تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

ابنِ السِّكّيتِ ، يُقَالُ : داغَشَ الرَّجُلُ ، إذا حامَ حَوْلَ الماء من العَطَشِ ، وأنشَدَ :

بَأَلَدَّ مِنْكَ مُقَبِّلاً لِمُحَلَّا

عَطْشَانَ دَاغَشَ ثمّ عادَ يَلُوبُ

وقالَ غيرُهُ : فلانٌ يُدَاغِشُ ظُلْمَةَ الليْلِ ، أي يخبِطُهَا بلا فُتورٍ. وقالَ الراجز :

كَيْفَ تَرَاهُنَ يُدَاغِشْنَ السُّرَى

وَقَدْ مَضَى مِنْ لَيْلِهِنَّ مَا مَضَى

غ ش ت

مهمل

غ ش ظ ،  ـ  غ ش ذ ،  ـ  غشث أهملت وجوهها.

غ ش ر

استعمل من وجوهه : شغر – شرغ

شغر : قَالَ اللّيْثُ : يُقَالُ : شَغَرَ الكَلْبُ ، إذَا رفَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ ؛ لِيَبُول وأنْشَدَ الفَرَّاءُ وغيرُهُ :

شَغّارَةٌ تَقِدُ الْفَصِيْلَ بِرِجْلِهَا

فَطَّارَةُ لِقَوَادِمِ الأَبكارِ

أبو عبيد عن أبي زيد : تَفَرَّقَ الْقَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشَغَرَ بَغَرَ ، أي في كلِّ وَجْهٍ ، ولا يُقالُ ذلك في الإقْبَالِ.

قُلْتُ : هَكذا رواهُ شِمْر ، والمِشْغَر من الرِّماحِ كالمِطْرَدِ ، وقال :

سِنَاناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَر مِشْغَرَا

وَقال الأصمعيُّ : إذا لم يَدَعِ البَعِيرُ جُهْداً في عَدْوِهِ ، قِيلَ : تَشَغَّر تَشَغُّراً : يُقَالَ : مَرَّ يَرْتَبِعُ إذا ضَرَبَ بِقَوائمِه ، وَاللّبَطَةُ نَحْوَهُ ، ثم التّشَغُّرُ فَوْقَهُ.

وَتقول : هَذِهِ بَلْدَةٌ شاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا : إذا لم تَمْتَنِعْ مِنْ غارَةِ. قَالَ : واشْتَغَر المنْهَلُ إذا صارَ في ناحِيَةٍ مِنَ المحجَّةِ ، وَأَنْشَدَ :

شافِي الاجَاجِ وَبَعَيْدُ المُشْتغَرْ

وَرُفقةٌ مُشْتَغِرَةٌ : مُنْفَرِدَةٌ عَنِ السّابِلَةِ (وَنهى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عَنِ الشِّغارِ) : قَالَ الشافعي وأبو عبيد ، وغَيرُهما مِنْ أَهْلِ العِلْمِ : الشِّغَارُ المنْهِيُّ عَنْهُ : أَنْ يُزَوِّجَ الرجلُ الرَّجُلَ حريمتَهُ ، عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ المُزَوَّجُ حريمةً لَهُ أُخْرى. وَيكونُ مَهْرُ كلِّ وَاحِدَةٍ مِنهما بُضْعَ الأخرى.

ثعلبٌ عن سَلَمَة عَنِ الفَراء ، قَالَ : الشِّغَارُ شِغَارُ المُتَنَاكِحيْنِ. قَالَ : وَالشِّغَار : أنْ يَبْرُزُ رَجُلانِ مِنَ الْعَسْكَرَيْن ، فإذا كادَ أَحَدُهُما أَنْ يَغْلِبَ صاحِبَهُ ، جَاءَ إثنانِ حَتى يُعِيْنَا أَحَدَهُما ، فيصيحَ الآخرُ : (لا شِغَارَ ، لا شِغَارَ).

قَالَ : وَالشِّغَارُ : الطَّرْدُ  ـ  يُقَالُ : شَغَروا فلاناً عن بلادِهِ : شَغْراً وَشِغاراً إذا طَرَدُوهُ ونَفوهُ.

قَال : وَالشَّغْرُ : الرفْعُ ، ومنه شَغَر الكلبُ وَقال أبو عمرو بنُ العلاء (شَغَرْتُ برِجلي

٤١

في الغريبِ) أي : عَلَوْتُ الناس في حِفْظِهِ.

وَيُقَالُ : شغر الكلبُ وَقَزَحَ وَشَقَحَ وَشَقحَ كله إذا رفع رجله لِيَبُول.

قالَ : وَالشِّغر : التفرقةُ وَمنهُ قولهم : خرجَ القَوْمُ شَغَر بَغَرَ ، إذا تَفَرَّقوا ، وَالشَّغْر : البعدُ ، وَمنهُ قولهم : بلدٌ شاغرٌ ، إذا كان بعيداً من الناصِرِ ، وَالسُّلطَانِ ، قالَهُ الفراء.

عمرو عن أبيه : الشِّغَارُ العداوةُ.

أبو زيد : يقالُ : اشتَغَرَ اشتغر الأمر بفلان ، أي اتسع به وَعظم. وقال أبو النجم :

وَعَدَدِ بَخٍّ إذا عُدَّ اشْتَغَر

كَعَدَدِ التُّرْبِ تَدَانى وانتَشَرْ

واشتغرتِ الحَرْبُ بينَ الفَريقَيْنِ ، إذا اتَّسَعَتْ وعظُمَتْ.

وَيقالُ للبَعيرِ ، إذا ، اشْتَدَّ عَدْوُه : هو يَتَشَغَّر تَشَغُّراً واشْتَغَر فلانٌ علينا ، إذا تَطاوَل وافتخر وَتَشَغَّر فلانٌ في أَمْرٍ قبيحٍ ، إذا تَمَادَى فيه وَتَعَمَّق.

والشَّغُور موضعٌ في الباديةِ.

وَفي «النَّوادِرِ» : بِئْر شِغَارٌ وبِئارٌ شَغَارٌ : كثيرةُ المياهِ وَاسِعَةٌ الأَعْطَانِ.

شرغ : قال الليثُ : الشِّرْغُ  ـ  يُخَفَّف وَيُثَقَّلُ  ـ  وهو الضَّفدَعُ الصَّغِيرُ. وَيُقَالُ له : الشِّرِّيْغُ والشُّرَبْرِيغُ وأنشدَ :

تَرى الشُّريريغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ

مُسْحَنْطِراً نَاظِراً نَحْو الشَّنَاغِيْبِ

غ ش ل

استعمل من وجوهه : شغل  ـ  شلغ.

شغل : قال الليثُ : شَغَلْتُ فُلاناً ، وشُغِلْتُ بِهِ ، وَشُغْلٌ شَاغِلٌ ، وَيُقَالُ : اشْتَغَل فُلانٌ بأمرِهِ ، وَهو مُشْتَغِلٌ.

الحَرّاني عَنِ ابنِ السِّكَّيتِ : شَغَلْتُ فُلاناً.

وَلَا يُقَالُ : اشْغَلْتُهُ. وَيُقَالُ : شُغِلَ فُلانٌ فَهْوَ مَشْغولٌ.

أبو العَبّاس عَنِ ابنِ الأَعْرابيْ : الشِّغْلَة والعَرْمَةُ والبَيْدَرُ والكُنس : واحدٌ. وَجمع الشَّغْلَةِ : شَغْل ، وهو البَيْدَرُ.

ورَوى الشَّعْبيْ : (أَنَّ عَلِياً خَطَب الناس على شَغْلَةِ) أي على بَيْدَرٍ.

وأخبرني المُنْذِريّ عن ثعلبٍ عن ابنِ الأعرابيِّ ، قالَ : رَجلٌ شَغِلٌ من الشُّغْلِ ، وَمُشْتَغَلٌ وَمَشْغولٌ.

شلغ : قال الليثُ : يقال شَلَغ رأسَه وَثَلَغهُ ، إذا شَدَخَهُ.

غ ش ن

شغن  ـ  غشن  ـ  نشغ  ـ  نغش : مستعملات.

نشغ : قال الليثُ يُقَالُ : نَشَغْتُ الصّبيَّ وَجُوراً ، فانتَشَغَهُ جُرْعةً بَعدْ جرعةِ ، والاسمُ منه : النَّشُوغُ. وأنشدَ :

أَهْوى وَقَدْنا شَغْنَ شِرْباً واغِلاً

٤٢

قالَ وفِي الحديثِ : «فإذا هو ينْشغُ» ، أيْ : يَمْتَصُّ بِفِيهِ.

قَالَ : والنَّشغَةُ تَنَفُّسَةٌ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء ، ويُقالُ منه : نَشَغ ينشَغ نشْغاً ، وأنشد :

عَوفْتُ أَنَّى ناشِغٌ في النَّشغِ ....

وفي حَديثِ أبي هُرَيْرَةَ «أَنَّه ذَكَر النّبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فَنَشَغَ» قَالَ أَبُو عُبيد : قال أبو عَمْرٍو النَّشْغُ : الشَّهِيق ، حتَّى يكادَ يَبْلُغُ بهِ الغَشْيَ ، يُقَالُ منه : قَدْ نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً.

