قال : وأهل الشامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِي. قال : هكذا أقرأنيه الرُّواةُ عن ابن جَبَلَةَ عن ابن عبيد بكسر القاف ، وتسكين الصاد وكسرِ الرّاء وتشديد الياءِ ورأيتُ من أهل العربيةِ من يقولُ قُصَرَّى على فُعَلَّى.
وقال اللحياني : نَقَّيْتُ الطعامَ من قَصَرِهِ وقصلِهِ ، أي : من قماشه.
وقال أبو عمرو : القَصَرُ والقَصَلُ أصولُ التِّبن.
وقال ابن الأعرابي : القَصَرَةُ : قِشْرُ الحَبَّةِ إذا كانت في السُّنْبُلَةِ وهي القُصارةُ ، والقَصَرةُ : الكسل.
وقال الليث : القَوْصَرةُ : وِعاءٌ من قصبٍ للتَّمْر وبعضهم يخففها.
ثعلب عن ابن الأعرابي : العربُ تَكْنِي عن المرأة بالقارورةِ والقَوْصَرةِ ، وأنشد :
أفلحَ من كانت له قَوْصَرَّهْ |
يأكلُ منها كلَّ يومٍ مَرّهْ |
وقال غيره في قول ابن كُلْثوم :
أباحَ لنا قُصورَ المجدِ ديناً
أراد معاقلَ المجدِ وحصونه.
ابن السكيت : أقْصرَتِ العنزُ والنَّعْجةُ إقصاراً إذا أَسَنَّتا حتى تَقصرَ أطرافُ أسنانِهِما فهما مُقْصرتان.
ويقال : ما رَضيتُ من فلانٍ بِمِقْصَرٍ وبمقصِرٍ ، أي : بأمرٍ دونٍ وبأمْرٍ يسير.
وقال ابن الأعرابي : فلانٌ جارِي مُقاصِري أي : قَصْرُهُ بحذاءِ قَصْرِي ، وأنشد :
لِتذهبْ إلى أقصى مُباعَدَةٍ جَسْرُ |
فما بِي إليها من مُقاصَرةٍ فَقْرُ |
يقول : لا حاجَةَ لي في جِوارِهِم ، وجَسْرٌ من مُحارِبٍ.
قال : والتِّقصارُ : القلادة.
وقال عدي بن زيد :
وَلها ظَبْيٌ يُؤَرِّثها |
عاقِدٌ في الجِيدِ تِقصارا |
وقال أبو وجزة :
وغدا نوائِحُ مُعْوِلاتٌ بالضُّحَى |
وُرْقٌ تَلُوحُ فكلُّهُنَ قِصارُها |
قالوا : قِصارُها : أطْوَاقها.
أبو منصور : كأنَّهُ شُبِّهَ بِقِصار الميسَمِ وهو العلاط.
وقال ابن السكيت : ماءٌ قاصرٌ ومُقصِرٌ إذا كان مرعاهُ قريباً ، وأنشد :
كانت مياهي نُزُعاً قواصِرا |
ولم أكن أمارِسُ الجَرائِر |
النُّزُعُ جمع النَّزوع وهي البئر التي تنزعُ منها باليدِ نزْعاً ، وبِئرٌ جَرُورٌ يُسْتَقَى منها على بعير.
ابن شميل عن أبي الخطاب قال : الحَبُّ عليه قِشْرَتانِ فالتي تَلي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ ، والتي تَلي الحَشرَةَ القصرةُ.
وقال غيره : يقال فلانٌ قصيرُ النَّسَب إذا كان أبوهُ معروفاً إذا ذكره الابن كفاه الانتماءَ إلى الجدِّ الأبعدِ.
وقال رؤبة :
قد رفعَ العجّاجُ ذِكرِي فادْعنِي |
باسمٍ إذا الأنْساب طالت يكْفِني |
وكان لَقِيَ النَّسابَةَ البكريَّ فقال : من أنت ، فقال رؤبة بن العجَّاج ، فقال له : قصرْتَ وعرفت.
ابن السكيت : أقصرَ عن الشيءِ إذا نزع عنه وهو يقدِر عليه ، وقصر عنه إذا عجز عنه.
قال : وأقصرَتْ فلانةُ إذا وَلدَتْ ولداً قِصاراً ، وأطالَتْ إذا ولدتهم طِوالاً ، ويقال : إِن الطويلة قد تُقْصِر والقصيرة قد تُطيل.
قال : ويقال للجاريةِ المصونةِ التي لا بروزَ لها : قَصيرةٌ وقَصُورَةٌ ، ويقال للمحبوسةِ من الخيلِ قصيرٌ.
وقال مالك بن زُغْبَةَ :
تراها عند قُبَّتِنَا قصيراً |
ونَبْذُلُها إِذا باقت بَؤُوقُ |
وقال الليث : المقصورة مقام الإمام ، وجمعها مقاصير.
قال : وإِذا كانت داراً واسعةً محصنةَ الحيطانِ فكلُّ ناحية منها على حِيالها مقصورةٌ ، وأنشد :
ومن دونِ ليلى مصْمَتاتُ المقاصر
والمصمت : المحكم.
ثعلب عن ابن الأعرابي : القَصَرُ والقصار الكسل.
وقال أعرابي : أردت أن آتيك فمنعني القَصار.
قال : والقُصارُ والقَصار والقصْرى والقَصْر كلُّه أُخْرَى الأمور.
وروى شمر للأصمعي : قَصَّرَ عن ذلك الأمر إِذا عجز عنه ، وأقصر عنه إِذا تركه وهو يقدر عليه ، قال : وربما جاءا بمعنى واحد إلا أن الأغلبَ عليه هذا ، ويقال : قَصَرَ بمعنى قَصَّرَ.
قال حميد بن ثورٍ :
فلئن بلغت لأبلُغَنْ متَكلِّفاً |
ولئن قَصَرْت لكارِهاً ما أقصُر |
صقر : قال الليث : الصَّقْر : طائرٌ من الجوارح ، والصاد فيه أحسن.
قال : والصَّقْر ما تَحَلَّبَ من العنبِ والتمر من غير عصر.
قال : وما مَصَلَ من اللبن فامَّازَتْ خُثارَته وصفتْ صَفْوَته فإذا حَمضَتْ كانت صِباغاً طَيِّباً وهو بالصاد أحسن.
أبو عبيد عن الأصمعي : إذا بَلَغَ اللبن من الحَمْضِ ما ليسَ فوقه شيءٌ فهو الصقْر.
شمر : الصقْر : الحامض الذي ضَرَبَتْه الشَّمس فحمضَ ، يقال : أتانا بِصقْرَةٍ حامِضة.
قال مكوزة : كأن الصقْرَ منه.
وقال ابن بزرجَ : المصقئرُّ من اللبنِ الذي قد حمضَ وامتنع.
أبو منصور : والصَّقْرُ عند البحرانيين ما سال من جلالِ التمرِ المكنوزة يسدك بعضها فوق بعضٍ وتحتها خواب خضرٌ مركبةٌ في الأرض المصرجةِ فينعَصِرُ منها دبسٌ خامٌ كأنَّهُ العسلُ ، وربما أخذوا الرطبَ من العِذْقِ ملقُوطاً مُنَقًّى فجعلوهُ في بساتيقَ وصبُّوا عليه من ذلك الصقرِ فيقال له : رُطَبٌ مصَقَّرٌ ويبقى رطباً طَيِّباً لمن أرادهُ من أرْبابِ النخيلِ.
أبو عبيدٍ عن أبي عمرو : الصَّقْرَةُ : شدة الحر.
وقال ذو الرمة :
إذا ذابتِ الشمسُ اتقَى صَقَراتِها |
بأفنانٍ مربوعِ الصَّرِيمةِ مُعْبِلِ |
وقد صَقَرَتْهُ الشمس : إذا آذاهُ حَرُّهَا.
وقال أبو عبيدة : الصَّقْرانِ دائرتانِ من الشعر عندَ مؤخرِ اللِّبدِ من ظهرِ الفَرسِ ، قال : وحدُّ الظهرِ إلى الصَّقْرَيْن.
وقال الفراءُ : جاء فلانٌ بالصُّقَر والبُقَرِ والصُّقَارَى والبُقَارى : إذا جاءَ بالكذبِ الفاحِشِ.
أبو عبيدٍ عن أبي عمرو : الصَّاقُورُ : الفأسُ العظيمة التي لها رأسٌ واحدٌ دقيقٌ يكسرُ به الحجارةُ وهو المعولُ أيضاً.
