالُ والحال كلُّهُ

٨

قال : والفِعْلةُ تجيءُ في مصدرِ فاعل.

تقول : هاجرَ هِجرةً وعاشر عِشرةً.

قال : وإنما يكونُ هذا التأسيسِ فيما يدخل الافتعالُ على تفاعلا جميعاً.

قال : وزعمَ أَبو الدُّقيشِ : أن الكَاشِرَ ضربٌ من البُضْع.

يقال : باضَعَها بُضعاً كاشِراً ، ولا يُشتَقُّ منهُ فعلٌ.

ورُوِي عن أَبي الدَّرداءِ أنَّه قال : «إنَّا لنَكْشِرُ في وجوهِ أَقوامٍ وإنَّ قلوبنَا لتَقْلِيَهُم» أي نتبسَّمُ في وجوههم.

ويقال : كَشَرَ السَّبُعُ عن نابِه إذا هَرَّ للخِرَاشِ ، وكَشرَ فلانٌ لفلانٍ إذا تنّمرَ له وأَوْعدَه ، كأَنهُ سبعٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : العُنْقودُ إِذا أُكِل ما عليه وأُلْقي ، فهو الكَشَرُ ، قال : والكشَرُ : الخُبزُ اليابسُ.

قال ويقال : كَشِرَ إذا هَرَبَ ، وكشَرَ إِذا افترَّ.

كرش : رُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «الأنصارُ كَرِشي وعَيبَتِي».

قال أبو عبيد : قال أبو زيد يقال : عليه كرشٌ من النَّاس أي جماعةٌ ، فكأنه أرادَ أنهُم جماعتي وصحابتي الذين أَثقُ بهم وأعتمدُ عليهم.

قال ، وقال الأحمرُ : همْ كَرِشٌ منثورةٌ.

وقال الليث : كَرِش الرجُل : عيالُه من صغار وَلدِه.

ويقال : كَرشٌ منثورةٌ أَي صبيان صغارٌ ، وتزوَّجَ فلانٌ فُلانةَ فَنَثرَتْ لهُ ذا بَطِنها وكَرِشها أي كَثُرَ ولدها ، وأَتانٌ كَرْشاءُ : ضخمةُ الخاصرَتينِ.

ويقال للدَّلْو المُنتفخةِ النّوَاحي : كرشاءُ ، وتكَرَّشَ جلدُ وجهِ الرجُل إِذا تَقبَّضَ ، ويقال ذلك في كل جلدٍ.

ويقال للصبيِّ إذا عظُمَ بطنُه وأخذَ في الأكلِ : قد اسْتكرَش.

قال : وأنكر بعضهُم ذلك في الصبيّ ، فقال يقال للصبيّ : قد اسْتَجفرَ ، إنما يقال : استكرَش الجَديُ ، وكلُّ سَخلٍ يَسْتكرشُ حين يعظمُ بطنُه ، ويشتدُّ أكله.

قال : والكَرشُ لكلّ مُجْترٍّ ، تؤنثُه العرب بمنزلة المعدة للإنسان ، ولليربوع كرشٌ وللأرنب كرشٌ. قال رؤبة :

طَلْقٌ إِذا استكرشَ ذو التكريش

أَبلجُ صَدَّافٌ عن التّحريش

قال شمر : استكرشَ : تقبض ، وقطّب ، وعبس.

ابن بُزُرْجَ : ثوبٌ أكْراشٌ وثوبٌ أكْباشٌ ، وهو من برود اليمن ، وبينهم رحم كرشاءُ أي بعيدةٌ.

٩

وقال غيرُه : ما وجَدتُ إلى ذلك الأمر فا (١) كَرِشٍ أي لم أجِد إِليه سبيلاً.

وامرأةٌ كَرْشاءُ : واسعةُ البطن.

ويقال : كَرِشَ الجِلد يَكْرَشُ كَرشاً إذا مسَّتْه النارُ فانْزَوَى ، والمُكرَّشةُ مِن طعام البادِين : أَنْ يُؤخذ اللحم الأشْمَط فيهَرَّم تهرِيماً صِغاراً ويُقَطَّع عليه شحمٌ ثم تُقوَّر قطعةُ كَرِشٍ من كرِش البعير ويُغسل ويُنظَّف وجهُه الأملس الذي لا فَرْثَ فيه ويُجعل فيه اللحمُ المُهَرَّم ويُجمَع أطرافُه ويُخَلّ عليه بخلالٍ وتُحفَر له إِرَةٌ ويُطْرَح فيها الرِّضافُ ويوقَد عليها حتى تَحمَى وتَحْمَرَّ فتصيرَ كالنار ثم يُنَحَّى الجمرُ عنها وتُدْفَن المُكرَّشةُ فيها ويُجعل فوقها مَلَّةٌ حاميةٌ ثم يوقَد فوقها بحطبٍ جزْلٍ ثم يُترك حتى يَنْضَج فتَخرج وقد طابت وصارت كالقطعة الواحدة فتُؤكل طيِّبة. يقال : كَرّشوا لنا تَكْرِيشاً.

والكَرِشُ من نبات الرِّياض والقِيعانِ أَنْجَعُ مَرتعٍ وأمرؤه تَسْمَنُ عليه الإبل وتغزُرُ ، وكذلك الخيلُ تَسمنُ عليه يَنْبُتُ في الشتاء ويَهِيجُ في الصَّيف.