قال أبو عُبيد : وإنما يَفْعَلُ ذلكَ الإنْسَانُ تشَوُّقاً إلى صَاحِبِه وَأَسَفاً عَلَيه ، وحُبّاً له ، فهذا نَشَغ  ـ  بالغين  ـ  لا خلافَ فيه. وأنشد بيتَ رؤبةَ :

عَرفْتُ أنَّي ناشغٌ في النُّشغِ ...

وَما قول ذي الرُّمة :

فالأمُ مُرْضَعٍ نَشِغَ المَحَارا

فإنَّ الأصمعيَّ كاد يُنْشِدُهُ بالعَين  ـ  : (نُشِعَ) ، وهو إيجارُكَ الصَّبيَّ الدواء ، وقد مر تفسيرُه.

وروى ابنُ الفَرَج للأَصْمَعي : نَشَغَهُ ونشعه : إذَا أَوْجَرهُ. قَالَ : وقالَ أبو عمرو : نُشِغَ بِهِ ، وَنُشِعَ بِهِ ، وشُعِفَ بهِ ، أيْ : أولِعَ بِهِ.

وَقَالَ شِمر : المِنْشَغَةُ : المُسْعُطُ ، أَوِ الصَّدَفَةُ ، يُسْعَطُ بِها.

قَالَ : النَّشْغُ : التَّلْقِينُ : يُقالُ منهُ : نَشَغتُهُ الكَلامَ ونَسَغْتُه  ـ  بالشِّينِ والسِّينِ  ـ.

أبو عُبَيدٍ عَنِ الفَرَّاء قَالَ : النَّواشِغُ : مَجارِي الماء في الوادي ، وأنْشَدَ :

وَلا مُتَدارِكٌ والشَّمْسُ طِفْلٌ

بِبَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولا

ثعلبٌ عَنِ ابنِ الأَعْرابيِّ : انْتَشَغَ الرّجُلُ تَنَحَّى ، ونَشَغَه بالرُّمْحِ ، طَعَنَهُ.

نغش : قال الليث : النغش ، والنَّغَشانُ : تحرُّكُ الشَّيء في مكانِهِ ، تَقُولُ : دَارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورَأسٌ يَنْتَغِشُ صِئباناً. وَقالَ الشاعرُ  ـ  في صفةِ القُرادِ  ـ  :

إذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ

حُشاشَتُها في غَيْرِ لَحْمٍ ولا دَمِ

وقال أَبو سَعيدٍ : سُقِي فُلانٌ ، فَتَنَغَّشَ ، تَنَغُّشاً. وَتَغَشَّى ، إذا تَحَرَّكَ ، بَعْدَ أَنْ كان قَدْ غُشِيَ عَلَيهِ.

قَالَ : وانتَغَشَ الدُّوْدُ.

وفي الحديث : «أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رَأَى نُغَاشِيّاً ، فسَجَد شُكْراً ..».

وَقَالَ أَبُو العَبّاسِ : النُّغَاشِيّونَ : هُم الْقِصَارُ ، الضِّعَافُ الْحَرَكَةِ.

غشن : ابن نَجْدَةَ عن أبي زَيْدٍ ، يُقالُ لِمَا يَبْقَى فِي الْكِبَاسَةَ مِنَ الرُّطَبِ ، إذَا لُقِطَتِ النَّخْلَةُ : الكُرابَةِ والغُشَانة والْبُذَارَةُ.

والشَّمَلُ ، والشَّماشِمُ والْعُشَانَةُ  ـ  بالعَيْنِ  ـ

٤٣

أيْضاً : وتَغَشَّنَ الْمَاءُ إذَا رَكِبَهُ الْبَعَرُ في غَدِيرٍ ، ونَحْوِهِ.

شغن : ابنُ دُريد : الشغْنَةُ : الْحَالُ ، وهي التي يُسَمِّيها النَّاسُ الكَارَةَ : وَتَغَشَّنَ الماءُ ...

غ ش ف

استعمل منه : شغف  ـ  فشغ.

شغف : قَالَ الليثُ : شَغَفٌ مَوْضِعٌ بِعَّمَانَ يُنْبِتُ الغَافَ الْعِظامَ ، وأنشَدَ :

حتى أنَاخَ بِذَاتِ الْغَافِ مِنْ شَغَفٍ

وفي الْبِلادِ لَهُمْ وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ

قالَ : والشغَافُ : مُوْلِجُ البُلْعُمِ ، وَيُقالُ : بَل : هُوَ غِشَاءُ القَلْب وَقَوْلُ الله تعالى : (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) [يوسف : ٣٠] أي : غَشِي الحبُّ قَلْبَهَا ، وأنشد :

وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذلِكَ باطِنٌ

مَكانَ الشِّغافِ تَبْتَغِيهِ الأصابع

أبو عُبيدٍ : الشغَفُ : أَن يَبْلُغَ الحبُ شَغَافَ القَلْبِ ، وهُوَ جِلْدَةٌ دُونَهُ ، وأخْبَرَني الْمُنْذِرِيُّ عن عُثمانَ عَنْ مُسْلمٍ بنِ إبراهيمَ عن قُرَّةَ بنِ خالِدٍ عن الحسَنِ : في قولِ الله : (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) قالَ : الشغَفُ أن يكْوِي بَطْنَهَا حُبُّه.

وأخبرني المنذري عن ابنِ فهمٍ عن ابنِ سلّامِ عن يونُسَ قال : (شَغَفَها) أصابَ شِغَافَها ، مثل : كَبَدَها.

وأخبرنا عن الحَرّاني عن ابنِ السّكِيتِ ، قالَ : الشَّغافُ ، هو الخِلْبُ ، وهو جُلَيْدةٌ لاصِقَةٌ بالقَلْبِ ، ومنه قِيلَ : خَلَبهُ ، إذا بَلَغ شَغافَ قَلْبِه.

وقال الفَرّاء : (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) أي : قَدْ خَرّقَ شَغَافَ قَلبِهَا.

قال أبو بكرٍ : شَغافُ القَلْب ، وَشَغَفُه : غلافُه ، وقال قيسُ بنُ الْخَطِيمِ :

إنّي لأهْواكِ غَيْرَ ذِي كَذِبٍ

قَدْ شُفَّ مِنّي الأَحْشَاءُ والشَّغَفُ

وقال الزَّجَّاجُ في قوله : (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) : في الشّغافِ ثلاثَةُ أقوالٍ : قالَ بعضُهُمْ : الشِّغَافُ : غِلافُ القَلْبِ. وقيل هو حَبَّةُ القَلْبِ وسويداؤُهُ.

وَقيلَ : هو داء يكونُ في الجَوْفِ في الشَّراسِيْف ، وأنْشَدَ بيتَ النابِغَةِ.

وروى القتيبي ، للأصمعي أنَ الشُّغافَ دَاءٌ في القَلبِ ، إذَا اتَّصَلَ بالطَّحَالِ ، قَتلَ صَاحِبَهُ ، وأنْشدَ بيتَ النّابغةِ.

قال الأزهريّ : سُمِّي الدّاء شُغافاً باسمِ شَغَافِ القَلْبِ وهو حِجَابُهُ.

وقالَ : أبو الهيثمَ : يُقَالُ لِحِجَابِ القَلْبِ .. وَهْيَ شَحْمةٌ تكونُ لِباساً للقَلْبِ ، يقالُ لَهَا : قَمِيصٌ القَلْبِ ، وَشَغَافٌ ، وَشَغْفُ القلبِ ، وشَغَفُ القَلْبِ وغاشِيَةُ القَلْبِ ، وإذا وَصَلَ الدّاءُ إلى شَغَافِ القَلْبِ ولازَمَهُ ، مَرِضَ القَلْبُ ، ولمْ يَصحّ.

وقيل : شُغِفَ فلانٌ شَغَفاً.

٤٤

فشغ : قال الليثُ. الفَشْغَةُ : قُطْنةٌ في جَوْفِ القَصَبَةِ ، وَالفَشْغَةُ : ما تَطَاير من جَوْفِ الصَّو صَلاةِ ، وهو نَبْتٌ يقالُ لهُ : صَا صَلَّى يَأْكُلُ جوفَهُ صِبْيانُ العِرَاقِ.

قَالَ : والفُشَاغُ : نَبْتٌ يَتَفَشِّغُ عَلَى الشَّجَرِ ، وَيَتلَوّى عَلَيْهِ ، وأنشد :

لَهُ قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاجبَيْ

هِ فالعَيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلَمْ

ويقالُ للرجلِ المَنُونِ القَليلِ الْخَيْرِ : مُفْشِغٌ وَقَد أفْشَغَ الرّجُلُ ، وَرَجُلُ أَفْشَغَ الثّنِيّةِ : نابِتُها.

وَتَفَشَّغَ فيه الشَّيْبُ «إذا كَثُر وَانتَشَر ، ثعلب عن ابنِ الأعرابيّ : تَفَشَّغَهُ الشَّيْبُ» وتشبعه (وَتَشَيَّمه) وَتسنَّمهُ بمعنى واحدٍ.

أبو عبيد عن أبي زيد أفْشَغْتُ الرَّجُلَ بالسَّوْطِ ، وَفَشغْتُهُ بِهِ ، إذَا ضَرْبتَه بهِ.