وقال الليث : الصَّاقُورُ : باطنُ القِحْفِ المشرف فوق الدماغِ كأنَّهُ قَعْرُ قَصْعَةٍ ، قال : والصَّاقِرَةُ : النَّازِلَةُ الشديدةُ ، والصَّوْقَرِيَّة : حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه تسمعُ في صوته نحوَ هذه النغمةِ ، قال : والصَّقْرُ : ضربُ الحجارةِ بالمعولِ.
ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ : الصَّقْرُ : الماءُ الآجِنُ والصَّقْرُ : القيادةُ عَلَى الحُرَمِ ، ومنه الصَّقّارُ الذي جاء في الحديث.
وروى سلمة عن الفراء قال : الصَّقَّارُ : اللَّعّانُ لغيرِ المستحقين ، والصَّقّارُ : الكافِرُ ، والصَّقّار : الدَّبّاسُ.
وأخبرني محمد بن إسحاق عن أبي الهيثم أنه قال : السقَّارُ : الكافرُ بالسّين ، وقرأت بخط شمر : «ملعونٌ كلٌّ كافر صَقَّارٍ» رواهُ أنس ، قال : والصَّقّارُ : النمامُ ، تَصَقَّرتُ بموضعِ كذا وتشكَّلتُ وتَنَكَّفْتُ ، بمعنى تلبَّثتُ.
صرق : أهمله الليث.
وروى أحمد بن يحيى عن عمرو عن أبيه وعن سلمة عن الفراء وعن ابن الأعرابيّ أنهم قالوا : الصَّريقة : الرُّقاقَةُ.
قال الفراء : وتجمعُ على صُرُقٍ وصَرَائق وصريقٍ.
قال ابن الأعرابيّ : روي عن ابن عباس أنه كان يأكل يومَ الفطرِ قبل أن يخرج إلى المصلّى من طرف الصرِيقَةِ ويقولُ : إنَّهُ سُنَّةٌ.
قال أبو منصور : وعوامُّ الناسِ يقولونَ الصَّلائِقُ الرُّقاقُ ، والصوابُ من جاءَ عن هؤلاء الأئمةِ ، وتفسير الصّلائِقِ في الباب الذي يلي هذا الباب.
وقال ابن الأعرابي : كلُّ شيء رَقيق فهو صَرَقٌ.
قرص : قال الليث : القَرْصُ باللسان والإصبع ، يقال : لا تَقْرُصُني منهم قارصةٌ أي كلمةٌ مؤذية.
وأنشد هو وغيره للفرزدق :
قوارصُ تأتيني وتحتقرونَها |
وقد يملأُ القطرُ الإناءَ فيُفعَمُ |
قال : والْقَرْصُ بالأصابع قبضٌ على الْجِلْدِ بأصبعينِ حتى يُؤلم ويوجَع ، قال : والقُرصُ من الخبز وما أشبهه ، ويجمعُ القِرَصَةَ ، وقد يقُولونَ للصغيرة جِدّاً قُرْصة واحدةٌ والتذكيرُ أعَمُّ ، وكلما أخذتَ شيئاً بين شيئين أو قَطعتهُ فقد قَرَّصتهُ وتُسَمَّى عينُ الشمس قُرْصاً عند الغيبوبةِ ، ويقال للمرأةِ قرّصي العجينَ أي سويهِ.
أبو عبيد عن الأصمعيّ وأبي عمرو : هوَ القُرَّاصُ للْبَابُونجِ ، واحِدها قُرَّاصةٌ.
وقال الأصمعيُّ وحده : إذا حَذَى اللَّبَن اللسان فهو قَارِصٌ.
وقال بعض العرب :
يا ربَّ شاةٍ شاصِ |
في رَبرَبٍ خِماصِ |
|
يأكلنَ من قُرَّاصِ |
وحَمَصيص آص |
|
كَفِلَقِ الرَّصاصِ |
ينظرنَ من خَصاصِ |
|
بأعيُنٍ شَوَاصِ |
ينطحْنَ بالصّياصي |
|
عارضها قُنَّاصِي |
بأكلبِ ملاصِ |
آصٍ متصلٌ مثل واصٍ شَاصٍ منتصب.
رصق : قال بعضهمْ : جَوْزٌ مُرْصَقٌ إذا تعذَّرَ خروج لُبّهِ منه ومُرْتصِقٌ مثله.
والْتَصَقَ الشيء وارْتَصَقَ والْتَزَق بمعنًى واحد.
رقص : قال الليثُ : الرَّقْصُ والرَّقَصانُ ، ولا يقال : يَرْقُصُ إلّا لِلَّاعِب والإبلِ وما سوى ذلكَ فإنهُ يقال يَقْفِزُ ويقفُزُ ، والسَّراب يَرْقُصُ ، والنبيذُ إذا جاشَ رَقَصَ.
وقال حسان :
بزجاجةٍ رَقصَتْ بما في قَعْرِهَا |
رَقْصَ القَلُوصِ براكبٍ مستعجِل |
وقال لبيدٌ في السرابِ :
فَبِتلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامع بالضحى
وسمعت العرب تقول : رَقصَ البعيرُ رَقَصاً محركَ القافِ إذا أسرعَ في سيرهِ.
وقال أبو وجزة :
فما أرَدْنَا بها منْ خَلّةٍ بدلاً |
ولا بها رَقَصَ الواشِينَ نستمعُ |
أراد إسراعهم في هَتِّ النمائمِ.
قال أبو منصور : ويقال للبعيرِ إذا رَقَصَ في عدوه : قد الْتَبَطَ الْتِباطاً وما أشَدَّ لَبَطَتَهُ.
وقال ابن السكيت : الرَّقْصُ مصدرُ رَقَصَ يَرْقُصُ رَقصاً ؛ والرَّقَصُ ضربٌ من الْخَبَب وهذا هو الصحيح.
ق ص ل
قلص ـ قصل ـ صلق ـ صقل ـ لصق ـ لقص (١).
قلص : قال الليث : قَلَصَ الشيء يَقْلِص قلوصاً إذا انضمّ ، وشَفقةٌ قالِصَةٌ ، وظلٌ قالِصٌ قد انضمَّ إلى أصله ، وفرسٌ مقلِّصٌ : طويلُ القوائمِ منضم البطنِ ، وقميصٌ مقلِّصٌ ، قال : وقَلَصَتِ الإبلُ تقليصاً إذا استمرتْ في مُضيها.
وقال أعرابيٌّ وهو يحدو بأجماله :
قَلِّصْنَ والْحَقن بدبثا والأَشَلّ
قال : والقَلُوص كل أنثى من الإبل من حين تُركبُ وإن كانت بنتَ لَبونٍ أو حِقّةً إلى أَن تَبْزُلَ ، سميت قلوصاً لِطُولِ قوائمها ولم تجسم بعد ، والقَلُوصُ : الأنثى من النَّعام ، والقَلُوص : الضخمةُ من الحبارَى.
قال أبو منصور : القَلُوص : الفَتيَّةُ من النُّوق بمنزلةِ الفَتاة من النّساءِ ، والعرب تكني عن النساء بالقُلُصِ ، وكتب رجل منَ المسلمينَ إلى عمر بن الخطابِ في شأنِ رجلٍ كان يخالفُ الغزاةَ إلى المُغيباتِ من النساء بهذه الأبيات وكان الرّجل يعرف بجعدة :
ألا أَبلغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً |
فدًى لك من أخي ثقةٍ إزاري |
|
قَلائِصَنا هداك الله إنّا |
شغلنا عنكم زَمنَ الحصارِ |
|
فما قُلُصٌ وجدْن معقَّلات |
قفا سلع بمختلف النجار |
|
يعقّلهنْ جَعْدة من سليم |
وبئس معقّل الذود الظؤارِ |
الحرانيُّ عن ابن السكيت ، يقال : قدْ قلصَ الظلُ يَقلِصَ قلوصاً ، وقد قلصَ ثوبه يَقلِصُ ، وقد قَلَصَ الماءُ إذا ارتفعَ في البئر فهو ماءٌ قليصٌ وقَلَّاصٌ ، وأنشد :
__________________
(١) سقط شرح المادة في المطبوعة وفي «اللسان» (لقص): «لَقِصَ لَقَصِاً ، فهو لَقِصٌ : ضاق. واللّقِصُ : الكثير الكلام السريع إلى الشر. ولَقَصَ الشيء جلده يَلقِصُه ويَلْقَصُه لقْصاً : أحرَقَه بحِرِّه».
يا ريّهَا من باردٍ قُلاص |
قد جمّ حتى همّ بانقياصِ |
وقال امرؤ القيس :
بلائِق حُضْراً ماؤهنّ قَليصُ
قال : وهو قَلَصة البئر ، وجمعها قَلَصاتٌ ، وهو الماء الذي يجمُّ فيها ويرتفع ، قال : وأقْلَصَ البعير إذا ارتفعَ سنامه.