شكر : قال الليث : الشُّكْرُ : عِرفانُ الإحسانِ ونَشرُه ، وحَمْدُ مُوليهِ ، وهو الشُّكور أيضاً ، والشُّكُورُ من الدَّوابِّ : ما يكفيهِ للسِّمَنِ العلفُ القليلُ ، والشَّكِرَةُ من الحَلائِبِ : التي تصيبُ حظّاً من بقلٍ أو مرعًى فتغْزُرُ عليه بعد قلةِ لبنٍ. وإِذا نزلَ القومُ منزلاً فأصابتْ نَعَمُهُمْ شيئاً من البُقول فَدَرَّتْ ، قيل : أَشْكَرَ القومُ ، وإِنهم ليحتلِبُونَ شَكْرَةً جَزْم ، وقد شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً ، وأنشد :

نَضْرِبُ دِرَّاتِهَا إِذا شَكِرَتْ

بأَقْطِهَا والرِّخَافَ نسلؤها

والرَّخْفَةُ : الزُّبْدَةُ ، والشَّكِيرُ من الشَّعرِ والنباتِ : ما يَنْبُت من الشَّعر بين الضفائرِ ، والجميعُ : الشُّكُرُ. وأنشد :

وبيْنَا الفتى يَهْتَزُّ للعَين نَاضِراً

كَعُسْلُوجَةٍ يَهْتزُّ منها شَكِيرُها

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الشَّكِيرُ : ما ينبتُ في أصلِ الشجرِ من الورقِ ليس بالكِبار ، والشكيرُ من الفَرْخِ : الزَّغَبُ.

(سلمة عن الفراء) : يقال : شَكِرَتِ الشجرةُ وأَشْكَرَت إذا خرج فيها الشيء.

وحدثنا محمد بنُ إسحاق ، قال : حدثنا يعقوبُ الدَّوْرَقِيُّ ، قال : حدثنا الحارثُ بن مُرَارَةَ الحنفيُّ ، قال : حدثنا المأثور بن سِرَاج بن مَجَّاعَةَ ، وطريفُ بن سلَامة بن نوحِ بن مَجَّاعَةَ والأَفْوَاقُ بنت الأغرِّ أن مَجَّاعَةَ أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال قائلهم :

__________________

(١) فا : بمعنى (فم) وانظر : «اللسان» (كرش).

١٠

ومَجَّاعُ اليَمَامَةِ قد أَتَانَا

يُخَبِّرُنَا بما قال الرَّسُولُ

فأعطينا المَقَادَة واستقمنا

وكانَ المَرْء يسْمَعُ ما يقولُ

فأَقْطَعَهُ رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتبَ له بذلك كتاباً : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هذا كتابٌ كتبه محمدٌ رسولُ الله لمَجَّاعَة بن مُرارةَ بن سُلمى : أَنِّي أقطعْتُكَ الفَوْرَة وعَوَانةَ من العَرَمَةِ والحُبَلِ فمن حاجَّك فإِليَّ.

قال : فلما قُبِضَ رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفَدَ على أبي بكرٍ فأَقطعهِ الخِضْرِمَة ثمَّ وفدَ على عمر فأقطعهُ الريا بِالحَجْرِ. ثم إن هلالَ بن سراجِ بن مَجَّاعة وفد إلى عُمر بن عبد العزيز بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعدَ ما استُخلف فأَخذهُ عمر فقبَّله ووضعه على عينيه ومَسَحَ به وجههُ رجاءَ أن يصيبَ وجههُ موضِعَ يَدِ رسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فَسَمَرَ عنده هِلالٌ ليلةً فقال له : يا هلالُ ، أَبَقِيَ من كهُولِ بني مَجَّاعَةَ أَحَدٌ؟ قال : نعمْ وشَكِيرٌ كثيرٌ. فضحك عمر ، وقال : كلِمَةٌ عربيةٌ ، قال ، فقال جُلَساؤهُ : وما الشَّكِيرُ يا أمير المؤمنين؟ قال : أَلمْ ترَ إلى الزَّرْعِ إِذا زَكا فأَخرجَ فنبتَ في أصوله فذلكم الشّكِيرُ ، ثم أجازهُ وأعطاه وأكرمه وأعطاه في فرائضِ العِيَال ، والمُقَاتِلَة.

(قلت) : أراد بقوله : وشكِيرٌ كثيرٌ أي ذريةٌ صغارٌ شبههم بشكِيرِ الزَّرْع وهو ما نبتَ منه صغاراً في أصوله.

(أبو عبيد عن الأصمعي) قال : الشّكِرَةُ : الممتلئةُ الضّرْع من النُّوقِ.

وقال الحُطَيْئَةُ يصف إبلاً غزاراً :

إذا لم يكن إلّا الأمالِيسُ أصبحتْ

لها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها شَكِرَات

قال العجاج يصف رِكاباً أَجْهضت أولادَها :

والشّدَنِيّاتُ يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ

حُوصَ العيونِ مُجْهِضَاتٍ ما استَطَرْ

منهنَّ إتمامُ شكيرٍ فاشْتَكَرْ

ما استطرَّ من الطر يقال طرَّ شعره أي نبت ، وطر شاربه مثله يقول : ما استطر منهم إتمام يعني بلوغ التمام والشكير : ما نبت صغيراً فأشكر صار شكيراً.

