تهذيب اللغة - ج ٨

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ٨

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٠

قال : وأهل الشامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِي. قال : هكذا أقرأنيه الرُّواةُ عن ابن جَبَلَةَ عن ابن عبيد بكسر القاف ، وتسكين الصاد وكسرِ الرّاء وتشديد الياءِ ورأيتُ من أهل العربيةِ من يقولُ قُصَرَّى على فُعَلَّى.

وقال اللحياني : نَقَّيْتُ الطعامَ من قَصَرِهِ وقصلِهِ ، أي : من قماشه.

وقال أبو عمرو : القَصَرُ والقَصَلُ أصولُ التِّبن.

وقال ابن الأعرابي : القَصَرَةُ : قِشْرُ الحَبَّةِ إذا كانت في السُّنْبُلَةِ وهي القُصارةُ ، والقَصَرةُ : الكسل.

وقال الليث : القَوْصَرةُ : وِعاءٌ من قصبٍ للتَّمْر وبعضهم يخففها.

ثعلب عن ابن الأعرابي : العربُ تَكْنِي عن المرأة بالقارورةِ والقَوْصَرةِ ، وأنشد :

أفلحَ من كانت له قَوْصَرَّهْ

يأكلُ منها كلَّ يومٍ مَرّهْ

وقال غيره في قول ابن كُلْثوم :

أباحَ لنا قُصورَ المجدِ ديناً

أراد معاقلَ المجدِ وحصونه.

ابن السكيت : أقْصرَتِ العنزُ والنَّعْجةُ إقصاراً إذا أَسَنَّتا حتى تَقصرَ أطرافُ أسنانِهِما فهما مُقْصرتان.

ويقال : ما رَضيتُ من فلانٍ بِمِقْصَرٍ وبمقصِرٍ ، أي : بأمرٍ دونٍ وبأمْرٍ يسير.

وقال ابن الأعرابي : فلانٌ جارِي مُقاصِري أي : قَصْرُهُ بحذاءِ قَصْرِي ، وأنشد :

لِتذهبْ إلى أقصى مُباعَدَةٍ جَسْرُ

فما بِي إليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ

يقول : لا حاجَةَ لي في جِوارِهِم ، وجَسْرٌ من مُحارِبٍ.

قال : والتِّقصارُ : القلادة.

وقال عدي بن زيد :

وَلها ظَبْيٌ يُؤَرِّثها

عاقِدٌ في الجِيدِ تِقصارا

وقال أبو وجزة :

وغدا نوائِحُ مُعْوِلاتٌ بالضُّحَى

وُرْقٌ تَلُوحُ فكلُّهُنَ قِصارُها

قالوا : قِصارُها : أطْوَاقها.

أبو منصور : كأنَّهُ شُبِّهَ بِقِصار الميسَمِ وهو العلاط.

وقال ابن السكيت : ماءٌ قاصرٌ ومُقصِرٌ إذا كان مرعاهُ قريباً ، وأنشد :

كانت مياهي نُزُعاً قواصِرا

ولم أكن أمارِسُ الجَرائِر

النُّزُعُ جمع النَّزوع وهي البئر التي تنزعُ منها باليدِ نزْعاً ، وبِئرٌ جَرُورٌ يُسْتَقَى منها على بعير.

ابن شميل عن أبي الخطاب قال : الحَبُّ عليه قِشْرَتانِ فالتي تَلي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ ، والتي تَلي الحَشرَةَ القصرةُ.

٢٨١

وقال غيره : يقال فلانٌ قصيرُ النَّسَب إذا كان أبوهُ معروفاً إذا ذكره الابن كفاه الانتماءَ إلى الجدِّ الأبعدِ.

وقال رؤبة :

قد رفعَ العجّاجُ ذِكرِي فادْعنِي

باسمٍ إذا الأنْساب طالت يكْفِني

وكان لَقِيَ النَّسابَةَ البكريَّ فقال : من أنت ، فقال رؤبة بن العجَّاج ، فقال له : قصرْتَ وعرفت.

ابن السكيت : أقصرَ عن الشيءِ إذا نزع عنه وهو يقدِر عليه ، وقصر عنه إذا عجز عنه.

قال : وأقصرَتْ فلانةُ إذا وَلدَتْ ولداً قِصاراً ، وأطالَتْ إذا ولدتهم طِوالاً ، ويقال : إِن الطويلة قد تُقْصِر والقصيرة قد تُطيل.

قال : ويقال للجاريةِ المصونةِ التي لا بروزَ لها : قَصيرةٌ وقَصُورَةٌ ، ويقال للمحبوسةِ من الخيلِ قصيرٌ.

وقال مالك بن زُغْبَةَ :

تراها عند قُبَّتِنَا قصيراً

ونَبْذُلُها إِذا باقت بَؤُوقُ

وقال الليث : المقصورة مقام الإمام ، وجمعها مقاصير.

قال : وإِذا كانت داراً واسعةً محصنةَ الحيطانِ فكلُّ ناحية منها على حِيالها مقصورةٌ ، وأنشد :

ومن دونِ ليلى مصْمَتاتُ المقاصر

والمصمت : المحكم.

ثعلب عن ابن الأعرابي : القَصَرُ والقصار الكسل.

وقال أعرابي : أردت أن آتيك فمنعني القَصار.

قال : والقُصارُ والقَصار والقصْرى والقَصْر كلُّه أُخْرَى الأمور.

وروى شمر للأصمعي : قَصَّرَ عن ذلك الأمر إِذا عجز عنه ، وأقصر عنه إِذا تركه وهو يقدر عليه ، قال : وربما جاءا بمعنى واحد إلا أن الأغلبَ عليه هذا ، ويقال : قَصَرَ بمعنى قَصَّرَ.

قال حميد بن ثورٍ :

فلئن بلغت لأبلُغَنْ متَكلِّفاً

ولئن قَصَرْت لكارِهاً ما أقصُر

صقر : قال الليث : الصَّقْر : طائرٌ من الجوارح ، والصاد فيه أحسن.

قال : والصَّقْر ما تَحَلَّبَ من العنبِ والتمر من غير عصر.

قال : وما مَصَلَ من اللبن فامَّازَتْ خُثارَته وصفتْ صَفْوَته فإذا حَمضَتْ كانت صِباغاً طَيِّباً وهو بالصاد أحسن.

أبو عبيد عن الأصمعي : إذا بَلَغَ اللبن من الحَمْضِ ما ليسَ فوقه شيءٌ فهو الصقْر.

٢٨٢

شمر : الصقْر : الحامض الذي ضَرَبَتْه الشَّمس فحمضَ ، يقال : أتانا بِصقْرَةٍ حامِضة.

قال مكوزة : كأن الصقْرَ منه.

وقال ابن بزرجَ : المصقئرُّ من اللبنِ الذي قد حمضَ وامتنع.

أبو منصور : والصَّقْرُ عند البحرانيين ما سال من جلالِ التمرِ المكنوزة يسدك بعضها فوق بعضٍ وتحتها خواب خضرٌ مركبةٌ في الأرض المصرجةِ فينعَصِرُ منها دبسٌ خامٌ كأنَّهُ العسلُ ، وربما أخذوا الرطبَ من العِذْقِ ملقُوطاً مُنَقًّى فجعلوهُ في بساتيقَ وصبُّوا عليه من ذلك الصقرِ فيقال له : رُطَبٌ مصَقَّرٌ ويبقى رطباً طَيِّباً لمن أرادهُ من أرْبابِ النخيلِ.

أبو عبيدٍ عن أبي عمرو : الصَّقْرَةُ : شدة الحر.

وقال ذو الرمة :

إذا ذابتِ الشمسُ اتقَى صَقَراتِها

بأفنانٍ مربوعِ الصَّرِيمةِ مُعْبِلِ

وقد صَقَرَتْهُ الشمس : إذا آذاهُ حَرُّهَا.

وقال أبو عبيدة : الصَّقْرانِ دائرتانِ من الشعر عندَ مؤخرِ اللِّبدِ من ظهرِ الفَرسِ ، قال : وحدُّ الظهرِ إلى الصَّقْرَيْن.

وقال الفراءُ : جاء فلانٌ بالصُّقَر والبُقَرِ والصُّقَارَى والبُقَارى : إذا جاءَ بالكذبِ الفاحِشِ.

أبو عبيدٍ عن أبي عمرو : الصَّاقُورُ : الفأسُ العظيمة التي لها رأسٌ واحدٌ دقيقٌ يكسرُ به الحجارةُ وهو المعولُ أيضاً.