أبو عبيد عن الكسائيّ : إذا كانت الناقة تسمن في الصيفِ وتهزلُ في الشتاء فهي مِقلاصٌ ، وقد أقلصتْ.
قال ابن الأعرابي : ويقال للرجل إذا كان يسمن في الصيفِ مقلاصٌ.
وقال بعض الناس : قَلَصَتِ البئرُ إذا امتلأت إلى أعلاها وقَلَصَتْ إذا نزَحَتْ ، ويقال : قَلَصَ القومُ إذا احتملوا فساروا.
وقال امرؤ القيس :
وقد حانَ مِنَّا رحلةٌ فَقُلُوصُ
ثعلب عن ابن الأعرابي : القَلْصُ : كثرةُ الماءِ وقِلَّتُهُ وهو من الأضداد.
وقال أعرابيٌّ : أتيْتُ ببنونة فما وجدتُ فيها إلا قَلْصَةً من ماءٍ أي قليلاً.
صلق : قال الليث : الصَّلْقُ : الصدمةُ ، والصَّلْقُ : صوت أنيابِ البعير إذا صلقها وضَرَبَ بعضها ببعض وقد صَلَقَتْ أنيابُه.
وقال لبيد :
فَصلَقْنا في مرادٍ صلقةً |
وصُداءً ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَل |
وأنشد غيره :
أَصْلقَ ناباه صِياحَ العصفور
وقال رؤبة :
أصْلقَ نابِي عِزَّةً وصَلْقَما
وقال الليث : والحامِلُ إذا أخذها الطَّلْقُ فألْقَتْ نفسها على جنبيها مرة كذا ومرة كذا قيل : تَصَلَّقَتْ تَصَلُّقاً ، وكذلك كلُّ ذي أَلمٍ إذا تَصَلَّقَ على جنبيه ، يقال بالصاد.
قال : والقاع الصَّلَقُ يقال بالصادِ والسِّين ، وهي المستديرة الملساءُ وشجرها قليلٌ.
وأنشد للشماخ :
من الأصالِقِ عاري الشَّوْكِ مجرود
أبو منصور : لم أسمع هذا الحرف من العربِ إلا بالسين ، وَسَترَاه مشبعاً في باب السين وَالقاف.
وَقال الليث : الصَّلائق : الخبزُ الرَّقيق.
وفي حديث عمر : «لَوْ شِئْتُ لدعوتُ بِصلاءٍ وَصِنابٍ وَصلائقِ».
قال أبو عبيد : قال أبو عمرو : وَالسَّلائق بالسين كلُّ ما سُلِقَ من البقولِ وَغيرها.
قال : وقال غير أبي عمر : الصلائق بالصاد : الخبز الرَّقيق.
وأنشد لجرير :
تُكلِّفُني معيشة آل زَيْدِ |
ومن لي بالصَّلائقِ والصِّنابِ |
قال أبو منصور : ذكَرْت في باب الصَّادِ والرَّاءِ قبل هذا الباب ما رُوِي عن أبي عمرو والفراء وابن الأعرابي : أنَّ الصَّرائق بالرَّاءِ : الرقاقُ الوحدةُ صَريقةٌ لم يختَلِفوا فيها فإن صَحَ الصَّلائقُ بالَّلام فَلِقُرْبِ مَخْرجَي الرَّاءِ واللّام. وأبو عبيد لم يَرْوِ الصَّلائقَ عن إمامٍ يُعْتَمد.
وقال ابن الأعرابي : صَلَقْتُ الشَّاة صَلْقاً إذا شَويْتُهَا على جَنْبَيْهَا ، فجائزٌ أن يكون عمر أراد بالصَّلائقِ ما شُوي من الشَّاء وغيرها.
وقال الليث : رُوي لا حَلْقَ ولا سَلْقَ ولا حَلْقَ ولا صَلْق بالسِّين والصَّاد يعني رفعَ الصَّوْت ، وقد أصْلَقوا إصْلاقاً ، وأما أبو عبيد فرواه بِالسِّين. ذهب به إلى قول الله : (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) [الأحزاب : ١٩] ، وقال الفرّاء : جائز في العربية صلقوكم والقراءة سُنَّة.
وستَرى تفْسِيره في موضِعِه.
لصق : قال الليث : يقال : لَصِقَ الشَّيءُ بالشيءِ يَلْصَقُ لُصُوقاً وهي لُغَةُ تَميمٍ ، وقيسٌ تقول : لَسِقَ ، وربيعةُ تقول : لَزِقَ وهي أقْبَحُهَا إلا في أشياءَ نصفُهَا في حدودها.
قال : والْمُلْصَقُ : الدَّعِيُّ.
وقال غيره : اللَّصُوقُ : دَوَاءٌ يُلْصقُ بالْجُرْح قاله الشافعيُّ. ويقال : ألْصَقَ فلان بِعُرْقوب بَعِيرهِ إذا عَقَرَهُ وربما قالوا ألْصَقَ بساقِهِ ، وقيل لبعض الْعَرب : كيف أنت عند القِرى ، فقال : أُلْصِقُ والله بالنَّاب الْفَانيةِ والْبَكْرِ والضرْع ، وقال الراعي :
فَقُلْتُ له ألْصِقْ بأيْبَسِ ساقها |
فإن نُحِرَ الْعرقوب لا يَرْقأ النَّسَا |
أراد : ألْصِقِ السَّيف بساقهَا واعْقِرها ، والملْصَقَةُ من النِّساء الضَّيِّقة المتلاحِمَة.
قصل : قال الليث وغيره : الْقَصْلُ : قطعُ الشيءِ من وسطه أو أسفل من ذلك قَطْعاً وَحِيّاً ، وَسُمِّي القَصيلُ الذي تُعْلف الدَّواب قَصيلاً لِسُرْعةِ اقْتصاله من رَخاصَتِهِ ، وَسَيْفٌ قَصَّالٌ قطَّاعٌ ، وقال الراجزُ :
مَعَ اقْتصَال الْقصَرِ الْعَرَادِمِ
أبو عبيد عن الفراء : في الطَّعَام قَصَلٌ وَزُؤانٌ وغَفاً ، وكل هذا مما يخْرَجُ منه فيُرْمى بهِ ، قال : وَالْقِصْلُ : الأحْمَقُ والمرأة قِصلَة.
وقال الليث : وَالْقِصْلُ : الضعيفُ الْفَسْلُ ، والقُصالَةُ : ما يُعْزَلُ من البُرِّ إذا نُقِّي ثم يُدَاس الثَّانيةَ.
صقل : قال الليث : الصُّقْلان : القُرْبان من كلِّ دابَّةٍ.
والصَّقْلُ : الجلاء ، والمِصقلة ، التي يصقل
الصيْقَلُ بها سيفاً ونحوه ، ويقال : جعل فلان فرسه في الصِّقَال ، أي : في الصوانِ والصنعة.
وقال أبو عبيد : فرَسٌ صَقِلٌ : إذا طالتْ صُقْلَتُه وقَصُرَ جَنْبَاه ، وأنشد :
ليسَ بأسْنَى ولا أقْنَى ولا صَقِلْ
ورواه غيره : ... ولا سَغِل ، قال : والأنْثَى صَقِلَةٌ ، والجمع صِقَالٌ ، وفَرَسٌ طويل الصُّقْلَةِ وهي الطِّفْطِفَةُ ، قال : وما طالتْ صُقْلَةُ فَرَسٍ إلا قَصُرَ جَنْبَاه ، وذلك عَيْبٌ ، ويقال : حمارٌ لاحِقُ الصُّقْليْنِ.
وقال ذو الرُّمةِ :
خَلَّى لها سِرْب أولاهَا وَهَيَّجَها |
من خَلْفِهَا لاحِقُ الصُّقْليْنِ همهيمُ |
والعرب تُسمي اللّبن الذي قد عَلَتْهُ دُوَايَةٌ رقيقةٌ مَصقول الْكِساء ، يقول أحدهم لصاحِبه إِذا عَرَض عليه لَبناً مُدَوِّياً : هل لك في مَصقولِ الْكِسَاء ، وقال :
فهو إذا ما اهْتَاف أو تَهَيَّفَا |
يَنْفِي الدُّوَايَات إذا تَرَشَّفا |
من كل مَصقول الْكِساء قد صَفَا
اهْتَاف جاعَ وعطِشَ ، وقال آخر :
فبَات لهُ دون الصَّبَا وهيَ قَرَّة |
لِحافٌ ومَصقولُ الْكِسَاء رَقيقُ |
أي : باتَ له لباسٌ وَطعامٌ ، وهذا قول الأصمعي.
وقال ابن الأعرابي : أراد بمِصقولِ الْكِساء مِلْحَفةً تحت الْكِساء حَمْراءَ فقيل له إن الأصمعي يقول : أراد به رغْوَةَ اللّبن ، فقال : إنه لمَّا قاله اسْتَحْيا أن يرجِعَ عنه.
