تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

والبَغايا أيضاً الطّلَائعُ الواحدةُ بَغيَّة.

وقَال النّابغةُ :

على إثرِ الأدلَّةِ والبغايا

وخَفْقِ النَّاجياتِ من الشآم

ويقال : جاء بَغِيَّةُ القومِ وشَيِّفَتُهُمْ : أي : طليعتهم.

وقال اللحيانيُّ : بَغَى الرجلُ الخيرَ والشَّرَّ وكلَّ ما يطلبه بُغاءً وبِغْيَةً وبِغًى مقصورٌ.

وقال بعضهم : بُغْيَةً وبُغًى ، وأنشد :

لا أشغَلَنْكُمْ عن بُغَى الخيرِ إنني

سقطتُ على ضرْغامةٍ هو آكلي

قال : والبَغِيَّةُ : الطَّلِبَةُ ، وكذلك البِغْيةُ ، تقول : بِغْيَتي عندك وبَغِيَّتِي عندك.

قال : وقال بعضهم : البَغيَّةُ : الضَّالَّةُ ، وقد بغيتُ بَغيَّتِي : أي : طلبتُ ضالَّتِي ، والباغي : الذي يطلبُ الشيءَ الضّالَّ وجمعه بُغاةٌ وبُغيانٌ.

وقال ابن أحمر :

أوْ باغِيَانِ لِبُعْرَانٍ لنا رقصتْ

كي لا تُحِسُّونَ من بُعْرَاننا أثرا

قالوا : أراد كيفَ لا تُحِسُّونَ ، ويقال : ما انْبَغَى لك أن تفعل ، وما ابتَغى لك : أي : ما ينبغي.

وقال الزَّجَّاج : يقال : انبغى لفلان أن يفعل كذا ، أي : صلح له أن يفعل ، وكأنه يطلب فعل كذا ، فانطلب له ، أي : طاوعه ولكنه اجتُزىء بقولهم ، انبغى.

ويقال : ابْغني شيئاً أي : أعطني ، وابغ لي شيئاً ، ويقال : استبغيْتُ القومَ فبغوا لي وبغوْني أي : طلبوا لي ، ويقال : فلان يبغي على الناس : إذا ظلمَهُمْ وطلب أذاهم ، والفئةُ الباغيةُ ، هي : الظالمةُ الخارجةُ عن طاعة الإمام العادل.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمَّار : «ويحَ ابن سُمَيَّةَ تقتلهُ الفئةُ الباغية».

وقال أبو زيد : العرب تَقول : إنه لكريم ولا يُباغَهْ ، وإنهما لكَريمان ولا يُباغيا ، وإنهم لَكِرامٌ ولا يُباغوا ، ومعناه الدُّعاء له ، أي : لا يُبغَى عليه.

قال : وبعضهم لا يجعلهُ على الدُّعاء ، فيقول : لا يُباغَى ولا يُبَاغَيانِ ولا يُباغَوْنَ : أي : ليس يباغيه أحد.

قال : وبعضهم يقول : لا يُباغُ ولا يُباغان ولا يُباغون ، قلت : وهذا من البَوْغِ ، والأوَّلُ من البَغي وكأنه جاء مقلوباً.

وحكى الكسائيُّ : إنك لعالمٌ ولا تُبَغْ.

قال : وقال بعض الأعراب : مَن هذا المُبَوَّغُ عليه.

وقال آخر : من هذا المُبَيّغُ عليه ، قال ومعناه : لا يحسدُ.

قال : ويقال : إنه لكريمٌ ولا يُبَاغُ ، وأنشد :

١٨١

إمَّا تَكَرَّمْ إنْ أصبْتَ كريمةً

فلقدْ أراكَ ولا تُباغُ لئيما

وفي التّثْنِيَةِ لا يُباغانِ ولا يُباغون ، والقياس أن يقال في الواحدِ على الدُّعاءِ ولا يُبَغْ ، ولكنهم أبَوْا إلا أن يقولوا : ولا يُباغُ.

وفي الحديث : «إذا تبَيّغَ بأحدكم الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ».

وقال : «عليكم بِالْحِجامَةِ ، لا يَتَبَيّغْ بأحدِكُم الدَّمُ فيقتله».

وقال أبو عبيد : قال الكسائيُّ : التَّبَيُّغُ : الهَيْجُ.

قال : وقال غيره : أصله من البَغي ، فقال : يتبيَّغُ : يريدُ : يَتَبَغى فقدَّمَ الياءَ وأخَّرَ الغيْنَ وهذا كقولهم : جَبذَ وجذَبَ ، وما أطيبه وأيْطَبَهُ. وأُثبت لنا عن ابن الأعرابي أنهُ قال : يتبيغُ ويتبوَّغُ بالواوِ والياءِ.

قال : وأصله من البَوْغاءِ ، وهو الترابُ إِذا ثارَ ، فمعناهُ : لا يَثُرْ بأحدكم الدمُ.

وقال أبو زيد : تَبَيَّغَ بهِ النَّوْمُ : إذا غلبه ، وتبيغَ به الدَّمُ ، وتبيغَ بهِ المرض : إذا غلبه.

وقال الليث : البَيْغُ : ثُؤُورُ الدَّم وفَورتُهُ حين يظهر في العروقِ ، وقد تبيَّغَ بهِ الدَّمُ ، والبَوْغاءُ : الترابُ الهابي في الهواءِ ، قال : وطاشَةُ الناس وحمقاهم البوغاء ، قال : والبِغيَةُ نَقِيضُ الرِّشْدَةِ في الوَلَدِ ، يقال : هو ابنُ بِغيَةٍ ، وأنشد :

لَدَى رِشْدَةٍ من أُمِّهِ أوْ لِبِغيَةٍ

فيغلبها فَحْلٌ على النَّسلِ مُنجِبُ

قلت : وكلامُ العربِ المعروف فلان ابن غَيّةٍ وابنُ زَنْيَةٍ وابنُ رَشْدَةٍ ، وقد قيل : زِنيَةٍ وَرِشدَةٍ ، والفتحُ أفصحُ اللغتين ، فأمَّا غَيّةٌ فلا يجوزُ فيه غير الفتحِ ، وأما ابنُ بِغيَةٍ فلم أجدهُ لغير الليث ، ولا يبعدُ عن الصواب ، قلت : والبَغوَةُ : ثَمَرُ العِضاهُ ، وكذلك البَرَمَةُ.

وقال ابنُ دُريد : البَغوَةُ : التَّمْرَةُ قبل أن يستحكم يُبسُها ، وقيل : البغوةُ : التّمرة التي اسوَدَّ جوفُها وهي مُرطِبَةٌ ، وفي فلانٍ غبوَةٌ وغبَاوَةٌ.

وبغ : قال الليث : الوَبَغُ : داءٌ يأخُذُ الإبِلَ فترى فسادهُ في أوبارها.

وقال غيره : الوَبَغُ : هِبريَّةُ الرَّأس ونباغته التي تتناثرُ منه.

وقال ابنُ دُريد : الأوْبغُ : موْضِعٌ ، ووَبغْتُ الرجل : أي عِبْتُه وطَعنتُ فيه.

قلتُ : لا أعرِفُ وبَغتُ الرجلَ إذا عِبْتُه.

غيب : قال شمر : كلُّ مكانٍ لا يُدْرَى ما فيه فهو غيْبٌ ، وكذلك الموْضِعُ الذي لا يُدْرَى ما وراءه ، وجمعُهُ غيوبٌ.

قال أبو ذؤيب :

١٨٢

يرْمي الغُيوبَ بعَيْنَيْه ومَطرِفُه

مُغضٍ كما كَسَفَ المُسْتأخِذُ الرَّمِدُ

وقال الليثُ : الغِيبَةُ من الاغتِيابِ ، والغَيبَةُ من الغيبُوبة ، وأغابت المرْأَةُ فهي مُغيبَةٌ إذا غابَ زوْجُها ، والغابُ : الأجَمَة ، والغيْبُ : الشَّكُّ.

وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعز : (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة : ٣] ، أي : يُؤمِنونَ بما غابَ عنهم ممَّا أخبرهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مِنْ أمر البَعْثِ والجنَّة والنارِ ، وكلُّ ما غابَ عنهم مِما أَنبأَهُمْ به فهوَ غيبٌ.

أبو العباس عن الأعرابي في قوله : (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ، قال : يؤمِنونَ بالله ، قال : والغيبُ أيضاً ما غابَ عنِ العيونِ وإن كان مُحَصَّلاً في القلوبِ ، والغيْبُ : شَحْمُ ثَرْبِ الشاة ، والغيبُ : المطمَئنُّ من الأرضِ ، وجمعُهُ : غيوبٌ ، ويقال : سمعتُ صوتاً منْ وراء الغيب : أي مِنْ موضع لا أراه.

وقال اللحيانيُّ : امرأةٌ مُغيبةٌ ومُغيب إذا غاب زوْجُها.

قال : وقال بعضهم : بَدَا غيْبَانُ الشّجَرة ، وهيَ عُرُوقُها التي تغيَّبَتْ في الأرضِ فَحَفَرْت عنها حتى ظَهَرَتْ.

وقال الله جل وعز : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [الحجرات : ١٢] ، أي : لا يتناولْ رجُلاً بظهْرِ الغيبِ بما يَسُوءهُ مما هُو فيه ، وإذا تنَاوَلهُ بما ليْسَ فيه فهو بَهْتٌ وبُهتانٌ ، وجاء المَغيَبَانُ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : اغتابَ فلانٌ فلاناً اغتِياباً وغِيبَةً يَغتابُه.

ورُويَ عن بعضهم أنه سَمِعَ غابَهُ يَغيبُهُ : إذا عابَهُ وذكَرَ منه ما يَسُوءُه.

شمرٌ عن الهوازنيِّ : الغابةُ : الوطاءَةُ من الأرضِ التي دُونها شُرْفةٌ ، وهي الوَهْدَةُ.

وقال أبو جابر الأسَدِيُّ : الغابةَ : الجمعُ من الناس.

قال : وأنشدني الهوازِنيُّ :

إذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغاب

حَسِبْتَ رِماحَهم سَبَلَ الغوادي

ثعلب عن ابن الأعرابي : غابَ إذا اغتابَ ، وغابَ إذا ذكَرَ إنساناً بخيرٍ أو شَرٍّ ، والغيبةُ فِعْلةٌ منه تكونُ حَسنَةً وقَبيحَة.

والغَيَب جمع غائب مثل حارس وحَرَس ، ويجمع الغائب غُيَّباً وغيَّاباً.

باب الغين والميم

[غ م (وايء)]

غما  ـ  غيم  ـ  وغم  ـ  ومغ  ـ  مغا  ـ  موغ.

غما : قال الليث : الغَمَى : سقفُ البيتِ وقد غمَّيتَ البيتَ إذا سَقَفْتَه ، وكذلك ليلةٌ مُغمَّاةٌ ، وأُغميَ على فُلان أي ظُنَّ أنه ماتَ ثمّ يرجعُ حيّاً.

أبو عبيدٍ عن الكسائي : غُمِيَ عليه

١٨٣

وأُغميَ ، يقال : رجلٌ غَمًى يا هذا ، وهما غميانٍ ، في التذكيرِ والتأنيث ، وهُمْ أَغماءٌ ، وامرأَةٌ غَمًى ونحو ذلك.

قال أبو زيدٍ ، شمْر قال ابن شميل : غُمي عليه أي : غُشيَ عليه.

وقال البَجَلي : أُغميَ عليه.

قال : ورجلٌ غَمًى ، ورجلانِ غَمًى ، وقومٌ غَمًى.

قال : ويقالُ أيضاً : رجلٌ غَمًى ورجلانِ غَمَيانِ : إذا أصابه مرضٌ.

وأنشد :

فَرَاحوا بِيَحْبُورٍ تَشِفُّ لحاهُم

غمًى بينَ مقضيٍّ عليه وهائع

قال : يحبُورُ : رجلٌ ناعِمٌ ، تشِفُّ : تحَرَّكُ.

وفي الحديث : «فإنْ غَمِيَ عليكُم».

ورواه بعضهم : «فَإِنْ أُغمِيَ عَليكم».

وروِي : فإن غُمَّ عليكمْ فأكملُوا العِدَّةَ، والمعنى في هذه الألفاظ واحدٌ ، يقال : غُمّ علينا الهلالُ فهو مغمومٌ ، وأغمِيَ فهو مُغمًى ، وكان عَلَى السماء غَمْيٌ ، مثل غشيٍ وغَمٌّ فحال دون رؤية الهلال.

وقال ابنُ دُريد : غمَى البيتَ يغمُوهُ غَمْواً ويَغمِيه غمْياً إذا غطّاه.

قال : وغَمَى البيتِ ما غَمَّى عليه ، أي : غطَّى.

وقال الجعدِيُّ يصفُ ثَوْراً في كناسِه :

مُنَكِّبُ رَوْقَيْهِ الكِنَاسَ كأَنه

مُغشًّى غَمًى إلا إذا ما تنشَّرَا

أي : خرج من كِناسِه.

غيم : قال الليث : يقال من الغيْمِ : غامتِ السماءُ وأغامتْ وتغيَّمتْ بمعنى واحد ، والغَيمة : العطَشُ ، وهو الغيْم.

رواه أَبو عبيد عن أبي زيد ، وأنشد :

ما زالتِ الدَّلْوُ لها تَعودُ

حتى أفاقَ غيْمُها المَجْهُودُ

قال : وقال أبو عمرو : الغيْمُ والعطَشُ وقد غامَ يغيمُ وغانَ يغينُ.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يتعوَّذُ منَ العَيمةِ والغيْمَة والأيْمَة، والعَيْمةُ شدّةُ الشهوَةِ للَّبَنِ والغيْمَةُ شدَّة العَطشِ ، والأيمَةُ العُزبة.

وقال الأصمعي : غيَّمَ الليلُ : إذا جاءَ مثْلَ الغيْم تغييماً.

أبو عبيد عنِ الكسائي : أغامَتِ السماءُ وأغيمَتْ وغيّمتْ وتغيَّمتْ بمعنًى واحدٍ.

ومغ : ثعلب عن ابن الأعرابي : الوَمْغة : الشعرة الطويلةُ.

وغم : قال الليث : الوغْمُ : الحِقْد الثابتُ في الصّدْر ، وقد توغّمَتِ الأبطالُ في الحرب إذا تناظَرَتْ شزراً ، ورَجُلٌ وغْمٌ : حَقودٌ.

أبو عبيد عن الفراء : يقال مِنَ الوغم وغِمَ يَوْغَمُ والوغمُ : الشّحْناءُ والسخيمة.

١٨٤

أبو زيد : الوَغم أن تُخبِرَ عن الإنسانِ بالخبرِ من وراءَ وراءَ لا تَحُقُّه.

أبو عبيد عن الكسائي : إذا جَهلَ الخبرَ قال : غَبيتُ عنه فإن أخبَرَهُ بشيء لا يَسْتَيْقنه قال : وغَمْتُ أَغِمُ وغماً.

وقال غيرُه : لا تَغِمْ بالخيرِ أي : لا تأْتِ إلا بخير حقٍّ.

وقال الكَسائي : لَغِمْتُ ألْغِمُ لغْماً مثلُ : وغمتُ أَغمُ وَغماً.

ابنُ نجدَة عن أبي زيد قال : الوَغْمُ : النّفَسُ.

مغا  ـ  موغ : أبو العباس عن ابن الأعرابي : مَغوْتُ أمغُو ومَغيْتُ أَمغِي بمعنى نغيتُ.

وقال الليث : السِّنوْرُ يَمغو.