بِحَاجِبٍ ولا قَفَاً ولا أَزْبَأَرّ

منهن سيساء ولا استغشى الوبر

(أبو عبيد عن الأصمعي): اشْتَكَرَتِ السَّماءُ وحَفَلتْ واغْبَرَّت ، كل ذلك من حين يجدُّ وقعُ مطرِها ويشتدُّ. وأنشد غيره لامرئ القيس :

فترى الوَدَّ إذا ما أشْجَذَتْ

وتُوَاريه إذا ما تَشْتَكِر

واشتكرت الريحُ إذا اشتدَّ هُبُوبُها. وقال ابن أحمر :

١١

المُطْعِمُونَ إِذا ريحُ الشِّتَا اشتكرت

والطّاعِنُون إذا ما استلحمَ البطلُ

واشتكَرَ الحرُّ والبردُ كذلك. وقال الشاعر :

غَداةَ الخِمْسِ واشْتكرَتْ حَرُورٌ

كأنّ أَجيجَها وهَجُ الصِّلاءِ

وشَكْرُ المرأة : فرجُها.

ومنه قول يحيى بن يعمَرَ لرجلٍ خاصَمته إِليه امرأتُهُ في مالها مَهْرِها «أَإِنْ سأَلَتْك ثَمنَ شكرِها وشَبْرِكَ أَنشأتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُهَا».

وقال الشاعر يصف امرأة أنشده ابن السكيت :

صَنَاعٌ بإشفَاها حَصانٌ بِشَكْرها

جوادٌ بزادِ الرّكب والعِرقُ زاخرُ

ويقال للفِدْرة من اللحم إذا كانت سمينةً : شَكْرَى. قال الرَّاعي :

تَبيتُ المحالُ الغُرُّ فى حَجَراتها

شكارَى مَرَاها ماؤُها وحديدها

أراد بحديدها مِغْرَفَةً من الحديد تُساط القدرُ بها وتُغْتَرَفُ بها إِهالتها.

وقال أبو سعيد يقال : فاتحْتُ فلاناً الحديثَ وكاشرتُهُ بمعنى واحد.

قال : وشاكرتُه : أريتُه أنِّي لهُ شاكرٌ.

وقال الليث : يَشْكُرُ : قبيلةٌ من رَبيعةَ.

وشاكر : قبيلةٌ من هَمْدَانَ في اليمن.

(عمرو عن أبيه): الشِّكارُ : فروجُ النساءِ واحدها : شَكْرٌ.

والشَّكورُ من أسماءِ الله جلّ وعزّ معناه أنه يزكو عنده القليلُ من أعمال العباد فيُضَاعفُ لهم به الجزاء. قال ذلك أبو إسحاقَ الزَّجاجُ.

وأما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذي يجتهدُ في شُكْر ربِّه بطاعته وأدائه ما وُظِّفَ عليه من عبادته.

قال الله جلّ وعزّ : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ : ١٣] نُصِبَ قوله شُكْراً لأنه مفعولٌ له كأنه قال : اعملوا للهِ شُكراً ، وإن شئت كان منصوباً على أنه مصدرٌ مؤكدٌ. وعشبٌ مَشْكَرَةٌ : مَغْزَرةٌ للبن.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المِشكارُ من النُّوقِ : التي تغزُرُ في الصَّيف وتنقطعُ في الشِّتاء والتي يدوم لَبَنها سنتها كلها ، يقال لها : رَفُودٌ ، ومَكودٌ ، ووَشولٌ ، وصفيٌ.

شرك : قال الله جلّ وعزّ مُخْبِراً عن عبده لُقمانَ الحكيم أنهُ قال لابنه : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : ١٣] والشرك : أن تجعل لله شريكاً في رُبُوبيَّته ، تعالى الله عن الشُّركاءِ والأنداد ، وإنما دخلت الباءُ في قوله : (لا تُشْرِكْ بِاللهِ) لأن معناه لا تعدل به غيره فتجعلَه شريكاً له ، وكذلك قولُهُ :

١٢

(بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) [آل عمران : ١٥١] لأن معناه عدلوا به ، ومن عدل بالله شيئاً من خلقه فهو مشركٌ لأن الله واحدٌ لا شريكَ له ولا ندَّ ولا نديد.

وقال الليث : الشِّرْكةُ : مُخالطة الشَّرِيكين.

يقالُ : اشْتَركْنَا بمعنى تَشاركنا وجمع الشَّرِيكِ : شُرَكاءُ ، وأشراكٌ. وقال لبيد :

تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعاً

وَوِتراً والزَّعامةُ لِلْغُلامِ

يقال : شَرِيكٌ وأشْرَاكٌ كما قالوا : يتيمٌ وأيتامٌ ، ونصيرٌ وأنصارٌ ، والأشراكُ أيضاً جمع الشِّرْكِ ، وهو النصيبُ كما يقال : قِسمٌ وأقسامٌ ، فإن شئت جعلت الأشْرَاكَ في بيت لبيد جمع شريكٍ ، وإن شئت جعلته جمع شِرْكٍ وهو النصيبُ.

وقال الليث : يقال : هذه شَرِيكَتِي ، ويقال في المصاهرة : رَغِبنا في شِرْكِكُم ، أي في مصاهرتكُم.

قلتُ : وسمعتُ بعض العرب يقول : فلانٌ شَرِيك فلانٍ إذا تزوَّج بابنتِه أو بأخته ، وهو الذي يُسَمِّيه الناسُ : الخَتَنَ.