الأَصْمَعَيُّ : فَشَّغَهُ النَّوْمُ تَفْشِيغاً ، إذا عَلَاهُ وَغَلَبهُ ، وأنشد لأبي دُؤَادٍ :

فإِذَا غَزَالٌ عاقِدٌ

كالظبِي فَشُغَه المَنَامُ

ثعلبٌ عن سَلَمةَ عن الفَرّاء ، يُقَالُ : تَفَشَّغَ الرجُلُ المَرأَةَ ، إذَا وَقَعَ عَلَيْهَا ، وتَفَشَّغَ لَهُ ، ولدٌ كثيرٌ وتَفَشَّغَ فلانٌ في بُيُوتِ الحَيّ ، إذَا غَابَ فيها فَلَمْ تَرَهُ. المُنذرِي عَنْهُ.

وقال النِّجاشيُّ لِقُرَيْشٍ حِيْنَ أَتَوْهُ : (وَهَلْ تَفَشَّغَ فيكُمُ الوَلَدُ ، فإِنّ ذلِكَ من عَلَامَاتِ الْخَيْرِ؟ قَالوا : نَعَمْ!).

وَيُقالُ : تَفَشَّغَ في بَيْتِ فُلانٍ الْخَيْرُ ، إذا كَثُر وَفَشَا. والْمُفَاشَغَةُ : أَنْ يُجَرَّ الوَلدُ مِنْ تَحْتِ النّاقَةِ ، فيُنْحَرَ ، وتُعْطَف على وَلدٍ آخَرَ يُجَرُّ إلَيْها ، فَيُلْقَى تَحْتَها ، فَتَرْأَمُهُ ، يُقال : فَاشَغَها ، وفَاشَغَ بَيْنَهُما ، وَقَدْ فُوشِغَ بِهَا.

وقال :

بَطَلٌ تُجَرِّرْةُ ولا تَرْثِي لَهُ

جَرَّ المُفاشَغِ هَمَّ الإِرْزَامِ

قال رجلٌ لابنِ عبّاسِ : ما هذه الفُتْيا التي تَفَشَّغَتْ في النَّاس؟ إنَّ مَنْ طَافَ بالبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ : سُنّةُ نَبِيِّكمْ ، وإن رَغَمْتُم تفشِّغَتْ ، أي : فَشَت وَانْتَشَرتْ سَلَمةُ عن الفَراءِ : التَفَشُّغُ والفِشَاغُ : الكَسَلُ. وقَدْ فَشَّغَهُ المنامُ ، أي : كَسّلَهُ.

وفي حَدِيثِ عُمَر : أَنَّ وفدَ البَصْرَةِ أَتَوْهُ وَقَدْ تَفَشَّغُوا : فَقَالَ : ما هذه الهَيْئةُ؟

فَقَالُوا : تَرَكْنا الثِّيابَ في العِيَابِ ، وَجِئْناكَ : قَالَ : البَسُوا وأميطوا الخيلاء قال شمر : تفشغوا : لبسوا أَخَسَّ ثِيَابهمْ ، ولم يَتَهَيّأُوا.

غ ش ب

استعمل منه : شغب  ـ  غبش  ـ  بغش.

شغب : قال الليثُ : الشَّغَبُ : تَهَيُّجُ الشّر ، وأنْشَدَ :

وإنِّي عَلَى مَا نَالَ مِنِّي بِصَرْفِهِ

على الشَّاغِبِينَ التّاركي الحَقِ مِشْغَبُ

٤٥

يقال للأتان ، إذَا وَحِمَتْ ، فاستَعْصعتْ عَلَى الفَحْلِ : ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ.

أبو زَيْدٍ : يُقَالُ : شَغَبْتُ القَوْمَ وشَغَبْتُ بِهمْ وعَلَيْهِم ، أَشْغَبُ شَغباً ، قال لبيد :

وَيُعَابُ قائِلُهُمْ وإنْ لَمْ يَشْغَبِ

أيْ : وَإنْ لَمْ يَجُرْ عَنِ الطَّرِيقِ والقَصْدِ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ العَجّاجِ :

كأنَّ تَحْني ذَاتَ شَغْبٍ سَمْحَجاً

قال الشَّغْبُ : الخِلافُ ، أيْ : لا تُواتِيهِ ، وتَشْغَبُ عَلَيه. يعني : أَتَاناً طَويلةً عَلَى وَجْهِ الأرْضِ.

وَرَجُلٌ شِغَبٌ ، قال هميان :

والحُنْرُوَان العَرِكَ الشِغَبَّا

وقال شمرٌ : شَغَبَ فلانٌ عن الحَق يَشْغَبُ شَغْباً. وفلانٌ مِشْغَبٌ ، إذا كان عَانِداً عن الطَّريقِ.

قال الفَرَزْدَق :

وإِنْ شَاغَبْتَهُمْ وُجِدُوا شِغَابا

وقولُ الهُذَليّ :

وَعَدَتْ عَوَادٍ دُوْنَ وَلْيكَ تَشْغَبُ

أي : تَجُورُ بِكَ عَنْ طرِيقِكَ.

غبش : قال الليثُ : الغَبَشُ : شِدَّةُ الظُّلْمَةِ ، وأنشَدَ لِذِي الرُّمّةِ :

أغْبَاشيَ لَيْلٍ تمامٍ كَانَ طَارَقَهُ

تَطَخْطُخُ الغَيْمِ حَتّى مَا لَهُ جُوَبُ

وأَخْبَرني أبو إسْحَاقَ البَزَّاز عن عُثْمانَ عن الْقَعْنَبِيّ عَنْ مَالِكٍ في حَدِيثٍ رَوَاهُ عن أبي هُرَيْرَةَ : «قَالَ في صَلَاةِ الصُّبْحِ ، صَلِّهَا بِغَبَشٍ» وَرُوِيَ : بِغَلَسٍ.

قَالَ مالِكٌ : الْغَبَشُ وَالْغَلَسُ وَالغَبَسُ واحد.

قُلْتُ : وَمَعْنَاهَا بَقِيَّةُ الظُّلْمَةِ في آخِرِ اللَّيْلِ ، يُخَالِطُهَا بَياضُ الْفَجْرِ الثَّاني ، فَيَتَبَيَّنُ (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ). وَمِنْ هَذَا قِيلَ للأَدْلَمِ مِنَ الدَّوَاب : أَغْبَشُ.

وَالْغُبْشَةُ وَالدُّلْمَةُ في لَوْنِ الدَّابَّةِ  ـ  سِيَّانِ.

وَالْغَبَشُ ، قِيلَ : الْغَبَسُ والْغَلَسُ ، بَعْدَ الْغَبَسِ وَهي كلُّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ ، وَيَجُوزُ : الْغَبَشُ ، في أوَّلِ الليْلِ.

أبو عُبَيْدٍ عَنْ أبي عُبَيْدَةَ : غَبِشَ الليْلُ وَأَغْبَشَ إذَا أَظْلَمَ ، وَيُقَالُ : تَغَبَّشَنَا فُلانٌ تَغَبُّشاً ، أي : رَكِبنَا الظُّلْمِ ، وَقَالَ الرَّاجِزُ :

أَصْبَحْتَ ذَا بَغْيٍ وَذَا تَغَبُّشِ

وَذَا أضَالِيْلَ وَذَا تَأَرُّشِي

وَقَالَ اللَّحْيَانيُّ : يُقَالُ : غَبَشَنِي عَنْ حَاجَتِي يَغْبِشُني ، أيْ خَدَعَنِي عَنْهَا.

وَقَال الأصمعيُّ : تَغَبَّشَني بِدَعْوَى بَاطِلَةٍ ، إذَا ادَّعى قِبَلَهُ دَعْوَى بَاطِلَةً.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ : ما أَنَا بِغَابِشٍ الغَّاسَ ، أيْ : ما أنَا بِغَاشِمِهِمْ.

وَقَالَ أبو مَالِكٍ : غَبَشَهُ وغَشَمَهُ واحد.

بغش : قَالَ الليثُ : أصابَتْهُمْ بَغْشَةٌ مِنْ مَطَرٍ ،

٤٦

أي : قليل من المَطَرِ.

أبو عُبَيْدٍ عَنِ الأصمعِيّ : أخَفُّ المَطرِ وَأضْعَفَهُ : الطَّلُّ ثم الرَّذَاذُ ثم الْبَغْشُ.

وفي الحديث أصَابَنَا بُغَيشٌ مِنْ مَطَر ، فَنَادَى مُنَادِي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّي في رَحْلِهِ فَلْيَفْعَلْ».

غ ش م

استعمل من وجوهه : غشم  ـ  مشغ  ـ  شغم : غمش.

غشم : قَالَ اللّيثُ : الْغشْمُ الْغَصْبُ ، وَالْغشَمْشَمُ : الجَريءُ الْمَاضِي ، ويقالُ : إنَّهُ لَذُو غَشَمْشَمَةٍ (وَغَشَمْشَمِيَّةٍ).

وقال غيرُهُ : وِرْدٌ غَشَمْشَمٌ ، وإذا رَكِبَتْ رُؤوسَها فَلَمْ تُثْنَ عَنْ وَجْهِهَا وقال ابنُ أحْمَرَ :

هُبَارِيَّةٌ هَوْجَاءُ مَوْعِدُهَا الضُّحَى

إذَا أَرْزَمَتْ جَاءتْ بِوِرْدِ غَشَمْشَمِ

قال : مَوْعِدُها الضُّحَى : لأنَّ هُبُوبَ الرِّيحِ يَبْتَدِىءُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. ويُقَالُ للأسَدِ : غَشَمْشَمٌ.