وقال ابن دُريد : ماغتِ السِّنَّورُ تموغ مُواغاً مثل : ماءت.

وقال أبو تراب : سمعتُ أبا الجهْم الجعفريَّ يقول : سمعت منه نَغْمة ووغمة عَرَفتُها ، قال : والوغم : النَّغْمة.

وأنشد :

سمعْت وغماً منك يَا بَلْهَيثم

فقلت لَبَّيْه ولم أُهَتِّم

قال : لم أهتِّم ولم أعتِّم أيضاً أي : لم أُبْطِىءْ.

١٨٥

باب اللفيف من الغين

غوي  ـ  وغي  ـ  غيا  ـ  غوغ.

غوي : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الغيُ : الفسادُ ، قال : وقوله : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) [طه : ١٢١] ، أي : فسد عليه عيشه ، قال : والغَوَّةُ والغَيّةُ واحدٌ.

وقال الليث : مصدرُ غوَى الغَيُ ، قال : والغوايةُ : الانهماك في الغَيِ ، ويقال : أغواهُ : إذا أضلَّهُ.

قال الله جل وعز : (فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (٣٢)) [الصافات : ٣٢].

وحكى المؤرِّجُ عن بعض الأعراب غواهُ بمعنى أغواهُ ، وأنشد :

وكائن تَرَى من جاهلٍ بعد علمه

غواهُ الهوَى جهلاً عن الحق فانغوَى

قلت : أظنُّ الرواية عواهُ الهوى جهلاً عن الحَقِّ فانعَوَى بالعين لا بالغين ، ومعنى عَواه صرفهُ ولواهُ فانعَوَى ، وانثنى فصُحِّفَ وجُعِل غيناً وهو خطأ.

وقال الليث : غوِيَ الفصيلُ يَغوَى غَوًى مقصورٌ : إذا لم يُصِب رِيّاً من اللبن حتى كاد يهلك.

قال : ويقال ذلك أيضاً في الذي يكثِرُ من اللبن حتى يتَّخمَ. وأنشد غيره :

مُعَطَّفَةُ الأنثاءِ ليسَ فصيلها

بِرَازِئِها دَرّاً ولا مَيِّتٍ غَوًى

يعني : القوسَ وسهماً رَمَى بهِ عنها وهذا من اللُّغز.

وقال أبو العباس : الغوَى : البَشَمُ ، ويقال : العطشُ ، ويقال : هو الدَّقَى.

وقال أبو عبيد ، يقال : غوَيتُ أغوِي غَيّاً ، وبعض الناس يقول : غوِيتُ أغوَى ، وليست بمعروفةٍ.

قال : وقال الأصمعيُّ : غَوِيَ الفَصِيل يَغوَى غوًى إذا شَربَ اللبن حتى يتختّرَ.

قال شمر : وقال أبو زيد : غوِيَ الجَدْيُ يغوَى غوًى إذا مُنِعَ الرَّضاع حتى يُضِرَّ بِهِ الجوع.

قال شمر : وقال ابن شميل : غوِي الصبيُّ والفَصِيلُ إذا لم يجد من اللبن إلَّا عُلْقَةً فلا يَرْوَى ، وتراه مُحْثَلاً.

قال شمر : وهذا هو الصحيح عند أصحابنا.

وفي «نوادر الأعراب» ، يقال : بِتُ مُغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقَاوِياً وَقَوًى ومُقْوِياً وقَوِيّاً : إذا بِتَّ مُخْلياً مُوحِشاً ، ويقال : رأيتهُ غَويّاً

١٨٦

من الجوع وقَوِيّاً وضَوِيّاً وطَوِيّاً إذا كانَ جائعاً.

أبو عبيد عن أبي زيد : وقعَ فُلانٌ في أُغوِيّةٍ وفي وامئةٍ ، أي : في داهية.

وفي حديث عثمان رضي‌الله‌عنه : وقَتَلتِه ، قال : فتَغاووا عليه والله حتى قتلوه.

قال أبو عبيد : التغاوي هو التجمُّع والتعاوُن على الشرِّ وأصله من الغوَايةِ أو الغَيِ ، يبين ذلك شِعْرٌ لأخت المنذر بن عمرو الأنصاريِّ قالته في أخيها حين قتله الكفارُ فقالت :

تغاوَت عليه ذئاب الحِجَاز

بنو بُهثةٍ وبنو جعفرِ

وغي  ـ  غيا : وقال الليث : الأواغِيُ : تثقَّل وتُخفف : مفاجر الدِّبارِ في المزارع الواحدة أغِيَةٌ وأغِيَّةٌ قال : وهو من كلام أهل السواد لأن الهمزة والغينَ لا يجتَمعانِ في بناء كلمةٍ واحدَة.

وفي الحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في الكوائن قبل الساعة : «مِنها هدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصْفَر فيغدِرونَ بكم فتسيرونَ إليهم في ثمانين غاية تحت كل غايةٍ اثنا عشَرَ ألفاً».

وروَاه بعضهم في ثمانين غابةً بالباء.

قال أبو عبيد : من رَوَى غابة ، فإنه يريد الأجَمَة ، شبه كثرة الرماح بها ، ومن رواه غاية ، فإنه يريد الراية.

وأنشد بيت لبيد :

قَدْ بِتُّ سامِرَها وغاية تاجرٍ

وافيتُ إذ رُفعت وعزّ مُدَامُها

قال : ويقال : إن صاحب الخمر كانت له راية يرفَعها ، ليعرَف أنه بائع خمر ، ويقال : بل أراد بقوله : غاية تاجر أنها غاية متاعه في الجَودة.

قال ابن الأنباري في تفسير بيت لبيد :

سامِرَها أي : سامراً فيها ، وغاية تاجر

أي ورب غاية تاجر يبيع الخمر

قال : وإنما سمى غايةً ، لأن أهل الجاهِليَّة كانوا ينصبون رايةً للخيل تسمى غاية ، فإذا بلَغها الفَرَسُ ، قيل : قد بلغ الغايةَ ، فصارت مثلاً.

قال عنترة :

هَتَّاك غَاياتِ التِّجَار مُلوَّمِ

أي : يشتري ما عندهم من الخمر ، فيحلون غاياتِهم ، قال : وإنما ينصب الغايةَ لِلخمر من قَدْ عُرِفت خمرُه بالجَوْدة ، ثُمَّ تجعل الغايةُ علامة في غير الخمر ، ويقال للشيء الجيد ، هو غاية من الغايات ، أي : هو علا في حسنه.

وروى شعر الشَّماخ :

رأيتُ عَرَابَةَ الأوْسيَّ ينمي

إلى الغاياتِ منقطع القرين

١٨٧

إذا ما غايةٌ رُفِعَتْ لِمَجدٍ

تَلَقَّاها عَرَابَة باليمين

قال أبو عمرو : غاية تاجرٍ : معناه : غَايةُ سوْمى ، أي : منتهى ما يُسَام وافيتُ سَوْمَهُ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الغاية : أقصى الشيء.

قال أبو عبيد : وبعضهم روى الحديث في ثمانين غاية ، وليس ذلك بمحفوظٍ ، ولا موضع للغاية هاهُنا.

وفي حديث آخر مرفوع : «تجيء البقرةُ وآل عِمران يوم القيامة وكأنهما غمامتان ، أو غيايتان».

وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : الغَيايةُ : كل شيء يظلل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة ، والغَبَرة والظلّ ونحوه ، يقال : غَايَا القومُ فوق رأس فلان بالسَّيْفِ ، كأنهم ظَلَّلُوه به.

وقال لبيد :

فَتَدَلَّيْتُ عليه قافلاً

وعلى الأرض غَيايات الطَّفَل

روى ابن هانىء عن أبي زيد : نزل رجل غيابةٍ بالباء ، أي : في هبطة من الأرض.

قال : والغَيَايةُ بالياء ظِلُّ السَّحابة ، وقال بعضهم : غَيَاءَةٌ.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الغَيَايةُ ، تكون من الطَّيْرِ الذي يُغَيّي على رأسك ، أي : يرفرف.