وروى ابن الفرج للفراء : فلانٌ في صُقْعٍ خالٍ وصُقْلٍ خالٍ : أي : ناحِيةٍ خاليةٍ.
قال : وسمعْتُ شُجاعاً يقول : صَقَعَهُ بالْعَصَا وَصَقلَهُ ، وصَقَعَ به الأرْض وصَقَلَ به الأرْض أيْ ضربِ به.
وجمع الصيْقل : صياقل وصياقلِه.
ق ص ن
نقص ـ قنص ـ صنق ـ قصن : [مستعملة].
نقص : قال الليث : النقصُ : الْخُسْرانُ في الحظِّ والنُّقصَانُ يكونُ مَصْدَراً ويكون قدْر الشيء الذَّاهِب من المنقوصِ تقول : نَقَصَ الشيءُ يَنْقُص نَقْصاً ونُقْصاناً ، فهو مصدرٌ ، وتقول نُقصَانه كذَا وكَذَا وهذا قدر الذَّاهبِ.
أبو عبيد في بابِ فَعلَ وفعلتهُ نَقصَ الشيءُ ونقصتُهُ أنا ، اسْتَوَى فيه الفعلُ اللازمُ والمجاوِزُ ، والنَّقِيصَةُ : الوقِيعَة في الناس والفعل الانتقاصُ ، وكذلك انتقاصُ الحقِّ وأنشد :
وذَا الرَّحْم لا تنتقصْ حَقّهُ |
فإنَّ القطيعةَ في نَقْصِهِ |
وجاءَ في السُّنَّةِ : انتقَاصُ الماء ، وهو
الانتِضاحُ بالماء بعد التَّطْهير رَدٌّ للوَسْواسِ ، اللحْياني في بابِ الإتباعِ إنهُ لَطَيبٌ نقيصٌ.
وقال ابن دريد : سمعتُ خُزَاعِيّاً يقول لِلطيبِ إذا كانت له رائحةٌ طيِّبةٌ إنه لنقيصٌ.
وقال امرُؤ القَيْس :
كلونِ السَّيالِ وهو عَذْبٌ نَقيص
قنص : قال الليث : القَنَصُ والقَنيصُ : الصيد ، والقانصُ والقَنَّاصُ : الصَّيادُ ، وقَنَصْتُ واقْتَنَصْتُ كقولكَ : صِدْتُ واصطدْتُ ، والقانصةُ هَنَةٌ كأنَّها حُجيْرٌ في بَطنِ الطائرِ. ويقال بالسِّين والصَّادُ أَحْسنُ.
وقَنَصُ بن معدِّ بْنِ عَدْنانَ أخو نِزارٍ.
وجاء في الحديثِ : أنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذِرِ كان من أشلاءِ قَنَصَ بن مَعَدٍّ.
صنق : أهمله الليث.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الصُّنُقُ : الأَصِنَّةُ.
وقال أبو زيد في «نوادِرهِ» : أصْنَقَ الرَّجُل في مالهِ إصناقاً : إذا أحْسَنَ القيَامَ عَليهِ ، ورجلٌ مِصناقٌ ومِيصَابٌ إذا لزم ماله وأَحْسنَ القيامَ عليه.
وفي «النَّوادِرِ» : جَمَلٌ صَنقَةٌ وصنَخَةٌ وقَبْصاة وقَبْصة إذا كانَ ضَخْماً كبيراً ، وهذه صَنَقةٌ من الحَرَّة ، وصَمَقَةٌ وصَمَغَةٌ وهو ما غَلُظَ.
قصن : أنشد ابن السكيت :
يا رِيَّهَا اليومَ عَلَى مُبِينِ |
عَلَى مُبينٍ جَرِدِ القَصينِ |
أرادَ بهِ القصيمَ فأبْدلَ الميم نُوناً.
ق ص ف
قصف ـ صفق ـ فقص ـ قفص ـ صقف (١).
قصف : روى أبو داود عن النضرِ بن شميل أنه روى حديثاً بإسناد له أن النبي صلىاللهعليهوسلم خَرَجَ يوماً على صَعْدَةٍ يتبعَها حذاقى عليها قَوْصفٌ لم يَبقَ منها إلا قَرْقَرُهَا.
قال النَّضرُ : الصّعْدَةُ : الأَتانُ ، والحذاقيُّ : الْجَحْشُ ، والقَوْصفُ : القَطِيفَةُ وقَرْقَرُها ظَهْرُهَا.
وقال ابن السكيت : القَصْفُ مَصدَرُ قَصَفْتُ العودَ أقْصفُهُ قَصْفاً إذا كَسرْتُهُ.
قال : والقَصْفُ من الهديرِ.
ويقال : عُودٌ قَصِفٌ بين القصَفِ إذا كان خَواراً ، ورجلٌ قَصفٌ.
__________________
(١) في «اللسان» (صقف) نقلاً عن «التهذيب» : «عن ابن الأعرابي : الصقوفُ المظالُّ : قال الأزهري : والأصل فيه السُّقُوف».
وأخبرني المنذري عن ابن الأعرابي : رَجلٌ قَصفُ البَطْنِ وهو الذي إذا جَاعَ فَتَرَ واسْتَرْخَى ولم يحتمل الجُوعَ.
وقال الليث : القَصْفُ كَسْرُ القناةِ ونحوهَا نِصْفَيْنِ.
يقال : قَصِفَتِ القنَاةُ قَصَفاً إذا انْكسرتْ ولم تَبِنْ ، فإذا بانَتْ قِيلَ انقصقَتْ ، وأنشد :
وأسْمرٌ غير مَجْلوزٍ عَلَى قَصف
ورجلٌ قَصفٌ : سريع الانكسارِ عن النَّجْدَةِ.
ويقال للقوم : إذا خَلَوْا عن شيءٍ فَتْرَةً وخِذْلاناً : قد انقصَفُوا عنه ، والأقْصفُ الذي انْكَسرتْ ثنيتُهُ من النِّصْف وثنيةٌ قَصْفاءُ. قلت : والذي سَمِعناه وحفِظْناهُ لأهل اللُّغةِ الأقْصمُ بالميم للذي انْكسَرَتْ ثنّيتهُ.
وأخبرني المنذري عن الحراني عن ابن السكيت عن الفراء قال : قال بعض الأعرابِ لرجل أَقْصمِ الثَّنية : قد جاءَتكم القَصْماءُ ذَهَبَ إلى سِنِّهِ فأنَّثهَا.
والقاصف : الريح الشديدة التي تقصف الشَّجرَةَ.
روي عن نابغةِ بني جَعْدةَ أنه سَمِعَ النبيَّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «فأَنَا والنَّبيّون فُرّاطُ القاصفينَ» معناه : أن النبيينَ يَتَقدّمون أمَمهمْ إلى الجنَّةِ ، وهم على أَثرهمْ يبادِرونَ إلى الجنَّةِ فَيَزْدَحِمونَ حتى يَقْصِفَ بَعضُهمْ بَعْضاً بِدَاراً إليها.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : القُصوفُ : الإقامة في الأكل والشربِ.
قال : والصُّقوف : المظَالُّ ، قلت : الأصل فيه السُّقُوفُ.
وقال الليث : القَصْفُ : اللعِب واللهْو وسمعت قَصْفةَ القومِ أيْ دَفعتهمْ في تَزاحمهمْ.
وقال العجاج :
كقصفةِ الناس من المُحْرَنْجمِ
وفي حديث آخر : عن النَّبي صلىاللهعليهوسلم أنهُ قال : «لما يهُمُّني من انْقِصَافِهِمْ على باب الجنَّةِ أهمُّ عِنْدِي منْ تَمامِ شَفَاعَتِي» وقَصَفَ الْفَحْلُ يقْصِفُ قَصْفاً وقُصُوفاً وقَصِيفاً إذا هَدَرَ في الشِّقْشِقَةِ ، ويقالُ : قصِف النَّبْتُ يقْصَفُ قصَفاً فهو قصِفٌ : إذا طال حتى انْحَنَى مِنْ طُولِهِ ، وقال لبِيد :
حتى تَزَيَّنَتِ الْجِوَاءُ بِفاخِرٍ |
قَصِفٍ كألْوانِ الرِّجالِ عَمِيم |
أيْ : بِنَبْتٍ فاخِرٍ.
وقال ابن شُميل : الْقَصَافُ المرْأة الضَّخْمَةُ ورعْدٌ قاصِفٌ إذا اشْتَدَّ صوتُهُ.