وقال الليث : الصَّاقُورُ : باطنُ القِحْفِ المشرف فوق الدماغِ كأنَّهُ قَعْرُ قَصْعَةٍ ، قال : والصَّاقِرَةُ : النَّازِلَةُ الشديدةُ ، والصَّوْقَرِيَّة : حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه تسمعُ في صوته نحوَ هذه النغمةِ ، قال : والصَّقْرُ : ضربُ الحجارةِ بالمعولِ.

ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ : الصَّقْرُ : الماءُ الآجِنُ والصَّقْرُ : القيادةُ عَلَى الحُرَمِ ، ومنه الصَّقّارُ الذي جاء في الحديث.

وروى سلمة عن الفراء قال : الصَّقَّارُ : اللَّعّانُ لغيرِ المستحقين ، والصَّقّارُ : الكافِرُ ، والصَّقّار : الدَّبّاسُ.

وأخبرني محمد بن إسحاق عن أبي الهيثم أنه قال : السقَّارُ : الكافرُ بالسّين ، وقرأت بخط شمر : «ملعونٌ كلٌّ كافر صَقَّارٍ» رواهُ أنس ، قال : والصَّقّارُ : النمامُ ، تَصَقَّرتُ بموضعِ كذا وتشكَّلتُ وتَنَكَّفْتُ ، بمعنى تلبَّثتُ.

صرق : أهمله الليث.

وروى أحمد بن يحيى عن عمرو عن أبيه وعن سلمة عن الفراء وعن ابن الأعرابيّ أنهم قالوا : الصَّريقة : الرُّقاقَةُ.

قال الفراء : وتجمعُ على صُرُقٍ وصَرَائق وصريقٍ.

٢٨٣

قال ابن الأعرابيّ : روي عن ابن عباس أنه كان يأكل يومَ الفطرِ قبل أن يخرج إلى المصلّى من طرف الصرِيقَةِ ويقولُ : إنَّهُ سُنَّةٌ.

قال أبو منصور : وعوامُّ الناسِ يقولونَ الصَّلائِقُ الرُّقاقُ ، والصوابُ من جاءَ عن هؤلاء الأئمةِ ، وتفسير الصّلائِقِ في الباب الذي يلي هذا الباب.

وقال ابن الأعرابي : كلُّ شيء رَقيق فهو صَرَقٌ.

قرص : قال الليث : القَرْصُ باللسان والإصبع ، يقال : لا تَقْرُصُني منهم قارصةٌ أي كلمةٌ مؤذية.

وأنشد هو وغيره للفرزدق :

قوارصُ تأتيني وتحتقرونَها

وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعَمُ

قال : والْقَرْصُ بالأصابع قبضٌ على الْجِلْدِ بأصبعينِ حتى يُؤلم ويوجَع ، قال : والقُرصُ من الخبز وما أشبهه ، ويجمعُ القِرَصَةَ ، وقد يقُولونَ للصغيرة جِدّاً قُرْصة واحدةٌ والتذكيرُ أعَمُّ ، وكلما أخذتَ شيئاً بين شيئين أو قَطعتهُ فقد قَرَّصتهُ وتُسَمَّى عينُ الشمس قُرْصاً عند الغيبوبةِ ، ويقال للمرأةِ قرّصي العجينَ أي سويهِ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ وأبي عمرو : هوَ القُرَّاصُ للْبَابُونجِ ، واحِدها قُرَّاصةٌ.

وقال الأصمعيُّ وحده : إذا حَذَى اللَّبَن اللسان فهو قَارِصٌ.

وقال بعض العرب :

يا ربَّ شاةٍ شاصِ

في رَبرَبٍ خِماصِ

يأكلنَ من قُرَّاصِ

وحَمَصيص آص

كَفِلَقِ الرَّصاصِ

ينظرنَ من خَصاصِ

بأعيُنٍ شَوَاصِ

ينطحْنَ بالصّياصي

عارضها قُنَّاصِي

بأكلبِ ملاصِ

آصٍ متصلٌ مثل واصٍ شَاصٍ منتصب.

رصق : قال بعضهمْ : جَوْزٌ مُرْصَقٌ إذا تعذَّرَ خروج لُبّهِ منه ومُرْتصِقٌ مثله.

والْتَصَقَ الشيء وارْتَصَقَ والْتَزَق بمعنًى واحد.

رقص : قال الليثُ : الرَّقْصُ والرَّقَصانُ ، ولا يقال : يَرْقُصُ إلّا لِلَّاعِب والإبلِ وما سوى ذلكَ فإنهُ يقال يَقْفِزُ ويقفُزُ ، والسَّراب يَرْقُصُ ، والنبيذُ إذا جاشَ رَقَصَ.

وقال حسان :

بزجاجةٍ رَقصَتْ بما في قَعْرِهَا

رَقْصَ القَلُوصِ براكبٍ مستعجِل

وقال لبيدٌ في السرابِ :

فَبِتلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامع بالضحى

٢٨٤

وسمعت العرب تقول : رَقصَ البعيرُ رَقَصاً محركَ القافِ إذا أسرعَ في سيرهِ.

وقال أبو وجزة :

فما أرَدْنَا بها منْ خَلّةٍ بدلاً

ولا بها رَقَصَ الواشِينَ نستمعُ

أراد إسراعهم في هَتِّ النمائمِ.

قال أبو منصور : ويقال للبعيرِ إذا رَقَصَ في عدوه : قد الْتَبَطَ الْتِباطاً وما أشَدَّ لَبَطَتَهُ.

وقال ابن السكيت : الرَّقْصُ مصدرُ رَقَصَ يَرْقُصُ رَقصاً ؛ والرَّقَصُ ضربٌ من الْخَبَب وهذا هو الصحيح.

ق ص ل

قلص  ـ  قصل  ـ  صلق  ـ  صقل  ـ  لصق  ـ  لقص (١).

قلص : قال الليث : قَلَصَ الشيء يَقْلِص قلوصاً إذا انضمّ ، وشَفقةٌ قالِصَةٌ ، وظلٌ قالِصٌ قد انضمَّ إلى أصله ، وفرسٌ مقلِّصٌ : طويلُ القوائمِ منضم البطنِ ، وقميصٌ مقلِّصٌ ، قال : وقَلَصَتِ الإبلُ تقليصاً إذا استمرتْ في مُضيها.

وقال أعرابيٌّ وهو يحدو بأجماله :

قَلِّصْنَ والْحَقن بدبثا والأَشَلّ

قال : والقَلُوص كل أنثى من الإبل من حين تُركبُ وإن كانت بنتَ لَبونٍ أو حِقّةً إلى أَن تَبْزُلَ ، سميت قلوصاً لِطُولِ قوائمها ولم تجسم بعد ، والقَلُوصُ : الأنثى من النَّعام ، والقَلُوص : الضخمةُ من الحبارَى.

قال أبو منصور : القَلُوص : الفَتيَّةُ من النُّوق بمنزلةِ الفَتاة من النّساءِ ، والعرب تكني عن النساء بالقُلُصِ ، وكتب رجل منَ المسلمينَ إلى عمر بن الخطابِ في شأنِ رجلٍ كان يخالفُ الغزاةَ إلى المُغيباتِ من النساء بهذه الأبيات وكان الرّجل يعرف بجعدة :

ألا أَبلغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً

فدًى لك من أخي ثقةٍ إزاري

قَلائِصَنا هداك الله إنّا

شغلنا عنكم زَمنَ الحصارِ

فما قُلُصٌ وجدْن معقَّلات

قفا سلع بمختلف النجار

يعقّلهنْ جَعْدة من سليم

وبئس معقّل الذود الظؤارِ

الحرانيُّ عن ابن السكيت ، يقال : قدْ قلصَ الظلُ يَقلِصَ قلوصاً ، وقد قلصَ ثوبه يَقلِصُ ، وقد قَلَصَ الماءُ إذا ارتفعَ في البئر فهو ماءٌ قليصٌ وقَلَّاصٌ ، وأنشد :

__________________

(١) سقط شرح المادة في المطبوعة وفي «اللسان» (لقص): «لَقِصَ لَقَصِاً ، فهو لَقِصٌ : ضاق. واللّقِصُ : الكثير الكلام السريع إلى الشر. ولَقَصَ الشيء جلده يَلقِصُه ويَلْقَصُه لقْصاً : أحرَقَه بحِرِّه».

٢٨٥

يا ريّهَا من باردٍ قُلاص

قد جمّ حتى همّ بانقياصِ

وقال امرؤ القيس :

بلائِق حُضْراً ماؤهنّ قَليصُ

قال : وهو قَلَصة البئر ، وجمعها قَلَصاتٌ ، وهو الماء الذي يجمُّ فيها ويرتفع ، قال : وأقْلَصَ البعير إذا ارتفعَ سنامه.

أبو عبيد عن الكسائيّ : إذا كانت الناقة تسمن في الصيفِ وتهزلُ في الشتاء فهي مِقلاصٌ ، وقد أقلصتْ.