وقال غيره : أغْيَا عليه السَّحَابُ ، بمعنى غايا ، إذا أظَلَّ عليه ، وأنشد :

أَرَبَّت به الأرْوَاح بعد أنيسه

وذو حَوْمَلٍ أغيا عليه وأَغْيَما

وقال أبو زيد : غيَّيْتُ للقوم تَغْيِيياً ، ورَيَّيْتُ تَرْيِيياً : جعلت لهم غاية ورَاية.

وقال الليث : الغايةُ : مدى كل شيء ، وألفِهُ ياء ، وهو من تأليف غين وياءين ، وتصغيرها غُيَيَّةٌ ، تقول : غَيَّيْتُ غاية.

قال : ويقال : اجتمعوا وتَغَايَوْا عليه فقتلوه ، وإن اشتق من الغاوي ، قيل : تغاووا ، قال : والغاغَةُ : نباتٌ يشبه الهِريون.

وروى عن عمر أنه قال : إن قريشاً تريد أن تكون مُغْوِياتٍ لمالِ الله.

قال أبو عبيد : هكذا روي بالتخفيف وكسر الواو ، وأما الذي تكلمت به العرب ، فالمغَوّيات بالتشديد وفَتْح الواو ، واحدتها مُغَوَّاة وهي حفرة كالزبية تُحْفَرُ للذئب ويجعل فيها جدي ، إذا نظر إليه الذئب سقط يريده فيصاد ، ومن هذا قيل لكل مهلكة مُغَوَّاة.

وقال رؤبة :

إلى مُغَوَّاة الفتى بالْمِرصاد

يُريد إلى مهلكتِه ومَنِيَّتِه شبهها بتلك المُغَوَّاة ، قال : وإنما أراد عمر أن قُريشاً

١٨٨

تُريد أن تكون مُهلكة لمال الله كإِهلاك تلك المُغَوَّاة لما سقط فيها.

وقال شمر : قال أبو عمرو : كلُّ بئر مُغَوَّاةٌ.

ومثلٌ للعرب : (من حفر مُغَوَّاةً أوشك أن يقع فيها) قال : والمُغَوَّاةُ في بيت رؤبة : القبر.

[غوغ] : أبو عبيد عن أبي عبيدة : الجرادُ أول ما يكون سروةٌ ، فإِذا تحرك فهو دباً قبل أن تنبتَ أجنحته ، ثم يكون غوغاءً ، قال : وبه سمي الغَوْغاءُ من الناس ، قال : والغَوْغاءُ أيضاً شيء شبيه بالبعوض إلا أنه لا يعضُّ ولا يؤذي وهو ضعيفٌ.

وقال الأصمعي : إذا احمر الجرادُ فانسلخ من الألوان كلها وصار إلى الحمرة فهو الغَوْغاءُ.

وقال أبو العباس : إذا سمَّيت رجلاً بِغَوْغاء فهو على وجهين ، إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه ، وإن نويت به ميزان قعقاعٍ صرفتهُ.

وغي : أبو عبيد عن أبي عمرو : الوَغَى والوَعَى : الصوت.

وقال الليث : الوغَى : غمغمةُ الأبطال في حومة الحرب وأصوات البعوض والنحل إذا اجتمعت ونحو ذلك.

وقال غيره : الوغَى : الحرب نفسها.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الوَغَى : الخَمُوشُ الكثير الطَّنِينُ يعني البق.

١٨٩

(أبواب) الرباعي من حرف الغين

[باب الغين والقاف

غ ق]

غردق : قال الليث : الغَرْدَقَةُ : إلباس الليل يُلبِس كل شيء ، ويقال : غرْدَقَتِ المرأة سِترها إذا أرسلته.

غرقد : قال : والغَرْقَدُ : ضرب من الشجر.

دغرق : والدَّغرَقَةُ : كُدُورةُ الماء ، وأنشد :

يا أَخويّ من سلامان ادْفقا

طالَما صَفَّيْتُما فَدَغرِقا

عمرو عن أبيه : الدَّغْرَقُ : الماء الكدرُ ، والدَّغْفَقُ : الماء المصبوب.

وقال ابن الأعرابي : دَغْرَقَ عليه الماء : إذا صبَّه عليه.

أبو عمرو : الغَرْدَقَةٌ إلباسُ الغُبار الناس ، وأنشد :

إِنَّا إذا قَسْطَلُ يومٍ غَرْدَقا

غرقد : أبو زيد : الغَرْقَدُ : كبار العَوسج ، وبه سُمِّي بقيعُ الغَرْقَدِ لأنه كان فيه غَرْقَدٌ.

وقال الراجز :

ألِفْنَ ضالاً ناعماً وغَرْقَدا

غرنق : قال الليث : الغِرْنِيقُ والغُرْنُوقُ لُغتان : طائر أبيض ، ويقال : شابٌ غُرانِقُ.

وأنشد :

ألا إنَّ تَطْلَابِي لمثلكَ زَلَّةٌ

وقد فات ريعانُ الشباب الغُرانِقِ

وقال أبو عمرو : الذي يكون في أصل العَوْسَجِ من لين النبات يقال له الغَرانيقُ ، واحدها غُرْنُوقٌ.

شمر عن أبي عمرو : الغرنوق : طير أبيض من طير الماءِ ذكره في حديث ابن عباس أن جنازته لما أتى به الوادي أقبل طائر أبيض غُرْنُوقٌ كأنَّه قبطيَّةٌ حتى دَخَل في نعشِهِ.

قال : فرَمقتهُ فلم أرَهُ خرجَ حتى دُفنَ.

قال شمر : وأخبرنا ابن حاتم عن الأصمعي قال : الغرنيق : الكُركى.

وقال غيره : هو طائر طويل القوائمِ.

وقال ابن شميل : الغُرْنوق : الخُصْلةُ المفَتَّلةُ من الشعر.

ثعلب عن ابن الأعرابي : جَذبَ غُرْنوقهُ وهو ناصيتُهُ وجَذَبَ نُغروقهُ ، وهو شعر قفاه.

أبو عبيد عن أبي عمرو : الغرانقة : الرِّجال الشباب.

وقال : ويقال للشاب نفسه الغُرانِقُ.

١٩٠

وقال ابن السكيت : الغَرَانيقُ : طيرٌ مثل الكراكيّ الواحد غُرْنوقٌ ، وأنشد :

أو طعم غاديةٍ في جَوفِ ذِي حَدَبٍ

من ساكن المُزْن يجري في الغَرَانيق

قال : أراد بذي حَدَبٍ سَيْلاً لهُ عُرْفٌ ، وقوله من ساكِب المُزْنِ أي : من ماءٍ كان ساكناً للِمُزْن وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانِيقِ ، فأقام في مقام مع.

وقال غيره : واحدُ الغرانيقِ غُرَنيْقٌ وغُرْناقٌ.

وقال شمر : لِمَّةٌ غُرَانقةٌ وغُرَانِقِيةٌ وهي الناعمَةُ تُفَيِّئها الريحُ.

دغفق : ثعلب عن ابن الأعرابي : دَغفقَ مالهُ دَغفقَةً ودِغفاقاً ، ودَغرقه مثله : إذا فرّقَهُ وبَذَّرَهُ.

وقال : وعامٌ دَغْفَقٌ ودَغفَلٌ إذا كان مُخْصِباً.

وقال الأصمعي مثلهُ نحوه.

أبو عبيد : دَغفقَتُ الماء دَغْفقَةً إذا صَبَبْتَهُ.

غلفق : وقال الليث : الغَلْفَقُ : الخُلَّبُ ما دام على شَجره.