صفق : أبو عبيد عن أبي عبيدة : صَفَقْتُ الباب وأصْفَقْتُهُ وبلقْتُهُ وأبلَقْتُهُ بِمَعْناهُ ، وقال الأصمعيُّ : صفقْتُ البابَ أَصْفِقُهُ
صَفْقاً ، ولمْ يَذْكُرْ أصْفَقْتُهُ ، أبو عبيد عن أبي زيد : سفقتُ الباب وأسْفقتهُ : إذا ردَدْته ، أبو منصور : وهذا ضدُّ ما قال أبو عبيدة لأن بلقْتُه بمعْنَى فتحته لا غيرُ.
وقال ابن شُميلٍ : سَفَقْتُ الباب وصفقْتُهُ ، قال : وقال أبو الدُّقَيْشِ : صفقْتُ الباب أصفِقهُ صَفقاً أي : فتحتُهُ ، وتركتُ بابَهُ مَصْفوقاً أي : مفْتُوحاً قال : والناس يقُولونَ صَفقْتُ الباب وأصفقتُه إذا رَدَدْتَهُ ، وقال أبو الخَطَّاب : يقالُ هَذَا كُلُّهُ ، قال : وبابٌ مبلُوقٌ أي مفتُوحٌ.
وروى ابن الفرج عن أعرابيٍّ أنَّهُ قال : أصفقْتُ الباب وأصمَقْتُه بمعْنى أغلقْتُه.
وقال غيره : هي الإجافة دون الإغلاقِ ، وقال الأصمعيُّ : ثوبٌ سفيقٌ وصفيقٌ : مُحْكَمُ الصنْعة ، وأعطاه سفقْة يمينه وصفقة يمينِه إذا بايَعُه ، قال : ويقال : أصفقوا على ذلك الأمر إصْفاقاً إذا اجتمعوا عليه ، ويقال : اصْفِقْهُمْ عَنْك ، أي : اصْرِفهُم عَنْكَ وأنشدَ قول رؤبةَ :
فَما اشْتلاها صفقةً في الْمُنصفَقْ |
حتى تردَّى أرْبَعٌ في الْمُنْعَفَقْ |
قال : ويقال : صفَّقَ بيديْهِ وصفحَ سَواءٌ ، وفي الحديث : «التَّسْبيحُ للرِّجال والتَّصفيقُ للنِّساءِ» المعنى : أنهُ إذا نابَ الْمُصلي شَيْءٌ في صلاتِهِ فأراد تَنْبيهَ من بحذائهِ صفقت المرأة بيديْهَا وسبَّحَ الرَّجل بلسانه ، وقال الأصمعيُّ : صَفقَ فلانٌ عيْن فلان يصفِقُها إذا ضربها ويقال : وردنا ماءً كأنه صفَقٌ ، وهو أول ما يُصبُّ في القربةَ الجديدةِ فيخْرجُ الماء أصفر ، ويقال : صفَّق الخمْر إذا حوَّلَهَا من إناءٍ إلى إناء فهيَ مُصفقَةٌ ويقالُ : أصفقتْ يده بكذا وكذا إذا صادفته ووافقته.
وقال النَّمر بن تَوْلَب يصفُ جزّاراً :
حتى إذا طُرِحَ النَّصيبُ وَأصْفَقت |
يَدُهُ بجلْدَة ضَرْعِها وحُوارِها |
وقال أبو كبير الهذَليّ :
أخلاد إن يُصْفِق لأهْلِ حظيرة |
فيها المجهجة والمنارة يُرْزِم |
إن يُصْفق أي يقدر ويُتَاحُ ، يقالُ : أُصْفِقَ له ، أي : أتيح ، يقول : إنْ قُدِّرَ لأهل حظيرة متحرّزين الأسَد ، كان المقْدُورُ كائِناً ، وقوله : والمنارة يُرْزِمُ ، أرَادَ : تَوَقدَ عيني الأسد كالنار.
وفي الحديث : «صفْقتان في صفقة رِباً» ، معناه : بَيْعَتان في بَيعةٍ واحدةٍ رِباً ، وهو على وجْهين : أحدُهما : أن يقول البائعُ للمُشتري : بعتُك عبدي هذا بمائةِ دِرْهمٍ على أنْ تَشْتَري مِنّي هذا الثَّوْبَ بعشرة دراهم. والوجهُ الثاني : أن تَقُول لَهُ بِعْتُكَ هذا الثوب بعشْرينَ درهماً عَلَى أنْ تبيعَني متاعك بعشرةِ دراهم ، وإنما قيل للبيعةِ صفقةٌ لِضرب اليد على اليد عند عقد
البيع ، وصفقَا العنق وغيره ناحيتاهُ ، وجاءَ أهل ذلك الصفق أي : أهل ذلك الجانب.
وفي حديث لُقْمانَ بن عادٍ حين وصف إخوتهُ ، فلما بلغ صفةَ ذِي العفاق قال : خذِي منّي أخي ، ذا العِفاق صَفّاق أفَّاقٌ.
قالَ القتيبي : قال الأصمعي : الصَّفّاق الذي يصفِق على الأمر العظيم ، والأفَّاق الذي يتصرف ويأتي الآفاقَ. قال القتيبي : روى هذا أبو سفيان عن الأصمعيّ.
أبو مَنصور : والذي أراه في تفْسير الصفاق غيرُ هذا القوْل ، والصَّفّاق عندي الرَّجل الكثيرُ الأسفار والتصرف في البلادِ والتجارات ، والصَّفْق والأفْقُ قريبان مِنَ السّواءِ ، وكذلِك الصَّفّاقُ والأفاق ، ويقالُ : انصفَقَ القوْمُ عن جهتهمْ أي : انصرَفوا عنها.
وقال الليث : يقالُ للثَّوْبِ المعَلق تصفِّقُه الرياحُ كل مصفَّقٍ وتصفِقُه بمعناه.
وأنشد :
وأخرَى تصفِّقها كلُّ رِيح |
سَريع لدَى الجوْر إرغانُها |
ويقال : اصطفَقتِ المزاهرُ إذا أجابَ بعضها بعضاً ، وصِفاقُ البطن : الجلدُ الباطنُ الذي يلي سوادَ البطن.
قال : وبعضٌ يقول جلدُ البَطن كلُّه صِفاقٌ.
شمرٌ عن ابن شميل : الصِّفاقُ ما بين الجلد والمَصْرَان ، ومرَاقُّ البَطن صِفاقٌ أجمَعُ ما تحتَ الجلدِ منه إلى سواد البطن.
قال : ومرَاقُّ البَطن كلُّ ما لم ينحنِ عليه عَظْمٌ.
قال : وقال الأصمعي : الصِّفاقُ : الجلدُ الأسفلُ الذي دُون الجلدِ الذي يُنسلخُ ، فإذا سُلِخَ المَسْكُ بقي ذلكَ يُمْسِكُ البطنَ ، وهو الذِي إذا انشقَّ كان منه الفَتْقُ.
أبو عبيدٍ عن الأموي : أصْفقْتُ الغنمَ : إذا لم تَحْلُبْها في اليوم إلا مرةً.
وأنشدنا :
أَوْدَى بنُو غنْمٍ بألْبانِ العُصُم |
بالمُصْفَقاتِ وَرَضُوعاتِ الْبَهَمْ |
وقال غيره : الْمُصافِقُ منَ الإبل الذي يَنامُ عَلَى جَنْبِه مرَّة وعلى الآخَرِ مرّة ، وإذا مَخَضَتِ الناقةُ صافَقَتْ.
وقال الشاعر يصف دجاجة وبيضتها :
وحاملةٍ حَيّاً وليْسَتْ بحيَّةٍ |
إذا مَخضَتْ يوماً بهِ لم تُصافقِ |
ويقال : صَفَقَه بالسَّيْفِ إذا ضَرَبَه.
وقال الراجزُ :
كأنها بَصْرِيّةٌ صوَافِقُ
وَمِصْرَاعَا البَابِ صَفْقَاهُ ، ويقال : صفَّقَ الخمرَ إذا مَزَجها بالماءِ.
وقال الأعشى :
وشمولٍ تحْسَبُ العينُ إذا |
صُفِّقَتْ وَرْدَتهَا نَوْرَ الذُّبَحْ |
وقال ابن شميلٍ : يقال : إنه لمُبَارَك الصفْقَة أي : لا يشتَرِي شيئاً إلا رَبحَ فيه ، وقد اشتريتُ اليومَ صفقةً صالحةً ، والصفقةُ تكون للبائع والمشتَرِي ، ويقال لحوادِثِ الخُطوبِ وصوارفها : صوافقُ وصفائقُ.