قال ابن الأعرابي : ويقال للرجل إذا كان يسمن في الصيفِ مقلاصٌ.

وقال بعض الناس : قَلَصَتِ البئرُ إذا امتلأت إلى أعلاها وقَلَصَتْ إذا نزَحَتْ ، ويقال : قَلَصَ القومُ إذا احتملوا فساروا.

وقال امرؤ القيس :

وقد حانَ مِنَّا رحلةٌ فَقُلُوصُ

ثعلب عن ابن الأعرابي : القَلْصُ : كثرةُ الماءِ وقِلَّتُهُ وهو من الأضداد.

وقال أعرابيٌّ : أتيْتُ ببنونة فما وجدتُ فيها إلا قَلْصَةً من ماءٍ أي قليلاً.

صلق : قال الليث : الصَّلْقُ : الصدمةُ ، والصَّلْقُ : صوت أنيابِ البعير إذا صلقها وضَرَبَ بعضها ببعض وقد صَلَقَتْ أنيابُه.

وقال لبيد :

فَصلَقْنا في مرادٍ صلقةً

وصُداءً ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَل

وأنشد غيره :

أَصْلقَ ناباه صِياحَ العصفور

وقال رؤبة :

أصْلقَ نابِي عِزَّةً وصَلْقَما

وقال الليث : والحامِلُ إذا أخذها الطَّلْقُ فألْقَتْ نفسها على جنبيها مرة كذا ومرة كذا قيل : تَصَلَّقَتْ تَصَلُّقاً ، وكذلك كلُّ ذي أَلمٍ إذا تَصَلَّقَ على جنبيه ، يقال بالصاد.

قال : والقاع الصَّلَقُ يقال بالصادِ والسِّين ، وهي المستديرة الملساءُ وشجرها قليلٌ.

وأنشد للشماخ :

من الأصالِقِ عاري الشَّوْكِ مجرود

أبو منصور : لم أسمع هذا الحرف من العربِ إلا بالسين ، وَسَترَاه مشبعاً في باب السين وَالقاف.

وَقال الليث : الصَّلائق : الخبزُ الرَّقيق.

وفي حديث عمر : «لَوْ شِئْتُ لدعوتُ بِصلاءٍ وَصِنابٍ وَصلائقِ».

قال أبو عبيد : قال أبو عمرو : وَالسَّلائق بالسين كلُّ ما سُلِقَ من البقولِ وَغيرها.

قال : وقال غير أبي عمر : الصلائق بالصاد : الخبز الرَّقيق.

وأنشد لجرير :

٢٨٦

تُكلِّفُني معيشة آل زَيْدِ

ومن لي بالصَّلائقِ والصِّنابِ

قال أبو منصور : ذكَرْت في باب الصَّادِ والرَّاءِ قبل هذا الباب ما رُوِي عن أبي عمرو والفراء وابن الأعرابي : أنَّ الصَّرائق بالرَّاءِ : الرقاقُ الوحدةُ صَريقةٌ لم يختَلِفوا فيها فإن صَحَ الصَّلائقُ بالَّلام فَلِقُرْبِ مَخْرجَي الرَّاءِ واللّام. وأبو عبيد لم يَرْوِ الصَّلائقَ عن إمامٍ يُعْتَمد.

وقال ابن الأعرابي : صَلَقْتُ الشَّاة صَلْقاً إذا شَويْتُهَا على جَنْبَيْهَا ، فجائزٌ أن يكون عمر أراد بالصَّلائقِ ما شُوي من الشَّاء وغيرها.

وقال الليث : رُوي لا حَلْقَ ولا سَلْقَ ولا حَلْقَ ولا صَلْق بالسِّين والصَّاد يعني رفعَ الصَّوْت ، وقد أصْلَقوا إصْلاقاً ، وأما أبو عبيد فرواه بِالسِّين. ذهب به إلى قول الله : (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) [الأحزاب : ١٩] ، وقال الفرّاء : جائز في العربية صلقوكم والقراءة سُنَّة.

وستَرى تفْسِيره في موضِعِه.

لصق : قال الليث : يقال : لَصِقَ الشَّيءُ بالشيءِ يَلْصَقُ لُصُوقاً وهي لُغَةُ تَميمٍ ، وقيسٌ تقول : لَسِقَ ، وربيعةُ تقول : لَزِقَ وهي أقْبَحُهَا إلا في أشياءَ نصفُهَا في حدودها.

قال : والْمُلْصَقُ : الدَّعِيُّ.

وقال غيره : اللَّصُوقُ : دَوَاءٌ يُلْصقُ بالْجُرْح قاله الشافعيُّ. ويقال : ألْصَقَ فلان بِعُرْقوب بَعِيرهِ إذا عَقَرَهُ وربما قالوا ألْصَقَ بساقِهِ ، وقيل لبعض الْعَرب : كيف أنت عند القِرى ، فقال : أُلْصِقُ والله بالنَّاب الْفَانيةِ والْبَكْرِ والضرْع ، وقال الراعي :

فَقُلْتُ له ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقها

فإن نُحِرَ الْعرقوب لا يَرْقأ النَّسَا

أراد : ألْصِقِ السَّيف بساقهَا واعْقِرها ، والملْصَقَةُ من النِّساء الضَّيِّقة المتلاحِمَة.

قصل : قال الليث وغيره : الْقَصْلُ : قطعُ الشيءِ من وسطه أو أسفل من ذلك قَطْعاً وَحِيّاً ، وَسُمِّي القَصيلُ الذي تُعْلف الدَّواب قَصيلاً لِسُرْعةِ اقْتصاله من رَخاصَتِهِ ، وَسَيْفٌ قَصَّالٌ قطَّاعٌ ، وقال الراجزُ :

مَعَ اقْتصَال الْقصَرِ الْعَرَادِمِ

أبو عبيد عن الفراء : في الطَّعَام قَصَلٌ وَزُؤانٌ وغَفاً ، وكل هذا مما يخْرَجُ منه فيُرْمى بهِ ، قال : وَالْقِصْلُ : الأحْمَقُ والمرأة قِصلَة.

وقال الليث : وَالْقِصْلُ : الضعيفُ الْفَسْلُ ، والقُصالَةُ : ما يُعْزَلُ من البُرِّ إذا نُقِّي ثم يُدَاس الثَّانيةَ.

صقل : قال الليث : الصُّقْلان : القُرْبان من كلِّ دابَّةٍ.

والصَّقْلُ : الجلاء ، والمِصقلة ، التي يصقل

٢٨٧

الصيْقَلُ بها سيفاً ونحوه ، ويقال : جعل فلان فرسه في الصِّقَال ، أي : في الصوانِ والصنعة.

وقال أبو عبيد : فرَسٌ صَقِلٌ : إذا طالتْ صُقْلَتُه وقَصُرَ جَنْبَاه ، وأنشد :

ليسَ بأسْنَى ولا أقْنَى ولا صَقِلْ

ورواه غيره : ... ولا سَغِل ، قال : والأنْثَى صَقِلَةٌ ، والجمع صِقَالٌ ، وفَرَسٌ طويل الصُّقْلَةِ وهي الطِّفْطِفَةُ ، قال : وما طالتْ صُقْلَةُ فَرَسٍ إلا قَصُرَ جَنْبَاه ، وذلك عَيْبٌ ، ويقال : حمارٌ لاحِقُ الصُّقْليْنِ.

وقال ذو الرُّمةِ :

خَلَّى لها سِرْب أولاهَا وَهَيَّجَها

من خَلْفِهَا لاحِقُ الصُّقْليْنِ همهيمُ

والعرب تُسمي اللّبن الذي قد عَلَتْهُ دُوَايَةٌ رقيقةٌ مَصقول الْكِساء ، يقول أحدهم لصاحِبه إِذا عَرَض عليه لَبناً مُدَوِّياً : هل لك في مَصقولِ الْكِسَاء ، وقال :

فهو إذا ما اهْتَاف أو تَهَيَّفَا

يَنْفِي الدُّوَايَات إذا تَرَشَّفا

من كل مَصقول الْكِساء قد صَفَا

اهْتَاف جاعَ وعطِشَ ، وقال آخر :

فبَات لهُ دون الصَّبَا وهيَ قَرَّة

لِحافٌ ومَصقولُ الْكِسَاء رَقيقُ

أي : باتَ له لباسٌ وَطعامٌ ، وهذا قول الأصمعي.

وقال ابن الأعرابي : أراد بمِصقولِ الْكِساء مِلْحَفةً تحت الْكِساء حَمْراءَ فقيل له إن الأصمعي يقول : أراد به رغْوَةَ اللّبن ، فقال : إنه لمَّا قاله اسْتَحْيا أن يرجِعَ عنه.