وأخبرني المنذري عن الصيداوي عن الرياشي عن أبي عبيدة قال : الغلفقُ :

الطحلبُ. وأنشد :

ومَنهل طام عليه الغلْفَقُ

وقال آخرُ :

يكشفنَ عنه غَلفقَ العِرْماضِ

ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال للمرأة الطويلةِ العظيمة الجسم غِلفاقٌ وخِزْقُ وَمُزَرَّةٌ ولُبَاخِيَّةٌ.

نغبق : قال : والنَّغبقةُ : الصوت الذي يسمع من بَطنِ الدَّابَّةِ وهو الوعَاقُ.

وقال الأصمعي : النَّغبَقَةُ صوتُ جُرْدَانِه إذا تَقلقلَ في قُنْبِه.

وقال أبو عمرو : وهي النُّغْبوقَةُ وأنشد :

عَلَفْتُه غرَزاً وَماءً بارِداً

شَهري ربيعٍ واغْتَبقتُ غَبوقَهْ

حتى إذا دُفعَ الجِيادُ دَفَعْتهُ

وسْطَ الجِيَادِ وَلاسْتهِ نُغْبُوقَهْ

وقال ابنُ الأعرابي.

غرقل : إذا صَبَّ على رأسه الماء بمَرَّةٍ واحدة.

غبرق : وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم عن أبي لَيلَى الأعرابي ، قال : امْرَأَةٌ غبْرُقَةُ العينينِ إذا كانت واسِعةَ العَينينِ شَدِيدة سوادِ سَوادِهما.

باب الغين والجيم

[غ ج]

غملج : أبو العباس عن ابن الأعرابي : رَجلُ غَملَجٌ وغَملَّجٌ وغِمْلِيجٌ وغُملُوجٌ

١٩١

وغِملاجٌ وغُمالجٌ إذا كان مرةً قارئاً ومرةً شاطراً ومرةً سَخياً ومرةً بخيلاً ومرةً شجاعاً ومرةً جَباناً ومرّةً حَسَنَ الخُلق ومرَّةً سيئه ولا يثْبُت على حالةٍ واحدةٍ وهو مذْمُومٌ مَلُومٌ عند العربِ.

قال : ويقال للمرأةِ غَمْلجٌ وغَملَّجٌ وغِملِيجَةٌ وغُملوجَةٌ وأنشد :

ألَا لَا تَغرَّنَّ امْرءاً عُمَرِيَّةٌ

عَلَى غَملَجٍ طالَتْ وتمَّ قَوَامُها

عُمَريَّةٌ ثيابٌ مَصْبوغَةٌ.

غمجر : وقال الليث : الغِمْجَارُ : شيءٌ يُصْنَعُ عَلَى القوسِ من وَهْيٍ بها ، وهو غرَاءُ وجِلد تقول : غَمجِرْ قَوسكَ ، وهي الغَمجَرَةُ.

ورواه ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ : قِمجارٌ بالقاف ، وهو عندي أصَحُّ.

وقال الليث : يقال : جادَ المطَرُ الرَّوضَةَ حَتى غَمجرَها غَمجرَةً : أي : مَلأَهَا.

غنجل : ثعلب عن ابن الأعرابي قال : التُّفَةُ : عَناقُ الأرض ، وهي التُّمَيْلَةُ.

ويقال لِذَكَرِها : الغُنجُلُ.

قلت : وهو مثل الكلب الصينيّ يعلَّم الصَّيدَ فيصادُ به الأرانبُ والظباءُ ، ولا يأكل إلَّا اللحمَ ، وجَمْعُه : الْغناجِلُ.

باب الغين والشين

[غ ش]

شغزب : الليث : الشَّغْزَبيةُ : اعتقال المصارع رِجْلَه بِرِجْل رَجُل ، وصَرْعُه إياه شزراً ، يقال : صرعَهُ صَرْعةً شَغْزَبِيَّة ، قال : ومنهلٌ شَغْزَبيُ : مُلتوٍ عن الطريق.

وقال العجَّاج يصف مَنْهلاً :

مُنْجَرِدٌ أزْورُ شَغْزَبيّ

شغزن : وقال أبو سعيد : شَغْزَب الرجل الرجل وشَغْزَنَهُ بمعنى واحد إذا أخذه الْعُقيلي ، وأنشد :

بينَا الْفتى يَسْعى إلى أُمْنِيَّهْ

يَحْسَب أن الدَّهْر سُرْجوجِيهْ

عَنَّتْ له داهيةٌ دهْويهْ

فاعْتَقلتْهُ عُقلة شَزْريهْ

لفّاء عن هواه شَغْزَبِيَّهْ

وقال النضر نحوه ، وقال الليث : الشَغْبز ابن آوى ، قلت : هكذا قاله الليث بالزّايِ ، والصوابُ الشَغبَرُ بالرَّاء روَى ذلك أبو العباس عن عمرو عن أبيه أنه قال الشَّغبَرُ بالراء. قال أبو العباس : ومن قالَهُ بِالزّاي فقد صَحَّف.

شغفر : قال أبو عمرو : الشَّغفر : المرأة الْحَسناء.

شغبر : وقال الليث : تَشَغبرتِ الريح : إذا الْتَوَت في هُبُوبها بالراءِ.

١٩٢

شنغر : قال : ورجل شِنْغيرٌ وشِنْظِيرٌ بذيءٌ فاحشٌ بين الشَنْغرةِ والشَّنظَرَةِ والشِّنْغيرَة والشِّنْظِيرَةِ.

غشمر : وقال : الغَشْمَرَةُ : التَّهمُّطُ في الظَّلم ، والأخذ من فَوْق من غير تَثبُّت ، كما يَتَغَشْمَر السَّيل والجيْشُ ، كما يقال : يَتَغَشْمَرَ لهم ، وفيهم غَشْمَرِيةٌ.

شنغب : وقال الليث : الشِّنغابُ : الطويل الدقيق من الأرشِية والأغصان ، قال : والشُّنغوبُ : عِرْقٌ طويل من الأرض دقيقٌ.

شغنب : قلت : ورأيْتُ في البادية رجلاً اسمه «شُغنوبٌ» فسألت غلاماً فصيحاً من بَني كُلَيْب بن يَرْبوع عن معنى اسمه ، فقال : الشُّغنوب : الغُصْنُ الرطبُ الناعمُ ونحو ذلك.

قال ابن الأعرابي : قال : والشَّنغَبُ : الطويلُ من جميع الْحَيوان.

طرغش : وقال ابن شميلٍ : الْمُطْرَغِشُ : النّاقهُ من الْمرض ، غير أن كلامه وفؤاده ضعِيفٌ ، وقد اطْرَغَشَ من مرضه ، أي : قام وتحرَّك ومشى.

وقال أبو عبيد : قال أبو زيد : اطْرَغَشَ من مرضِه : إذا برأَ وانْدَمَلَ.

وقال ابن السكيت : اطْرَغَشَ من مرضِهِ وابْرَغَشَّ بمعنى واحد.

وقال أبو زيد : اطْرَغَشَ القوم إذا غيثُوا فأخْصَبُوا بعد الهزال والجهد.

غطرش : وقال غيره : غَطْرَشَ بصرُه غَطْرَشَةً إذا أَظلَمَ.

غطمش : أبو سعيد : تَغَطْمَشَ فلانٌ علينا تَغَطْمشاً أي : ظَلَمَنا.

قلت : وبه سُمِّي الرجلُ غَطْمَشاً.

شنغم : وقال اللحياني : يقال رَغْماً له وَدَغْماً شِنَّغْماً ، وفعلت ذلك على رغمِهِ وشِنّغمِهِ.

قلت : هكذا رأيتهُ في «نوادِرِ اللِّحياني» ، وقرأته في كتاب ابن هانىء عن أبي زيد رَغْماً سِنّغماً بالسِّين ، فأنا وَاقِفٌ في هذا الْحَرف.

شنغف : وقال ابن الفرج : سمِعْتُ زائدة البكري يقول : الشِّنَّعْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ. المضطربُ الْخَلْق قال : وسَمِعْتُ جماعةً من أعراب قيس يقولون : السِّلَّغْفُ والسِّلَّعْف المضطربِ بالعَيْنِ والْغَينِ.