قلت : وامرأة الرجلِ : شريكتُه ؛ وهي جارَتُه ، وزوجها جارُها وهذا يدلُّ على أنَ الشَّرِيكَ جارٌ وأنه أقرب الجيران.

وقال الليث الشِّرَاكُ : سَيْرُ النَّعْل.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : يقال مِنَ الشِّرَاكِ : شرَّكْت النَّعْلَ وأشْرَكْتها إذا جعلتَ لها شِرَاكاً.

وقال ابن بُزُرْجَ : شَرِكَتِ النَّعّلُ وشَسِعَتْ وزَمَّت إذا انقطع كلُّ ذلك منها.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : الْزَمْ شَرَكَ الطريق ، الواحدةُ : شَرَكةٌ ، وهي أَنْسَاعُ الطريق.

وقال غيره : هي أخاديدُ الطريق ، ومعناهما واحدٌ ، وهي ما حَفرت الدَّوابُّ بقوائمها في مَتْنِ الطريق ، شَرَكةٌ هاهُنا ، وأخرى بِجَنْبِها.

وقال شمر : أُمُ الطريق ، مُعظمُه وبُنَيَّاتُه : أشْرَاكٌ صغارٌ تتشعَّبُ عنه ثم تنقطع.

(الأصمعي) : يقال : لطَمهُ لطْماً شُرَكِيّاً أي متتابعاً ، ولطمهُ لطمَ المُتَنَقِّشِ وهو البعير تدخلُ في يده الشَّوْكةُ فيضرِبُ بها الأرض ضرباً شديداً ، فهو حينئذ مُتَنَقشٌ.

وقال : وماءٌ ليس فيه أشْرَاكٌ أي ليس فيه شُرَكاءُ ، واحدها شِرْكٌ.

قال : ورأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أي أن رأيه مُشترَكٌ ليس بواحدٍ.

ويقال : الكلأُ في بني فلانٍ شُرُكٌ أي طرائقُ ، واحدها شِرَاكٌ ، ويقال : شَرَكهُ في الأمر يَشْرَكُهُ : إذا دخل معه فيه ، وأشْرَكَ فلانٌ فلاناً في البيع إذا أدخله مع نفسه فيه.

وقال الليث : شَرَكُ الصَّائدِ : حِبالته يرتبكُ

١٣

فيها الصَّيد ، والواحدة شَرَكةٌ.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «الناس شُرَكاءُ في ثلاثٍ : الكَلأِ والماءِ والنّارِ».

قلت : ومعنى النار : الحطبُ الذي يُسْتَوْقَدُ به ، ويؤخذ من عَفْوِ البلادِ ، وكذلك الماءُ الذي يَنْبُعُ من منبعٍ غير مملوكٍ ، والكلأ الذي منبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون ، والفريضة التي تسَمَّى المُشْتَرَكةَ ، وهي زوجٌ وأمٌ وأخوانِ لأُمٍّ وأخوانِ لأبٍ وأُمٍ ، للزوج النصف ، وللأُم السدس ، وللأَخوين للأُم الثلث ويَشْرَكُهُم بنو الأب والأم ، لأن الأب لمَّا سَقَط سَقَطَ حُكْمه ، وكان كمن لم يكن ، وصاروا بني أُمٍّ معاً ، وهذا قول زيد بن ثابت ، وكان عمرُ حَكَم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأم ولم يجعل للإخوة للأَب والأم شيئاً فراجعه في ذلك الإِخوة للأَب والأم ، وقالوا له : هَبْ أبانا كان حِماراً فأشركنا بقرابة أُمِّنا ، فأَشرك بينهم فسمِّيت الفريضة مُشَرَّكةً.

وقال الليث : هي المُشْتَرَكةُ.

وقال أبو العباس في قول الله جلَّ وعزَّ : (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل : ١٠٠] معناه : الذين صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأشركوا بالشيطان ، ولكن عَبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشركين ليس أنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده ، رواه عنه أبو عمرَ الزاهد.

قال : وعرضتُه على المُبَرّد : فقال : مُتْلَئِبٌّ صحيحٌ.

رشك : قال الليث : الرّشْكُ اسم رجلٍ يقال له يزيدُ الرِّشْك ، وكان أحسبَ أهلِ زمانه ، فكان الحسنُ البصريُّ إذا سُئِل عن حساب فريضة قال : علينا بيانُ السِّهام وعَلَى يزيدَ الرِّشْكِ الحسابُ.

قلت : ما أرى الرِّشْكَ عربياً وأراه لقباً لا أصل له في العربيَّة.

ك ش ل

استُعمل من وجوهها : شكل ، كشل : [مستعملان].

كشل : قال الليث : الكَوْشَلَةُ : الفَيْشَلَةُ الضخمة ، وهي الكَوْش والفَيْشُ.

قلت : المعروف الكَوْسَلَة بالسين في الفَيشةِ ، ولعلَّ السين فيها لغةٌ ، فإِن الشين عاقَبَتِ السينَ في حروفٍ كثيرة منها الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ ، ومنها التَّسْمِيرُ والتَّشْمِيرُ بمعنى الإرسال ، ومنها تَشْمِيتُ العاطِس وتَسْمِيتُه ، والسَّوْدَقُ والشَّوْذَق والسُّدْفَةُ والشُّدْفَةُ.

شكل : (أبو العباس عن عمرو عن أبيه) : في فلانٍ شَبَهٌ من أبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ ، وشُكْلَةٌ وشاكلٌ ومشاكلةٌ.