وروى ابن الفرج للفراء : فلانٌ في صُقْعٍ خالٍ وصُقْلٍ خالٍ : أي : ناحِيةٍ خاليةٍ.

قال : وسمعْتُ شُجاعاً يقول : صَقَعَهُ بالْعَصَا وَصَقلَهُ ، وصَقَعَ به الأرْض وصَقَلَ به الأرْض أيْ ضربِ به.

وجمع الصيْقل : صياقل وصياقلِه.

ق ص ن

نقص  ـ  قنص  ـ  صنق  ـ  قصن : [مستعملة].

نقص : قال الليث : النقصُ : الْخُسْرانُ في الحظِّ والنُّقصَانُ يكونُ مَصْدَراً ويكون قدْر الشيء الذَّاهِب من المنقوصِ تقول : نَقَصَ الشيءُ يَنْقُص نَقْصاً ونُقْصاناً ، فهو مصدرٌ ، وتقول نُقصَانه كذَا وكَذَا وهذا قدر الذَّاهبِ.

أبو عبيد في بابِ فَعلَ وفعلتهُ نَقصَ الشيءُ ونقصتُهُ أنا ، اسْتَوَى فيه الفعلُ اللازمُ والمجاوِزُ ، والنَّقِيصَةُ : الوقِيعَة في الناس والفعل الانتقاصُ ، وكذلك انتقاصُ الحقِّ وأنشد :

وذَا الرَّحْم لا تنتقصْ حَقّهُ

فإنَّ القطيعةَ في نَقْصِهِ

وجاءَ في السُّنَّةِ : انتقَاصُ الماء ، وهو

٢٨٨

الانتِضاحُ بالماء بعد التَّطْهير رَدٌّ للوَسْواسِ ، اللحْياني في بابِ الإتباعِ إنهُ لَطَيبٌ نقيصٌ.

وقال ابن دريد : سمعتُ خُزَاعِيّاً يقول لِلطيبِ إذا كانت له رائحةٌ طيِّبةٌ إنه لنقيصٌ.

وقال امرُؤ القَيْس :

كلونِ السَّيالِ وهو عَذْبٌ نَقيص

قنص : قال الليث : القَنَصُ والقَنيصُ : الصيد ، والقانصُ والقَنَّاصُ : الصَّيادُ ، وقَنَصْتُ واقْتَنَصْتُ كقولكَ : صِدْتُ واصطدْتُ ، والقانصةُ هَنَةٌ كأنَّها حُجيْرٌ في بَطنِ الطائرِ. ويقال بالسِّين والصَّادُ أَحْسنُ.

وقَنَصُ بن معدِّ بْنِ عَدْنانَ أخو نِزارٍ.

وجاء في الحديثِ : أنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذِرِ كان من أشلاءِ قَنَصَ بن مَعَدٍّ.

صنق : أهمله الليث.

أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الصُّنُقُ : الأَصِنَّةُ.

وقال أبو زيد في «نوادِرهِ» : أصْنَقَ الرَّجُل في مالهِ إصناقاً : إذا أحْسَنَ القيَامَ عَليهِ ، ورجلٌ مِصناقٌ ومِيصَابٌ إذا لزم ماله وأَحْسنَ القيامَ عليه.

وفي «النَّوادِرِ» : جَمَلٌ صَنقَةٌ وصنَخَةٌ وقَبْصاة وقَبْصة إذا كانَ ضَخْماً كبيراً ، وهذه صَنَقةٌ من الحَرَّة ، وصَمَقَةٌ وصَمَغَةٌ وهو ما غَلُظَ.

قصن : أنشد ابن السكيت :

يا رِيَّهَا اليومَ عَلَى مُبِينِ

عَلَى مُبينٍ جَرِدِ القَصينِ

أرادَ بهِ القصيمَ فأبْدلَ الميم نُوناً.

ق ص ف

قصف  ـ  صفق  ـ  فقص  ـ  قفص  ـ  صقف (١).

قصف : روى أبو داود عن النضرِ بن شميل أنه روى حديثاً بإسناد له أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خَرَجَ يوماً على صَعْدَةٍ يتبعَها حذاقى عليها قَوْصفٌ لم يَبقَ منها إلا قَرْقَرُهَا.

قال النَّضرُ : الصّعْدَةُ : الأَتانُ ، والحذاقيُّ : الْجَحْشُ ، والقَوْصفُ : القَطِيفَةُ وقَرْقَرُها ظَهْرُهَا.

وقال ابن السكيت : القَصْفُ مَصدَرُ قَصَفْتُ العودَ أقْصفُهُ قَصْفاً إذا كَسرْتُهُ.

قال : والقَصْفُ من الهديرِ.

ويقال : عُودٌ قَصِفٌ بين القصَفِ إذا كان خَواراً ، ورجلٌ قَصفٌ.

__________________

(١) في «اللسان» (صقف) نقلاً عن «التهذيب» : «عن ابن الأعرابي : الصقوفُ المظالُّ : قال الأزهري : والأصل فيه السُّقُوف».

٢٨٩

وأخبرني المنذري عن ابن الأعرابي : رَجلٌ قَصفُ البَطْنِ وهو الذي إذا جَاعَ فَتَرَ واسْتَرْخَى ولم يحتمل الجُوعَ.

وقال الليث : القَصْفُ كَسْرُ القناةِ ونحوهَا نِصْفَيْنِ.

يقال : قَصِفَتِ القنَاةُ قَصَفاً إذا انْكسرتْ ولم تَبِنْ ، فإذا بانَتْ قِيلَ انقصقَتْ ، وأنشد :

وأسْمرٌ غير مَجْلوزٍ عَلَى قَصف

ورجلٌ قَصفٌ : سريع الانكسارِ عن النَّجْدَةِ.

ويقال للقوم : إذا خَلَوْا عن شيءٍ فَتْرَةً وخِذْلاناً : قد انقصَفُوا عنه ، والأقْصفُ الذي انْكَسرتْ ثنيتُهُ من النِّصْف وثنيةٌ قَصْفاءُ. قلت : والذي سَمِعناه وحفِظْناهُ لأهل اللُّغةِ الأقْصمُ بالميم للذي انْكسَرَتْ ثنّيتهُ.

وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت عن الفراء قال : قال بعض الأعرابِ لرجل أَقْصمِ الثَّنية : قد جاءَتكم القَصْماءُ ذَهَبَ إلى سِنِّهِ فأنَّثهَا.

والقاصف : الريح الشديدة التي تقصف الشَّجرَةَ.

روي عن نابغةِ بني جَعْدةَ أنه سَمِعَ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «فأَنَا والنَّبيّون فُرّاطُ القاصفينَ» معناه : أن النبيينَ يَتَقدّمون أمَمهمْ إلى الجنَّةِ ، وهم على أَثرهمْ يبادِرونَ إلى الجنَّةِ فَيَزْدَحِمونَ حتى يَقْصِفَ بَعضُهمْ بَعْضاً بِدَاراً إليها.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القُصوفُ : الإقامة في الأكل والشربِ.

قال : والصُّقوف : المظَالُّ ، قلت : الأصل فيه السُّقُوفُ.

وقال الليث : القَصْفُ : اللعِب واللهْو وسمعت قَصْفةَ القومِ أيْ دَفعتهمْ في تَزاحمهمْ.

وقال العجاج :

كقصفةِ الناس من المُحْرَنْجمِ

وفي حديث آخر : عن النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهُ قال : «لما يهُمُّني من انْقِصَافِهِمْ على باب الجنَّةِ أهمُّ عِنْدِي منْ تَمامِ شَفَاعَتِي» وقَصَفَ الْفَحْلُ يقْصِفُ قَصْفاً وقُصُوفاً وقَصِيفاً إذا هَدَرَ في الشِّقْشِقَةِ ، ويقالُ : قصِف النَّبْتُ يقْصَفُ قصَفاً فهو قصِفٌ : إذا طال حتى انْحَنَى مِنْ طُولِهِ ، وقال لبِيد :

حتى تَزَيَّنَتِ الْجِوَاءُ بِفاخِرٍ

قَصِفٍ كألْوانِ الرِّجالِ عَمِيم

أيْ : بِنَبْتٍ فاخِرٍ.

وقال ابن شُميل : الْقَصَافُ المرْأة الضَّخْمَةُ ورعْدٌ قاصِفٌ إذا اشْتَدَّ صوتُهُ.