أبُو عُبَيْدٍ عَنِ الأصْمَعِيِّ : الْغَشَمْشَمُ : الَّذي يَرْكبُ رَأْسَهُ لا يَثْنِيهِ شَيْءٌ عما يُرِيدُهُ.

أبو بكرٍ : الغَشُومُ : الذِي يَخْبِطُ الناسَ ويأخُذُ كلَّ ما قَدِرَ عَلَيْهِ وَالأصْلُ فيهِ من : غَشْمِ الحَاطِبِ ، وَهُوَ أنْ يَحْتَطِبَ لَيْلاً ، فَيَقْطَعَ كل ما قَدِرَ عَلَيْهِ بِلَا نَظَرِ ولا فِكْرٍ ، وأنْشَدَ :

وَقُلْتُ تَجَهَّزْ واغْشِمِ النَّاسَ سَائِلاً

كما يَغْشِمُ الشَّجْراءَ اللَّيْلِ حاطِبُ

شغم : قال أبو عُبيد : الشَّغَامِيمُ : الطِّوَالُ الحِسانُ ، الواحدُ : شُغْموم. وقَال غيرُهُ : الشُّغمُوم والشِّغْمِيم ، هو الشَّابُّ الطَّوِيلُ الجَلْدُ.

مشغ : قال الليثُ : المشْغُ : ضَرْبٌ مِنَ الأكلِ ، لَيْسَ بِشَدِيدٍ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مَشَغْتُ عِرْضَ الرَّجُلِ ، وَمَشِّغْتُهُ ، إذا عِبْتَهُ ، وقالَ رُؤبة :

عنهُ وَعِرْضِي لَيْسَ بالممَشَّغِ

أبو العَبَّاس عَنِ ابنِ الأعْرابي : ثَوْبٌ مُمَشَّغٌ : مصبوغٌ بالمشْغِ.

قلتُ : أرادَ بالمشْغِ : المِشْقَ ، وهو الطِّينُ الأحمَرُ. وروى ابنُ الفَرجِ ، لِبَعْضِ العَرَبِ ؛ مَشَغَهُ مائةَ سَوْطٍ ومَشقَهُ مائةَ سَوْطٍ ، إذَا ضَرَبَهُ.

غمش : قال ابن دُريدِ : الغَمَشُ : إظْلَامُ البَصَرِ ، من جُوعٍ أوْ عَطَشٍ ، قال : وكأنَّ العَمَشَ سوءُ البَصَرِ ، والغَمَشُ عارضٌ ، ثم يَذْهَبُ](١).

__________________

(١) انتهى القسم الساقط من المطبوع.

٤٧

[أبواب](١) الغين والضاد

غ ض ص  ـ  غ ض س : أهملت وجوهها.

غ ض ز

استعمل من وجوهه : ضغز.

[ضغز] قال الليثُ : الضِّغْزُ : هُوَ مِنَ السِّباعِ السَّيِءُ الخُلُقِ ، وأنشد :

فِيها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مايَني ضَبِراً

يَأْوِي إلى رَشَفٍ مِنْها وتَقْلِيصِ

قُلتُ : لا أعْرِفُ الضَّغْزَ ولا قائل البيت.

غ ض ط

استعمل من وجوهه : ضغط.

ضغط : قال الليث : الضَّغطُ : عَصْرُ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ.

والضِّغَاطُ تَضَاغُطُ النّاسِ في الزِّحامِ ، ونحو ذلكَ ، كَذَلكَ. ويُقالُ : فَعَلَ ذلكَ ضُغْطَةً ، أَيْ : بَهْراً وَاضْطِراراً والضّاغِطُ في الإبِلِ : أَنْ يَكُون في البَعِيرِ تَحْتَ إبْطهِ ، شِبْهُ جِرابٍ ، أو جِلدٍ مُجْتَمعٍ.

أبو عُبَيدٍ عن العَدَبَّس الكِنَانِيِّ. قَالَ : الضَّاغِطُ والضِّبُّ : وَاحدٌ ، وهو انْفِتَاقٌ منَ الإبِط ، وكَثْرةٌ منَ اللّحْمِ.

الأَصْمَعيُّ بئرٌ ضَغِيطٌ ، وَهْيَ الرَّكيَّةُ ، تَكُونُ إلى جَنْبِها رَكِيَّةٌ أُخْرى فَتَخمَأ فيصيرُ ماؤُها مُنْتِناً ، فَيَسِيلُ في ماءِ العَذْبَةِ ، فَيُفْسِدُهُ فلا يَشْرَبُهُ أحَدٌ ، فتلكَ الضَّغيطُ وَالْمَسِيطُ ، وأنشد :

يَشْرَبْن ماءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ

ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيط

والضَّاغِطُ : شِبْهُ الأَمِينِ يُزَمُّ بِهِ العامِلُ ، لِئَلّا يَخُونَ فيما يَجْبِيْ.

وقَالتِ امرأةُ مُعَاذٍ له حِيْنَ قَدِمَ مِنْ اليَمَنِ : (أينَ ما يَحْمِلُه الْعَامِلُ من عُراضَةِ أَهْلِهِ؟

فقالَ : كانَ مَعي ضَاغِطٌ).

أَرادَ بالضّاغِطِ : أمانةَ الله التي تَقَلَّدَهَا.

ورُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ : (أَنّهُ كانَ لا يُجِيزُ : الضُّغْطَةَ)، ويُفَسَّرُ عَلَى وَجْهَينِ ، أحدُهُما : الإِكْراهُ. والثاني : أن يَمْطُلَ بائِعَهُ فلا يؤدّي الثَّمَنَ ، أو يَحُطَّ عنهُ بعضَهُ.

غ ض د ،  ـ  غ ض ت ،  ـ  غ ض ذ

مهملات كلها.

__________________

(١) في المطبوع : «باب».

٤٨

غ ض ث

استعمل من وجوهه ضغَثَ.

ضغث : قال الليث : الضِّغثُ قُبضة قبضانٍ يجمعها أصل واحد مثل الأسل والكرَّاثِ والثُّمام. وأنشد :

كأنه إذ تدلى ضغثُ كرَّاث

وقال الله جل وعز : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ) [ص : ٤٤].

يقال : إنه كان حُزمة من أسل ضرب بها امرأته فبرتْ يمينُه.

وقال الفراء : الضغثُ : ما جمعته من شيء مثل حُزمة الرطبة ، وما قام على ساق واستطال ثم جمعتهُ فهو ضغثٌ.

وقال أبو الهيثم : كل مقبوض عليه بجُمع الكفِ ضغثٌ ، والفعل ضَغْثٌ وناقةٌ ضغوث ، وهي التي يضغثُ الضاغث سنامها أي يقبضُ عليه بكفِّه أو يلمسه ، لينظر أسمينة هي أم لا.

وقال الفراء في قول الله جل وعز : (قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (٤٤)) [يوسف : ٤٤] ، هو مثلُ قوله : (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الفرقان : ٥].

وقال غيره : أضغاثُ الأحْلامِ : ما لا يستقيم تأويلُهُ لدخول بعضِ ما رأى في بعضٍ ، كأضغاثٍ من بيوتٍ مختلفةٍ يختلط بعضها ببعضٍ ، ويُقال للحالم : قد أضغثَ الرُّؤيا : إذا التبسَ بعضها ببعضٍ فلا تتميز مخارِجُها ولا يستقيم تأويلُها.

ورُوي عن عمر بن الخطاب : أنه طاف بالبيت فقال : «اللهم إن كتبتَ عليَّ إثماً أو ضِغثاً فامحُه عني فإنك تمحو ما تشاء».

قال شمرٌ : الضغثُ من الخبر والأمر : ما كان مختلطاً لا حقيقة له.

وقال الكلابيُّ في كلام له : كل شيء عَلَى سبيله ، والناس يضغثون أشياء على غير وُجوهها ، قيلَ له : ما يضغثون؟ قال : يقولون للشيء حِذاء الشي وليس به ، وقد ضَغَثَ يضغَثُ ضغثاً بَتًّا ، فقيل له : ما تعني بقولك بتًّا ، فقال : ليس إلا هو.

وقال ابنُ شميل : أتانَا بضِغثِ خبر وأضغاثٍ من الأخبار : أي ضُرُوبٍ منها ، وكذلكَ أضغاثُ الرُّؤيا : اختلاطُها والتباسُها.

وقال مجاهد : أضغاث الرؤيا أهاويلُها.

وقال غيره : ما لا تأويل له.

وأصل الضِّغث : القُبضةُ أو الحُزمةُ من الحشيش ، والثُّدَّاء والضعَة والأسل.

قال : وإنما سُمِّيتْ أضغاث أحلامٍ لأنها مختلطة ، فدخل بعضها في بعض وليست كالصحيحة من الرؤيا.

وفي «النوادر» يقال لنُفاية المال وضعْفانه : ضَغَاثةٌ من الإبل ، وضغابَةٌ وغُثاية وغُثاثةٌ وقُثاثةٌ.

٤٩

غ ض ر

استعمل من وجوهها : غرض  ـ  غضز.