وقال أبو ذُؤيب :
أخ لكَ مأمون السَّجيَّات خِضْرم |
إذا صَفَقَتْه في الحرُوبِ الصوافق |
وقال كثيِّرٌ في الصَّفائق :
وأنْتِ المُنى يا أمَّ عمرٍ لو أننا |
نَنالُكِ أو تُدْني نواكِ الصفائقُ |
الواحدَةُ : صفِيقةٌ بمعنى صافِقة.
سلمة عن الفراء : صفَقْتُ القَدَحَ وصفَّقْته وأصفقته إذا ملأته ، والتصفيقُ أن ينويَ نيَّةً ثمّ يرُدَّها ، ومنه :
وزلَل النِّيّة والتصفِيق
قفص : قال الليث : والقفصُ : شيءٌ يُتخذُ من قصبٍ أوْ خَشَبٍ للطير.
وأخبرني المنذرِي عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : وقال أبو عَوْنٍ الحرمازيّ إن الرجل إذا أكل التمرَ وشرِبَ الماء عليه قَفِصَ ، وهو أنْ يُصيبه القَفَصُ وهو حرارةٌ في حلقه وحموضةٌ في معدته.
وروى سلمة عن الفراء قال : قالت الدُّبيريَّةُ : قفِصَ وقبِصَ بالفاءِ والباء إذا عرِبَتْ معدتهُ.
أبو عبيد عن أبي عمرو قال : القَبْصُ : الخفَّةُ والنشاط ، وقد قبَصَ يقبِصُ ، والقُفصُ نحوه.
أبو عبيد : القفِصُ : النشيطُ ، والقفْصُ : الوَثْبُ ، وقد قَفصَ يقفِصُ وقفَّصتُ الظبْيَ : إذا شددْتُ قوائمَه وجمعْتُها.
وقال الأصمعيُّ : أصبحَ الجرادُ قَفِصاً إذا أصابه البردُ فلم يستطعْ أنْ يطير ، وفرَسٌ قفِصٌ وهو المتَقَبِّضُ الذي لا يُخرجُ ما عنده كلَّه ، يقال : جرَى قفِصاً.
وقال ابنُ مُقبل :
جرَى قفِصاً وارْتدّ من أصل صُلبِه |
إلى موضعٍ منْ سَرْجه غير أحْدب |
أي : يرجعُ بعضُه إلى بعضٍ لقَفَصِه وليس منَ الحدب.
اللحياني : قفِصَ يقْفَصُ قَفصَاً : إذا تشنَّج من البرْد ، والقفْصُ : حَبُّ ، والقُفص : جيلٌ متلصِّصُون في جبَل لهم بين جبالِ فارسَ وتخُوم بلادِ السِّندِ.
فقص : قال اللحياني : فقَسْتُ البَيضةَ أفْقِسُها فقْساً ، وفقَصْتُها فقصاً إذا فضَخْتُها.
ق ص ب
قصب ـ قبص ـ صقب ـ بصق.
قصب : قال الليث : القَصَبُ : ثيابٌ تُتخذُ من كتَّانٍ ناعمةٌ رقاقٌ والواحدُ منها قصَيٌّ.
قال : وكلُّ نبْتٍ كان ساقه أنابيب وكعوباً فهو قَصَبٌ ، ويقال للزرع : قدْ قصَّب تقصيباً والقَصَبةُ جوْفُ القصْر وجوْفُ الحِصْن يُبْنى فيه بناءٌ وهو أوسطه ، والقصبة في الأنف عظمه ، وكل عَظْم كان مستديراً أجْوَفَ فهو قصبٌ ، وكذلك ما اتّخِذَ مِن فِضّةٍ أوْ غيرِها ، والقصْبَاءُ هوَ القصبُ النَّابتُ الكثير في مقصبتِه ، والقصب مِنَ الجوهرِ ما كان مُستَطيلاً أجْوَف.
وفي الحديث : أن جبريل قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : «بَشِّرْ خديجةَ ببيْتٍ في الجنَّة من قصبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصبَ».
قال أهل العِلم واللغة : القصَبُ في هذا الحديث لؤلؤٌ مُجَوَّفٌ واسِع كالقصْر المُنِيفِ.
وقال الأصمعي : القصَب : مَجاري ماء البئر مِن العُيون ، والقصَبُ : كل عَظمٍ فيه مُخٌّ الواحدة قَصَبة ، والقصَبُ : العُروق التي في الرِّئةِ ، وقصَبَة القريَةِ وسَطها ، وقَصَبَهُ يَقصِبُه قصْباً إذا عابه ووقَع فيه ، وقَصَّبَ شَعْره إذا جَعَّدَه ، ويقال : لها قُصّابَتَان أيْ غَدِيرَتانِ.
وقال الليث : القَصْبة : خصلة من الشَّعر تَلْتَوي ، فإنْ أنتَ قَصَّبْتَها كانتْ تقْصيبة ، والجميعُ التَّقاصِيبُ ، وتقْصيبكَ إيَّاها ليُّكَ الخُصلةَ إلى أسْفلِها تضمُّها وتشدُّها فتصبحُ وقَدْ صارتْ تقاصِيب كأَنها بَلابلُ جارِيَة.
قال : والقصْبُ : القطْعُ.
أبو عبيد عن أبي زيد : القصائِبُ : الشَّعر المُقصَّبُ ، واحدتها قصيبَةٌ.
قال : وقال أبو عبيدٍ : الأقصاب : الأمعاءُ ، واحدها قُصْبٌ ، وكذلك قال أبو عمرو.
وفي الحديث : أن عمرو بنَ لُحَيٍّ ، أَوَّل مَن بَدَّل دينَ إسماعيل. قال النبي عليهالسلام : «فرأَيْته يجر قُصْبَه في النَّار».
وقال غيره : سُمِّيَ القصابُ قصاباً لِتَنقيَته أقْصابَ البطْنِ.
وقال الليث : القاصِب : الزَّامِر.
وقال أبو عمرو في قوله :
وشاهِدنا الجُل والْياسمين |
والمسْمِعات بِقُصّابها |
قال : القُصَّابُ : المزاميرُ ، واحدتها قُصّابةٌ.
وقال ابن شميل : أخذ الرَّجلُ الرَّجلَ فَقَصَّبَهُ ، والتَّقْصِيبُ أن يَشُدَّ يديهِ إلى عنقِه ، والقَصَّابُ سُمِّيَ قَصَّاباً لذلك ، ورجلٌ
قَصَّابةٌ للناسِ إذا كان وقّاعاً فيهم ، وقصَّبَ بنا الطريق : إذا امتلأ ، وطريقٌ مُقَصِّبٌ.
وحدثنا أبو زيد عن عبد الجبار عن سفيان بن عمرو عن محمد بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ : أن سعيد بن العاص سَبَّقَ بين الخيلِ في الكوفةِ فجعلها مائة قَصَبةٍ وجعلَ لأخيرها قَصَبةً ألفَ دِرْهم.
قال : أراد أنه ذَرَعَ الغايَةَ بالقصبِ فجعلها مائةَ قصبةٍ.
وقولهم : حازَ فلانٌ قَصَبةَ السَّبْقِ إذا سَبَقَ إلى أقصَى القصبةِ في الغايةِ ، وقيلَ : إن تلك القصبة التي تُذْرَعُ بها الغايةُ تُرْكَزُ عند أقصاها ، فمن سبقَ إليها أخذها واستحقَّ الخطرَ.
وقال أبو عمرو : القَصَّابُ : الزَّمّارُ.
وقال رؤبة يصفُ الحمار :
في جوفهِ وحْيٌ كَوَحْيِ القَصّاب
وقال الأصمعي : أراد الأعشى بالقُصَّابِ الأوتارَ التي سُوِّيَتْ من الأمعاء ، وقول أبي عمرو أصوب.
وقال الأصمعي : قَصَبَ البعيرُ فهو قاصِبٌ إذا أبَى أن يشربَ ، والقومُ مُقْصِبونَ إذا لم تشرب إبلهم ، وفَرَسٌ مُقَصِّبٌ : سابقٌ.
وقال الشاعر :
ذِمارَ العَتِيكِ بالجوادِ المُقَصِّب
أبو عبيد عن الأصمعي : في باب السَّحابِ الذي فيه رعدٌ : ومنه المُجَلْجِلُ والقاصِبُ بالباءِ والمُدَوِّي والمُرْتَجِسُ.
أبو منصور : شَبَّهَ صوتَ رعْدِهِ بالقاصب أي : الزّامرِ.
وسألَ أحمد بن يحيى ابن الأعرابي عن قوله : «بَشِّرْ خَدِيجَةِ بِبَيْتٍ مِنْ قَصبٍ» فقال : القصبُ ها هنا الدُّرُّ الرَّطْبُ ، والزّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالياقوت.
قال : والبيت ها هنا بمعنى القَصْرِ والدَّار كقولك : بيتُ الملكِ أي : قصره.