١٤

وقال الفرّاء في قوله جلَّ وعزَّ : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨)) [ص : ٥٨] قرأ الناسُ وآخَرُ إلا مُجاهداً فإنه قرأ : (وأُخر من شكله).

وقال الزّجَّاج : من قرأ : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨)) فآخَر عطفٌ على قولِه : (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) أي وعذابٌ آخر مِن شكله أي من مثل ذلك الأول.

ومن قرأ (وأُخَرُ مِن شكِله) فالمعنى وأنواعٌ أُخَر من شكله ، لأن معنى قوله (أَزْواجٌ) : أنواع.

وقال الليث : الشِّكْلُ : غُنْجُ المرأة وحُسنُ دَلِّها.

يقال : إنها شَكِلَةٌ مُشَكَّلةٌ : حَسنةُ الشِّكل.

قال : الشَّكلُ : المِثل ، تقولُ هذا على شكلِ هذا أي على مثاله ، وفلانٌ شكلُ فلانٍ أي مثله في حالاتِه.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي العباس أنه قال : الشَّكلُ : المِثلُ ، والشِّكلُ : الدَّلُّ ، ويجوزُ هذا في هذا ، وهذا في هذا.

قال : وقال ابن الأعرابي : الشَّكْلُ : ضربٌ من النبات أصفرُ وأحمرُ.

وقال الفراء في قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الإسراء : ٨٤].

قال : الشاكِلة : الناحيةُ والطَّريقةُ والجَدِيلة.

وقال الزَّجاج : يقال : هذا طريقٌ ذُو شَوَاكِلَ ، أي تَتشعَّبُ منه طُرقٌ جَماعةٌ.

وقال الأخْفَشُ : «عَلى شاكِلَتِهِ» أي على ناحيته وخَلِيقَتِه.

قال ، ويقال : هذا مِن شَكل هذا أي مِن ضَرْبه ونحوه.

وأمَّا الشِّكل للمرأة : فما تتحسَّن به من الغُنْجِ.

(سَلَمةُ عن الفرّاء) قال : الشَّوْكَلَةُ : الرَّجَّالةُ ، والشَّوْكلَة : الناحِيَةُ ، والشَوْكلة : العَوْسَجة.

وقال الليث : الأَشْكَلُ في ألْوان الإِبل والغَنم ونحوِه : أن يَكون مع السوادِ غُبْرَةٌ وحُمْرَةٌ ، كأنه قد أَشكَلَ عليك لَوْنُه ، وتقول في غير ذلك من الألوان إن فيه لشُكْلَةً من لَوْن كذا وكذا ، كقولكَ أَسمَرُ فيه شُكْلَةٌ من سوادٍ ، والأشكلُ في سائر الأشياء : بياضٌ وحُمْرَةٌ قد اختلَطَا. قال ذو الرُّمّة :

يَنْفَحْنَ أشكَلَ مَخْلوطاً تَقَمَّصَهُ

مَنَاخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلَاجِيجِ

جمع مِلجاج تلج في هديرها.

وقال جَرِيرٌ يُنكِرُ الدّماء :

فما زالَت القَتْلى تمورُ دماؤُها

بدِجْلةَ حتى ماءُ دِجْلةَ أشْكَلُ

وقال أبو عبيدة : الأشكلُ فيه بياضٌ وحُمرةٌ.

١٥

(ثعلب عن ابن الأعرابيّ) : الضَّبُعُ فيها غُثْرَةٌ وشُكْلَةٌ لَوْنان فيه سوادٌ وصُفرةٌ سَمِجَةٌ.

وقال شمر : الشُّكْلة : الحُمْرَةُ تختلط بالبياض ، وهذا شيءٌ أشكلُ. ومنه قيل للأمر المشتبِه : مُشْكِلٌ.

(المنذريُّ ، عن الصَّيْداوِيّ عن الرِّياشِيِّ) يقال : أشكَل عَلَيَّ الأمر إذا اختلط.

وَيقال : شَكَلْتُ الطيرَ ، وشكَلتُ الدّابة.

(سَلمة عن الفرّاء) قال : أَشكلَتْ عَلَيَّ الأخبارُ وأَحْكلَتْ بمعنىً واحدٍ.

وقال ابن الأنباريّ : أَشكلَ عَلَيَّ الأمرُ أي اختَلط ، والأشكلُ عند العرب : اللونانِ المختلطان.

وقال : في قوله في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سألته عن شَكْلِه» ، قال : معناه عما يشاكلُ أفعالَه.

وفي حديث عليٍّ رضي‌الله‌عنه في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في عَينيه شُكْلَةٌ».

قال أبو عبيد : الشُّكلةُ كهيئة الحُمْرة تكون في بياض العين ، فإذا كانت في سواد العين حُمرةٌ فهي شُهْلةٌ. وأنشد :

ولا عيبَ فيها غيرَ شُكْلةِ عينِها

كذاكَ عِتاقُ الطيْرِ شُكْلٌ عيونُها

قال شمر : عتاق الطير هي الصقور والبزاة ، ولا توصف بالحُمرةِ ، ولكن توصف بزرقة العين وشهلتها.

قال : ورُوِي هذا البيت : شهلة عينها.

قال وقال غير أبي عبيدٍ : الشكلة في العين : الصفرة التي تخالط بياض العين التي حَوْلَ الحَدَقة على صفة عين الصقر ، ثم قال : ولكنا لم نسمع الشكلة إِلّا في الحمرة ، ولم نسمعها في الصفرة.