دغمش : وفي «نوادر الأعراب» : دَغمَشْتُ في المشي ودهْمَقْتُ ، ودَمْشَقْتُ أي : أسرعْتُ.

باب الغين والضاد

[غ ض]

ضغبس : قال الأصمعي : الضغابِيسُ : نَبْتٌ

١٩٣

يَنْبُتُ في أصلِ الثُّمامِ ، يُشبه الهليون ، يُسْلق ويُجعل بالخَل والزَّيتِ ويؤكلُ ، قال : وقالت امرأة : طعامنا الحارُّ والقَارُّ وإن ذُكرت الضغابِيسُ فإني ضَغِبَةٌ ، قال : وضَغِبَةٌ مشتقٌّ منه ، وفي حديث : «لا بأس باجْتِناءِ الضغابِيس في الحرمِ».

أبو عبيد عن أبي عمرو : الضُّغبُوسُ : الضَّعيفُ.

قال : والضَّغابيسُ : شِبهُ صغارِ القِثاء تؤكلُ ، شُبِّه الرّجلُ الضعيف بها.

وجاء في حديث آخر : «أهدِي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضغَابيسُ».

وقال الليث : الضغابيسُ شبهُ العَرَاجين تنبُتُ بالغوْر في أصول الثُّمام طوالٌ حُمرٌ رَخْصَةٌ تؤكلُ.

قال : والضُّغْبوسُ : الرجلُ المهينُ ، والضَّغبُوس : ولدُ الثُّرْمُلة.

ضبغط : قال : والضَّبَغْطَى : شيءٌ يُفزَّع به الصبيُّ ، يقال : اسكتْ لا تأكلكَ الضبَغْطَى.

وقال ابن دريد : هو الضبَغطى والضبَعْطى بالعَينِ والغين.

وقال أبو عمرو : والضبَغطى : ليس بشيءٍ يُعرفُ ولكنها كلمةٌ تستعمل في التخويفِ.

وأنشد لمنظُور الأسدي :

وبَعْلُها زونْزَكٌ زونْزى

يخضِفُ إنْ خُوِّفَ بالضبَغطى

* ضرغم : وفي «نوادر الأعراب» قال : ضِرْغامةٌ من طينٍ وثَوِيطَةٌ ولَبِيخَةٌ وولِيخَةٌ وهو الوَحَلُ.

وقال الليث : ضرغَدٌ : اسم جبل.

ضرغط : قال : والمُضرَغِطُّ : الكثيرُ اللحم.

غرضف : والغُرْضوفُ : كلُّ عظْمٍ رَخْصٍ يُؤكلُ وداخلُ القُوف غُرْضوفٌ وغضْرُوفٌ ، ومارنُ الأنف غُرْضوفٌ ونقْضُ الكتِفِ غُرْضوفٌ.

ضرغط : ابن السكيت : اضْرَغَطَّ واسْمَأدَّ اضْرِغطاطاً إذا انتَفجَ من الغضب.

غضرم : شمر عن ابن الأعرابي : الغَضْرَمُ : المكان الكثيرُ التُّرابِ اللَّيِّن اللزجُ الغليظ.

وقال غيره : الغضْرَمُ : المكانُ الكذَّان الرِّخْوُ والجِصُّ.

وأنشَد :

يقعَفْنَ قاعاً كفَرَاش الغضْرَم

وقال رؤبة :

مِنا إذا اصْطَكّ تَشَظَّى غضرُمه

قال : فإذا يَبِسَ الغضْرَمُ فهو القِلْفِعُ ، وقد اقلَعَفَّ القاعُ.

ضرغم * : أبو عبيد : الضِّرْغامة : اسم الأسد.

وقال الليث : تضرْغمتِ الأبطالُ في ضَرْغمتها بحيث تأتَخِذ في المعركة.

وأنشد :

١٩٤

وقومي إن سألتَ بنو عليّ

متى ترهمْ بضرغمة تفِرُّ

غضفر : وقال الليث : الغَضَنْفَرُ : الأسدُ ، ورجلٌ غضنفَرٌ إذا كان غليظاً. قلت : أصلُه الغضفَرُ ، والنون زائدة ، وفي «نوادر الأعراب» : برذَون نغضَلٌ وغَضَنفرٌ ، وقد غضفَر وقندَلَ إذا ثَقُلَ.

باب الغين والصاد

[غ ص]

غلصم : قال الليث : الغَلْصَمة : رأسُ الحلقُوم بِشَوَارِبه وحرْقدتِه ، والجميعُ : الغلاصِمُ ، وتقول : غلْصَمْتُه : أي : قطعتُ غلصَمتُه.

وقال ابن السكيت : يقال : إنه لَفِي غلْصَمَةٍ من قومِه ، أي : في شرفٍ وعددٍ.

وقال أبو النجم :

أَبى لُجَيْمٌ واسمهُ ملءُ الفم

في غَلْصَمِ الهامِ وهام الغلصم

وقال الأصمعي : أراد أنه في معظم قومهِ وشرَفهم.

قال : والغلْصَمةُ : أصلُ اللِّسان ، أخبر أنه في قومٍ عظام الهامِ ، وهذا مما يوصفُ به الرجلُ الشديد الشريفُ ، وأنشدني المُنْذِرِيُّ ، وذكر أن أبا الهيثم أنشدهُ للأغلب :

كانت تميمٌ معشراً ذوي كرَمْ

غلْصَمةً من الغلاصِيم العُظَمْ

قال : غلْصَمة : جماعة ، لأنّ الغلصَمة مجتمِعةٌ بما حولها ، وقال :

غَدَاة عهدتُهُنَ مُغَلْصَماتٍ

لهنّ بكل مَحْنِيَة نحيمُ

قال : مغلصَماتٍ : مشدُوداتِ الأعناق.

باب الغين والسين

[غ س]

غطرس : قال الليث : الغَطرَسة : الإعجابُ بالشيءِ ، والتَّطاولُ على الأقران ، وأنشد :

كَمْ فِيهِمُو من فَارسٍ مُتَغطْرِسٍ

شَاكِي السِّلاحِ يَذُبُّ عن مَكْرُوبِ

أبو عبيد : المتَغطْرِسُ : الظالم المتكبِّرُ ، وهو الغِطْرِيسُ.

وأنشد قول الكُميت :

كنا الأَباةَ الغطارسا

وقال المؤرجُ : تغطْرَس في مشيتهِ إذا تبختَر ، وتغطرَسَ إذا تعسَّف الطريقَ ، ورجلٌ متغطرسٌ : بخيلٌ في كلام هُذيل.

طغمس : وقال الليث : الطغمُوس : الماردُ منَ الشياطينِ ، والخبيثُ من القطارب.

سلغد : قال : والسِّلَّغْدُ من الرجال : الرِّخوُ.

وقال أبو عبيدة : منَ الخيلِ أشقرِ سِلَّغْدٌ وهو الذي خَلصتْ شُقْرتُه.

١٩٥

وأنشد :

أشقَرُ سِلَّغدٌ وأحوَى أَدعَجُ

والأنثى سِلَّغْدَةٌ ، اللِّحياني : أحمر سِلَّغْدٌ وأحمر أسْلغُ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : السِّلَّغدُ : الأكول الشَّروب الأحمق منَ الرِّجالِ.

سمغد : الليث : المُسْمَغِدُّ : المنتفخ الوارمُ.

قال : والسِّمَّغِد من الرجال : الطويلُ الشديدُ الأركان ، وقالهُ أبو عمر وأنشد :

حتى رأيتُ العزَبَ السِّمّغدا

وكان قدْ شَبَّ شَباباً مغدَا

وقال ابن السكيت : رأيتُه مُغدّاً مُسْمَغدّاً إذا رأيتَه وارماً من الغضب.