غرض : أبو العباس عن ابن الأعرابي : غرَّض سقاءهُ إذا ملأه ، وغرَّض إذا تَفَكه.

وقال الليث : الغَرضُ : البِطان وهو الغُرضة ونحو ذلك قال الأصمعيُّ.

قال : والمَغْرِض من البَعير كالمحزِم منَ الدابة.

أبو عبيد عن أبي عمرو : والمَغَارضُ : جوانبُ البطنِ أسفل الأضلاع ، واحدُها مَغْرِضٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الإغْريضُ : الطَّلعُ حين ينشقُّ عنه كافورُه.

وأنشد :

وأبيضَ كالإغريض لم يتثلم

قال : وقيل : الإغريض : البرَد ، والمغْروض : ماء المطر الطري.

وقال لبيدٌ :

تذكَّر شجوه وتقاذفتْه

مشَعشعةٌ بمغروض زلالِ

الحرَّانيُّ عن ابن السكيت : الغَرْض : حزام الرحْل ، وهو الغُرضة.

قال : والغرْض : الملء ، تقول : غرضت الحوض أغرِضه : إذا ملأتَه. وأنشد قول الراجز :

لقد فَدَى أعْناقَهُنَّ الْمحْضُ

والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَ غَرْضُ

أي : كانت لهنَّ ألبانُ يُقْرَى منها ، ففدَتْ أعْناقَها من أن تُنحره. وأنشد أيضاً :

لا تأْوِيَا للْحَوضِ أن يَفِيضا

إنْ تَعْرِضَا خيرٌ مِنَ إن تَغيضا

والغيضُ : النُّقْصانُ.

قال : والْغَرَضُ : الضَّجَرُ ، ويقالُ : غَرِضْتُ إلى لِقائكَ : أي اشتقت ، أَغْرَضُ غَرَضاً.

قال ابن هرْمةَ :

إنِّي غَرِضْتُ إلى تناصُفِ وَجْهَها

غَرَضَ الْمُحبِّ إلى الحَبيب الغائب

قال : والْغَرَضُ : الشيءُ ينصبُ فيرمَى فيه ، وهو الهدفُ.

وقال ابن بُزُرْج يقال : أَطْعَمَنا لحماً غَرِيضاً : أي طرياً : وغَرَضْتُ له غَريضاً : سقيتُه لبناً حليباً ، وأغرَضْتُ للقَوم غَرِيضاً : عجنتُ لهم عجيناً ابتكرتهُ ولم أطعمهم بائتاً ، ووِردٌ غارضٌ : باكِرٌ ، وأتيته غارِضاً : أول النهار ، وغَرِيضُ اللحمِ واللبن : طريئُهُ.

وقال أبو عبيدة : في الأنف غَرْضان ، وهما ما انحدر من قَصَبةِ الأنفِ من جانبيهِ جميعاً.

وأما قولُ الشاعر :

كرامٌ ينالُ الماء قبل شِفاههمْ

لهمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأرانِبِ

فقد قِيل : إنه أرادَ الغُرْضوفَ الذي في

٥٠

قصبة الأنف فحذفَ الواو والفاء ، ورواهُ بعضهم :

لهم عارِضاتُ الوِردِ

وكل من وردَ الماء باكراً فهو غارِضٌ ، والماءُ غَرِيضٌ ، وقيل : الغَارِضُ من الأنوفِ : الطويلُ.

وقال ابن السكِّيت : غَرَضَتِ المرأةُ سقاءَها إذا مَخَضَتْهُ فإذا ثَمَّر قبْل أن يجتمع زُبدُهُ صبَّتهُ فسقَتْهُ القوم فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَرِيضٌ وقد غَرَضْنَا السَخْلَ نَغْرِضُهُ : أي : فطمناه قبل إناهُ.

وقيل في قوله :

الدَّأْظُ حَتَّى ما لَهُنَ غَرْضُ

إن الغَرْضَ موضع ماء أخْلَيْنَه فلم يجعلنَ فيه شيئاً ، كالأمْتِ في السّقاء ، والْغَرْضُ أيضاً : أن يكون الرجلُ سميناً فيهزلَ فيبقى في جَسَدهِ غُرُوضٌ

وقال الباهليُّ : الْغَرْضُ أن يكون في جُلُودها نُقصانٌ.

وقال أبو الهيثمِ : الْغَرْضُ : التَّثَنِّي.

غضر : قال الليث : يقال : غَضِرَ فلانٌ بالمال والسَّعة إذا أخْصبَ بعد إقتار ، وإنهُ لفي غَضَارَةِ عيش.

قال : والغَضارَةُ : الطينُ اللّازبُ ، والقطاة يقالُ لها الْغَضارة.

قلت : ولا أعرف الغضارةَ بمعنى القطاة.

والغَضْوَر : نباتُ لا يعقد منه شَحْمٌ ، ويقال في مثلٍ هو يأكلُ غَضْرةً ، ويرْبضُ حَجْرةً ، والْغَضْراءُ : أرضٌ لا ينبتُ فيها النَّخلُ حتى تُحفَرَ وأعلاها كذَّانٌ أبيضُ.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي طالب قال : قولُهمْ : أبادَ اللهُ خضْراءَهم.

قال الأصمعيُّ : ومنهم من يقولُ : أَبادَ اللهُ غَضْراءهم ، أي خصبَهمْ وخيرهم.

ويقالُ : أنبَطَ في غَضْراء : أي في أرضٍ سَهْلَةٍ طيبة التربة عذبة الماء.

قال : وقال بعضهم : أبادَ اللهُ غضْراءَهم : أي بهجتهم وحسنهم من الغَضَارة ، وقوم مَغضُورُون : إذا كانوا في خير ونعمةٍ ، واخْتُضِرَ الرجلُ ، واغْتُضِرَ إذا مات شاباً مصحَّحاً.

وقال غيره : الغَضارُ : خزفٌ أخضرُ يُعلَّقُ على الإنسان يَقيه العين ، وأنشد :

ولا يُغْنِي توقِّي المرءِ شيئاً

وَلَا عَقدُ التَّمِيم وَلا الْغَضَار

ويقالُ : ما غَضَرْتُ عن صوبي : أي ما جُرْت عنه.

وقال ابن أحمر :

تواعدنَ أنْ لَا وَعْيَ عنْ فَرْجِ رَاكِسٍ

فرحنَ وَلم يَغْضِرْنَ عن ذَاك مَغضَرَا

أي : لم يَعْدِلنَ ولم يجرْنَ.

وأما الغضورُ : فهو نبتُ يشبه السِّبَط.

٥١

وقال الراعي :

تُثيرُ الدَّواجنَ في قَصَّةٍ

عِراقيَّةٍ حَوْلَها الغَضوَرُ

ابنُ شميلٍ : الْغَضراء : طينٌ حُرٌّ ، وإنَّهُ لفي غَضراءَ مِنْ خيرٍ ، وقد غَضَرهم الله يَغضُرهم. ويقال : الْغضيرُ : النَّاعِمُ من كل شيء ، وقد غَضُرَ غَضارةً ، ونباتٌ غضيرٌ ، وغِضرٌ وغاضرٌ.

وقال أبو عمرو : الغَضيرُ : الرَّطْبُ الطَّريُّ.

وقال أبو النجم :

من ذَابِلِ الأرْطَى ومن غَضِيرها

عمرو عن أبيه : الغاضِرُ : النّاعِمُ ، والغاضِرُ : المانعُ ، والغاضِرُ : المُبَكِّرُ في حوائجه ، ويقالُ : أردتُ أن آتيكَ فغَضَرَني أمرٌ ، أي منعني.

شمر عن ابن الأعرابي : الغَضراءُ : المكان ذُو الطِين الأحمر.

قال شمرٌ : والغَضارَةُ : الطِّينُ الحرُّ نفسه ، ومنه يتخذ الخزف الذي يسمى الغَضارَ.

غ ض ل

[استعمل من وجوهه : ضغل.

ضغل : قال الليث : الضغيلُ : صوتُ الحَجَّامِ إذا امتصَّ من محْجَمه.

يقال : ضَغَلَ يَضغَلُ ضَغِيلاً ، وقالَهُ أبو عَمرو.

غ ض ن

[استعمل من وجوهه] : غضن  ـ  نغض  ـ  ضغن.

غضن : قال الليث : الغَضْنُ والغُضُونُ : مكاسِرُ الجِلدِ في الجَبينِ والنَّصيلِ ، وكذلِكَ غُضُونُ الكُمِّ ، وغضُونُ دِرع الحديدِ ، وأنشد :

ترى فوقَ النِّطاقِ لَها غُضُونَا

أبو زيد : غُضُونُ الأذن واحِدُهَا غَضْنٌ وهي مثانيها.

قال : والأغْضُنُ : الذي يكسرُ عينيه خِلقةً.

قال رؤبة :

يا أيُّهَا الكاسرُ عينَ الأغضَنِ

والمغاضَنَةُ : مكاسرةٌ بالعينين ، قال : وإذا ألقت الناقةُ ولدها قبل أن ينبت الشعر عليه ، قيل : قد غَضَّنَتْ ، وهو الغِضانُ.

وقال أبو زيد : يقالُ : لذلك الولد غضِينٌ.

وقال الأصمعيُّ : أغضنَتِ السماءُ : دام مطرها إغضاناً.