وأنشد :

ونحن حَفزْنا الحَوْفزانَ بطعنة

سقتْه نجيعاً مِن دم الجوف أَشكلا

قال : فهو هاهنا حُمرةٌ لا شك فيه.

قال : ورَوَى أبو عدنان عن الأصمعي ، يقال : في عينه شكلة ، وهي حُمرةٌ تخالط البياض.

وقال الليث الأشكالُ : الأمور والحَوائجُ المختلفةُ فيما يُتكلَّفُ منها ويُهتمُّ لها وأنشد للعجاج : وتَخلُجُ الأشكالُ دونَ الأشكالْ

(أبو عبيد عن الأصمعي) يقال : لنَا قِبلَ فُلانٍ أَشْكَلَةٌ وهي الحاجةُ.

وقال (ابن الأعرابي) يقال للحاجةِ : أشْكَلَةٌ ، وشَاكلَةٌ وشَوْكَلاءُ ونَوَاةٌ ، بمعنى واحدٍ.

وقال أَبو زيد : نَعْجَةٌ شَكْلَاءُ إذا ابْيَضَّتْ شَاكلتَاها ، وسَائرُهَا أَسْوَدُ.

وقال الليث : الشَّاكلتَانِ : ظَاهِرُ الطِّفْطِفَتَيْن

١٦

من لَدُنْ مَبْلغِ القُصَيْرَى إِلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ من جانِبَي البَطْنِ.

قال : والمشَاكِلُ من الأمورِ : ما وَافَقَ فَاعِلَهُ ونَظِيرَهُ.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنه كَرِهَ الشِكَالَ في الخَيْلِ.

قال أبو عبيد يَعْنِي أَنْ تكون ثلاثُ قَوَائمَ منه مُحَجَّلةً وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقَةً وإنَّمَا أُخِذَ هذا من الشِّكالِ الذي يُشْكَلُ بهِ الخَيْلُ ، شُبِّهَ بهِ لأنَ الشِّكالَ إِنما يكونُ في ثلاثِ قَوائم أَو أَنْ تكونَ الثَّلَاثُ مُطْلَقَةً ورِجْلٌ مُحَجَّلةٌ ، وليس يكون الشِّكالُ إِلَّا في الرِّجلِ ، ولا يكون في اليَدِ.

وروى أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي أنهُ قال : الشِّكالُ : أَنْ يكون البَيَاضُ في يُمنَى يَدَيْهِ وفي يُمنَى رِجْلَيْهِ.

قال أبو العباس وقال آخرُ : الشكالُ : أَنْ يكون البَيَاضُ في يُسْرَى يَديهِ وفي يُسْرَى رِجْلَيْهِ.

وقال آخر : الشِّكالُ : أَنْ يكون البَيَاضُ في يَديهِ حَسْبُ.

وقال آخرُ : الشِّكالُ : أن يكون البَيَاضُ في يَدَيهِ وفي إحدى رِجْليهِ.

وقال آخرُ : الشِّكالُ : أَنْ يكون البَيَاضُ في رِجليهِ وفي إِحدى يَديهِ.

(قلت) : وروى أبو قَتادة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنه قال : «خَيْرٌ الخَيْلُ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المحجَّلُ الثَّلَاثِ طَلْقُ اليمنَى أَوْ كميْتٌ مثلُه».

(قلت) : والأَقْرَحُ الذي غُرَّتُهُ صَغيرةٌ بين عينيه ، وقوله : طَلْقُ اليمنى : ليس فيها من البَيَاضِ شيءٌ ، والمحجَّلُ الثَّلاثِ : التي فيها بَيَاضٌ.

وقال أبو عبيدة : الشِّكالُ أن يكون بَيَاضُ التّحْجِيلِ في رِجْلٍ واحدةٍ ويَدٍ من خِلافٍ ، قَلَّ البَيَاضُ أَوْ كَثُرَ ، وهو فَرَسٌ مَشْكُولٌ.

وقال شمر عن عبد الغفار عن أبي عبيدة قال : إذا كان البَيَاضُ بيدٍ ورجْلٍ من خلافٍ قَلَّ أَوْ كثُرَ فهو مَشكُولٌ.

وقال غيره : الأشْكالُ : حُلِيٌ يشاكلُ بعضها بعضاً يُقَرَّطُ بها النِّساءُ ، وقال ذو الرُّمَّةِ :

*سَمِعْت مِنْ صَلَاصِلِ الأشْكالِ*

*أَدْباً عَلَى لَبَّاتِها الحَوَالِي*

* هَزَّ السَّنَا في لَيْلَةِ الشَّمالِ*

(أبو حاتم): شَكَلْتُ الكِتابَ أشْكُلُهُ فهو مَشْكُولٌ إذا قَيَّدْتَهُ.

قال : وأَعْجَمْتُ الكتابَ إذا نَقَطْتَه ، وحَرْفٌ مُشِكلٌ : مُشتَبِهٌ مُلْتَبِسٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الشَّاكِلُ : البَيَّاضُ الذي بين الصُّدْغِ والأُذُنِ ، وحُكيَ عن بعضِ التَابعينَ أنه أوْصى رَجُلاً في طَهَارَتِهِ فقال : تَفقُدِ المَنْشَلَةَ والمَغْفَلةَ والرَّوْمَ والفَنِيكَينِ والشَّاكلَ والشَّجْرَ.