وقال أبو سُوَاج :

إنّ المنِيّ إِذا سَرَى

في العَبد أصبح مُسْمغدَّا

غملس : وقال الليث : الغمَلَّسُ : الخبيث الجريء ، قلت : وهو العَمَلَّسُ بالعين ، وقد يوصَفُ بهما الذِّئبُ.

سلغف : وقال الليث : السِّلْغفُ : التَّارُّ الحادرُ ، وأنشَد :

بِسلغفٍ دَغْفلٍ يَنطَحُ

الصخرَ برَأسٍ مُزْلَغبْ

ويقال : بقرةٌ سَلغفٌ.

دغمس : وقال أبو تراب : سمعْت شبانَة يقولُ : هذا أمْرٌ مُدْغمَسٌ ومُدَهمَسٌ إذا كان مستوراً وزاد غيره : مُدَخمَسٌ ومُرهمَسٌ ومُنهْمَس بمعناه.

سمغل : أبو عبيد عن الأصمعي : الْمُسْمَغِلَّةُ من الإبل الطويلة ، والجَسْرَةُ مِثلها ، قال : وأما المُشْمِعلّةُ فهي السَّرِيعةُ.

سبغل : وقال كُثَيِّرٌ :

مَسَائِحُ فَوْدَىْ رأسِه مُسْبَغِلَّةٌ

جَرَى مِسكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلَالها

قالوا : المُسْبَغِلّةُ : الضافيةُ ، ودِرْعٌ مُسْبغِلَّةٌ سابغةٌ ، وأنشد :

ويوْماً عليه لأَمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ

مِن المسبَغِلَّات الضَّوَافِي فُضولُها

ثعلب عن ابن الأعرابي : سَغْبَلَ طعامَه إذا رَوَّاهُ دَسماً ، وسَغْبَل رأْسَه وسَغْسَغَهُ وروَّلهُ إذا مَرَّغه.

وقال غيره : سَبْغَلْتُه فاسبَغلَ ، قُدِّمَتْ الباءُ على الغين.

وقال أبو زيد : اسبَغلَ الثَّوْبُ اسْبِغْلالاً إذا ابْتَلَّ.

وقال الكسائي : جاء فلانٌ يمشي سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً : أي : ليس معه سلاح.

وفي الحديث : «لا يَجِيئَنَّ أَحدُكم يومَ القيامة سَبَهْلَلاً» ، وفُسِّرَ فارغاً ليس معه مِن عمل الآخرة شيءٌ.

١٩٦

ورُوي عن عُمر أنه قال : إنِّي لأَكره أن أرَى أحدَكم سبَهْللاً لا في عمل دُنيا ولا في عمل آخرَةٍ.

وقال الأصمعي وأبو عَمرو : جاءَ فلانٌ سبَغللاً وسَبَهْللاً : أي : فارغاً.

بغسل : ثعلبٌ عن ابن الأعرابي : بَغْسَلَ الرجل : إذا أَكثرَ الجِماعَ.

سغبل : شمرٌ عن ابن الأعرابي قال : السَّغبَلَةُ : أَنْ يُثْرَدَ اللحمُ مع الشَّحم فيَكثر دَسَمُه :

مَنْ سَغْبَلَ اليومَ لنا فقد غَلَبْ

خُبْزاً ولحماً فهو عند الناس حَبْ

تغلس : أبو عبيد : وقع فلان في تُغُلِّس ، وهي الدَّاهية.

باب الغين والزاي

[غ ز]

زغدب : قال الليث : الزَّغْدَبُ : الهديرُ الشديد.

وقال العجَّاج :

يَمُدُّ زأراً وهَدِيراً زَغْدَبا

زغبد : قال : والزَّغْبَدُ : من أسماءِ الزَّبَدِ.

وقال رؤبة يَصِفُ فَحْلاً :

وزَبَدا مِنْ هَدْرِه زُغادِبَا

وقال ابن الأعرابي : الزُّغادِبُ : الزَّبَدُ الكثيرُ.

وقال أبو زيد : الزُّغادِبُ : الضَّخْمُ الوجه السَّمِجُهُ العظيم الشَّفَتين.

زغرب : وقال الليث : عينٌ زَغْرَبَةٌ ، وَرَجل زَغْرَبُ المعروفِ كثيرُه ، وماءٌ زَغْرَبٌ ، وأنشد :

بَشِّرْ بَني كَعْبٍ بنَوْءِ العقْرَبِ

مِن ذِي الأهاضيبِ بماءٍ زَغرَبِ

وقال آخر :

عَلَى اضْطِمارِ اللَّوْحِ بَوْلاً زَغْرَبا

أبو عبيد عن الأموي : الزَّغْرَبُ : الماء الكثير.

قال الكميتُ :

وبَحْرٌ من فِعالِكَ زَغْرَبُ

زغبر : قال : وقال أبو زيد : أَخَذَ فلانٌ الشيء بزَغْبَرِه : إذا أخذه كله فلم يَدَع منه شيئاً ، وكذلك بزَوْبَرِه وبِزَأْبَرِه.

وقال أبو عمرو : الزَّغْبَرُ : جماعةُ كلِّ شيء.

وقال أبو زيد : زِئْبِرُ الثوب وزِغْبِرُه ، وقد زَأْبَرَ وزَغبَرَ.

زرغب : وقال الليث : الزَّرْغَبُ : الكَيْمُخْتُ.

برغز : قال : والبَرْغَزُ : وَلَدُ البقرة وجمعه براغزُ.

وقال النابِغةُ :

ويَضرِبْنَ بالأيدي وَراءَ بَرَاغزٍ

حِسانُ الوجوه كالظباء العَواقدِ

١٩٧

أراد بالبراغز أوْلادهُنَّ ، شَبَّه نساءً سُبِين بالظِّباء. قال : ويقال لولد البقرة الوَحْشِيَّة بُرْغزٌ وجُؤْذُرٌ.

برزغ : والبُرْزُغُ : نشاطُ الشَّبابِ وأنْشَد غيرُه لرُؤْبةَ :

هيهاتَ ميعادُ الشباب البُرْزُغ

يقال : بُرغُزٌ وبُرزُغٌ.

زلغب : وقال الليث : ازْلَغبَ الطائرُ والفرخُ والرِّيشُ. يقال في كل إذا شَوَّكَ.

وأنشد :

تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبّاً تَرَى به

أَنابيبَ مِن مُسْتَعْجِل الرِّيشِ جَمَّعا

أبو عبيد : المُزْلغِبُ : الفرخ إذا طلَع ريشُه.

زغرف : وقال مُزاحم :

كصَعْدَةِ مُرَّانٍ جَرى تحت ظلِّها

خليجٌ أَمدَّتهُ البحارُ الزَّغارِفُ

ولو بَذَلَتْ أُنْساً لأعصَمَ عاقلٍ

برأسِ الشَّرَى قد طرَّدَتهُ المخاوِفُ

قال الأصمعيُّ : ولا أعرف الزَّغَارِف ، وقال غيره : بحرٌ زَغْربٌ وزَغرفٌ ، بالباءِ والفاءِ ، ومثله : ضَبَرَ وضَفَرَ إذا وثبَ ، ويقال لولد الضَّبع : فُرْعلٌ وبرعلٌ.

زغلم : أبو زيد : وقع في قلبي له زُغلمةٌ أي : حَسَكة وَضَغينةٌ ، ويقال : لا يدخلنكَ من ذلك زُغلمةٌ أي : لا يحُكَّنَّ في صدْركَ منهُ شكٌّ ولا همٌّ.

زغفل : ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : زَغْفَلَ الرجلُ إِذا أوقدَ الزَّغفلَ ، وهو شجرٌ قال : وزَغفلَ إذا كذبَ.

وأنشد غيره :

ذاك الكساءُ ذُو عليهِ الزغفل

أراد الذي عليهِ الزَّغفَلُ وهو زِئبِرهُ.

باب الغين والطاء

[غ ط]

طغمش : قال النصر : الطغمَشَةُ والطَّرْفَشَةُ : ضعفُ البصر.