وقال ابن الأعرابي : قَصَبةُ البلادِ مدينتُها ، ودِرَّةٌ قاصِبَةٌ إذا خرجتْ سهلةً كأنها قضيبُ فِضَّةٍ.
صقب : قال الليث : الصقْبُ والسَّقْبُ لُغتانِ : الطويلُ من كلِّ شيءٍ ، ويقال للغصْنِ الريّانِ الغليظ الطويلِ سَقْبٌ.
وقال ذو الرُّمة :
سَقْبانِ لم يَتَقَشَّر عنهما النَّجَبُ
قال : وسألتُ أبا الدُّقَيْشِ عنه فقال : هو الذي قد امْتَلأَ وتمّ ، عامٌّ في كل شيءٍ من نحوه.
أبو عبيد عن الأصمعي : الصُّقُوبُ : العَمَدُ التي يُعْمَدُ بها البيتُ واحدها صَقْبٌ ، كذا رواه بالصاد.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «الجارُ أحَقُ بِصقَبِه».
قال أبو عبيد : قولُهُ : أحَقُ بصقبِهِ يعني القُرْبَ.
ومنه حديث عليٍّ عليهالسلام أنه كان إذا أُتِيَ بالقتيل قد وُجِدَ بين القريتين حَمَلَهُ عَلَى أصْقَبِ القَريَتَيْنِ إليه.
وقال ابن الرُّقيَّات :
كُوفِيَّةٌ نازِحٌ محلَّتُها |
لا أمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ |
قال : ومعنى الحديث : أن الجارَ أحقُّ بالشفعةِ من غيره.
وقال اللحياني : أَصْقَبَتِ الدارُ وأَسْقَبَتْ أي : قَرُبَتْ ، وداري من دارِهِ بِسَقَبٍ وصَقبٍ وزَمَمٍ وأمَمٍ وصَدَدٍ ، أي : قريبٌ ، ويقال هو جاري مُصاقِبي ومُطانِبي ومُؤاصِري.
أي : صقب داره وإصاره وطُنُبه بحذاء صَقب بيتي وإصاره.
وقد أصقبَكَ الصّيْدُ فارْمِهِ ، أي دَنا منك وأمكنك رميُهُ.
أبو عبيد عن الكسائي : لقيته صِقاباً وصِفاحاً مثل الصِّرَاحِ أي مواجهةً.
قبص : قال الليث : القبْصُ : التَّناولُ بأطرافِ الأصابع.
قال الله عزوجل : (فقبصت قبصة من أثر الرسول) ، هكذا قرأهُ الحسنُ بالصاد ، وقرأه العامّة (فَقَبَضْتُ).
وقال الفراء : القبْضَةُ بالكفِّ كلها ، والقبْصَةُ بأطراف الأصابع ، وقال : والقَبْصَةُ والقُبْصَةُ : اسم ما تَناوَلْتَهُ بعينه.
وقال الليث : والفرسُ القَبوصُ الذي إذا جَرَى لم يصبِ الأرضَ إلا أطرافُ سنابكه من قُدُمٍ ، وأنشد :
سَلِيمُ الرّجْعِ طهطاهٌ قَبوصُ
وقال ذو الرُّمّة يَصِفُ ركاباً :
فَيَقبِصْنَ من عادٍ وسادٍ وواخِدٍ |
كما انْصَاع بالسِّيِّ النَّعامُ النَّوافِرُ |
يقبصْن : يَنْزُونَ ، يقال : قَبَصَ الفرس : إذا نزا.
أبو عبيد عن أبي عمرو : القبَصُ : الخِفَّةُ والنشاط ، وقد قَبِصَ يَقبَصُ والقفَصُ نحوه.
وفي الحديث : أن عمر أتَى النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده قِبْصٌ من الناس.
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : هُمُ العددُ الكثير ، وأنشد :
لكم مسجدَا اللهِ المَزُوران والحَصَى |
لكم قِبْصُهُ من بين أثْرَى وأقْتَرَا |
أي : من بين مُثْرٍ ومُقِلٍّ.
وقال الليث : القِبْصُ : مجتمعُ النمل الكثير ، ويقال : إنهم لفِي قِبْصِ الحَصَا ، أي : في كثرتها ، لا يُسْتطاع عَدُّهُ من كثْرَتِهِ ، والقبَصُ في الرأس ارتفاعٌ فيه وعظمٌ ، وأنشد في صفةِ هامةِ البعير :
قَبْصَاء لم تُفْطَح ولم تُكَتَّلِ
وقال ابن السكيت : القَبْصُ : وجَعٌ يصيبُ الكَبِد من أكل التمر على الرِّيق ثم يشربُ عليه الماء ، وأنشد :
أَرُفْقَةٌ تشكو الجُحافَ والقبَصْ |
جُلودهم أَلْيَنُ من مَسِّ القُمصْ |
المِقبَصُ : المِقوَسُ ، وهو الحبلُ الذي ترسل منه الخيلُ في السِّباق.
بصق : قال الليث : بَصَق لغةٌ في بَسَق وبَزَقَ.
وقال أبو عمرو : والبَصْقةُ : حَرّةٌ فيها ارتفاعٌ وجمعها بِصاقٌ.
وقال ابن دريد : بُصاقَةُ القمَرِ وبُصاقه حَجَرٌ أبيضُ يتلألْا.
ق ص م
صمق ـ قمص ـ قصم ـ صقم.
صمق : أهمله الليث.
وفي «نوادر الأعراب» يقال : ما زالَ فلانٌ صامِقاً منذ اليومِ وصامِياً وصابِياً أي عطشان أو جائِعاً.
قال : وهذه صَمَقةٌ من الحَرّةِ : أَي غليظةٌ ، قالوا : وأَصْمَقْت الباب وَأَصْفَقته ، أَي : أَغلقته ، قاله السُّلميُّ.
قصم : قال الليث : القَصْمُ : دقُّ الشيء ، ويقال للظالم : قَصَمَ الله ظهره ، ورجلٌ قَصِمٌ ، أي : هارٍ ضعيف سريع الانكسار ، وقناةٌ قَصِيمةٌ أي منكسرة ، والأقْصَمُ أعمُّ وأعرف من الأقصَفِ وهو الذي انقصمت ثنيَّتُه من النصف والقَصِيمَةُ من الرَّمل ما أنبت الغَضى ، وهي القصائم.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم : «ويُرفعُ أهل الغُرفِ إلى غُرفهم في دُرَّة بيضاء ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ».
قال أبو عبيد : القصم ـ بالقاف ـ هو أن ينكسر الشيء فَيَبينَ ، يقال منه : قصمتُ الشيء : إذا كسرته حتى يَبِينَ ، ومنه قيل : فلانٌ أقْصَمُ الثَّنِيَّةِ إذا كان منكسِرها.
ومنه الحديث الآخر : «استغنوا عن الناس ولو عن قِصْمَةِ السِّواك» يعني ما انكسر منه إذا اسْتِيكَ به.
قال : وأما الفَصْمُ ـ بالفاء ـ فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِينَ.
أبو عبيد : القَصائمُ من الرِّمال ما ينبت العِضاه.
أبو منصور : وقول الليث في القَصِيمَةِ : ما ينبت الغَضى هو الصواب ، كذلك حفظته عن العرب ، والقَصيمُ موضع معروف يشقُّه طريق بطن فلجٍ.
وأنشد ابن السكيت :
يا ريّها اليوم على مبين |
على مُبين جرد القصيم |
وإياه عنى الراجز :
أفرِغْ لشولٍ وعشارٍ كُومِ |
باتت تُعَشَّى الليل بالقَصيم |
وقال آخر يصف صياداً :
وأشعثَ أعلى مالهِ كِفَفٌ لهُ |
بفرشِ فلاةٍ بينهنَ قَصيمُ |
والفرش : منابتُ العُرْفُطِ.
شمر عن ابن الأعرابي : فرشٌ من عُرْفُطٍ وقصيمةٌ من غَضىً ، وأيكةٌ من أثْلٍ ، وغالٌ من سَلَمٍ وسليلٌ من سمرٍ.
وفي الحديث : «تطلعُ الشمس من جهنم بين قَرْني شيطان فما ترتقع في السماء من قَصْمَةٍ إلا فُتح لها باب من النار فإذا اشتدت الظهيرة فُتحت الأبواب كلها» ، القصْمةُ : مرقاةُ الدرجة سميت قَصْمةً لأنها كِسرةٌ ، وكل شي كسرته فقد قصمتهُ.
قمص : قال الليث : القِماصُ ألا يستقر في موضع تراه يَقْمِصُ فيثبُ من مكانه من غير صبر ، يقال للقلِقِ قد أخذه القِماصُ.