وقال أبو زيد : تقولُ العرب للرجل تُوعده : لأمُدَّنَ غَضَنَكَ : أي : لأطيلنَّ عناءك ، ويقال : غَضْنَكَ ، وأنشد :

أَرَيْتَ إنْ سُقنا سِيَاقاً حسنَا

نمُدُّ من آباطهنّ الغضَنا

أبو عبيد عن الكسائيِّ : غَضَنَنِي الشيءُ يغضِنُنِي غَضناً : أي : حَبَسني.

وأخبرني المنذريُّ عن ثَعْلب عن ابن الأعرابي ، قال : غَضَنَنِي عن حاجَتي

٥٢

يَغْصِنني بالصّاد ولا أدْري أهُما لُغتانِ بالضَّاد والصادِ أم الصوابُ بالضَّاد.

ضغن : قال الليث : الضِّغْنُ : الْحِقدُ ، وكذلك الضغينة ويقال : سللت ضِغْنَ فلانٍ وضَغِينَتهُ : إذا طلبت مرضاته ، والضِّغْنُ في الدابَّة التواؤه وعَسَرُهُ.

وأنشد :

والضغْنُ من تَتَابع الأسواط

والضغَنُ : العوج ، تقولُ : قناةُ ضَغِنة ، وأنشد :

إنَّ قناتي من صليبات القَنا

ما زادَها التَّثقيفُ إلَّا ضَغَنَا

ويقال : ضَغِنَ إلى الدُّنيَا : أي : رَكَنَ إليها ، وقال الشاعر :

إن الذين إلى لذَّاتها ضَغِنوا

وكان فيها لهمْ عيش ومُرْتفقُ

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي : ضَغِنتُ إلى فلان : ملت إليه ، كما يَضغَنُ البعيرُ إلى وَطَنه.

وقال الليث : الاضْطِغانُ : الدَّوكُ بالكلكل ، وأنشد :

وأضطغنُ الأقوامَ حتى كأنهم

ضَغابيسُ تشكُو الغم تحت لَبانِيا

أبو عبيد عن الأحمر : الاضْطغانُ : الاشتمال ، وأنشد :

كأنه مُضطَغِنٌ صبيا

قال : وقال أبو عمرو : اضْطَغنتُ الشيء تحت حِضنِي ، وقال ابن مقبل :

حتى اضْطَغَنتُ سَلاحي عندَ مَغرضها

ومرْفَقٍ كرئاس السيف إذ شسفَا

وفي «النوادر» : هذا ضِغْنُ الْجَبلِ وإبطُهُ بمعْنى واحدٍ.

وقال الفراء في قول الله جلَّ وعزَّ : (وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) [محمد : ٣٧] معناه : (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها) الله (فَيُحْفِكُمْ) أي : يجهدكم (وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) ، يخرج ذلك البخلُ عداوتكم ، ويكون : ويخرج الله أضغانكم ، وأحفيتُ الرجل : أجْهدتُهُ.

ويقال : اضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضغينةً : إذا اضطَمرها.

أبو عبيدة : فرسٌ ضغونٌ : الذَّكَرُ والأنثى سواءٌ ، وهو الذي يجري كأنما يرجعُ القَهْقَرَى.

وقال أبو زيد : ضَغِنَ الرَّجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً : إذا وَغِرَ صدرُهُ ودَوِيَ ، وضَغِنَ فلانٌ إلى الصُّلح إذا مال إليه ، وامرأةٌ ذَاتُ ضِغْنٍ على زوْجها إذا أبْغَضَتْهُ.

نغض : روى شعبة عن عاصم عن عبد الله بن سَرْجِسَ ، قال : نظرتُ إلى ناغِضِ كتفِ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأيمن والأيسرِ فإِذا كَهَيْئَةِ الجُمْع عليه الثَّآليلُ.

قال شمرٌ : النَّاغِضُ من الإنسان : أصلُ العُنُقِ حيث يَنْغُضُ رأسُهُ ، ونُغْضُ الكَتِفِ

٥٣

هو العظمُ الرَّقيقُ على طرفها.

قال الليث : النُّغْضُ : غُرْضُوفُ الكتِفِ ، والنَّغْضانُ : تَنَغُّضُ الرَّأْسِ والأسنان في ارتجافٍ إذا رَجَفَتْ ، تقول : نغضَتْ.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) [الإسراء : ٥١].

قال الفراء : يقال : أنْغَضَ رأسَهُ إذا حركه إلى فوق أو إلى أسفل.

قال : والرَّأْسُ يَنْغِضُ ويَنْغُضُ لغتان ، والثَّنيَّة إذا تحرَّكتْ ، قيل : نَغَضَتْ سِنُّهُ ، وإنما سُمَّيَ الظَّليمُ نَغْضاً لأنه إذا عَجَّل مِشيَتُه ارتفعَ وانخفض.

وقال أبو الهيثم : يقال للرَّجُلِ إذا حُدِّثَ بشيءٍ فحرَّكَ رأسه إنكاراً له : قد أنْغَضَ رَأسه.

وقال الليث : يقال للغَيْمِ إذا كَثُفَ ثم تمخض : قد نَغَضَ ، حيث تراهُ يتَحرَّكُ بعضُه في بعضٍ مُتَحَيِّراً ولا يسيرُ.

وقال رؤبة :

بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَغَّاضِ

قال : والنَّغْضُ : الظَّليمُ الجَوَّال ، ويقال : بل هو الذي يُنْغِضُ رأسه كثيراً.

غ ض ف

استعمل من وجوهه : غضف.

غضف : قال الليث : الغَضَفُ : شجرٌ بالهند كهيئةِ النَّخْلِ سواء من أسفلهِ إلى أعلاه.

سَعَفٌ أخضرُ مُغَشّى عليه ، ونواهُ مُقَشَّرٌ بغيرِ لحاءٍ ، قال : وتقول : نخلةٌ مُغْضِفٌ إذا كثُرَ سعفُها وساء ثمرها.

قال الديْنوري : الغَضَفُ خُوصٌ جيِّدٌ تتخذ منه القِفاعُ التي يُحْمَلُ فيها الجهازُ ، ونباتُ شجرِهِ كنباتِ النّخل ، ولكن لا يطولُ.

وفي حديث عمر : أنه ذكر أبواب الرِّبَا ، ثم قال : «ومنها الثمرةُ تباعُ وهي مُضْغِفَةٌ».

قال شمرٌ : ثمرةٌ مُغْضِفَةٌ إذا تقاربت من الإدراك ولما تُدْرِك ، ويقال للسماء : أَغْضَفَتْ إذا أخالتْ للمطر ، وذلك إذا لَبِسَها الغَيْم ، كما يقال : ليلُ أغْضَفُ إذا ألْبَسَ ظَلامُه ، وتَغَضَّفَ علينا الليلُ : ألبسنا ، وأنشد :

بأحلامِ جُهَّالٍ إذا ما تَغَضَّفُوا

قال : والتَّغَضُّفُ والتَّغَضُّنُ والتَّغَيُّفُ واحد ، من ذلك قيل للكلاب غُضْفٌ : إذا استرخت آذانُها على المحارَةِ من طولها وسعتها.

قال شمر : وسمعت ابن الأعرابي يقول : الغاضِفُ من الكلابِ المُتَكَسِّرُ أعلى أذنه إلى مقدَّمه ، والأغضفُ إلى خلفه.

وقال ابن شميل : الغَضَفُ في الأُسْد : استرخاءُ أجفانِها العُلَى على أعيُنها ، يكونُ ذلك من الغَضَبِ والكبر.

قال : ومن أسماء الأسَدِ : الأغْضَفُ.

٥٤

قال : والغَضَفُ : استرخاءُ أعلى الأذنين على محارتها من سَعَتها وعِظَمِها.

وقال أبو النَّجْم يصف الأسد :

ومُخْدَراتٍ يأكلُ الطُّوّافا

غُضْفٍ تَدُقُّ الأجَمَ الحفَّافا

قال : ويقال : الغَضَفُ في الأسْدِ : كثرةُ أوبارِها وتثَنِّي جُلودها.

وقال القطامي :

وقال لَهُمْ غُضْفُ الجِمامِ تَرحَّلُوا

قال : وقال أبو عمرو في قول عمر : المُغْضِفَةُ : المُتَدَلِّيَةُ في شجرها ، وكلُّ مسترخٍ : أغْضَفُ ، رواه عنه أبو عبيد ، قال : وإنما أراد عمر أنها تُباعُ ولم يبْدُ صلاحُها ، فلذلك جعلها مُغْضِفَةً.

قال شمر : وقال أبو عدنان : قالت لي الْحَنْظَلِيَّةُ : أغْضَفَتِ النخلة إذا أُوقِرَتْ.

قال : وقال مَعْزُ بن سوادة : عَيشٌ أغْضَفُ إذا كان رخيًّا خصيباً ، ويقال : تغَضَّفتْ عليه الدُّنيا إذا كَثُرَ خيرها له ، وأقبلت عليه ، وعَطنٌ مُغْضِفٌ إذا كثر نَعَمُه.

وقال ابن الجُلاح :

إذا جُمادَى منعتْ قَطْرها

زانَ جنابي عَطَنٌ مُغْضِفُ

أراد بالعطن هاهنا نَخيلَهُ الرّاسخَةَ في الماءِ الكثيرة الحمل.