صفق : أبو عبيد عن أبي عبيدة : صَفَقْتُ الباب وأصْفَقْتُهُ وبلقْتُهُ وأبلَقْتُهُ بِمَعْناهُ ، وقال الأصمعيُّ : صفقْتُ البابَ أَصْفِقُهُ

٢٩٠

صَفْقاً ، ولمْ يَذْكُرْ أصْفَقْتُهُ ، أبو عبيد عن أبي زيد : سفقتُ الباب وأسْفقتهُ : إذا ردَدْته ، أبو منصور : وهذا ضدُّ ما قال أبو عبيدة لأن بلقْتُه بمعْنَى فتحته لا غيرُ.

وقال ابن شُميلٍ : سَفَقْتُ الباب وصفقْتُهُ ، قال : وقال أبو الدُّقَيْشِ : صفقْتُ الباب أصفِقهُ صَفقاً أي : فتحتُهُ ، وتركتُ بابَهُ مَصْفوقاً أي : مفْتُوحاً قال : والناس يقُولونَ صَفقْتُ الباب وأصفقتُه إذا رَدَدْتَهُ ، وقال أبو الخَطَّاب : يقالُ هَذَا كُلُّهُ ، قال : وبابٌ مبلُوقٌ أي مفتُوحٌ.

وروى ابن الفرج عن أعرابيٍّ أنَّهُ قال : أصفقْتُ الباب وأصمَقْتُه بمعْنى أغلقْتُه.

وقال غيره : هي الإجافة دون الإغلاقِ ، وقال الأصمعيُّ : ثوبٌ سفيقٌ وصفيقٌ : مُحْكَمُ الصنْعة ، وأعطاه سفقْة يمينه وصفقة يمينِه إذا بايَعُه ، قال : ويقال : أصفقوا على ذلك الأمر إصْفاقاً إذا اجتمعوا عليه ، ويقال : اصْفِقْهُمْ عَنْك ، أي : اصْرِفهُم عَنْكَ وأنشدَ قول رؤبةَ :

فَما اشْتلاها صفقةً في الْمُنصفَقْ

حتى تردَّى أرْبَعٌ في الْمُنْعَفَقْ

قال : ويقال : صفَّقَ بيديْهِ وصفحَ سَواءٌ ، وفي الحديث : «التَّسْبيحُ للرِّجال والتَّصفيقُ للنِّساءِ» المعنى : أنهُ إذا نابَ الْمُصلي شَيْءٌ في صلاتِهِ فأراد تَنْبيهَ من بحذائهِ صفقت المرأة بيديْهَا وسبَّحَ الرَّجل بلسانه ، وقال الأصمعيُّ : صَفقَ فلانٌ عيْن فلان يصفِقُها إذا ضربها ويقال : وردنا ماءً كأنه صفَقٌ ، وهو أول ما يُصبُّ في القربةَ الجديدةِ فيخْرجُ الماء أصفر ، ويقال : صفَّق الخمْر إذا حوَّلَهَا من إناءٍ إلى إناء فهيَ مُصفقَةٌ ويقالُ : أصفقتْ يده بكذا وكذا إذا صادفته ووافقته.

وقال النَّمر بن تَوْلَب يصفُ جزّاراً :

حتى إذا طُرِحَ النَّصيبُ وَأصْفَقت

يَدُهُ بجلْدَة ضَرْعِها وحُوارِها

وقال أبو كبير الهذَليّ :

أخلاد إن يُصْفِق لأهْلِ حظيرة

فيها المجهجة والمنارة يُرْزِم

إن يُصْفق أي يقدر ويُتَاحُ ، يقالُ : أُصْفِقَ له ، أي : أتيح ، يقول : إنْ قُدِّرَ لأهل حظيرة متحرّزين الأسَد ، كان المقْدُورُ كائِناً ، وقوله : والمنارة يُرْزِمُ ، أرَادَ : تَوَقدَ عيني الأسد كالنار.

وفي الحديث : «صفْقتان في صفقة رِباً» ، معناه : بَيْعَتان في بَيعةٍ واحدةٍ رِباً ، وهو على وجْهين : أحدُهما : أن يقول البائعُ للمُشتري : بعتُك عبدي هذا بمائةِ دِرْهمٍ على أنْ تَشْتَري مِنّي هذا الثَّوْبَ بعشرة دراهم. والوجهُ الثاني : أن تَقُول لَهُ بِعْتُكَ هذا الثوب بعشْرينَ درهماً عَلَى أنْ تبيعَني متاعك بعشرةِ دراهم ، وإنما قيل للبيعةِ صفقةٌ لِضرب اليد على اليد عند عقد

٢٩١

البيع ، وصفقَا العنق وغيره ناحيتاهُ ، وجاءَ أهل ذلك الصفق أي : أهل ذلك الجانب.

وفي حديث لُقْمانَ بن عادٍ حين وصف إخوتهُ ، فلما بلغ صفةَ ذِي العفاق قال : خذِي منّي أخي ، ذا العِفاق صَفّاق أفَّاقٌ.

قالَ القتيبي : قال الأصمعي : الصَّفّاق الذي يصفِق على الأمر العظيم ، والأفَّاق الذي يتصرف ويأتي الآفاقَ. قال القتيبي : روى هذا أبو سفيان عن الأصمعيّ.

أبو مَنصور : والذي أراه في تفْسير الصفاق غيرُ هذا القوْل ، والصَّفّاق عندي الرَّجل الكثيرُ الأسفار والتصرف في البلادِ والتجارات ، والصَّفْق والأفْقُ قريبان مِنَ السّواءِ ، وكذلِك الصَّفّاقُ والأفاق ، ويقالُ : انصفَقَ القوْمُ عن جهتهمْ أي : انصرَفوا عنها.

وقال الليث : يقالُ للثَّوْبِ المعَلق تصفِّقُه الرياحُ كل مصفَّقٍ وتصفِقُه بمعناه.

وأنشد :

وأخرَى تصفِّقها كلُّ رِيح

سَريع لدَى الجوْر إرغانُها

ويقال : اصطفَقتِ المزاهرُ إذا أجابَ بعضها بعضاً ، وصِفاقُ البطن : الجلدُ الباطنُ الذي يلي سوادَ البطن.

قال : وبعضٌ يقول جلدُ البَطن كلُّه صِفاقٌ.

شمرٌ عن ابن شميل : الصِّفاقُ ما بين الجلد والمَصْرَان ، ومرَاقُّ البَطن صِفاقٌ أجمَعُ ما تحتَ الجلدِ منه إلى سواد البطن.

قال : ومرَاقُّ البَطن كلُّ ما لم ينحنِ عليه عَظْمٌ.

قال : وقال الأصمعي : الصِّفاقُ : الجلدُ الأسفلُ الذي دُون الجلدِ الذي يُنسلخُ ، فإذا سُلِخَ المَسْكُ بقي ذلكَ يُمْسِكُ البطنَ ، وهو الذِي إذا انشقَّ كان منه الفَتْقُ.

أبو عبيدٍ عن الأموي : أصْفقْتُ الغنمَ : إذا لم تَحْلُبْها في اليوم إلا مرةً.

وأنشدنا :

أَوْدَى بنُو غنْمٍ بألْبانِ العُصُم

بالمُصْفَقاتِ وَرَضُوعاتِ الْبَهَمْ

وقال غيره : الْمُصافِقُ منَ الإبل الذي يَنامُ عَلَى جَنْبِه مرَّة وعلى الآخَرِ مرّة ، وإذا مَخَضَتِ الناقةُ صافَقَتْ.

وقال الشاعر يصف دجاجة وبيضتها :

وحاملةٍ حَيّاً وليْسَتْ بحيَّةٍ

إذا مَخضَتْ يوماً بهِ لم تُصافقِ

ويقال : صَفَقَه بالسَّيْفِ إذا ضَرَبَه.

وقال الراجزُ :

كأنها بَصْرِيّةٌ صوَافِقُ

وَمِصْرَاعَا البَابِ صَفْقَاهُ ، ويقال : صفَّقَ الخمرَ إذا مَزَجها بالماءِ.

٢٩٢

وقال الأعشى :

وشمولٍ تحْسَبُ العينُ إذا

صُفِّقَتْ وَرْدَتهَا نَوْرَ الذُّبَحْ

وقال ابن شميلٍ : يقال : إنه لمُبَارَك الصفْقَة أي : لا يشتَرِي شيئاً إلا رَبحَ فيه ، وقد اشتريتُ اليومَ صفقةً صالحةً ، والصفقةُ تكون للبائع والمشتَرِي ، ويقال لحوادِثِ الخُطوبِ وصوارفها : صوافقُ وصفائقُ.

وقال أبو ذُؤيب :

أخ لكَ مأمون السَّجيَّات خِضْرم

إذا صَفَقَتْه في الحرُوبِ الصوافق

وقال كثيِّرٌ في الصَّفائق :

وأنْتِ المُنى يا أمَّ عمرٍ لو أننا

نَنالُكِ أو تُدْني نواكِ الصفائقُ

الواحدَةُ : صفِيقةٌ بمعنى صافِقة.