قال : المْغَفَلَةُ : العَنْفَقةُ نفسُها ، والرَّوْمُ :

١٧

شَحْمَةُ الأُذُنِ ، والمَنْشَلَةُ : مَوْضِعُ حَلْقَةِ الخاتَمِ.

ك ش ن

كنش ، نكش : [مستعملان].

نكش : قال الليث : النّكْشُ : الأتْيُ على الشيءِ والفَراغُ منه ، تقولُ : انتهوا إلى عُشْبٍ فنَكَشُوهُ أي أَتَوْا عليه وحَفَرُوا بئراً فما نَكشُوا منها بَعدُ أي ما فَرَغُوا منها.

وقال أبو منصور : لم يجوِّد الليث في تفسير النكش.

وقال غيره : النكشُ : أنْ يُسْتَقَى من البئر حتى تُنْزَحَ.

وروى أبو عبيد عن الأموي أنه قال : هذه بئرٌ ما تُنْكَشُ أي ما تُنْزحُ.

قال وقال رجلٌ من قريش في عليِّ بن أبي طالب : عنده شَجاعَةٌ لا تُنْكشُ.

كنش : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الكنْشُ : أَنْ يَأْخذَ الرَّجُلُ المِسْوَاكَ فَيُليِّنَ رأْسَهُ بعد خُشُونَتِهِ ، يقال : قد كَنَشَهُ بعد خُشُونَةٍ.

قال : والكنْشُ : فَتْلُ الأكْسيَة.

ك ش ف

استعمل من وجوهه : [كشف].

كشف : قال الليث : الكشْف : رَفْعُكَ شيئاً عمَّا يُواريهِ ويُغَطِّيهِ. والكشفُ : مَصدرُ الأكْشَفِ ، والكشَفَةُ الاسمُ ، وهي دائرةٌ في قُصاصِ الناصيةِ ، وربمَا كانت شَعرات تَنْبُتُ صُعُداً ولم تكنْ دائرةً فهي كَشَفةٌ يُتشَاءَمُ بها.

قال : والكَشُوفُ من الإبل : التي يَضربهَا الفَحْلُ وهي حامل ، ومصدرهُ : الكِشافُ.

(قلت) : هذا التفسيرُ خطأُ ، والكِشافُ : أَنْ يُحمَل على النّاقةِ بعد نِتَاجِهَا وهي عائِذٌ قد وَضعتْ حديثاً.

وروى أبو عبيد عن الأصمعي أنه قال : إِذا حُمِلَ عَلَى النَّاقةِ سَنتَيْن مُتَواليَتَيْن فذاكَ الكشَافُ ، وهي ناقةٌ كشوفٌ.

(قلت) : وأَجودُ نِتاجِ الإبل : أن يضربَها الفَحْل فإذا نُتِجت تُركتْ سَنَةً لا يضربها الفحْلُ فإذا فُصِل عنها فصيلها ـ وذلك عند تمام السنة من يوم نِتاجها ـ أُرسِلَ الفحْلُ في الإبل التي هي فيها فيضربها فإذا لم تجمَّ سنةً بعد نِتاجهَا كان أَقلَّ لِلبَنِهَا.

وأَضعف لولدها ، وأَنْهك لقُوَّتها وطِرْقها ، ومن هذا قول زهير في حرْبٍ امْتَدَّتْ أَيَّامُها.

فتعرُككُم عَرْكَ الرَّحَا بثِفَالها

وتَلْقَحْ كشافاً ثمَّ تُنتَجْ فتُتئم

فضرب لقاحها كشافاً بحدثان نتاجها ، وإتآمها مثلاً بشدة الحرب ودوامها.

وقال الأصمعي : أَكْشَفَ القومُ إذا صارت إبلهمْ كُشُفاً ، الواحدة : كَشوف في الحَمْل.

(أبو عبيد عن أبي زيد): الأكْشَفُ : الذي

١٨

لا تُرْسَ معه في الحرب.

وقال غيره : أَكْشفَ الرجلُ إكشافاً إذا ضحك فانقلبتْ شفتُه حتى تبدوَ دَرادِرُه.

ك ش ب

كشب ، كبش ، شكب ، شبك ، بشك : [مستعملة].

كشب : قال الليث : الكَشْبُ : شدة أَكلِ اللحم ونحوه.

وقال الراجز :

ثمَّ ظَلِلْنَا في شِوَاءٍ رُعْبَبُهْ

مُلَهْوَج مِثْل الكُشَى نُكَشِّبُه

وكشب : اسم جبل في البادية.

كبش : قال الليث : إذا أَثْنَى الحَمَل فقد صار كَبْشاً ، وكَبشُ الكتيبةِ : قائدُها.

وأخبرني المنذري عن الحَرّاني عن ابن السكيت قال : يقال : بلد قِفَارٌ كما يقال : بُرْمة أَعْشارٌ وثوب أكْباشٌ ، وهي ضُرُوب من بُرُودِ اليمن ، وثوب شَمارق ، وشَبَارق إِذا تمزق.

قال الأزهري : هكذا أَقْرَأنيه المنذريُّ : ثوب أكباش بالكاف والشين ، ولست أحفظه لغيره.

وقال ابن بُزُرْجَ : ثوب أكْراشٌ ، وثوب أكباش ، وهذا من برُود اليمن ، وقد صَحَّ الآن أكباشٌ.