قال : والقَمَصُ : ذباب صغار يكون فوق الماء ، والواحدة قَمَصَة ، والجراد أول ما يخرج من بيضه يسمى قَمَصاً ، والقَمِيصُ معروف يذكَّر ، وأنَّثه جريرٌ حين أراد به الدِّرع فقال :
يدعو هوازِنَ والقميصُ مُفاضةٌ |
تحت النِّطاق تُشَدُّ بالأزرارِ |
وقال ابن الأعرابي : رُوِي عن عثمان أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : «إن الله سَيُقَمِّصُكَ قميصاً وإنك لتُلَاصُ على خلعه فإياك وخلعه!» ، قال : القميصُ : الخلافة ، والقميصُ : غلاف القلب ، والقميصُ : البِزْذَوْنُ الكثير القُماص والقِماصِ ، والضمُّ أفصح.
صقم : أهمله الليث.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : الصَّيْقَمُ : المُنْتِنُ الرائحة.
باب القاف والسين
ق س ز مهمل.
ق س ط
[قسط] ـ سقط ـ طسق : مستعملة.
قسط : قال الليث : القُسْطُ : عودٌ يجاء به من الهند يجعل في البخور والدواء.
عمرو عن أبيه : يقال لهذا البخور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكشْطٌ.
قال : والقِسْطُ بكسر القاف : العدل والفعل منه أقسط بالألف.
قال : والقَسْطُ بفتح القاف : الجورُ ، يقال منه قسطَ يقسِطُ قَسْطاً وقسوطاً ، والقَسطُ : طول الرِّجل وسَعَتها.
قال : والقِسْط : النصيب ، والقُسطانة : قوس قزح ، والقُسْطُناس : الصَّلاءةُ.
وقال الله : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥)) [الجن : ١٥].
قال الفراء : هم الجائرون الكفار ، قال : والمُقْسِطُون : العادلون المسلمون.
قال الله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة : ٤٢].
وقال الليث : القُسوط : المَيْلُ عن الحق ، وأنشد :
يَشْفِي من الضِّغْنِ قُسوط القاسطِ
قال : والرِّجل القَسطاءُ يكون في ساقها اعوجاج حتى تَتَنَحَّى القدمانِ وتنضمَّ الساقان والقسَطُ خلاف الْحَنَفَ.
قال : والإقْساطُ العدل في القسمة والحكم ، يقال : أقْسَطْتُ بينهم وأقْسَطْتُ إليهم ، وقد أخذَ كلُّ واحدٍ منهم قِسْطَهُ أي : حِصَّتَهُ ، وقد تَقَسَّطُوا الشيء بينهم أي اقْتَسَمُوهُ على السواءِ والعدلِ ، وكلُّ مقدارٍ فهو قِسْطٌ في الماء وغيرهِ.
وقال الله : (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) [الإسراء : ٣٥].
يقال : هو أقْوَمُ الْموازينِ ، وبعضهم يقولُ هو : الشاهِينُ ، يقال : قُسطاسٌ وقِسْطاسٌ.
أبو سعيدٍ : يقال لقوس الله الْقُسْطانيُ.
وقال الطرماح :
وَأُديرَتْ حَفَفٌ تحتها |
مثلُ قُسْطانيّ دجنِ الْغَمَامِ |
أبو عمرو : الْقُسطانُ قَوْسُ قزح ونهى عن تسميته قوس قزح.
وقول امرئ القيس :
إذْ هُنَ أقْساطُ كَرِجْلِ الدَّبَى |
أوْ كَقَطَا كاظِمَةَ النَّاهِلِ |
أراد أنها جماعاتٌ في تفرقةٍ.
أبو عبيد عن العدَبَّسِ قال : إذا كان البعيرُ يابس الرّجْلَيْنِ من خلقةٍ فهو أقْسَطُ وقد قَسِطَ قَسَطاً.
وقال غيرهُ : وقد يكون الْقَسَطُ يُبْساً في العنقِ.
وقال رؤبة :
وضَرْبُ أعناقِهم القِساط
قال أبو عمرو : قَسِطَتْ عظامهُ قُسوطاً إذا يَبِسَتْ من الهُزالِ ، وأنشد :
أعطاهُ عَوداً قاسِطاً عِظامهُ |
وهو يُبَكِّي أَسَفاً وينتَحِب |
ويقال : قَسَّطَ على عياله النَّفَقَةَ تَقْسِيطاً أي : قَتَّرها.
وقال الطرماح :
كَفَّاهُ كَفٌّ لا يرى سَيْبُهَا |
مُقَسَّطاً رهبةَ إعدامها |
ابن الأعرابيّ والأصمعيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ وهو أن تكون الرّجلُ مَلْساء الأسفلِ كأنَّها مالجٌ.
أبو عمرٍو : القَسْطانُ والكَسْطانُ : الغبارُ.
وأخبرني المنذريُّ عن المبردِ أنه قال : القِسْطُ : أربعمائةٍ واحدٌ وثمانونَ درهماً.
قال أبو عبيد : القِسْطُ : نصفُ الصاع ، والفَرَقُ ستةُ أقساطٍ.
سقط : قال الليث : السَّقْطُ والسُّقط لُغتانِ لِلولدِ المُسْقَطِ ، فأما ما سَقَطَ من النَّارِ حينَ تُقدحُ فهو السِقطُ مكسورٌ ، قال : والسَّقْطُ والسُّقطُ في الولدِ ، الذكرُ والأنثى فيه سواءٌ.
أبو عبيد عن أبي عبيدة : هو سُقْطُ الرَّمل وسِقطه وسَقْطُهُ يعني منقطعهُ ، وكذلك سُقطُ المرأةِ فيه ثلاثُ لُغات.
أبو حاتم عن الأصمعيّ ، يقال : البصرةُ مَسْقطُ رأسي بِفَتح القاف ، ومَسْقِط الرَّملِ بالكسرِ مُنْقَطَعُهُ.
ويقال للولدِ : سَقْطٌ وسُقْطٌ وسِقْطٌ ، وقد أسقَطَت المرأةُ إسْقاطاً ، قال : وسِقْطُ الزَّنْدِ ما وقع من النَّارِ حينَ تُقْدَحُ ، قال.
وسَقْطُ الرَّمْلَةِ مُنقَطَعها منصوبة السين ، وهذا كله قول الأصمعيِّ.
قال : ويقال : هذا مَسْقِطُ الرَّملِ حيث انقطعَ ، وهذا مَسقِطُ رأسه حيث وُلدَ ، وهذا مَسقِطُ السَّوْطِ حيث سَقَطَ ، ومَسقِطُ النَّجْمِ.
ويقال : أتانَا في مَسْقِط النجم : أي : حينَ سَقَطَ.
ويقال : هذا الفعلُ مَسْقَطَةٌ للرجل من عيون الناس ، وهو أن يأتي ما لا ينبغي.
ويقال : فلانٌ قليلُ السِّقاطِ إذا كانَ قليلَ العِثَار ، وأُسْقط فلانٌ من الحساب إذا ألقى منَ الحسابِ ، وقد سَقَطَ من يدي.
وقال اللحيانيُّ : يقال سَقَطَ في كلامه وبكلامه ، وما أسْقَطَ حَرْفاً.
قال الأصمعيُّ : ويقال : سَقَطَ العَشاء به على سرحان ، يُضْرَبُ مَثَلاً للرجلِ يَبغي البُغيةَ فيقَعُ في أمرٍ يُهْلكه ، وأُسقِط فلان من الديوان.
وقال لِخُرْثِيِّ المتاعِ سَقَطٌ ، ويقال : سيفٌ سَقَّاطٌ وراء ضريبته إذا جازَ ضريبته ، والسَّقِيطُ : الثلج. يقال : أصبحت الأرضُ مبيضَّةً منَ السقِيطِ ، يريد من الثلجِ.
وأنشد أعرابيٌّ :
وليلةٍ يا ميَّ ذاتِ طَلِ |
ذاتِ سَقِيطٍ وندًى مُخْضَلِ |
طعمُ السُّرى فيها كطعمِ الخلِ
ويقال : رفعَ الطائرُ سِقْطيه : يعني جناحيه.
وقال الراعي :
حتى إذا ما أضاءَ الصبحُ وانبعثتْ |
عنه نعامةُ ذي سِقطين معتكر |
أراد نعامةَ ليل ذي سِقطين ، وسِقطَا الليل : ناحيتا ظلامهِ.
وقال الليث : جمعُ سَقَطِ البيت أسْقاطهُ نحو الإبرة والفأس والقِدْرِ ونحوها ، والسَّقَطُ من البيعِ نحو السكر والتوابل ونحوها ، وبيَّاعُهُ سَقَّاطٌ ، وأنكره بعضهم فقال لا يقال سَقَّاطٌ ، ولكن يقال صاحبُ