سلمة عن الفراء : صفَقْتُ القَدَحَ وصفَّقْته وأصفقته إذا ملأته ، والتصفيقُ أن ينويَ نيَّةً ثمّ يرُدَّها ، ومنه :

وزلَل النِّيّة والتصفِيق

قفص : قال الليث : والقفصُ : شيءٌ يُتخذُ من قصبٍ أوْ خَشَبٍ للطير.

وأخبرني المنذرِي عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : وقال أبو عَوْنٍ الحرمازيّ إن الرجل إذا أكل التمرَ وشرِبَ الماء عليه قَفِصَ ، وهو أنْ يُصيبه القَفَصُ وهو حرارةٌ في حلقه وحموضةٌ في معدته.

وروى سلمة عن الفراء قال : قالت الدُّبيريَّةُ : قفِصَ وقبِصَ بالفاءِ والباء إذا عرِبَتْ معدتهُ.

أبو عبيد عن أبي عمرو قال : القَبْصُ : الخفَّةُ والنشاط ، وقد قبَصَ يقبِصُ ، والقُفصُ نحوه.

أبو عبيد : القفِصُ : النشيطُ ، والقفْصُ : الوَثْبُ ، وقد قَفصَ يقفِصُ وقفَّصتُ الظبْيَ : إذا شددْتُ قوائمَه وجمعْتُها.

وقال الأصمعيُّ : أصبحَ الجرادُ قَفِصاً إذا أصابه البردُ فلم يستطعْ أنْ يطير ، وفرَسٌ قفِصٌ وهو المتَقَبِّضُ الذي لا يُخرجُ ما عنده كلَّه ، يقال : جرَى قفِصاً.

وقال ابنُ مُقبل :

جرَى قفِصاً وارْتدّ من أصل صُلبِه

إلى موضعٍ منْ سَرْجه غير أحْدب

أي : يرجعُ بعضُه إلى بعضٍ لقَفَصِه وليس منَ الحدب.

اللحياني : قفِصَ يقْفَصُ قَفصَاً : إذا تشنَّج من البرْد ، والقفْصُ : حَبُّ ، والقُفص : جيلٌ متلصِّصُون في جبَل لهم بين جبالِ فارسَ وتخُوم بلادِ السِّندِ.

فقص : قال اللحياني : فقَسْتُ البَيضةَ أفْقِسُها فقْساً ، وفقَصْتُها فقصاً إذا فضَخْتُها.

٢٩٣

ق ص ب

قصب  ـ  قبص  ـ  صقب  ـ  بصق.

قصب : قال الليث : القَصَبُ : ثيابٌ تُتخذُ من كتَّانٍ ناعمةٌ رقاقٌ والواحدُ منها قصَيٌّ.

قال : وكلُّ نبْتٍ كان ساقه أنابيب وكعوباً فهو قَصَبٌ ، ويقال للزرع : قدْ قصَّب تقصيباً والقَصَبةُ جوْفُ القصْر وجوْفُ الحِصْن يُبْنى فيه بناءٌ وهو أوسطه ، والقصبة في الأنف عظمه ، وكل عَظْم كان مستديراً أجْوَفَ فهو قصبٌ ، وكذلك ما اتّخِذَ مِن فِضّةٍ أوْ غيرِها ، والقصْبَاءُ هوَ القصبُ النَّابتُ الكثير في مقصبتِه ، والقصب مِنَ الجوهرِ ما كان مُستَطيلاً أجْوَف.

وفي الحديث : أن جبريل قال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بَشِّرْ خديجةَ ببيْتٍ في الجنَّة من قصبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصبَ».

قال أهل العِلم واللغة : القصَبُ في هذا الحديث لؤلؤٌ مُجَوَّفٌ واسِع كالقصْر المُنِيفِ.

وقال الأصمعي : القصَب : مَجاري ماء البئر مِن العُيون ، والقصَبُ : كل عَظمٍ فيه مُخٌّ الواحدة قَصَبة ، والقصَبُ : العُروق التي في الرِّئةِ ، وقصَبَة القريَةِ وسَطها ، وقَصَبَهُ يَقصِبُه قصْباً إذا عابه ووقَع فيه ، وقَصَّبَ شَعْره إذا جَعَّدَه ، ويقال : لها قُصّابَتَان أيْ غَدِيرَتانِ.

وقال الليث : القَصْبة : خصلة من الشَّعر تَلْتَوي ، فإنْ أنتَ قَصَّبْتَها كانتْ تقْصيبة ، والجميعُ التَّقاصِيبُ ، وتقْصيبكَ إيَّاها ليُّكَ الخُصلةَ إلى أسْفلِها تضمُّها وتشدُّها فتصبحُ وقَدْ صارتْ تقاصِيب كأَنها بَلابلُ جارِيَة.

قال : والقصْبُ : القطْعُ.

أبو عبيد عن أبي زيد : القصائِبُ : الشَّعر المُقصَّبُ ، واحدتها قصيبَةٌ.

قال : وقال أبو عبيدٍ : الأقصاب : الأمعاءُ ، واحدها قُصْبٌ ، وكذلك قال أبو عمرو.

وفي الحديث : أن عمرو بنَ لُحَيٍّ ، أَوَّل مَن بَدَّل دينَ إسماعيل. قال النبي عليه‌السلام : «فرأَيْته يجر قُصْبَه في النَّار».

وقال غيره : سُمِّيَ القصابُ قصاباً لِتَنقيَته أقْصابَ البطْنِ.

وقال الليث : القاصِب : الزَّامِر.

وقال أبو عمرو في قوله :

وشاهِدنا الجُل والْياسمين

والمسْمِعات بِقُصّابها

قال : القُصَّابُ : المزاميرُ ، واحدتها قُصّابةٌ.

وقال ابن شميل : أخذ الرَّجلُ الرَّجلَ فَقَصَّبَهُ ، والتَّقْصِيبُ أن يَشُدَّ يديهِ إلى عنقِه ، والقَصَّابُ سُمِّيَ قَصَّاباً لذلك ، ورجلٌ

٢٩٤

قَصَّابةٌ للناسِ إذا كان وقّاعاً فيهم ، وقصَّبَ بنا الطريق : إذا امتلأ ، وطريقٌ مُقَصِّبٌ.

وحدثنا أبو زيد عن عبد الجبار عن سفيان بن عمرو عن محمد بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ : أن سعيد بن العاص سَبَّقَ بين الخيلِ في الكوفةِ فجعلها مائة قَصَبةٍ وجعلَ لأخيرها قَصَبةً ألفَ دِرْهم.

قال : أراد أنه ذَرَعَ الغايَةَ بالقصبِ فجعلها مائةَ قصبةٍ.

وقولهم : حازَ فلانٌ قَصَبةَ السَّبْقِ إذا سَبَقَ إلى أقصَى القصبةِ في الغايةِ ، وقيلَ : إن تلك القصبة التي تُذْرَعُ بها الغايةُ تُرْكَزُ عند أقصاها ، فمن سبقَ إليها أخذها واستحقَّ الخطرَ.

وقال أبو عمرو : القَصَّابُ : الزَّمّارُ.

وقال رؤبة يصفُ الحمار :

في جوفهِ وحْيٌ كَوَحْيِ القَصّاب

وقال الأصمعي : أراد الأعشى بالقُصَّابِ الأوتارَ التي سُوِّيَتْ من الأمعاء ، وقول أبي عمرو أصوب.

وقال الأصمعي : قَصَبَ البعيرُ فهو قاصِبٌ إذا أبَى أن يشربَ ، والقومُ مُقْصِبونَ إذا لم تشرب إبلهم ، وفَرَسٌ مُقَصِّبٌ : سابقٌ.

وقال الشاعر :

ذِمارَ العَتِيكِ بالجوادِ المُقَصِّب

أبو عبيد عن الأصمعي : في باب السَّحابِ الذي فيه رعدٌ : ومنه المُجَلْجِلُ والقاصِبُ بالباءِ والمُدَوِّي والمُرْتَجِسُ.

أبو منصور : شَبَّهَ صوتَ رعْدِهِ بالقاصب أي : الزّامرِ.

وسألَ أحمد بن يحيى ابن الأعرابي عن قوله : «بَشِّرْ خَدِيجَةِ بِبَيْتٍ مِنْ قَصبٍ» فقال : القصبُ ها هنا الدُّرُّ الرَّطْبُ ، والزّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالياقوت.

قال : والبيت ها هنا بمعنى القَصْرِ والدَّار كقولك : بيتُ الملكِ أي : قصره.