غطرف : ابن السكيت عن الأصمعي : الْغِطْريفُ والغِطْرافُ : السَّخِيُّ السَّرِيُّ الشَّابُّ.

ومنه يقال : بَاز غِطْريفٌ.

وقال الليث : الغِطْريفُ : السيدُ الشريفُ وأنشد :

ومَن يكونوا قَوْمَهُ تَغَطْرَفَا

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : التَّغَطْرُفُ : الاختيالُ في المشي خاصَّةً ، وأنشد :

فإنْ يَكُ سَعْدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فإنما

بِغَيْرِ أبيه مِنْ قُرَيْشٍ تَغَطْرَفَا

أبو عبيد عن الأحمر : التغتْرُفُ مِثلُ التغطْرُفِ ، وهو الكبرُ ، وأنشد :

١٩٨

فإنكَ إنْ عادَيتني غضبَ الحصا

عليكَ وَذُو الْجَبُّورَةِ المتَغَتْرِفُ

قال : يعني الرَّبَّ تبارَكَ وتعالى ، قلت : ولا يَجُوزُ أن يوصَفَ اللهُ تعالى بالتَّغترُفِ وإنْ كان معناهُ التكبُّرَ لأنهُ عزوجل لا يُوصفُ إلا بما وصفَ به نفسهُ لفْظاً.

طرغم : وقال ابن السكيت عن أبي عمر : اطْرَغَمَ إذا تكبرَ ، والاطرغْمامُ : التَّكَبُّرُ ، وأنشد :

أَوْدَجَ لمَّا أَنْ رَأَى الْجِدَّ حَكَمْ

وَكُنْتُ لا أُنْصِفُهُ إلّا اطْرَغَمْ

والإيداجُ : الإقرارُ بالباطل ، قلتُ : واطْرَخَمَّ مِثلُ اطْرَغَمَ.

غرطم : وقال ابن السكيت : قال أبو عمرو : الغُرْطُمانيُ : الفتى الحسن الوجهِ مِنَ الرجال وأنشد :

الغُرْطُماني الوأَى الطِّوَلا

باب الغين والدال

[غ د]

دغمر : قال الليث : الدَّغمَرَةُ : تَخْلِيطُ اللونِ والخلُقِ ، وقال رؤبةُ :

إذا امْرُؤ دَغمَرَ لوْنَ الأَدْرَنِ

سَلَّمت عرْضاً ثوبُهُ لم يَدْكَنِ

الأدرنُ : الوسِخُ ، ودَغْمَرَ : خَلط ، لمْ يَدْكنْ : لَمْ يتسخ. قاله ابنُ الأَعرابي ، وقال الآخَرُ :

وَلا مِنَ الأخلاقِ دَغمَرِيُ

ثعلب عن ابن الأعرابيِّ : الدُّغمورُ : السيء الخلُقِ ، والدُّغْمورُ بالذَّال : الحقودُ الذي لا ينحلُّ حقدُهُ.

غمدر  ـ  غندر : قال : ويقال : للغلام النّاعِمِ : غُنْدُرٌ وغَمَيدَرٌ.

وأنشد ابن السكيت :

للهِ دَرُّ أبيكِ رُبَ غميدرٍ

حسنِ الرُّواءِ وقلبهُ مدكُوك

قال : والمدكوكُ الذي لا يفهمُ شيئاً.

وقال ابن الأعرابي : وهو الغَمَيْذَرُ أيضاً.

دغفل : وقال الليث : الدَّغْفَلُ : ولدُ الفيلِ ، والدَّغفلُ : خصبُ الزمانِ.

وقال العجاجُ :

وإذ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيّ

أبو عبيد عن أبي زيد وأبي عمرو قالا : هو عَيْشٌ دَغْفَليٌ ، وهو الواسعُ.

غدفل : وقال شِمْرٌ : رحمةٌ غِدَفْلَةٌ : واسعةٌ ومُلاءةٌ غِدَفْلَةٌ وعيشٌ غدفلٌ ، وأنشد :

رَعَثَاتُ عُنْبُلها الغدفلِ الأرْغَلِ

وقال غيره : بَعير غدافل : إذا كان كثير شعَرِ الذَّنب.

وقال الراجِزُ :

يَتْبَعْنَ زيّافَ الضُّحَى غُزَاهلا

ينْفُجُ ذا خصائلِ غُدَافِلَا

وقال أبو عمرو : كبشٌ غُدَافِلٌ : كثيرُ سبِيبِ

١٩٩

الذّنَبِ.

غندب : الليث : الغُندُبةُ : لحمَةٌ صُلبَةٌ حوالي الحلقوم ، والجميعُ : غنادِبُ.

وقال رُؤبةُ يصفُ فحْلاً :

إذَا اللهَاةُ بَلَّتِ الغبَاغبا

حَسِبْتَ في أرْآدِه غَنادِبا

فدغم : الليث : الفَدْغَمُ : اللَّحِيمُ الجسيم.

وقال أبو عبيد : الْفَدْغَمُ : الحسنُ الطَّويلُ مِنَ الرِّجالِ مَعَ عَظَم.

وقال ذو الرُّمة :

إلى كلِّ مَشْبوح الذّراعين تُتقَى

به الحربُ شَعْشاعٍ وأبيضَ فَدْغَمِ

غرند : أبو عبيد عن أبي زيد : تَثَوَّلَ عليه القومُ تَثَوّلا وَاغْرَنْدَوا اغْرِندَاءً واغْلَنثوا اغلِنثَاءً بالثَّاء : إذا عَلوهُ بِالشتمِ والضَّرْبِ والقهْرِ.

ابن السكيت عن الأصمعيِّ : اغرَنْدَاهُ وَاسْرَنْدَاهُ : إذا علاهُ ، وأنشد :

قد جعلَ النُّعاسُ يَغْرَندِيني

أَدفعهُ عَنِّي ويَسْرَنديني

أبو عبيد عن أبي عبيدة : المغْرَندِي والمسْرَنْدِي : الذي يغْلِبُك وَيَعْلوكَ.

بغدد : وقال اللحيانيُّ يقال : هذه بغدادُ وبغداذُ وبغدانُ.

قلت : والفصحاء يختارُونَ بغدادَ بدالين ، وقيل : «بغ» صنمٌ ، و «دادْ» بمعنى دَوَّدَ ، حَرَّفوهُ عن الذال إلى الدال لأنَّ دَاذَ معناه أعطى ، فكرِهُوا أن يجعلوا لِلصَّنمِ وهو مواتٌ عَطَاءً فيكون كُفراً.

وقالوا دَاد ، ومن قال : دَان فمعناهُ ذَلَّ وخَضَعَ.

دلغف : وقال الليث : الإدْلِغْفافُ : مجيءُ الرجُلِ مُستسِرّاً ليسرقَ شيئاً.

وأنشد أبو عمرو للملقطيِّ :

قد ادلَغَفَّتْ وهي لا ترَانِي

إلى متاعي مشية السكران

وبعضَها في الصدْرِ قد وَرَاني

باب الغين والذال

[غ ذ]

غمذر : قال أبو العباس : الغَمَيْذَرُ بالذال : المُخلِّطُ في كلامه وفعاله.

ذغمر : وقال ابن الأعرابي : الذُّغمورُ بالذال : الحقُود الذي لا ينحلُّ حقده.

غذمر : أبو عبيد عن الأصمعي : المُغَذْمِرُ من الرِّجال : الذي يركب الأمور فيأخذُ من هذا ويعطي هذا ويدع هذا من حقه.

قال : ويكون هذا في الكلام أيضاً ، إذا كان يخلِّط في كلامه ، يقال : إنه لذو غَذَامِيرَ.

وقال الليث : التَّغَذْمُرُ : سوء اللفظ ، وهي الغَذَامِرُ ، وإذا ردَّد لفظه فهو مُتَغَذْمِر.

٢٠٠