ورواه ابن السكيت : عَطَنٌ مُعْصِف.

وقال : هو من العَصْفِ وهو ورقُ الزَّرْع ، وإنما أراد خوصَ سعفِ النخْل.

وقال الليث : الأغضفُ من السِّباع ، الذي انكسر أعلى أُذنِه ، واسترخَى أصله ، ومنه أذنٌ غَضفَاءُ ، وأنا أغضِفُها وانغضفتْ أذُنُه إذا انكسرت من غير خلقَةٍ ، وغَضِفَتْ : إذا كانت خلقةً ، وانغضف القومُ في الغُبار إذا دخلوا فيه.

وقال العجاج :

وانغَضفت في مُرْجَحِنٍ أغضفا

شبَّه ظلمة الليْل بالغُبار.

قال : والغاضِفُ : النَّاعم البال ، وقد غَضَفَ يغضِفُ غُضُوفاً ، وأنشد :

كم اليَوْمَ مَغْبُوطٌ بخيْرِكَ بائِسٌ

وآخرُ لم يُغْبَطْ بِخَيْرِكَ غاضِفُ

وعيْشٌ غاضِفٌ ، والأغْضَفُ : الليلُ ، وأنشد :

في ظِلِ أغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ الْبُومُ

الحرانيُّ عن ابن السكِّيت : الغَضْفُ : مصدرُ غَضَفْت أذُنَهُ غَضْفاً إذا كسرتها ، والغَضَفُ : انكسارُها خِلْقَةً.

وقال غيره : في أشفارِهِ غَضَفٌ وغَطَفٌ بمعنى واحد ، ويقال : تَغَضَّفَتِ الحَيَّةُ إذا تلَوَّتْ ، وقال أبو كبير :

بالليل مَوْرِدَ أيِّمٍ مُتَغَضِّفُ

ويقال : نزل فلانٌ في البئر فانْغَضَفَتْ عليه ، أي انهارَتْ.

٥٥

وقال ابن الأعرابي : سَنَةٌ غَضْفاءُ وغلفاء ، إذا كانَتْ مُخْصِبَةً ، وعَيْشٌ أغْضَفُ وأغلَفُ : رغدٌ واسعٌ.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ : خَضَفَ بها وغَضَفَ بها إذا ضَرِطَ.

غ ض ب

[استعمل من وجوهه] : غضب  ـ  غبض  ـ  بغض  ـ  ضغب.

غضب : قال الليث : رجلٌ غَضُوبٌ : شديدُ الغضب.

أبو عبيد عن الفراء : رجلٌ غُضُبَّةٌ وغَضُبَّةٌ بفتح الغين وضمِّها إذا كان يغضب سريعاً ، ويقال : غُضُبٌ بغير هاءٍ مثله.

وقال الليث : الغضُوبُ : الحَيَّةُ الخبيثة ، والغَضُوبُ : النَّاقةُ العَبُوسُ ، وامرأةٌ غضوبٌ بغير هاءٍ ، وبه سُمِّيَتِ المرأَة غَضوباً ، وأَنشد قول الهذلي

هجرت غَضُوبُ وحُبَّ من يَتَجنَّبُ

وعدتْ عَوادٍ دون وَلْيكَ تشعب

وقال الليث : الغضْبةُ بخْصَةٌ في الْجَفنِ الأعلى خلقةً ؛ والغَضبةَ : الصخرَةُ الصلبة المركَّبةُ في الجبل المخالفة له.

أبو عبيد عن الكسائي : إذا ألبس الجدريَّ جلدَ المجدور ، قيل : أصبحَ جلده غَضبَةً واحِدَةً.

وقال شمر : روى أبو عبيد هذا الحرف غَضْنَةً بالنون ، والصحيح غضْبةٌ بالباء.

قال : وسمعت ابن الأعرابي يقول : المغضوبُ الذي قد ركبه الجُدرِيُّ.

وقال غيره : الغضبَةُ جُنَّةٌ تتخذُ من جلود الإبل تلبس للقتال ، والغَضْبة : الصخرةُ.

ابنُ السكِّيت : أحمر غَضْبٌ : شديدُ الحمرة.

اللحيانيُّ : غُضِبَ بصر فلان : إذا انتفخَ من داء يصيبه ، يقال له الغُضاب.

ثعلب عن سلمة عن الفراء قال : الغُضابيُ : الكدر في معاشرته ومخالفته ، مأخوذ من الغُضابِ ، وهو : القذى في العينين.

أبو عبيد عن الأصمعي والأحمر : غَضِبتُ لفلانٍ إذا كان حيّاً ، فإن كان ميتاً قيلَ : غَضِبت بفلانٍ.

وقال دريد بن الصمة :

فإن تُعْقِب الأيامُ والدَّهرُ تعلَموا

بَني قاربٍ أنا غِضابٌ بمعبدِ

فقال : بمعبدِ ، وإنما هو عبد الله بن الصِّمَّةِ أخوه.

غبض : قال الليث : التَّغْبِيضُ : أن يُريد الإنسان البكاء فلا تُجيبه العين.

قلت : وهذا حرفٌ لم أحفظه لغيره ، ولا أدري ما صحتُه.

٥٦

بغض : قال الليث : البُغْضُ : نَقِيضُ الحُبِّ ، والبِغْضَة والبَغْضَاءُ : شدة البُغْضِ ، ورجُلٌ بَغِيضٌ ، وقد بَغُضَ بَغَاضَةً. قال : وتقول : هو محبوبٌ غير مُبْغَضٍ وغير مُبَغَّضٍ.

وقال أبو حاتم : من كلام الحشوِ : أنا أَبْغَضُ فلاناً وهو يَبْغَضُني ، وهو خطأ إنما يقال : أنا أُبْغِضُ فلاناً.

قال : ويقال : ما أبْغَضَكَ إليَّ وقد بَغُضَ إليَّ إذا صار بَغِيضاً ، وأبْغِضْ به إليَّ ، أي ما أبغضه. وهذا صحيح.

ضغب : قال اللَّيْثُ : الضَّغِيبُ : تَضَوُّرُ الأرْنَبِ عند الأخذ.

أبو عبيد : الضَّغِيبُ : صوت الأرنب ، وقد ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِيباً.

وقال أبو عمرو : الضَّاغِبُ : الرَّجل يَخْتَبِىء في الخَمر فَيُفْزعُ الإنسان بصوت مثل صوت السباع أو صوت الوحش ، فيقال : ضَغَبَ فهو ضَاغِبٌ ، وأنشد :

يا أيُّها الضَّاغِبُ بالْغُمْلُول

إنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول

غ ض م

ضغم ،  ـ  مضغ ،  ـ  غمض : [مستعملة].

ضغم : قال الليث : الضَّغْمُ : عَضٌّ غير نَهْشٍ ، والضَّيْغَمُ : الأسَدُ. وقال كعب :

مِن ضَيْغَمٍ مِنْ ضِرَاءِ الأسْدِ مخْدَرُه

بِبَطْنِ عَثَّر غِيلٌ دُونَهُ غِيل

ثعلب عن ابن الأعرابي : الضَّيْغَمُ : الأسد.

مضغ : قال الليث : المَضَاغُ : كل طعام يُمْضَغُ.

أبو عبيد : ما ذُقْتُ مَضَاغاً ولا لَوَاكاً أي ما ذقت ما يُمْضَغُ.

وقال الليث : المَضَاغَةُ ما يبقى في الفَم من آخر ما مَضَغْتَهُ ، والمُضْغَةُ : قطعة لحم ، وقلبُ الإنسان : مُضْغَةٌ من جسده.

وقال غيره : إذا صارت العَلَقة التي خُلِقَ منها الإنسان لحْمَةً ، فهي مُضْغَةٌ.

وفي الحديث : «إنَّ خَلْقَ أحدكم يُجْمَعُ في بطن أُمه أربعين يوماً نُطْفَةً ثم أربعين يوماً عَلقةً ثم أربعين يوماً مُضْغَةً ثم يبعث الله إليه الْمَلَكَ فينفخُ فيه الرُّوح».

وقال شمر : قال خالد بن جَنبة : المُضْغَةُ من اللحم قدر ما يُلقي الإنسان في فِيه ، ومنه قيل : في الإنسان مُضْغَتَان إذا صَلحا صَلح البدنُ ، القلبُ واللسانُ.

وقال غيره : تكون المُضْغَةُ غير اللحم ، يقال : أطيب مُضْغَةٍ أكلها الناس صَيْحَانِيَّةٌ مَصلِيَّةٌ.

وقال ابن شُمَيل : كل لحمٍ على عظمٍ مَضِيغَةٌ ، والجميع مَضِيغٌ ، وقال غيره : مَضائغُ.

وقال إسحاق : قلت لأحمد : ما الذي لا

٥٧

تَعْقِلُ العاقلةُ ، قال : ما دون الثلث.

وقال ابن رَاهَوَيْهِ : لا تَعْقِل العاقلة ما دون الموضحة إنما فيها حُكومَةٌ وتحملُ العاقلة المُوضِحَةَ فما فوقها ، وقالا معاً : لا تَعْقِلُ المرأة والصبي مع العاقلة (١).