وكُبيْشَةُ : اسم امرأة ، كأنه تصغيرُ كبشة ، وكان مشرِكو مكة يقولون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن أبي كَبْشةَ ، وقيل : إن ابن أبي كبشة كان رجلاً من خُزاعةَ خالفَ قرَيشاً في عبادة الأوثان ، وعَبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ ، فشبهوا النبي عليه‌السلام به ، ومعناه أنه خالفَهم كما خالفهم ابن أبي كبشة.

وقال آخرون : أبو كبشةَ : كنيةُ وَهْبِ بن عبد مناف جدِّ النبي عليه‌السلام مِن قِبَلِ أمِّه ، فنسب إليه لأنه كان نزعَ إليه في الشَّبَهِ.

شبك : قال الليث : الشَّبْكُ : مصدرُ قولك شَبكتُ أصابعي بعضَها ببعض. فاشتبَكت وشبَّكتها فتشبكتْ على التكثير.

ورُوي عن النبي صلى عليه وَآله أنه قال : «إذا خرج أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكْ بين أَصابعه» ، ويقال لأسنان المِشْطِ : شَبَكٌ ، واشتباكُ الرّحِم وغيرها : اتصال بعضها ببعض.

وقال أبو عبيد : الرّحِمُ المشتَبِكة : المتصلة ، ويقال : بَيني وبينهُ شُبْكَةُ رَحِمٍ.

وقال الليث : الشُّبّاكُ : اسمٌ لكل شيء كالقصَب المحبّكةِ التي تُجعَل على صنعةِ البَواري ، فكلُّ طائفةٍ منها شُبّاكةٌ ، قال : والشَّبَكةُ للرأس ، وجمعُها شبَكٌ ، والشبكةُ : المَصْيَدة في الماء وغيره ، والشِّباكُ من الأرض : مواضعُ ليست بسِباخٍ ولا تنبت كنحو شِبَاك البصْرة.

١٩

(قلتُ): شِباك البصْرة : ركايا كثيرة مفتوحٌ بعضها في بعض. قال طَلْقُ بن عديّ :

في مُسْتَوَى السّهْلِ وفي الدَّكْدَاكِ

وفي صِمَادِ البِيدِ والشِّباكِ

وأَشبَك المكانُ : إذا أكثر الناس احتِفارَ الرَّكايا فيه.

روى ابن شميل عن الهِرْماس بن حبيب عن أبيه عن جده أنه التقط شبكةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أيام عمر فأتى عمرَ. وقال : يا أمير المؤمنين : أسقني شبَكةً بقُلة الحَزْن ، فقال عمر : مَن تركْتَ عليها من الشاربة؟ قال : كذا وكذا فقال الزبير : إنك يا أخا تميم تسأل خيراً قليلاً فقال عمر : لا بل خير كثيرٌ ، قِرْبتانِ ، قربةٌ من ماء ، وقربة من لبَن يغادِيان أهلَ بيت من مُضرَ بقلَّةِ الحَزْن ، قد أسقاكه الله.

قال القُتَيبي : الشبَكةُ : آبارٌ متقاربة قريبةُ الماء ، يُفضي بعضها إلى بعض ، وجمعها شِبَاكٌ.

وقوله : التقطْتُها : أي هجمت عليها وأنا لا أشعر بها ، يقال : وردتُ الماء التقاطاً.

وقوله : أسقِنيها : أي أَقْطِعنيها واجعلها لي سُقْيا ، وأراد بقوله : قربتان : قربة من ماء ، وقربة من لبن أن هذه الشبَكة تَرِدُ عليها إِبلهم وترعى بها غنمهم فيأتيهم اللبنُ والماءُ كل يوم بقلة الحزْنِ.

وقال الليث : طريقٌ شَابكٌ أي مُلتبِسٌ مختلِطٌ شَرَكُه ، بعضُها ببعض ، وبعيرٌ شابك الأنيابِ ، ورجلٌ شابكُ الرُّمح إذا رأيتَه من ثقَافَتِه يطعن به في الوجوه كلها ، وأنشد :

كَمِيٌّ ترَى رُمْحَهُ شابِكا

ويقال : اشتَبَكَ الظلام إذا اختَلط ، واشتبكتِ النجوم إذا تداخلَت واتصل بعضها ببعض ، والشابك مِن أسماء الأسد ، وهو الذي اشتبكتْ أنيابُه واختلفت.

وقال البُرَيقُ الهذليُّ :

وَما إنْ شابِكٌ مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ

أَبُو شِبْلَينِ قدْ مَنعَ الخُدَارَا

وقال غيره : يقال للدرُوع : شُبّاكٌ. وقال طفيل : لهنّ بشُبَّاكِ الدُّرُوع تَقَاذُفُ

والشُّبَّاك : القُنَّاص الذين يحبُلون الشباكَ وهي المصايد للصيد ، وكل شيء جُعِل بعضُه في بعض فهو مُشبَّكٌ.

وقال ابن شميل : الشِّباك : جِحَرَةُ الجِرْذان ، والشِّباك : الرَّكايا الظاهرة.

شكب : روى بعضهم قول وِعَاس الهذلي : وهنَّ معاً قيام كالشُّكوبِ قال : وهي الكرَاكيُّ.

ورواه الأصمعي : كالشُّجُوب ، وهي عمدٌ من أعمدة البيت ، الشُّكْبان : شُبَّاك يسوِّيه حَشّاشو البادية مِنَ اللِّيف والخُوْص ،

٢٠