وقال ابن الأعرابي : قَصَبةُ البلادِ مدينتُها ، ودِرَّةٌ قاصِبَةٌ إذا خرجتْ سهلةً كأنها قضيبُ فِضَّةٍ.

صقب : قال الليث : الصقْبُ والسَّقْبُ لُغتانِ : الطويلُ من كلِّ شيءٍ ، ويقال للغصْنِ الريّانِ الغليظ الطويلِ سَقْبٌ.

وقال ذو الرُّمة :

سَقْبانِ لم يَتَقَشَّر عنهما النَّجَبُ

قال : وسألتُ أبا الدُّقَيْشِ عنه فقال : هو الذي قد امْتَلأَ وتمّ ، عامٌّ في كل شيءٍ من نحوه.

أبو عبيد عن الأصمعي : الصُّقُوبُ : العَمَدُ التي يُعْمَدُ بها البيتُ واحدها صَقْبٌ ، كذا رواه بالصاد.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجارُ أحَقُ بِصقَبِه».

قال أبو عبيد : قولُهُ : أحَقُ بصقبِهِ يعني القُرْبَ.

٢٩٥

ومنه حديث عليٍّ عليه‌السلام أنه كان إذا أُتِيَ بالقتيل قد وُجِدَ بين القريتين حَمَلَهُ عَلَى أصْقَبِ القَريَتَيْنِ إليه.

وقال ابن الرُّقيَّات :

كُوفِيَّةٌ نازِحٌ محلَّتُها

لا أمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ

قال : ومعنى الحديث : أن الجارَ أحقُّ بالشفعةِ من غيره.

وقال اللحياني : أَصْقَبَتِ الدارُ وأَسْقَبَتْ أي : قَرُبَتْ ، وداري من دارِهِ بِسَقَبٍ وصَقبٍ وزَمَمٍ وأمَمٍ وصَدَدٍ ، أي : قريبٌ ، ويقال هو جاري مُصاقِبي ومُطانِبي ومُؤاصِري.

أي : صقب داره وإصاره وطُنُبه بحذاء صَقب بيتي وإصاره.

وقد أصقبَكَ الصّيْدُ فارْمِهِ ، أي دَنا منك وأمكنك رميُهُ.

أبو عبيد عن الكسائي : لقيته صِقاباً وصِفاحاً مثل الصِّرَاحِ أي مواجهةً.

قبص : قال الليث : القبْصُ : التَّناولُ بأطرافِ الأصابع.

قال الله عزوجل : (فقبصت قبصة من أثر الرسول) ، هكذا قرأهُ الحسنُ بالصاد ، وقرأه العامّة (فَقَبَضْتُ).

وقال الفراء : القبْضَةُ بالكفِّ كلها ، والقبْصَةُ بأطراف الأصابع ، وقال : والقَبْصَةُ والقُبْصَةُ : اسم ما تَناوَلْتَهُ بعينه.

وقال الليث : والفرسُ القَبوصُ الذي إذا جَرَى لم يصبِ الأرضَ إلا أطرافُ سنابكه من قُدُمٍ ، وأنشد :

سَلِيمُ الرّجْعِ طهطاهٌ قَبوصُ

وقال ذو الرُّمّة يَصِفُ ركاباً :

فَيَقبِصْنَ من عادٍ وسادٍ وواخِدٍ

كما انْصَاع بالسِّيِّ النَّعامُ النَّوافِرُ

يقبصْن : يَنْزُونَ ، يقال : قَبَصَ الفرس : إذا نزا.

أبو عبيد عن أبي عمرو : القبَصُ : الخِفَّةُ والنشاط ، وقد قَبِصَ يَقبَصُ والقفَصُ نحوه.

وفي الحديث : أن عمر أتَى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده قِبْصٌ من الناس.

قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : هُمُ العددُ الكثير ، وأنشد :

لكم مسجدَا اللهِ المَزُوران والحَصَى

لكم قِبْصُهُ من بين أثْرَى وأقْتَرَا

أي : من بين مُثْرٍ ومُقِلٍّ.

وقال الليث : القِبْصُ : مجتمعُ النمل الكثير ، ويقال : إنهم لفِي قِبْصِ الحَصَا ، أي : في كثرتها ، لا يُسْتطاع عَدُّهُ من كثْرَتِهِ ، والقبَصُ في الرأس ارتفاعٌ فيه وعظمٌ ، وأنشد في صفةِ هامةِ البعير :

قَبْصَاء لم تُفْطَح ولم تُكَتَّلِ

٢٩٦

وقال ابن السكيت : القَبْصُ : وجَعٌ يصيبُ الكَبِد من أكل التمر على الرِّيق ثم يشربُ عليه الماء ، وأنشد :

أَرُفْقَةٌ تشكو الجُحافَ والقبَصْ

جُلودهم أَلْيَنُ من مَسِّ القُمصْ

المِقبَصُ : المِقوَسُ ، وهو الحبلُ الذي ترسل منه الخيلُ في السِّباق.

بصق : قال الليث : بَصَق لغةٌ في بَسَق وبَزَقَ.

وقال أبو عمرو : والبَصْقةُ : حَرّةٌ فيها ارتفاعٌ وجمعها بِصاقٌ.

وقال ابن دريد : بُصاقَةُ القمَرِ وبُصاقه حَجَرٌ أبيضُ يتلألْا.

ق ص م

صمق  ـ  قمص  ـ  قصم  ـ  صقم.

صمق : أهمله الليث.

وفي «نوادر الأعراب» يقال : ما زالَ فلانٌ صامِقاً منذ اليومِ وصامِياً وصابِياً أي عطشان أو جائِعاً.

قال : وهذه صَمَقةٌ من الحَرّةِ : أَي غليظةٌ ، قالوا : وأَصْمَقْت الباب وَأَصْفَقته ، أَي : أَغلقته ، قاله السُّلميُّ.

قصم : قال الليث : القَصْمُ : دقُّ الشيء ، ويقال للظالم : قَصَمَ الله ظهره ، ورجلٌ قَصِمٌ ، أي : هارٍ ضعيف سريع الانكسار ، وقناةٌ قَصِيمةٌ أي منكسرة ، والأقْصَمُ أعمُّ وأعرف من الأقصَفِ وهو الذي انقصمت ثنيَّتُه من النصف والقَصِيمَةُ من الرَّمل ما أنبت الغَضى ، وهي القصائم.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ويُرفعُ أهل الغُرفِ إلى غُرفهم في دُرَّة بيضاء ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ».

قال أبو عبيد : القصم  ـ  بالقاف  ـ  هو أن ينكسر الشيء فَيَبينَ ، يقال منه : قصمتُ الشيء : إذا كسرته حتى يَبِينَ ، ومنه قيل : فلانٌ أقْصَمُ الثَّنِيَّةِ إذا كان منكسِرها.

ومنه الحديث الآخر : «استغنوا عن الناس ولو عن قِصْمَةِ السِّواك» يعني ما انكسر منه إذا اسْتِيكَ به.

قال : وأما الفَصْمُ  ـ  بالفاء  ـ  فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِينَ.

أبو عبيد : القَصائمُ من الرِّمال ما ينبت العِضاه.

أبو منصور : وقول الليث في القَصِيمَةِ : ما ينبت الغَضى هو الصواب ، كذلك حفظته عن العرب ، والقَصيمُ موضع معروف يشقُّه طريق بطن فلجٍ.

وأنشد ابن السكيت :

يا ريّها اليوم على مبين

على مُبين جرد القصيم

وإياه عنى الراجز :

٢٩٧

أفرِغْ لشولٍ وعشارٍ كُومِ

باتت تُعَشَّى الليل بالقَصيم

وقال آخر يصف صياداً :

وأشعثَ أعلى مالهِ كِفَفٌ لهُ

بفرشِ فلاةٍ بينهنَ قَصيمُ

والفرش : منابتُ العُرْفُطِ.

شمر عن ابن الأعرابي : فرشٌ من عُرْفُطٍ وقصيمةٌ من غَضىً ، وأيكةٌ من أثْلٍ ، وغالٌ من سَلَمٍ وسليلٌ من سمرٍ.

وفي الحديث : «تطلعُ الشمس من جهنم بين قَرْني شيطان فما ترتقع في السماء من قَصْمَةٍ إلا فُتح لها باب من النار فإذا اشتدت الظهيرة فُتحت الأبواب كلها» ، القصْمةُ : مرقاةُ الدرجة سميت قَصْمةً لأنها كِسرةٌ ، وكل شي كسرته فقد قصمتهُ.

قمص : قال الليث : القِماصُ ألا يستقر في موضع تراه يَقْمِصُ فيثبُ من مكانه من غير صبر ، يقال للقلِقِ قد أخذه القِماصُ.