وقال الليث : كلُّ لحمةٍ يفصل بينها وبين غيرها عِرقٌ فهي مَضِيغَةٌ. قال : واللِّهْزِمَةُ مَضِيغَةٌ ، والماضِغَان : أصلا اللَّحْيَيْنِ عند مَنْبِتِ الأضراس بحيالِهِ ، قال : العَضَلَةُ مَضِيغَةٌ ، والمَضَّاغةُ : الأحمق ، والمُضَغُ من الجراح : صغارها.

وفي حديث عمر أنه قال : «إنا لا نتعاقَلُ المُضَغَ بيننا» ، قال : والمضَغُ : ما ليس فيه أَرْشٌ معلومٌ من الجراح والشِّجَاج شُبِّهت بِمُضْغَةِ الخَلْقِ قبل نفث الرُّوح فيه ، وبالمَضْغَةِ الواحدة من اللحم شُبِّهت اللُّقمة تُمضَغُ.

أبو عبيد عن الأصمعي : المَضَائغُ العقباتُ اللواتي على طرف السِّيَتَيْنِ.

غمض : قال الليث : الْغَمَضُ : ما تطامن من الأرضِ ، وجمعُهُ : غُمُوضٌ ، وأنشد :

إذا اعتسفنا رهوةً أو غمضا

ودار غامضة : غير شارعة ، وقد غَمَضتْ تغمُضُ غموضاً ، والغامضُ من الرجال الفاترُ عن الحملة ، وأنشد :

والغرب غربٌ بَقَرِيُّ فارضُ

لا يستطيع جره الغوامض

وحَسَبٌ غامض : غير معروف ، قال رؤبة :

بلال يا ابن الحسب الأمحاضِ

لسن بنحسات ولا أغماضِ

وأمر غامضٌ ، وقد غَمَضَ غُمُوضاً ، وخَلْخالٌ غامضٌ غاص قد غمض في الساق غموضاً ، وكعبٌ غامضٌ أيضاً ، ويقال : ما ذُقتُ غُمْضاً ولا غِماضاً أي : ما ذقت نوماً ، وما غمضتُ ولا أغمضتُ ولا اغتمضتُ لغات كلها ، وقد يكون التغميض من غير نوم ، ويقال : اغمض لي في البياعة : أي : زدني لمكان رداءته أو حُطَّ لي من ثمنه ، وقال الله جل وعز : (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) [البقرة : ٢٦٧] ، يقول : أنتم لا تأخذونه إِلا بوكس ، فكيف تعطونه في الصدقة.

وقال اللحياني : غَمَضَ فلان في الأرض يغمُض ويغمِضُ غموضاً إذا ذهب فيها ، قال : وأغمضتُ الميت وغمضته إغماضاً وتغميضاً ، ويقال للرجُلِ الجيد الرأي : قد أغمضَ النظر وأغمضَ في الرأي ، ومسألة غامضةٌ : فيها نظر ودقة ، ويقال : سمعت

__________________

(١) هذا النقل عن الإمام أحمد وعن إسحاق ابن راهويه حقُّه أن يكون بعد الكلام على حديث عمر الآتي : «إنا لا نتعاقل المضغ» ، وهو هكذا على الصواب في «اللسان» مادة (م ض غ).

٥٨

منه كذا وكذا فأغمضتُ عنه ، وأغضيتُ :

إذا تغافلت عنه ، وقال غيره : أغمضَتِ الفلاةُ على الشخوص إذا لم تظهر فيها لتغييبِ الآل إياها أو تَغَيُّبها في غيوبها ، وقال ذو الرمة :

إِذا الشخصُ فيها هزَّه الآلُ أغمضتْ

عليه كإغماض المغضِّي هجولها

أي : أغمضت هجولها عليه.

وقال الأصمعي : أتاني ذاك على اغتماضي : أي : عفواً بلا تكلفٍ ولا مشقةٍ.

وقال أبو النجم :

والشعر يأتيني على اغتمَاضِي

كرهاً وطوعاً وعلى اعتراضِ

أي : اعترضه اعتراضاً فآخُذُ منه حاجتي ، من غير أن أكون قدمتُ الرويَّةَ فيه.

[أبواب] الغين والصاد

غ ص س ،  ـ  غ ص ز ،  ـ  غ ص ط : أهملت وجوهها.

غ ص د

استعمل من وجوهه : صدغ  ـ  دغص.

صدغ : قال الليثُ : الصُّدْغان : ما بين لِحاظَي العينين إلى أصل الأُذن.

وقال أبو زيد : الصُّدْغانِ : هما موصلُ ما بين اللحية والرأس إلى أسفل من القرنين ، وفيه الدوارة الواوُ ثقيلة والدالُ مرفوعة ، وهي التي في وسط الرأس ندعوها الدائرةَ ، وإليها ينتهي فرق الرأْس ، والقرنان : حرْفَا جانبي الرَّأْسِ.

وقال أبو حاتم : قال بعضهم : الأَصْدَغان عرقان تحت الصُّدْغين.

قال : وقال الأصمعي : هما يضربان من كلِّ أحد في الدنيا أبداً ولا واحدَ لهما يعرف كما قالوا : المذْرَوان لناحيتي الرّأْسِ ، ولا يقال مِذْرَى لِلْواحِدِ.

وقال الليث : الْمِصْدَغَةُ والمزْدغة مرفقةٌ تتوسد تحت الصُّدْغ.

أبو عبيد عن الأحمر قال : الصَّدِيغ بالغين الضعيفُ ، يقال : ما يصدَغ نملةً من ضعفه أي : ما يقتل نملة.

شمر عن ابن الأعرابي : ما صَدَغَكَ عن هذا الأمر أي ما صرفك وردك.

قلت : روى أصحاب أبي عبيد عنه هذا الحرف بالعين والصوابُ الغينُ كما قال ابن الأعرابي.

وقال الكسائي : صَدَغْتُ فلاناً أَصْدَغُهُ إذا حاذيت صُدغك بصدغهِ والصُّدَاغُ سمة في الصُّدْغ طولاً.

وقال الليث : الصَّدِيغُ الوليد قبل استتمامه سبعة أيام لأنه لا يشتدُّ صُدْغه إلا إلى تمام السبعة.

وقال ابن شميل : بعير مَصْدوغٌ وإبلٌ مُصَدَّغَةٌ إذا وسمت بالصُّدَاغ.

٥٩

ابن السكيت : يقال لِلْفَرس أو البعير إذا مر منفلتاً يعدو فأُتبع ليردَّ : اتبع فلان البعير فما ثناه وما صَدَغَهُ : أي ما ردَّه.

دغص : قال الليث : الدَّاغِصَة عظمٌ يديصُ ويموجُ فوق رَضْفِ الركبة ، وفي «النوادر» : دَغِصَتَ الدابة وبدِعت إذا سمنت غاية السمن ، يقال للرجل إذا سمن واكتنز لحمه : سمن كأنه داغصةٌ.

الحراني عن ابن السكيت : دغِصَتِ الإبل تدغَصُ دَغَصاً وذلك إذا استكثرت من الصِّلِّيان فالتوى في حيازيمها وغلاصمها وغصَّت به فلا تمضي ، وإبل دغاصَى ولَبادَى إذا فعلت ذلك.

غ ص ت ،  ـ  غ ص ظ ، غ ص ذ ،  ـ  غ ص ث.

أهملت وجوهها.

غ ص ر

استعمل من وجوهها : صغر  ـ  رصغ.

رصغ : قال الليث : الرُّصْغ لغةٌ في الرُّسغ معروفةٌ.

صغر : الحراني عن ابن السكيت : من أمثال العرب : «المرء بأصغريه» ، وأصغراه قلبه ولسانه ، ومعناه أن المرء يعلو الأمور ويضبطها بجنانِه ولسانِه.

وقال الليث : يقال صَغِرَ فلان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغَاراً فهو صاغر ، إذا رضي بالضيم وأقر به.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) [التوبة : ٢٩] ، أي : أَذِلَّاءُ.

وكذلك قوله : (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ) [الأنعام : ١٢٤] ، أَراد أَنَّهُمْ وإن كانوا أَكابِرَ في الدنيا فسيُصيبُهم صَغَارٌ عند الله ، أي : مَذلّة.

وقال الشافعيُّ في قول الله : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) أي : يَجري عليهم حُكم المسلمين.

وقال الليث : يقال من الصِّغر ضدّ الكِبَر صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً ، وأما الصَّغَارُ فهو مَصدر الصغير في القَدْر ، وقالت الخنساء :

حَنين وَالِهةٍ ضلَّتْ أَليفتَها

لها حَنينَانِ إِصْغَارٌ وإِكْبارُ

فإصغارُها حَنينُها إِذا خَفَضَتْهُ ، وإكْبارُها حَنينها إذا رفَعتْه ، والمعنى لها حَنينٌ ذُو إِصغَار وحنينٌ ذُو إكبار.

ويقال : تصاغرَتْ إلى فلانٍ نفسُه ذُلًّا ومَهانةً.

ابن السكيت ، عن أبي زيد يقال : هو صِغْرَةُ وَلَدِ أَبيه أي أصغرُهم ، وهو كِبْرَةُ وَلَدِ أبِيه أي أكْبرُهم ، وكذلك فلان صِغْرَةُ القوم وكِبْرَتُهم ، أي أصغرُهم وأكبرهم.

ويقول الصبيُّ من صِبيان العرب إذا نُهِي

٦٠