قال : والقَمَصُ : ذباب صغار يكون فوق الماء ، والواحدة قَمَصَة ، والجراد أول ما يخرج من بيضه يسمى قَمَصاً ، والقَمِيصُ معروف يذكَّر ، وأنَّثه جريرٌ حين أراد به الدِّرع فقال :

يدعو هوازِنَ والقميصُ مُفاضةٌ

تحت النِّطاق تُشَدُّ بالأزرارِ

وقال ابن الأعرابي : رُوِي عن عثمان أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «إن الله سَيُقَمِّصُكَ قميصاً وإنك لتُلَاصُ على خلعه فإياك وخلعه!» ، قال : القميصُ : الخلافة ، والقميصُ : غلاف القلب ، والقميصُ : البِزْذَوْنُ الكثير القُماص والقِماصِ ، والضمُّ أفصح.

صقم : أهمله الليث.

أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الصَّيْقَمُ : المُنْتِنُ الرائحة.

باب القاف والسين

ق س ز مهمل.

ق س ط

[قسط]  ـ  سقط  ـ  طسق : مستعملة.

قسط : قال الليث : القُسْطُ : عودٌ يجاء به من الهند يجعل في البخور والدواء.

عمرو عن أبيه : يقال لهذا البخور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكشْطٌ.

قال : والقِسْطُ بكسر القاف : العدل والفعل منه أقسط بالألف.

قال : والقَسْطُ بفتح القاف : الجورُ ، يقال منه قسطَ يقسِطُ قَسْطاً وقسوطاً ، والقَسطُ : طول الرِّجل وسَعَتها.

قال : والقِسْط : النصيب ، والقُسطانة : قوس قزح ، والقُسْطُناس : الصَّلاءةُ.

وقال الله : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥)) [الجن : ١٥].

٢٩٨

قال الفراء : هم الجائرون الكفار ، قال : والمُقْسِطُون : العادلون المسلمون.

قال الله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة : ٤٢].

وقال الليث : القُسوط : المَيْلُ عن الحق ، وأنشد :

يَشْفِي من الضِّغْنِ قُسوط القاسطِ

قال : والرِّجل القَسطاءُ يكون في ساقها اعوجاج حتى تَتَنَحَّى القدمانِ وتنضمَّ الساقان والقسَطُ خلاف الْحَنَفَ.

قال : والإقْساطُ العدل في القسمة والحكم ، يقال : أقْسَطْتُ بينهم وأقْسَطْتُ إليهم ، وقد أخذَ كلُّ واحدٍ منهم قِسْطَهُ أي : حِصَّتَهُ ، وقد تَقَسَّطُوا الشيء بينهم أي اقْتَسَمُوهُ على السواءِ والعدلِ ، وكلُّ مقدارٍ فهو قِسْطٌ في الماء وغيرهِ.

وقال الله : (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) [الإسراء : ٣٥].

يقال : هو أقْوَمُ الْموازينِ ، وبعضهم يقولُ هو : الشاهِينُ ، يقال : قُسطاسٌ وقِسْطاسٌ.

أبو سعيدٍ : يقال لقوس الله الْقُسْطانيُ.

وقال الطرماح :

وَأُديرَتْ حَفَفٌ تحتها

مثلُ قُسْطانيّ دجنِ الْغَمَامِ

أبو عمرو : الْقُسطانُ قَوْسُ قزح ونهى عن تسميته قوس قزح.

وقول امرئ القيس :

إذْ هُنَ أقْساطُ كَرِجْلِ الدَّبَى

أوْ كَقَطَا كاظِمَةَ النَّاهِلِ

أراد أنها جماعاتٌ في تفرقةٍ.

أبو عبيد عن العدَبَّسِ قال : إذا كان البعيرُ يابس الرّجْلَيْنِ من خلقةٍ فهو أقْسَطُ وقد قَسِطَ قَسَطاً.

وقال غيرهُ : وقد يكون الْقَسَطُ يُبْساً في العنقِ.

وقال رؤبة :

وضَرْبُ أعناقِهم القِساط

قال أبو عمرو : قَسِطَتْ عظامهُ قُسوطاً إذا يَبِسَتْ من الهُزالِ ، وأنشد :

أعطاهُ عَوداً قاسِطاً عِظامهُ

وهو يُبَكِّي أَسَفاً وينتَحِب

ويقال : قَسَّطَ على عياله النَّفَقَةَ تَقْسِيطاً أي : قَتَّرها.

وقال الطرماح :

كَفَّاهُ كَفٌّ لا يرى سَيْبُهَا

مُقَسَّطاً رهبةَ إعدامها

ابن الأعرابيّ والأصمعيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ وهو أن تكون الرّجلُ مَلْساء الأسفلِ كأنَّها مالجٌ.

أبو عمرٍو : القَسْطانُ والكَسْطانُ : الغبارُ.

وأخبرني المنذريُّ عن المبردِ أنه قال : القِسْطُ : أربعمائةٍ واحدٌ وثمانونَ درهماً.

٢٩٩

قال أبو عبيد : القِسْطُ : نصفُ الصاع ، والفَرَقُ ستةُ أقساطٍ.

سقط : قال الليث : السَّقْطُ والسُّقط لُغتانِ لِلولدِ المُسْقَطِ ، فأما ما سَقَطَ من النَّارِ حينَ تُقدحُ فهو السِقطُ مكسورٌ ، قال : والسَّقْطُ والسُّقطُ في الولدِ ، الذكرُ والأنثى فيه سواءٌ.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : هو سُقْطُ الرَّمل وسِقطه وسَقْطُهُ يعني منقطعهُ ، وكذلك سُقطُ المرأةِ فيه ثلاثُ لُغات.

أبو حاتم عن الأصمعيّ ، يقال : البصرةُ مَسْقطُ رأسي بِفَتح القاف ، ومَسْقِط الرَّملِ بالكسرِ مُنْقَطَعُهُ.

ويقال للولدِ : سَقْطٌ وسُقْطٌ وسِقْطٌ ، وقد أسقَطَت المرأةُ إسْقاطاً ، قال : وسِقْطُ الزَّنْدِ ما وقع من النَّارِ حينَ تُقْدَحُ ، قال.

وسَقْطُ الرَّمْلَةِ مُنقَطَعها منصوبة السين ، وهذا كله قول الأصمعيِّ.

قال : ويقال : هذا مَسْقِطُ الرَّملِ حيث انقطعَ ، وهذا مَسقِطُ رأسه حيث وُلدَ ، وهذا مَسقِطُ السَّوْطِ حيث سَقَطَ ، ومَسقِطُ النَّجْمِ.

ويقال : أتانَا في مَسْقِط النجم : أي : حينَ سَقَطَ.

ويقال : هذا الفعلُ مَسْقَطَةٌ للرجل من عيون الناس ، وهو أن يأتي ما لا ينبغي.

ويقال : فلانٌ قليلُ السِّقاطِ إذا كانَ قليلَ العِثَار ، وأُسْقط فلانٌ من الحساب إذا ألقى منَ الحسابِ ، وقد سَقَطَ من يدي.

وقال اللحيانيُّ : يقال سَقَطَ في كلامه وبكلامه ، وما أسْقَطَ حَرْفاً.

قال الأصمعيُّ : ويقال : سَقَطَ العَشاء به على سرحان ، يُضْرَبُ مَثَلاً للرجلِ يَبغي البُغيةَ فيقَعُ في أمرٍ يُهْلكه ، وأُسقِط فلان من الديوان.

وقال لِخُرْثِيِّ المتاعِ سَقَطٌ ، ويقال : سيفٌ سَقَّاطٌ وراء ضريبته إذا جازَ ضريبته ، والسَّقِيطُ : الثلج. يقال : أصبحت الأرضُ مبيضَّةً منَ السقِيطِ ، يريد من الثلجِ.

وأنشد أعرابيٌّ :

وليلةٍ يا ميَّ ذاتِ طَلِ

ذاتِ سَقِيطٍ وندًى مُخْضَلِ

طعمُ السُّرى فيها كطعمِ الخلِ

ويقال : رفعَ الطائرُ سِقْطيه : يعني جناحيه.

وقال الراعي :

حتى إذا ما أضاءَ الصبحُ وانبعثتْ

عنه نعامةُ ذي سِقطين معتكر

 أراد نعامةَ ليل ذي سِقطين ، وسِقطَا الليل : ناحيتا ظلامهِ.

وقال الليث : جمعُ سَقَطِ البيت أسْقاطهُ نحو الإبرة والفأس والقِدْرِ ونحوها ، والسَّقَطُ من البيعِ نحو السكر والتوابل ونحوها ، وبيَّاعُهُ سَقَّاطٌ ، وأنكره بعضهم فقال لا يقال سَقَّاطٌ ، ولكن يقال صاحبُ

٣٠٠